لم اكن اتصور انني سأكتب يوما باسم مستعار بعد سقوط الطاغية في بغداد، ولكني وجدت نفسي مضطرا الى ذلك هذه المرة، والى امد لا يعرفه الا الله، الى حذف اسمي الحقيقي واستخدم اسما مستعار هو ايكاروس، وهو الامر الذي لم افعله في زمن صدام الا في حالات قليلة.
لربما كان لدي اسباب مقنعة بالنسبة لي، لكن لا يلزم ان تكون كذلك بالنسبة لعموم القراء، لكني اريد ان اذكر سببين اثنين ربما يبرران جزئيا الاختفاء وراء اسم مستعار.
السبب الاول، هو تأثر بعض المتلقين باسم الكاتب، اكثر من تأثرهم بما كتب، على طريقة النظر الى من قال وليس الى ماقال. وهذه مشكلة في التلقي وفي العلاقة بين الكاتب والقارئ تؤدي الى انخفاض منسوب الموضوعية في التعامل مع النص، بسبب الموقف المسبق من الكاتب، معه او ضده، رغبة بكتابته او نفورا منها، ويتم في هذه الاثناء استحضار التاريخ والتجارب الشخصية والمناسبات الخاصة وغير ذلك، ليخرج الحكم على "ماقال" مختطا بكل هذه العوامل، التي تضيع بين دهاليزها الفكرة والكلمة والموقف الذي تضمنه النص.
السبب الثاني، عدم قدرة بعض المتلقين والمعنيين على التمييز بين النقد الذي قد يمارسه الكاتب، وبين تفسير النقد بانه ضد او مع، الجهة او الشخص التي يتناوله. وهذه مشكلة اكبر من الاولى. فالنقد ممارسة فكرية لا علاقة بها بالموقف السياسي المعارض او المؤيد، وتفسيره على هذا الاساس يجهض الغرض او الفائدة منه. ومما يزيد الطين بله ان يجري النظر اليه من زاوية المهابة والكرامة الشخصية، حين يتصور الطرف الذي تعرض للنقد ان قيمته الذاتية وكرامته الشخصية قد تعرضت للمهانة والانتقاص جراء النقد، ومن ثم تتدهور العلاقة بينه وبين الكاتب الذي مارس بحقه النقد. لهذين السببين، ولغيرهما من الاسباب مما لم اشأ ان ازعج القارئ بها، ارتأيت ان اكتب بالاسم المستعار ، حتى حين، مؤملا ان يساعد غياب الاسم الحقيقي على منح المتلقي قدرة اضافية على التعامل مع ما سوف اكتبه ببرودة اعصاب وهدوء وحيادية وانفتاح ذهني.
هناك تعليق واحد:
اللي خلاك اتخطى بلاية اسم
خلاك بالحك ملتزم
وخلاني مثلك متجرع السم
خلي الاسم فد مشكلة
ما دام معروف الرسم
الرجل منه كلمته وموقفه
يكتب اله التاريخ
بحروف الشرف اكبر اسم
اسمك يبو كول وحسم
بالكلوب وبالضماير ينوسم
علي الناصر
إرسال تعليق