وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الأربعاء، أيار ٠٦، ٢٠٠٩

اعتداءات وبنجاح ساحق

ابراهيم زيدان

يبدو ان الاعلاميين والصحفيين اصبحوا ساحة لاختبار نجاح افراد حماية هذا المسؤول وسواه الى درجة الاستهانة ، ويستحق زملائي مايحدث لهم لان مؤسساتهم لم تتضامن معهم بالشكل الذي يحفظ هيبتها ومكانتها مثلما يجعل المسؤول الحكومي يحترمها من خلال احترامه للاملين فيها ، ولو ان كل وسائل الاعلام العراقية قاطعت النشاطات الرسمية لجميع العناوين لادرك المسؤولين قيمة العمل الاعلامي ولاحترموا كل صحفي واعلامي في العراق ، فكل عنصر حماية يسيء لصحفي او اعلامي انما يسيء للمسؤول نفسه وفي قبوله للفعل السيء انما يعبر عما في نفسه ويكشف عن معدنه الرديء ، اذ ان الاعلام مرآة المجتمع مثلما هو المنبر الذي يوصل من خلاله المسؤول رسالته الى جميع الاطراف .
ومادامت حماية رئيس الوزراء في وقت سابق قد اعتدت على الاعلاميين والصحفيين ، فلاغرابة ان يعتدي اي مسؤول في الموقع الادنى لان رئيس الوزراء يمثل الخط الامامي للحكومة وعليه تقع مسؤولية رد الاعتبار للاعلام والعاملين فيه .
وتستمر الاعتداءات بنجاح ساحق امام صمت برلماني غريب وعجيب ، فلالجنة الاعلام فيه تحتج وترفض هذا السلوك ولاحماية للصحفيين ولاهم يفرحون ، انما الاعتداءات السافرة التي تعبر عن نظرة المسؤول العراقي الدونية للاعلام العراقي .
ومادامت الحكومة قد اعطتنا الاذن الطرشة كما يقولون فعلينا ان نقابلها بالمثل حتى تعود الامور الى وضعها الطبيعي والا فالانتهاكات ستستمر ولااحتجاج سوى استنكار المنظمات المعنية بالصحافة والاعلام العراقي كجمعية حماية الصحفيين او مرصد الحريات او نقابة الصحفيين ، فهي منظمات لاحول لها ولاسلطة ن مع ان الاعلام يمثل السلطة الرابعة في المجتمع ، ويبدو ان الحكومة عبر المسؤولين فيها تريد ان تصادر حرية الصحافة وتمارس القمع الى حد اهانة الصحفي وضربه من قبل عناصر الحماية .
فهل وصلت الاستهانة بنا الى هذا الحد ؟
قديما قيل من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت ايلام ، فهل قبلنا الاهانة وصمتنا خوفا من الحكومة ونحن السلطة الرابعة التي تثير الراي العام وتحرج المسؤول وتضطره الى الاستقالة ( اذا استقال في العراق الجديد ) ، ولكن مادامت الاستقالة غير موجودة في قاموس المحاصصة ، فاذن لاتأثير لنا في تصور من تمادى ، وعلينا ان نقلب للمسؤولين وعناصر حمايتهم ظهر المجن علهم يصحون في مقاطعتنا لانشطتهم التي لم تغير من واقع العراقيين شيئا يذكر ، فكلها للاستهلاك الاعلامي .
ان نقابة الصحفيين العراقيين وبمساندة وسائل الاعلام العراقية كافة مطالبة اليوم بتنظيم حملة مقاطعة لجميع فعاليات المسؤولين في عراق الاحتلال الامريكي ، وقد لاتنجح في ظل صحف الاحزاب الحاكمة اذ انها تسير على وفق توجهات الاحزاب الحاكمة ، ولكن مع ذلك لنتخذ القرار الكفيل بحفظ كرامتنا على الاقل ، مادامت الحكومة غير معنية اليوم بكرامة الصحفيين والاعلاميين .

ليست هناك تعليقات: