هل كان معاوية ( الصحابي ) مسلما ؟

ابراهيم زيدان

في اي عصر ظلامي نعيش ايها الاخوة في جميع الاديان ؟
ففيكم نظير لي في الخلق او اخ في الدين كما قال الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، ولافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى كما قال الرسول الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، اي عصر هذا الذي نجد فيه من يكفر مسلما من طائفة كبقية طوائف المسلمين تشهد ان لااله الا الله وان محمدا رسول الله ؟ ، اي عصر هذا الذي يرى فيه بعض الناس حاكما سياسيا اتخذ من الاسلام غطاء لتمرير وتسويغ جميع افعاله وقد امات السنة النبوية وحرف القرآن الكريم لطمس مآثر السابق في الاسلام والفدائي الاول فيه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ومحو مناقبه ومع ذلك لايزال صحابيا جليلا في نظر اتباعه ذلك هو زعيم الخلافة الاموية وواضع الاسس البعيدة عن الاسلام في منهج حكمه .
لنناقش نهج معاوية وممارساته انطلاقا من القرآن الكريم مرورا بالحديث النبوي الشريف بوصفه السنة النبوية التي سار عليها آل بيت رسول الله عليهم السلام والصحابة الاجلاء الذين التزموا مبادىء الدين الاسلامي الحنيف رضوان الله تعالى عنهم جميعا .
تعالوا اليوم لنتوقف عند بعض ممارسات هذا الحاكم ومافعله صحابته بآل بيت رسول الله عليهم الصلاة والسلام ، فقد تعرض التأريخ على ايدي بني امية الى تحريف وتزييف بلغ حد الاساءة الى الذات الالهية والى رسول الله محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، من دون ان يكفره المسلمون بينما اتباعه كفروا ولايزالون يكفرون طائفة من المسلمين كما اشرنا سابقا ، ليس حبا في الاسلام لان الاسلام براء منهم وانما بدافع الحقد على آل بيت رسول الله عليهم السلام .
فهل كان معاوية بن ابي سفيان ومن سار على نهجه مسلما ؟
الحقائق التأريخية تؤكد ان معاوية هو صاحب المنهج التكفيري الذي سار عليه من بعده جميع اتباعه الضالين المضلين ( وكم اعمى الحقد من بصيرة ) ، ولنأخذ على سبيل المثال الاصرار على تسمية البعض بالصحابة وهم اعتدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولانريد هنا ان نشير الى اسمائهم فهم كثيرون للأسف الشديد ، ومن يؤذي رسول الله فقد آذى الله تعالى كما جاء في القرآن الكريم ، وقد انشغل بعض من يسمونهم الصحابة بالخلافة لحظة موت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأسسوا لنهج سياسي في الاسلام ليظهر خط فكري جديد في الاسلام ذلك هو الاسلام السياسي الذي جر على الامة الاسلامية الويلات من بعد رحيل الرسول الكريم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل اعطاهم المنصب السياسي هذا الحق في اغتصاب اموال المسلمين وحقوقهم وشاهدنا في ذلك اغتصاب حق سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام في فدك التي منحها ايها ابوها المصطفى صلوات الله تعالى عليه وآله وسلم ، وفاطمة عليها السلام بنص الحديث النبوي الشريف يرضى الله لرضاها ، ومع ذلك اغضبوا الله تعالى وتجاوزوا حدوده ، لكنهم في جميع الاحوال لدى اتباعهم التكفيريين صحابة اجلاء لهم منزلة ، وحين بويع الامام علي بن ابي طالب خليفة للمسلمين ارادوا منه الحكم بسيرة الشيخين فرفض ، اوليس هو الامام المعصوم الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في اكثر من موضع ، اوليس هو بمنزلة هارون من موسى من رسول الله تعالى صلى الله عليه وآله وسلم ؟
وفي الوقت الذي تشير اغلب كتب اهل السنة الى قضاء علي ومنزلته وحكمه في الاسلام بشهادة الخليفة عمربن الخطاب نفسه ( لولا علي لهلك عمر ) ، ترى البعض منهم وخاصة اولئك الذين اتخذوا المنهج التكفيري البعيد عن الاسلام انكروا فضائل امير المؤمنين ومناقبه ومآثره وراحوا ينسبونها الى صحابتهم .
ولم يتوقف الحقد الاموي عند هذا الحد بل وجدنا ان جميع الحكام العرب والمسلمين من دون استثناء الا اللهم الا الرئيس الليبي معمر القذافي الذي واتته الصحوة مؤخرا يسيرون على المنهج ذاته في قتل اتباع المصطفى وآل بيته عليهم الصلاة والسلام ، وقد عبروا عن ذلك عمليا في ارسال بهائم التكفير للجهاد في ذبح المسلمين في العراق ، بل طالت جرائمهم بقية العراقيين من الديانات الاخرى لخلط الاوراق وتأزيم الوضع الامني للحكومة العراقية مادامت من الطائفة المكفرة من قبلهم ، واستمر الدعم للمنهج الاموي الذي لايزال واضحا جدا في المناهج التعليمية في البلدان العربية وتلك التي تسمى اسلامية في محو ذكر آل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام وهم الذين انزل الله تعالى بهم آيته الشهيرة ( انما يريد الله ليذهب الرجس عنكم اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) واستمر المنبر التكفيري الاموي في تكفير اتباع آل بيت رسول الله عليهم الصلاة والسلام ، وصار لهذا المنهج فضائياته وصحفه ومجلاته ومواقعه الالكترونية بتمويل معاد للاسلام وقد زاد عن عدد الدول العربية والاسلامية ومع ذلك يدعون انهم مسلمون ، فأي اسلام هذا الذي يتطاول على الله تعالى وعلى الاسلام والمسلمين ؟
وكلنا نتذكر مسجد ضرار الذي أمر رسول الله تعالى صلى الله عليه وآله وسلم بهدمه ، مع ان الذين بنوه من الصحابة ، والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لاينطق عن الهوى ان هو وحي يوحى ، وقال ( حسين مني وأنا من حسين ) ، وتجرأ من يسمونهم الصحابة فذبحوه وسبوا عياله في واقعة الطف الشهيرة التي لاتزال لطخة عار في جبين بني امية واتباعهم في النهج التكفيري ، هذه الواقعة التي شهدت حز رقبة الامام الحسين عليه السلام سيد شباب اهل الجنة ، ولم يكتف المنحرفون المحرفون بهذا بل قالوا قتل بسيف جده حين خرج على امام زمانه ، وامام زمانهم هذا شارب الخمرة وصاحب الموبقات التي لاعد لها .
اليوم راحت فضائيات التكفير الاموي تنقل للعالم اجمع صورة سيئة عن الاسلام والمسلمين من خلال فتاوى شيوخ وائمة الكفر والضلالة في السعودية التي لم يصب المسلمين منها سوى الاذى ، فقد افتى زعيم الشياطين بقتل طائفة من المسلمين تشهد ان لااله الا الله وان محمدا رسول الله وتشهد استحبابا وايمانا بان عليا ولي الله عملا بنص حديث رسول الله تعالى صلى الله عليه وآله وسلم ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) في خطبته الشهيرة يوم بيعة الغدير التي ينكرها صحابتهم هؤلاء ، وهم في افعالهم هذه خرجوا على القرآن الكريم وضربوا السنة النبوية عرض الحائط ، ومع ذلك هناك من يجلهم ويدعولهم بالمغفرة والرحمة ، بل ويصلي عليهم !
فمن هم شيعة علي بن ابي طالب ومن هم السنة ؟
كلاهما يمثلان بعضهما ، فأتباع المصطفى الرسول الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم اتبعوا ماورد في القرآن الكريم وماجاء على لسان نبيهم ولم يخالفوه قط ، اما الذين خرجوا على القرآن الكريم والسنة النبوية لاعلاقة لهم بالاسلام ولا المسلمين ، وبسبب افعالهم اصاب الدين الاسلامي مااصابه من تشويه اعطى صورة ظلامية مرعبة عن دين المحبة والتسامح ، فغدا كل مسلم ارهابيا والعياذ بالله في نظر الغرب لفتاواهم الهدامة للدين ولافعالهم الاجرامية التي اساءت للدين الاسلامي .
ان اتباع المصطفى هم انفسهم شيعة آل بيت رسول الله عليهم السلام فشيعتي بمعنى اتباعي ، ومن يجهل ذلك ليراجع قواميس اللغة العربية ، ولافرق بين اصحاب المذاهب الاسلامية الخمسة ، فجميعهم يشهدون بالشهادة ذاتها ، اما هؤلاء التكفيريون فهم من سلالة الشيطان وعلينا ان نبحث في اصولهم ، فليس هناك من مبغض لعلي الا وفيه شك في نسبه ، فالامام علي ابن ابي طالب عليه السلام كان ولايزال خليفة واماما لجميع المسلمين ولم يكن في عهده خليفة لطائفة معينة ويذكر التأريخ كيف تعامل مع الغلاة ، حتى ظهرت سنة معاوية في سب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام من على المنبر الاموي وتزييفه للتأريخ الاسلامي ،وحصل ماحصل وعلى جميع المسلمين في ارجاء المعمورة ان يتصدوا بكل الوسائل لهؤلاء المنحرفين يهود امتنا اصحاب رايات الضلالة والكفر الذين يريدون الخراب والدمار للامة الاسلامية لصالح بني قريظة وقينقاع والنظير .