وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الاثنين، أيار ٢٥، ٢٠٠٩

الفضائية العراقية تتحول الى تلفزيون محلي

د. نسرين عبد الحميد

احدى المنجزات التي حققتها شبكة الاعلام العراقي الجديدة بادارتها الجديدة التي نتمنى لها خيرا هو تحويل الفضائية العراقية الى تلفزيون محلي لايتعدى اهتمامه حدود العراق وهو مايعود بنا الى صورة التلفزيون القديم ايام الحصار الفكري في زمن العهد البائد ، النشرة الاخبارية لاتكاد ترى فيها سوى اخبار محلية للاقضية والنواحي ، وفي قضايا مستهلكة تدور حولها عناوين الاخبار دوما ، دائرة الاخبار الجديدة لم تخرج من تأثير اللون المحلي على النشرة وكأن الفضائية لاتصل الى اوربا وامريكا والهند واستراليا انما حدودها لايتعدى الحدود العراقية ! .

ماتزال النشرة تعتمد على صور الوكالات الاخبارية من دون الاعتماد على مراسليها علما ان العراقية افضل من غيرها للحقيقة فمراسلي الخارج لديها أفضل اداء من مراسلي الداخل ، لكنها على مايبدو لاتحسن توجيه مراسليها ، او ان صلاحيات المراسل التي يجب ان تكون مطلقة في تغطية بعض الاحداث حيث هو في منطقة الحدث لا مدير النشرة التي يعمل تحت ضغط الوقت والموازنات مع انخفاض الرؤية الواقعية للاحداث ، كنت في زيارة لأحد الدول العربية لوجود أقاربي هناك وصادف ان كانت أمسية عراقية ثقافية مميزة اشتركت فيها رموز ادبية عراقية وعربية متنوعة ( اغلب تلك الرموز تؤيد العملية السياسية الجارية في العراق ) ، وكانت اربع فضائيات عراقية متواجدة فيما كانت ( العراقية ) غائبة ، وعندما اتصل المشرفين على الاحتفال بمكتب قناة العراقية هناك إعتذرت المراسلة عن الحضور لتغطية الحدث ، لان القناة لم تعطها تصريحا وموافقة بالتغطية ، مما جعل موقف هؤلاء المثقفين ينعكس في الندوة ويبدون عتبهم على القناة التي تحظى بدعم البرلمان ( سلطة الشعب ) .

التقيت المراسلة فيما بعد ولأني أدرس مادة الاعلام الدولي في احدى الجامعات العربية ، بينت لها من وجهة نظر اعلامية ولان الحدث ليس في العراق اكدت على اهمية التواجد في نشاطات مهمة ،على العراقية قبل غيرها تكون سباقة لاحتضانها ، أجابتني المراسلة : ياأستاذة ادارة القناة لاتسمع لنا نحن مراسلي الخارج وكأننا نعيش في كوكب آخر ، وازيدك من الشعر بيت ( والكلام للمراسلة ) ان الادارة اغلقت المكاتب الخارجية وصار المراسل ( يتسكع ) بين تلك المؤسسة وذلك المكتب حتى ينجز عمله ، كل هذا والناس تنظر الى العراقية انها قناة الدولة المهابة والعزيزة والتي لاتتقبل الذل ، ونحن نعيش الذل كل يوم في عملنا ، هل يعقل اننا نستعير كاميرات من مكتب قناة فقيرة لانجاز تقريرنا ، مع العلم ان القناة قد قررت فجأة ايضا توقف برنامج محطات عراقية وهو برنامج يقوم بتغطية بعض النشاطات من مختلف المراسلين ، خصوصا بعد الغاء الحقيبة الاخبارية الاسبوعية . المراسلون في الخارج يااستاذة بدأ كل منهم يفكر بمغادرة العمل مع العراقية الى قنوات اخرى كما فعل سلام المناصير في الامارات حينما انتقل الى أم . بي . سي ، فما فائدة العمل مع قناة لاتسمع لمراسلها . مللنا ونحن نتصل ونبعث ايميلات دون أجوبة ، وهذا ليس حالي ( والكلام للمراسلة ) بل حال غالبية المراسلين الذين أعرفهم .

من كلام المراسلة ( المسكينة) ادركت ان المراسلين لقناة العراقية في الخارج يتعرضون لسطوة من هم اقل منهم مستوى في تقدير الاحداث في غرفة الاخبار ، صديق عراقي مغترب في اوربا أكد ايضا لنا ان العراقية لا تصلهم اطلاقا ولاتصل نشاطاتهم مما فسح المجال امام فضائية معروفة ( بخبثها ) الى الوصول الينا ومصادرة نشاطاتنا حسب ما اجندتها السياسية . طيب .. أين فضائيتنا ؟ الفضائية العراقية .

اذا ارادت الفضائية العراقية ان تكون فضائية تلحق بركب الفضائيات المتميزة، ولاتكون مجرد تلفزيون محلي ، فعليها اول ما عليها هو الوصول الى أبعد نقطة كي يصح عليها قول ( فضائية ) وتضع من اجل ذلك الآليات والبرامج ، ومن المؤسف ان تظهر مجاميع من الكتاب والمثقفين في الخارج ممن تقف ضد العملية السياسية ، لماذا ؟ لان الوطن فشل ان يستقبطهم اعلاميا في فضائيته فصاروا فريسة لمخططات واجندة اخرى ، والامثلة نراها كل يوم على مواقع الانترنت .

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

الى السيده الدكتوره حسب ماتقول ولااريد ان اشكك بوجود مثل هذا الاسم والذي اشك فيه بأنك احدى المراسلات اللواتي يعملن في العراقيه واخص بالذكر مكتب القاهره . عزيزتي كل المكاتب الخارجيه لشبكة الاعلام هي فاشله ولم تقدم اي خدمة اعلاميه تذكر لمشاهدي القناة وكل اللذين يتواجدون في المكاتب الخارجيه هم حسب الواسطه والمحسوبيه وعدم الكفاءه . ماالذي قدمته المكاتب طوال هذه السنين واي سبق صحفي قاموا به . وماشاء الله على الحراميه ماخلوا لابناء الحلال حاجه على قول المثل المصري . انهم يتسكعون في العواصم بلا شعور بالمسؤليه ولانهم فاشلون لم يقدموا ولن يتمكنوا من العمل . وفوق ذلك كله لم يرجعوا الى دائرتهم حين استدعتهم للعوده الى بلدهم وقناتهم . وبقوا قابعين في بيوتهم حتى لم يلتزموا بدوامهم امثال المخرج الفلته والحرامي من الدرجه الاولى نوفل دهش الذي رفض المباشره لانه يرفض الدوام دون اعطاءه درجة مدير ( مو كاف الي سرقته واشتريت بيت كل عشيرتك ماتملك بيت مثله من مال الحرام ) يادكتوره عيدي النظر بمقالتك وان لم يكن لك دخل بالعراقيه فلا تجاملي الاخرين على حساب المساكين الذين سرقت منهم الاموال بسببهم اغلقت المكاتب الخارجيه يادكتوره . افهمي ذلك . ولاتسخري قلمك ان كنت حقا صحفيه لمن لايستحق . مع السلامه صديقتي الدكتوره

مراسل قديم يقول...

الى صاحب الرد الغير معروف ......لقد همشت بكلامك في ردك عن مقال الدكتورة نسرين كل العمل الذي كنا نعمله نحن في تلك المكاتب التي اصبحنا نادمين كل الندم عن ماقدمناه لها ومن اجل اخبارها التي كنا واقصد في عملي كمراسل لها في ميدان اعلامي وسياسي لم يشهد له من قبل مثيل لسخونة ارضة وصعوبة مجاراته ونحن كنا نتحمل كل تلك الصعاب التي تقول عنها باننا لم نقدم كل الحديث التي تحدثت به مرسلتنا سابقا صحيح وهناك الذي اكثر منه بكثير وكثير والمهم فان نبوئة مراسلتنا تحققت اخيرا ونحمد لله باننا وجدنا من يضمنا لهم ويسمع منا نحن بدائنا في غرفة اخبار في قصر الامؤتمرات في بغداد عام 2003 بعد تغيير النظام مباشرا وتحملنا اهوال تلك الايام الصعاب حيث كنا ننعت بالعملاء والمتواطئين من اجل بناء قاعدة اعلامية تعتمد المصداقية ونقل الخبر بصورة واضحة وصريحة دون تزييف او تاثير من حزب او تيار ولربما اني من الرعيل الاول اصحاب الكف المحايد وجدت نفسي اخيرا في مكتب بأس يفتقر الى ابسط مقومات العمل الاعلامي الحديث ولكنا عملنا وانجزنا وصورنا واخرجنا وقدمنا ما يقدموه في قناتنا في بغداد بميزانيات تفتح وتبني تلك البيوت التي تحدثت عنها اما في مكاتبنا البائسة فكنا ننظر الى العمل تحت عنوان اعلاء اسم العراق الذي بعدنا عنه رغما اما بسبب تهديد او الهروب من الكانتونات التي تجير الاعلام لصالحة ومن يقف ضد التيار يسحق او يهمش او ينقل وهكذا دواليك نحمد الله اننا تركنا في اذاعة بغداد من البرامج ماينشي القلب والفؤاد ومن برامج التلفزيون مايثلج الصدر ويفتخر بها ونتمنى من مدرائنا واكادميينا الجلاء ان يقفو وقفة رجل واحد لكي يستطيعو انقاذ مايستطيعون انقاذه من اعلامنا الذي اصبح للاسف اعلام ليس بمحلي فقط بل قروي وهزيل وعجيب بل واكثر من ذلك فلا نشراتنا الاخبارية ولابرامجنا ولاموضوعاتنا ناهيك عن مقدمينا ومقدماتنا الذين يقبلون بلوساطات وتمشية المصالح فلم تبقى فراشة ولا سكرتيرة ولاعاملة تنظيف ولا حلاقة ولم نشاهدها في برنامج صباح الخير .. ولم يبقى لا حداد ولاصباغ وغيرهم من اصحاب المهن الحرة مع اعتزازنا لاصحاب تلك المهن الذين لم يفكر ويقتحمو عوالم الاعلام بدون اذن او انتهاز .. يشهد الله بان هناك مكاتب قد عملت وحرقت من وقتها ودمها في انجاح مقاصد الاعلام العراقي الذي نفتخر به كوننا من اصحاب تلك الدولة الفتية الجديدة واصبحنا نتساوى في مرافق الاعلام مع من سبقنا من الاعلاميين العرب ولكن المحزن ان مسؤولينا في الداخل اقصد مسؤلي الاعلام الذين علينا لايعرفون قدرنا لذلك اغلقو تلك المكاتب وجعلونا نحير بزماننا وان كنت تقصد بعض الذين بقو في تلك الدول فيشهد الله بان لاتوجد حتى تذاكر الطائرة التي تعيدنا نحن وعوائلنا واخص حالتي انا بهذا القول عن غيري لانني لا اتحمل الوقوف على عتبات ابواب سفاراتنا التي هي الاخرة منشغلة عنا كل الانشغال والبقية معلومة للجميع لاتحتاج الى تفسير لذا مسكنا اول خيط يساعدنا في الابتعاد عن تلك المهازل وذهبنا الى من يحقق على الاقل نصف او ربع ما نتمناه واخيرا تحية لاصاحبة المقال وتحية الى الذي رد عليها ........... مراسل قديم