وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الأربعاء، آذار ٠٤، ٢٠٠٩

شبكة الاعلام العراقي...أزمة اعلام

صلاح بصيص

يمكننا ان نقرر مصير الإدارة الجديدة التي تولت او ستتولى إدارة شبكة الاعلام العراقي، ونحدد اتجاهاتها وميولها والحكم مسبقا بانها لا تختلف من حيث الولاء الأعمى للحكومة والتسليم المطلق لمقص المسؤول الذي تعده هذه المؤسسة الرقيب الاول والاخير في كل ما ينتج ويقدم من اعمال.
لقد تسببت شبكة الاعلام العراقي في ان تكون القابض دوما بسكين ذبح الاعلام في العراق لانها اختيرت ان تكون المعيار الاوحد (من قبل المسؤولين ) لقياس نوع الاعلام في هذا البلد وبالتالي كان الحكم على الاعلام المسيس او الموجه، القريب والبعيد من الواقع هو حصيلة القرب من الحكومة او البعد عنها، فبرغم المبالغ المرصودة لهذه المؤسسة الا انها لم تقدم ما كان مرجوا منها بسبب مرؤوسيها الذين اطمسوا معالم الحرية ونفوا صفة الشجاعة عن كوادرهم، وهي اليوم بحاجة الى انتفاضة عارمة لسلخ الحجب التي سطرتها قوانين الرضوخ والعيش بكنف المسؤول والتبعية، فبالامس وجدنا من الضروري ان يقوم الاعلام بعض اعمال المسؤولين لاننا بحاجة الى حكومة، اية حكومة، لتسن لنا القانون ولتبدا بعدها الانطلاقة الى فضاءات الحرية الرحبة، لكن الواقع لم يظفر بالامنيات لان القيود كثيرة اولها قيد الضمير ، وانهيار المسؤولية الاخلاقية التي يجب ان يحترمها ويتمسك بها الجميع واولهم الاعلامي، وبالاخص من يترأس منصب مدير شبكة الاعلام العراقي، المؤسسة الممولة من المال العام، وليس من جيوب المسؤولين.
لم يكن حسن الموسوي المدير السابق لشبكة الاعلام العراقي سوى هاو، كانت اقصى امنياته ان يعمل مراسلا في شبكة الاعلام العراقي وقدم اوراقه لإدارة الشبكة لكي تتحقق له هذه الامنية،(كما يروي البعض هذه الرواية) فكيف اصبح مديرا بين ليلة وضحاها... لا نعرف، وعند الحكومة الخبر اليقين، والله العالم...
الاعلام ازمة، والخطاب الاعلامي الرسمي اضفى بظلاله على الاعلام المحترف والطموح على حد سواء، فالسلوكيات المتبعة من قبل المؤسسات الاعلامية الكبيرة والمتمكنة، تفسح المجال امام الظالم ليزداد ظلما، والفاسد فسادا، طالما تعمد هذه السلوكيات الى اخفاء السلبيات واظهار الايجابيات،ايا كانت، وتكميم الافواه المنددة بهذا الظلم ما يتيح اتساع مساحة تحرك الظالم والمفسد لانه ينتهي الى دفاعات اعلامية رصينة تولي اهتماما منقطع النظير لايصاله بصورة حسنة الى الجمهور رغم كل سيئاته وتصرفاته حتى ان وصلت الى حد قتل الابرياء وسرقة موارد البلد فهذا النوع من الاعلام هو كالشريك بالجريمة...
لذا نتمنى اخيرا، ان يكون الواقع خلاف ما قرأنا وان يعمل المدير الجديد لشبكة الاعلام العراقي الى تغيير آلية الخطاب الدعائي الحكومي التي ارهقت الاعلام واستنزفت قواه ليجد من يدخل هذه المؤسسة وتلفزيون العراقية بصورة حصرية، انه يكتب باقلام لا تحمل اية الوان، ليصبغها المسؤول بعد ذلك بأي لون يشاء...

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مبروكككككككككككك على الطردة حمودي الى جهنم وبئس المصير انت وحسن الموسوي