عن المرصد العراقي
التقرير من اعداد صلاح التكمه جي
نظم مكتب المجلس الاعلى في لندن مائدة مستديرة عن تحديات الاعلام العراقي وسبل تطويره، الندوةة شارك فيها نخبة من الاعلاميين العراقيين والعرب، ونوقشت فيها 4 اوراق عمل، بحثت في الاعلام الالكتروني العراقي، والاعلام العراقي مشاكل وافاق، والاعلام في كرستان، والاعلام العربي وتعاطيه في الشأن العراقي. وتحدث في بداية الندوة صلاح التكمه جي مدير شبكة المرصد العراقي بنبذة مختصرة عن الاعلام الالكتروني العراقي حيث كشف ان بوادره ظهرت في اواخر التسعينات وكان له دور رئيسي في اعلام المعارضة العراقية، واضاف ان الاعلام الالكتروني توسع بشكل كبير بعد عام 2003 حيث تشير الاحصائيات ان عدد المتصفحين للاعلام الالكتروني في العراق ارتفع بنسبة 300% ولكن رغم هذا النمو الا انه يشكل اقل عدد مستخدمي الانترنيت في الشرق الاوسط حيث لاتتجاوز نسبة المتصفحين فيه عن 1% نسبة الى نفوس العراق. وعرض التكمه جي ارقام عن انتشار المواقع العراقية حيث بلغت الى الان مايقارب 1800 موقع، منها 81 شبكة خبرية، 486 منتديات، 46 موقع للاحزاب والكيانات السياسية، 22 موقع ادبي،21، موقع اقتصادي،17، موقع كردي،15 موقع تركماني، وتابع انه من أهم ما يميز الاعلام الالكتروني العراقي انه اصبح مصدر مهم للمعلومات بل تحولت بعض المواقع العراقية مثل شبكة النهرين وصوت العراق الى مصدر اساسي للخبر العراقي. واضاف ان الاعلام الالكتروني العراقي انتشر فيه حركة نشطة من الكتاب العراقيين ترصد وتوجه الحركة السياسية والثقافية العراقية، ويلاحظ بعض السلبيات على المقالات العراقية المنتشرة في الاعلام الالكتروني منها انها تحولت اداة للتشهير والتسقيط والمهاترات السياسية، وبدأت تظهر حالة من التدني في المستوى الخطاب السياسية استخدمت فيه عبارات سوقية، واضاف ان الاعلام الالكتروني العراقي يسوده حالة من الفوضى وعدم التقنين. وتحدث الاستاذ عبد المنعم الاعسم عن مشاكل وافاق الحالة الاعلامية في العراق وأعتبر ان الاعلام العراقي يمر بحالة من الاحتقان تجسد بشكل واضح في انتخابات نقابة الصحفيين الاخيرة، وكشف الاعسم عن انتهاكات في انتخابات نقابات الصحفيين الاخيرة وانه يوجد فلم وثائقي يرصد تلك الانتهاكات والتزوير وتقوم الدوائر الامنية بتحقيق واسع لكشف حالة التزوير والتلاعب في نقابة الصحفيين العراقيين. وأضاف ان مخلفات النظام السابق لا زالت تترك بصاماتها على الحركة الاعلامية في العراق رغم التغيير الكبير الذي حدث بعد عام 2003، وكشف الاستاذ الاعسم عن ملاحظات عديدة تؤشر على الاعلام العراقي منها، مجهولية مصادر تمويل العديد من وسائل الاعلام، وانتشار الفضائيات بشكل كبير وواسع، وعدم وجود حالة من المهنية في العمل الاعلامي حيث لوحظ ظاهرة انتشار الطفيليين الاعلاميين ممن لا يمتلكون خبرة اكاديمية ومهنية في الاداء الاعلامي. وكشف الاعسم عن انتهاكات واسعة اتجاه الصحفيين في العراق، والتي من اهمها تكرار سوء معاملة حماية المسؤوليين والشخصيات السياسية للصحفيين العراقيين، وانتشار استخدام الاسماء المستعارة في النشاط الاعلامي وهذه تكشف عن خلل كبير في حرية الاعلام والصحافة العراقية، وتابع انه لوحظ تزايد في عدد المنظمات التي تدافع عن حقوق الصحفيين حيث بلغت الى 18 منظمة. واعتبر الاعلامي عبد المنعم الاعسم ان نجاح الاعلامي العراقي هو باستقلاليته وانه لا مستقبل للاعلام الحزبي والموجه سياسيا، واضاف ان نواة صحافة مستقلة بدأت تتبلور وظهرت أصوات صحفية شجاعة وكوادر اعلامية جريئة واضاف ان حركة الاعلام العراقي رغم تعثرها الا انها تسير باتجاه الاستقلالية والمهنية. وتحدث الاستاذ شيركو حبيب مسؤول العلاقات الخارجية في نقابة صحفيين كردستان عن الاعلام الكردستاني الذي اكد انه يتوسع ويتطور نظر لحاجة المجتمع في كردستان،وتابع ان هذا التوسع الاعلامي غير خاضع حاليا للرقابة والتقييد، وان نقابة الصحفيين تلعب دور رئيسي في ترشيد الحركة الاعلامية حيث لها فروع في غالبية مراكز محافظات واقضية كردستان. واعتبر الاستاذ شيركو ان قانون العمل الصحفي الذي اصدره البرلمان الكردستاني سيكون له اثر جيد في حركة النقابة الصحفية وفي النشاط الاعلامي، واضاف ان القانون ضمن العديد من الحقوق للصحفيين من اهمها حدد راتب تقاعد يصل الى 500000 دينار، وضمن ايضا عدم حبس الصحفيين وعدم استجوابهم والتحقيق معهم دون محامي خاص للصحفيين، هذا ان لنقابة الصحفيين في كردستان تنسيق جيد مع نقابة الصحفيين العراقيين وكذلك مع الهيئة الفيدرالية الدولية للصحافة. وكشف الصحفي شيركوا حبيب انه اخير ظهرت مشاكل من اعتقالات للصحفيين في كردستان وقد اصدرت نقابة الصحفيين في كردستان تقرير عن الانتهاكات التي تحدث بحق العمل الصحفي هناك، وان هذا التقرير شمل العديد من التجاوزات من المسؤوليين والاجهزة الامنية اتجاه الصحفيين في كردستان.واكد حبيب انه تم رصد حالات قتل للصحفيين من قبل القوات الامريكية والاجهزة الامنية العراقية وذلك اثناء تغطيتهم لحدث ارهابي مثل التفجيرات الانتحارية وغيرها وذكر شيركوا ان اهم المشاكل التي يعاني منها الصحفيين في كردستان هو في عدم معرفتهم بالعديد من القوانين حيث تعرضهم لقضايا عقائدية او كشف امور شخصية او غيرها من التجاوزات القانونية تجعل الصحفي يتعرض للاعتقال والمسائلة. وطالب الاعلامي شيركوا حبيب بتقنين العلاقة بين المؤسسات الاعلامية والسلطة التنفيذية، وتوسيع و تطوير العلاقة بين الصحفيين في المحافظات العراقية وكردستان، وكذلك اكد على ضرورة المشاركة في الهيئات النقابية العربية والدولية. واعتبر الصحفي جعفر الاحمر ان الاعلام العربي لا يتصف بالحيادة والمهنية وان ثقافته هي ثقافة الانظمة والترويج لسياستها، واضاف ان الاعلام العربي تعاطى مع الحدث العراقي بحالة من الانتقاد السلبي وكان لهذا التوجيه مباركة من الاجهزة الرسمية للانظمة العربية، وتابع الا ان في الاونة الاخيرة ونتيجة الانفتاح الرسمي على الوضع في العراقي بدا يتعامل اكثر ايجابية مع الحدث العراقي. وانتقد الاحمر ظاهرة تعاطي الاعلام العراقي بحالة من التشنج والسلبية مع الاعلام العربي، واضاف ان هذه السياسة وضعت حاجزا بين الاعلام العراقي والمؤسسات العربية، وتابع الاحمر ان النظام السياسي العراقي الجديد اخطا في تصعيد الموقف مع الاعلام العربي، وان ايقاف العديد من الفضائيات بشكل رسمي لم يشلها من تغطية نشاطها الاعلامي في العراق. وطالب الاحمر بضرورة قيام مصالحة بين الاعلام العربي والعراقي، تزيل الكثير من التشنجات التي يروج لها كلا الطرفين. هذا وقد ناقش الحضور الاعلامي اوراق العمل التي طرحها المحاضرين و اكدوا على ضرورة خلق اعلام عراقي مستقل مهني واكاديمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق