ناظم محمد العبيدي
يالها من مهمة شاقة أن نتكلم بصراحة ونشير الى مواطن الخلل ، فالجميع وبخاصة أولئك الذين كيفوا أنفسهم أو تكيفوا ـ في الماضي والحاضر ـ مع الأوضاع وأصبحوا جزءً من مشكلة كبيرة،
لن يرضوا أبداً سماع صوت النقد الذي نسوه لزمن طويل ، لأننا ـ وهذا أمر يؤسف له ـ لم نعتد في ثقافتنا على تقبل النقد كجزء من حياتنا، والمفارقة هنا أننا نقر بالمشكلات في السر ولكننا نرفض الحديث بها في العلن هذا ما جعل المثقف العراقي شديد الوعي والهروب من مواجهة واقعه أيضاً، فحاز بذلك لقب الخاسر الكبير بامتياز، وأصبح العراق وطن الخسارات والنجوم المطفأة ليس لأنه أبتلي بكوارث السياسة فقط ، بل لأن مثقفيه إما حالمون اعتادوا الحياة في جزر بعيدة أو متلونون بحسب ماتتطلب الظروف، وكأن محصلة الأوضاع ستعفي أحداً في نهاية المطاف!وربما رأى البعض أن الحديث عن الإشكاليات لن يجدي مع غياب القدرة على الفعل، ونقصد بالبعض أصحاب المشاريع الثقافية الحقيقية الذين لم يجدوا فيما يجري ما يشجع على المشاركة وقد غصت الساحة بالمنتفعين الذين لا يفقهون كثيراً في هموم الثقافة والمثقفين، وقد ضمنوا الصدارة في كل المحافل إذ لا أحد يسألهم عن منجزهم أو قيمة ماقدموه لهذه الثقافة، فضلاً عن غياب المعايير فاختلطت الأمور على نحو يثير الغرابة، فيصبح شبه الأميين في الثقافة رؤساء تحرير لصحف أو مجلات، ولا نغالي اذا تحدثنا عن ملايين تنفق لإصدار هذه المطبوعات، وكان يمكن ان تنفق في مشروع حقيقي يسهم في انعاش الواقع الثقافي المتردي ، اليس من العجائب ان يمضي الكاتب العراقي الى عمان او لبنان او اية دولة عربية اخرى ذات اقتصاد متواضع لنشر كتابه ، ولا يجد في العراق دار نشر تتولى طبع كتابه وتوزيعه ؟ ونتساءل لماذا يتجاهل السياسيون ومن بيدهم رؤوس الأموال أهمية الثقافة؟ والجواب طبعاً إما أن الشخص المعني غير مثقف أو غير مكترث للهم الثقافي ولا تشغله سوى مصلحته الشخصية والجهة السياسية التي ينتمي اليها. واذا استثنينا بعض الصحف والمجلات التي تحمل مضموناً حقيقياً، فإن الكثير من المطبوعات تمارس لعبة اللاجدوى بحق، لأنها تسود الصفحات بلا طائل ولا ينتفع منها سوى الأفراد الذين يعتاشون من العمل بها، والغريب أن الذين يملون مثل هذه الصحف مصممون على انفاق مثل هذه الأموال إما لأنهم ملزمون من أجل تلقي الدعم المادي ، أو أنهم يمثلون جهات سياسية تمتلك القدرات المالية المفتوحة ، وتحيا على وهم مفاده أن الجريدة تقرب أفكارها الى الجمهور، وإلا كيف نفسر الاستمرار في اصدار صحيفة لا تقرأ الا على نطاق أضيق من احلام الفقراء من العراقيين ؟!ولولا مخافة التطويل لأمكننا أن نفتح ملفاً حافلاً بالعجائب فيما يتعلق بالصحف والمجلات ، فثمة حقائق مضحكة تقبع خلف الواجهات التي تحمل عناوين كبيرة ، والحقيقة أن لا مضمون يقف خلفها إذ أن الدافع الحقيقي الذي يحرك اقطاب اللعبة هو المصلحة الذاتية ، ويجري تسويق الشعارات والعناوين للتغطية على خواء تلك المشاريع التافهة ، واصبحت الجريدة عند الكثيرين مجرد لعبة تجارية مثل وكالة المواد الغذائية التي يعتاش منها اهل المحال الغذائية ، وربما يعترض البعض قائلاً : وما الضير في ان يستفيد صاحب الجريدة مادياً مادام يصدر صحيفة ما ؟ فنقول ان الذين يفعلون ذلك بغير قدرة اعلامية ورغبة صادقة في انشاء مثل هذه الصحف ، والقيام بالمسؤولية الإعلامية كما تتطلبها أعراف الصحافة لن يقدموا فائدة حقيقية للقارىء لأنهم غير كفوئين لمثل هذا العمل أولاً ، ولأنهم غير معنيين بالناس ومعاناتهم ثانياً ، ويمكن أن نحكي قصة احدى الجرائد وكيف تمثل نموذجا للكثير من الصحف وان اختلفت في بعض التفاصيل ، وربما كانت صورة معبرة للكثير من المشاريع الثقافية وطريقة تكونها والبواعث من وراء تشكلها، ان الجريدة المشار اليها تصدر من غرفة صغيرة في بناية قديمة متداعية، وليس بتلك الغرفة من مستلزمات العمل سوى حاسبة تعمل عليها فتاة مراهقة لا تجيد سوى التنضيد، أما مدير التحرير والكادر وكل الموظفين العاملين فيها فقد أختزلوا في شخص رجل واحد لا غير بسبب الجشع، نعم بسبب الجشع لأن صاحب الإمتياز ورئيس التحرير الذي استطاع الحصول على دعم شهري من أصدقائنا الأميركان ـ ليس بسبب امكانياته الإعلامية بالتأكيد ـ ، قرر وبطريقة تجارية بارعة تختصر الموضوع برمته أن يتعاون مع أحد الصحفيين المغمورين ويقدم جريدته في نهاية كل اسبوع، ثم يحملها الى الأميركان ليثبت مصداقيته وأنه ماض في هدفه النبيل !وعندما استفسرت من الصحفي العجوز الذي اضطلع كما يقال في اللغة العربية البليغة بهذا الجهد بمفرده ، سكت مطولا وغمغم ليتجنب الإشارة الى السبب الحقيقي الذي جعله يقضي ايام الأسبوع في تسويد الصفحات: لا داعي للمحررين فأنا قادر على القيام بكل اعمال الجريدة.وحين تصفحت نماذج من جريدته شعرت بالرثاء ليس من اجله ، ولأحلامه البائسة وأوهامه الذاتية وهو يحيا على ذكريات سنواته التي قضاها مثلما روى لي متجولا في الدول العربية ، أو عموده الذي يكتبه ويعتقد انه سوف يقلب موازين العالم ، منافساً مشاهير الكتاب العرب مثل محمد حسنين هيكل ، ولا يعلم طبعاً أن جريدته أو نشرته بتعبير دقيق لا يقرؤها سواه ، وليس هناك من جمهور ينتظر بفارغ الصبر قراءة جهده الأسبوعي الضائع ، ولكنني تذكرت حوادث اخرى وجرائد كثيرة عرفت تفاصيلها كما يعرفها بعض اصدقائنا من الأدباء والمثقفين.إن تأجير بيت وشراء بضعة حاسبات وتسويد الصفحات لن يصنع صحيفة بغير جهد ونوايا حقيقية ، وبغير عقول تمتلك رؤية إعلامية تستطيع ان ترصد وتحلل المعطيات والأحداث، والا فإن رصيدنا من الصحف الفارغة أصبح كبيرا، وبخاصة أن الأنترنت صار ضامناً لأخبار الصفحات الأولى والثانية والثالثة، واعني بها الصفحات التي يفترض أن تحرر بالجهد الإعلامي ومتابعة الحدث عبر المراسلين، لا أن يتم التطفل على وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية ثم الإدعاء بأن الجريدة قريبة من الحدث، وهذا ما رأيناه في الكثير من الصحف التي يشكل الأنترنت 90% من حجم موادها ، واما الصفحات التي يمكن ان تتبنى الرأي والأفكار الخاصة بالجريدة فلا يلتفت الى أهميتها احد، ومن ذا يكترث للثقافة والآراء الفكرية اذا كان القائمون على الجريدة غير معنيين أصلاً بما يجري في العالم وبخاصة أنهم لم يقرأوا كتاباً واحداً منذ سنوات، بل ان بعضهم ممن يعملون مدراء تحرير لا يعرفون ان كان اسم ميلان كونديرا يعني نوعاً من الشامبو أم روائياً، وهل أن كافكا كاتب أم نوع جديد من أجهزة التلفزيون، وأمام هكذا جهل يمكن ان نتخيل حجم المأساة في زمن تتحرك فيه السياسات والأفكار على نحو متسارع ، ولا نعرف ماذا ستقدم مثل هذه الصحف التي يديرها عباقرة لا يقرأون حتى الصحف التي يشرفون على ادارتها ؟!والطريف في الأمر أن القائمين على مثل هذه الصحف يسألون عن قيمتها من الجهات السياسية التي تمولها ، وكأنهم جهة جديرة بالتقييم والمعرفة ، ولو علمت هذه الجهات السياسية التي أوكلت مهمة انشاء هذه الصحف ومولتها لأدركت بالتأكيد ، أن توزيع الأموال الطائلة المخصصة لجرائدهم البائسة على الفقراء من العراقيين ، أفضل بما لا يقاس من تبديدها على مجمـــوعة من الكتاب المهرجين والفاشلين وأهل المطابع الذين لا يجدون متسعاً لهم من كثـرة الصحف المتهافتة عليهم! .
لن يرضوا أبداً سماع صوت النقد الذي نسوه لزمن طويل ، لأننا ـ وهذا أمر يؤسف له ـ لم نعتد في ثقافتنا على تقبل النقد كجزء من حياتنا، والمفارقة هنا أننا نقر بالمشكلات في السر ولكننا نرفض الحديث بها في العلن هذا ما جعل المثقف العراقي شديد الوعي والهروب من مواجهة واقعه أيضاً، فحاز بذلك لقب الخاسر الكبير بامتياز، وأصبح العراق وطن الخسارات والنجوم المطفأة ليس لأنه أبتلي بكوارث السياسة فقط ، بل لأن مثقفيه إما حالمون اعتادوا الحياة في جزر بعيدة أو متلونون بحسب ماتتطلب الظروف، وكأن محصلة الأوضاع ستعفي أحداً في نهاية المطاف!وربما رأى البعض أن الحديث عن الإشكاليات لن يجدي مع غياب القدرة على الفعل، ونقصد بالبعض أصحاب المشاريع الثقافية الحقيقية الذين لم يجدوا فيما يجري ما يشجع على المشاركة وقد غصت الساحة بالمنتفعين الذين لا يفقهون كثيراً في هموم الثقافة والمثقفين، وقد ضمنوا الصدارة في كل المحافل إذ لا أحد يسألهم عن منجزهم أو قيمة ماقدموه لهذه الثقافة، فضلاً عن غياب المعايير فاختلطت الأمور على نحو يثير الغرابة، فيصبح شبه الأميين في الثقافة رؤساء تحرير لصحف أو مجلات، ولا نغالي اذا تحدثنا عن ملايين تنفق لإصدار هذه المطبوعات، وكان يمكن ان تنفق في مشروع حقيقي يسهم في انعاش الواقع الثقافي المتردي ، اليس من العجائب ان يمضي الكاتب العراقي الى عمان او لبنان او اية دولة عربية اخرى ذات اقتصاد متواضع لنشر كتابه ، ولا يجد في العراق دار نشر تتولى طبع كتابه وتوزيعه ؟ ونتساءل لماذا يتجاهل السياسيون ومن بيدهم رؤوس الأموال أهمية الثقافة؟ والجواب طبعاً إما أن الشخص المعني غير مثقف أو غير مكترث للهم الثقافي ولا تشغله سوى مصلحته الشخصية والجهة السياسية التي ينتمي اليها. واذا استثنينا بعض الصحف والمجلات التي تحمل مضموناً حقيقياً، فإن الكثير من المطبوعات تمارس لعبة اللاجدوى بحق، لأنها تسود الصفحات بلا طائل ولا ينتفع منها سوى الأفراد الذين يعتاشون من العمل بها، والغريب أن الذين يملون مثل هذه الصحف مصممون على انفاق مثل هذه الأموال إما لأنهم ملزمون من أجل تلقي الدعم المادي ، أو أنهم يمثلون جهات سياسية تمتلك القدرات المالية المفتوحة ، وتحيا على وهم مفاده أن الجريدة تقرب أفكارها الى الجمهور، وإلا كيف نفسر الاستمرار في اصدار صحيفة لا تقرأ الا على نطاق أضيق من احلام الفقراء من العراقيين ؟!ولولا مخافة التطويل لأمكننا أن نفتح ملفاً حافلاً بالعجائب فيما يتعلق بالصحف والمجلات ، فثمة حقائق مضحكة تقبع خلف الواجهات التي تحمل عناوين كبيرة ، والحقيقة أن لا مضمون يقف خلفها إذ أن الدافع الحقيقي الذي يحرك اقطاب اللعبة هو المصلحة الذاتية ، ويجري تسويق الشعارات والعناوين للتغطية على خواء تلك المشاريع التافهة ، واصبحت الجريدة عند الكثيرين مجرد لعبة تجارية مثل وكالة المواد الغذائية التي يعتاش منها اهل المحال الغذائية ، وربما يعترض البعض قائلاً : وما الضير في ان يستفيد صاحب الجريدة مادياً مادام يصدر صحيفة ما ؟ فنقول ان الذين يفعلون ذلك بغير قدرة اعلامية ورغبة صادقة في انشاء مثل هذه الصحف ، والقيام بالمسؤولية الإعلامية كما تتطلبها أعراف الصحافة لن يقدموا فائدة حقيقية للقارىء لأنهم غير كفوئين لمثل هذا العمل أولاً ، ولأنهم غير معنيين بالناس ومعاناتهم ثانياً ، ويمكن أن نحكي قصة احدى الجرائد وكيف تمثل نموذجا للكثير من الصحف وان اختلفت في بعض التفاصيل ، وربما كانت صورة معبرة للكثير من المشاريع الثقافية وطريقة تكونها والبواعث من وراء تشكلها، ان الجريدة المشار اليها تصدر من غرفة صغيرة في بناية قديمة متداعية، وليس بتلك الغرفة من مستلزمات العمل سوى حاسبة تعمل عليها فتاة مراهقة لا تجيد سوى التنضيد، أما مدير التحرير والكادر وكل الموظفين العاملين فيها فقد أختزلوا في شخص رجل واحد لا غير بسبب الجشع، نعم بسبب الجشع لأن صاحب الإمتياز ورئيس التحرير الذي استطاع الحصول على دعم شهري من أصدقائنا الأميركان ـ ليس بسبب امكانياته الإعلامية بالتأكيد ـ ، قرر وبطريقة تجارية بارعة تختصر الموضوع برمته أن يتعاون مع أحد الصحفيين المغمورين ويقدم جريدته في نهاية كل اسبوع، ثم يحملها الى الأميركان ليثبت مصداقيته وأنه ماض في هدفه النبيل !وعندما استفسرت من الصحفي العجوز الذي اضطلع كما يقال في اللغة العربية البليغة بهذا الجهد بمفرده ، سكت مطولا وغمغم ليتجنب الإشارة الى السبب الحقيقي الذي جعله يقضي ايام الأسبوع في تسويد الصفحات: لا داعي للمحررين فأنا قادر على القيام بكل اعمال الجريدة.وحين تصفحت نماذج من جريدته شعرت بالرثاء ليس من اجله ، ولأحلامه البائسة وأوهامه الذاتية وهو يحيا على ذكريات سنواته التي قضاها مثلما روى لي متجولا في الدول العربية ، أو عموده الذي يكتبه ويعتقد انه سوف يقلب موازين العالم ، منافساً مشاهير الكتاب العرب مثل محمد حسنين هيكل ، ولا يعلم طبعاً أن جريدته أو نشرته بتعبير دقيق لا يقرؤها سواه ، وليس هناك من جمهور ينتظر بفارغ الصبر قراءة جهده الأسبوعي الضائع ، ولكنني تذكرت حوادث اخرى وجرائد كثيرة عرفت تفاصيلها كما يعرفها بعض اصدقائنا من الأدباء والمثقفين.إن تأجير بيت وشراء بضعة حاسبات وتسويد الصفحات لن يصنع صحيفة بغير جهد ونوايا حقيقية ، وبغير عقول تمتلك رؤية إعلامية تستطيع ان ترصد وتحلل المعطيات والأحداث، والا فإن رصيدنا من الصحف الفارغة أصبح كبيرا، وبخاصة أن الأنترنت صار ضامناً لأخبار الصفحات الأولى والثانية والثالثة، واعني بها الصفحات التي يفترض أن تحرر بالجهد الإعلامي ومتابعة الحدث عبر المراسلين، لا أن يتم التطفل على وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية ثم الإدعاء بأن الجريدة قريبة من الحدث، وهذا ما رأيناه في الكثير من الصحف التي يشكل الأنترنت 90% من حجم موادها ، واما الصفحات التي يمكن ان تتبنى الرأي والأفكار الخاصة بالجريدة فلا يلتفت الى أهميتها احد، ومن ذا يكترث للثقافة والآراء الفكرية اذا كان القائمون على الجريدة غير معنيين أصلاً بما يجري في العالم وبخاصة أنهم لم يقرأوا كتاباً واحداً منذ سنوات، بل ان بعضهم ممن يعملون مدراء تحرير لا يعرفون ان كان اسم ميلان كونديرا يعني نوعاً من الشامبو أم روائياً، وهل أن كافكا كاتب أم نوع جديد من أجهزة التلفزيون، وأمام هكذا جهل يمكن ان نتخيل حجم المأساة في زمن تتحرك فيه السياسات والأفكار على نحو متسارع ، ولا نعرف ماذا ستقدم مثل هذه الصحف التي يديرها عباقرة لا يقرأون حتى الصحف التي يشرفون على ادارتها ؟!والطريف في الأمر أن القائمين على مثل هذه الصحف يسألون عن قيمتها من الجهات السياسية التي تمولها ، وكأنهم جهة جديرة بالتقييم والمعرفة ، ولو علمت هذه الجهات السياسية التي أوكلت مهمة انشاء هذه الصحف ومولتها لأدركت بالتأكيد ، أن توزيع الأموال الطائلة المخصصة لجرائدهم البائسة على الفقراء من العراقيين ، أفضل بما لا يقاس من تبديدها على مجمـــوعة من الكتاب المهرجين والفاشلين وأهل المطابع الذين لا يجدون متسعاً لهم من كثـرة الصحف المتهافتة عليهم! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق