صلاح بصيص
..............
الانتخابات النيابية المقبلة في العراق تشكل، بجميع نتائجها، حقبة جديدة من الصراع السياسي، وكلمة صراع لا تعني بالضرورة الحالات غير الصحية التي يقطف نتائجها المواطن، فيصل النجاح والفشل في هذه العملية، بل قد يكون صراع نحو الوصول الى القمة بعد ان يكرس المتصارعون برامجهم وخططهم ويسخرونها خدمة فعلية تصب في جداول حاجة الناس ومتطلباتهم وخدمتهم، قد نتعرض لبعض الحالات السابقة من تقسيم ومحاصصة على اساس ديني او قومي او عقائدي، ولكن ما ان يترجم المنقسمون ولاءاتهم ووطنيتهم تتبخر تلك التسميات وتذوب وتكون عامل ايجابي، فلا ضير ان ما يدفع الانسان ليكون صالحا، دينه او عقيدته او قوميته، او اشياء اخرى كثيرة، لا أهمية في الوقوف عند المؤثر طالما ظلت النتيجة هي الصلاح، والمصلح لا يفسد، وان فسد فبقدر...
ملامح اغلب الساسة الذين سيشتركون في الانتخابات المقبلة واضحة ومعروفة، والرجوع الى القائمة المفتوحة يسهل نوعا ما عملية الفرز بالنسبة للناخب، عكس المغلقة التي تحمل بينها الغث والسمين، والتي تطوق الناخب بالقبول بالقائمة جملة وتفصيلا، بعد ان يجد، مثلا، عشرة اسماء صالحة وعشرة طالحة، مع العلم ان الصفة الاخيرة –الطالحة- ربما سيكون لها مكانة فعلية ومؤثرة اكثر في القرار من الصفة الأولى بعد ان يستتب الأمر ويوفق الاختيار، قد يخرج منهم وزير او رئيس وزراء او قريب من هذه الشاكلة، وان كانت القائمة المفتوحة عرضة كذلك للالتفاف حولها والتحايل عليها، وانتخابات مجالس المحافظات الماضية شاهد حي على ذلك عندما حصد السيد الحبوبي اغلب الاصوات، ولكن الائتلافات التي حصلت بعد الانتخابات القت به خارج اللعبة، ولا نعرف اين قذفت به امواج السياسة بعد ذلك.
ان انقسام الاحزاب الكبيرة داخليا وخارجيا، مع نفسها ومع غيرها، فتت سطوتها مؤقتا، لانها سوف تلتئم حال انتهاء الانتخابات، لتشكل جبهة واحدة او ائتلاف واحد كما صرح بذلك السيد عادل عبد المهدي، اذن هذا الانقسام شكلي لا قيمة له، الغاية منه هو اختيار رئيسا للوزراء من الكتلة (س) التي فازت باصوات اكثر، مع مراعاة الفائز لحلفائه ممن لم يتم اختيارهم من قبل الشعب ليتصدروا اماكن مهمة، فمثلا، لو فاز نوري المالكي لوحده بـ(49%) وفاز الائتلاف الوطني بـ(51%) وهذه النسبة هي نتاج مجموعة مؤتلفة كل منها حصل على نسبة قليلة من الاصوات الى ان وصلوا لهذه النسبة، فمع ان المالكي حصل لوحده على نسبة اعلى تكون الغلبة للائتلاف الوطني!! وسنعود الى البداية تشكيل حكومة على قاعدة محاصصاتية للكتلة الفلانية كذا ولتلك كذا... هذه الائتلافات هي ضمانة للبقاء في اعلى درجة من درجات القمة السياسية، حينها ستظهر الخروقات مرة اخرى وحواضن ومدافعين، كل يدافع عن ابن حزبه وستشتت المركزية ويصعب تشخيص الخطأ، بعكس عدم تشكيل مثل هكذا جبهة الجبهة، يحصر عندها القرار وتتحمل الكتلة الفائزة جميع الاعباء لانها ستشكل الحكومة ويراعى الاستفادة من بعض الشخصيات من الجهات والاحزاب الاخرى في حال ارتأت الكتلة الفائزة ضرورة او مصلحة باختيار شخص من اي قائمة كبيرة حصلت على اصوات كثيرة ام صغيرة حصلت على نسبة اقل...فاذا انتخبنا الاحسن والافضل، ماذا بعد...
Salah_bsy99@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق