وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الخميس، تشرين الأول ٠٨، ٢٠٠٩

من هو ممول شبكة الاعلام العراقي ؟

بشار الشموسي
..............

ذات يوم وجدت في جهاز الموبايل الخاص باحد اصدقائي . مقطعاً لرئيس مجلس النواب العراقي السابق محمود المشهداني وهو ينتقد القناة الرسمية العراقية ويتحدث عن مديرها السابق . ويعلن عن جهة تمويلها . هذا لانها مست مجلس النواب وقد تكون مست شخص المشهداني . والحقيقة اني كنت لا اعلم ان تمويل هذه القناة او شبكة الاعلام العراقي . من مجلس النواب العراقي . أي من الاموال العامة ( اموال الشعب) . الا ان رأيت هذا المقطع . عرفت حينها مصدر التمويل . وكان كل تصوري ان قناة العراقية الفضائية وجريدة الصباح وغيرها من المؤسسات الاعلامية التابعة لشبكة الاعلام العراقي تمول من رئاسة الوزراء . وهذا التصور او الاعتقاد لم يأتي من فراغ بل من كثرة الترويج لشخصية رئيس الوزراء والشخصيات البارزة في حزب الدعوة الاسلامية . امثال سامي العسكري . وعلي الاديب . والعلاق . وحسن السنيد . فعندما احاول متابعة قناة العراقية الفضائية وخصوصاً البرامج السياسية . لا اجد فيها سوى هذه الوجوه التي تتكر على ناظرنا باستمرار ومن خلال شاشتنا الذهبية . شاشة العراقية .
انا لا اقول انها لم تستضيف أي شخصية اخرى ولكنها لا تستضيف أي من الشخصيات التي تقول كلمة الحق . لا نرى على هذه الشاشة سوى برامج سياسية واستضافات لشخصيات . كل همها هو المدح بشخص السيد رئيس الوزراء . كما اننا لا نقرأ بالمناشيت الرئيسي لهذه القناة سوى نشاطات السيد نوري كامل المالكي . ولا تجد الجهة الممولة مساحة كافية لتترجم نشاطاتها واعمالها من خلال هذه الشاشة . بل نجد ان هناك خبر او خبرين عن بمجلس النواب العراقي . وبالمقابل نشاهد المساحة اوسع لنشاطات السيد رئيس الوزراء . هذا فضلاً عما حصل في الانتخابات المحلية السابقة لمجالس المحافظات . وما شاهدناه من ترويج كبير لقائمة دولة القانون ولحزب الدعوة ولشخص المالكي . نعتقد بانه سوف يعاد ويكرر من جديد . وسوف تكون هذه الدعاية اشد وهذا الترويج واضح دون أي تردد او مداراة للمشاعر . نحن نريد ان نعرف وبصفتنا جزءً من هذا الشعب . هذا ان كانوا يحسبوننا من أي جزء نحن . ربما يحاولون ان يتهموننا بعدة قضايا ويلصقوا بالكتاب الذين يحادثوهم بجراءة بانهم غير وطنيين وانهم من الذين يريدوا المساس بامن الدولة او المساس بالشخصيات المقدسة . او الكثير من التهم المستحدثة التي لانعرفها ولا يعرفها حتى المحامين للدفاع عنها . وعن من تلصق بهم التهم . نعم ما نريد معرفته ونسأل عنه باستمرار . هل صحيح ان تمويل شبكة الاعلام العراقي من مجلس النواب ؟ ام ان تمويلها من حزب الدعوة ؟ فان كان التمويل من مجلس النواب . هنا يصبح وجوب الحديث عن هذا الموضوع والكلام بلغة صريحة ووضع النقاط على الحروف . اما اذا كان التمويل من حزب الدعوة . فلا يستطيع أي احد او أي شخص ان يمسها او يتحدث عنها ويتهمها . بل يكون الواجب على كل من تحدث عنها او وجه اليها النقد بان يقدم اعتذاره وعلى طبق من ذهب . وانا سوف اكون اول من يقدم ذلك العذر .
ايها الاعلام العراقي المثلوم عليك ان تنهض وتصرخ صرختك المدوية بوجه كل من دخل عليك من الدخلاء . وتنزع عنك الثوب البالي . الذي البسك اياه حزب البعث المقبور . عليك ان تقف ضد كل من اساء اليك وسخر قلمه وامكاناته لاجل الدراهم والدنانير . عليك ان تطالب بعودة المخلصين والصادقين ممن سخروك لقضايا الحق . لمن لم يبيعوك من اجل حفنة دولارات . لمن وقفوا ونادوا بحقوق المستضعفين والمحرومين . من ابناء شعبك الصابر الابي . اين انت ايها الاعلام الصادق النزيه الشريف ؟ اين مهنتك التي كان يحسدنا عليها الكثيرون ؟ اين انت واين من عمل معك من الذين ترفعوا عن قول كلمة الباطل وتنصلوا عن مغريات الشيطان ؟ ولم يعرضوا ذممهم ولا ضمائرهم في المزادات ؟

ليست هناك تعليقات: