السبت، تشرين الأول ٣١، ٢٠٠٩
الى رموز الفساد في شبكة الاعلام العراقي...
الجمعة، تشرين الأول ٣٠، ٢٠٠٩
في ذكرى مولده (عليه السلام) ... سيرة الإمام علي بن موسى الرضا

إستلم الإمام الرضا (ع) منصب الإمامة الفعلية في ظروف صعبة وأحداث مريرة عاش خلالها محنة والده وهو يتكبّد مرارة السجون والإرهاب في مواجهة انحراف السلطة. ويبذل نفسه الشريفة ثمناً للإصلاح والتصحيح.. كما واجه الإمام الرضا (ع) مشكلة الواقفة الذين شكّلوا خطراً على قضية الإمامة بادّعائهم توقفها عند الإمام الكاظم (ع) فانكروا إمامة الرضا (ع) فكاتبهم (ع) فلم يرتدوا، وكان السبب الحقيقي لاتخاذهم هذ الموقف هو طمعهم بالأموال الشرعية التي كانوا وكلاء عليها من قبل الإمام الكاظم (ع) ولذلك لم يلبث أن ظهرت حقيقتهم إلى العراء ورجع أكثرهم إلى الحق.
مناقب الإمام (ع):
عُرف الإمام الرضا (ع) بملازمة كتاب الله فكان يختمه في ثلاثة أيام، وكان دائم التهجد والدعاء كسيرة ابائه الكرام، ورغم وفرة الأموال التي كانت تحت يده فقد جسّد في حياته العامة والخاصة المثال الأعلى والنموذج الفريد في الزهد والتواضع والإخلاص كما كان يشارك الضعفاء والمساكين طعامهم ويقيم لهم الموائد ويعطف على الفقراء. وبالإضافة إلى ذلك كان الإمام (ع) مفزعاً يأوي إليه العلماء وملجأ يقصده رواد العلم والمعرفة وحصناً يردّ عن الدين شبهات الزنادقة وأضاليل الغلاة كما كانت له مناظرات ومحاورات مع علماء الفقه والكلام تركت أثراً طيباً في تدعيم الدين وتثبيت قواعد الشريعة وأصول التوحيد.
الإمام (ع) وهارون الرشيد:
كان هارون الرشيد قد وصل إلى حد الإعياء ولم يفلح في احتواء الإمام الكاظم (ع). لذلك قرّر تصفيته جسدياً، هذا الإرهاب العباسي لم يمنع إمامنا الرضا (ع) من متابعة نهج والده الإصلاحي في مقاومة الفساد والظلم ونشر الإسلام وبث الوعي، ولذلك تخوّف عليه أصحابه من بطش هارون الرشيد، فأجابهم الإمام بأن رسول الله (ص) قال: "إن أخذ أبو الجهل من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بنبي وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بإمام" ومات الرشيد دون أن يجرؤ على مسّ شعرة من رأس الإمام (ع).
الأوضاع السياسية في عصر الامام (ع):
عاصر الامام علي بن موسى الرضا (ع) هارون الرشيد عشر سنوات ثم ابنه الأمين ثم المأمون وقد اتسمت تلك الفترة بالقسوة والظلم والإرهاب وممارسة أشر أنواع التنكيل والتعذيب بحق أبناء البيت العلوي (ع)، ولكن ذلك لم يمنع من خروج الثورات العلوية المتلاحقة ضد الحكم العباسي الظالم.
ففي عصر المأمون وحده قام خمسة أو ستة من العلويين بثورات مضادة للحكم العباسي. وكان العباسيون لا يرحمون في سبيل المحافظة على كرسي الخلافة حتى ولو كان الثائر الخارج عليهم عبَّاسياً ومن أتباعهم وأنصارهم. ولذا نراهم قد نكّلوا بأبي مسلم الخراساني وقاموا بتصفية البرامكة رغم الخدمات الكبيرة التي قدّمها هؤلاء لهم.
ولاية العهد:
دعت الثورات العلوية المتتالية المأمون الذي قتل أخاه الأمين في حرب دامية من أجل كرسي الخلافة أن يأمر بإحضار الإمام الرضا (ع) من المدينة إلى (مرو) بصحبة جماعة من العلويين، ليعرض عليه الخلافة في مجلس حاشد وبعد أن يرفض الإمام (ع) هذا العرض، يطلب منه أن يقبل على الأقل بولاية العهد، مصراً على ذلك إلى درجة التهديد بالقتل. فماذا كان حافزه من وراء هذا العرض؟
يذكر العلماء أن الأسباب السياسية التالية كانت وراء اتخاذه مثل هذا الموقف:
1- كسب ولاء أهل خراسان الذين كانت لهم ميول شديدة باتجاه التشيّع وموالاة أهل البيت(ع).
2- محاولة إرضاء العلويين وتهدئتهم وسحب مبررات الثورة والتمرّد من أيديهم ولذلك قام المأمون بإصدار عفو عام عن جميع العلويين.
3- تجريد الإمام من سلاحه بإعطائه منصباً في النظام الحاكم وتشويه سمعته بذلك لاسقاطه من قلوب الموالين له.
4- استخدام الإمام كورقة ضغط بوجه العباسيين الذين وقفوا مع الأمين في حربه ضد المأمون.
5- الحصول على اعتراف ضمني من الإمام بشرعية تصرفات المأمون. ومن وراءه إعتراف العلويين بشرعية السلطة العباسية.
6- عزل الإمام عن قواعده الموالية والمتزايدة. ووضعه تحت المراقبة الدقيقة.. والأمن من خطره..
ردّ فعل الإمام (ع) على ولاية العهد:
واجه الإمام (ع) العرض المشوب بالتهديد بالامتناع والرفض، ولكن إصرار المأمون على ذلك وصل إلى درجة التهديد بالقتل، فاقتضت المصلحة أن يوافق الإمام (ع) بالعرض ولكن بشرط: أن لا يُولِّي أحداً ولا يعزل أحداً ولا ينقض رسماً ويكون في الأمر من بعيد مشيراً.
ومن خلال هذا الشرط الصريح الذي اشترطه لقبول ولاية العهد أي عدم المشاركة في الحكم، كان سلوك الإمام المثالي يمثل ضربة لكل خطط المأمون ومؤامراته حيث لم يتأثر بزخارف الحكم وبهارجه بل كان يتصرف بطريقة مخالفة لتصرفات أصحاب الحكم والسلطان، وفي ذلك إدانة واضحة للمأمون وأتباعه. وبذلك استطاع الإمام أن يجعل من ولاية العهد ولاية صورية وشكلية كما استطاع بما أوتي من حكمة من إفراغ المشروع العباسي من مضمونه والحيلولة دون إسباغ الشرعية على خلافة المأمون عن طريق عدم المشاركة في الحكم، وأن لا يتحوّل إلى شاهد زور لتجاوزات الحكم.
ولم تفلح محاولات المأمون في النيل من مكانة الإمام (ع) فأخذ يجمع له العلماء من أقاصي البلاد ويأمرهم بتهيئة أصعب المسائل وأشكلها ليقطع حجّة الإمام ويشوه سمعته بذلك. وفي هذا المجال يقول أبو الصلت أحد العلماء انذاك: "فلما لم يظهر منه أي الإمام(ع) للناس إلاّ ما ازداد به فضلاً عندهم ومحلاً في نفوسهم جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعاً في أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة والملحدين والدهرية ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين له إلاّ قطعه وألزمه الحجة..".
زوجاته وأولاده (ع):
ترك الامام الرضا (ع) خمسة أولاد، أربعة ذكور وبنتاً واحدة أبرزهم محمد الجواد، وموسى بن علي، وقيل لم يترك إلاّ محمد الجواد (ع) وأمه تُدعى خيزران.
شهادته (ع):
بعد أن فشلت جميع الأسلحة التي استخدمها المأمون لمحاربة الإمام (ع)، وظهرت النتائج على خلاف ما كان ينتظر ويؤمل. بل كان الإمام يزداد رفعة بين الناس، وكانت قواعده الموالية تزداد اتساعاً وعدداً. أدرك المأمون أنه وقع في فخ الإمام. فهو لم يفلح في انتزاع الاعتراف بشرعية حكمه من الإمام كما أنه لم يفلح في إخضاع الإمام لإرادته ومطالبه، فهو بالإضافة إلى ذلك لا يستطيع تنحية الإمام (ع) عن ولاية العهد، لأن الأمور سوف تزداد تعقيداً ولن يسكت العلويون والخراسانيون على ذلك. ومن جهة رابعة اصبح يرى نفسه مستحقاً للتأنيب العنيف من قبل العباسيين الذين كانوا يتخوّفون من انتقال السلطة إلى العلويين وخروجها من تحت أيديهم.
وإزاء كل ذلك لم يجد المأمون وسيلة للتخلّص من الإمام إلا بتصفيته جسدياً، فدسّ إليه السمّ، ومضى الإمام شهيداً صابراً محتسباً.
يقول أحمد بن علي الأنصاري: سألت أبا الصلت الهروي فقلت له: "كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا (ع) مع إكرامه ومحبته له، وما جعل له من ولاية العهد بعده؟ فقال: إنّ المأمون إنما كان يكرمه ويحبه لمعرفته بفضله، وجعل له ولاية العهد من بعده ليرى الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله في نفوسهم، فلَّما لم يظهر في ذلك منه للناس إلاَّ ما ازداد به فضلاً عندهم، ومحلاً في نفوسهم، جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعاً في أن يقطعه واحد منهم، فيسقط محله عند العلماء، ويشتهر نقصه عند العامة، فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والصابئين والبراهمة والملحدين والدهرية، ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين إلاَّ قطعة وألزمه الحجَّة، وكان الناس يقولون: والله إنه أولى بالخلافة من المأمون،
وكان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه فيغتاظ، ويشتد حسده له، فلما أعيته الحيلة في أمره اغتاله، فقتله بالسم".
الخميس، تشرين الأول ٢٩، ٢٠٠٩
أما آن الأوان لانتشال شبكة الإعلام العراقي من كبوتها
أما آن الأوان لانتشال هذه المؤسسة التي يجب أن تكون مؤسسة للشأن الوطني العام لكونها تمول من مال الشعب وليس من القطاع الخاص.. فهي ليست إقطاعية لحزب أو جهة معينة ويجب أن يكون مديرها موظفا وليس إقطاعيا ..وعليه فبالضرورة يجب أن تكون مرآة تعكس الصورة للتحولات التي حدثت في العراق بعد الزلزال المدوي بسقوط رمز الطغيان والإجرام والدكتاتورية بحلول فجر الرابع من نيسان /2003. لقد تعاقب على هذه المؤسسة العديد من الوجوه التي شكلت نكوصا للأعلام الوطني، والذي يجب أن يعبر عن صوت الشعب العراقي وأحلامه وطموحاته في التطور والنهوض التنموي والحياة الكريمة والمناخ الديمقراطي، بعد سنوات عجاف امتدت وأكلت من جرف الإنسان العراقي ومن البلد الذي أنهكته الحروب ونزق الدكتاتورية والتخلف على كل الأصعدة ومنها الإعلام الذي جير وبأحادية الصوت لتمجيد الطغيان والطاغية.. وبعد التغيير الأخير حل على رأس الهرم في هذه المؤسسة ( عبد الكريم السوداني)، وقد أشير الى انه رجل الانعطافة المؤملة للنهوض بواقع هذه المؤسسة باعتبار انه يحمل شهادة الدكتوراه باختصاص فن التلفزيون وصاحب الخبرة في العمل التلفزيوني من خلال الفضائيات.. لكن وبمعرفتنا بهذا الشخص وإمكانيته عبر الرصد والمعايشة خلال فترة الدراسة الجامعية .. فهذا الشخص كان وما يزال احد المعوقات والمعطلات في الوسط الإعلامي والفني سلوكا ومعرفة (على الرغم من تطبيل البعض من المروجين والسماسرة له ولغايات في نفس يعقوب).. ولعل شواهد الأمور عبر تسنمه المنصب، فهو قد اخذ السلوك المشين لسابقيه مضافا اليه خبرته وخبرة المقربين والبطانة في استغلال المنصب للثراء ... لقد تحولت ومازالت هذه المؤسسة الى إقطاعية، لتقع أخيرا فريسة الحبر الأعظم ( عبد الكريم السوداني).... وليس بقوة المعرفة الأكاديمية..لقد كان العراقيين المتضررين من سرقات وزير التجارة المخلوع( فلاح السوداني) يراقبون سير التحقيقات الجنائية بحقه والاستجوابات من مجلس النواب، وليظهر لنا هذا (الحبر) برنامجا يشرف عليه محمد حنون ـ صاحب فضيحة موقع اليوتوب )وقد اظهر ذلك البرنامج الوثائقي عبر شاشة العراقية وبدعم (الحبر).. إن هذا المجرم (وزير التجارة) كان منقذنا من الجوع والأمين والمخلص لبلده وشعبه في توفير مواد الحصة التموينية..(لو كانت ثمة عدالة واحترام لهذا الشعب لزج بهذا الحبر عبد الكريم السوداني في قفص الاتهام مع المجرمين سراق وزارة التجارة ،لأنه قد مارس تضليلا للعدالة بتقديم معلومات إعلامية مزيفة .لكن للأسف لايعرف هذا الشعب وممثليه ان الأمر وبعد سقوط الدكتاتورية قد اختلف، فلم يعد المنصب إقطاعية ولم يعد الناس عبيدا لكنها صفقات دهاليز السياسة وقذاراتها التي تجعل هؤلاء الطفيليين مايزالون في الواجهة أيام النظام الدكتاتوري وفي الوقت الحاضر..إن صاحب المنصب الحكومي ومهما علا شأنه فهو موظف حكومي يؤدي خدمة عامة ويقبض أجرا، وان القانون والدستور بالمرصاد لكل من يسرق أو يحتال أو تسول له نفسه في استغلال المنصب كما هو الحال مع (فلاح السوداني سابقا وعبد الكريم السوداني الذي لايزال ) ونحن ننتظر أن تتكرم علينا القيادة( الرشيدة) برفسه خارج الشبكة ...
منذ تسنم هذا الحبر السوداني مقاليد رئاسة شبكة الإعلام العراقي وهو يعتمد مبدأ (الوار) لدى رواد العاب القمار،عبر مذيعيها وعلى رأسهم (علاء محسن السوداني صاحب برنامج انت الوزير) ... وقد عمل في شبكة الإعلام الحالية إثناء فترة اللبنانيين التأسيسية للشبكة..ثم سرحه من الحظيرة (حبيب الصدر) وليعود مظفرا ومكللا بالزهور من ابن عمه السوداني عبد الكريم الذي انتصر له منطلقا من ذات الانتماء العشائري الى عشيرة السودان معينا إياه وبحفاوة عشائرية موغلة بالتعصب القبلي .. ولذلك آمن بقدرة هذا ( العلاء ) ... وعينه مديرا للإذاعات التابعة للشبكة علما انه كان يعمل بنظام القطعة ... وقد أوغل الحبر الأعظم ( عبد الكريم السوداني) في تكريم ابن عمه (الى النخاع)( علاء محسن السوداني) فأصبح بالإضافة الى تعيينه بصورة ثابتة كمشرف على إذاعات الشبكة وتقديم العديد من البرامج ومنها ( أنت الوزير) الذي هو المحطة الأساسية لتطبيقات مبدأ ( الوار) ويعني اخذ الإتاوات من قبل الأشقياء(والخوشية) كضريبة حماية لمرتادي اماكن القمار ومن الأمثلة يمكن السؤال عن الساحات والكراجات التي ضمنت له عربون (من الوار).. ولعل من غباء هذا الحبر السوداني ما أذاعه عن إلقاء القبض على المجرم الهارب محمد الدايني حيث ورد في نشرة الأخبار تسمية (الابن المضلل محمد الدايني).. كيف يمكن أن تصاغ وتطلق هذه التسمية وبهذا الغباء.. هل القاتل والمجرم هو ابن العراق ومن ضلله ،وكيف أطلق عليه هذا المسمى في نشرة الأخبار ومن صاغ الخبر وماهو الراصد والمراقب للأخبار؟؟؟.. وبهذا يقاس مستوى التدهور في صياغة الأخبار..وهذا مارأيناه أيضا لدى رئيس الوزراء السوري(العطري) والاحتفاء به من خلال إعلام الشبكة ثم التحول 180 درجة بالضد.. من يضع إستراتيجية الإعلام ومن يصيغها ومن يهندس حركتها الإعلامية والبرامجية؟.. وهل صاغ هذا الحبر الفقيه الإعلامي الجهبذ دورات برامجية ممنهجة للشبكة ينقذها من الأداء الساذج والمتدني حد الضحالة ويضع لها نظام الدورة التلفزيونية وإستراتيجيتها التنظيمية..ليس غريبا مايحدث في الشبكة تحت فكر صاحب الماضي الزيتوني هذا(هل تعلمون ياسامعين الصوت ان هذا الجهبذ السوداني يرفض أن تكتب التقارير المقدمة اليه حول البرامج بالفصحى ويصر على الكتابة بالشعبي مما استدعى أن يرفض احد المعدين للبرامج ذلك ويستقيل ، لاغرابة فقد تحولت قناة العراقية الى مرتع للشعراء الشعبيين وببرامج تصرف لها الملايين تعميقا للجهالة والتجهيل ..(لماذا هذا الكذب على أنفسكم ياأصحاب القرار ويامطبلين.. هل هكذا تبنى الأوطان ويبنى الإعلام المواجه لأعتى صنوف الهجوم إزاء تجربة العراق وشعبه في الحرية والبناء!!!!) ..
ولعل الأسوء في السرقة والاختلاس هو الإصرار على إبقاء المسؤول عن الإعلانات في الشبكة المدعو(....) على الرغم من سرقته لستمائة ألف دولار من الإعلانات في الشبكة.. والأنكى والأتعس هو مقايضة حبر الشبكة ورأس هرمها(عبد الكريم السوداني) لمن تقدم بعرض لبث إعلان مدفوع الثمن لشركة آسيا سيل بقيمة مليون دولار ... هنيئا لكم أيها الإعلاميين بهذا النموذج ... هنيئا لدولة التحول الديمقراطي بتصدر الجهلة والأغبياء والسراق والسماسرة الصف الأول من المؤسسات..وهنيئا لزعيم دولة القانون وهو يصافح يد .. هذا لدى زيارته الأخيرة للشبكة..هنيئا ياصناع الغد المشرق ،يامن سيسجل التاريخ مآثركم بماء الذهب نبراسا للأجيال القادمة ..
2ـ نسخة منه الى معالي وزير الرياضة والشباب ورئيس مؤسسة السجناء السياسيين بالوكالة ..أخاطبكم يامعالي الوزير كوني سجين قد صادقت على معاملتي وضمن الوجبة السابعة وبالرقم 744 في القائمة ولعجزي عن مقابلتكم اكتب لكم لطلب مقابلتكم وعرض مطالباتي لاسترداد حقوقي ... من حقوقي المفترضة أن احصل على وظيفة في هذا الشبكة التي أصبحت وكرا للصداميين كوني إعلامي وأمارس الكتابة الصحفية الاحترافية منذ التسعينات ولحد الآن وأنا اعمل بصيغة المكافأة بالقطعة بينما الأبواق الصدامية تحظى بالتكريم والمناصب.. كيف يستقيم الأمر يامعالي الوزير المحترم؟..
3ـ نسخة منه الى لجان النزاهة والمسائلة والعدالة في مجلس النواب للتحقيق والتثبت من المعلومات المكتوبة اعلاه ولجنة اجتثاث البعث في مجلس الوزراء للأطلاع وإنصافي..
الأربعاء، تشرين الأول ٢٨، ٢٠٠٩
انتـخبـنــا ... ومـاذا بـعــد؟
الانتخابات النيابية المقبلة في العراق تشكل، بجميع نتائجها، حقبة جديدة من الصراع السياسي، وكلمة صراع لا تعني بالضرورة الحالات غير الصحية التي يقطف نتائجها المواطن، فيصل النجاح والفشل في هذه العملية، بل قد يكون صراع نحو الوصول الى القمة بعد ان يكرس المتصارعون برامجهم وخططهم ويسخرونها خدمة فعلية تصب في جداول حاجة الناس ومتطلباتهم وخدمتهم، قد نتعرض لبعض الحالات السابقة من تقسيم ومحاصصة على اساس ديني او قومي او عقائدي، ولكن ما ان يترجم المنقسمون ولاءاتهم ووطنيتهم تتبخر تلك التسميات وتذوب وتكون عامل ايجابي، فلا ضير ان ما يدفع الانسان ليكون صالحا، دينه او عقيدته او قوميته، او اشياء اخرى كثيرة، لا أهمية في الوقوف عند المؤثر طالما ظلت النتيجة هي الصلاح، والمصلح لا يفسد، وان فسد فبقدر...
ملامح اغلب الساسة الذين سيشتركون في الانتخابات المقبلة واضحة ومعروفة، والرجوع الى القائمة المفتوحة يسهل نوعا ما عملية الفرز بالنسبة للناخب، عكس المغلقة التي تحمل بينها الغث والسمين، والتي تطوق الناخب بالقبول بالقائمة جملة وتفصيلا، بعد ان يجد، مثلا، عشرة اسماء صالحة وعشرة طالحة، مع العلم ان الصفة الاخيرة –الطالحة- ربما سيكون لها مكانة فعلية ومؤثرة اكثر في القرار من الصفة الأولى بعد ان يستتب الأمر ويوفق الاختيار، قد يخرج منهم وزير او رئيس وزراء او قريب من هذه الشاكلة، وان كانت القائمة المفتوحة عرضة كذلك للالتفاف حولها والتحايل عليها، وانتخابات مجالس المحافظات الماضية شاهد حي على ذلك عندما حصد السيد الحبوبي اغلب الاصوات، ولكن الائتلافات التي حصلت بعد الانتخابات القت به خارج اللعبة، ولا نعرف اين قذفت به امواج السياسة بعد ذلك.
ان انقسام الاحزاب الكبيرة داخليا وخارجيا، مع نفسها ومع غيرها، فتت سطوتها مؤقتا، لانها سوف تلتئم حال انتهاء الانتخابات، لتشكل جبهة واحدة او ائتلاف واحد كما صرح بذلك السيد عادل عبد المهدي، اذن هذا الانقسام شكلي لا قيمة له، الغاية منه هو اختيار رئيسا للوزراء من الكتلة (س) التي فازت باصوات اكثر، مع مراعاة الفائز لحلفائه ممن لم يتم اختيارهم من قبل الشعب ليتصدروا اماكن مهمة، فمثلا، لو فاز نوري المالكي لوحده بـ(49%) وفاز الائتلاف الوطني بـ(51%) وهذه النسبة هي نتاج مجموعة مؤتلفة كل منها حصل على نسبة قليلة من الاصوات الى ان وصلوا لهذه النسبة، فمع ان المالكي حصل لوحده على نسبة اعلى تكون الغلبة للائتلاف الوطني!! وسنعود الى البداية تشكيل حكومة على قاعدة محاصصاتية للكتلة الفلانية كذا ولتلك كذا... هذه الائتلافات هي ضمانة للبقاء في اعلى درجة من درجات القمة السياسية، حينها ستظهر الخروقات مرة اخرى وحواضن ومدافعين، كل يدافع عن ابن حزبه وستشتت المركزية ويصعب تشخيص الخطأ، بعكس عدم تشكيل مثل هكذا جبهة الجبهة، يحصر عندها القرار وتتحمل الكتلة الفائزة جميع الاعباء لانها ستشكل الحكومة ويراعى الاستفادة من بعض الشخصيات من الجهات والاحزاب الاخرى في حال ارتأت الكتلة الفائزة ضرورة او مصلحة باختيار شخص من اي قائمة كبيرة حصلت على اصوات كثيرة ام صغيرة حصلت على نسبة اقل...فاذا انتخبنا الاحسن والافضل، ماذا بعد...
Salah_bsy99@yahoo.com
الثلاثاء، تشرين الأول ٢٧، ٢٠٠٩
من منكم شاهد العراقية او تصفح الدعوة
الحركة الشعبية لاجتثاث البعث تنعى شهداء العراق
كما نطالب مجلس النواب بأستدعاء رئيس الوزراء والقيادات الامنية العامله معه , لاجراء استجواب ومسائلة لمعرفة اماكن الخطئ والتقصير الذي ادى الى هذة الاختراقات والفشل الذريع في ادارة الملف الامني , ليضاف الى ملف الفساد وانهيار الخدمات والمستوى الهائل من تردي البنى التحتية للاقتصاد العراقي والهزيمة المذلة للحكومة العراقية في ادارة البلد على مدى اربع سنين عجاف لم يحصد فيها العراق غير الخراب والدمار على كل المستويات .
الصبر والسلوان لأهالي الضحايا والمغفرة والرضوان لشهداء الحرية الذين قضو في مذبحة بغداد الأليمة
نحن أمة لاتنسى شهداءها ....اجتثاث البعث رسالتنا الى الانسانية
الحركة الشعبية لاجتثاث البعث
الاثنين، تشرين الأول ٢٦، ٢٠٠٩
أرجوكم أغلقوا قناة العراقية.
مرة اخرى يضرب اولاد الزنا في قلب سيدة المدن وتاج الروؤس بغداد الحبيبة . اولاد الزنا قد يكونوا من المسلحين او المجاهدين او المتعاركين على المصالح او مخابرات دول حقيرة قذرة او (الله اعلم).
المهم انهم ضربوا في قلب بغداد.
برافو للشرقية المكروهة لانها عرضت الحقيقة، والعار كل العار على قناة الدولة الرسمية التي ترينا الاعاجيب من تفاهاتها وتترك الحدث لنبحث عنه في الفضائيات الاخرى .اذا هي قناة السلطة وليست قناة الشعب هذه المسماة العراقية . الم يكن المفروض بالعراقية ان تهرع الى الشارع ويقف مراسلها عند الحطام ويقول . ايها المشاهدون الكرام يا ابناء شعبنا انظروا مافعل القتلة المجرمون وكيف استهدفوا حبيبتكم بغداد ..ثم تنتقل الكاميرا الى مواقع اخرى لنقول ..برافو للعراقية التي تنقل الحدث وتكشف القتلة والمجرمين وتعري الكتل السياسية المتصارعة والاحزاب الموبؤة بالسلطة والجاه والنهب .
ماذا افعل بك ياعزيزي مقدم البرنامج وانت تحاور الاخ من جبهة التوافق عن كركوك والانتخابات والمفتوح والمغلق من حظ الشعب المظلوم بينما كانت الانفجارات تتوالى على جسد العروس واولاد العاهرات يذبحونها ؟ اريد من يكشف الحقيقة .
هل اقول شكرا للارهابيين ومخابرات الجوار التي كشفت لنا بهذه الاعمال المجرمة مدى الفساد المالي والاداري ؟ فهذه التفجيرات شلعت التغليف التركي الذي يغطي بعض البنايات المستهدفة وكشفت عن الصراعات السيئة داخل البرلمان العراقي ومصالح السياسيين الذين ولغوا بدماء الابرياء ؟
لا، لا اقول شكرا .فقط اقول ..لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم...
العـراق الجـديـد..سـيـسـتـانيـا (ج 2)
NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM
توطئة
هذا المقال، هو جزء من بحث نشر في الفصل الرابع، تحت عنوان؛ آراء المعاصرين، من كتاب (الامام السيستاني، شيخ المرجعية المعاصرة في النجف الاشرف) لمؤلفه الباحث العلامة السيد محمد صادق محمد باقر بحر العلوم، والذي نشرته مؤخرا في العاصمة اللبنانية بيروت، دار المحجة البيضاء.
ارتايت نشره، بتصرف، تعميما للفائدة
لقد قيل عن المرجع السيد محمد حسن الشيرازي، قائد ثورة التنباك في ايران (القاجارية) وقد كان يقيم وقتها في مدينة سامراء بالعراق، انه مرجع مسالم لا يتدخل بالسياسة، وانه منكفئ على نفسه ومنكب على دروسه الحوزوية، واذا به يفاجئ الجميع فينتفض انتفاض الاسد الهصور، عندما احس ان مؤامرة عظيمة يحيكها البريطانيون ضد بلاد المسلمين في ايران وبالتعاون مع الشاه القاجاري، فاصدر فتواه المشهورة التي حرمت على الايرانيين التعاطي مع التبغ، ليسقط بها، وبالضربة القاضية، الاتفاقية، والى الابد.
ولقد حاول، ذات مرة، القنصل البريطاني، ان يستغل (بساطته) ليستدرجه الى فخ يوقع بين الشيعة والسنة، فعندما زاره الى بيته في سامراء، وعرض عليه خدمات (بريطانيا العظمى) للدفاع عنه ضد اعتداءات السنة، اجابه المرجع بكل حزم وقوة (انه شان بين المسلمين، ولا حاجة لان تدس بريطانيا انفها فيما لا يعنيها) فافشل، بهذا الموقف، مؤامرة البريطانيين لتمزيق صف المسلمين، وهو الموقف الذي فوجئ به القنصل البريطاني، الذي ذهب اليه وفي ذهنه صورة مغايرة عن تلك التي رآها من المرجع، وهو يغادر بيته.
الشئ نفسه قيل عن المرجع الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين الاسلامية الوطنية التحررية التي انقذت العراق حديث التاسيس من مخالب الاحتلال البريطاني، ولو بعد حين، بسبب تآمر الاقلية وتحالفهم السري والخفي مع البريطانيين، والتي ظلت تتنازل عن حقوق العراقيين مقابل البقاء بالسلطة، الا ان النتيجة هي ان الثورة التي انطلقت بفتوى المرجع الشيرازي، هزت كيان (بريطانيا العظمى) آنئذ، ما دفعها لاعادة النظر في مجمل سياساتها ازاء الدول والمناطق التي خرجت للتو من تحت سلطة (الخلافة العثمانية) آنذاك.
وتمر الايام لنشهد نموذجا آخر من نماذج المرجعيات التي ان سكتت زمنا فليس عن خوف او هروب من المسؤولية، او قبول بالامر الواقع، او تقرير للخطا القائم، ابدا، وانما لحكمة يرافقها رصد دقيق للواقع، وان عن بعد، لحين اقتناص الفرصة السانحة لتدلي بدلوها، وعندها لا يقدم امر ولا يؤخر الا بمشورتها كما يحصل اليوم في العراق الجديد.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فان هذا الدور هو مسؤولية دينية وواجب وطني تصدت له المرجعية الدينية من منطلق موقعها في حياة الامة، ونحن نعرف جيدا، فان المرجعية الدينية هي التي كانت قد رسمت معالم العراق حديث التاسيس في مطلع القرن الماضي، بالرغم من تآمر الاقلية مع الاحتلال البريطاني عليه، ان من خلال استفرادها بالتوقيع على الاتفاقيات الثنائية معها، او من خلال تدوين ما عرف فيما بعد بمبادئ (كوكس ـــ النقيب) كما ان دورها المعروف والمشهود في التصدي للاحتلال البريطاني، وفي الكشف عن المخاطر التي كانت تهدد العراق بسبب السياسات الملتوية والمشبوهة التي كانت تضعها بريطانيا العظمى آنئذ، بالاضافة الى دورها في التصدي للخطر الالحادي الذي هاجم العراق ابان الخمسينيات من القرن الماضي، ودورها في التصدي لسياسات النظام البائد والانظمة التي سبقته، والتي كانت ترمي الى ايقاع الاقتتال الاهلي بين ابناء الشعب الواحد، خاصة العرب والكرد، ان كل ذلك والكثير الاخر، ادلة تشير الى ان موقع المرجعية في الحياة العراقية العامة، في الصدارة، لما لها عند الشعب العراقي من احترام وثقة وتقدير، يركن اليها كلما المت به المخاطر.
ان هذه الثقة العالية، الى جانب ما تميزت به المرجعية الدينية من الوضوح في الرؤية والحرص الشديد على الثوابت الوطنية ووقوفها على مسافة واحدة من كل مكونات الشعب العراقي من دون تمييز على اساس الدين او المذهب او القومية او المناطقية او الولاءات العشائرية والحزبية وغير ذلك، ان كل هذا، هو الذي دفع بكل القادة والسياسيين، وبمختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية وتوجهاتهم الثقافية والسياسية، وكل المبعوثين الدوليين وغيرهم، الى ان يكونوا حريصين اشد الحرص على زيارتها والاستماع الى رايها عند كل منعطف، ليجدوا عندها خارطة طريق واضحة المعالم وغير مشوشة، ما يساعدهم على تجاوز المنعطف بسلام.
لقد اثبتت السنين التي اعقبت سقوط الصنم، ان المرجعية الدينية هي صمام الامان الاول الذي يمكن للعراقيين ان يركنوا اليه للحفاظ على حقوقهم ووحدتهم ووحدة بلادهم، كما انها الحصن الحصين والركن الشديد الذي يمكن الركون اليه لدفع كل المخاطر التي تهدد العراق وعلى راسها خطر الحرب الاهلية والطائفية التي ابعدت شبحها المرجعية الدينية بموقف حكيم وقرار شجاع، طبعا بهمة العراقيين الذين آمنوا بهذه الرؤية والتزموا بها وعملوا على تحقيقها.
وان تصدي المرجعية لهذا الدور، هو من منطلق تحمل المسؤولية التي تشخص في قول رسول الاسلام محمد بن عبد الله (ص) الذي يقول، كما اسلفنا {اذا ظهرت البدع، فعلى العالم ان يظهر علمه} ومن الواضح فان السياسات المنحرفة والمخاطر السياسية التي تهدد كيان الامة، هي من البدع التي يجب ان يتصدى العالم لاظهار الحقيقة ازاءها، فليس البدعة على المستوى الثقافي فقط او على مستوى الفكر والفقه وما اشبه، بل ان البدع الاجتماعية وتلك التي تهدد كيان الامة والبلاد هي من أخطر انواع البدع، ولذلك راينا كيف ان المرجعية تصدت للمسؤولية الدينية والوطنية، كلما تعرض العراق الجديد لبدعة، كادت ان تستولي على الشارع العراقي، بالارهاب او بالدعاية السوداء، لولا موقف المرجعية التي كانت الحاضرة ابدا لتوضيح الرؤية وتحديد الموقف الصحيح، ان شرعيا او وطنيا.
اما من يعترض على مثل هذا الموقف، فانما يعترض على خيار الشعب العراقي الذي حدده لنفسه من دون اكراه او تخويف او ترهيب، كما يفعل القادة السياسيون او زعماء الاحزاب والكتل والتيارات.
لقد اختار الشعب العراقي ريادية المرجعية الدينية عن وعي وادراك ومسؤولية، وليذهب من يعترض على هذا الخيار ليبلط البحر كما يقولون، فليس فوق ارادة الشعب ارادة، وليس مقابل خياره خيارا آخر ابدا.
ان من اهم نقاط قوة المرجعية، والتي تمكنها من اختيار زمن التصدي للمسؤولية، بارادة حرة لا تجبر عليه، هي كونها مستقلة وغير تابعة لنظام او لحاكم، مستقلة في درسها وفي اقتصادها وفي خططها وفي تبؤ المكان اللائق بها، حيث يمكنها من تحمل المسؤولية واداء دورها في التدريس والافتاء، والرقابة والتصحيح عند الضرورة، فالمرجعية لا تعين من قبل حاكم، وانها لا تستلم مرتبا من ملك او سلطان، وانها لا تتنافس مع اي احد على سلطة دنيوية، ولذلك فليس عندها نقطة ضعف هي في اغلب الاحيان المقتل الذي يصاب به الرجال الرجال.
لكل ذلك، فان المرجعية حرة في اختيار التوقيت للمواجهة او لتحمل المسؤولية.
23 تشرين الاول 2009
الأحد، تشرين الأول ٢٥، ٢٠٠٩
العـراق الجـديـد..سـيـسـتـانيـا (ج 1)
NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM
توطئة
هذا المقال، هو جزء من بحث نشر في الفصل الرابع، تحت عنوان؛ آراء المعاصرين، من كتاب (الامام السيستاني، شيخ المرجعية المعاصرة في النجف الاشرف) لمؤلفه الباحث العلامة السيد محمد صادق محمد باقر بحر العلوم، والذي نشرته مؤخرا في العاصمة اللبنانية بيروت، دار المحجة البيضاء.
ارتايت نشره، بتصرف، تعميما للفائدة
ما اجتمعت كلمة العراقيين على احد، كما اجتمعت اليوم على المرجع السيستاني، الذي ترك بصماته الايجابية بشكل واضح على مسيرة العراق الجديد، منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ولحد الان.
اذ سيشهد التاريخ بان المرجعية الدينية هي التي رسمت معالم العراق الديمقراطي الجديد، باصرارها على امرين هامين، ما كنا لنشهد ولادة الديمقراطية من دونهما:
الاول، هو اصرارها على اجراء الانتخابات، بالرغم من كل المعوقات وضغط المعترضين وتهديد الارهابيين ومن تحالف معهم من ايتام النظام البائد والطائفيين.
الثاني، هو اصرارها على ان يكتب العراقيون دستورهم الجديد بانفسهم من خلال جمعية وطنية منتخبة وغير معينة تعيينا من قبل اي طرف كان، عندما رفضت، وباصرار، ان يستورد دستورا للعراقيين من قبل الاخرين.
كذلك، فان التاريخ سيشهد بان المرجع السيستاني جنب العراق من مخاطر عدة حروب:
الاولى: هي الحرب الطائفية التي حاول اشعال اوارها التكفيريون وبالتحالف مع ايتام النظام البائد، وقد جاءت ذروة محاولاتهم بهذا الصدد عندما اقدموا على ارتكاب فعلتهم الشنيعة والبشعة بتفجير مرقدي الامامين الهمامين العسكريين في سامراء، فلقد لامس الشارع العراقي الحرب الاهلية لولا لطف الله تعالى والموقف الانساني الحكيم الذي بادر اليه المرجع السيستاني، والذي لقي، بحمد الله تعالى، استجابة منقطعة النظير من ابناء الشعب العراقي الذين تعودوا على ان يلجاوا الى حصن المرجعية الحصين، دائما.
الثانية: هي الحروب القومية والدينية التي دفع باتجاهها، كذلك، الطائفيون والمتحالفون معهم من العنصريين العرب وغيرهم من بقية القوميات التي يتشكل منها المجتمع العراقي، اولئك المتعصبون الذين حاولوا استغلال الظرف الخطير والاستثنائي الذي مر بالعراق اثر سقوط الصنم، لتفجير الازمات وبالاتجاهات المختلفة، ليتعكر الماء فيكسبوا فرصة التصيد به، الا ان اصرار المرجعية الدينية في دعوتها لكل العراقيين بالتريث والتعقل ومنح انفسهم الوقت الكافي قبل التسرع في حل المشاكل التي ورثوها من النظام البائد، والتزام العراقيين بنصيحة المرجعية، اغلق الباب امام كل المتصيدين بالماء العكر، وبالتالي فوت عليهم الفرصة.
وكلنا يتذكر ما قاله، بهذا الخصوص، المرجع السيستاني لوفد علماء كردستان الذي زاره في منزله في مدينة النجف الاشرف، باحثا عن حل لمشاكل كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، وكذلك مشاكل المرحلين منها واليها، منذ زمن النظام البائد الذي مارس اقسى الوان التعريب والتغيير الديموغرافي ضد الشعب العراقي وضد العديد من المحافظات والمناطق العراقية، عندما دعاهم المرجع الى التحلي بالحكمة قبل اتخاذ القرار بشان مثل هذه القضايا الخطيرة، والتي لها جنبة انسانية هامة لا يجوز التغافل عنها، على قاعدة {لا تظلمون، بفتح التاء، ولا تظلمون، بضم التاء} و{لا ضرر، بفتح الضاد، ولا ضرار، بكسر الضاد}.
الثالثة: وهي الحرب التي اطل شبحها على العراقيين، من دون ان يلمسها ابن الشارع لمس اليد، كما يقولون، والتي يمكن تسميتها بالحرب الباردة.
انها حرب الاقصاء والابعاء والاستحواذ التي خيمت بضلالها على سياسات بعض التنظيمات السياسية وقادة الاحزاب التي استخلفهم الله تعالى بعد ان اهلك الطاغية.
لقد حاول هؤلاء ممارسة سياسة الاقصاء لكل من خالفهم الراي والموقف، محاولين الاستفراد بالدور في العملية السياسية، وتاليا بالسلطة، الا ان موقف المرجع السيستاني واصراره على وجوب وضرورة منح الجميع الفرص المناسبة والمتساوية في المشاركة في العملية السياسية، ان من خلال انتخابات الجمعية الوطنية او في لجنة كتابة الدستور او في كل المراحل الاخرى التي مرت بها حتى الان العملية السياسية، اجهض كل المساعي السلبية الخطيرة التي حاولت ممارسة الاقصاء والتهميش والاستفراد والاستئثار بكل شئ جديد في العراق الجديد، ما ساعد، وبشكل واضح، في تحقيق مبدا الشراكة الحقيقية بين العراقيين، مكونات اجتماعية كانت او احزاب سياسية او اتجاهات وتيارات فكرية وسياسية او غير ذلك.
الرابعة: هي حرب الانفلات غير المتعقل، الذي اصاب بعض قادة التيارات التضحوية الشعبية، من ضحايا النظام الشمولي البائد، والتي لا زالت تعتقد بانها الى الان لم تتحسس التغيير، ان على مستوى واقعها المعاشي، او على مستوى المشاركة السياسية.
لقد نجحت المرجعية بانتزاع فتائل هذا الاندفاع غير المحسوب، اكثر من مرة، عندما كادت الامور تصل الى مستوى الانفجار العام الذي، لو حصل، ما كان ليبقي او يذر شيئا.
ترى، كيف تمكنت المرجعية الدينية من تحقيق كل ذلك واكثر؟ وهي التي كان يتصورها البعض بانها لا تنفع الا للتدريس في الحوزة وللافتاء في مسائل الحيض والنفاس والصوم والصلاة؟.
صحيح ان المرجع السيستاني، تحديدا، وريث مرجعية غير سياسية، لم يعهدها المراقبون انها تتدخل في الشان العام، خاصة السياسي منه، ولكن الصحيح، كذلك، انها، المرجعية، سليلة مدرسة تنبري لتحمل المسؤولية الدينية والتاريخية العظمى، كلما تعرضت الامة الى الخطر ومن اي نوع كان، ليس بمعنى التهالك على السلطة، ابدا، وانما بمعنى اظهار العلم عند ظهور البدع، والسياسية من اخطرها، انها مدرسة اهل البيت عليهم السلام التي تحملت على عاتقها اعظم المسؤولية بقول المعصوم {اذا ظهرت البدع، فعلى العالم ان يظهر علمه} حتى اذا اقتضى الامر ان يضحي السائر في ركاب هذه المدرسة، بحياته ودمه وبكل ما يملك، كما فعل السبط الامام الحسين بن علي بن ابي طالب بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) في العاشر من المحرم عام 61 للهجرة.
السبت، تشرين الأول ٢٤، ٢٠٠٩
مــرثــيــة
الجمعة، تشرين الأول ٢٣، ٢٠٠٩
في ذكرى شهادة السيد محمد محمد صادق الصدر منبر الجمعة هاجس النظام المخلوع

ان اكبر هاجس كان يخافه النظام الدكتاتوري البائد هو الالتفاف الجماهيري الواسع حول مراجع الدين الكبار والذي كان بمثابة الثورة غير المعلنة على الظلم والقهر والاستبداد وعلى السياسات الطائفية والعنصرية التي كان يمارسها النظام المقبور ضد مدرسة أهل البيت(ع) وضد اتباعهم في بلد المقدسات العراق العظيم. لذلك سخّر ماكنته القمعية ضد أي تحرك يشم منه رائحة المعارضة لقوانينه وتشريعاته الظالمة، فكانت بحق الكوفة الحمراء ومنبرها المقدس تموج بالملايين في كل جمعة تحدياً للسلطة الحاكمة التي منعت أي ممارسة دينية او شعيرة اسلامية وخاصة الشعائر الحسينية تقام في مناسباتها، لذلك عمد الى التصفيات الجسدية بعد ان فشلت كافة محاولاته في احتواء هؤلاء الرجال العظام.
وحينما أطلق الشهيد السعيد آية الله العظمى المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) شعاراته المعروفة للجميع في الدفاع عن المذهب وعن الطائفة واداناته واستنكاره العلني للممارسات السلطة الارهابية الدموية وأمام الملايين من أتباع المرجعية الدينية واتباع مدرسة أهل البيت(ع) في كل جمعة وبعدما لاحظ المجرمون من زبانية النظام البائد هذا الامتداد الجماهيري الواسع الذي يهدد سلطتهم الباغية قرروا التخلص من هذا الرجل العظيم ووقف هذا الامتداد المرجعي الواسع في اوساط الأمة فعمدوا في ليلة ظلماء ان تنهمر رصاصات غدرهم وخستهم وعدوانيتهم على هذه الأجساد الطاهرة ظناً منهم انهم سوف يسكتون صوت المرجعية المدوي في كل ارجاء الوطن وسوف يتخلصون من الكابوس الذي كان يؤرقهم ويسلبهم في كل يوم هذا التسلط الطاغوتي على رقاب ابناء الشعب العراقي المسلم، إلاّ ان آمالهم وأمانيهم قد فشلت فشلاً ذريعاً وتحولت رصاصات الغدر والجريمة النكراء الى محور مرجعي وجماهيري وقف بكل شجاعة وبسالة وتضحية أمام المد العلماني السلطوي وأمام أجهزته القمعية فيما تحول الدم الطاهر للشهداء الى شعلة وهاجة أضاءت دروب السالكين الى الله سبحانه وتعالى فلم تسكت او تستكين منابر صلاة الجمعة في كل العراق ولم تتفرق الجموع المليونية بل ازداد حضورها وأدت منابر الجمعة دورها المطلوب في المواجهة العلنية مع السلطة الغاشمة فأمتلأت السجون وحملت اعواد المشانق الكثير من الرؤوس الكريمة التي واصلت الدرب دون هوادة.
لقد حذر الشهيد السعيد آية الله العظمى المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر السلطة الدموية من تماديها بحق الناس الابرياء واستهدافها للعماء خصوصاً بعد ان حدد مهلة زمنية لاطلاق سراح المعتقلين منهم. الامر الذي فسرته السلطة على ان هذا التحذير هو بمثابة تجاوز، فقررت تصفيته جسدياً في عملية غادرة خسيسة تحولت فيما بعد الى قوة جماهيرية مختزنة والى خلايا نائمة يمكن ان تنطلق في أية لحظة باتجاه التغيير الشامل وهذا ما تحقق بالفعل حيث انطلقت المظاهرات والمسيرات المنددة بالفعل الشنيع في كافة ارجاء العراق وفي بعض الدول المجاورة للعراق، حيث أثار نبأ الاستشهاد همم العراقيين للتعبير عن استنكارهم لهذا الفعل الاجرامي وكادت ان تشتعل الثورة العارمة لولا القسوة الشديدة جداً التي مارستها أجهزة النظام القمعية ضد الجماهير في الداخل ورغم ذلك فقد اتسعت رقعة الاستنكار وتجاوزت جغرافية العراق وامتدت الى دول الجوار حيث تجمع العراقيون في منافيهم وشتاتهم وانطلقوا في مظاهرات واسعة للتنديد بهذا الفعل المشين مما اربك السلطة محلياً واقليمياً ودولياً وتعرضت سفاراته في العديد من الدول الى مواجهات جماهيرية احتجاجاً على هذه الجريمة النكراء ساهمت فيها كل القوى الاسلامية والوطنية خارج العراق وخاصة سفارة النظام المقبور في طهران التي شهدت في اليوم الثاني للفاجعة الأليمة مواجهات بين حراس السفارة والجماهير الغاضبة التي كانت تحمل على اكتافها نعوشاً تعبر عن تلك الاجساد الطاهرة للشهيد السعيد ونجليه الكريميين. ان شهادة هذا المرجع الكبير أعطت درساً بليغاً لكل الطغاة من ان يومهم قريب جداً مهما تفرعنوا كما يقول الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر(قدس)، لان الجماهير اقوى من الطغاة وفعلاً قد تهاوت العروش الزائفة وسقطت في أوحال الهزيمة المخزية وتحقق دعاء شهيد المحراب (قدس) عندما كان يدعو عقب كل صلاة ( اللهم أرنا ذل صدام في الدنيا قبل الآخرة). فهل هناك ذل في الدنيا أسوأ من الذل الذي تعرض له فرعون العراق وهو يعيش أيامه الاخيرة في جحر الارانب والجرذان. وقد تحققت احلام السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر في التخلص من هذا النظام المجرم. فسلام عليه وعلى نجليه الكريميين يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون احياءً عند رب كريم والعاقبة للمتقين.
الخميس، تشرين الأول ٢٢، ٢٠٠٩
مجلس النواب يقود انقلابا سياسيا
واضاف نــــزار حيدر، الذي كان يتحدث اليوم الى نشرة الاخبار الرئيسية في قناة (الفيحاء) الفضائية:
للاسف الشديد، فان (نواب الشعب) لم يثبتوا انحيازهم الى جانب رغبة الناخب العراقي الذي تفضل عليهم ومنحه ثقته واجلسهم، عبر صندوق الاقتراع، تحت قبة البرلمان، فعندما يفشل مجلس النواب في تشريع قانون الانتخابات الذي يود الناخب العراقي ان يرى النور في اسرع وقت ليطلع على بقية تفاصيل العملية الانتخابية، وعندما يرحل النواب القانون من منصة السلطة التشريعية ليحط برحاله على منضدة الاحزاب، فيما كان يجب ان يفعل العكس، فان ذلك يعني ان نواب الشعب لم يتعاملوا بمسؤولية، ولم ياخذوا بنظر الاعتبار رغبة العراقيين، وان كل ذلك امر خطير ما كان ينبغي على النواب ان ياخذوا به، اذ ليس من المصلحة ان يتخذوا مثل هذه الخطوة التي يمكن ان نصفها بالخطوة غير الدقيقة، فضلا عن انها غير موفقة وربما غير دستورية ابدا.
ان مماطلة مجلس النواب في تشريع قانون الانتخابات هو بمثابة الانقلاب السياسي على العملية السياسية برمتها، قد ينتهي، اذا ما استمر النواب في المماطلة، الى تدمير كل المنجزات التي حققها العراقيون لحد الان، وبالثمن الغالي جدا الذي يعرفه النواب قبل غيرهم.
لقد اثر قرار الترحيل الذي اتخذه البرلمان اليوم، على نظرة العالم الذي كان يحاول ان يغير رأيه، من خلال مراجعة الحسابات، بمجريات الامور في العراق الجديد، خاصة على مستوى الاستثمار، لاننا نعرف جميعا، ان ملف العملية السياسية هو عصب كل الملفات الاخرى، والتي منها الملف الامني والاقتصادي (الاستثماري) والتنموي والاجتماعي وغير ذلك، فلا يكفي ان يشهد العراق تحسنا امنيا ملحوظا، بل يجب ان يستمر الملفان الامني والسياسي في التقدم الى الامام، ليصحبا معهما الملف الاقتصادي، وبالتالي لتتكامل الملفات بشكل منسجم، ولذلك راينا كيف ان التلكؤ في تشريع قانون الانتخابات ترك بضلاله السلبية على سير اعمال مؤتمر (الاعمال والاستثمار) الذي انهى اعماله اليوم في العاصمة الاميركية واشنطن، بل ان ذلك ترك بضلاله السلبية على مجمل زيارة الوفد العراقي الى هنا، والذي راسه السيد رئيس الوزراء.
ان كل الذي اتمناه هو ان يتصرف مجلس النواب بكامل المسؤولية والتي تحملها بترديد اعضائه للقسم الدستوري، وكلي امل في ان لا تقف وراء قراره الاخير اية اجندات غير وطنية تسعى لتدمير العملية السياسية من خلال الضغط باتجاه تاخير تشريع القانون، وتاليا محاصرة العراقيين بسيف الزمن، لاجبارهم اما على القبول بالقانون القديم، وهذا محال، او اجبارهم على القبول بتاجيل او ربما الغاء الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها في السادس عشر من شهر كانون الثاني من العام القادم 2010، وهو امر خطير بكل المقاييس.
فضلا عن ذلك، فان فشل مجلس النواب في تشريع القانون بتعديلاته المقترحة، سيعطي المجتمع الدولي رسالة خاطئة جدا مفادها ان الوضع السياسي في العراق ليس مستقرا، ما قد يشجع على العودة الى العنف والارهاب من جديد، الامر الذي يدفع برؤوس الاموال العالمية ورجال الاعمال الى التراجع عن اي التزام (مالي) و(استثماري) في العراق.
عن مؤشرات كل هذا التاخير في تشريع قانون الانتخابات، قال نـــزار حيدر:
للاسف الشديد، فلقد اثبت (نواب الشعب) انهم يسعون بكل ما اوتوا من حيلة ومكر سياسي، لتفصيل القانون حسب مقاساتهم، من اجل ان يضمنوا التجديد لانفسهم تحت قبة البرلمان، فهم لا يجتهدون من اجل تفصيل القانون حسب مقاسات رغبة العراقيين في التصحيح والتجديد، والمصالح العليا للبلاد، وانما حسب مصالحهم وكل ما من شانه ان يضمن لهم دورة برلمانية جديدة.
لقد فهم العراقيون مغزى كل هذه المماطلة، وانهم يتربصون بالنواب الدوائر، وهم سيعاقبون كل من سيظل متشبثا بمصالحه الخاصة على حساب مصالح العراق وشعبه الابي، فعندما لا يعتمد مجلس النواب اتجاهات الراي العام العراقي وتوجهاته بشان قانون الانتخابات، وعندما يسبح النواب بعكس تيار الشارع، ويغردون خارج السرب، فان العراقيين سيعرفون كيف يعاقبون المقصر، عبر صندوق الاقتراع الذي اعتمده الشعب العراقي كفيصل وحيد لاختيار نوابه ووكلاءه.
ان امام مجلس النواب اياما معدودات ليثبت وطنيته وانحيازه الى المصلحة العامة، والى الناخب، من خلال الاسراع في تشريع القانون بما يحقق طموحات العراقيين التي اعلنوا عنها على لسان منظمات المجتمع المدني والاعلام وقبل كل ذلك، على لسان المرجعية الدينية التي اكدت، بموقفها السليم من قانون الانتخابات، انها تنظر الى كل تفاصيل اللوحة، ولا تحصر اهتمامها بزاوية دون اخرى، وانها تبذل قصارى جهدها لتكون لسان حال الناخب العراقي بشكل حقيقي وواقعي، من خلال كل هذا الحرص للحيلولة دون احتكار السلطة من قبل اي كان.
ان السبب الجوهري وراء كل هذا التاخير، هو مبدا المحاصصة سئ الصيت، الذي لم يدع اي تشريع يمر من دون مقايضات وعمليات بيع وشراء ممجوجة بين الفرقاء و(الشركاء) في العملية السياسية، ولذلك، فان العراقيين يسعون لرؤية قانون جديد للانتخابات ليضع حدا لهذا المبدا، لاصلاح وتصحيح الخطا الذي ارتكبه (السياسيون) مع بدء انطلاقة العملية السياسية الجديدة، واقصد به مبدا المحاصصة، اثر سقوط الصنم في بغداد في التاسع من نيسان عام 2003.
واعاد نــــزار حيدر الى الاذهاب وجوب ان يصدر قانون الانتخابات الجديد وهو يشتمل على التغييرات الاستراتيجية الهامة التالية:
اولا: اعتماد القائمة المفتوحة.
ثانيا: اعتماد العراق عدة دوائر انتخابية، لا يقل عددها عن عدد محافظات القطر (18).
ثالثا: ان يمنح القانون الناخب العراقي الحق في التاشير على العدد المطلوب من المرشحين في دائرته الانتخابية، من دون تحديد هذا الحق بواحد او ثلاثة او خمسة، كما يسعى بعض اعضاء مجلس النواب الى ذلك.
رابعا: ان لا تزيد نسبة المقاعد التعويضية على (5%).
خامسا: لا يحق نقل وانتقال اصوات الناخبين من والى اي من المرشحين، اذ يجب ان يجري احتساب عدد الاصوات لكل مرشح كما هو في صندوق الاقتراع حصريا.
سادسا: ان ينص القانون على حق العراقيين في الخارج بالمشاركة في الانتخابات.
21 تشرين الاول 2009
الأربعاء، تشرين الأول ٢١، ٢٠٠٩
جمال سليمان.. وفخ صدام حسين
. هل الشهرة والمال، والشعارات ستقود النص أم إن ضمير سليمان، و إبداعه سيوجه العمل؟
لقد تناقلت وسائل الإعلام نبأ موافقة النجم العربي السوري جمال سليمان على تجسيد شخصية صدام حسين حاكم العراق السابق.
تأتي موافقة النجم بعد أن أًثير جدل حول ترشيحه لهذا الدور الفخ.
دور فخ لان صدام يحرق من يقترب منه و يُزين جرائمه، وأن المشاهد العربي ناضج بما يكفي و لاينخدع بالمؤثرات.
جمال سليمان مبدع كبير عرف بتأديته أدوار مختلفة لشخصيات مركبة تختزل الشر والخير، والعظمة والانحدار، والجهل والمعرفة معاً.
سليمان الفنان المتميز، أبدع في تجسيد أدوار، المرهف الاحساس، الفارس والرومانسي، الثائر والمتمرّد، القاسي وكذلك المجرم.. منذ ظهور موهبته على مسارح الهواة في دمشق عامي 80 و81
مرورا بعشارات الاعمال: عائد من حيفا ـ هجرت القلوب للقلوب ـ الثريا ـ الناصر صلاح الدين ـ التغريبة الفلسطينية ـ صقر قريش ـ حليم ـ سحر العاشق ـ أولاد الليل ـ أفراح أبليس وغيرها الكثير من الاعمال والادوار المتميزة،
لكن مندور أبو الدهب في ـ حدائق الشيطان ـ هو الذي فتح له أبواب هوليود الشرق، وتوجه ملكا، واثق الخطا على سجادها الاحمر.
إن عزم سليمان على تأدية دور صدام الذي حكم عراق التأريخ والحضارة لاربعيين عاما بالدماء، ودموع الناس وأشجانهم، والحصار.
اربعون عاما وثروة العراق تبدد على مهرجانات الشعر و وسائل الإعلام، والسجون والمعتقلات، والحروب، وبناء القصور الرئاسية، وبطولات لم تصمد أمام أول اختبار حقيقي عام 2003
ـ مخاطرة ومسؤلية كبيرة لفنان بحجم جمال سليمان.
أن سليمان يسير في طرق غير معبدة، دون خريطة في منطقة مزروعة بالألغام.
يأمل كثير من متابعي اعمال الفنان، ورسالته الفنية أن لا تلوى أعناق الوثائق والنصوص، والحقائق التي تشهد على دكتاتورية صدام البدائية،
و أن لا يظهر العمل كـ تصفية حسابات مع إدارة البيت الابيض السابقة لصالح جهات معلومة!، وأن لا تُسيطر على السيناريو شعارات لم تقدم للأمة سوى الفساد والدكتاتورية، ومزارع إسمها أوطان.
وأن من المفيد للعمل أن يظهر حجم تآمر صدام على القضية الفلسطينية، وتشتيته للجهد الفلسطيني من خلال أبو العباس وأبو نضال وغيرهما.
فقد كانت القضية الفلسطينية مجرد ورقة بيد صدام، و أن غزوه لدولة الكويت عام 90
ليحرر القدس حسب زعمه،
هو الذي دفع سورية والسعودية والعرب مجتمعيين لمؤتمر مدريد، والاعتراف بإسرائيل و التفاوض معها.
و أن صدام ( ما غيرو ) كاد أن ينجح في حرق سورية و أن يزرع فيها الفوضى، وعندما حاول حافظ الاسد أن يُعيد الامور إلى ما كانت عليه بالقوة، عيرهُ صدام حسين وشمت به:
( أن على الرئيس الذي ينتفض شعبه ضده في 3 محافظات أن يترك الحكم.
لكن صدام لم يفعل عندما انتفضت ضده 14 محافظة عام 1991 )
تـأمُـل
إن صدام حسين عاصر كثير من الملوك و الرؤساء والزعماء والشخصيات:
عبد الناصر ـ السادات ـ مبارك ـ القذافي ـ الخميني ـ حسين بن طلال ـ فهد بن عبد العزيز ـ زايد بن سلطان ـ بري ـ حمد ـ جابر الاحمد الجابر الصباح ـ حافظ الاسد ـ علي عبد الله صالح ـ حسن الثاني ـ خليفة ـ
محمد باقر الصدر ( قتله صدام عام 80 ) ـ إدريس البارزاني ( قتله صدام عام 87 ) ـ عدنان خير الله طلفاح ( قتله صدام عام 89)
جل هؤلاء وغيرهم فارقوا الحياة، وقد تركوا أبناء ( ذكور ) يحملون أسماءهم إلا صدام؟!
كيف يفسر هذا الامر، هل له علاقة بالسماء، وآهات الأرامل والأيتام من ضحاياه؟.
وهل ستجد هذه الاشارة وغيرها طريقها للعمل المزمع إنجازه؟، في زمن الانفتاح الامريكي على العرب والمسلميين.
إن كثير من العراقيين، والمراقبيين يخشون أن يظهر سيناريو مسلسل صدام كـ سيناريو
مندور أبو الدهب ونهايته.
قاسم المرشدي / زيورخ
k.murshidi@hotmail.com
الثلاثاء، تشرين الأول ٢٠، ٢٠٠٩
المرجعية بين شكل القائمة وإحجام الجماهير!!!
ومرة اخرى تقف اليوم مرجعية سماحة السيد السيستاني –دام ظله- وقفة شجاعة مع مطالب الشارع العراقي ضد بعض الارادات الضيقة التي تريد ان تحتال على العراقيين بقوائمها المغلقة لتسلط على رقابنا اناس لا نعرفهم ولا يعرفوننا , همهم الوحيد كم سيحصل من هذا المنصب او ذاك وكم سيودع في هذا البنك او ذاك وهل ستصل ايداعاته الى رقم اكثر من ايداعات صديقه البرلماني او الوزير ؟؟
لقد عاث الكثير من السياسيين الفاشلين في ارض العراق الفساد والافساد وجنوا دنانيرهم ملطخة بدماء العراقيين الابرياء وها هم اليوم يريدون ان يعودوا الى دكة السلطة مرة اخرى بقوائمهم السوداء المغلقة ,,
الا ان الشعب العراقي في 2010 ليس هو الشعب العراقي في 2005 ويتوهم من يفول هذا الشيء او يبني سياساته على هذا الفهم الخاطيء , فالشعب العراقي واعي وقد ميز بين الصالح والطالح وبين المفسد والنزيه وبين السارق والشريف بعد ان فضحوا على الملأ وعلى شاشات التلفزه على ايدي بعض من بقي الشرف ينضح من جباههم ,,
لإدخل في الموضوع الذي اخترت له هذا العنوان اعلاه ,, فالمرجعية صرحت وبشكل قاطع ولا يقبل الشك انها مع القائمة المفتوحة ليس لامر الا لانها ارادة العراقيين فالعراقيين يريدون ان ينتخبوا اسماء يعرفونها وليس قوائم يجهلون ما بداخلها!!!
الا ان هنالك امر في غاية الاهمية وهذا الامر يتوقف عليه مصير الخارطة السياسية العراقية في المرحلة المقبلة ,,
المطب الذي اتمنى ان تكون المرجعية واعية اتم الوعي عليه يكمن في السؤال التالي::
ما موقف المرجعية لو ان الساسة العراقيين بطريقة او باخرى بحجة او باخرى لم يقروا القائمة المفتوحة؟؟؟
اتصور ان الكثير ممن يقرأ هذا السؤال سوف يجيب وبكل سرعة وسهولة ان المرجعية سوف لن تقف مع هذه الانتخابات لانها دعت الى المفتوحة ولم يؤخذ بدعوتها وبالتالي سوف لا تؤيد الانتخابات لانها ضد ارادة الناخب العراقي الكريم
الا انني اتصور ان هذا الامر لو حصل فهو كارثة الكوارث لاننا وبكل سهولة ويسر سنقول ان الاغلبية العراقية سوف لن تحضر الانتخابات على اعتبار طاعة الكثير من ابناء الشعب العراقي للمرجعية ولكلامها النير وهذا ما يؤدي الى وصول البعثيين والصداميين الى دكة السلطة والحكم باعتبار احجام الاغلبية العراقية عن الانتخابات وهذا نذير شؤم ينذر بعودة حكم الحزب الواحد الفاشي وتسلطه على رقاب الابرياء العراقيين مرة اخرى,,
اقول ختاما ان المرجعية الدينية واعية كل الوعي بانها سوف لن تقف ضد ارادة الناخب العراقي وتطلعاته الا ان هنالك امور تكون سلامتها في خواتيمها وان بدت مقدماتها سيئة او ضد التطلعات الجماهيرية الكبيرة ,,
فوحدة العراق وسلامة شعبه والحفاظ على الممارسة الديمقراطية وضمان الحقوق والحريات لكل مواطن عراقي هي اهم من المغلقة او المفتوحة ,, ولا يظن القاريء الكريم انني مؤيد للقائمة المغلقة ابدا ابدا
الا انني احذر من مغبة احجام الناس عن الانتخابات بغض النظر عن شكل القائمة التي ستقر في الايام القادمة ,, فالاشرار لازالوا يتربصون بتجربتنا الديمقراطية الفريدة في المنطقة سوءا
لذا وجب التنويه...
الاثنين، تشرين الأول ١٩، ٢٠٠٩
الاستقلالية، شرط الاعلام الرقيب ... ورسالته لا ينجزها موظفون
اجرى مراسل (وكالة كردستان للانباء) (آكانيوز) الزميل حسون الحفار، حوارا صحفيا مفصلا مع نـــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، تناول فيه قضايا الاعلام في العراق الجديد، والتحديات التي تواجهه في ظل ظروف الارهاب والمحاصصات السياسية، وتاخير تشريع قانون حماية الصحفيين، من قبل مجلس النواب العراقي.
كما تطرق الحوار الى شروط نجاح الاعلام في تحمل مسؤولية الرقيب في الدولة العراقية الجديدة.
السؤال الاول:
لماذا إختار نـــــزار حيدر العمل الاعلامي؟ ولماذا في الولايات المتحدة الاميركية؟ وما هي الخدمات التي تقدمونها لبلدكم من هذا الموقع؟.
الجواب:
لقد شغفني الكتاب حبا منذ وعيت الحياة، فكنت اراوده عن نفسه كلما سنحت لي الفرصة، اما باقتنائه او باستعارته، او من خلال ما كانت تحتويه المكتبة المركزية في محافظتي (كربلاء المقدسة) من كتب متنوعة ومصادر تاريخية نادرة، كنت احاول ان اسرق من وقتي لزيارتها والاستفادة من مصادرها.
الى جانب المطالعة، كنت قد تعلمت طريقة لحفظ واستيعاب ما كنت اقراه من علوم ومعارف، استقيتها من قول امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام الذي يقول فيه {دونوا العلم بالكتابة} ولذلك كنت، ولا ازال، ادون ملخصات ما كنت اقراه، خاصة الكتاب الذي لم يتسن لي الاحتفاظ به لسبب او لآخر، اما الكتاب الذي امتلكه، فاسود، بتشديد الواو وكسرها، حافتيه بالحواشي والتعليقات.
ان هذه الطريقة كانت تدفعني لان اكتب شيئا من وحي افكاري بالاعتماد على ما كنت اقراه، في محاولة مني لايجاد شخصيتي في ما اكتبه، حتى اذا دخلت المرحلة الجامعية، حاولت ان اجرب حظي في ان اكتب اول مقال، وبالفعل امسكت بالقلم والورقة وسطرت افكاري في اول مقالة كتبتها، كان ذلك بدايات العام 1977، ولحسن حظي فان المقالة وجدت طريقها الى النشر في مجلة (اوراق ثائرة) السرية التي كانت تصدرها الحركة الاسلامية في العراق آنذاك.
ومنذ ذلك اليوم ولحد الان، لم يسقط القلم من يدي، والحمد لله، فانا اعتقد بان الكتابة، والاعلام تحديدا، رسالة عظيمة، تحدث عنها القران الكريم بقوله {الذين يبلغون رسالات الله} والتبليغ هو الاعلام تحديدا، فانا اجد نفسي في القلم دون سواه.
اما بالنسبة الى الشق الثاني من السؤال، فانا، في الحقيقة، لم اختر الولايات المتحدة الاميركية كمحطة اقامة، اذ متى كان المواطن العراقي يختار محل اقامته؟ انما الظروف وارادة الله تعالى، التي يسميها البعض بالصدفة، هي التي اختارت لي المقام هنا، بعد ان ضاقت علينا الارض بما رحبت، سواء في بلدنا العراق او في اي من دول الجوار التي كنت اتمنى ان اكون مقيما فيها لحظة سقوط الصنم وتغيير الظروف لاسرع العودة الى بلدي الذي هاجرت منه منذ قرابة ثلاثين عاما، رغما وليس طواعية، حالي حال الملايين من العراقيين، على مدى نصف القرن الماضي.
وبحد الله وفضله، فمن خلال اقامتي في الولايات المتحدة استطعت ان اقدم الكثير لبلدي الحبيب العراق، من خلال الرؤية الصحيحة للاحداث التي تجري هناك، في ظل كل هذا الكم الهائل جدا من التحدي الاعلامي.
السؤال الثاني:
كيف ينظر الاعلام الغربي الى التجربة الاعلامية الديمقراطية في العراق؟ وما مدى تاثير حادثة منتظر الزيدي عليه؟.
الجواب:
لا شك ان هذه التجربة فريدة من نوعها في العالم العربي، خاصة في العراق الذي لم يشهد مثلها منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة، بدايات القرن الماضي.
الغربيون المطلعون على تجارب المنطقة في هذا المجال، خاصة في العراق، يتابعون بدقة تطور الاعلام الديمقراطي في العراق الجديد، بل ان الكثير من المؤسسات الاعلامية الغربية، خاصة الاميركية، تسعى، وربما تتسابق، لتقديم الخبرة والمشورة والامكانيات اللوجستية للاعلام العراقي الجديد الذي يسعى لانتزاع دوره الصحيح في ظل الديمقراطية الناشئة، بالرغم من كل تحديات الارهاب والمحاصصات السياسية والاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون الاحرار من قبل حمايات المسؤولين وغيرهم.
اما بالنسبة للحادثة التي ورد ذكرها في السؤال، فالاعلام هنا لم يهتم بها كما اهتم بها الاعلام العربي، لان مثل هذه الظواهر طبيعية في بلاد الغرب، بالاضافة الى ان الاعلام في بلاد الغرب لا يعتمد على مثل هذه الاثارات السخيفة التي عبرت عن حشو عقلية الاعلام العربي المتربص بادوات الحادثة.
انهم يعرفون جيدا، بان مثل هذه الحادثة لا تعبر عن واقع الاعلام العراقي الجديد، كما انها لا تمثل ادوات الاعلاميين العراقيين، الذين يتشبثون بقلمهم ودواتهم للتعبير عن ثقافتهم وعن تطلعات العراقيين في الحرية والكرامة والمشاركة الحقيقية في الحياة العامة، بعيدا عن سياسات الاقصاء والالغاء التي ظل يمارسها النظام البائد على مدى نيف وثلاثين عاما، او كما تمارسها اليوم الانظمة الشمولية البوليسية الاستبدادية الوراثية التي تحكم عالمنا العربي تحديدا.
السؤال الثالث:
رغم إعتباره السلطة الرابعة في الدولة العراقية، لازالت أغلب وسائل الاعلام غير قادرة على النقد السياسي بصورة مثالية هل تشاطروننا الرأي؟.
الجواب:
ان مسيرة الاعلام الحر طويلة وشاقة، ولذلك لا يجوز لنا التسرع في طي مراحله الطبيعية.
شخصيا، انا اعتقد بان تجربة الاعلام الحر في العراق الجديد طوت مراحل متقدمة جدا بالرغم من اننا على مسافة بعيدة عن المثالية التي وردت في السؤال.
لنقارن ما قطعته مسيرة هذه التجربة مع تجارب اخرى في البلاد العربية او حتى في بلدان الجوار، لنعرف حجم الخطوات التي حققتها التجربة، ففي العراق اليوم اعلام قادر على التاثير في اتجاهات الراي العام، وهذه من ابرز نجاحات هذه التجربة، وكلنا امل في ان يواصل الاعلام الحر مسيره في الاتجاه الصحيح، من اجل الاقتراب اكثر فاكثر الى الحقيقة التي يتطلع اليها العراقيون.
وفي الاعلام لا توجد مثالية، فهو كالسياسة يعبرون عنه بفن الممكن، والحمد لله فان (الامكانية) الاعلامية اليوم واسعة جدا في العراق الجديد، على العكس مما كانت في ظل النظام الشمولي البائد، والذي عد الانفاس وصادر كل انواع الاعلام ليحوله الى دعاية رخيصة للحزب القائد والزعيم الضرورة والاوحد.
السؤال الرابع:
هل يعتقد نـــــــزار حيدر ان الاعلام المتحزب يحقق طموح جماهيري اوسع؟ ام الاعلام المستقل؟ ولماذا؟.
الجواب:
لا اعتقد بان الاعلام المتحزب يمكن ان يحقق شيئا بالمطلق، فهو دعاية وليس اعلاما، انه دعاية للحزب الذي ينتمي اليه وللزعيم الاوحد ولبرنامجه الانتخابي الذي عادة ما يكون حبرا على ورق، لا يسمع به المواطن العراقي الا في ايام الانتخابات.
ان الاعلام القادر على تحقيق طموحات الشعب هو الاعلام القادر على ملاحقة الخطا والخلل في برامج الحكومة من دون مداهنة او تدليس او اغفال من اجل تحقيق مصالح آنية او مقابل حفنة من المال او للحصول على موقع هنا او هناك، ومن اجل ان ينبري الاعلام الى مثل هذه المهمة يجب ان يتمتع بحيادية تامة، او ما يسمونه بالمهنية، تمكنه من ان يضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح، وهو لا يمكن ان يكون كذلك، الا اذا تمتع باستقلالية تامة، او معقولة على الاقل.
السؤال الخامس:
في حال خيرت بالعمل في وسيلة إعلامية داخل العراق، ماذا ستختار؟ وهل ستكون حكومية أم مستقلة أم مملوكة لحزب سياسي؟.
الجواب:
ساختار الوسيلة الاعلامية التي تمنحني اكبر مساحة ممكنة من الحرية للتعبير عن رايي الذي اعتقد انه صحيحا من دون املاء او فرض، فانا لم اتعود على قول ما لا اعتقد به وان كان حلوا.
لقد وضعت شرطين امام عيني عندما اريد ان اتعامل مع الوسيلة الاعلامية التي تقدم لي مثل هذا العرض، الاول، هو الاستقلالية، فانا ارفض العبودية او التبعية في القول والراي، والثاني، حرية الراي، فانا اعتقد بان مصداقية صاحب القلم تتجلى في الرقابة، فالاعلامي هو الرقيب رقم واحد في المجتمع الذي ينشد بناء النظام السياسي العادل، ولا يمكن للاعلامي ان يتصدى لهذه المهمة ويتحمل مسؤوليتها على اكمل وجه، الا اذا كان يتمتع بالاستقلالية، لانها شرط الاعلام الرقيب في المجتمع.
السؤال السادس:
المعارضة الاعلامية تعني، لدى بعض وسائل الاعلام العراقية، التهجم على الرموز السياسية ومحاولة أسقاطها، ما هي أسباب هذا التوجه برأيكم؟.
الجواب:
ان ذلك ينم عن جهل في فلسفة الاعلام ورسالته، فالاعلام لا يعني الهدم او التشهير او التسقيط ابدا، بل ان الاعلام المعارض يعني:
اولا: الوقوف الى جانب المصلحة العليا اذا ما تعارضت مع المصالح الفئوية بكل اشكالها.
ثانيا: الكشف عن كل انواع الفساد وما من شانه ان يعرقل نجاح المشاريع التي يتطلع الى تحقيقها الشعب، بغض النظر عن الجهة المنفذة.
ثالثا: ملاحقة المفسدين بغض النظر عن انتمائاتهم، وما اذا كانوا في السلطة او خارجها.
اما من يعتقد بان الاعلام المعارض بمثابة السيف الذي يسلطه من يمسك به لاسقاط هذا والتشهير بذاك وبلا مبرر او من اجل تنفيذ اجندات خاصة لمصلحة هذا الطرف او ذاك، فان ذلك دليل على جهل صاحب مثل هذه الرؤية بحقيقة وفلسفة هذا النوع من الاعلام، كما انه دليل على ان صاحبه غير مهني يمتطي الاعلام من اجل تحقيق الشهرة التي تاتي، والحال هذه، في اغلب الاحيان على حساب الحقيقة وعلى حساب سمعة الناس وربما اعراضهم بل وحتى نزاهتهم.
يجب ان يكون الاعلام المعارض بناءا ونزيها ومنطقيا، يساهم في البناء ولا يزيد الهدم هدما، وذلك من خلال تقديم الحلول لكل ما يعارضه، والتفكير بعقلية التصحيح لكل ما يعتقده خطا او انحرافا.
السؤال السابع:
تعدد الفضائيات العراقية بعد سقوط النظام، هل تعتقدون انها ظاهرة صحية؟ وهل إستطاعت ان تنافس مثيلاتها العربية أم فشلت في ذلك؟.
الجواب:
لا شك في ان تعدد الفضائيات دليل عافية، وهو ظاهرة صحية، فان ذلك يدل على ان العراق الجديد يتحمل تعدد الاراء مهما كثرت، كما ان ذلك يساعد المتلقي، واقصد به هنا المواطن العراقي، على تحسين اختياره، والذي بدوره سيساعد الفضائيات على تحسين اداءها.
الا ان ما يؤسف له حقا، هو ان الفضائيات العراقية لم تنجح للان في منافسة الفضائيات العربية الاخرى، بالرغم من الامكانيات الهائلة التي تتمتع بها بعض هذه الفضائيات، واعتقد بان السبب يعود الى واحدة من الامور التالية او مجتمعة:
الامر الاول؛ هو ان جل هذه الفضائيات تنتمي الى احزاب او اشخاص ينتظرون منها ان تحقق اجنداتهم الخاصة، ما يكبل يديها في اطر ضيقة ولا يدعها تتحرر من عقد الحزبية او الشخصنة التي لا تساهم ابدا في انجاز الاعلام الناجح.
حتى الفضائية العراقية تحولت، وللاسف الشديد، الى فضائية مملوكة للحكومة، في الوقت الذي كان يفترض فيها ان تحافظ على استقلاليتها وتبقى ملكا للدولة العراقية التي تصطف الى جانب الشعب كلما تعارضت مصالحه مع مصالح هذا الحزب الحاكم او ذاك الوزير او تلك المؤسسة الحكومية.
الامر الثاني؛ هو ان الكثير من العاملين في هذه الفضائيات، وللاسف، غير مهنيين، لا يعرفون فلسفة الاعلام ولذلك لا يدركون مهامهم بشكل سليم.
انهم حزبيون او منتمون، يعينون في فضائياتهم بتوصية حزبية، وليس بمعايير مهنية، ولذلك نراهم وكانهم يتعلمون الاعلام في فضائياتهم، بطريقة القول المعروف (يتعلم الحجامة براس اليتامى).
اتمنى على هذه الفضائيات ان تصرف الكثير من الجهد والامكانات من اجل اعادة تاهيل العاملين فيها، الى جانب الجهد الذي يجب ان تبذله من اجل التقاط افضل العناصر الاعلامية المهنية لتضمها الى صفوفها، وان اختلفت معها في بعض التفاصيل، فالعمل الاعلامي، خاصة في الفضائيات، يحتاج الى الكثر من الخبرة والتجربة والمهنية، بالاضافة الى الخلفية الثقافية الواسعة والشاملة والمتنوعة، واللباقة في الحديث والحوار.
الامر الثالث؛ هو ان عدد لا باس به من العاملين في هذه الفضائيات، لا يعملون فيها عن قناعة، وانما لحاجتهم الى المال لسداد رمقهم ورمق عوائلهم، وان ما يزيد الطين بلة، كما يقول المثل، فان بعض ادارت هذه الفضائيات يوظفون هذه الحاجة للضغط على مثل هذه العناصر، ما يسلبها القدرة على الابداع والنجاح.
ان الاعلام رسالة، لا ينجزها الا من يستشعر اهميتها وعظمتها، اما الذي يحاربه المسؤول بلقمة عيشه، فانه بالتاكيد لا يستشعر مثل هذه المسؤولية ابدا، ولذلك تراه ينجز مهامه كموظف ليس الا، وان رسالة الاعلام لا ينجزها موظفون ابدا.
السؤال الثامن:
هناك منح للاعلاميين من قبل الحكومة العراقية منها رواتب شهرية وقطع اراضي، هل تعتقد انها طريقة لتشجيع الاعلاميين؟ ام لكسب أقلامهم لصالح جهات سياسية معينة؟.
الجواب:
ان مثل هذه المنح المالية والمادية هي اقل حقوقهم التي يجب على الدولة العراقية ان تمنحها اياهم.
ان الاعلاميين في العراق معرضون لخطر التصفية الجسدية في اية لحظة، وهم يؤدون واجبهم الوطني المقدس، ولذلك يجب ان لا نستكثر عليهم مثل هذه المنح ابدا.
يجب ان يتمتع الاعلاميون بحقوقهم على الدولة العراقية كاملة كأية شريحة اخرى، فلماذا يتمتع الوزراء، مثلا، والنواب، بكامل حقوقهم وزيادة، فيما يستكثر البعض على الاعلاميين مثل هذه الحقوق؟ فيحاول، مثلا، اعتبارها رشوة تقدمها الحكومة العراقية لهم من اجل كسب اصواتهم او اسكاتها او من اجل قلب الحقائق؟.
برايي، فان ما قدمته الدولة العراقية لحد الان الى الاعلاميين شئ يسير جدا من حقوقهم اذا ما قيس بحقوق الشرائح الاخرى التي تقدم اقل بكثير مما تقدمه هذه الشريحة.
السؤال التاسع:
بالرغم من تعرضهم لمخاطر التصفية الجسدية، لايزال الاعلاميون العراقيون يعملون بدون قانون يحميهم، كيف تقيمون هذه التضحية؟.
الجواب:
لا شك انها تضحية عظيمة جدا، فبينما يعرف الاعلامي انه غير محمي بقانون، وان عائلته معرضة للضياع اذا ما فقدته لاي سبب، مع كل ذلك، نراه يرمي بنفسه في لهوات المناطق الساخنة، فقط من اجل ان ينقل للمواطن العراقي الحقيقة التي تتمثل بالمعلومة الصحيحة والخبر الدقيق.
اتمنى على مجلس النواب العراقي وعلى الحكومة العراقية ان تقدران هذه التضحية، من اجل الاسراع في تشريع قانون حماية الصحفيين، والذي يحتاج الى اخراجه من المحاصصات الممجوجة من اجل التسريع في انجازه ليرى النور في اسرع وقت ممكن.
ختاما:
اسمح لي ان اتقدم لـ (وكالة كردستان للانباء) ولك شخصيا بالشكر الجزيل والثناء الجميل، لاتاحتكم لي هذه الفرصة الثمينة لاتحدث من خلالها الى القراء الكرام، داعيا للجميع بالتوفيق والسداد والنجاح، ولشعبنا العراقي الابي بالامن والسلامة والكرامة، في ظل الحرية والاستقلال والسيادة التامة.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
16 تشرين الاول 2009
الأحد، تشرين الأول ١٨، ٢٠٠٩
لقــاء مــع زهــراء ...
السبت، تشرين الأول ١٧، ٢٠٠٩
عدد من المستفيدين من فلاح المشعل يطالبون الحكومة بإعادته إلى منصبه
وقال مصدر في جريدة الصباح إن 90 بالمئة من العاملين في الجريدة فرحوا اشد الفرح باقالة المشعل وتنحيته من منصبه فيما ذكر صحفي رفض ذكر اسمه إن مثل هذا القرار كان يجب أن يتخذ قبل ثلاث سنوات على الأقل موضحا إن موقعي بيان ( كتابات ) هم من المستفيدين من فلاح المشعل ماديا ومعنويا على حساب زملائهم الآخرين ولا علاقة لما كتبوه بحرية الإعلام أو مقارعة الارهاب .
وأوضح الصحفي إن من بين هؤلاء من يتقاضى أعلى الرواتب ، ومنهم من لا يعمل في الجريدة إلا يومين فقط في الأسبوع بالاضافة الى المستفيدين من الايفادات والمكافأت وتعدد المناصب ، وممن عينوا اقاربهم واصدقاءهم في الجريدة . وطالب الصحفي المذكور بدوره الحومة العراقية ببحث ملفات واوضاع هؤلاء ليتسنى لها الاطلاع على الحقيقة كاملة .
الجمعة، تشرين الأول ١٦، ٢٠٠٩
الإمـام جـعـفـر الصـادق (عليه السلام)
« الحمد لله الذي لم يزل عزيزا و لا يزال منيعا،
من كلام للإمام جعفر الصادق (ع) :
اسم الأب: الإمام محمد الباقر (ع)
اسم الأم: فاطمة
تاريخ الولادة: 17 ربيع الأول سنة 83 للهجرة
محل الولادة: المدينة
تاريخ الاستشهاد: 25 شوال سنة 148 للهجرة
محل الاستشهاد: المدينة
محل الدفن: المدينة (البقيع)
ما قبل الإمامة
بعد ثلاث وعشرين سنةً من واقعة كربلاء، رزق أهل بيت رسول الله (ص)، وليداً ذكراً أسموه جعفر، وأبوه هو الإمام محمد الباقر (ع)، أمّا أمه فهي السيدة فاطمة. وجده هو الإمام زين العابدين (ع)، وهو كما نعرف، الرجل الوحيد الذي بقي من أهل البيت على قيد الحياة بعد فاجعة كربلاء.
عاش جعفر مع أبيه وإلى جانب جدّه زين العابدين، وحين بلغ الثالثة عشرة من عمره، توفّي جدّه العظيم بعد حياةٍ مليئةٍ بالتقوى والعمل الصالح.
نشأ جعفر نشأةً صالحةً في بيت طاهر، تلّقى فيه أصول الصدق والإيمان، وقد لقّب فيما بعد بـ «الصادق»، أي الذي يقول الحقّ والصدق دائماً، وصار يعرف بـ « جعفر الصادق ». في تلك الأيام كان عبد الملك بن مروان حاكماً في بلاد المسلمين، وكان ممثله يدعى الحجاج بن يوسف، وهو رجل قاسي القلب عديم الرحمة، أنزل أشدّ العذاب والأذى بأصحاب وأهل أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام، فكان يلقي بهم في السجون، وينكّل بهم، وكان بيت الإمام زين العابدين (ع) موضوعاً تحت مراقبة شديدة، وقد حظر على الجميع أن يقربوا هذا البيت الكريم، وفي الوقت الذي كان فيه أعداء آل البيت أحراراً يقولون ما شاءوا، فقد حرم أهل بيت الرسول من هذه الحرّيّة.
وبعد موت عبد الملك بن مروان استلم الحكم ابنه الوليد، وكان هذا أشدّ من أبيه ظلماً وجرأةً على آل بيت رسول الله (ص)، كما كان يجهر بعدائه للإسلام وأحكامه، لكنّ حكمه لم يطل كثيراً، فتسلّمه من بعده عمر بن عبد العزيز.
كان الإمام الصادق عليه السلام، في تلك الفترة من الزمن قد تجاوز أيّام شبابه، وكان أبوه الباقر عليه السلام إماماً وقائداً للأمّة. وفي عهد عمر بن عبد العزيز لقي أهل البيت (ع) معاملةً أفضل من السابق، واستعادوا شيئاً من حرّيّتهم، وصار بمقدور الإمام الباقر عليه السلام أن يجلس إلى الناس، يحدّثهم ويعلّمهم أحكام الإسلام والقرآن الكريم، إلى جانب علوم أخرى كثيرةٍ. لكنّ حكم عمر بن عبد العزيز كان قصيراً جدّاً. وخلفه في الحكم هشام بن عبد الملك.
كان هشام رجلاً شديداً وقاسياً، لا يكتم بغضه لأهل البيت، وقد عانى الإمام الباقر كثيراً من شدة هشام، لكنّ قسوته - على أي حالٍ - لم تصل إلى درجة أسلافه. ويذكر أنّ هشاماً استدعى الإمام الباقر مرّةً، وطلب منه أن يسأله حاجةً يقضيها له، لكنّ الإمام طلب منه أن يدعه ليرجع إلى أهله في المدينة، ليتابع عمله في الوعظ والإرشاد. فوافق هشام، وعاد الإمام إلى المدينة، كما عاد إلى دروسه ومجالسه في مسجد جدّه الرسول (ص). وقد اجتمع حوله خلق كثير من طلاب العلم، والتحق بدروسه الشباب والشيوخ، ومنذ ذلك الحين، أصبحت عائلة الرسول (ص) موضع اهتمام كبير من الناس، وكان الباقر على درايةٍ بعلومٍ كثيرةٍ، يتلقّاها عنه تلاميذه فينتشرون في كلّ اتّجاه نحو المدن والقرى، يجلسون إلى الناس ويعلمونهم ما تعلموه من الإمام، حتى انتشرت أحكام الإسلام وعلومه ومعارفه انتشاراً كبيراً.
شعر أعوان هشام بالخطر الذي تشكّله مجالس الإمام في توعية الناس، وكشف الحقائق أمامهم، ولكن لم يكن بمقدورهم عمل شيءٍ، لأنّ حكم بني أميّة كان قد بدأ يتّجه نحو الضعف، وصار الناس في كل مكانٍ يجابهون عمّال هشامٍ ويتمردون على أوامرهم، وهكذا تمكّن الإمام (ع) من الاستمرار في دروسه، كما استمرّ تلاميذه بالازدياد والانتشار.
جامعة أهل البيت (عليهم السلام)
توفّي الإمام الباقر (ع) سنة 114 للهجرة، بعد أن أوصى بالإمامة لابنه جعفر الصادق (ع)، وقد ازداد خوف هشام بن عبد الملك من الإمام الصادق عن ذي قبل، لأنّه انصرف إلى متابعة أعمال أبيه، بهمّة ونشاط شابٍّ في الحادية والثلاثين، ممتلئ نشاطاً وحيوية، فاهتمّ بجامعة أهل البيت، التي أسّسها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، ورعاها من بعده أبناؤه الأطهار، وخاصة أبوه الإمام الباقر عليهم جميعاً أزكى السلام، وشملت نشاطات هذه الجامعة كافة العلوم والمعارف، وكان لها دور كبير في صون الإسلام من الانحراف والتشويه، ونشر تعاليمه وأحكامه.
بعد موت هشام سنة 125 للهجرة، ازداد ضعف الحكم الأمويّ، وقامت في ذلك الوقت جماعتان تناهضان الحكم و تطالبان بالخلافة، والتحق بهما كل المعارضين للحكم.
كانت إحدى هاتين الجماعتين بقيادة أحد أبناء الإمام الحسين (ع)، أمّا الثانية فكانت بقيادة أحد أبناء العباس، عمّ الرسول (ص)، قامت تطالب بالثأر لدماء الشهداء، وادّعت الولاء لآل بيت الرسول (ص).
كان كلّ هذا يجري في وقت انصرف فيه الإمام الصادق إلى العمل على نشر العلوم و المعارف عن طريق إقامة المجالس، التي كان يحضرها كل الذين ينازعون بني أمية الحكم، حتى أنّ العباس السفّاح والمنصور وغيرهما من كبار بني العباس، كانوا يحضرون دروس الإمام، متظاهرين بالولاء لأهل البيت عليهم السلام.
الإمام (عليه السلام) في مواجهة الأحزاب
في خضم هذه الأحداث كانت كل من الجماعتين تسعى للتقرّب من الإمام الصادق (ع) والدعوة إليه، كي تضمن بذلك النجاح لدعوتهما هي.
أمّا آل الحسن فلم تكن دعوتهم قد استكملت نضوجها بعد، على النقيض من بني العباس، الذين كانوا أكثر تعطشاً للملك، فقد نجحوا في جمع الأنصار حولهم، وحول دعوتهم، لما كان الناس يعانونه من ظلم بني أمية، ولأنّ الناس كانوا يرون في حركتهم الأمل بالخلاص من هذا الظلم. كما أنّ بني العباس رفعوا شعار الثأر لدماء آل بيت الرسول (ص) وشعار تحرير السجناء من سجون بني أمية، وإعادة الحقوق إلى أصحابها.
وكان ممّن التحق بحركتهم رجلان من أصحاب النفوذ والقوّة في تلك الأيام، وهما أبو مسلمٍ الخراساني وأبو سلمة الخلاّل، وكانا يدعوان الناس إلى مناصرة بني العباس ومحاربة بني أميّة، وكان لهما تأثير كبير في مجرى الأحداث. لكنّهما سرعان ما اكتشفا أنّ بني العباس لا يختلفون عن بني أميّة في شيءٍ، وأنّ ادّعاءاتهم بالثأر للشهداء والولاء لآل البيت كانت كاذبةً، تخفي وراءها أطماعهم.
عند ذاك وجّه أبو مسلم وأبو سلمة كتاباً للإمام الصادق عليه السلام، يعرضان عليه فيه أن يكون قائداً للتحرّك ضد الحكم الأموي، كما يعرضان عليه البيعة بالخلافة. لكنّ الإمام ما إن تسلّم كتابهما حتى أحرقه أمام الحاضرين في مجلسه، وكان تصرّفه هذا أبلغ رد على دعوة الرجلين، لأنّه يعلم حقّ العلم أنّهما يسعيان وراء مصالحهما الشخصيّة، وليس وراء مصالح المسلمين. وكنتيجةٍ لرفض الإمام لعرضهما، فقد التحقا بالسفاح والمنصور العباسيين، على أن يكونا وزيرين لديهما.
وأخيراً وبعد معركة كبيرة هزم فيها مروان بن الحكم آخر الحكّام الأمويين، وتسلّم الحكم أبو العباس السفاح، واسمه يغني عن وصفه. فعيّن أبا سلمة وزيراً له، وكانت نهاية أبي سلمة على يدي رفيقه أبي مسلم فيما بعد.
كان السفاح يدّعي الميل إلى أهل بيت الرسول (ص)، وقد رفع شعار الثّأر لشهداء كربلاء، ولهذا كان مجبراً في أول عهده أن يسلك مسلك المداراة واللّين مع الإمام الصادق (ع)، ولكن إلى حين . .
«الخمس» عامل استقلال
في تلك الأيام كان الفقهاء والعلماء يتقاضون حقوقهم من الدولة، وكانوا يرافقون الحكّام في تحرّكاتهم إلى المساجد وغيرها، ويحرصون على رضاهم وتبرير تصرّفاتهم، أولئك هم وعّاظ السلاطين، وكان الناس يدفعون إلى الدّولة أموال الخمس والزكاة والخراج، فتدفع الدولة حقوق عمّالها وموظّفيها، ومن جملتهم الفقهاء والعلماء، من هذه الأموال.
أمّا الإمام الصادق وأصحابه، فكانوا بعيدين كلّ البعد عن هذه الزمر من المنتفعين، لأنّ الإمام كان يعتبر الحاكم مغتصباً للخلافة، وأنّ التّعامل معه هو تعامل مع الطّغاة والظالمين. وكان أصحاب الإمام، وخاصّةً البعيدون منهم عن رقابة الحكّام، يؤدّون الخمس والزكاة إلى الإمام، فينفقها في وجوهها الشرعية، وهكذا حفظ الله سبحانه وتعالى آل بيت رسوله من أي ارتباطٍ بأجهزة الحكم الظالم.
أدرك السفّاح العباسي أنّه لا يملك أي سلطةٍ على الإمام الصادق (ع). كما أدرك أنّ حسابات الإمام في تحصيل الحقوق وفي وجوه إنفاقها، تختلف كثيراً عن حسابات الفقهاء والعلماء المرتبطين بأجهزته، فكان يستدعيه أحياناً إلى مقرّه في الأنبار قرب الكوفة، فيعاتبه حيناً بلهجةٍ لا تخفي مشاعره الحقيقيّة نحوه، أو يحاول استمالته أحياناً أخرى، غير أنّه لم يكن يجرؤ على إيذائه علناً، لأن هذا يتناقض مع ادّعائه الولاء لآل بيت الرسول (ص) .
وفي سنة 136 للهجرة هلك السّفّاح، وحلّ محلّه أخوه المنصور.
الإمام (عليه السلام) بمواجهه المنصور
كان المنصور يتمتّع بسمعةٍ طيّبةٍ بين الناس، الذين خدعتهم المظاهر، وكيف لا يكون كذلك؟ ألم يقاتل طغاة بني أميّة سنواتٍ عديدة؟ ألم يقدّم مساعداتٍ جمّةً للسجناء العلويّين؟ ألم يتحدث كثيراً عن شهداء كربلاء؟ نعم، لقد تظاهر بكلّ هذا وبهذه الخلفيّة تربّع المنصور على كرسي الحكم.
أمّا الإمام الصادق عليه السلام، فقد كان يعرف المنصور حقّ المعرفة، فلكم حضر هذا مجالسه، وبادله الأحاديث، وسأله عن مسائل كثيرة . أجل، كان يعرفه تمام المعرفة، وكان يدعوه بـ « جبّار بني العبّاس ».
كان سلوك المنصور نحو الإمام يتّسم في البداية بالاحترام الشديد، فكان يدعوه إليه ويجلسه إلى جانبه، ويأمر أولاده بالجلوس إليه، والتزوّد من علومه وإرشاداته. وكان يرمي من وراء هذا التصرّف إلى احتواء الإمام واستمالته إليه، فيجعله كباقي فقهاء العامّة، أداة في يده، وستاراً يخفي وراءه أطماعه وسوء مقاصده، لكنّ الإمام خيّب آماله وسفّه أحلامه، فلم يستجب إلى محاولاته، ولم يقع في شراك فخاخه، بل على النّقيض من ذلك، كانت آراؤه وتعليماته في هذا الصدد واضحةً، يعرفها كافّة أصحابه عليه السلام، وهي أنّ المنصور وأمثاله من الحكّام، طغاة مغتصبون للخلافة وأنّ التّعاملمعهم حرام ومجلبة لغضب الله تعالى.
ومن جهةٍ أخرى فقد أوصى الصادق (ع) أصحابه وتلاميذه بالحذر الشديد. وأن يتجنّبوا الفقهاء الذين يعملون لحساب السلطة، وأن يمتنعوا عن مراجعتهم؛ كما حذّرهم من الجهر أمامهم بالخصام دفعاً لشرّهم، وكانت وصيّته الدّائمة « كونوا لنا دعاةً صاميتين ».
وحين لم يجد المنصور سبيلاً إلى أصحاب الإمام (ع)، بدأ العمل على مضايقتهم وتشتيت جموعهم، وحال دون حضورهم مجالس الإمام (ع)، وكان من ناحيةٍ أخرى، يكثر من استدعاء الإمام إليه بين وقتٍ وآخر، فيعاتبه على مواقفه منه حيناً أو يحذّره حيناً آخر. وهو في قرارة نفسه يتمنى لو يقتله بيديه، لكنّه أمام عجزه حيال الإمام كان ينفث أحقاده في أصحابه، فيعتقل المعروفين منهم ويستجوبهم ليبوحوا بأسماء الآخرين، ونتيجةً لذلك فقد تمّ اعتقال الكثيرين من آل علي عليه السلام، وكان بعد تعذيبهم يأمر بقتلهم سراً ودفن جثثهم في الأنبار، غير أنّ همّه الكبير كان أن يتخلّص من الإمام الصادق نفسه، لكنّ العناية الإلهية كانت تتدخّل فتفسد عليه ما يبيّته من مكرٍ.
يروى أنّ المنصور عزم يوماً على قتل الإمام، فأمر بإحضاره إليه ليلاً، وكان يقول: قتلني الله إن لم أقتله ولمّا أدخل إلى مجلسه سلّم عليه فلم يردّ السلام، ورفع رأسه وهو يتميّز من الغيظ وقال: يا جعفر، أنت الذي تؤلّب عليّ الناس وتحرّضهم على الثورة؟ لكنّ الإمام، وبهدوءٍ شديدٍ، أنكر عليه ادّعاءه، وأثبت له أنّ ما وصله عنه من أقاويل مصدره خصوم آل البيت، وبعد أخذٍ وردٍ سكن المنصور وقال: أظنّك صادقاً ثمّ أمر بإعادته إلى بيته معزّزاً مكرّماً، ويقال إنّ المنصور استدعاه على هذا الشكل نحواً من ثماني مرّاتٍ، وهو حاقد عليه يريد قتله، ثمّ يتراجع بعد رؤيته، ويجد نفسه مضطرّاً لإكرامه وتعظيمه.
ولم يكن مبعث هذا التراجع إحساساً مفاجئاً بالرحمة، فالرحمة لا سبيل لها إلى قلب المنصور، ألم يمزّق بسيفه وبيديه جسد وزيره أبي مسلم قطعةً قطعةً، وفي هذا المجلس بالذّات؟ ألم يسفك دم المئات من المؤمنين الطاهرين؟ لا، بل إنّه الخوف، أجل. كان المنصور الرّهيب يحسّ بالخوف حين يرى الإمام عليه السلام، ولا يملك نفسه أمام هدوء الإمام ووقاره، من الإحساس بالاحترام لهذا الرجل الكبير.
فيبرّر تراجعه بأنّ الوشاة أخطأوا بحقّ الإمام هذه المرّة أيضاً، ويقول: أظنّك صادقاً
ويروى عن المنصور قوله: كنت كلّما هممت بقتله، تراءى لي وجه رسول الله، فيغمزني الخوف، وتعجز يدي عن الحركة.
انتشار مدارس الإمام (عليه السلام)
تابع الإمام الصّادق دروسه في كلّ محيط، وكثر عدد تلاميذه الذين كانوا ينتشرون في كلّ اتّجاه، وينشرون تعاليمه بين الناس، وقد توزّعوا إلى فئاتٍ متعدّدةٍ، تقوم كلّ منها بنشاط معيّن؛ فمنهم من كان يجلس في المساجد ويعلّم الناس أحكام الفقه، ومسائل الأصول، وأحكام الحلال والحرام، وبعضهم كان يعلّم التفسير، ويقوم بالرّدّ على ما يطرحه الناس من أسئلةٍ أو إشكالات، والبعض الآخر يتصدّى للمنحرفين وما ينشرونه من مفاهيم خاطئةٍ، وآخرون يطلعون الناس على حقائق الكون ومعرفة الخالق سبحانه، وأمور الخير والشرّ، والتوحيد والمعاد، والإمامة والقيادة، وكان دعاة الإمام يتجوّلون بصفة تجّار تضليلاً لجواسيس الطّاغية.
كما أنّ المنصور بدوره لم يكن ليقعد ساكناً، فكان يواجه مدارس الإمام (ع) بالمعارضة والشدّة، كلّما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وكان يرسل أشخاصاً لحضور دروس الإمام، ثم ينطلقون فينشرون الرّوايات الكاذبة والأحاديث المزوّرة عن لسانه، كما كان عملاؤه يروون أحاديث المديح بحقّ الحكّام من بني العباس، ويدعون إلى طاعتهم، إضافةً إلى ذلك فقد خصّص المنصور العديد من الفقهاء، فرتّب لهم الأعطيات، وكلّفهم بإنشاء المدارس التي تعارض مدارس الإمام، فتبثّ بين الناس مفاهيم مغلوطةً، وأحاديث مزوّرة، وقد ساعد هذا العمل على ظهور العديد من المذاهب الكبيرة في الإسلام. ولا يمكن منطقيّاً للفقهاء والعلماء الذين يتقاضون رواتبهم من السلطة إلاّ أن يعملوا وفق مصلحة هذه السلطة، وكانت مصلحتها تكمن في التّصدّي لمذهب الإمام الصادق (ع) وتسفيه أحكامه، مع أنّه هو مذهب آل بيت الرسول، نقلوه عن رسول الله (ص) مباشرةً؛ ولكن هيهات؛ فنور الشمس لا يمكن حجبه بإصبعٍ أو أصابع.
وممّا يذكر في هذا المقام، أنّ الإمام عليه السلام. تصدّى بنفسه لكلّ هذه الانحرافات، وعقد لهذا الأمر مجالس ومناظرات كثيرةً، فناظر فريقاً من العلماء والمتكلّمين، كما ناظر الزّنادقة والملحدين، بأسلوب هادىءٍ رصينٍ، مدعوم بالحجج والبراهين، التي لم تدع لمناظريه مخرجاً إلا التسليم بصواب رأيه.
استطاع تلاميذ الإمام الصادق عليه السلام أن يجمعوا ما يقرب من أربعمئة كتاب، كبيرٍ وصغير، ضمّنوها أقوال الإمام بعد أن سمعوها منه، وحفظوها في تلك الكتب بكل دقّة. وقام بعد ذلك عدد من علماء الشيعة الكبار، فجمعوا زبدة تلك الكتب الأربعمئة، واستخلصوا منها أربعة كتب كبيرة، هي الكتب الأربعة الشهيرة، التي تشمل أكثر الروايات في الفقه والأحكام عن الإمام جعفر الصادق (ع)، بالإضافة إلى كتب غيرها في علم طبقات الأرض، وعلوم النّبات والكيمياء والجغرافية، وعلومٍ أخرى، وقد تمّ جمعها بواسطة تلاميذ الإمام الصادق (ع)، ولا يزال قسم منها باقياً حتى اليوم.
استشهاد الإمام (عليه السلام)
قيل للمنصور في أحد الأيام، وكان قد أتمّ القضاء على الكثيرين من آل علي (ع): الشّكر لله يا أميرالمؤمنين، فقد تخلّصت أخيراً من كلّ خصومك . . قال المنصور: لا، فالأمر ليس كذلك؛ فأنا لن أحسّ بالرّاحة طالما كان جعفر بن محمدٍ على قيد الحياة . .
لم يمض على هذا الحديث وقت طويل، حين أعلن أنّ الإمام الصادق عليه السلام، قد توفّي في المدينة مسموماً. وكان في الخامسة والسّتين من عمره الشّريف.
ولمّا وصل خبر استشهاد الإمام إلى المنصور، بدأت دموع التّماسيح تنهمر على وجهه وهو يقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. ثمّ سارع فكتب إلى واليه على المدينة، محمد بن سليمان، كتاباً جاء فيه: إن كان جعفر بن محمد قد أوصى إلى رجل بعينه، فقدّمه واضرب عنقه. يريد بذلك أن يتخلّص من وصيّ الإمام عليه السلام. لكنّ الإمام كان أقدر منه على ترتيب الأمور، وأصوب إلهاماً وتفكيراً. فقد نصّ عليه السلام على إمامة ولده موسى بن جعفر من بعده، أمام عددٍ من أصحابه المخلصين، ثمّ عمد إلى كتابة وصيّة، هي التي وقعت في يد عامل المنصور على المدينة فيما بعد، وجاء فيها أنّه أوصى إلى خمسةٍ وهم: أبوجعفر المنصور، ومحمد بن سليمان والي المدينة، وعبد الله الأفطح، ابن جعفر، وموسى بن جعفر، وحميدة زوجته.
حار الوالي في أمره، فكتب إلى المنصور يعلمه بفحوى الوصيّة، وحين عرف المنصور جليّة الأمر أسقط في يده وقال: ليس إلى قتل هؤلاء من سبيل وهكذا فوّت الإمام بحسن تقديره وثاقب تفكيره على المنصور فرصة البطش بالإمام من بعده.
كانت وفاته رحمه الله سنة 148 للهجرة، ودفن بالبقيع إلى جانب أبيه وجدّه، وجدّته الزهراء، وعمّه الحسن رضوان الله وسلامه عليهم. وكانت حياته الشريفة حافلة بالأحداث الجسام، في فترةٍ حسّاسةٍ من التاريخ الإسلامي، وعهد يشكل منعطفاً هامّاً في مسيرة الحياة الإسلامية، طبعه عليه السلام بطابعه الشريف، حتى سمّي بحقٍّ « عصر الإمام الصادق »، كان عصراً اختلطت فيه المفاهيم، وتضاربت الآراء والمذاهب، يأخذ بعضها - على كثرتها - برقاب بعض، واحتاج الأمر إلى فيصل صدقٍ يميز خبيثها من طيّبها، فكان الإمام الصادق عليه السلام خير فيصل لهذا الأمر. ولا تزال تعاليمه ومواقفه إلى اليوم فيصل صدقٍ بين الحقّ والباطل. ولا تزال كلماته وحكمه مناراً يهدي إلى سواء السّبيل.