وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

السبت، آب ٢٢، ٢٠٠٩

تشجع يا نوري المالكي... وقلها...

صلاح بصيص
..............
هناك اشياء يخاف البرلمانيون اطلاع الرأي العام عليها، فبعد الجلسة الطارئة للبرلمان وبحضور وزراء الامن، لغرض مناقشة الاحداث الاخيرة، وقبل بدء وزير الدفاع بالكلام بامر من النائب الأول(رئيس الجلسة) الذي أمر بدوره طرد الصحافيين المتواجدين في القاعة وتم اخراجهم بقوة والاعتداء عليهم بالدفع والضرب واعلان جلسة سرية...ولانهم في البرلمان سواء اجتعموا ام لم يجتمعوا الامر سيان، ففقدان هذه الارواح الطاهرة والبريئة بعيدة عن حساباتهم ولا تدغدغ مشاعرهم، فبسبب تصاعد خلافاتهم وقعت هذه التفجيرات وبسبب قلة خبرتهم وانعدام اغلبهم لروح الوطنية الحقيقية التي تجعلهم يغضون الطرف عن مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية وينظرون بعين واحدة الى العراق وابناءه بالتساوي اصبح الوضع على ماهو عليه الان، احتقان سياسي بدأ يسير بخطى واثقة الى احتقان طائفي سيتمخض عنه رجوع حتمي الى البداية، البداية التي مازلنا نطوف حولها جيمعا...
اكثر من الف شخص بين شهيد وجريح وقعوا جراء سلسلة التفجيرات الاخيرة، فمن فقد ذويه واعزاءه، ومن وقع سقف بيته على راسه ومن فقد كل ما يملك من دار او سيارة، ولا وسيلة لتطبيب جراح هؤلاء المساكين او تعويضهم لان السيد رئيس الوزراء اكد انه لا توجد لدينا مبالغ كافية !! والحق اننا رغم الميزانية الانفجارية الا اننا لم يكن لدينا على طول الخط مبالغ كافية بسبب الحيتان التي تنهش بكل اتجاه من جسد العراق، يضاف لهم التمويل الكبير للكتل والاحزاب... واكتفا دولة الرئيس بعد موجة التفجيرات باعتقال عشرة ضباط اعتبرهم مسؤولين مباشرين عن التقصير، ولا نعرف هل هم متواطئين ام مقصرين فعلا، على ان (يرجى الانتباه الى هذا المقطع) على ان يباشر (بالتحقيق) معهم في هذه القضية، كلمة تحقيق، كم مرة سمعناها منذ تولي هذه الحكومة مهامها ولحد الحادثة الاخيرة، حتى سئمنا سماعها لانها المنفذ الافضل لتسرب الضعف والتقصير والتي تفي بظلالها على سوء ادارة الدولة والحكومة والقوى الأمنية...
هناك جهات داخلية ربما تكون مشاركة في العملية السياسية متورطة في هذه التفجيرات، وربما تكون معلنة ومعروفة بالنسبة للجهات والاحزاب العراقية، فالخشية البرلمانية وتصرف رئيس الجلسة الذي عدها البعض ومنهم نواب عن التيار الصدري كحسن الربيعي اعتبروا هذا التعميم خيانة للشعب العراقي المنكوب، وإلا فمم يخاف الشيخ العطية ولماذا لم يتجرأ على اعلان الجلسة على وسائل الاعلام ليطلع عليها الشعب؟ ولماذا اصر البعض من البرلمانيين الشرفاء على عدم التعميم؟ اذن هناك جهتين: الاولى لا تريد فضح الامر، والاخرى تريد، الاولى يترتب عليها عدة قراءات اهمها المصالح الشخصية والحزبية التي سوف تترتب على هذا التعميم، وربما كانت لها يد في التقصير، او من يدري فربما تكون مشاركة، خصوصا وان هناك حوادث سابقة كشفها الواقع، كان وراءها شخوص واحزاب مشاركين بقوة في الدولة كانوا يحاولون نبش الارض من تحت اقدام الحكومة لغرض اسقاطها، ولها حسنات من تصعيد العنف وتهييج الرأي العام ضد الحكومة التي باتت مقبولة ولو بصورة بسيطة من قبل الشارع العراقي...
يجب ان يكون هناك مستفيد من هذه الواقعة، جُعل بمثابة الحاضنة ليمرر السيارات الى اهدافها، فلا يمكن ان يكون الأمر رتب ودبر بعيدا عن اعين الرقيب المسؤول، بل المدبر، والمنفذ، والمخطط، جميعهم ينتمون الى حاضنة واحدة قريبة من الدولة والحكومة، لذا نطالب السيد رئيس الوزراء والاجهزة الامنية كشف هذه الحواضن والابتعاد عن المجاملات والمساوامات التي دفع ثمنها الضحايا وذويهم، وهي بالنهاية ورقة تعيد للمالكي هيبته وقيمته الحقيقية التي سوف تقدمه خطوات في طريق الانتخابات عندما يتكاشف مع الشعب ويُعرف بالوطنيين من غيرهم، فسوف تحسب له نقاط ايجابية فهي تعد شجاعة وعدم خشية من احد سوى الشعب العراقي المسكين.

Salah_bsy99@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: