وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الأحد، أيلول ١٣، ٢٠٠٩

ما مدى استفادة اللاجئ العراقي من سوريا؟

صلاح بصيص
.............

يكاد السيد نوري المالكي ان ينفرد في مواجهة الجمهورية العربية السورية، جبهة التوافق وظافر العاني تحديدا احبط التوجه الرامي للمطالبة بتسليم من تأويهم سورية من بعثيين متهمين بتفجيرات الاربعاء الدامي وهي خيبة أمل عراقية في هذه المواجهة، بدءها السيد اياد علاوي بقرع جرس الانذار عندما صرح بعدم احقية الحكومة العراقية المطالبة بتسليم البعثيين، قابله بعض التصريحات الخجولة والمطاطة من قبل رئيس الجمهورية ونائبه السيد عادل عبد المهدي... معتقدين كما هو حال اغلب الاحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية ان المالكي يريد من هذه المواجهة الحصول على ورقة انتخابية جديدة، وهو رأي، يقبل الصواب كما يقبل الخطأ، وان كان ظاهره الخطأ ومجانبة الصواب لان المصلحة الانتخابية تقتضي ان يمد الجميع ومنهم المالكي يد التسامح والرضا مع الدول وخصوصا المجاورة منها لتكون داعم مباشر له في الانتخابات، كما يدافع اليوم اغلب الشخصيات السياسية العراقية عن سوريا ويدفع الشبهات عنها لعلمهم بانها ستكون حليف انتخابي فاعل وورقة رابحة يدفع بها الخصم عندما يحتاج اليها، كما ان سورية بوابة عبور مهمة وملاذ آمن للعمليات التأمرية التي يقيمها الساسة مع حلفائهم...ونحن ننتظر لحين تثبيت نية الحكومة العراقية في استحداث محكمة دولية تفصل بين الخصمين، عندها نستطيع ان نقرر نهائيا ما هو الغرض من افضاح مثل هذا الأمر في هذا الوقت.
لا نرغب في ان يواجه العراق في ظرفه الراهن اي دولة، سوريا، ايران، تركيا او السعودية، او حتى الحكومة العراقية المتصارعة وغير المتصالحة، والتي نعد خلافاتها معبرا رئيسا للارهاب، ولكن لا نرغب كذلك بالسماح لهذه الدول من اختراق الجهاز الأمني العسكري العراقي والعبث بمقدراتنا وزهق ارواحنا، وهو حق طبيعي وفرض على جميع العراقيين ان يتصدوا لأي هجمة تزعزع الشأن الداخلي، ففلسفة تلك الدول هي الدفاع عن نفسها، ان كنت تريد الدفاع والسلام لمنطقتك عليك الهجوم، فعدم الرغبة في ان يصبح العراق قويا منيعا من قبل تلك الدول متساوية، و بما ان العراق لا يملك، على الأقل في الوقت الحاضر، ترسانة عسكرية تؤهله في الذود عن حماه، لجأ الى الطرق الحضارية في صد تلك الهجمات وطالب بلجنة دولية لتقصي الحقائق وكشفها وطالب بمحكمة دولية على غرار محكمة اغتيال رفيق الحريري الرئيس الاسبق للبنان، وهي ليست رغبة اميركية لانها لم تكن بدافع امريكي ينتظر منه كسب الرضا، لان الرئيس اوباما والادارة الاميركية بكاملها التزمت الصمت ولم تنصر المالكي بل بالعكس، فقد دعا الرئيس الاميركي الى اللجوء الى الطرق الدبلوماسية وتجنب المواجهة العسكرية، فلو كان الدافع رضا اميركي للملمت الحكومة العراقية اللعب واكتفت بما يحصل، لكنها ما زالت مستمرة في المطالبة، لانها تعتبره تجفيف لمنابع الارهاب، فسوريا هي اكبر بوابة لدخول الارهابيين حتى القادمين من السعودية واليمن والأردن وافغانستان ليقتلوا العراقيين يدخلون عبر البوابة السورية حصرا، حسب اتهام بعض المسؤولين العراقيين.
الجميع يعلم ان سورية تؤوي قرابة مليون و700 الف لاجئ عراقي، والسؤال هنا ماذا كلف اللاجئ العراقي سورية؟ وماذا استفادت سورية منه؟ هل بنت سورية مأوى لهؤلاء اللاجئين مثلا كما فعلت الدول الاخرى كالسويد والدانمارك وغيرها؟ هل أهلت سورية احد هؤلاء اللاجئين؟ هل أعطت لاحدهم دولارا واحدا؟ الم تأخذ تعويضات من العراق ومن المنظمات المهتمة بشؤون اللاجئين اموالا طائلة؟ الم ينتعش اقتصاد سورية المترهل من هؤلاء اللاجئين؟...
اللاجئون العراقيون افادوا سورية، فلو افترضنا ان كل لاجئ عراقي صرف مبلغ 10 دولارات يوميا فهذا يعني ان الفائدة تكون عشرة ملايين وسبعمائة الف دولار يوميا، اذن هو امر لا يستحق اطلاقا التبجح والمباهاة على انه منجز قامت به سورية، و مع كل هذا فاننا نشكر هذه الدولة لانها فتحت اذرعها امام اللاجئين ولكن ان يكون المقابل قتل العراقيين في الداخل وتصدير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والارهابيين، فهذا ظلم لا يقبل به احد...ولا يمكن السكوت عنه.

ليست هناك تعليقات: