وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الثلاثاء، أيلول ٢٩، ٢٠٠٩

دور الواسطات لمذيعين العراقية

علاء الموسوي
.............

في كل قناة هناك اسس ومفاهيم وشروط وضوابط لوضع من مؤهل امام الشاشة لكي يمثلها في المحافل العربية والمحلية. لكن شاشة قناة العراقية هي مكافاة ومجاملة للواسطة التي اتت بهذا المذيع. نعم سادتي الكرام القراء هناك واسطات كثيرة ابقت واتت بمن ليس لديهم اي مؤهل . وخصوصا من قبل المدير العام او محمد جاسم خضير وعلاء المولى وايضا الشريف المستشرف احمد الكردي. غير ان الاسم الاخير اعتبره العدو الاول للمذيعين الممتازين وسبب تخلف قناة العراقية وخصوصا بدائرة الاخبار. وهو اكثر شخص بالشبكة لديه تاثير قوي على من يظهر بالشاشة وسنبين لكم سادتي الاسباب..
1. اولا ان احمد الكردي تربطه علاقة عائلية بالامين العام لمجلس الوزراء علي محسن العلاق وهذه العلاقة اعتبرها من الدرجة الاولى وعلي العلاق ياخذ كثيرا ومطمئن ايضا براي الكردي او البلداوي وهو ايضا مسؤول ومشرف على الدوائر الغير مرتبطة بوزارة والتابعة لمجلس الوزراء وهذا مانراه عند زيارة اغلب مسؤولي القناة دائما مانجدهم وامام الشاشات بابتسامات عريضة وكلمات لطيفة مع علي العلاق والذي كان اخرهم محمد جاسم خضير.
2. ثانيا ان الكردي تربطه علاقة جدا متينة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولان الكردي يعرف جيدا اسراء وزوجها ابنة المالكي وحتى المالكي نفسه يكن الجميل للكردي الذي كان يعطف عليه بتوزيع المساعدات التي توزع من احد مكاتب المراجع بسوريا ابان ايام المعارضة ولان الكردي لديه دعم من مرجع عراقي يسكن بكربلاء وهو هادي المدرسي الذي اعتمد على الكردي بكثير من الامور . وايضا للكردي اقارب واصلين بالدولة العراقية وهذا واضح واصبح به اليقين عند الجميع
3. ثالثا سناتي على الدور المشبوه والقذر لاحمد الكردي الذي حاول ابقاء المذيعين والمذيعات الفاشلين وسنذكركم بحادث حادث لكي تكون لديكم الصورة واضحة جدا. نذكر جميعا عندما القي القبض على المذيع علي حليم متلبسا بالسكر في ايام وكما يسميه المرحوم (حسن الموسوي) وقد اصدر قرار فصل علي حليم انذاك لكن الكردي تدخل ومن حيث لايعلم علي حليم لانقاذ (رضيعه)!!!!!... وبتلفون واحد من مجلس الوزراء لكي يلغى امر الفضل وهذا يشهد بهذا الامر كل من علاء المولى وزاهد البياتي. واذا لم يكن رضيعه وكان غير مذيع هل كان سيتدخل الكردي ام لا؟؟؟؟
4. تذكرون اختيار برنامج اسيل عماد من قبل احدى المؤسسات الامارتية الاعلامية كافضل برنامج وهو نساء من ال محمد فلناتي على الاسماء مدير هذه المؤسسة هو الاعلامي الاماراتي حسن العويسي الصديق الحميم للكردي وهو عضو في لجنة تقييم مؤسسة الجمال التي تديرها الفضائية السورية ايضا صدف غريبة فعلا ولايوجد اي دخل للكردي حقا !!!!! . فهل اسيل صاحبة افضل برنامج والفضائية العراقية هي تقدم افضل برنامج يااعلامينا الفاضل ياكردي؟؟؟؟؟ الجواب واضح
5. ناتي على مؤسسة الجمال العربية واختيارها للاعلاميات والذي اظهرت الخبر قناة الشرقية والذي اظهرت الكردي يحمل باقة ورد ويعتلي الستيج وسط تصفيق الجميع فهل اسلام تستحق هذه الرتبة؟ اسلام تستحق هذا اللقب؟ ولكن غياب حبيبة القلب مذيعة النشرة الاقتصادية التي تعشقها منذ ان كنت في قناة الفرات (.....) اجبرك على ترشيح اسلام ؟؟؟ نقطة ضعفك الوحيدة ياكردي هي النساء دائما ودوما
6. مهاجمة مذيعين ممتازين وكفوئين امثال زهراء وسامر واحلام الذي صب جام غضبه لانه كان سبب في تركها للاعلام فاراد اطفاء غضبه بسامر المسكين واخفاءه بفشله بالاستحواذ على حبها مع الجدير بالذكر انها هي كانت متزوجة وقد تطلقت بسبب علاقتها بالكردي.
7. وصف مذيعين لايملكون المهنية والكفاءة والاخلاق بالجيدين والممتازين امثال مهلهل والفاسد فالح الماجدي واللوكي والخبيث حسين تركي ونسي وتجاهل المذيعين الذين تعرضوا لمؤامرة كبرى بابعادهم لماذ ومالثمن ياكردي؟؟؟؟
8. دائما مايمدح رشا فاروق ويصفها بانها افضل مذيعة بالعراقية والواقع هو غير ذلك انها ساذجة وكلامها غير منضبط اللفظ مع مكايجها الذي يظهرها كانه عروسة المولد وجلسات من المدح بحقها في اروقة مجلس الوزراء فلماذا ياكردي؟؟؟؟؟
9. اما المجرم منتظر الزيدي الذي ارتبط معه في الفضائية السورية وانتمائكم البعثي التكفيري والذين تسعون من خلاله افشال العملية السياسية في العراق ايضا صدفة لقاءاتك ومنتظر دونا عن بقية اعلامي العراق صدفة ايضا
نسيت وتجاهل المذيعة احلام والمذيعة زهراء لانها تهجمت عليك بمقال رائع وقررت معاقبتها بالضغط على كريم حمادي عن طريق الخائن نزار حيدر في واشطن وعن طريق عبد الكريم السوداني لكي يخروجها اليس كذلك وكذلك سامر وقصي وزينة الالوسي وصادق الشمري وغيرهم الكثير والكثير...
لذا ياكردي لك سبعة ايام من تاريخ النشر لكي تعود لنا بمقال جديد وتصحح الامور وتعطي لكل ذي حق حقه والا فاني ساهجمك بكل موقع تنشر فيه وساكشف زيف ادعائك وفسادك الاخلاقي وجلساتك مع عاصم جهاد وعلاء المولى وزاهد جهاد وسارسل رسالة لهادي المدرسي لكي يرى من رباه واحتضنه واريه كل اعمالك المشينة ولاتسبتعد اني اكشفك شخصيا ياذكي لاني كنت معك في الفرات واعرف تفاصيل عشقك لحبيبتك والتي لاجلها سميت نفسك بالكردي اليس كذلك؟؟؟ والصراحة لم ارى شخصا مثلك يحب حبيبته هكذا واعلم انك ستحميها لذا اصلح الامور ولاتترك الامر هكذا وجنب نفسك واياها الفضيحة وانت وانا نعرف حاليا انها تتالم .. وقد اعذر من انذر

الاثنين، أيلول ٢٨، ٢٠٠٩

نتائج استطلاع الراي حول الفساد الاداري والمالي بمؤسسات الدولة

خاص - الفيحاء الاخبارية
........................

أقامت شبكة الفيحاء الإخبارية استفتاء على موقعها في شبكة الانترنيت حول طبيعة موقف الحكومة العراقية الحالية من الفساد الإداري و المالي و المفسدين المنتشرين في كل مفاصل الدولة ،
و قد شارك في الاستفتاء 547 مشترك ، ليصوتوا على السؤال التالي :

هل الحكومة جادة بمحاسبة المفسدين في مؤسساتها أم أنها متسترة عليهم ؟

و وضعت الاختيارات التالية :

1- جادة بمحاسبة المفسدين .
2- متسترة على المفسدين .
3- لا أعرف .

و جاءت نتائج الاستفتاء كما يلي :
أختار 82 مشترك بما نسبته 15% من مجموع المصوتين أن الحكومة جادة بمحاسبة المفسدين .... و أختار 442 مشترك في الاستفتاء أي بما نسبته 81% من مجموع المصوتين أن الحكومة العراقية متسترة على المفسدين .... و أختار 23 مشترك الاختيار لا أعرف أي بنسبة 4% .

و قد برزت مسألة الفساد الإداري في الحكومة العراقية بعد عملية الاستجواب المثيرة للاهتمام التي أستجوب فيها رئيس لجنة النزاهة في البرلمان الشيخ صباح الساعدي وزير التجارة المستقيل فلاح السوداني تحت قبة البرلمان في جلستين تابعهما العراقيون باهتمام كبير و التي أبرز فيها النائب الساعدي العديد من الوثائق و المستمسكات التي تثبت تورط الوزير السوداني بحالات فساد كبيرة لم يستطيع الوزير دفعها عنه أو أقناع أعضاء البرلمان ببرائته ،
و لكن المفاجأة كانت قبول رئيس الوزراء العراقي أستقالة الوزير قبل جلسة التصويت على أقالته مما أثار العديد من التساؤلات لدى المواطن العراقي حول جدية الحكومة في محاسبة وزرائها و مسؤوليها اذا ثبت فسادهم ، و هل هي تتستر على المفسدين ؟ و هل للعلاقات الحزبية و الطائفية دور في التغاضي عن المفسدين أو حمايتهم .
و يذكر أن رئيس الوزراء العراقي كثيراً ما رفع شعارات مكافحة الفساد منها رفعه شعار جعل عام 2008 ( عام مكافحة الفساد ) ، و قيادته لحملة مكافحة الفساد و الصولة على المفسدين لكن المواطن العراقي لم يلمس على أرض الواقع أي تغيير حقيقي فمازال الفساد يدب في كل مفاصل الحكومة من قمة الهرم الى أصغر موظف فيها و رغم تعدد أجهزة مكافحة الفساد و كثرتها كهيئة النزاهة و لجنة النزاهة البرلمانية و لجان النزاهة في مجالس المحافظات و مكاتب المفتشين العامين و الرقابة المالية .و غيرها . الا ان الخط البياني للفساد مازال مرتفعاً ، و هذا ينهك الاقتصاد العراقي و يحول دون وصول الخدمات أو الاعمار الى المواطن العراقي , ليجعله بين فكي كماشة الارهاب من جهة و الفساد من جهة أخرى . و هما وجهان لعملة واحدة .
و جدير بالذكر أن العراق أحتل المرتبة الثانية في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم حسب القائمة التي نشرتها منظمة الشفافية العالمية في برلين .

الأحد، أيلول ٢٧، ٢٠٠٩

بعثيو الخارج وبعثيو الداخل

كامل محمد
..........

الازمة التي اثيرت مع سوريا اثر تفجيرات الاربعاء الدامي في محافظة بغداد، في التاسع عشر من شهر اب الماضي، تركت تساؤلات واثارات كثيرة حول مغزى ودوافع الحكومة العراقية من وراء ذلك التصعيد غير المسبوق، والذي كان مفترضا ان يشهده العراقيون في اوقات سابقة اقترنت بعمليات ارهابية حملت ادلة دامغة عن دعم ومساعة سورية لجماعات ارهابية بعثية وتكفيرية.السؤال الابرز والاهم هو لماذا انتفضت الحكومة العراقية الان ولم تنتفض سابقا؟.والسؤال الاهم من سابقه هو اذا كانت الحكومة صاحبة مواقف حازمة وشجاعة وشديدة من البعثيين المجرمين، فألم يكن الاولى بها العمل على تطهير مختلف مؤسسات الدولة منهم قبل ان تفتح جبهات خارجية.
نسمع كثير من الناس يقولون ان خطر البعثيين المتغلغلين في داخل دوائر ومؤسسات الدولة الامنية والعسكرية والسياسية والادارية اخطر بكثير من خطر هؤلاء المتواجدين في خارج العراق، حيث ان المتواجدبن في الخارج لايمكنهم تمرير مخططاتهم وتنفيذ جرائمهم الا اذا كانت لديهم اذرع وامتدادات في الداخل.فعلى افتراض ان البعثيين في سوريا هم وراء تفجيرات الاربعاء الدامي، من حيث التخطيط والتمويل، فأنه من الطبيعي ان يكون هناك من ساعدهم وسهل لهم مايريدون، فدخول شاحنات مليئة الى قلب العاصمة ماكان له ان يحدث لولا وجود البعثيين المجرمين برتب ومستويات مختلفة في وزارات الداخلية والدفاع والامن الوطني والمخابرات وعمليات بغداد، وحتى في رئاسة الوزراء ومكتب القائد العام للقوات المسلحة، فلو كانت تلك المفاصل وغيرها نقية وخالية من وجود البعثيين الصداميين واذنابهم لما استطاع بعثيو الخارج او التكفيريين من الوصول الى وزارة الخارجية ووزارة المالية. فالعلة هنا قبل ان تكون هناك.

السبت، أيلول ٢٦، ٢٠٠٩

ثقافة البعث ..... والاعتداء على الصحفيين


الحركة الشعبية لاجتثاث البعث
..................................
انها لمن دواعي الاسف ان نرى ثقافة البعث تتفشى في مؤسسات الدوله العراقية الحديثة , خاصة تلك الثقافة الوحشية التي ظهرت في الاونة الاخيرة في ممارسات بعض اجهزة الحكومة وحمايات مسؤوليها بحق الصحفيين , هذه الممارسات التي تذكرنا بسفالات النظام البعثي البائد وتصرفاته الهمجية .واننا في الحركة الشعبية لاجتثاث البعث في الوقت الذي نستنكر فيه هذه الممارسات بحق منتسبي الاعلام والصحافة نلفت انظار السادة المسؤولين ونحثهم على التصدي وبحزم لهذه الانتهاكات ووجوب معالجتها بالطرق القانونية وضمان عدم تكرارها في المستقبل .
كما نوجه خطابنا الى منتسبي السلطة الرابعة بان لاتضعفهم هذه التصرفات اللامسؤلة من اداء دورهم في بناء الصرح الديمقراطي في عراقنا الحبيب ووجوب اللجوء الى القضاء لوضع حد لمن لايؤمن بثقافة القلم والراي الحر .
.......
نحن امة لاتنسى شهداءها
اجتثاث البعث رسالتنا الى الانسانية

الحركة الشعبية لاجتثاث البعث

الجمعة، أيلول ٢٥، ٢٠٠٩

المشكلة في العقلية وليست في الهوية

نـــــزار حيدر
عن تجربة الاحزاب في العراق
...................
قال نـــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، ان مشكلة السياسيين العراقيين لا تكمن في انتماءاتهم وازيائهم وهوياتهم، وانما في العقلية التي تحكمهم، والتي يفكرون بها لادارة العملية السياسيية بشكل عام، والسلطة بشكل خاص.
واضاف نــــزار حيدر الذي كان يتحدث صباح اليوم على الهواء مباشرة في برنامج (مجلة العراق اليوم) الذي يعده ويقدمه الزميل الاستاذ ملهم الملائكة من اذاعة المانيا وراديو (دجلة):
ان المشكلة عندنا ليست بسبب هوية الاحزاب، سواء أكانت قومية او يسارية او حتى دينية، ابدا، وانما بسبب العقلية التي تحكم هذه الاحزاب، سواء عندما تكون في السلطة او خارجها، في المعارضة، والدليل على ذلك، هو ان العراق، ومنذ تاسيسه في العام 1921 ولحد الان، حكمته تيارات حزبية مختلفة، الا ان المشكلة بقيت كما هي، استبداد وديكتاتورية وانظمة شمولية، والتي انتجت تخلفا وفقرا وجهلا وامية، فلو كانت المشكلة في هوية الحزب الحاكم، للمس العراقيون تغييرا يذكر على اي صعيد من الاصعدة، كلما تغير التيار السياسي الحاكم، ولكن، وبسبب ان المشكلة في عقلية الزعامات، لذلك استنسخت، بضم التاء الاولى، المشاكل من جيل لاخر، ومن حقبة زمنية لاخرى، ومن تيار حاكم لآخر، على مدى قرن من الزمن تقريبا.
ان الفرق الجوهري في التجربة الحزبية في العراق، هو ان الدينية وصلت الى السلطة عن طريق صندوق الاقتراع، فهي اذن خيار الشعب، الى الان على الاقل، اما الاحزاب اليسارية والقومية وغيرها، فقد وصلت الى السلطة في بغداد عن طريق الانقلابات العسكرية، واكوام جماجم الضحايا، عندما امتطت الدبابات لتقتحم القصر الجمهوري في خلسة من الليل والناس نيام، وفي احسن الفروض بالتآمر، او من خلال الجبهات والتحالفات المشبوهة مع نظام غير شرعي وصل الى السلطة بانقلاب عسكري.
ولان المشكلة تكمن في العقلية التي تحكم الاحزاب، ولذلك فان الامراض الحزبية موزعة عليهم بشكل (عادل) ومتساوي، منها على سبيل المثال لا الحصر:
*غياب النظام الديمقراطي داخل المؤسسة الحزبية، وانعدام القدرة على استيعاب الراي الاخر، والنقد والمحاسبة، ومراجعة السياسات الحزبية العامة والخاصة.
*توالي الانشقاقات، على الطريقة الاميبية وبالمتواليات الهندسية، ولذلك نرى ان هناك اليوم عدة تنظيمات تحمل اسما واحدا بفارق حرف او نقطة او كلمة، وكل يدعي شرعية تمثيله للحزب الام.
*بقاء الزعيم التاريخي على راس الهرم الحزبي، والذي لا يتغير عادة الا بالشيخوخة او الموت، اذا كان الحزب يمتلك بقايا من اخلاق، او بالقتل والتآمر والاغتيال، اذا كان الحزب قد نزع عن نفسه كل القيم.
*اعتماد المليشيات للسيطرة على الشارع، فمنذ ان شهد العراق تغيير نوع النظام السياسي من الملكي الى الجمهوري، واعتماد الحزب الشيوعي على المليشيات للسيطرة على الشارع العراقي، واعتماده اسلوب القتل والسحل والدعوة، بتظاهرت غوغائية صاخبة، لاعدام كل من يخالفه الراي والاتجاه السياسي، خاصة بعد اصطدامه بالتيار الديني آنذاك والذي كان ينعته بالتيار الرجعي (الرجعية الدينية) عندما سعى الى اغتيال اكثر من مرجعية دينية في مدينتي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة، تقف على راسها المرجع الكبير السيد محسن الحكيم والمرجع الشيرازي والسيد القزويني، ما فتئت الاحزاب تعتمد على المليشيات للسيطرة على الشارع، لدرجة ان حزب البعث المنحل الذي ظل في السلطة (35) عاما وبلا منازع، ظل يعتمد على المليشيات لبسط سيطرته على البلاد والعباد، بالرغم من سيطرته المطلقة على المؤسسة العسكرية وبلا منازع.
*الفارق الوحيد، ربما، بين التيارات اليسارية والقومية، من جهة، والتيار الديني، من جهة اخرى، هو عدم لجوء الاخير الى التصفيات الجسدية لعناصره ورجالاته وشخصياته التي تختلف معه وتترك صفوفه، مرة اخرى اقول الى الان على الاقل، متمنيا ان لا يحدث هذا ابدا، اما التيارات اليسارية والقومية فقد مارست عمليات التصفية الجسدية لرفاق الدرب حتى تعبت وانهكت وتحللت.
*اشتراك كل هذه الاحزاب، في النظام الداخلي والمسميات القيادية، بالرغم من اختلاف هوياتها وخلفياتها الفكرية والايديولوجية، فلكل منها (الامين او السكرتير العام) (المكتب السياسي) (الهيئة العامة او اللجنة المركزية) وغير ذلك.
وفي معرض رده على سؤال ما اذا كانت الاحزاب الحاكمة اليوم في بغداد تتحمل كامل المسؤولية عما يجري على المواطن العراقي، من معاناة حقيقية بسبب تردي الاوضاع الخدمية والمعيشية فضلا عن الامنية وانتشار الظواهر السلبية كالفساد المالي والاداري، قال نــــزار حيدر:
لست هنا في وارد الدفاع عن الاحزاب الحاكمة، بمقدار ما اسعى الى انصاف الواقع، وعدم غبن او ظلم احد، ما يدعو الى ان ننظر الى ما يجري اليوم في العراق بعقل المنصف وعين المتفحص، فالعراقيون اليوم، ومعهم السياسيون والاحزاب الحاكمة، ورثوا مشاكل معقدة جدا تراكمت على مدى تسعين عاما تقريبا، فلقد ورثوا:
اولا: غياب مفهوم الدولة، ففي العراق لم تبن دولة وانما حكمت انظمة، ولذلك ترانا نشهد تغييرا حتى في علم البلاد كلما شهدنا انقلابا او تغييرا في السلطة.
ثانيا: غياب المواطنة، ففي العراق لا يوجد شئ اسمه شعب وانما هناك رعايا يعيشون في ظل انظمة سياسية، ولذلك شهد العراق عمليات تهجير قسري على راس كل عقد من الزمن، منذ العشرينيات من القرن الماضي والى الان، ومن دون انقطاع.
وربما لهذا السبب، ظلت ولاءات الاحزاب السياسية مشدودة الى ما وراء الحدود، وكلنا يتذكر ولاءات الحزب الشيوعي العراقي، في حقبة المد اليساري، الى الاتحاد السوفياتي المنحل، لدرجة ان العراقيين باتوا وقتها يتندرون بالطرفة التي تقول (اذا امطرت السماء في موسكو، فالشيوعيون في بغداد يرفعون المظلات فوق رؤوسهم) طبعا حتى اذا كان الوقت صيفا في بغداد، ذو الحر القائض.
ولا يختلف حال ولاءات الاحزاب الحالية كثيرا عن هذه الصورة، وان اختلفت اتجاهات البوصلة السياسية، تبعا لاتجاهاتها العقائدية والسياسية وتبعا لمصالحها الحزبية.
ثالثا: غياب الدستور والقانون، فالعراق تحكمه قرارات السلطة الحاكمة، وليس القانون، فالحاكم هو المدعي وهو المشتكي وهو القاضي وهو الشهود.
رابعا: بالاضافة الى ان العراقيين ورثوا الفساد وبكل اشكاله منذ عقود طويلة تقرب من القرن الكامل، طبعا بنسب متفاوتة، وبقراءة سريعة لمذكرات السياسيين العراقيين الذين مروا في الحياة السياسية طوال الفترة المنصرمة من تاريخ العراق الحديث، سنكتشف هذه الحقيقة بلا جدال.
خامسا: كما ورث العراقيون التمييز الطائفي والعنصري، والتقسيم على اساس الولاء للحاكم، بين فئة الف وفئة باء وغيرها.
ان كل هذه المشاكل المتراكمة، هي التي تقف وراء الفشل الذي يتحدث عنه العراقيون في اكثر من مرفق من مرافق الدولة الجديدة، ولذلك، ومن اجل ان يتجاوز العراقيون كل هذه المشاكل عليهم، خاصة الطبقة السياسية:
اولا: التعاون فيما بينهم، وترك سياسات التربص والاختلاف على وفي كل شئ.
ثانيا: الصبر على التغيير وعدم الاستعجال، فالهدم بسيط جديا وسريع، اما البناء فصعب جدا وبطئ، وان التغييرات التاريخية لا يمكن انجازها بعصا موسى السحرية او بالاحلام الوردية، او بالعجلة في الامور.
ثالثا: تغيير العقلية وعدم الاكتفاء بتغيير الهوية والازياء والاسماء، فالتغيير الحقيقي بحاجة الى تغيير جوهري يمس الجذور، وعدم الاكتفاء بالبحث في التغيير السطحي.
رابعا: التسلح بالرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى، وعدم الانشغال بالنظرة التكتيكية قصيرة الاجل للامور، فالدولة لا تبنيها ملايين التكتيكات، وانما برؤية استراتيجية تنظر لكل الجوانب، وتبحث عن حلول حقيقية وواقعية للمشاكل والعقبات، وتضع الخطط المنطقية، التي تاخذ الواقع والتحديات والامكانيات بنظر الاعتبار.

24 ايلول 2009

الخميس، أيلول ٢٤، ٢٠٠٩

(بغداديات) ..... (الطرطور)

بتوقيع:بهلول الكظماوي
......................
كما هي العادة في كل حين ,اعيادنا مضمخة بالدم و الشهادة ,و تمتاز بالقتل و التشريد و التدمير .الا انه لم يختلف الزمان بقدر ما اختلف المكان.
فان القاتل هو نفسه القاتل و الجلاد هو نفسه الجلاد و الضحية هي نفسها الضحية .فان كان قاتلنا بالامس هو بعثي صدامي تلبسه روح وهابية قذرة,فهي نفسها الروح القذرة تقمّصت بأجساد الطيارين الحربيين العراقيين (ايتام جيش صدام المقيمين باليمن )و قادتهم اليوم ليقودوا طائراتهم المحملة بافتك انواع القوى التدميرية منطلقين بها من قواعدهم بالسعودية ليصبّوا بها جامّ غضبهم على رؤوس اخوتنا الحوثيين في صعدة الصمود و التصدّي و الكرامة .
بالطبع لم يجر كل ذلك تحت ستار من الصمت المطبق من دول جوار العراق,وبالاخص الخليجية منها ,فكل الذين ساهموا بقتل شعبنا العراقي هم نفسهم الآن مستنفرين كل طاقاتهم العدوانية داعمين بها طاغية اليمن لقتال الحوثيين. لكن الاشد غرابة في ذلك هو الصمت المطبق لمرجعياتنا الاسلامية,الشيعية منها و السنية على السواء ,بل حتى غالبية الاحزاب و الحركات و المنظمات السياسية العراقية التي استلمت او شاركت بالسلطة العراقية الجديدة اليوم هي مساهمة فعالة الصمت لما يجري في صعدة ,و كانما حتى الاحتجاج لما يجري من انتهاك للحرمات و سيلان للدماء و تدمير لبنى تحتية (ان وجدت اوتبقى منها شيئ )و تشريد للعوائل هو خط احمر لا يمكن تجاوزه او اختراقه فضلا عن التصريح بوجوب نصرة اخوتنا المظلوميين هناك ,برغم ان القاتل واحد و الضحية واحدة والمظلومية مشتركة .
وكما هو النفط العراقي كان يوهب رشاوي للمرتزقة على شكل كوبونات لدعم الطاغية المقبور صدام وحزبه ثم من بعد سقوطه يذهب لشراء سكوت , بل لدفع شرور الاردن في حال يجوع شعبنا العراقي المالك لهذا النفط .
كذلك هو الحال لما ينهب من آبار بترول نجران وعسير اليمنيتين المغتصبتين من قبل سلطات آل سعود الانذال.
نفط نجران و عسير هذا الذي ذهب مقايضة لاتفاقية مجحفة سنة 1964لفك الحصار عن الجيش المصري الذي حوصر باليمن ايام ارسله عبد الناصر ليدافع عن النظام الجديد (نظام عبد الله السلال )و هو اول نظام استطاع أن يطيح بامامة اسرة آل حميد الدين باليمن ,وبالرغم من ان اسرة آل حميد الدين تعتبر من الطائفة الزيدية (الزيود)الشيعية الكافرة في نضر آل سعود الوهابيين ,الا ان أل سعود وقفوا الى جانب من يعتبروهم بالشيعة الكفرة ,لأن الانكلو/امريكان اسياد آل
سعود ارادتهم كانت الى جانب حكم عائلي قائم على طاعة المقدّس الثيوقراطي ليضمنوا بقاء الجهلة و المتخلفين الخرافيين بدل ان تسقط مقاليد البلد بيد الاصلاحيين و التنويريين فتتفتح الارادات و تتفجر الطاقات و هذا هو الخطر الداهم الذي يخاف منه الاستعمار في كل زمان و مكان .
والثمن كان اتفاقبة مذلة امدها ثلاثون عاماُ تتصرف فيها السعودية باراضي نجران وعسير بما فيها من نفط و ثروات طبيعية ,ابتداء من سنة 1964حتى سنة1994 .
و لهذا السبب حدثت الحرب الاهلية بين شمال و جنوب اليمن تحت مسمى توحيد شطريها سنة1994وهي سنة نهاية اتفاقية وضع نجران و عسير تحت الوصاية السعودية باسم استأجار رمزي حيث وجب في هذه السنة استحقاق اعادتها الى السيادة اليمنية .
وهنا دخلت السعودية بادئ الامر بقوة و هي الدولة التي تدعي الاسلام السني المتشدد و المعادي للشيوعية الكافرة الملحدة بمفارقة غريبة بوقوفها الى جانب الاشتراكيين الشيوعيين في اليمن الجنوبي الشعبي و رئيسها علي سالم البيض المحسوب عى الشيعة الزيدية المغايرة لمذهب السعودية الوهابي المتشدد,مستعملة دعمها له كأداة و ورقة ضغط على (الطرطور أو علي ابو زلف )علي عبد الله صالح حيث تمخض الثمن عن سكوته في المطالبة بنجران و عسير اليمنيتين مقابل الغدر بحليفهم علي سالم البيض الذي فضل اللجوء الى سلطنة عمان ليقيم فيها ما تبقى له من الحياة ,وحتى هذه (سلطنة عمان )لم يستطيع ان يديم البقاء عليها حيث اخرجته عمان مؤخراُ بحجة وجوب عدم ممارسة السياسة من على اراضيها فاختار مؤخراُ اللجوء الى المانيا سنة 2009 .
و منذ ذلك الحين استبدل الطرطور (علي ابو زلف ) لقبه من طرطور الى لقب صدام الصغيرتيمناُ بصدام حسين ,و اذ لم يشأ ان يرتقى الى اسمه او يكون بنفس المستوى من الدرجة الدكتاتورية التي عليها فكانت النتيجة ان يكون صغيراُ امامه و بذلك اتت التسمبة بـ (صدام الصغير ) .
ولكن انى للصغير ان يكبر ,وانى للطراطير ان يكونوا سادة أو قادة. فتاريخ انبطاح الطراطير لآل سعود واضح و بين ,ونتائجه معروفة .فكما غدروا باسرة حميد الدين اولاُ ,ثم ثنّوا غدرهم بعلي سالم البيض ثانياُ فحتماُ سيثلثوها بالطرطور علي عبد الله صالح ,ّ فالقاعدة تقول :ما ثنيّت الاّ و ثلّثت .
و ألآن عزيزي القارئ الكريم :
هاهو النصر يلوح بالافق ,و هاهي جحافل الفتح الحوثي من جهة يطرقون ابواب العاصمة صنعاء داكين قلاع طرطورها, ومن جهة اخرى يشرفون من اعالي جبالهم الشامخات على نجران وعسير استعداداُ لتحريرها من براثن آل سعود مما ارتعدت له فرائص السعوديين و طراطيرهم. الله اكبر و العزّة لله و لرسوله و للمؤمنين , و النصر للحوثيين , و الخزي و العار لآل سعود و طراطيرهم , و التحرير و الاستقلال التام لنجران و عسير.

ودمتم لأخيكم :بهلول الكظماوي.

امستردام في 23-09-2009

السبت، أيلول ١٩، ٢٠٠٩

حرة بنت حليمة السعدية مع الحجاج بن يوسف الثقفي

يقول إمامنا الصادق (ع): (( بلغوا عنا ولو آية))
...........
لمّا وردت حرَّة بنت حليمة السعدية على الحجّاج بن يوسف الثقفي، فمثلت بين يديه
قال لها: أنت حرَّة بنت حليمة السعدية ؟
قالت له: فراسة من غير مؤمن !
فقال لها: الله جاء بك فقد قيل عنك: إنّك تفضّلين عليّا على أبي بكر وعمر وعثمان.
فقالت: لقد كذب الّذي قال : إنّي أفضّله على هؤلاء خاصّة .
قال: وعلى من غير هؤلاء ؟
قالت: أفضّله على آدم ونوح ولوط وإبراهيم وداود وسليمان وعيسى بن مريم ـ عليهم السلام ـ.
فقال لها: ويلك إنّك تفضّلينه على الصحابة وتزيدين عليهم سبعةً من الأنبياء من أولي العزم من الرسل ؟ إن لم تأتيني ببيان ما قلت، ضربت عنقك.
فقالت: ما أنا مفضّلته على هؤلاء الأنبياء، ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ فضّله عليهم في القرآن بقوله عزَّ وجلَّ في حقِّ آدم: ( وعَصى آدم ربّه فَغوى ) ،
وقال في حق عليّ: ( وكان سعيكم مَشكُورا ) .
فقال: أحسنت يا حرّة، فبم تفضّلينه على نوح ولوط ؟
فقالت: الله عزّ َوجلَّ فضّله عليهما بقوله: ( ضَرب الله مَثلاً للّذين كَفروا امرأة نوح وامرأة لوٍط كانَتا تَحت عَبْديِن من عِبادِنا صالِحين فَخانتاهُما فَلم يُغنيا عَنهما مِن الله شيئا وقيل ادخُلا النار مع الداخلين )
وعليُّ بن أبي طالب كان ملاكه تحت سدرة المنتهى، زوجته بنت محمّد فاطمة الزَّهراء الّتي يرضى الله تعالى لرضاها ويسخط‍ لسخطها.
فقال الحجّاج: أحسنت يا حرَّة فبمَ تفضّلينه على أبي الأنبياء إبراهيم خليل الله ؟
فقالت: الله عزّ َوجلَّ فضّله بقوله: ( وإذْ قال إبراهيم ربِّ أرني كَيفَ تَحي الموتى قال أو لَمْ تُؤمن قال بلى ولكن ليطمئنَّ قلبي )
ومولاي أمير المؤمنين قال قولاً لا يختلف فيه أحد من المسلمين: (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا)، وهذه كلمة ما قالها أحد قبله ولا بعده.
فقال: أحسنت يا حرَّة فبمَ تفضّلينه على موسى كليم الله ؟
قالت: يقول الله عزَّ وجلَّ: ( فَخَرجَ مِنها خائفا يترقّب )
وعليُّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ بات على فراش رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ لم يَخَفْ حتّى أنزل الله تعالى في حقّه :( وَمِنَ الّناسِ مَنْ يشَري نفسهُ ابتغاء مَرضات الله ) .
قال الحجّاج: أحسنت يا حرَّة فبمَ تفضّلينه على داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ ؟
قالت: الله تعالى فضّله عليهما بقوله عزّ َوجلَّ: ( يا داود إنّا جَعلناك خَليفة في الأرض فاحكم بين النّاس بالحقِّ ولا تتّبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله ).
قال لها: في أيِّ شيء كانت حكومته ؟
قالت : في رجلين رجل كان له كَرم والآخر له غنم ، فنفشت الغنم بالكَرم رعته فاحتكما إلى داود ـ عليه السلام ـ فقال : تُباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتّى يعود إلى ما كان عليه ، فقال له ولده : لا يا أبة بل يؤخذ من لبنها وصوفها ، قال الله تعالى : ( ففهّمناها سليمان )
وإنَّ مولانا أمير المؤمنين عليّا ـ عليه السلام ـ قال: سلوني عمّا فوق العرش ، سلوني عمّا تحت العرش ، سلوني قبل أن تفقدوني ، وإنّه ـ عليه السلام ـ دخل على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يوم فتح خيبر فقال النبيُّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ للحاضرين :
أفضلكم وأعلمكم وأقضاكم عليُّ .
فقال لها: أحسنت فبمَ تفضّلينه على سليمان ؟
فقالت: الله تعالى فضّله عليه بقوله تعالى: ( ربِّ هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي)
ومولانا أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ‍ قال: طلّقتك يا دنيا ثلاثا لا حاجة لي فيك، فعند ذلك أنزل الله تعالى فيه: ( تلك الدار الآخرة نجعلها للّذين لا يريدون عُلوّاً في الأرض ولا فساداً ).
فقال: أحسنت‌ يا حرَّة‌ فبم‌ تفضّلينه‌ على عيسى‌ بن مريم ـ عليه‌ السلام ‌ـ ؟
قالت: الله تعالى عزَّ وجلَّ فضّله بقوله تعالى: ( إذْ قالَ الله يا عيسى ابن مريم أأنت قُلت للنّاسِ اتّخذوني واُمّي إلهين مِنْ دُون الله قال سُبحانك ما يَكون لي أنْ أقول ما لَيسَ لي بِحق إن كُنت قلته فقَد عَلمته تَعلم ما في نَفسي ولا أعلمُ ما في نفسك إنّك أنتَ علاّم الغيوب، ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به ) الآية.
فأخّر الحكومة إلى يوم القيامة،
وعليُّ ابن أبي طالب لما ادَّعوا النصيرية فيه ما ادَّعوه، قتلهم ولم يؤخّر حكومتهم، فهذه كانت فضائله لم تُعدّ بفضائل غيره.
قال: أحسنـت يـا حرَّة خرجت من جوابك، ولو لا ذلك لكان ذلك، ثمَّ أجازها وأعطاها وسرَّحها سراحا حسنا رحمة الله عليها.

الجمعة، أيلول ١٨، ٢٠٠٩

حتى لا نظلم عليّ بن أبي طالب ونُحرم من عطائه

بسم الله الرحمن الرحيم

يظهر من كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) وخطبه أنه عاش غربة بين قومه، لجهلهم بمقامه الشريف ونزوعهم الى حب الدنيا التي تزيّنت وتزخرفت بسبب اتساع رقعة الدولة الاسلامية وكثرة وارداتها فانساقوا وراء الشهوات فكان (ع) يوبخ أصحابه ويستعمل كل الوسائل لإيقاظهم واستنهاض هممهم ووعي مسؤولياتهم في طاعته (ع) واتباع أوامره، قال (ع) (ايها الناس إني قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ الأنبياء بها أممهم، وأديتُ اليكم ما أدّتِ الأوصياء الى من بعدهم، وأدَّبتكم بسوطي فلم تستقيموا، وحدوتكم بالزواجر فلم تستوثقوا، لله أنتم! أتتوقّعون إماماً غيري يطأ بكم الطريق ويرشدكم الى السبيل؟
الا انه قد أدبر من الدنيا ما كان مقبلاً، وأقبل منها ما كان مدبرا، وأزمعَ الرجالَ عبادُ الله الأخيار، وباعوا قليلاً من الدنيا لا يبقى، بكثيرٍ من الآخرة لا يفنى)(2)
وازدادت غربته حينما فَقَد خُلّص اصحابه العارفين بفضله وسابقته الى كل كمال حيث استشهد كثير منهم في صفين فكان (ع) يرتقي منبر مسجد الكوفة ويندبهم اشجى ندبة ويصفهم أجمل وصف فيقول (ع):
(ما ضرّ اخواننا الذي سُفكت دماؤهم –وهم بصفين- ألاّ يكونوا اليوم أحياءاً؟ يسيغون الغصص ويشربون الرنق! قد –والله- لقوا الله فوفّاهم أجورهم، وأحلّهم دار الأمن بعد خوفهم أين اخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ واين ذو الشهادتين؟ واين نظراؤهم من اخوانهم الذين تعاقدوا على المنية وابرد برؤوسهم الى الفجرة (ثم ضرب بيده على لحيته الكريمة فأطال البكاء ثم قال) أوّهِ على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبّروا الفرض فأقاموه، احيوا السنة وأماتوا البدعة، دُعُوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه)(3).
وكان (ع) كثيراًَ ما يتمنى الموت للتخلص من مجاورة اللئام والذهاب الى صحبة الكرام الأحبة محمد وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) وأصحابه المنتجبين، ومن كلماته في ذلك:
(ولوَددتُ أن الله فرّق بيني وبينكم، وألحقني بمن هو أحقّ بي منكم)(4) لأنه يرى نفسه يعيش وسط حثالة لا يذكرون الا بالذم قال (ع) (أين أخياركم وصلحاؤكم واين أحراركم وسمحاؤكم! واين المتورعون في مكاسبهم. والمتنزّهون في مذاهبهم؛ اليس قد ظعنوا جميعاً عن هذه الدنيا الدنية، والعاجلة المنغصّة، وهل خُلفتم الا في حثالة، لا تلتقي الا بذمِّهم الشفتان، استصغاراً لقدرهم، وذهابا عن ذكر هم؛ فإنّا لله وإنا اليه راجعون.)(5).
وكان يأسف (ع) أن ينفضَّ الناس عن الهدى المتمثل به ولا تبقى تحت سيطرته من رقعة الدولة الاسلامية الكبيرة الا الكوفة فيقول (ع) (ما هي الا الكوفة، أقبضها وابسطها، إن لم تكوني الا أنتِ، تُهبُّ اعاصيرك فقبّحكِ الله)(6)
ويستغرب منهم حين يعصونه وهو الحق بينما يتفانى اصحاب معاوية في طاعته وهو إمامهم الى الضلال فيقول (ع) (صاحبكم يطيع الله وانتم تعصونه، وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه لَوَددتُ والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم، فاخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم.واني لعلى بينةٍ من ربي ومنهاج من نبيي، وإلي لعلى الطريق الواضح ألقُطُه لقطا) (7).
ويسبب ذلك فقد تنبأ بضياع دولتهم ونجاح دولة معاوية فقال (ع) (وإني والله لأظنُّ أن هؤلاء القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم، وبمعصيتكم امامكم في الحق، وطاعتهم إمامهم في الباطل، وبأدائهم الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم، وبصلاحهم في بلادهم وفسادكم.)(8)
وقال (ع) (اما والذي نفسي بيده، ليظهرنّ هؤلاء القوم عليكم، ليس لأنهم اولى بالحق منكم، ولكن لإسراعهم إلى باطل صاحبهم،وإبطائكم عن حقي، ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها، وأصبحتُ أخاف ظلم رعيّتي)(9)
وكان كل أسفه (ع) لانه يعلم بحقائق الامور وعواقبها ومصير كل فريقٍ وهو القائل (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً) ولكن أنى لتلك القلوب القاسية والعقول المغلوبة بالهوى أن تبصر بعين الحقيقة قال (ع) (ولو تعلمون ما أعلم مما طوي عنكم غيبه، إذاً لخرجتم إلى الصُعُدات تبكون على أعمالكم، وتلتدمون –ضرب الصدر للنياحة- على أنفسكم، ولتركتم أموالكم لا حارس لها، ولا خالف عليها- ولهمّت كلَّ امرئٍ نفسُه، لا يلتفت الى غيرها، ولكنكم نسيتم ما ذكِّرتم، وأمِنتم ما حُذِّرتُم، فتاه عنكم رأيُكم، وتشتّت عليكم امركم.)(10) فأسفه وحسرته كانت امتداداً لقول الله تبارك وتعالى (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)(11) .
هذه بعض كلمات أمير المؤمنين نقلناها لنحسَّ بمشاعره (عليه السلام) في غربته حتى كان يقول وهو يشير الى صدره المبارك (إن هاهنا علماً جماً لو أصبت له حملة) لكن اصحابه ضيّعوه ولم يعرفوا قدره ولم يستفيدوا منه فظلموا أنفسهم وظلموه إذ حرموه من أن يقدّم عنده قال (ع) (ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها، وأصبحت أخاف ظلم رعيّتي)(12)
وعلينا –نحن شيعة علي (ع)- اليوم ان لا نظلمه كما ظلمه أصحابه وان لا نحرم أنفسنا من عطائه كما فعل أصحابه، فانه وان غاب بشخصه الشريف عنا، الا انه حاضر بيننا بكلماته ومواعظه وخطبه وسلوكه وسيرته وعلمه وجهاده وإخلاصه وإيثاره وفنائه في الله تبارك وتعالى وغيرها من الكمالات

الخميس، أيلول ١٧، ٢٠٠٩

لقد ظننت ان الاربعاء الاسود سيوحد السياسيين، فخاب ظني (ج 2)

نــــــــزار حيدر
لصحيفة (الطيف) الالكترونية


*انهم يعبثون بمشاعر الناس، ويتاجرون بدماء الابرياء

*انهم يعرضون الامن القومي للخطر


ادناه، الجزء الثاني من نص الحوار الذي اجراه الزميل الاستاذ معد الشمري، مع نــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، لصحيفة (الطيف) الالكترونية:
...............
الطيف:
المواطن يتهم الساسة بعدم الإكتراث لهمومه وما يعانيه من مشاكل يومية ومنها هذا العنف الذي لاينتهي، ماهو رأيك بذلك؟.
نزار حيدر:
هذا هو الواقع، وللاسف الشديد، انه ليس تهمة.
لقد صرف السياسيون اموالا طائلة واهدروا وقتا عظيما في الانتخابات الاخيرة، قالوا من اجل تغيير الاوضاع لصالح المواطن العراقي، واليوم وبعد ان مرت قرابة تسعة اشهر على تشكيل مجالس المحافظات، ما الذي لمسه المواطن العراقي من هذا (التغيير)؟.
اسالوا اي مواطن عراقي في اية محافظة عن التغيير المزعوم الذي لمسه من تغيير الوجوه، فسيجيبكم لا شئ، ما يعني ان السياسيين امتطوا لعبة الانتخابات ليس من اجل التغيير الحقيقي وانما من اجل الوصول الى السلطة فقط، وهذا ما يجب ان يكتشفه المواطن ليغير طريقة تفكيره وتاليا خياراته في الانتخابات البرلمانية القادمة.
ما يقوله المواطن، اذن، بشان عدم اكتراث السياسيين بهمومه ومعاناته ليس تهمة وانما حقيقة ملموسه يراها حتى الاعمى.
الطيف:
ماهي الآليات التي يمكن الاعتماد عليها لبلوغ الهدف، هدف الارتقاء بهذا المواطن المتعب؟.
نزار حيدر:
برايي، فان الوضع الحالي بحاجة الى تغيير حقيقي ملموس، والذي يبدا، كما ارى، من قانون الانتخابات الذي يجب ان يتبدل الى طريقة القائمة المفتوحة وان يكون العراق دوائر متعددة، وان يمنح الناخب العراقي فرصة انتخاب العدد المطلوب من المرشحين في كل محافظة، وهذا ما كنت قد تحدثت عنه بشكل مفصل في مقالتي الموسومة (من هنا يبدا المشروع الوطني) والمنشور بتاريخ (8 تموز 2009) المنصرم.
في النظم الديمقراطية عادة ما يجري التغيير على يد الناخب، وذلك هو جوهر الفرق بينها وبين الانظمة الديكتاتورية الشمولية التي لا ينتظر الناس تغييرا الا بحركات انقلابية دموية يموت فيها حاكم ليستخلفه آخر، ولذلك فالتغيير في النظم الديمقراطية جوهري اما في النظم الاستبدادية فصوري.
اذا تغير قانون الانتخابات، فسنضمن:
اولا: اقبال جماهيري اوسع على صندوق الاقتراع.
ثانيا: كسر احتكار السلطة من قبل الاحزاب الحاكمة الحالية والتي اثبتت انها فاشلة في انجاز اهداف الشعب العراقي.
ثالثا: صعود قوى وشخصيات جديدة الى البرلمان، ما يساعد في تحطيم الجمود الذي يكتنف مجلس النواب، بسبب سيطرة نظرية (شيخ العشيرة) على طريقة اعماله وادارته.
وبرايي، فاننا بحاجة الى التغيير على ثلاثة مستويات مهمة، وهي:
اولا: الانتقال من تبني مشروع العائلة او الحزب او الطائفة او الاثنية او الاقلية والاكثرية، الى مشروع الدولة.
ثانيا: تجاوز عقبات الثلاثي المشؤوم (المحاصصة والتوافق والفيتو) من خلال اعتماد مبدا الاكثرية والاقلية السياسية، والتي تفرزها عادة صناديق الاقتراع تحت قبة البرلمان، ليتم اعتماد ذلك في تشكيل الحكومة وبلورة المعارضة على حد سواء.
ثالثا: اعتماد تسجيل الانجاز والنجاحات للدولة وليس للفرد او الحزب الحاكم او الكتلة البرلمانية، فان ذلك يقلل من حدة الصراعات التي عادة ما تعرقل التقدم والانجاز وتحقيق النجاح خوفا من تسجيله لصالح زيد او عبيد، وتاليا للحيلولة دون استغلاله في حملاته الانتخابية.
الطيف:
الانتخابات المقبلة ، حدث مهم، كيف يقرأ نــــزار حيدر تجليات هذا الحدث؟ وماهو رأيك بالتحالفات الجديدة على الساحة السياسية؟.
نزار حيدر:
لا شك ان الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون مصيرية وستغير الكثير من قواعد اللعبة، طبعا اذا ما تم تغيير قانون الانتخبات، كما اسلفت قبل قليل، اما اذا بقي القانون على حاله، فسنكون مقبلين على تكرار التجربة الحالية بكل نواقصها ومشاكلها وتعقيداتها للسنوات الاربع القادمة، ولذلك فانا انتهز الفرصة هنا لاحذر من مغبة الاسترسال مع الواقع الحالي للدورة الانتخابية القادمة (اربعة سنوات) لان ذلك سيعرض العراق وكل منجزات الشعب العراقي التي عمدها بالدم والتضحيات، الى مخاطر جمة، سيتحمل مسؤولية ذلك السياسيون اولا اذا ما ابقوا على قانون الانتخابات القديم، فقدموا، بذلك، مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة على المصالح العامة للعراق وشعبه.
لشد ما استغرب لطريقة تفكير هؤلاء، فعندما يرون انهم فشلوا في ادارة البلد بالعناصر الحالية التي تسنمت مواقع المسؤولية، كيف يجيزون لانفسهم ان يكرروا الوجوه والاشخاص ذاتها من دون تغيير، على الاقل في الوجوه، وان كان ذلك لا يكفي؟.
اما بشان التحالفات الجديدة، فان اغلبها التي تشكلت لحد الان لم تعد كونها تجميلية وصورية، اما الجوهر فبقي على حاله، ولذلك فهي، برايي، ستضيف اعباء جديدة للعملية السياسية في فترة ما بعد الانتخابات، ولذلك اتمنى ان تتشكل التحالفات بطريقة صحيحة، قائمة على اساس الانسجام والعدل وقليل من المصالح الحزبية، اما ان تطغى المصالح الحزبية على كل شئ، فذلك ما يهدد مثل هذه التحالفات في مقتل.
الطيف:
"الإصلاح" و"المصالحة " وغيرها مشاريع بعناوين عريضة، هل يبدو لك ذلك مجرد شعارات لمرحلة تسبق الانتخابات والاستحقاقات المهمة، أم أن المصالحة يمكن ان تكون ناجعة في تحقيق مايصبو إليه الجميع؟.
نزار حيدر:
يجب ان نتعامل مع المصطلحين كلا على انفراد، فالاصلاح امر ضروري وواجب، خاصة بعد ان اكتشف العراقيون الكثير من الاخطاء التي رافقت العملية السياسية الجديدة، فالاصلاح مطلوب بل ضروري وواجب، سواء ما يخص الدستور او العملية السياسية او ادوات ووسائل ادارة الدولة، او حتى على صعيد العلاقة بين مؤسسات الدولية العراقية الحديثة، التي شابها الكثير من التناقض والتضارب، ولعل ما رايناه منها فيما يخص قضية الموقف من سوريا مؤخرا اكبر دليل على ذلك.
اما موضوعة المصالحة، فهو شئ آخر مختلف.
وبهذا الخصوص فانا اعتقد ان هناك عدم وضوح في الرؤية تجاهها حتى عند مؤسسات الدولة العراقية، مجلس الرئاسة ومجلس النواب والحكومة، ولذلك جاءت الكثير من فصولها، وللاسف الشديد، على حساب دم العراقيين، كما انها جاءت في احيان كثيرة على حساب الانجازات المتعلقة بمصالح الناس مباشرة.
اتمنى ان ياخذ هذين المصطلحين (الاصلاح) و (المصالحة) حيزا كافيا في اهتمامات مجلس النواب العراقي للتنظير لها بشكل دقيق وصحيح، من اجل ان يتركا اثرهما في الساحة العراقية بما يتناسب وطموح العراقيين التواقين الى الاصلاح والى تحقيق المصالحة بشكل عادل وسليم.
كما ان بوسع منظمات المجتمع المدني ومراكز الابحاث والتحقيق ان تلعب دورا للتنظير لهذين المصطلحين، فهما يستحقان الوقت والجهد من اجل بلورة افضل، وتاليا نتائج احسن.
الطيف:
كيف تقيم محاربة الحكومة للفساد والفاسدين في عراق اليوم، وماهو رأيك بالإختلاسات والسرقات التي حدثت مؤخراً، وماحصل من سطو مسلح على البنوك والمصارف العراقية؟.
نزار حيدر:
لم نكن ننتظر ممن تصدى للشان العام بعد سقوط الصنم، ان يتورط بمثل هذه المفاسد المالية والادارية المؤسفة.
ان واحدة من اخطر التحديات التي تواجه العراق الجديد هو ظاهرة الفساد المالي والاداري التي لم ينج منها مسؤول، الا من خرج بدليل، وقليل ما هم.
وانا شخصيا، اعتقد بان هذا الملف لا يقل خطورة عن ملف الارهاب، فكلاهما يدمر البلد، وكلاهما يتجاوزان على المواطن، فالاول يبيح دمه والثاني يبيح ماله.
اتمنى على الحكومة العراقية ان تتعامل بجدية اكبر مع هذا الملف، وبكل حزم وقوة وبلا مجاملة، فانه التحدي الاكبر لمصداقيتها ولقدرتها على صيانة حق المواطن، وانتزاعه ممن يعتدي ويتجاوز عليه بغير حق.
ان ما يؤسف له حقا، هو ان هذا الملف، كما هو حال بقية الملفات الخطيرة، دخل حيز المحاصصة، فاخذ كل فريق يتستر على وضعه ملوحا بسيف المحاصصة ومهددا بالكشف عن تورط الاخر (المتربص) به، لتكون النتيجة ان يسكت الجميع فيتستر كل طرف على الطرف الاخر مقابل ان ينجو من الملاحقة والمحاسبة والعقوبة، وهكذا دواليك.
واقول بصراحة، لم يبق بيد الحكومة العراقية الا هذا الملف لتثبت نزاهتها، ولذلك، فان عليها تقع مسؤولية التعامل مع هذا الملف بحزم، والا فهي الاخرى غير نزيهة وانها متورطة مع من تورط بالفساد.
الطيف:
هل السياسي العراقي خط أحمر لايجوز الأقتراب منه او تجاوزه؟!.
نزار حيدر:
ابدا، بل يجب ان يكون السياسي في مرمى قلم الاعلام الحر، الذي يسعى بكل جهده من اجل مراقبته ومحاسبته وملاحقته، فالحصانة تشجع السياسي على المزيد من الفساد، ان الاداري او المالي او حتى السياسي..
ان كل من يضع نفسه في الموقع العام يجب ان يقبل الرقابة وباشد صورها، وان السياسي، خاصة الذي يتصدى لموقع المسؤولية في الدولة العراقية، هو احد ابرز من وضع نفسه في الموقع العام، ولذلك يجب ان يقبل النقد ويتحمل الرقابة ويصبر على الملاحقة والمساءلة، وان كل ذلك لمصلحته ولمصلحة البلد الذي يسعى شعبه من اجل بناء نظام سياسي ديمقراطي، فالديمقراطية اساسها حرية التعبير، طبعا من دون ان يعني ذلك الفوضى والطعن بغير دليل والتسقيط، ابدا، بل في اطار الدستور والقانون العام الذي حدد اخلاقيات هذا العمل.
ان مبدا (القانون فوق الجميع) في دولة القانون، يعني، فيما يعني، ان يعرض كل المسؤولين والسياسيين انفسهم للرقابة والمساءلة، واذا احتاج الامر، للملاحقة والعقاب، اما ان يصنع السياسي من نفسه خطا احمر وملاكا مقدسا لا يجيز لاحد مراقبته، فان ذلك خلاف القانون، بل انه سيشجع على الفساد والانحراف، عندما لا يشعر السياسي ان هناك من يراقبه ويحصي عليه حركاته وسكناته، ويعد عليه انفاسه.
الطيف:
كيف تصف التجاوزات الأخيرة ضد الصحافيين والإعلاميين العراقيين من قبل ساسة كبار؟.
نزار حيدر:
ان الرجال والنساء الذين يعملون في مجال الاعلام والصحافة، هم الجنود المجهولون الحقيقيون الذين يخاطرون بانفسهم وبعوائلهم من اجل المساهمة في صنع غد مشرق للعراق والعراقيين، ولذلك فان اي اعتداء عليهم هو بمثابة الاعتداء على الامل الذي يتلمسونه بقلمهم الحر وبريشتهم الحرة التي يحاولون ان يرسموا بها معالم الغد المشرق.
ان هذه الحالة بحاجة الى وقفة شجاعة من منظمات المجتمع المدني، والتي تقف على راسها المؤسسات الاعلامية، وكذلك من القضاء العراقي الذي يجب ان يقف الى جانب المظلوم في مثل هذه القضايا بعيدا عن التسييس والمحاباة والخوف من تاثيرات الاحزاب والمتنفذين، لايقاف مثل هذه التجاوزات عند حدها والحيلولة دون تكرارها، من خلال فضحها ومعاقبة المتجاوز مهما كان موقعه في السلطة او في الشرطة.
الطيف:
برأيك هل سيعود العراق إلى المربع الأول، أم اننا قد تجاوزنا هذه المرحلة؟.
نزار حيدر:
اذا كان المقصود بالمربع الاول، هو العودة الى نظام الحزب الواحد و(القائد الاوحد) او الى نظام حكم الاقلية، مهما كانت هويتها، لتعود بالعراق الى سلطة الاستبداد التي تهمش هذا وتتجاوز على حقوق ذاك وتقتل وتذبح وتعدم وتشن الحروب العبثية بلا حسيب او رقيب، كما كان الحال فترة نظام الطاغية الذليل، فلا اعتقد بان العراق سيعود الى المربع الاول بهذا المعنى ابدا، فالعراقيون تذوقوا طعم الحرية وتلمسوا فوائد الديمقراطية، ولذلك لا اعتقد ابدا بانهم سيفرطون بكل ذلك، ويلقوا حبل الامور على غاربها.
نعم، هناك مربع اول آخر اخشى ان نعود اليه بعد الانتخابات التشريعية القادمة مطلع العام القادم، وهو مربع الثلاثي المشؤوم (المحاصصة والتوافق والفيتو) فاذا لم يشرع مجلس النواب قانون الانتخابات وبصيغته المعدلة، التي تكفل تغييرا حقيقيا في النتائج، فسنكون مقبلين على تكرار النسخة للسنوات الاربع القادمة، وهذا هو الخطر الذي يجب ان ينتبه اليه المشرعون، فلا يتحملوا وزر الابقاء على الخطا، وعدم المساهمة في تصحيحه من خلال التسويف في تشريع القانون، وهو الامر الذي تدفع باتجاهه الحيتان الكبيرة من الاحزاب الحاكمة التي التصقت مؤخرتها بمقاعد السلطة، فلا تود تركها، وان كان ذلك على حساب المصلحة العليا للبلد والشعب.
الطيف:
أخيراً ... يبدو السؤال كلاسيكي، ولكن، هل انت متفائل بمستقبل العراق؟ وماذا تتوقع لمستقبل هذا البلد الذي انهكته الحروب؟.
نزار حيدر:
من طبيعتي انني متفائل، وليس ذلك لهوى في نفسي او ضربا من ضروب الخيال، ابدا، وانما يعتمد تفاؤلي هذا على عدة حقائق، يمكن ان اجملها بما يلي:
وقبل ذلك، يجب ان نضع في الحسبان حقيقة في غاية الاهمية، وهي ان العراق شهد انقلابا تاريخيا بسقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003، ففي ذلك اليوم منح، بضم الميم، العراقيون فرصة جديدة لبناء بلدهم على اسس جديدة تعتمد الحرية والكرامة والشراكة الحقيقية، بادوات الديمقراطية والتي تقف على راسها صناديق الاقتراع.
اما التفاؤل، فسببه:
اولا: دور المرجعية الدينية في ترشيد العملية السياسية، وتصحيح مساراتها كلما تعرضت للانحراف او واجهت خطا، ولقد اثبتت المرجعية الدينية من خلال تجربة السنوات السبع الاخيرة، انها فوق الميول والاتجاهات، وانها تضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الاخرى، ما اكسبها ثقة الناس والزعماء في آن واحد.
ثانيا: التعددية الحقيقية، ان على الصعيد الحزبي او السياسي او الفكري والثقافي، فهي صمام امان تحول دون استفراد فرد او طغيان شريحة دون الاخرين.
ثالثا: الاعلام الحر الذي يؤمن انسيابية عالية للمعلومة الصحيحة، والتي تلعب الدور الابرز في صياغة الراي العام المتنور الذي يكبح جماح الاستبداد والديكتاتورية.
رابعا: منظمات المجتمع المدني التي تعتبر المصدات الحقيقية بوجه اي نوع من انواع الاستبداد والاتفراد والطغيان.
خامسا: واخيرا، الناخب الواعي الذي بات يميز مصالحه، ويشخص الافضل من المسؤولين، الناخب القادر على ان يعاقب المسئ فيسقطه ويثيب المحسن فيرفعه، ولعل في تجربة انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة التي جرت مطلع العام الحالي، خير دليل على ما نذهب اليه، فلقد اهلك الناخب زعماء واستخلف آخرين بوعيه وحكمته وحنكته السياسية، وحسن اختياره.
ختاما:
اسمح لي ان اتقدم لصحيفة (الطيف) ولك شخصيا، بوافر الشكر والتقدير لاتاحتها هذه الفرصة الثمينة لاطل بها على القارئ الكريم.
اسال الله تعالى التوفيق والسداد لكل العاملين المخلصين من اجل العراق وشعبه الابي، الذي يستحق منا كل تضحية من اجل حريته وامنه وسعادته، ومن اجل مستقبل افضل.
كما اساله تعالى ان يمن على هذا الشعب بالرحمة والامن والاطمئنان، انه نعم المولى ونعم النصير، وهو القادر على كل شئ.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
11 ايلول 2009

الأربعاء، أيلول ١٦، ٢٠٠٩

لقد ظننت ان الاربعاء الاسود سيوحد السياسيين، فخاب ظني

نــــــــزار حيدر
لصحيفة (الطيف) الالكترونية
..........
انهم يعبثون بمشاعر الناس، ويتاجرون بدماء الابرياء

انهم يعرضون الامن القومي للخطر
................

ادناه، نص الحوار الذي اجراه الزميل الاستاذ معد الشمري، مع نــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، لصحيفة (الطيف) الالكترونية:

حاوره: مــعـد الشمــــري

توطئة


شخصية سياسية عراقية مستقلة، لها تاريخها النضالي الطويل، كتب نـــــزار حيدر العديد من المقالات والبحوث الإسلامية واصدر مجلة اسلامية في المهجر، ويدير حاليا في العاصمة واشنطن ـ مركز الاعلام العراقي ـ وهو مؤسسة اعلامية مستقلة.
ومعروف عن نــــزار حيدر بأنه محلل سياسي ، وكاتب معروف بحبه للعراق، ومعروف عنه ايضاً سيرته الذاتية العامرة بالنضال من أجل الحرية والكرامة والإنسانية.
( الطيف) إلتقت نـــــزار حيدر وكان لنا معه هذا الحديث الشيق، وفتحت معه العديد من القضايا التي تهم العراق والعراقيين.

نص الحوار


الطيف:
بداية، ما هي قراءتكم للعملية السياسية الجارية في العراق، وهل تستبشرون خيراً بالقادم؟.
نزار حيدر:
لقد طوت العملية السياسية الجديدة الجارية في العراق، الكثير من الخطوات المهمة التي كان يجب ان تطوى على طريق بناء النظام الديمقراطي.
وبالرغم من ان ما انجز هو دون المستوى المطلوب بسبب التحديات والتعقيدات التي رافقت العملية السياسية، الا انني اعتقد بان المنجز امر هام لا يجوز التقليل من قيمته، او التهاون به.
وانني اذ استبشر خيرا بالقادم، على حد قولكم في نص السؤال، لانني اثق بالناخب العراقي الذي اثبت اكثر من مرة خلال الاعوام القليلة التي اعقبت سقوط الصنم، انه يعي ما يدور حوله وانه يحسن الاختيار، كما انه قادر على تغيير الاوضاع اذا ما قرر ذلك، ويكفيه فخرا انه اليوم (البنت) التي يخطب ودها كل الاحزاب السياسية، كلما اقتربت ساعة الانتخابات، سواء النيابية او المحلية، انتخابات مجالس المحافظات، بالرغم من ان الكثير من الزعماء لم يفوا بوعودهم لهذا الناخب، الا انه سوف لن ينساها لمثل هؤلاء، اذ سيردها عليهم بعقوبة شديدة كما حصل للكثير منهم في الانتخابات المحلية الاخيرة.
الطيف:
أنتم كسياسين مستقلين او إعلاميين، ماهو موقفكم من التفجيرات الأخيرة في بغداد والتي عُرفت بتفجيرات الأربعاء الأسود؟.
نزار حيدر:
كوني مواطن عراقي، بغض النظر عن مهنتي او ادواتي المعرفية، نظرت الى العمل الارهابي الذي ضرب العاصمة بغداد في يوم الاربعاء الاسود، كونه حلقة في سلسلة الاعمال الارهابية التي تحاول ان تدمر حلم العراقيين في اقامة نظام سياسي ديمقراطي ينعم الشعب في ظله بالحرية والكرامة والازدهار.
كما نظرت الى هذا العمل الارهابي الوحشي، كنقطة انعطافة في طريقة تعامل الدولة العراقية مع الارهاب بشكل عام، ومع القوى والمؤسسات (المحلية والاقليمية بل وحتى الدولية) التي تقف وراءه، ولذلك بادرت الى كتابة مقالتي الموسومة (خطة للقضاء على الارهاب في العراق) والمنشورة بتاريخ (20 آب 2009) المنصرم، معتبرا ان ما حدث في يوم الاربعاء سيحث الدولة العراقية بكل مؤسساتها الى ان تفصح عن كل ادوات الارهاب من دون تردد او خوف او مجاملة اذ (لا تقية في الدماء) وازيد (لا مجاملة ولا مصانعة ولا مضارعة ولا مقايضة ولا متاجرة بالدماء).
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فلقد تعلمت من تجارب التاريخ القديم والحديث، درسا مفاده ان دم المظلوم يتحول عادة الى سبب لرص الصفوف وتوحيد المواقف وتشابك الايادي من اجل مواجهة التحدي بوقفة رجل واحد لا يضعف ولا يهن، ولم اكن اعرف ان العراق بدعا من هذا الدرس التاريخي، وان الزعماء والسياسيين والقادة في العراق (الجديد) يتاجرون بدم المظلوم فيبيعوا ويشتروا به، ويقايضوا به السلطة فاذا بدم المظلوم سلعة للمقايضة، واذا به سبب جديد لتمزق الموقف وتشتت الاراء، وكل ذلك لان الزعماء تعاملوا مع هذا الدم بمنطلقات حزبية ضيقة او طائفية واثنية او بمنافسات انتخابية لم يشهد مثلها التاريخ لا قديما ولا حديثا.
لقد ظننت ان الاربعاء الاسود سيوحد موقف السياسيين، فخاب ظني، انهم يعبثون بمشاعر الناس، ويتاجرون بدماء الابرياء.
انهم يعرضون الامن القومي للخطر.
الطيف:
تسربت مؤخراً معلومات وصفت بالمهمة حول تحالف جديد يضم كلا من العراق وسور يا وتركيا وايران، وهو محور قيل ان سبب التفجيرات الأخيرة جاءت لوأد هذا المحور ، ماهو رأيك بذلك؟.
نزار حيدر:
ربما استطيع القول، وبفخر، انني اول من تحدثت عن مثل هذا المشروع، والذي تحدث فيه الرئيس السوري بشار الاسد بعد شهر من حديثي عنه، اذ كنت قد دعوت الى قيام مثل هذا الحلف في المنطقة لاعتبارات عديدة، اتمنى على من يهمه معرفة التفاصيل ان يعود الى مقالتي الموسومة (تغافل الحكام عن شعوبهم، فتح الباب امام التدخل الخارجي) والمنشور بتاريخ (7 آذار 2009) المنصرم، للاطلاع عليها.
ولا ادري على وجه التحديد، ما اذا كان الهدف من وراء كل هذا التصعيد الاخير مع الجمهورية العربية السورية، هو تخريب مثل هذا المشروع ام لا، الا انني اود القول بان الدعوة لمثل هذا المشروع يجب ان لا تاتي على حساب دماء العراقيين، اذ سيخطئ من يظن بان العراقيين على استعداد للمساهمة والمشاركة بمثل هذه التحالفات باي ثمن كان، ابدا.
انني شخصيا عندما اطلقت مثل هذا المشروع، انما من اجل ان تساعد هذه الدول الجارة، العراقيين على بناء دولتهم الجديدة، لا ان يتقاعسوا في ضبط حدودهم ليتسلل منها الارهابيون الذي يستهدفون تدمير العملية السياسية الجديدة الجارية في العراق، او ان يحتظنوا الارهابيين والقتلة من ايتام النظام البائد، ليصدروا للعراقيين الشر والقتل والتدمير كما حصل في يوم الاربعاء الاسود.
الطيف:
هل تتفق مع القول بإن دول الجوار لاتتعاون في فرض الأمن والاستقرار بالعراق، وإن بعضها يشترك في الكثير من العمليات الإرهابية التي تجري داخل البلد؟!.
نزار حيدر:
لا اشك في ذلك قيد انملة، فجل دول الجوار، وللاسف الشديد، متورطة بالاعمال الارهابية التي يشهدها العراق منذ سقوط الصنم ولحد الان، ان بشكل مباشر او بشكل غير مباشر.
فالمملكة العربية السعودية مثلا، متورطة بالارهاب من خلال سماحها بتسلل الارهابيين الى العراق سواء من خلال حدودها المشتركة مع العراق او عبر حدود مشتركة اخرى، كما ان فتاوى التكفير التي يصدرها وعاظ السلاطين القابعين هناك والتي اباحوا فيها دم العراقيين لعبت دورا خطيرا في اذكاء نار الارهاب في بلدنا، فضلا عن ماكينة الاعلام الطائفي التي يديرها الامراء والمشايخ والتي صنعت من الذباحين والقتلة ابطالا حرضت الشباب المغرر بهم للالتحاق في صفوفهم في العراق من اجل ممارسة الارهاب.
ولا يختلف الحال بالنسبة الى بقية دول الجوار الا في حجم الدور ونوعيته، ولذلك لا يمكن لي، كمواطن عراقي، ان استثني دولة من دول الجوار من هذا التدخل السافر الذي لا زلت اتمنى ان تبادر الحكومة العراقية الى الكشف عنه، بمجموعه وبكل تفاصيله، اسوة بما فعلته مؤخرا فيما يتعلق بالجارة سوريا.
لقد عملت وتعاونت قبل ثلاث سنين، مع عدد من الاخوة، لتنظيم فكرة تقديم الارهابيين المتورطين بدم العراقيين الى المحاكم الدولية لمقاضاتهم، بدءا من فقهاء التكفير وليس انتهاءا بالاعلام المحرض، مرورا بالممولين، ولكن، وبسبب عدم تعامل مؤسسات الدولة العراقية مع المشروع تاخر كل هذه المدة، لتعود الحكومة العراقية اليوم الى اثارته مرة اخرى، وكلي امل في ان لا يكون اطلاق المشروع دعاية انتخابية جديدة، وانما حقيقة واقعية ستاخذ موقعها الصحيح في دهاليز واروقة الامم المتحدة وبقية المؤسسات الدولية، فهو احد اهم ادوات الضغط التي بامكان العراق الاستفادة منها لوقف نزيف الدم العراقي.
الطيف:
إذن هل نستطيع القول إن هنالك محاباة لبعض دول الجوار من قبل الساسة على حساب الوطن والمواطن، أم أن الواقع يقول عكس ذلك؟.
نزار حيدر:
بالتاكيد، فالواقع يقول بان القادة والسياسيين والزعماء العراقيين يحابون دول الجوار كثيرا على حساب الدم العراقي الطاهر الذي يراق ظلما وعدوانا.
خذ مثلا على ذلك، فخلال زيارته الاخيرة الى الجمهورية العربية السورية، وقف السيد رئيس الوزراء نوري المالكي في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره السوري السيد ناجي عطري، يمتدح الدور السوري في مساعدة العراق على استتباب الامن والقضاء على الارهاب، ولقد ظننت انه سيمنح سوريا وسام الاستحقاق العالي على تعاونها مع العراق بهذا الصدد، وما ان رجع الى بغداد حتى ثارت ثائرة الحكومة العراقية لنشهد كل هذا التصعيد ضد سوريا، بعد يوم الاربعاء الاسود، ما دفع المواطن العراقي الى التساؤل باستغراب، ترى اي الموقفين هو الصحيح، دور سوريا في استتباب الامن والقضاء على الارهاب؟ ام دورها في قتل العراقيين؟ وكلنا نعرف جيدا بان ما حصل في يوم الاربعاء لم يكن ليحدث في ليلة وضحاها وانما تم التخطيط له ربما، عندما كان المالكي يقف في دمشق يمتدح الموقف السوري.
كنت اتمنى، وانا اتابع مجريات المؤتمر الصحفي، ان يشير المالكي، ولو يشير، الى عشر، بضم العين والشين، ما افصح عنه في بغداد بعيد عودته من دمشق مباشرة، ليتمتع موقفه اللاحق بمصداقية معقولة، فلا يتناقض موقفه في دمشق مع موقفه في بغداد، بالرغم من ان الفارق الزمني بين الموقفين لا يتجاوز الاسبوعين.
هذا مثال، وقس عليه بقية مواقف الزعماء العراقيين، فعلى الرغم من ان الدماء لا زالت تجري انهارا في العراق على يد مجموعات العنف والارهاب، الا ان الدولة العراقية وبكل مؤسساتها لا زالت تجامل في حديثها عن دور دول الجوار، وللان لم يخرج علينا مسؤول ليضع النقاط على الحروف، فيقول ان الدولة الفلانية متورطة في الارهاب الذي يضرب العراق ويقتل الابرياء، وهذه هي الادلة المادية والمعنوية.
ان الجميع يتعامل مع ملف الارهاب بمنطق اثني او طائفي، ولم نجد احدهم يتعامل معه بمنطق وطني ابدا، وهناك فرق كبير بين المنطقين، فبينما الاول يدافع عن الاخر على حساب مصالح البلد وشعبه، لا يدافع المنطق الثاني الا عن الوطن والمواطن حصرا.
.....
نكمل غدا نص الحوار

الاثنين، أيلول ١٤، ٢٠٠٩

مذيعين العراقية ضرورة ملحة للاصلاح

علاء الموسوي
................
غالبا مايتسنى للمشاهد المحلي ان يتابع الفضائيات الحكومية في مختلف اقطار العالم. لكي يتابع البرامج والمسلسلات والاخبار التي تغني وتشبع غريزته الثقافية. وان للاخبار دورا ريادي مهم في اطلاع المواطن البسيط على مايجري من احداث واتفاقيات وامور يمكن هو غافل عنها. ونحن في العراق لانملك الا فضائية العراقية التي هي ناطقة بلسان الحكومة والتي لها متابعين داخل وخارج العراق. من مباديء الاخبار والكارزمة التي تتحكم بالشاشة هي تحرير الخبر والاستديو ومن ثم المذيعين. غير ان تحرير الاخبار يخضع غالبا لرقابة مدير الاخبار وهو الاعلامي القدير عبد الكريم حمادي وهو بدوره خاضع لرقابة مدير عام شبكة الاعلام العراقي الدكتور عبد الكريم السوداني.. لكن مايدفعنا للحسرة على فضائية العراقية وبالذات على نشراتها الاخبارية هم المذيعين الحالين. فالمذيع حسين تركي الذي دائما مايكون ساكنا في اداء نشرته ملتزما بالنمط القديم الذي كان يعمل به في تلفزيون العراق في عهد الرئيس صدام حسين. وحسين تركي يتميز بلغة قوية واداء جيدة وشكل نستطيع القول انه مقبول. غير انه لايصلح لان يكون مذيع نشرة رئيسية فعمره كبير. اما بالنسبة للمذيع حمزة فلديه هضم وقضم للحروف ويحتاج الى عمل انيو لوك جديد لشعره ويحتاج الى تدريب اضافي لان له اخطاء كارثية في مخارج الحروف. اما المذيع غسان فصوته غير صالح للنشرة اضافة الى اخطاء لغوية كثيرة ومتعددة واناقته دون المستوى المطلوب لمذيع يعمل في قناة العراقية. اما المذيع فالح الماجدي فالرجل لايفكر في تحسين مستواه واداءه الغير منضبط لانه ومنذ عمله في قناة الحرية كان مشغول جدا بالليالي الحمراء والسهرات المنفتحة والكؤوس مع اصدقائه ولم يكن يحمل مؤهل مذيع مطلقا وهذا ماانتبهت له السيد فيروز. ... وفالح لايملك الشكل الحسن او الصوت الجيد اما مخارج الحروف فهي غير منضبطة اللفظ والمنطق. اما المذيعة رشا فاروق فمستواها متذبذب بين دون المستوى الى غير جيد فهي لاتملك الصوت الحسن ولا الشكل الجيد ولفظها للكلمات بطيء وغير صحيح. اما المذيعة امل غازي فهي جيدة وممتازة وبنسبة 100% وهي المذيعة الجيدة الوحيدة بالفضائية العراقية. اما المذيعة اسلام فلبسها غير جيد ولاتملك الرزانة المطلوبة امام الشاشة ودائما ماتدخل بالجو وهي مبتسمة سواء كان اليوم في مناسبة دينية حزينية ام غيرها وصوت ضحاكاتها يتطاير بالجو مع المايك يدل على سفاهة مع اخطاء كارثية ولفظ غير صحيح للكلمات . اما اسيل فهي التي يجب اخراجها من المذيعين بسبب صوتها الذي يحمل نبرة لاتصلح للمذيعات. وقد اصبتنا الدهشة لاخراج مذيعين متميزين امثال سامر واحلام وزينة الالوسي وزهراء الموسوي وغيرهم وابقاء الغير مؤهلين للظهور امام الشاشة. ومن هذا المنبر الحر ادعوا الاعلامي عبد الكريم حمادي والمدير العام الى اجراء اصلاحات في طاقم المذيعين وجذب واستقطاب من هو جيد وكفوء. وارجو توكيل هذا الامر لاصحاب الكفاءات والخبرة والاختصاص من امثال الدكتور علاء المولى وعلاء محسن فهم يملكون خبرة كافية وكبيرة للتصدي للموضوع.

الأحد، أيلول ١٣، ٢٠٠٩

ما مدى استفادة اللاجئ العراقي من سوريا؟

صلاح بصيص
.............

يكاد السيد نوري المالكي ان ينفرد في مواجهة الجمهورية العربية السورية، جبهة التوافق وظافر العاني تحديدا احبط التوجه الرامي للمطالبة بتسليم من تأويهم سورية من بعثيين متهمين بتفجيرات الاربعاء الدامي وهي خيبة أمل عراقية في هذه المواجهة، بدءها السيد اياد علاوي بقرع جرس الانذار عندما صرح بعدم احقية الحكومة العراقية المطالبة بتسليم البعثيين، قابله بعض التصريحات الخجولة والمطاطة من قبل رئيس الجمهورية ونائبه السيد عادل عبد المهدي... معتقدين كما هو حال اغلب الاحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية ان المالكي يريد من هذه المواجهة الحصول على ورقة انتخابية جديدة، وهو رأي، يقبل الصواب كما يقبل الخطأ، وان كان ظاهره الخطأ ومجانبة الصواب لان المصلحة الانتخابية تقتضي ان يمد الجميع ومنهم المالكي يد التسامح والرضا مع الدول وخصوصا المجاورة منها لتكون داعم مباشر له في الانتخابات، كما يدافع اليوم اغلب الشخصيات السياسية العراقية عن سوريا ويدفع الشبهات عنها لعلمهم بانها ستكون حليف انتخابي فاعل وورقة رابحة يدفع بها الخصم عندما يحتاج اليها، كما ان سورية بوابة عبور مهمة وملاذ آمن للعمليات التأمرية التي يقيمها الساسة مع حلفائهم...ونحن ننتظر لحين تثبيت نية الحكومة العراقية في استحداث محكمة دولية تفصل بين الخصمين، عندها نستطيع ان نقرر نهائيا ما هو الغرض من افضاح مثل هذا الأمر في هذا الوقت.
لا نرغب في ان يواجه العراق في ظرفه الراهن اي دولة، سوريا، ايران، تركيا او السعودية، او حتى الحكومة العراقية المتصارعة وغير المتصالحة، والتي نعد خلافاتها معبرا رئيسا للارهاب، ولكن لا نرغب كذلك بالسماح لهذه الدول من اختراق الجهاز الأمني العسكري العراقي والعبث بمقدراتنا وزهق ارواحنا، وهو حق طبيعي وفرض على جميع العراقيين ان يتصدوا لأي هجمة تزعزع الشأن الداخلي، ففلسفة تلك الدول هي الدفاع عن نفسها، ان كنت تريد الدفاع والسلام لمنطقتك عليك الهجوم، فعدم الرغبة في ان يصبح العراق قويا منيعا من قبل تلك الدول متساوية، و بما ان العراق لا يملك، على الأقل في الوقت الحاضر، ترسانة عسكرية تؤهله في الذود عن حماه، لجأ الى الطرق الحضارية في صد تلك الهجمات وطالب بلجنة دولية لتقصي الحقائق وكشفها وطالب بمحكمة دولية على غرار محكمة اغتيال رفيق الحريري الرئيس الاسبق للبنان، وهي ليست رغبة اميركية لانها لم تكن بدافع امريكي ينتظر منه كسب الرضا، لان الرئيس اوباما والادارة الاميركية بكاملها التزمت الصمت ولم تنصر المالكي بل بالعكس، فقد دعا الرئيس الاميركي الى اللجوء الى الطرق الدبلوماسية وتجنب المواجهة العسكرية، فلو كان الدافع رضا اميركي للملمت الحكومة العراقية اللعب واكتفت بما يحصل، لكنها ما زالت مستمرة في المطالبة، لانها تعتبره تجفيف لمنابع الارهاب، فسوريا هي اكبر بوابة لدخول الارهابيين حتى القادمين من السعودية واليمن والأردن وافغانستان ليقتلوا العراقيين يدخلون عبر البوابة السورية حصرا، حسب اتهام بعض المسؤولين العراقيين.
الجميع يعلم ان سورية تؤوي قرابة مليون و700 الف لاجئ عراقي، والسؤال هنا ماذا كلف اللاجئ العراقي سورية؟ وماذا استفادت سورية منه؟ هل بنت سورية مأوى لهؤلاء اللاجئين مثلا كما فعلت الدول الاخرى كالسويد والدانمارك وغيرها؟ هل أهلت سورية احد هؤلاء اللاجئين؟ هل أعطت لاحدهم دولارا واحدا؟ الم تأخذ تعويضات من العراق ومن المنظمات المهتمة بشؤون اللاجئين اموالا طائلة؟ الم ينتعش اقتصاد سورية المترهل من هؤلاء اللاجئين؟...
اللاجئون العراقيون افادوا سورية، فلو افترضنا ان كل لاجئ عراقي صرف مبلغ 10 دولارات يوميا فهذا يعني ان الفائدة تكون عشرة ملايين وسبعمائة الف دولار يوميا، اذن هو امر لا يستحق اطلاقا التبجح والمباهاة على انه منجز قامت به سورية، و مع كل هذا فاننا نشكر هذه الدولة لانها فتحت اذرعها امام اللاجئين ولكن ان يكون المقابل قتل العراقيين في الداخل وتصدير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والارهابيين، فهذا ظلم لا يقبل به احد...ولا يمكن السكوت عنه.

السبت، أيلول ١٢، ٢٠٠٩

الـطـعـن بـالـنــوايـا..ارهــاب

نـــــــــــــــــــــــــــزار حيدر
NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM


افكلما فكر احد بصوت عال، او دخل مناطق اللامفكر فيه، او ادلى احد بدلوه في قضية من القضايا، او حاول ان يبدي رايا في مادة دستورية، طعن آخرون بنواياه، وشككوا باهدافه، واتهموه بارتباطاته ومصادره؟.
ان الطعن بالنوايا ارهاب فكري بامتياز، لانه يسبب انتشار، وتاليا، سيطرة حالة من الخوف والهلع بين الناس لا يدعهم يعبرون عن انفسهم بشكل سليم وصحيح.
انها محاكم تفتيش جديدة، وسيطرات (امنية) ينصبها في وسط الطريق وعند المنعطفات الحادة، من يمارس الارهاب الفكري في المجتمع، او من عين نفسه وليا او وكيلا على من يعتبرهم قاصرين (الشعب) طبعا من دون تفويض من احد.
ان الارهاب الفكري لا يقل خطورة عن ارهاب المفخخات، بل انه اشد فتكا، فاذا كان التفجير الارهابي يقتل انسانا ويسد طريقا، فان الارهاب الفكري يقتل امة بكاملها ويسد كل النوافذ التي تطل على المستقبل.
ان من ابرز مصاديق الديمقراطية هو تالق مبدا حرية التعبير، والذي لا يمكن ايجاده في جو الرعب والارهاب والتخويف الذي يصنعه الطعن بالنوايا.
يجب ان نطلق العنان للحراك الفكري والثقافي، ليسير بشكل متوازي مع الحراك السياسي، لان الاخير ليس كل شئ، وان الاول هو الذي ينتج، كلما اشتد، حريات جديدة، ولولا هذا الحراك الفكري والثقافي، ولولا وجود مفكرين نقديين احرار، لاستحالت عملية انتاج الديمقراطية، خاصة في بلد كالعراق الذي يتميز بالتنوع والتعددية على مختلف المستويات، وان وجود مثل هؤلاء المفكرين في اوربا عصر النهضة، من امثال سبينوزا ولايبنتز وهوبنز وجون لوك وفولتير وروسو ومونتسكيو وغيرهم، هو الذي انتج هذه الديمقراطية في العالم، خاصة في الغرب، والتي ظلت تؤثر على كل العالم باشعاعاتها الفكرية لحد الان.
ان العراق الجديد يمر اليوم بفرصة تاريخية وذهبية يمكن ان تحوله الى بلد مستقر ونموذج في آن، اذا ما ادى المفكرون والمثقفون دورهم بشكل صحيح وسليم، ومن اجل ان يؤدوا هذا الدور عليهم اولا ان يجتهدوا ويبذلوا كل ما بوسعهم من اجل تشكيل رؤية سياسية ــ ثقافية لما يجري ويجب ان يجري في العراق، على صعيد السياسة والاجتماع والفكر والثقافة والقانون، كما ان عليهم، ثانيا، ان لا يتخلوا عن وظيفتهم النقدية ويلتحقوا بخدمة السلطة، والا فقدوا اهميتهم كمثقفين ينتجون الفكر، ان عليهم ان لا يستسلموا لاغراءات المناصب البيروقراطية، فيلتحقوا بركب جيش (المثقفين) واصحاب الاقلام في العالم العربي، الذين اداروا ظهورهم الى وظيفتهم الحقيقية، ليسوقوا مفاهيم ويدافعوا عن ممارسات هي ابعد ما تكون عن الثقافة والفكر، كمفاهيم الانظمة الوراثية والشمولية والاستبداد والديكتاتورية، فلا تراهم الا على موائد الحكام، ولا يكتبون الا ما يرضيهم، فترى الكثير منهم قد انتقل من (النضال من اجل الطبقة العاملة ضد مصاصي دماء الشعوب) الى مطبل ومزمر في صحيفة السلطان (مصاص دماء الشعوب).
ان الدول والحضارات والانظمة السياسية الراقية، يبنيها المثقفون والمفكرون المتنورون النقديون الاحرار، وليس اصحاب الاقلام الذين يعتاشون على ما يكتبون، او السياسيون الذين يركظون وراء المناصب، من دون ان يفكروا او ينجحوا في بناء مؤسسة واحدة.
وان مثل هؤلاء المفكرين لا يمكن ان نجدهم في البلد الذي يحكمه الاضطهاد الفكري، سواءا أكان رسميا او (شعبيا) من خلال سيطرة وعاظ السلاطين وانصاف المثقفين وذوي الافكار الضلامية او الضحلة على الساحة.
لندع الانسان في العراق الجديد يعبر عن الافكار الصادقة بكل حرية، فبالراي الحر غير الخاضع لرقابة السلطة، نعيد بناء البلد من جديد على اسس صحيحة ومقاييس حضارية دولية جديدة.
يجب ان لا يخضع الراي الا الى سلطة الضمير والراي العام المتنور، والى القانون العام الذي يحكم الشعب، وليس الى قانون الحاكم وسلطة الحكومة.
لماذا لا زال الواحد منا يقفز مازوما لراي مخالف يقراه هنا او هناك؟ ولماذا ينتفض الواحد منا اذا ما خالفه محاور في راي او فكرة؟ لماذا لا نتعلم الى الان كيف نستوعب الاخر ونتفهم الخلاف؟ لماذا ترتعش فرائصنا اذا ما ذكرنا متحدث بتاريخ مضى؟ لماذا لم نتعلم الى الان كيف نقرا وكيف نصغي الى الاخر وهو يتحدث الينا محاولا التعبير عن نفسه؟ ولماذا لم نتعلم الى الان كيف نتحكم بردود افعالنا عندما نواجه رايا مخالفا لتصوراتنا، فنضبط اعصابنا ولا ندع الراي الاخر يستفزنا فيخرجنا عن اطوارنا الانسانية الهادئة؟.
علينا ان نرفض جميعا، طريقة الطعن بالنوايا التي يلجا اليها بعض السياسيين، كلما ناقش احدهم موضوعا او قدم مشروعا او فكر بصوت عال في المشاكل التي تعرقل تقدم العملية السياسية الجديدة الجارية في العراق منذ سقوط الصنم.
لا يجوز لاحد كائنا من كان، ان يطعن بنوايا الاخرين او يتهمهم بالديكتاتورية والاستبداد، كلما هموا بمناقشة قضية من القضايا العامة، خاصة السياسية منها، واذا كان القادة والزعماء لا يحق لهم ان يثيروا مثل هذا النقاش او ان يبدوا رايهم فيه، فما بالك بالمواطن العادي؟.
ان من غير المنطقي والمعقول ان نطعن بنوايا كل من يناقش فكرة او يبدي رايا او يؤشر على خلل او خطا، حتى اذا كان ذلك الخطا الذي يعتقده مادة دستورية او نصا قانونيا، لان مثل هذا الطعن هو نوع من انواع الارهاب الفكري الذي يخيم بسببه الرعب والخوف على الساحة، ما يحول دون ان يفكر القادة والزعماء بطريقة واضحة وشفافة، فما بالك بالمواطن العادي؟.
هذا من جانب.
من جانب آخر، فان من القضايا الهامة مدار الحوار والنقاش اليوم في العراق، هي موضوعة نوع النظام السياسي الانسب، فبين من يرى ان الرئاسي هو الاصلح للعراق، يرى آخرون ان البرلماني هو الانسب.
في البدء، يجب ان ننتبه الى انه من الخطا المقارنة بين (النظام الرئاسي) و (النظام البرلماني) وكأن النظامان متقابلان، في الوقت الذي يمثل الاول القوة التنفيذية والثاني القوة التشريعية، فكيف يصح المقارنة بين قوتين متكاملتين؟.
ان الصحيح هو المقارنة بين (النظام الرئاسي) و (النظام الوزاري) فهما نظامان متقابلان يمكن استبدال احدهما بالاخر اذا ما وجد الشعب العراقي ان احدهما افضل من الثاني، شريطة ان يكون كلا النظامين (برلمانيان) اي ان يعود امر تشكيل الحكومة للبرلمان، كما يعود امر مساءلة الحكومة ورقابتها واستجوابها الى البرلمان كذلك، على اعتباره السلطة التشريعة المسؤولة عن كل ذلك.
ولتوضيح الفكرية نسوق مثالين عليهما:
الاول، هو النظام الرئاسي في الولايات المتحدة الاميركية، اذ ينتخب الشعب الاميركي رئيسه مباشرة، فيما يحتاج الرئيس، لتشكيل ادارته (حكومته) الى ان يوافق الكونغرس على تسمية وزرائه واحدا واحدا، وان من لم يحصل منهم على الثقة المطلوبة لا يمكن ان يصبح وزيرا في ادارة الرئيس.
وتستمر مهام الكونغرس، الى جانب التشريع، في الرقابة والمحاسبة لاداء الرئيس وطاقم ادارته، فتراه، مثلا، يعقد جلسات الاستماع الى الوزراء بين الفينة والاخرى، لمحاسبة او تقييم اداء او الاطلاع على طريقة وسير عمل الوزارة.
اذن، فالشعب ينتخب الرئيس، الا ان الرئيس يعود بتشكيلته الحكومية الى نواب الشعب تحت قبة البرلمان.
الثاني، هو النظام الوزاري في بريطانيا، فان الشعب هناك ينتخب نوابه للبرلمان (مجلس العموم البريطاني) وهم بدورهم يمنحون الثقة لرئيس الوزراء المخول بتشكيل الحكومة، وهو في هذه الحالة ممثل الاغلبية البرلمانية، والذي عادة ما يكون زعيم احد الاحزاب الفائزة باغلبية المقاعد، كما انهم مسؤولون عن منح الثقة للوزراء كلا على انفراد، فرئيس الوزراء لا ينتخبه الشعب مباشرة، وانما يتم انتخابه بشكل غير مباشر من خلال ممثلي الشعب في مجلس العموم البريطاني، وبقول ادق، يتم انتخابه اوتوماتيكيا من تحت قبة البرلمان، باعتباره رئيس الحزب الذي يمتلك اغلبية المقاعد في البرلمان.
تاسيسا على هذين النوعين من الانظمة السياسية، يبدو لي ان الجدل القائم حاليا في العراق، هو بشان ما اذا كان يجب ان يكون النظام رئاسيا، اي ان الرئيس هو الذي يدير الحكومة، او وزاريا، اي ان رئيس الوزراء هو الذي يجب ان يديرها، وليس بين ان يكون رئاسيا او برلمانيا، بالاضافة الى ان البعض يذهب الى القول بان الشعب هو الذي يجب ان ينتخب الرئيس مباشرة، في حالة ان يكون النظام رئاسيا، وليس البرلمان، وهي، ربما، محاولة للالتفاف على الثلاثي المشؤوم، وهذا امر حسن.
المشكلة في العراق الجديد، باعتقادي، لا تكمن في نوعية نظام السلطة التنفيذية، اكان (رئاسيا) ام (وزاريا) انما المشكلة تكمن في ذلك الاتفاق المشؤوم الذي مرره الزعماء والقادة والسياسيون بعيد سقوط الصنم، والذي ظل معمول به في الحكومة وتحت قبة البرلمان، نزولا الى ابسط حلقة من حلقات الدولة العراقية الجديدة، الاتفاق الذي يعتمد الثلاثي المشؤوم (التوافق والمحاصصة والفيتو) والذي طالما تحدثت عنه شخصيا وانتقدته وطعنت فيه في اكثر من مقال وحوار وحديث.
لقد لمست تذمرا من هذا الاتفاق عند كل الزعماء الدينيين والسياسيين عندما التقيت بالعديد منهم خلال زيارتي للعراق في العام الماضي، وان جميع من التقيت به يحمله مسؤولية شل عمل الحكومة وعرقلة تقدم العملية السياسية وتجميد تنفيذ الكثير الكثير من مشاريع التنمية واعادة البناء والاعمار وغير ذلك.
يجب اسقاط هذا الاتفاق اذن، اذا اردنا ان نطلق العملية السياسية، ونحررها من اسر الثلاثي المشروم، اما ان نغير نظام السلطة التنفيذية، من دون اجراء اي تغيير على الاتفاق، فان ذلك لا ينفع شيئا ولا يغير من المعادلة شيئا، ولا يحل اية مشكلة البتة.
ترى، هل يحق لنا ان نتحدث عن مثل هذا التغيير ونطالب به؟.
لقد قامت قيامة بعض السياسيين حال التلميح الى امكانية اعادة النظر بـ (النظام البرلماني) على حد قول القائل، معتبرا ان ذلك نص دستوري لا يجوز المساس به ابدا، وان من يدعو الى اجراء مثل هذا التغيير انما يحمل في نواياه بذور الديكتاتورية، ساعيا الى اعادة الاستبداد الى المشهد السياسي، فهل صحيح هذا الكلام؟.
اولا: كلنا نعرف، فان النظام السياسي الديمقراطي، تجربة جديدة في العراق، لم يشهد مثله العراقيون، منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة مطلع القرن الماضي، ولذلك لا يجرؤ احد على القول بان ما دون، بتشديد الواو، في الدستور او ما تم الاتفاق عليه والعمل به منذ سقوط الصنم ولحد الان، هو الكمال، وانه افضل ما يمكن، ابدا.
لذلك فان من حق العراقيين ان يناقشوا مسيرة السنوات الست الماضية، لتشخيص الخلل وتحديد المشاكل التي اعترضت التجربة من اجل اعادة النظر فيها وتحسينها من اجل تحسين الاداء.
قد يكون ما تم تدوينه، جيدا للفترة الماضية، الا ان ذلك لا يعني عدم امكانية اعادة النظر فيه من اجل تحسينه وتجديده واصلاحه.
ثانيا: الدستور ليس قرآنا، وان نصوصه ليست احاديث نبوية لا يجوز لاحد المساس بها، ابدا.
انها نصوص من صنع البشر، قابلة للتغيير والتبديل، ولذلك تحدث الدستور نفسه في اكثر من مادة عن آلية التغيير في مواده.
فاذا تقدم اي احد بمقترح للتغيير في اطار الالية الدستورية المنصوص عليها في الدستور ذاته، فيا اهلا وسهلا.
ثالثا: اما الاتهام بالديكتاتورية لمن يدعو الى التغيير والتبديل، فهذا عين الارهاب الفكري الذي يجب ان لا نتورط به ابدا.
ان الذي يحمل في نفسه بذور الديكتاتورية، هو ذلك الذي يدعو الى الغاء صندوق الاقتراع مثلا، او الغاء راي الناخب ومصادرة صوته والاجهاز على ارادته، وليس من يفكر في تحسين طريقة احترام ارادة الناخب من خلال البحث في افضل الطرق للادلاء بصوته.
ان كل ما نسمعه اليوم من دعوات للتغيير، لا تتعدى او تتجاوز على جوهر الديمقراطية، ابدا، وانما تحوم حولها، والغرض من كل ذلك، هو تحسين الاداء الديمقراطي وليس الغائه.
لا ادري لماذا يحاول البعض التستر على المعوقات التي كبلت ارادة الحكومة والبرلمان، فشلت اداءهما؟ لماذا لا يفكر امثال هؤلاء بصوت مرتفع للتوصل الى افضل الصيغ الممكنة بعد الاستفادة من تجربة السنوات الست او السبع الماضية؟ وخاصة ونحن اليوم مقبلون على انتخابات تشريعية مفصلية ستلعب نتائجها دورا مهما وخطيرا في آن واحد في اعادة صياغة خارطة الدولة العراقية الجديدة.
فمن اجل ان لا نسترسل مع المعوقات والمطبات اربع سنين اخرى، فنضيع على المواطن وعلى البلد فرصة التجديد والتحسين، علينا جميعا، خاصة القادة والسياسيين والزعماء، ان نتحرر من اسر الماضي وننعتق من اغلال الرؤية الضيقة التي تسببت بها الحزبية والمذهبية والاثنية والمناطقية، لننطلق في رحاب الجو العام من خلال رؤية بعيدة المدى، ولنتذكر دائما بان الرؤية المحصورة لا تبني دولة ابدا، وان الرؤية العامة والاستراتيجية فقط هي التي تبني الدولة، ولنا في دول العالم، قديمها وحديثها، اكبر تجربة وبرهان.

8 ايلول 2009

الجمعة، أيلول ١١، ٢٠٠٩

تـهـدمـت والله أركـان الـهـدى


تهدّمت والله اركان الهدى

وانفصمت العُروة الوُثقى


قُتل عليّ المُرتضى


قَتله أشقى الأشقياء


..........

كلما قلبني الـهـمّ سأشكو


ياعلي

حينما يهزمني الدمع سأبكي


ياعلي

في قيامي في قعودي سأنادي

ياعلي


في جهادي وكفاحي أنت درعي

ياعلي


وإذا مانالني الضعف بدربي سأنادي


ياعليا ياعلي

....

الأربعاء، أيلول ٠٩، ٢٠٠٩

فــزت و رب الكـعـبــة

شبكة الاعلام العراقي... ومن جديد خيبة رمضان 1

علي حسين البلداوي
.................

كان لابد من ان تكون للكفاءة والمهنية التي جاءت على رمز المفروض انه يمثلها ولكن للاسف هو بعيد عنها كل البعد ان تاتي اكلها خصوصا في فترة تعتبر ذهبية من ناحية تطوير الامكانيات الاعلامية وكذلك زيادة الارباح بالنسبة للقنوات الا وهي فترة الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم... ولكن للاسف هذا الحال بعيد كل البعد عن حال شبكة الاعلام العراقي وخصوصا قناة العراقية بادارتها الحالية والمتمثلة بعبد الكريم السوداني وشلة المرتزقة الذين مكن واتى ببعض منهم... ولنعد قبل الشهر الفضل ولاني كنت تحت ظرف صحي حرج... وتحديدا قبل انفجارات الاربعاء الاسود والتي في وقتها نرى الوجوه اصفرت واحمرت تبحث عن سبب لتحميلها اياه... وكما قلت ذهب الى السليمانية كل من المدير عبد الكريم السوداني وطبعا ابنة الخالي السارق واللص علاء محسن وعماد عبد العزيز مدير الدائرة الهندسية وكذلك عماد هدار مدير المحطات واحد الموظفين في قسم الدائرة القانونية... وقد نوهنا عن هذه الزيارة ولم نكن نعرف ماهو السبب لهذا الايفاد وتحديدا لهؤلاء الشخصيات .. وبعد جلسة مصارحة مع الفاسد واللص ابن خالة المدير العام والمنحرف اخلاقيا علاء محسن مقدم برنامج (انت الوزير .. ونحن الحمير) والاتصال الساخن مع الحرامية قال لي انهم ذهبوا للتعاقد مع شركة اسيا سيل وتوقيع عقد اعلانات ورعاية لاحد البرامج... وفي اليوم الاول ومن لسان علاء محسن دعاهم مدير شركة اسيا سيل الى مادبة غداء ومن ثم قدم لهم نبيذ ليس له نظير ولم يذقه علاء محسن بعمره هو والمدير العام... طبعا هما فقط الاثنين تناولوا المشروب ولم يتكلموا بالموضوع... وقبل ايام يذهبون للسيستاني ولعبد المهدي الكربلائي لكي يطفئوا غضب جلال الدين الصغير ويبقى فلاح المشعل وليبنوا للناس انهم متقين وهم اسفل السفلة والمنحطين.. ولااعرف على من يضحكون على الله ام على الموظفين الذين بانت لهم الحقيقة ام على انفسهم... وللامانة انهم الوحيدون الذين شربوا الخمر ولم يشرب لاعماد عبد العزيز ولاعماد هدار وهذا من لسان علاء محسن لانه الح عليهم لكي يشربوا لكنهم رفضوا... وفي اليوم الثاني تكرر المشهد وفي اليوم الثالث اخذوا الوفد بجولة سياحية ومن ثمن عاد الاربعة وبقي موظف القانونية بسبب الانفجارات التي حدثت في الصالحية.. ومن ثم عاد موظف القانونية بعدهم بايام باربعة او خمسة ايام بخيبة الامل لان الشبكة لم تصل الى اتفاق مع شركة اسيا سيل لان (الجماعة ملتهين ايريدون يعرفون نوع العرك اللي شربوه) وهنا سؤال صغير الى كل موظف والى كل عاقل في الدنيا فكروا به قليلا لاني والحمد لله حادث الاغتيال اصابني بالجنون... في مثل هذه الحالات يذهب للتعاقد المدير او ممثل قانوني او احد المخرجين او مدير التلفزيون فماهو ضرورة ذهاب عماد عبد العزيز مدير الهندسية او مدير المحطات عماد هدار او ذهاب المنحل اخلاقيا علاء محسن المشرف على الاذاعات لكي يبرموا هكذا عقد؟؟؟؟ هل هم قانونين هل هم مخرجين برامج؟؟؟؟ وهذا دليل على ان الايفادات يوزعها المدير العام الذي يكفر بالله علنا وجهرا حسب مزاجه دون مراعاة المهنية والكفاءة والاختصاص المهم ان يرضي شلته.... واليوم ااريد ان امر على مشكلة اخرى وهو محمد موسى حيث هذا الاخير يتلاعب باجور ومستحقات الموظفين من وارادات شركة الاتصالات وتحديدا شركة زين والاستحواذ عليها مع ساقطاته والشلة الفاسدة التي تشاركه ومكنت له وهم عبد الكريم السوداني وعلاء محسن وعدنان هادي مدير التلفزيون... حيث اتى باحدى صديقاته من احدى مكاتب اعلام الوزارات وهي مقدمة برنامج (الاخطاء الخمسة) لكي تقدم برنامج وطبعا الاجر على محمد موسى صديق المدير العام وباعلى رقم... واتسال هنا لدينا والحمد لله جيش من المقدمات وخصوصا بعد حل قناة الاطياف والمباشر فلماذا ناتي بمقدمة من خارج القناة لكي تقدم البرامج هل لدينا ميزانية اضافية والمدير العام يبكي بوجه الاشخاص بانه لاتوجد اموال كافية لسد الرواتب وهذه المقدمة تعطى اعلى اجر... فاذا كانت الاجابة انه لاتوجد لدينا مقدمة برامج كفوءة فمالداعي لبقائهن واعطائهن برامج واجور او ان للموضوع بعد اخر لانها صديقة وعلى معرفة بالساقط محمد موسى .... وكذلك مازال محمد موسى يسيطر على برامج التي ترعاها وفيها اتصالات شركة زين لكي يجعل نهاد وصديقته نبراس المقدمة الفاشلة بكلامها الغير مفهوم وطبعا اعطاها اعلى الاجور.. رجاء لاحظوا العامل المشترك بين البرنامجين وهو محمد موسى وقبل فترة نبراس تبشر وتقول ان محمد موسى سيخطبني او خطبني قبلها قالتها المقدمة هبة مع المخرج المنحل والساقط والمسؤول عن الافلام الخلعية التي كانت تعرض لعدي علاء هادي جلوب وكل من في الشبكة يعلم ذلك وساكررها لك ان محمد موسى لايوجد اسقط منه بالشبكة كلها ولن يفي معك ... اما المستشار الامني الساقط والمنحل الاخر الذي يتباهى علنا وبين شلته الوضيعة بانه يملك ارقام موبايلات المذيعات ومقدمات البرامج وكل دقيقة تتصل به امراة ويقول هذه فلانة لااريد ان اجاوب عليها هذه فلانة (لاطشتلي) وهكذا فهذه اخلاق بواب قناة الحرة سابقا ابو احمد واليوم هو مستشار امني يتدخل بانتاج واخراج البرامج مقابل تنفيذ نزواته الرخيصة والقذرة التي هي مثل شكله...
واخيرا اقول للمدير العام الذي يقرا دائما مااكتب ومااقول اني دخلت بعائلتكم واتمنى الشفاء لزوج خالتك الراقد بالمستشفى والد علاء محسن المنحل وساثبت لك هذا بالمستقبل القريب ان شاء الله ان ابقانا الله وان لم تاتينا رصاصة طائشة لكي بعدها لايكلفك الامر سوى قطعة قماش سوداء مخطوطة بالنعي واربعة بسامير كونكريت وفي الفترة المقبلة ساركز على التلفزيون لان التلفزيون فيه 90% من كادره هم عبارة عن قذارة البشر فشار وكفر بالله وسرقات وستكون ساحتي معك ياعبد الكريم السوداني المقبلة... وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

اخوكم
alialbldawai@gmail.com

الأحد، أيلول ٠٦، ٢٠٠٩

رسالة الى أقزام البعث القتلة ( ج 1 )

بسمه تعالى
...........
بداية نعتذر لأنشغالنا عن أخوتنا المظلومين في كل مكان من العراق وخاصة في شبكة الاعلام العراقية العزيزة .... غيابنا أعطى بعض الحشرات المجال لتتطاول بلسانها الزفر على أتباع أهل البيت عليهم السلام .... نقولها لكل من توسوس له نفسه الخبيثة بمجرد التفكير بأن البعث سيعود فهذا حلمكم المستحيل.
نوجه اليوم رسالة قصيرة ومختصرة الى أقزام البعث في الداخل ... كما وعدناكم فأن المداس الذي سيسحقكم قادم وبأسرع مما تتصورون ...
سنعطي فرصة أخيرة لمن يعتبرون انفسهم مسؤولين شرفاء عن شبكة الاعلام ليظهرو لنا مصداقيتهم في محاربة الفساد و طرد البعثيين القتلة الذين اعلنوا عن انفسهم في رسالة المدعو محمد اللامي الذي يصف نفسه بمحرر الشبكة وفارسها وهو يفتخر ببعثيته ويدافع عن افسد الفاسدين ويهنئهم ويبارك لهم .... نقول لك يا حشرة انت ومن تدافع عنهم انكم كشفتم عن أصلكم وبعثيتكم وخستكم فأنتم سند لكل البعثيين الفاسدين والقتلة الهاربين في الخارج ..

اليوم نريد أن نعلن سبب غيابنا طوال الفترة الماضية وننبه الحكومة بأن رؤوس الارهاب البعثي القتلة المقيمين في سوريا قد هربوا الى لبنان .... وأن عيوننا تتابعهم وندعوا الله العليى القدير ان يمكننا منهم ... فقد قطعنا عهدا على انفسنا ان نعود بهم أذلاء خاسئين رغم كل الحمايات والتمويل الذي يتوفر لهم والدول التي تحميهم ... وقسما على قسم إن ظفرنا بهم لنعرضهم أمام كل العراقيين في نفس اماكن التفجيرات التي قتلو بها المساكين.
نعيد طلبنا حتى لاتبقى اي حجة علينا .. المطلوب من المدافعين عن النزاهة والحق في شبكة الاعلام ان يثبتوا صدق كلامهم وينفذوا العدل بأزالة كل حشرات البعث المقيت ومن اي منصب .. وان يعلنوا هذا بشكل واضح وصريح ويتبرؤوا من كل الذين يتطاولون على اتباع اهل البيت ويمجدون البعث البائد وبالخصوص الاسماء التي وردت في رسالة الحشرة محمد اللامي ... فأما ان يتبرؤون منه او يكون مصيرهم كمصيره ..
وقد أعذر من أنذر.

بـغـداديأت ... ( محكمة الغابة)

بتوقيع: بهلول الكظماوي
.......................
بعد انقطاع عن الكتابة لأكثر من ستة اشهر ,كتبت فيها الحلقة السادسة من سباعية (المحاصصة) و كانت بعنوان محاصصة اهل السراديب ,ولما وجدت بانها ستفهم على غير ما قصدت ,رغم اني ذكرت بانني اعني باهل السراديب كل اصحاب الافكار المنغلقة التي تدور في الغرف المظلمة و ليس في الهواء الطلق و ضربت مثلا باهل السراديب واعطيت نماذج لها كراهب بني اسرائيل بلعم بن باعورا و كذلك قائد جيش الامام الحسن (ع)الذي انقلب علية لصالح معاوية طمعاُ بعرض الحياة الدنيا ثم قاضي الكوفة الذي افتى بجواز قتال الحسين (ع).

ومع كل هذا ارتأيت الا انشرها لألا تفسر على غير ما قصدت فلجأت الى تمزيقها و بالتالي عدم نشرها.

بعدها كتبت الحلقة السابعة من المحاصصة ,وكانت بعنوان محاصصة الارهابيين وضربت مثلا بان الارهابيين متواجدين بيننا وكاشفي وجوههم و من غير اقنعة ,بل هم نواب بالبرلمان العراقي و مسؤلون بالدولة العراقية الجديدة,والا ماذا نسمي من هرب منهم مثل مشعان الجبوري ,حازم الشعلان ,ايهم السامرائي ,محمد رشاد الفيضي ,عبد الناصر الجنابي, لؤي حاتم العرس ,حارث الضاري ,محمد الدايني ,عدنان الدليمي ,اسعد الهاشمي......الخ....وهؤلاء كانوا يسرحون و يمرحون بسند و دعم من قوات الاحتلال قبل ان يهربوا الى مقر اقامتهم الدائمة في الاردن حيث تتواجد والى الان عائلة رئيسهم المخلوع مع كل اركان النظام البعثي السابق مدعومين بارصدة و خزائن الدولة العراقية السابقة و ما سرقوه من الدولة اللاحقة ,و بعد هروبهم خلفوا ورائهم جيش جرار من الارهابيين في كل مفاصل الدولة العراقية الجديدة ,وايضاُ اصبح مصيرها(المقالة -الحلقة السابعة من المحاصصة)كمصير التي سبقتها في (تنكة الزبالة ) .

اما اليوم فاستفزني ان ارى جماعتنا يفتحون عين واحدة و يغمضون اعين كثيرة من خلال المطالبة بمحاكمة النظام السوري لدعمه للارهاب (وهذا حق انا ايضا اطالب به و اشارك الحكومة العراقية بالمطالبة به)والذي ارجوه ان لا يراد به التجزئة و التبعيض ,فالنظام السوري ليس لوحده ظالع بهذا الارهاب ,بل شركائه هم من الكثرة الكاثرة بحيث لا يشكل النظام السوري الا جزء يسير منه اذا قورن بالسعودية و الاردن و بقية دول الخليج مضافاُ لها مصر واليمن وو....وووو.....الخ.

فياترى هل كان المقبور الزرقاوي سوريا ام مرّ من الاراضي السورية ,ام هل كان الاثني عشر ارهابياً المحكومين بالاعدام لقتلهم الاف العراقيين والذي سلمهم مستشار الامن القومي العراقي و نقلهم بطائرته الخاصة الى السلطات السعودية معززين مكرمين ,هل كانوا سوريين ,ام كانت لهم علاقة بالحكومة السورية ؟

يا ترى هل كان محمد محسن العوضي الذي سلموه بامر من وزير الداخلية العراقية الى الكويت ليقضي عيد الاضحى المنصرم بين اهله و ذويه, هل كان سورياُ ومحمد محسن العوضي هذا هو مهندس قتل اكثر من تسعمائة من العراقيين في عاشوراء بتوقيت واحدو في يوم واحد في ثلاث مدن عراقية مقدسة هي الكاظمية و كربلاء والنجف قبل سنتين؟

عزيزي القارئ الكريم :

انا اعلم و انت تعلم و الحكومة العراقية تعلم و قوات الاحتلال تعلم جيداً ان معسكر تدريب الارهابيين الموجود في اللاذقية يدار من قبل رؤوس الارهابيين الذين ذكرتهم قبل قليل و كلهم من سكنة الاردن و يمول بتمويل خليجي ,على رأس مموليه السعودية و على رأس كباش فدائه و فطائسه الانتحارية مصر و اليمن و دول المغرب العربي ,وبعلم و دراية و رضى و قبول القيادة السياسية للمحتل الامريكي القذر .

عزيزي القارئ الكريم :

انه لمن العدل و الانصاف ان تتشكل محكمة جنائية دولية لمحاكمة و لانزال القصاص بقتلة شعبنا العراقي المظلوم .

ولكن من الاعدل و الانصف ان تتشكل هذه المحكمة لانزال القصاص بكل القتلة و المساهمين في القتل لا ان تفتح عيناُ واحدة و تغلق العيون الاخرى والّا اصبحت المحكمة كمحكمة الغابة التي تبحث عن كبش فداء لتغطي به جنايات وجرائم
مجرمين وجناة كبارٍ على حساب التضحية بكبش فداء صغير ,سواء بعلمه ام بغفلة منه ,برضاه ام برغم انفه ,و اعتقد ان ما جسده امير الشعراء (احمد شوقي )في رائعته الموسومة بمحكمة الغابة التي ادرجتها ادناه خير تشخيص لواقعنا المأساوي هذا .
واليكم الرائعة الشوقية :



الأسد:
نحن اجتمعنا ها هنا حتى نرى في أمرنا
حل بنا الطاعون المرض الملعون
وقد رووا أن السلف قدماً أسروا للخلف
أن الوباء يقرب من كل قوم أذنبوا
لكنهم ان أعرضوا عنه يزول المرض
فلنعترف بما بدر منا وماعنا استتر
ثم نضحي المفسدا ومن على الخلق اعتدى
********
النمر:
هذا هو الرأي الصواب يعيش مولانا الأسد
********
الثعلب:
كل سيبدي رأيه ليرد عن أهل البلد
********
الأسد:
فإليكم يا قوم رأيي إنه الرأي الصريح
كم من قتيل قد تركت على الفلاة ومن جريح
تركت خلفهم نساء عند أيتام تصيح
هل تحسبوني مذنباً ؟
********
الثعلب:
بل أنت أهل للمديح
اقتل جميع الناس يا ملك الوحوش لنستريح
********
النمر:
اما أنا فلقد نشرت على جميع الأرض خوفاً
أمضي إذا نزل الظلام فأخطف الأطفال خطفا
ولكم أتيت مظالماً لا أستطيع لهن وصفاً
هل تحسبوني مذنباً ؟؟
********
الثعلب:
لا والذي خلق الأناما
********
الدب:
إني أغير على المزارع آكلاً أثمارها
وإذا مررت بقرية خنقت يداي صغارها
وأفر إن بدت السيوف وأتقي أخطارها
هل ذاك فيّ مذمة ؟
********
النمر:
حاشاك أن تختارها
********
الثعلب:
شر المنازل للفتى ما ليس ينفع أو يضر
إن الشجاع إذا رأى خطراً يحيط به يفر
(ملتفتاً إلى الحمار )
والآن مالك يا حمار لزمت صمتك مستريحاً
ذي سكتة الجاني يخاف إذا تكلم أن يبوحا
********
الذئب:ماذا جنيت ؟
الدب:ماذا ارتكبت ؟
********
الحمار:
انا ما جنيت ولست أذكر أن لي عملاً قبيحاً
********
الذئب:
قل لي متى أصبحت يا أدنى الورى فطناً فصيحاً
********
الأسد:
دعه يقول لعل في أقواله رأياً فصيحا
********
الحمار:
قد كنت يوماً جائعا والليل يوشك أن يلوحــا
والأرض تبعث حرها ويكاد جسمي أن يسوحا
فمررت قرب الدير أشكو في الفؤاد له جروحا
وتكاد رجلي أن تزلل وكاد جفني أن ينوحــا
فوجدت عشباً ذابلاً في بعض ساحته طريحـا
وتمثل الشيطان يغريني ويبدو لـي نصيحـا

********
الثعلب:أأكلت منه ؟
الحمار:نعم أكلت
النمر:قد اعترفت
الثعلب:كن الذبيحا
********
الثعلب:
إني سأرجع للشريعة كي أرى النص الصريحا
((من مس مال الوقف في قانوننا دمه أبيحا))
********
الأسد:
هذا الذي جلب الوباء بأكله مال الصوامع واستحل دماءنا
فخذوا احرقوه واجعلوا من جسمه لله قربانـــــا يكون شفاءنا
********
النمر:هيا
الأسد:اسحبوه
الثعلب:اخرج بنا
النمر:لا عاش شخص لا يريد هناءنا
********
الثعلب:
إن الفتى إن كان ذا بطش مساوئه شريفة

-----------------------------------------


واخيراُ عزيزي القارئ الكريم :

ما شككت في يوم من الايام في فطنتك و بداهتك وفي انك من العقلاء

و قد قالها العراقيون (الذين يتلقفوها و هي طائرة )بفصاحتهم البليغة ,
قالوها مرددين لكل تلميح : ( والعاقل يفهم ) .

ودمتم لأخيكم :بهلول الكظماوي .

امستردام في 6-9-2009

E-mail:

bhlool2@hotmail.com
bhlool2@gmail.com

الجمعة، أيلول ٠٤، ٢٠٠٩

حفل تابيني على روح فقيد العراق


المجلس الأعلى الاسلامي العراقي / واشنطن


بسم الله الرحمن الرحيم


الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا

( إنا لله وإنا إليه راجعون )

يقيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، مكتب واشنطن، مساء يوم الاحد القادم ( 6 ايلول 2009) حفلا تابينيا على روح فقيد العراق، وزعيم الائتلاف العراقي الموحد، سماحة حجة الاسلام والمسلمين

السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره)

وذلك في مركز الامام علي (ع) من الساعة الخامسة والنصف عصرا وحتى الساعة السابعة والنصف مساءا

العنوان:
7900Backlick Rd
Springfield, VA 22150

ويتضمن برنامج الحفل التابيني، عدد من الكلمات والقصائد الشعرية وقراءة برقيات التعزية للاحزاب والمنظمات.
كما يتضمن البرنامج، مادبة افطار ثوابا لروح الفقيد وارواح شهداء العراق، وذلك بعد صلاة المغرب.

والدعوة عامة للجميع