وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الاثنين، أيلول ٢٧، ٢٠١٠

بعثي ... لم تتلطخ أياديه بدماء عائلتي ( 18 )

بقلم : لقاء جلال

...................



اشكر الأخوان في الحركة الشعبية لاجتثاث البعث على مساعدتي في كتابة ما أمليته عليهم من مأساة ومعانات إضافة إلى ما قدموه لي من اجل حل مشكلتي التي استمرت لأكثر من ثلاث وعشرين سنة .

القصة :

كنت في الصف الأول ( ابتدائية الدهانه للبنات ) تقع هذه المدرسة على مقربة من بيتنا ضمن الأحياء المحصورة بين شارعي الجمهورية والكفاح في وسط بغداد ، الطابع العام على أكثر هذه الأحياء هو معارضتهم للنظام ألبعثي السابق إضافة إلى أن اغلب سكان هذه المناطق ينتمون إلى القومية الكردية الفيلية الذين صنفهم النظام البائد على أنهم طابور خامس أي ( جواسيس ) إلى إيران .

في شتاء عام 1985 كنت عائدة إلى البيت بعد انتهاء دوامي في المدرسة بحدود الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا ، كنت حينها في الصف الأول الابتدائي ولما دخلت إلى البيت رأيت والدتي تلطم على جثة جدتي المتوفاة بعد تعرضها للسكتة القلبية عن عمر ناهز الثمانين ، أدهشني المظهر ولكن الذي زاد دهشتي هو وجود البعثيين ( بلباس الجيش الشعبي ) يحيطون بوالدي بعد أن قيدوا يديه والكل يوجه له لكمات بالدور وكأنهم يؤدون ما عليهم من واجب رسمي هو توجيه اللكمات إلى وجه والدي رحمه الله .

لم استطع الخروج بصورة معينة واضحة المعالم مما شاهدته سوى موت جدتي الذي لم يغب عن ذهني بسبب تعلقي الشديد بها رحمها الله .

بعد هذا الموقف اقتيد والدي إلى مصيره المجهول وأما جدتي فقد تكفل الحاج أبو حميد صاحب الدكان القريب من بيتنا وبعض الجيران بحملها والتوجه بها إلى مقبرة النجف الاشرف ، وبعد ذلك لم أتذكر سوى الصراخ والعويل ثم النوم في تلك الأجواء الغامضة .

في الصباح شاهدت نفسي في سجن مكتظ بالنساء والأطفال .

لا يمكن لي نسيان ليلى الفتاة التي مزق السجانون ملابسها أمام أعيننا جميعا بمنظر مروّع لا يمكن أن يتحمله إنسان ، اعتذر للقارئ بأني لا اعرف بالضبط سبب هذا الحادث لأني لم أكن واعية لما يحيط بي بشكل يساعدني على الاحاطة الكاملة بالإحداث التي كانت تحدث أمامي .

في نفس هذا اليوم وبعد أن أسدل الليل ستاره نام الأطفال ولما أصبحنا وجدنا أنفسنا بمفردنا من دون الأمهات أو أي احد من أهالينا .

في اليوم التالي نُقلنا نحن الأطفال بسيارات عسكرية محاطة بالحراس إلى مدرسة في مدينة تبعد عن بغداد قرابة العشرة ساعات ، حيث خرجنا من السجن قرابة الساعة الثامنة صباحا بدلالة رؤيتي للتلاميذ من خلال نافذة السيارة وهم يتوجهون إلى المدارس ، وما وصلنا إلا والشمس تختفي خلف كثبان الرمال في منظر صحراوي موحش .

كان عددنا 18 بنت ، حيث رقمنا بأرقام ، كان رقمي فيها 18 كتب على ورقة ألصقت بثوبي وكنت الأخيرة عندما يجرون التعداد ، وأما الأولاد فلم يكن على صدورهم أرقام إلا إني كنت أعدهم كلما سنحت لي الفرصة وكأن العدّ صار اللعبة التي كنت أتسلى بها ... فكانوا ( 6 ) أولاد ذكور، أكبرنا سنا ربما كانت تكبرني بثلاث أو أربع أعوام .

عندما وصلنا إلى المدرسة وجدنا الأمور مهيأة لاستقبالنا حيث الأسِرة والفرش والأغطية والطعام والحلويات التي لم نراها ولم نتذوق مثلها في حياتنا ، كانت هناك فترات بكاء تصدر منا لكن سرعات ما تنتهي بصرخة أو ضربة على الوجه إن تطلب الأمر ذلك .

بقينا في هذا المكان قرابة الأربعة أيام ، كان يزورنا فيها كل صباح ضابط يحيطه الجميع باحترام كبير ويؤدون له التحية والوقار .

في اليوم الرابع على ما اذكر جاء رجال بملابس عربية خليجية ، كانوا لطفاء جدا لكن فور دخولهم صار كل فريق منهم يحجز أربعة أو ثلاثة منا في جانب من جوانب القاعة .

بعدها حملونا في سياراتهم التي جاءوا بها ونقلونا إلى أماكن أخرى لم نعرفها إلى أن استقر بيّ المطاف في منزل عائلة ثرية تعيش في إمارة الشارقة .

صرت ابنتهم وصاروا لي الأهل والأحباب لقاء أربعة آلاف دولار تسلمها السفير العراقي في دولة الإمارات آنذاك كما اخبرني أبي ( الإماراتي ) عشت بين عائلتي الإماراتية بكل حنان الأبوة ولم يعوزني شيء سوى ذكرياتي بأمي ، وحكايات جدتي وحنانها .

وأما أبي فلا اذكر شيء عنه سوى اسمه الأول ( جلال ) وأمي التي كانوا يدعونها ( أم وصفي ) وأما الجيران فكانوا ... صاحب الدكان الحاج أبو حميد والسيدة أم دلال التي لطالما سرحّت لي شعري وصديقتي ميّ بنت أم شاكر .

حاولت الاستفسار وجمع الأخبار من خلال علاقتي بالعراقيين المقيمين في دولة الأمارات إلا أن محاولاتي باءت بالفشل لأني لا املك معلومات دقيقة عن أهلي أو الحي الذي كنت أعيش فيه .

اتصلت بالحركة الشعبية لاجتثاث البعث من خلال موقعهم الالكتروني وشرحت لهم مشكلتي فقاموا مشكورين بالاتصال بيّ إلى أن تم اللقاء بهم في تركيا وبعد أن التقوا بعائلتي الإماراتية واستفسروا منهم عن بعض التفاصيل ومن خلال سردي لبعض الأمور التي علقت بذاكرتي توصل الإخوان في الحركة الشعبية لاجتثاث البعث إلى موقع أهلي ( ما تبقى من أهلي ) وجلبوا لي بعض صوري التي احتفظ بها أقاربي ومطابقتها بصوري الأولى التي التقطها لي أهلي ( الإماراتيين ) في الأمارات صار لديّ اليقين بأني بنت السيد جلال المتهم بأنتماءه إلى المعارضة العراقية ضد صدام حسين آنذاك والذي لا يعرف أقاربي مصيره ولا مصير أخي الذي فارقته في المدرسة التي ذكرتها أنفا ، وأما أمي فقد توفيت بعد هذا المصاب بأربعة اشهر كما اخبرني أقاربي ( العراقيين ) .

هذه رسالتي لكم يا شعوب العالم ....

فهل بعد هذا – حديث - عن العفو والسماح ؟!

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

العشرات من نقاط الضعف توضح عدم مصداقية هذا الملحمة الاسطورية التي تدعينها.
من الواضع ان القصة مفبركة وبشكل ركيك جدا.
انصح بالتقليل من مشاهدة الافلام الهندية والنوم مبكرا بقدر المستطاع.
ليس من المعقول ان كل لقيط يجهل نسبة يستغل وضع العراق الحالي ليدلو بدلوه من اجل دراهم معدودات.

غير معرف يقول...

احييك يا اخت لقاء واحيي والدك الشهيد
واحيي صبرك وتفانيك في البحث عن اهلك او مما بقى منهم.
ونعم كل الذي ذكرتيه صحيح , خاصة واني عشت قصة اخرى تختلف عن قصتك بالتفاصيل لكن الجلاد واحد وذلك عندما اقتادتني انا وعائلتي وانا ابن التسع سنوات ، السلطات الامنية الى معتقل الفظيلة في صبيحة احد ايام عام 1981 وهناك رأيت العجب العجاب.
عموما دمت ودامت قصتك نبراسا للاحرار.

اما صاحب التعليق السابق والذي تكلم عن اللقطاء فأقول له تبقون تنفثون سمكم الاصفر يا ثعابين.يا لقيط

ابن االقضية