وجيه عباس
مصارعة الثيران الاسبانية أهون ألف مرة من مصارعة مدير عام (عوازة) في زمن الصدفة،انها ديمقراطية الوقت الضائع،يكفي ان تكون قليلاً لتحلم انك تعلم كثيراً،لكن المرعب انك،مع قلّتك، تعلم أكثر مما يعلمه الآخرون،أن تزن نفسك مع اثقلهم عرشاً وأكبرهم كرشاً لايعطيانك الحق فيما تريد أن تقوله اولاتقوله،لهذا ومن أجل حفظ وجه قندرتك اللامعة ان يخدشها تراب الذلة الذي يتساقط من بعض الوجوه!،تقرر ان ترحل عن مكان ما،في زمن ما،رحيلك يعني بقاء غيرك،وبقاء غيرك يعني رحيلك،ورحيلك يعني بقاءك،وبقاؤهم يعني رحيلهم،في كل الاحوال يجوز لخيرية البقالة مالايجوز لمها المرسومي،هكذا إذن وبكل غباء إداري تصعد القردة على أغصانك العراقية ليعلو صراخ ديكة الخراب الجديد بولادة مدير عام يخرج من فرج الحكومة الباكر...من يتجرأ ليقول ان فرج الحكومة تحوّل الى هور الحمّار بعد ان أعادوا المياه الى مجاريها؟من يتجرأ أن ينسب العهرلحكومة تبحث عن شرفاء روما لتمثيل مسرحية يوليوس قيصر للمرة المليون في ساحة الميدان؟
...حين يصبح مقياس القبول والرفض،ماتقوّس من الصدور وماتكوّر من الظهور،فثق ان اهزل تفاهة حكومية بهاتف لايكلف مكتب رئيس الوزراء اكثر من 3 سانتي!!،باستطاعتها رفسك كأي فرس عبرت مراهقتها بواسطة حمار الى خارج نطاق التغطية،مؤخرة الحكومة بحاجة الى حفاظة (أولويز)من النوع العملاق لتبقى هيئة النزاهة ترفع ماتساقط من عرق جبينها على الاسفلت،فكيف لمخلوق فضائحي مثلي أن يستر عري تاريخ اآنسة المصون حسنة ملص عن مريدي عهدها الديمقراطي الجديد الذي إبتدأ بالتنازل عنك.
بين عامي 2005 و2007 سنتان كنت فيها سجين رأيك،كان المدراء العامون والخاصون هاربين ينامون بين أزقة السيدة زينب ع في إنتظار هاتف أممي ليقول لهم:عمي يبياع الوطن قل لي الوطن بيش قل لي؟..أما أنت فلم تجد سوى نفسك التي تحرق أجزاءها مثل سيجارة مصنوعة في اليونان ومصدرة من تايوان خصيصا لضيمٍ وطني وجدت نفسك فيه وانت تسبح بين حيتان خرابه،قمت بتهريب اللحم الحي من أهلك خشية أن يدفعوا حسابك المؤجّل بفاتورة قديمة ربما يكون لونها أحمر مثل لباس العانس السياسية التي يعلو صراخها لعدم وجود(زوجْ)حقيقي بالقرب منها تحت يافطة ( ردتك برلماني يهواي ...من وحشة الليل)...سنتان اخترت فيها ان تكون سجين صوتك وموتك بين جدران شبكة الاعلام العراقي،ربما هم ليسوا بحاجة الا لتافهٍ اعمى ضميرٍ يراقبك ليل نهار لتصبح فريسة يتناولها الاغراب عن الانسانية،مع هذا حملت بعضك وكلَّك،تركت أهلك بين انياب المنفى والغربة لمدة اربع سنوات من اجل ايمانك بالعملية الديمقراطية[ طييييييييييييييييييييييييييط كبيرة بوسع الديمقراطية اطلقها بوجه لميعة توفيق لانها كانت ترى بعينها العوراء أكثر من اي رئيس وزراء].
صديقي أحمد مطير،كثيرة هي الوجوه التي مرت عليّ خلال سنوات اليتم في شبكة الاعلام العراقي،مازلت اذكرها،من أحبّها الى روحي الغريبة،اتذكر ثلاثة كلاب فيترجية تسرح وتمرح في خرائب تركتها صواريخ اخوة مونيكا لتحول استوديوهات الاذاعة القديمة الى بيوت آمنة لها،في بداية تعرّفي عليها،كنت أحمل عصا لأهش عليها خشية ان تعض غربتي بأنيابها،بعد الثانية من ليل بغداد اعود معها لتوصلني الى اقرب طريق مظلم يوصلني الى فراش الغربة الخالي من الدفء...كنت انهض الساعة السادسة لايقاظ فريق عمل برنامج(تحت نصب الحرية) الذي لم يترك سياسيا وسياسية الا وانتقدهما،كنت ارى كبير الكلاب الذي علّمهم النباح ينام امام باب استعلامات قناة العراقية،الفسحة مابين دفّتي الباب العريض تركتها قطع البلاستيك المرن المتآكل من كثرة دخول وخروج 3600 موظف اليها،كان هواء التبريد يخرج بشكل جارح الى الخارج وهذا ماجعل كبير الكلاب ينام في الفجر حتى اوقظه انا حين ادخل الى الاستوديو...في كثير من الأحيان أرفق بهذا الصديق الذي يعرفني أكثر من رموز العراقية بأكملها،وكثيرة هي المرات التي بقيت خارجا تحت نثيث المطر وأنا اتصل بالراقدين داخل الاستوديو، هناك، من اجل اعطاء فرصة اكبر لهذا الكلب بالنوم على هواء الحكومة البارد....العراق الجديد رفع الكلفة بين البشر والكلاب،هل يعلم مديرك العام بهذه المعلومة ام هناك من أخذ مكانها لينام من جديد على هواء الحكومة الحار؟!!.
لست في معرض الرد او التحسّر على ايام أعطتني الكثير واخذت مني الأكثر،لقد (مضى عهد الراحة) كما يقول الرائع الافريقي(غينواتشيبي)،وأشهد أمامك أنك إن بحثت في روحي لن تجد ذرة فيها تحن الى مزرعة جورج اورويل العراقية،لن أتحسّر على ايام تركتها خلف ظهري مثل أي مركز شرطة كنت ضابطه وأنتقلت منه الى غيره ايام ابن اصبيحة!!،لكن صوتك وصوت النبيل ناصر سعيد يجعلاني أقف لأنعى الجميع هناك في داخل نفسي،الجميع الذي كنت أقف معهم جلسوا حين وقف السوداني،الجميع بلااستثناء،لاتثريب عليهم لان الحياة كلمة وموقف، وهم خرجوا عراة من إمتحان إنساني معهم.
أنا من طلبت اغلاق مكتب العراقية في طهران،ولدي الكتاب الرسمي الذي أرسلته الى المدير العام السابق(حسن الموسوي) وذلك لعدم تزويد مكتب العراقية في طهران بهويات العمل الرسمية خلال تسعة اشهر(ربما كانوا يريدون تحويلنا الى مكتب خاص بهم)،الأمر الذي ألجأني(وبحضور المراسل ثامر الشمري) للذهاب الى وزارة الخارجية الايرانية وقلت لهم ان لم تعطونا هويات العمل سأغلق المكتب في ايران خلال أسبوع ولن تخسر العراقية سوى سبتايتل صغير في إشعال نار إعلامية ضدكم،بعد ثلاثة ايام فقط،اعطوا المكتب الهويات،وحين اغلق المدير الجديد المكتب كنت موافقا وفرحاً انني عدت الى العراق،ذهبت الى الزميل!! علاء محسن الذي تم تعيينه مشرفا على الاذاعات للعمل معه،رحّب الرجل بي،ولم يقصّر فهو استقبلني وهو نفسه كان الباب السوداني الذي ألجأني للخروج من شبكة الاعلام العراقية للحفاظ على وطنيتي وكرامتي!!!.
فاجأني قول احمد مطير حين قال(ان السوداني قال لعضو هيئة الأمناء عباس الياسري ان وجيه لا يقوم بأي عمل)!!!، وانا منذ انتقالي للعمل تحت ادارة من كنت اتصور فيه مهنية قديمة، قدمت اليه اربعة برامج (برنامج يومي وثلاثة برامج اسبوعية في كل اذاعة من اذاعات شبكة الاعلام،وكنت كلما اقول له متى نبدا يقول المشاغل كثير ووووووووووووووو وكأنه هو المدير العام...كنت في احد الأيام جالسا معه وأخرين،قلت له :ابو حسين آني مجمّد؟ قال نعم أنت مجمّد...لماذا؟ اخي الانتخابات قادمة وانت جريء ولااحد يستطيع ان يتحمل ماسوف تقوله!!!!!!!!!لاادري هل كان هذا رأي المدير العام؟ فان كان رأيه هذا، فيقيني أن المدير العام أكاديمي جبان لايملك شخصية ادراية واعلامية تؤهله لشغل منصب حارس في إستعلامات الشبكة لانهم شجعان يتحملون الدفاع عن الشبكة وموظفيها،وإن لم يكن رأيه هذا فأن الزميل البطل علاء محسن قد إستغفله لدرجة ان ألغاه من مسؤوليته وفي نفس الوقت يشير الى عقدة داخل نفسية علاء محسن يزيد مخاوفه من كل اعلامي يملك ثقافة ما،باستطاعتها لفت الانتباه اليها.
ضحكت في سري ،أنا لم اعرف نفسي اني ديك بحاجة الى درجة حرارة معينة لتجميدي،ولم اعرف ان القصابين الجدد يرون في لساني سيفاً يهدد مكياج العملية السياسية التي عيّنت مدير عام شبكة الاعلام حارساً لحقل الخرّيط الاعلاني....وفوق هذا وذاك كان عبدالكريم السوداني شبيهاً بصاحبنا ابو القواطي.
قيل لشيخ إذهب الى تلك المنطقة لشيوع الفساد فيها،صادف دخوله مشهد لرجل كان يمشي وهو يجر بكل قدم من قدميه حبلاً علق في كل واحدة منهما خمس قواطي فارغة(بيناتنه ماادري كانت قواطي بيرة قواطي لبلبي قواطي باقلاء...بس الله ورسوله والمستشار الأمني يدري بيهه)،كان صوت خرخشة القواطي على الأسفلت اشبه بسيارات الحماية لمسؤول مشعول الصفحة،استوقفه الشيخ وقال له:
- أخي لماذا تجر القواطي خلفك؟
فأنَّ صاحبنا وبكى،وحنَّ للشيخ وبكى،وقال له ياشيخنا أنا أحذّر الدود وحشرات الأرض ان تبتعد من طريقي حتى لاادوسها بغفلة من المفتش العام في الشبكة،فأقف أمام الله وضميري والمجتمع بهذه الخيانة الكبرى!!.
استغرب الشيخ ممن يدّعون ان تلك المنطقة لاتتق الله في معصية...
في أول جمعة،والصلاة على محمد وآل محمد،وبعد الانتهاء من خطبتها الكريمة، سأل الشيخ المصلّين:هل هناك سائل عن قضية شرعية؟
قام له أحدهم وهو مكسور الوجه،قال له الشيخ: انت صاحب القواطي؟ قال نعم،قال له تفضل إسأل..قال له صاحبنا:
- شيخنه ليلة الجمعة رجعت تعبان،ووجدت إمرأة نائمة في بيتي،كانت تغطّي وجهها بعباءة سوداء،تصورتها زوجتي،فمارست معها حقي الشرعي وهو لم ترفض،بعد ذلك حين كشفت وجهها تبيّن أنها جارتنا وصديقة زوجتي،بكيت كثيرا من هذا الذنب والاثم وبقيت استغفر الله حتى انبلج الصباح فهل لي من توبة؟
قال له الشيخ: هذا يسمى(وطء الشبهة) والاعمال بالنيات،وانت نيتك ان تدخله في زوجتك،استغفر الله عن هذا الذنب وتب اليه.
الجمعة الثاني تكرر نفس المشهد وكاننا أمام الشاشة،قام الرجل وهو مكسور الوجه:
أنته مو ابو القواطي،سأله الشيخ.
قال نعم.
قال له سلامات...؟
قال له :البارحة تكرر المشهد نفسه ولما اكملت جهادي السريري تبين ان المرأة التي مارست معها(الفاينة) هي ام زوجتي...فصاح الشيخ:
- استغفر الله...لعنك الله..لقد حرمت عليك زوجتك ان كنت تعلم انها هي...استغفر الله وتب اليه...
الجمعة الثالثة،قام ابو القواطي واراد ان يستفتي الشيخ،فقاطعه الشيخ:
- ابويه جيب القواطي مالتك علّكَهه براس (....) وخطيّة الدود برقبتي...
ياابن مطير...ثلاث مدراء،وثلاث جمعات،ووطء شبهة،وعباءات سود تغطي الأوجه،وشي توكّل بشي،ونمل يُداس،وقواطي مسحولة خلف ارجل تمشي الى الكافتريا،بينما ينتظر السوداني تشكيل حكومة جديدة تلقيه خارج نداء التغطية..
الم اقل لك ياابن مطير ان الشبكة بحاجة الى عمر بن العاص جديد؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق