وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الجمعة، أيار ٢٨، ٢٠١٠

رمــوز الفـســـاد الأعلامـــي

علاء محسن يتسلم ((هدية متواضعة)) من عاصم جهاد
بهذه الطرق يتقدم الاعلام الى الأمام
رموز الاعلام البعثي هم نفسهم رموز اعلام الفساد

الثلاثاء، أيار ٢٥، ٢٠١٠

الى حميد المختار : السقوط مترنحا

حسن متعب

............

نداء الى الادباء والمثقفين العراقيين لفتح ملف حميد المختار

نداء الى كل الديمقراطيين والناشطين في مجال حقوق الانسان، ومنظمات المجتمع المدني ، ونقابة المحاميين العراقيين ، ومجلس القضاء الاعلى ،لاعطاء رايهم باسلوب حميد المختار المحرض على القتل..

كنت قد نشرت عمودا في جريدة العالم بعنوان للسجون شجون بتاريخ 4/5/2010 وستجدونه على رابط الصحيفة التالي /http://www.alaalem.com/index.php?aa=news&id22=7923

ولكي اضع الجميع في صلب الموضوع اقدم ادناه نص عمودي المنشور في جريدة العالم :

حسن متعب : للسجون شجون

شاهدت كغيري من الناس ذلك الشاب الموصلي المطلق سراحه من الاعتقال لثبوت براءته وهو يتحدث عبر شاشة إحدى الفضائيات عن طرق ووسائل التعذيب التي مورست بحقه لنزع اعتراف منه بما ما لم يفعله أو يقم به.. وتذكرت كغيري من الناس صور المعتقلين الذين مورست ضدهم أنواع التعذيب الوحشية التي بثتها الفضائيات عند اكتشاف معتقل الجادرية من قبل قوات الاحتلال التي ظهرت آنذاك وكأنها تدافع عن حريتنا وحقوقنا الإنسانية التي انتهكناها نحن، وسمعت كالآخرين، قصصا مرعبة عن أساليب التعذيب الوحشية التي تمارس كل يوم في المعتقلات التي نحب أن نسميها الآن بالسرية، طالما أن رئيس وزرائنا اعترف بعدم معرفته بأقرب سجن إلى مكتبه ذلك المسمى سجن المثنى أو سجن سور نينوى..

تلك القصص التي راحت تتناول مسألة الانتهاكات الجنسية للمعتقلين ببرودة وهدوء دون أن تثير فينا من هول ما عانينا أي رد فعل ولم تأخذ منا حتى وقفة صغيرة للتأمل، ولعل ذلك مرده إلى أن القضيب البشري أهون ما يكون على المعتقل من الدريل، واخف وطأة على آذان المستمعين من ضجيج الدريل والكي الكهربائي، كما أن الذي يخرج من المعتقل لا يستطيع أن يتحدث عن القضيب البشري بحرية مثلما يتحدث عن الدريل والوسائل الأخرى..

وقبل مجيء الديمقراطية إلينا، كنا نسمع أيضا عن أساليب التعذيب المرعبة التي كان يقوم بها أزلام النظام السابق، ومن شدة هولها لم يكن احد يتبادل الحديث عنها، بل في الحقيقة حتى المعتقلون أنفسهم، من شدة رعبهم لا يتحدثون عنها إلا للمقربين جدا، وعلى مدى عمر الدكتاتورية لم يتحدث معتقل عن أن رئيس النظام قد قام بنفسه بتعذيبه، مثلما لم يتحدث أي من معتقلي الديمقراطية عن أن رئيس الوزراء قد قام بنفسه بتعذيبه، إنما نهج التعذيب بقي مستمرا ولم تطله يد التغيير، والفارق الوحيد أننا كشعب أنتجنا جيلا جديدا من الجلادين ربما اشد قسوة وأكثر حنكة من الجيل القديم باعتبار أن إيمانهم العقائدي ما زال في فورته، وربما أيضا أن هذا الجيل أكثر حظا من السابق، إذ تهيأت له فرص التدريب المتطور في الخارج وفي الداخل، والجلادون الجدد لا يأبهون بالوقت، فان يعتقل الشخص ويختفي عن عائلته، وتنقطع صلته بالعالم سنة أو سنوات، لا يشكل فارقا ولا مشكلة لديهم، بعكس الجيل القديم الذي كان يحب دائما أن يضع النقاط على الحروف وأن يصل إلى النتائج بسرعة قصوى وبأية وسيلة..

أتذكر احد الأصدقاء وهو كاتب وإعلامي عراقي معروف، ويشغل الآن رئاسة تحرير إحدى المجلات، وهو يروي لي كيف انه صمد إزاء التعذيب الجنوني الذي مورس ضده أيام الدكتاتورية، ولكنه اضطر أن يعترف بكل شيء بسهولة حين علقوا طفله الصغير في المروحة أمام ناظريه، ولم أعجب حينها من ذلك، فقد كان أسلوبا متبعا، ولكني أعجب الآن من صمت هذا الإعلامي إزاء ما يجري من تعذيب وانتهاكات، ولربما لو سألته الآن عن أسباب صمته هذا لأجابني ببساطة أن هؤلاء أناس غير مؤمنين بالديمقراطية أو ربما بالفيدرالية، متناسيا أن تهمته كانت آنذاك انه غير مؤمن بالثورة أو سائر بخطها..

لم تتغير الأساليب إذا، ولم تتغير التهم كذلك، ولكن الذي تغير أن الديمقراطيين أصبحوا بحكم السلطة والإيمان العقائدي اشد فتكا من الدكتاتوريين، وان الشعب الذي كان يأمن على نفسه بمجرد الابتعاد عن السياسة والسلطة أصبح الآن لا يأمن على نفسه إلا بممارستها والانخراط في احد ذيولها وميليشياتها ودهاليزها.. وللأسف الشديد ففي الوقت الذي كانت الدكتاتورية تتسع لنا كلنا، تضيق بنا الديمقراطية الآن وتسعى لاحتجازنا في زنازين سرية.

هذا النص سواء اعجب بعضكم او اثار انتقاد البعض وهذا امر طبيعي جدا.. لا اعتقد انه يدفع أي منكم للرد عليه بالطريقة التي رد بها صديقي الحميم القاص حميد المختار على صفحات جريدة البينة وللاطلاع على رده ذاك ارجو للتاكد مراجعة الرابط:

http://www.al-bayyna.com/modules.php?name=News&file=article&sid=34261

ولسهولة التواصل اضع نص ما كتبه المختار امامكم كما منشور في صحيفة البينة:

الحنين الى الدكتاتورية / حميد المختار

لا أدري وفق اي منطق يتعامل اولئك الذين يكتبون من خارج الرؤيا الوطنية حاشرين أنفسهم في دوائر تثير الشك والريبة من خلال التعبئة الظالمة التي يتزينون بها وهم يكتبون عما يحدث في بلدهم، ففي مقالة للسيد حسن متعب وهو كاتب عراقي مقيم في مصر منشورة في احدى الصحف العراقية يتحدث عن السجون السرية في العراق معتبرا ان الديمقراطيين الذين يحكمون العراق اليوم هم اشد قسوة واجراماً وفتكاً من الدكتاتوريين فهو يقول: اننا كشعب انتجنا جيلاً جديداً من الجلادين ربما اشد قسوة واكثر حنكة من الجيل القديم، فهو يعتقد اننا اليوم ندخل الجلادين الجدد دورات تدريبية متطورة داخل العراق وخارجه، ثم يعرّج على الاعلام العراقي في الداخل والمتواطئ مع الانحراف السائد في الحكم الديمقراطي الجديد، ثم يتحدث عني كنموذج من الاعلاميين الصامتين ازاء ما يحدث من تعذيب وانتهاكات ثم يفترض سؤالا وهو يقول: ولربما لو سألته الان عن سبب صمته هذا لاجابني ببساطة ان هؤلاء اناس غير مؤمنين بالديمقراطية او ربما بالفيدرالية، متناسيا ان تهمته كانت انذاك انه غير مؤمن بالثورة او سائر بخطها، وهذا الجهل المركب والحقد الدفين الذي (يتمتع)!! به هذا الكاتب صار علامة فارقة ومصيبة واقعة لمعظم الكتاب الذين تركوا العراق بعد سقوط الصنم ومنهم الكاتب حسن متعب الذي لم يتعب نفسه ويدخل على موقع جريدة البينة ليقرأ مقالي المعنون (سجون سرية) المنشور بتاريخ 4/27 وكنت اتحدث فيه عن موضوع السجون السرية بحرية مطلقة وبدون خوف من احد او مجاملة احد، والذي لا يعرف حسن متعب اذكر عنه بعض الحقائق، فقد كان منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي بعثيا ناشطاً ومعروفاً في الاوساط الطلابية في ثانوية الثورة في مدينة الصدر، ولانه بعثي فقد رفع الحزب اسمه ليتطوع ضابطا في الجيش وقد شارك في معظم حروب صدام وحصل على الكثير من المكارم والاعطيات والانواط نتيجة جهده ووفائه للحزب وشجاعته!! في تلك الحروب ويتضح من كل ذلك بان المدعو حسن متعب اسقط كل اوراق التوت واظهر عورته على الملأ حتى ان العراقيين المقيمين معه في مصر ضجروا منه لمواقفه العدائية تجاه بلده وحكومته فهو يشتم الجميع احزابا اسلامية وكتلاً وساسة بمناسبة وبلا مناسبة، وقد حشر نفسه مع ايتام صدام وصار ينعق مع اسراب الاعلام العربي المناوئ للعملية السياسية الجارية في العراق، واخيرا فهو يحن للدكتاتورية ويقول في السطر الاخير لمقالته الظالمة: وللاسف الشديد ففي الوقت الذي كانت الدكتاتورية تتسع لنا كلنا، تضيق بنا الديمقراطية الان وتسعى لاحتجازنا في زنازين سرية، نعم هذا هو حال ايتام صدام الذين يحنون للجلادين والسجون والمقابر الجماعية ولا يطيقون العهد الجديد الذي تنفس فيه الشعب العراقي الصعداء.

واعتقد ان من حقي الان ان اوضح حقائق تخص ما جاء في رد الاستاذ المختار :

1- اتهمني باني بعثي.. واقول نعم كنت بعثيا لغاية عام 1982 وانتهت علاقتي بالحزب انذاك ودرجتي هي نصير.. ولو كنت ناشطا كما يدعي لاصبحت بدرجة نصير متقدم او رفيق او عضو عامل او عضو فرقة او شعبة اوغيرها من تلك الخزعبلات.. والجميل في الموضوع اني احلت على التقاعد حزبيا في عام 1992 وستسالون لماذا هذا الوقت فاقول انني نعم كنت ضابطا في الجيش ولايمكن لاي ضابط ان لا يكون بعثيا..ولكن ما كنا نفعله في وحدات الجيش اننا لانحضر الاجتماعات لاسباب عديدة وكان غالبية الرفاق المسؤولين على الضباط يتجاوزون هذا الموضوع ولا يطالبون الا نادرا بحضور الاجتماع وما كان مهما هو دفع الاشتراك الحزبي وحين احلت على التقاعد من الجيش عام 1992 احلت ايضا على التقاعد الحزبي، وبحكم العلاقة بيني وبين حميد فهو يعرف كل هذه التفاصيل ويعرف موقفي من النظام السابق ويعرف جيدا اني لست ممن يرتضي الاغبياء والجهلاء قادة له.. واذكر صديقي الحميم ان حزب البعث او الانتماء اليه اصبح الان تهمة وهذه حقيقة قائمة ولكن يجب ان تتذكر ان حزب الدعوة ايام صدام المقبور كان تهمة ايضا فما اشبه اليوم بالبارحة..

2- اتهمني باني نلت الكثير من الاعطيات والمكافآت والانواط.. اقول نعم حصلت على سيارة ماليبو عام 1981 وقطعة ارض في السيدية حالي حال كل الضباط في الجيش العراقي ولست متفردا في ذلك.. اما الانواط فلي منها ثلاثة فقط وهي شرف لي لاني قاتلت الايرانيين البغضاء ومهما كانت اسباب الحرب فاني كنت ادافع عن بلدي ولست بمدافع عن صدام المقبور،وكنت شجاعا بل وفارسا.. ولا الذ لي في حياتي الا ثلاثة اشياء معاقبة الفرس مستقبلا واعادة الكويت الى العراق ومعاقبة حكامها الخونة على كل ما فعلوه بشعبي، وكذلك محاسبة العملاء الذين اذلوا بلدي وشعبي وفق القانون الذي يوما ما سيكون فيصلا وحكما بين من يخلص لشعبه وبين من يخونه، ولا يغرن احدا ما هو فيه الان، فصدام حوكم واعدم على فعل قام به قبل عشرات السنين، والتاريخ لن ينسى احدا ولن يهمل صغيرة وكبيرة .. واعتقد ان افكاري هذه ليست جرائم فلي كل الحق في التعبير عن فكري ومعتقدي ما دمنا في عهد الديمقراطية.. ولست جبانا الى حد اخفاء ما افكر به خصوصا ما يتعلق منه ببلدي..

3- اما ان يتهمني باني من ازلام النظام وايتامه، فلله الحمد هو يعرف قبل غيره اني لم اكن يوما من الازلام لاكون اليوم من الايتام وساترك هذه النقطة الى مقال اخر حين افتح معكم بعد ان تدلوا بدلوكم صفحاتي مع حميد لانها احد اسراري معه.. وحينها سنعرف الحقائق التي ستذهلكم.. والتي على ما يبدو ان صديقي المختار قد تناساها..

وبعد هذه التوضيحات التي تخص الاتهامات التي وجهها لي باسلوب التشهير الواضح والتحريض المكشوف لعصاباته على القتل.. اعود مرة اخرى الى رده على مقالتي:

1- ابتدا رده علي بالقول :( لا ادري وفق أي منطق يتعامل اولئك الذين يكتبون من خارج الرؤيا الوطنية حاشرين أنفسهم في دوائر تثير الشك والريبة .. وهنا وضع المختار المنطق الذي يؤمن به بمثابة الرؤية الوطنية وما سوى ذلك فهو غير وطني وغير شريف .. واعود فاذكره ان من كان يكتب لصدام فهو وطني ومن لايمدح فهو غير وطني وخائن.. فما الفرق اذن بينك وبين زبانية المقبور؟..

2- يقول ردا على مقالي: فهو ( أي حسن متعب) يعتقد اننا اليوم ندخل الجلادين الجدد دورات تدريبية متطورة داخل العراق وخارجه.. وهنا اريد ان اسال: هل حميد المختار يمثل الحكومة وناطق باسمها ام يمثل ميليشيا ام يمثل جهة مسؤولة عن السجون ام انه تحول بسبب الامتيازات التي يحصل عليها الان الى شرطي مثله مثل الاخرين الذين كنا وكان هو ايضا ينبذهم ايام النظام السابق ؟..

3- يصف حالنا نحن الكتاب والمثقفين في الخارج بــ ( هذا الجهل المركب والحقد الدفين الذي (يتمتع)!! به هذا الكاتب صار علامة فارقة ومصيبة واقعة لمعظم الكتاب الذين تركوا العراق بعد سقوط الصنم ومنهم الكاتب حسن متعب ) واعود فاذكره ايضا : كيف كان ينظر نظام الدكتاتورية اللعينة الى المثقفين بالخارج الذين يكشفون عبر مقالاتهم عوراته وظلمه وجبروته .. فهل اختلف موقفك منا نحن المهمشين الان عن موقف نظام صدام انذاك؟

4- يتهمني بان كل الموجودين في مصر قد سئموا مني.. وله اقول انني في مصر لا التقي الا القليل من الاصدقاء الاحبة ولم يحصل أي احتكاك بيني وبين الاخرين الا مرة واحدة مع السيد وزير الثقافة ماهر دلي.. وهذا كان بحكم موقعه الرسمي فهو وزير الثقافة في بلدي، وحقي عليه ان يسمعني.. ولكي تعلم قدرك ايها الصديق الحميم فلولا وجودك ووجودي ووجود المثقفين ما كانت هناك وزراة للثقافة، وما كان هناك وزيرا يسمى وزير الثقافة.. وهو بالتالي ياخذ راتبا من حصتي من النفط التي لم اتمتع بها.. ومع كل ذلك فالرجل قدر حماستي وقدر دقة ما طرحته وطلب امام الحضور جميعا من الاستاذ عقيل المندلاوي تسجيل كل خطابي ليعرضه على السيد المالكي لاهميته.. وبعد يوم واحد حين سمعت من اخرين اني كنت قاسيا في حديثي مع السيد الوزير ارسلت له عن طريق مدير مكتبه اعتذارا ليس على ما طرحته بل على الاسلوب الحماسي.. وارجو ان يكون الاستاذ حاكم الشمري امينا في ايصال الاعتذار الى السيد الوزير..

5- اما ما يخص مواقفي العدائية تجاه بلدي: فرغم ان هذا موضوع شخصي.. ولي فيه وجهة نظر ولكني اتساءل: هل حميد المختار اصبح الان قاضيا وجلادا لكي يحكم على الاخرين بالموت وبالعمالة.. بلدي هو بلدي وبلد اجدادي ولن تكون لي مواقف عدائية منه الا حين اكون عميلا للاجنبي.. والا حين افتح الابواب للغرباء كي يدنسوا شرفي وعرضي..والا حين اتنازل عن حقي فيه.. ولو كنت كذلك لما اتهمتني بما اتهمتني به.. وفيما يخص مواقفي من الاحزاب الاسلامية بمختلف اتجاهاتها ومذاهبها فهو معروف ومعلن، ولن اتردد في تكراره، فهي سر بلاءنا وتخلفنا وسر دمار هذا الشعب وليس لغير الاسلاميين ميليشيات قتلت وخطفت وابتزت وهددت وسرقت العام والخاص وفعلت كل ما حرمه الله ونهى عنه.. واعود لاذكر بان رفضي للاحزاب الاسلامية لا يعني اني ملحد ولست مسلما فالاسلام ليس الاحزاب والميليشيات وفتاوى الارهاب والتكفير، وموقفي هذا ليس جريمة يحاسبني عليها احد ما دمنا نؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير..ولمن يريد ان يعرف هويتي فاني من ابناء الحلة، وهذه الاشارة تكفي..

انتهت ملاحظاتي عن مقالة صديق الامس القاص المبدع حميد المختار الذي لايمكن باي حال نكران قدراته الابداعية ومنجزه الادبي والذي للاسف يسميني بمقالته: المدعو حسن متعب ولكي تتطلعوا اكثر عن طبيعة علاقتي بالمختار ارجو منكم قراء قصته القصيرة المعنونة بـ ( المقبرة الملونة) المنشورة على الصفحات 132-136 من مجموعته القصصية الجميلة الموسومة ( خان الدراويش) وهذه القصة مهداة الي وكتبت عام 1997 وما زلت احتفظ بمسودتها بخط يده.. وهو يذكر فيها السيارة الماليبو المهداة الي كما قال في رده لانه اكثر الاشخاص تمتع بها واستفاد منها حين كنا شبابا مندفعين تجمعنا الكاس التي طالما اسكرته واسكرتنا على ابي نؤاس ولنا معا واصدقاء ما زالوا احياءا مغامرات في سيارة الماليبو لاتنسى وذكريات هي كل ما تبقى وقبل ان افتح صفحاتي التي ستذهلكم عن حقيقة المختار سانقل لكم نصا من هذه القصة (وبعد ان ينتهي حديثنا القصير يخرج رزمتين من الاوراق النقدية ويقول: خذ هذه الان .. فارتبك وابتلع لساني وانسى ان اشكره لان ما يقوم به اكبر من ان اشكره عليه .. لقد تحول الامر الى مهمة شهرية وتحولت انا الى حقيبة خاوية مفتوحة .. قال لي: تعال على الاقل كل شهر مرة، في البداية كان يلف المبلغ بورق الجريدة ليخفيه عن العيون المتطفلة ويضعه سرا في حقيبتي) ( ماذا علي ان افعل لاسترد شيئا من نفسي التي اهدرتها او استرد شيئا من تلك العلاقة او لاحافظ على ما تبقى لي مني؟.. ساقول له في الشهر القادم: اسمع ياصديقي لنوقف هذه المهزلة).. كل الاصدقاء المقربين مني ومن حميد المختار يعرفون ما كنت اقدمه له .. واعتقد انه طوال هذه السنين كان يفكر برد الجميل.. وهكذا كان رده على صفحات جريدة البينة، ولا اعجب منه فقديما قال اميرنا اتق شر من احسنت اليه..

قبل ان افتح الصفحات ، واميط اللثام عن حقائق لا يعرفها الا الله وانا والمختار وقلة اخرين بعيدا عن الوسط الثقافي.. اقول له: ساقبل الاعتذار ان اعتذرت وعلانية اكراما لما كان بيننا، ولكي لانسقط مترنحين..

rh_4you@yahoo.com

الأحد، أيار ٢٣، ٢٠١٠

هيئة المسائلة والعدالة تستصرخ الضمير العراقي

الحركة الشعبية لاجتثاث البعث
......................................

تعبر الحركة الشعبية لاجتثاث البعث عن شديد رفضها واستنكارها للضغوطات التي تمارسها الحكومة العراقية وبعض القوى السياسية على عمل هيئة المسائلة والعدالة,الى الدرجة التي وصل فيها الامر الى ارسال تهديدات بالتصفية الجسدية لمنتسبي هذه الهيئة الوطنية (الشهداء الاحياء)الذين حملوا ارواحهم على الاكف غير عابئين بما يحيطهم من اخطار نتيجة عملهم الكبير في ارساء اسس العدالة الانتقالية لعراقنا الحبيب .

ان ممارسة الضغوط على هيئة المسائلة والعدالة ومنعها من اداء دورها الوطني ان دل على شيئ انما يدل على حرص القوى السياسية على تأمين مصالحها الحزبية والشخصية الضيقة ضاربة بعرض الجدار تلك الوعود التي قطعتها على نفسها امام الشعب العراقي ايام حملاتها الانتخابية .

واننا في الوقت الذي نرفض فيه هذه الضغوطات نؤكد تضامننا مع هيئة المسائلة والعدالة ونذكر تلك القوى السياسية التي لطالما وعدت الامة في انها ستسعى جاهدة من اجل ابعاد البعثيين وتطهير الاجهزة الامنية ودوائر الدولة منهم وحرصت على ان تجعل ذلك ضمن برنامجها السياسي المكتوب لتقنع الناخب العراقي على اختيار مرشحيها ,نذكرهم بأن لا تكون اول من يسن اخلاق نقض الوعود ونكث العهود في الساحة السياسية العراقية .

نوجه نداءنا الى القوى السياسية المنضوية في قائمة الائتلاف الوطني العراقي وكذلك القوى في ائتلاف دولة القانون بأن تسعى لرفع هذه الضغوط عن هيئة المسائلة والعدالة تنفيذا لوعودها التي قطعتها للشعب ولاجل المحافظة على اواصر الثقة التي تربطهم بالشارع العراقي تلك الثقة التي مكنتهم من الفوز بأكثر من نصف عدد مقاعد مجلس النواب وليتذكروا بأن الاربعة سنوات القادمة ليست نهاية المطاف والامة قادرة على ان تستبدل آخرين غيرهم ثم لا يكونوا مثلهم فأجتثاث البعث مطلب جماهيري وثابت دستوري وتشريع قانوني لا تسمح الامة ان يكون سبيلا للمزايدات وتحقيق المصالح .

نحن امة لا تنسى شهداءها .... اجتثاث البعث رسالتنا إلى الانسانية

الجمعة، أيار ٢١، ٢٠١٠

العراق لأهله .. ومن أراد به سوءا .. أهلكه الله

.............

.............

العراق بلد الأنبياء والأولياء، على أرضه هبط أبو البشر وفيه يعود الأمام المنتظر، ولن يحكمه ألا عربي من مضر، وستقطع أيدي من يريد به الشر.

واعدناكم، وبفضل الله وفينا، فهاهم أقزام الكفر من شراذم البعث والقاعدة يتساقطون الواحد تلو الآخر، وأسقطنا كل الرهانات التي زايدت على هلاك العراق وأهله، ونقولها كلمة تأخذ قوتها من أيماننا بالله... أننا الثأر لكل مظلوم من كل ظالم، مهما كبرت سطوته ومهما عظمت سلطته.

تدخلات أجنبية حاولت تغيير الخارطة السياسية ، لكنها أصطدمت بجدار الأرادة العراقية ، وقد أصبح كبار ساسة العالم يعيدون النظر بمواقفهم من العراق وشعبه ..

بايدن نال نصيبه، وأيقن أنه غير مرغوب فيه عندما يحاول أن يتدخل بما لايعنيه ... واليوم نقول كلمتنا، فالسفير هيل و قائد القوات أوديرنو قد تجاوزا أكثر من مرة حدود صلاحياتهم ... وهم اليوم على يقين بما سيكون عليه مستقبلهم .

أما المستعربون من أذناب الوهابية في أرض السعودية، أصحاب الخناجر المسمومة، فسيعلمون أن كل قطرة دم أريقت في العراق بسبب دوافعهم الأرهابية ستكون وبالا عليهم وسيخزيهم الله بأيدي المؤمنين ويرد كيدهم في نحورهم.

قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

...............................

anticorruption.iq@gmail.com

الثلاثاء، أيار ١٨، ٢٠١٠

عن الرسول الأعظم: رضا فاطمة من رضاي و سخط فاطمة من سخطي

نموذج الخلق الرفيع

نـــــــــــزار حيدر

في مهرجان تأبين الفقيد الشيرازي

ان يتحدث اليابانيون عن الديمقراطية في العراق فهذا امر مفهوم جدا، اما ان يتحدث عنها آل سعود فهذا شئ نكرا

وصف نـــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، مناقبيات الفقيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي بالنموذج الاخلاقي الذي يحتذى، ان على صعيد التعامل مع الاخر او على صعيد الحوار.

واضاف نــــزار حيدر الذي كان يتحدث في مهرجان التابين المشترك الذي اقامه مركز الامام علي عليه السلام ودار الثقافة في العاصمة الاميركية واشنطن:

ان الحديث عن آل الشيرازي، حديث عن تاريخ يمتد قرابة قرنين من الزمن، وبمساحة جغرافية تمتد لتشمل المنطقة كلها بما فيها العراق وايران ودول الخليج بالاضافة الى العالم العربي والاسلامي، فاذا ذكر العلم والفقه كانوا اساتذته، واذا ذكر النتاج الفكري والثقافي والادبي كانوا رواده، واذا ذكرت المؤسسات والحوزات كانوا بناتها ورعاتها، واذا ذكر الجهاد والنضال من اجل المستضعفين كانوا قادته، واذا ذكرت التضحية والشهادة في سبيل الله تعالى كانوا عنوانها، واذا ذكر الخلق الرفيع والتواضع والبساطة في المعاش كانوا نموذجه العملي الذي يحتذى، وما الفقيه الفقيد آية الله السيد رضا الشيرازي قدس سره، الا ثمرة من ثمار تلك الشجرة الطيبة الباسقة التي تؤتي اكلها كل حين باذن ربها.

لقد نجح الفقيد، وفي اقل من ستة اشهر على اطلالاته الفكرية على الشاشة الصغيرة، في اقناع الملايين بصحة طروحاته ودقة ادلته، ما سحرهم لدرجة التسمر امام الشاشة الصغيرة بانتظار ان يسمعوا منه، الامر الذي يعجز عن تحقيقه كثيرون وعلى مدى سنين عديدة، ويعود الفضل في ذلك، برايي، الى ما يلي:

اولا: ثقافته القرآنية التي كانت تفيض في احاديثه الفكرية والثقافية.

ثانيا: هدوئه الذي كان يفيض على احاديثه الاحترام والتبجيل وسحر الكلمة.

ثالثا: علميته التي لم تدعه ينسى شاردة او واردة تخص النقطة التي يتحدث فيها.

رابعا: تركيزه الذي لم يدع افكاره تتشتت ذات اليمين وذات الشمال.

خامسا: احترامه للاخر الذي الزمه الا يشطط بحق الاخر مهما اختلف معه.

سادسا: زمنيته التي الزمته الحديث اليومي بعيدا عن الترف الفكري او الحديث خارج الحاجة او الزمن.

سابعا: اعتماده الدليل فيما يقول ويذهب اليه، ما منح احاديثه رصانة علمية نادرة، ابتعد معها عن الانشاء والكلام الفارغ واللف والدوران.

ثامنا: وضوح الرؤية وصفاء الذهن وصدق اللسان والقلب المحب الذي لا يعرف الكراهية والبغض، ووجهه الذي تنعكس عليه انوار نفس كريمة واخلاق رفيعة.

ولكل ذلك فانه (قدس سره) ملك قلوب الناس بشكل ملفت للنظر، كما انه كسب احترام خصومه قبل ان يحوز على حب وعشق وولاء محبيه ومريديه، ولذلك عدت الملايين فقده خسارة كبيرة للفكر والثقافة وللراي والراي الاخر.

لقد كان هاجس الفقيد هو ان يدافع عن الاسلام الذي اضحى اليوم في خطر بسبب الفتاوى المضحكة وفتاوى التكفير والقتل والتفسير الخاطئ للكثير من الامور والقضايا التي قدمت الاسلام للراي العام العالمي وكانه مجموعة من القيم المتخلفة والقديمة، فكان قلب الفقيد يعتصر الما وهو يرى حثالة من المتخلفين وقد اختطفوا الاسلام ليحققوا، بتفسيراتهم الخاصة له، مآربهم واهدافهم الدنيئة.

فلقد سعى الفقيد الى ان يقدم تفسيرا جديدا للاسلام يعتمد مدرسة اهل البيت عليم السلام حصرا، والتي غابت او غيبت عن الراي العام فلم يعد يعرف الا تفسيرا واحدا للاسلام، الذي رسم في ذهنه كل ما هو متخلف، وهو يرى نموذجه في الانظمة الشمولية الاستبدادية الوراثية البوليسية، كما هو الحال مثلا في بلاد الجزيرة العربية التي يقدمها هذا النوع من الاسلام كنموذج في الحكم.

ففي راي الفقيد الراحل فان في مدرسة اهل البيت كل الحلول الناجعة للتفسيرات الخاطئة والمشاكل العويصة التي تمر بها اليوم البشرية وتحديدا الدول الاسلامية وبالاخص العربية منها، والتي لا زالت تعيش الحصار الفكري والاستبداد السياسي والديني والسحق المنظم للحقوق والارادات، بسبب خداعها بمنظومة من الافكار التضليلية تاريخيا وواقعيا.

لم يشا الفقيه الفقيد ان يسكت وهو يرى كل هذه الهجمة الظالمة والشرسة التي تتعرض لها مدرسة اهل البيت عليهم السلام، واتباعها في مختلف مناطق العالم الاسلامي، والتي جندت لها الانظمة فقهاء سوء يفتون تحت الطلب وفضائيات مدفوعة الثمن تعمل ليل نهار على تشويه الحقيقة وتزوير التاريخ والكذب والتدليس بما يضلل الراي العام، الاسلامي والعربي على وجه التحديد، الى جانب مجموعات العنف والارهاب التي تمارس القتل والتدمير في العديد من مناطق العالم الاسلامي كما هو الحال في العراق وافغانستان والباكستان والهند وغيرها الكثير، في اطار فتنة طائفية حاقدة وعمياء.

ثم عرج نـــــزار حيدر في محاضرته للحديث عن الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي قدس سره، والذي اغتاله في بيروت جهاز مخابرات الطاغية الذليل صدام حسين في العام 1980 وهو يهم بحضور مجلس الفاتحة الذي كان قد اقامه على روح الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر قدس سره الذي كان قد اعدمه للتو الطاغية في بغداد، قائلا:

لقد ضحى الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي من اجل التاسيس لعراق جديد ليس فيه اي نوع من انواع التمييز وعلى اي اساس كان، لانه كان يؤمن بالتعددية وكان يحترم التنوع ويرعى تاريخ العراق وواقعه وقيم الناس وثقافاتهم واخلاقياتهم وتراثهم، ولذلك كان يتصدى لكل محاولة تهدف الى الغاء اي من هذه القضايا المهمة التي تشكل العراق بمجموعها، فالتنوع بالنسبة للعراق هو مصدر قوة.

لقد عمل الشهيد كل ما في وسعه من اجل ان يعيد للشعب العراقي ارادته المسلوبة وحريته المصادرة وكرامته المسحوقة، من خلال العمل على ازاحة كابوس الديكتاتورية الجاثم على صدره ومنحه حق الاختيار، اختيار النظام السياسي واختيار حكامه واختيار حكومته وغير ذلك، ولهذا السبب تصدى الشهيد للاستبداد بكافة اشكاله وللديكتاتورية، الى ان اعتقله النظام البائد اوائل عهده بالسلطة وعرضه لاقسى انواع التعذيب، ولولا لطف الله تعالى وارادته وتدخل المرجعيات الدينية في العراق والعالم الاسلامي، لقتله النظام في السجن كما قتل من قبله الشهيد الشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله تعالى، فاطلق النظام سراحه وابعده عن مسقط راسه ليختار الفقيد سوريا ولبنان محل اقامة له، مواصلا الجهاد ضد الديكتاتورية في العراق فضاق به الطاغية ذرعا ليوعز الى زبانيته باغتياله في بيروت في 2 مايس (أيار) 1980.

انه اول عالم دين عراقي معاصر وردت في خطاباته وقصائده السياسية مصطلح (الوطنية) كحل لمشاكل العراق من خلال اقامة نظام تقوده قيادات وطنية، لا ترى بين الوطنية والاسلام اي تعارض، كما جاء ذلك في بيت الشعر التالي في قصيدة شعرية كان قد القاها الشهيد في العام 1963 بقوله:

قــــم وانشر المجد التليد السامي وعلى هدى القرآن سر بسلام

في موكب التوحيد تحت زعامة (وطنيــــــة) الافكار والاحكام

لانه كان يرى في الطائفية السياسية مشكلة عويصة يلزم العراق ان يتخلص منها لاستقرار البلد، وتنميته، ولذلك حاربها بكل اشكالها وبكل الطرق والوسائل، كما في قوله:

والطائفية ويلها مــــــــــــن فتنة عمياء يوقد حقدهــــــا الاقزام

والطائفية جددت تاريخهــــــــــا فاذا لهـــــــا الحكام والاحكام

لكنها هي لم تغير ذاتهـــــــــــــا فشعارها الارهاب والارغـام

وان ما نراه اليوم في العراق الجديد انما هو ثمرة من ثمار تضحيات هذا الشهيد العظيم وبقية شهداء العراق، ولذلك يجب ان نحافظ على هذه المكتسبات ونصون المنجزات، التي يتربص بها كثيرون في داخل العراق وخارجه، ويقف على راسهم ايتام النظام الشمولي البائد، الذين تحالفوا مع جماعات العنف والارهاب والمدعومين من قبل عدد كبير من دول المنطقة والعالم واجهزتها الاستخباراتية واموالها الحرام واعلامها الطائفي والعنصري، والمشحونين بفتاوى التكفير الصادرة عن فقهاء البلاط في عدد من الدول خاصة نظام آل سعود الذين يسعون بكل ما اوتوا من اجل التدخل في شؤون العراقيين لتقويض العملية السياسية، ان بالمواقف السياسية المعادية او بدعم مجموعات العنف والارهاب او بالتصريحات السيئة التي تصب بالضد من مصلحة العراقيين من خلال التحريض على العنف والارهاب.

ولقد جاءت آخر هذه التصريحات على لسان رئيس جهاز مخابرات آل سعود تركي الفيصل يوم امس في العاصمة الرياض، والتي تعد تدخلا وقحا وسافرا مرفوضا في الجهود الحثيثة التي تبذلها الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الاخيرة لتشكيل الحكومة الجديدة.

قد نتفهم حديث الاميركان او الاوربيين او اليابانيين عن الديمقراطية في العراق، اما ان يتحدث آل سعود عن الديمقراطية فيتهم المذكور، مثلا، السيد نوري المالكي بما وصفه في تصريحاته بالجهد المتعمد الذي يبذله لسرقة نتائج الانتخابات وحرمان الشعب العراقي من حكومة شرعية منتخبة، فهذا ما يستعصي على الفهم، فاين انت يا فيصل والديمقراطية؟ واين انت من مثل هذه الحكومة في بلادك التي لا زال شعبها يئن من تحت وطأة نظام قبلي شمولي متخلف لا زال يحكم بالحديد والنار وبالفتاوى الظلامية القهرية منذ ما يقارب القرن من الزمن؟.

ان امراء آل سعود لا يحق لهم ان يتحدثوا عن الديمقراطية ابدا، لان فاقد الشئ لا يعطيه، وان حديثهم عنها يشبه الى حد بعيد حديث المومس عن الشرف، اليس كذلك؟.

اوليس من الاولى بالامير ان يلتفت الى بلده وشعبه فينشغل بالتنظير، لاقامة حكومة شرعية منتخبة في الجزيرة العربية؟ اوليس من الاولى به ان يطلق العنان لارادة شعب الجزيرة العربية ليختار بنفسه وبكامل حريته وارادته وفي انتخابات حرة ونزيهة ما يريد من النظام السياسي والحكام؟ اوليس من الاولى به ان يتحدث بمثل هذه التهم الى اولي امره من ملوك وامراء اسرة آل سعود؟ اوليس من الاولى به ان يفكر بالطرق المناسبة لازالة كل هذا الظلم والتعسف الذي يرزح تحته شعب الجزيرة العربية الذي سموه قهرا وظلما باسم اسرة ملكت البلاد والعباد بالغزو والتدمير والقتل، فصادرت اسم الدولة واسم شعبها؟.

اوليس الاولى بالامير ان يسعى لاصلاح نظم التربية والتعليم وتطهير المؤسسات الدينية من الفكر المفخخ بثقافة الكراهية والملغوم بعقلية الغاء الاخر، ليساهم في وضع حد لثقافة القتل والموت والتدمير التي تعتمدها المؤسسة الدينية ومدارسها والتي ما برحت تصدر للعالم العناصر الارهابية المضللة التي غسلت ماكينة الدعاية الطائفية ادمغتهم فحولتهم الى ادوات للقتل والتفجير بيد مجموعات العنف والارهاب؟.

اوليس الاولى به ان يسعى جاهدا من اجل الغاء نظام التمييز الطائفي في بلاده والذي حول الاغلبية من غير الوهابيين (لا يشكل الوهابيون سوى 17% فقط من مجموع سكان البلاد) الى اقلية في البلاد ليس لها اية حقوق سياسية، لان النظام الحاكم يتعامل معها كشريحة اجتماعية من الدرحة الثانية؟.

اوليس الاولى به ان يعمل على تحرير المراة في بلاده من قيود التخلف والهمجية التي حولتها الى كائن ميت ليس له روح؟.

اوليس الاولى به ان يساعد بلاده على محاربة الفساد بكل اشكاله، والذي تسبب بهدر المال العام والعبث بخيرات البلاد، ما وسع من ظاهرة الطبقية الاجتماعية بدرجة كبيرة جدا، ملفتة للنظر وخطيرة؟.

لقد نسي الامير، عندما ادلى بمثل هذه التصريحات، ان يلتزم بما قاله مليكه عبد الله قبل ايام عندما صرح بقوله (ان المملكة تقف على مسافة واحدة من كل الفرقاء السياسيين في العراق) فاين هذا التصريح من ذاك؟ وهل جاء هذا التصريح كترجمة سياسية وعملية لذاك؟.

هذا من جانب ومن جانب آخر فان الامير نسي كذلك ان يتحدث ولو قليلا عن الدور التخريبي القذر الذي لعبته مملكته طوال السنوات السبع الماضية لتدمير العراق والعملية السياسية الجديدة القائمة على اسس الديمقراطية والتي يرى فيها نظام آل سعود خطرا يتهددها اذا ما استقرت وأتت اكلها في القريب العاجل؟ فنسي الامير، مثلا، ان يتحدث عن فتاوى التكفير التي غسلت ادمغة المغفلين ليمارسوا القتل والتدمير في العراق الجديد، ونسي ان يقول بان اغلب الارهابيين الذين يتسللون الى العراق هم من ابناء جلدته، سعوديون، كما اعترف بذلك قبل يومين وعلى قناة الفضائية العراقية ما يسمى بامير بغداد التابع لتنظيم القاعدة الارهابي ذي الصناعة السعودية المعروفة، كما انه نسي ان نظامه لم يعترف الى الان بعملية التغيير في العراق فلم يعترف لا بالعملية السياسية ولا باية نتائج للانتخابات ولا هم يحزنون، لدرجة انهم للان لم يتخذوا قرار اعادة فتح سفارتهم في بغداد بالرغم من تكرار الوعود بهذا الشان، لانهم يعتبرون ان ذلك يقدم دعما ما للحكومة العراقية التي يصرون على وصفها بالطائفية على الرغم من انها تشكلت كنتيجة طبيعية للانتخابات السابقة، وكاستحقاق دستوري لاول انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية يشهدها العراق.

لا ادري لماذا يحرص الامير على ابداء كل هذا الاحترام المزيف لنتائج الانتخابات الاخيرة ولم يبد اي حرص على الانتخابات التي سبقتها؟ بل وعلى مجمل العملية السياسية؟ هل لانه يتمنى ان تحمل مثل هذه الطريقة من التفكير (اصدقاءه) الى سدة السلطة في بغداد؟ ام ماذا؟.

ان الملفت للنظر في تصريحاته انها جاءت باسلوب تحريضي يشبه الى حد بعيد طريقة الاحاديث التحريضية التي يدلي بها بعض قادة القائمة العراقية والتي يلوحون فيها الى احتمال انزلاق العراق الى اتون حرب اهلية اذا لم يجر تسمية رئيس الوزراء من قائمتهم تحديدا، وهو التلويح ذاته الذي جاء على لسان الامير، والذي اعتبره كثيرون انه تحريض على العنف الطائفي، الذي تلجا اليه المملكة العربية السعودية لفرض اجنداتها الخاصة في العراق الجديد.

ان الشعب العراقي ينتظر من الزعامات العراقية وقادة الكتل السياسية، خاصة تلك الزعامات التي احسنت الظن كثيرا بنظام آل سعود في الاونة الاخيرة عندما زارت الرياض وسمعت هناك المعسول من الكلام الذي ظن البعض بانه تغيير في المواقف لصالح العراق، ينتظر منهم موقفا واضحا وصريحا وشفافا يشجب مثل هذا التدخل السافر في شؤون العراق من قبل المملكة، خاصة في هذا الظرف الحساس الذي تمر به العملية السياسية والتي لا تحتمل اية تفسيرات خاطئة او تاويلات غير مفهومة للمواقف.

كل هذا، على الرغم من انني شخصيا قرات تصريحات الامير في هذه اللحظة تحديدا بانها دليل على ان ساعة الحقيقة والحسم بشان تسمية رئيس الوزراء من قبل الكتلة البرلمانية الاكبر (الوطني والقانون) قد ازفت، ولذلك عبر نظام آل سعود بمثل هذه التصريحات عن هستيريا سياسية ملفتة للنظر، اتمنى ان تاخذه الكتل الفائزة على محمل الجد لتسرع في عملية تشكيل الحكومة الجديدة، فالمستهدف في مثل هذه التصريحات ليس السيد المالكي ابدا وانما العملية السياسية والنظام الديمقراطي برمته، ولعل افضل رد عليها يفترض ان تتخذه الكتلة البرلمانية الكبيرة هو التجديد لرئيس الوزراء، الذي ثبت بالقطع واليقين ان (النظام العربي الطائفي والعنصري) يقف بالضد منه بكل ما اوتي من حول ومن قوة، خاصة نظام آل سعود، وهذا ما يكفيه فخرا، لاننا نعرف جيدا بان هذا النظام لم يفكر يوما ما بمصلحة العراق ابدا، فهما على طرفي نقيض لا يجمع، فلا زال هذا النظام لا يسره ان يرى رئيس الوزراء الحالي على راس السلطة التنفيذية في العراق، فان مصلحة العراق، كما يرى كثيرون، هو في التجديد له، والا فستتكرر النسخة اللبنانية في العراق الجديد، فمن يريده آل سعود سيحكم في العراق ومن لا يريدونه لا يحكم، وهذا، لعمري، اخطر شئ على العراق ومستقبله.

15 مايس (أيار) 2010

الأحد، أيار ١٦، ٢٠١٠

خُدعَة بايدن ... والرفض الجماهيري

الحركة الشعبية لاجتثاث البعث

....................................

منذ الوهلة الأولى التي أطلق فيها نائب الرئيس الأمريكي بايدن مقترحاته بتأجيل إبعاد الذين شملهم قانون اجتثاث البعث إلى ما بعد الانتخابات ,علمنا إن هذه المقترحات تنطوي على خدعة كبيرة أريد تمريرها على جماهير العراق وقواه الفاعلة يتم بها الالتفاف على القانون العراقي والعودة بالعراق إلى مربع البعث البائد الذي يعني كبت الحريات والاستبداد والطائفية والحكم العسكري وضياع الحقوق فتتحول بذلك الديمقراطية العراقية التي أنهت الحكم الدموي للبعث إلى منفذا سهلا لإعادته إلى العملية السياسية .

لكن الجماهير العراقية وقواها الفاعلة تصدت لهذه المقترحات الأمريكية وأجهضت حملها الذي تم في كواليس العهر السياسي في مؤتمر اسطنبول الذي جمع مجرمي البعث البائد برجال بايدن ومخابراته الخائبة .

واليوم وبعد أن تم تأجيل النظر في ملفات استبعاد مجموعة ممن شملهم الاجتثاث إلى ما بعد الانتخابات نجد الحكومة الأمريكية تتنصل عن موقفها السابق وتطميناتها التي صدرت على لسان السفير الأمريكي في بغداد كرستوفر هيل والتي جاءت بعد الضغط الجماهيري الكبير الذي كاد أن يتحول إلى انتفاضة عارمة بوجه كل من ساعد على إعادة البعثيين إلى مؤسسات الدولة ودوائرها المهمة ,فقد فوجئت اليوم الأمة العراقية بتصريحات رعناء صادرة عن السفير كرستوفر يمانع فيها بتطبيق القانون على ألـ 52بعثي الذين تأجل استبعادهم بسبب ضغط العمل الذي كانت تمر به هيئة المسائلة والعدالة قبل الانتخابات .

تتساءل الأمة العراقية اليوم :

ماذا لو كنا قد أخذنا بمقترحات بايدن ووافقنا على تأجيل استبعاد قادة البعث الملثمين ؟؟

نوجه هذا السؤال إلى المخادع "بايدن "صاحب مشروع عودة البعث الذي هو جزء من مشروع تقسيم العراق السيئ الصيت .

ونقول للقوى السياسية التي تحمست كثيرا لاجتثاث البعثيين قبل الانتخابات ركوبا لموجة الرفض الجماهيري لمشاركة البعثيين "أين ذلك الحماس ؟!أم هو تنصل عن الوعود الانتخابية ؟؟ "

ومما يثير الدهشة والاستغراب ,موقف الحكومة العراقية التي طالبت بإنهاء عمل هيئة المسائلة والعدالة كما عبر عن ذلك ناطقها الرسمي السيد علي الدباغ والذي هو الأخر كان مستغربا عندما سُئل عن ذلك .

إننا في الحركة الشعبية لاجتثاث البعث ومعنا كل القوى الخيرة وجماهير الأمة العراقية التي عانت وكابدت أيام البعث المظلمة نُصِرعلى تطبيق قانون اجتثاث البعث على كل من ثبت انتمائه أو تمجيده لهذا الحزب العنصري الفاشي الدموي ,ونذكر الحكومة العراقية بأن حل هيئة المسائلة والعدالة ليس من صلاحياتها فلتحفظ لنفسها كرامتها لما تبقى لها من أيام .

ونؤكد مرة أخرى بأننا لا زلنا نطالب بتطبيق القانون لأنه الأمل والخيار الوحيد للاستقرار وبناء الدولة الحديثة التي نطمح إليها والا فالمجرمين من أتباع البعث وأيتام النظام السابق ليسوا أكثر جرأة وشجاعة من مجاهدي الاهوار وبيشمركة كردستان وأبطال الانتفاضة الشعبانية .

نحن امة لا تنسى شهداءها .... اجتثاث البعث رسالتنا إلى الإنسانية

الحركة الشعبية لاجتثاث البعث

14 / 5 / 2010 بغداد

no.ba3th@gmail.com