وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الجمعة، نيسان ٠٣، ٢٠٠٩

واذا الصحف طويت

- هادي جلو مرعي

كريستيان ساينس مونيتر، تتحول الى صحيفة الكترونية، وهي السباقة في اتخاذ قرار جرئ لكنه واقعي..
الصحيفة التي كانت تغازل أعين مواطني مدينة بوسطن، تخلت عن ثوبها الورقي، وارتدت ثوباً رقمياً، ولم يعد متاحاً للمارين في الشوارع، او الذين يتناولون القهوة في الاستراحات المكشوفة الامساك بالجريدة بكلتا اليدين، وقراءتها من الصفحة الاولى حتى الاخيرة. او السؤال عنها لدى اصحاب الاكشاك، والمكتبات العامة، فقط الذين يملكون اجهزة الحاسوب او الذين يعملون في مؤسسات وهي في غالبها تتوفر على خدمات الانترنت..
وحتى في البيوت، وهذا مرتبط –اصلاً- برغبة القراء في متابعة الصحف..

تخيل ايها القارئ العزيز ان صحيفة عمرها 150 عاما – قرن ونصف- تتوقف عن الصدور بهيئتها الورقية، مثل سياتل بوست انتلجنسير، وتخاطب القراء عبر شاشة الكومبيوتر.. وليست كالمعتاد، وستكتفي بصدور اسبوعي.
الاخبار تقول ان الصحيفة (روكي ماونتان نيوز)، اغلقت ايضاً. وبالانتظار صحيفة (ذا توكسون سيتزن).
صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية اعدت تقريراً عن الوضع الصعب الذي تمر به الصحافة في البلدان المتقدمة والمشاكل المالية التي دفعت اغلبها لاعلان الافلاس او التحول الى النسخة الالكترونية، او الاغلاق النهائي..
بعض الصحف الشهيرة في الولايات المتحدة عرضت للبيع، واخرى تبحث عن مستثمرين جدد، وهي ازمة لم تقتصر على الصحافة الامريكية، وتعانيها نظيراتها في بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا. الطريف ان التقرير الذي جاء بعنوان (حين تطوى الصحف) (when papers fold) يجيء في وقت لا تشكل الازمة المالية التي تضرب العالم سوى واحدة من اسباب عدة، فمع التطور التقني، والمنافسة بين وكالات الانباء التي تبث اخبارها على الشبكة الدولية، وبامكانها نقل الاخبار العاجلة في دقائق معدودة، ومع ظهور القنوات الفضائية الصارخ، والاذاعات؟، لم يعد من حاجة الى الانتظار حتى اليوم التالي. وصار الناس يختارون ولديهم اشكال مختلفة من المواصلات.. ولعل الاعلان، والمردود المالي الذي يوفره للصحيفة يمكن ان يساعد في استمرارها الى مدة غير معلومة... وبانتظار التطورات الممكنة في المستقبل فان الوضع يبدو غامضاً ليس بالنسبة للصحف وحسب، وانما ينسحب ذلك بقدر ما على بقية اشكال التوصيل الاعلامي، فليس بامكاننا معرفة الدرجة التي سيرتقي لها التطور التقني وقد لا نكون بحاجة الى مشاهدة الشاشة التقليدية، او الاستماع الى الراديو.. لكني لا استطيع تصور ما الذي يمكن ان نتابعه من اعلام مستقبلي.. الله اعلم..

ليست هناك تعليقات: