دعا نــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، علماء المسلمين في العالم الى التصدي لفتن الحزب الوهابي وفقهاء التكفير الذين يحرضون بفتاواهم على القتل والتدمير، معتبرا الفكر الوهابي العدو الاخطر على الاسلام والمسلمين، بل وعلى البشرية والانسانية جمعاء، لما يحمل من حقد وكراهية وضغينة على الاخر الذي يختلف معه في الفكر والعقيدة.
واضاف نــــزار حيدر الذي كان يتحدث ليلة امس في مهرجان (البقيع) الذي اقيم في مركز الامام علي عليه السلام في العاصمة الاميركية واشنطن، لمناسبة الذكرى السنوية لهدم الحزب الوهابي لمقبرة بقيع الغرقد في المدينة المنورة:
ان كل ضرر لحق بالاسلام والمسلمين خلال القرون الثلاثة الماضية سببه الحزب الوهابي المدعوم بالسلطة السياسية لاسرة آل سعود الحاكمة في الجزيرة العربية، هذا الحزب الذي شوه صورة الاسلام وغير وبدل الكثير من قيمه السمحاء التي تعتمد التعددية والتنوع والحوار من اجل التعارف والتعاون وعدم التقاطع والتنافر والتحارب، فضلا عن انه السبب المباشر لكل الفتن الداخلية التي تشهدها الامة الاسلامة من خلال خروجهم على الاجماع الذي يعتمده كل فقهاء المسلمين وائمة مذاهبهم كمصدر من مصادر التشريع، اعتمادا على الحديث المتواتر والمشهور لدى الخاصة والعامة والذي يروي عن رسول الله (ص) قوله {لا تجتمع امتي على ظلال} ما يعني انه اذا اجتمع المسلمون على شئ فان من يشذ عنهم يكون على ظلال يجب تنبيهه الى خطئه ومقاطعته ومحاصرته اذا لم يرتدع، لعزله عن المسلمين من اجل اسقاط ورقة التوت التي يتستر بها لاضفاء الشرعية على فتاواه ومواقفه متلفعا باسم الدين والمذاهب الدينية وغير ذلك لتضليل الناس.
لقد بنى الحزب الوهابي عقائده (الدينية) على اساس الشذوذ والخروج على اجماع الامة في قضايا كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر قضية البناء على القبور، وكلنا يتذكر الحجة التي ساقها بعض العلماء في رسائلهم الى زعيم حركة طالبان المتطرفة عندما قررت تحطيم جدارية (بوذا) في افغانستان ابان حكمها في كابل، بقولهم، ان مرور الكثير من الحكومات الاسلامية وعلماء وفقهاء المسلمين من مختلف المذاهب على هذه البلاد وعدم مساسهم بهذه الجدارية دليل شرعي قاطع على ان وجودها في بلاد المسلمين ليس فيه اي اشكال شرعي، على قاعدة الاجماع، ما يشير الى خروج الحركة وزعيمها على الاجماع، كما ان هدم الحزب لقبور بقيع الغرقد خروج آخر على الاجماع، فلقد ظلت هذه القبور شاخصة بمآذنها وقبابها على مر العصور والدهور ايام كان لكل مذهب من مذاهب المسلمين الاربعة كرسي للتدريس خاص به في الحرم المكي والمسجد النبوي، حتى اذا حكم الحزب الوهابي مدعوما بقوة السلطة السياسية للاسره الحاكمة، بادر الى توحيد كرسي الدرس في المسجدين الشريفين ليقتصر على فقهاء التكفير فقط بعد ان الغى بقية كراسي ائمة المذاهب الاخرى، فيما بادر من جانب آخر الى تدمير كل المباني التي كانت قائمة على مقبرة بقيع الغرقد، فيما اجل تحطيم قبر رسول الله (ص) الى اشعار آخر بعد ان واجه هذا الحزب ردة فعل كبيرة وواسعة من كل المسلمين في العالم، عندما اعلن عن نيته هدم القبر والقبة، واللتي اوقفته عند حده.
كما ان هذا الحزب خرج بفتاواه على اجماع المسلمين عندما اصدر الازهر الشريف قرارا اجاز فيه التعبد بفقه المذهب الجعفري باعتباره احد المذاهب الاسلامية المعتبرة التي يجوز التعبد بها، اذا بهذا الحزب يصر على اعتبار اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام كفار وليسوا مسلمين، ثم اباح دماءهم واعراضهم واموالهم في كل مكان، ليبدا مسلسل القتل الطائفي ضد اتباع هذه المدرسة التي اوصى بها رسول الله (ص) في كل مكان، خاصة في العراق والهند والباكستان وافغانستان وغيرها الكثير من بلاد المسلمين.
ولقد اطلعنا واطلع معنا الكثير من المشاهدين على جواب الدكتور الشيخ احمد الكبيسي على سؤال لمشاهد يتصل على برنامجه الديني الذي يعرضه الشيخ على احدى الفضائيات العربية بشان الزواج المؤقت، كحل لظاهرة الزنا التي انتشرت بشكل فضيع في العالمين العربي والاسلامي، على حد قول الشيخ، فيجيبه الشيخ بان هذا النوع من الزواج ليس زنا باجماع علماء المسلمين وائمة وفقهاء المذاهب الاسلامية الاربعة، ثم يعددها، فضلا عن ان الشيعة يجيزونه، وان ذكر الشيخ لكلمة الاجماع هنا دليل على ان الحزب الوهابي خارج بفتاواه على اجماع المسلمين، فهو شاذ بهذه وبغيرها بفتاواه وخارج عن ملة الاسلام، ولذلك فان خطره في تشويه الاسلام وتغيير معالمه وتبديل اصوله وقواعده، سيلحق بالضرر على كل المسلمين وليس على فئة دون اخرى كما يتصور البعض خطا.
ولقد زاد خطر على الحزب في العقد الاخير من الزمن عندما قرر دعم واسناد جماعات العنف والارهاب في مختلف دول العالم، وعلى راسها تنظيم القاعدة الارهابي الذي قويت شوكته بفتاوى التكفير التي يصدرها فقهاء البلاط السعودي، ما ادت الى موجة من القتل والتدمير والهجمات الارهابية في العديد من دول العالم، عندما بدات في مدينة نيويورك في الحادي عشر من ايلول عام 2001 مرورا بالعاصمة البريطانية لندن والعاصمة الاسبانية مدريد، ولم تنته في العراق التي حطت برحالها منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ولحد الان، والتي ازهقت ارواح مئات الالاف من العراقيين الابرياء، الذين لا ذنب لهم الا انهم قالوا لا للطاغية ونعم لنظام سياسي ديمقراطي تعددي يعتمد صندوق الاقتراع وصوت الناخب وثقته.
لقد اضحى الاسلام اليوم مسخرة على لسان كل من هب ودب، بسبب فتاوى فقهاء الحزب الوهابي، التي لا تعتمد على علم او عقل او حتى منطق، كما وصف امثالهم رب العزة في كتابه الكريم بقوله عز وجل {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير}.
وان المتتبع لكل الفضائيات المعادية للاسلام والكتب التي صدرت باقلام معادين للاسلام والافلام وصور الكاريكاتير والصحف والمجلات وغيرها من وسائل الاتصال الجمعي، سيلحظ انها تعتمد مصادرهم حصرا في تشويه صورة الاسلام والتقليل من قيمة رسولنا الكريم، والا بالله عليكم هل رايتم او سمعتم ان قلما مسموما تعرض بالسوء للاسلام او للمسلمين معتمدا بذلك على مصدر من مصادر او امام من ائمة او فقيه من فقهاء مدرسة اهل البيت عليهم السلام؟ على العكس من ذلك فان ائمة هذه المدرسة باتوا اليوم مصدر الهام لكل البشرية ما دفع بالامم المتحدة الى ترجمة وخط عهد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الى مالك الاشتر عندما ولاه مصر على لوحة كبيرة وتعليقها في احد اروقتها في مبناها المشهور والمقام في احدى ضواحي مدينة نيويورك الاميركية، فيما دعى تقريرها السنوي بشان التنمية البشرية كل دول العالم النامي الى اعتماد هذه الوثيقة كمصدر الهام لتحقيق التنمية البشرية المطلوبة وعلى مختلف الاصعدة، كما ان ندوة عالمية خاصة نظمتها في باريس جامعة (استراسبورغ) الفرنسية للاشادة بدور الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في خدمة البشرية من خلال ما قدم من علوم عظيمة وفي مختلف المجالات، ولعل القارئ الكريم اطلع على الكتاب الذي اصدرته الندوة في نهاية اجتماعاتها والذي تم فيه جمع خلاصة الابحاث العلمية التي قدمها علماء الاستشراق في الجامعات المختلفة الذين ساهموا في اعمال الندوة، والذي صدر باللغتين الفرنسية والفارسية وترجم بعد ذلك الى عدة لغات حية منها العربية بعنوان {الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب}.
انهم اليوم يذرفون دموع التماسيح على محاولة قس معتود خارج عن القانون ومتمرد على الدستور الاميركي وغير ملتزم بتعاليم السيد المسح ولا يمثل المسيحيين، لحرق القران الكريم، ولكنهم لا يرتجف لهم جفن بقتلهم للضحية وبدم بارد، فاين كانت غيرتهم على القران عندما هدموا قبور الائمة الاطهار في بقيع الغرقد؟ اوليس الامام السبط الحسن المجتبى والامام علي بن الحسين السجاد والامام محمد الباقر والامام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام هم القران الناطق؟ فلماذا دنسوا قبورهم وهدموا مساجدهم؟ اين هي غيرتهم عندما يفجرون المؤمنين المصلين في المساجد في الباكستان والعراق وغيرها من بلاد المسلمين؟ اولم يقل رسول الله (ص) {المؤمن اعز على الله من الكعبة} ؟ واين كانت غيرتهم عندما استدعت حكومة الممكلة العربية السعودية القوات الفرنسية لتنفذ اكبر واول عملية انزال جوي على بيت الله الحرام (الكعبة المشرفة) لتقتل وتذبح المصلين فيها، وتصيب جدران واعمدة المسجد الحرام بالرصاص لتبقى آثاره حية وشاهدة على الجريمة؟.
ان الحزب الوهابي ظل يثير الفتن والضغائن بين المسلمين على مدى القرون الثلاثة الاخيرة، ولقد نجح للاسف الشديد في تمزيق وحدة الامة وتشتيت صفوفها، ثم جاء اليوم ليثير الفتن والضغائن في صفوف اتباع مدرسة اهل البيت انفسهم وللاسف الشديد، يساعده في ذلك بعض ضعاف النفوس والمترددين والخائفين والمشككين وبعض من اصحاب المصالح الفئوية الخاصة، داعين الاخرين الى التنازل عن الكثير من ثوابت المذهب ارضاءا لهذا الحزب القاتل بحجة انهم لا يريدون ان يقدموا ذريعة لفقهائهم التكفيريين ليوصدوا بوجوههم ابواب فتاوى القتل والتدمير، وكان هذا الحزب بحجة الى ذريعة ليقتلنا؟ فماذا كانت ذريعته عندما كان يهجم على مدن العراق بعساكره المشوهين فكريا والمعلولين عقليا، ممن غسلت ادمغتهم وعقولهم بفتاوى فقهاء التكفير؟ ماذا كانت ذريعتهم عندما هجموا على كربلاء المقدسة وقتلوا اكثر من خمسة آلاف امرأة في يوم غياب عنها الرجال الى مدينة النجف الاشرف لزيارة امير المؤمنين عليه السلام في يوم عيد الغدير الاغر؟ فقتلوا النساء وسرقوا التحف الثمينة من المرقد الحسيني الشريف ودمروا واحرقوا؟ وماذا كانت ذريعتهم عندما ذبحوا الالاف في مدينة مزار شريف في افغانستان، وفيهم المراة والرجل والطفل الصغير؟ وما هي ذريعتهم عندما فجروا المرقد الشريف للامامين الهمامين العسكريين في مدينة سامراء؟ وماذا كانت ذريعتهم عندما هدموا البقيع وجعلوه قاعا صفصفا؟ وماذا وماذا؟ انهم لا يريدون ذريعة ولا يبحثون عنها، لانها قائمة دائما، بل انهم هم الذريعة، انهم يبحثون عن ضحية فقط ليقتلونها ويذبحونها.
وان اشد ما يثير غرابتي هو الحجة التي يسوقها من يطالبنا بالتنازل عن ثوابتنا بحجة اننا (ام الولد) في تلك القصة المعروفة عندما حضرت عند امير المؤمنين عليه السلام يوم كان خليفة للمسلمين امراتان ومعهما ولد، كل تدعي انه لها، فاراد امير المؤمنين عليه السلام ان يقضي بينهما، فجرد سيفه البتار واخبرهما بانه سيقطع الولد نصفين نصف لهذه ونصف لتلك، عندها صرخت ام الولد الحقيقية (لا يا امير المؤمنين لا اريد الولد فلتاخذها الاخرى حفاظا على حياته) فعرف الامام بانها هي ام الولد، وان الثانية هي التي تكذب وتدعي ما ليس لها، لانها ابدت حرصا منقطع النظير على حياته وبقائه حيا لا يقتل، فدفع الامام الولد اليها بعد ان اعترفت الاخرى بحيلتها في محاولة منها لسرقة الولد من امه.
لقد تنازلت ام الولد عن ابنها من اجل ان تنقذه من القتل، فهي ارادت بتنازلها ان تحافظ عليه حيا يرزق، كما انها لم تكن معرضة للقتل والذبح عندما تنازلت عنه، ولذلك فاننا نتنازل عندما يتعلق الامر بالمصلحة العامة كما فعل امير المؤمنين عليه السلام ثم قال مقولته المشهورة {لقد علمتم اني احق الناس بها من غيري، ووالله لاسلمن ما سلمت امور المسلمين، ولم يكن فيها جور الا علي خاصة، التماسا لاجل ذلك وفضله، وزهدا فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه} اما ان نتنازل ليكون تنازلنا سبب في ذبح الولد (الاسلام هنا) فان ذلك يعد خيانة عظيمة للامانة التي تحملناها، فضلا عن ان تنازلنا سبب، في كل مرة، لقتلنا.
صحيح اننا ام الولد، ولكن الحزب الوهابي اليوم يعمد الى قتل الولد وامه، انه يقتل الدين بفتاواه المضحكة ويقتل امه بفتاوى التكفير التي اباح فيها دماءنا واعراضنا واموالنا، فكيف يريدوننا ان نكون ام الولد بتقديم المزيد من التنازلات؟ على العكس فانا اعتقد ان من واجب علماءنا وفقهاءنا، بل ان من واجب كل علماء وفقهاء المسلمين العمل من اجل انقاذ الدين من بين مخالب هذا الحزب، والا فان كل ما بناه المسلمون من امجاد على مر التاريخ هي اليوم في مهب الريح اذا ما لم ياخذ المسلمون على يد هذا الحزب ويقطعوا دابره.
اننا لا نثير الفتن، كيف ذاك ونحن ضحايا الفتن؟.
نحن ضد الفتنة ايا كان مصدرها، ولكن البادئ اظلم.
كما اننا لا نقبل بالفتنة ولعن الله من يثيرها او حتى من يوقظها، ولكن يجب ان نميز بين الفتنة والحقيقة، وبين الفتنة والحقائق التاريخية، فليس كل حقيقة تاريخية فتنة، وليس كل حديث او مقال فتنة، فالمعيار ليس في قبولي او عدم قبولي بما يقال او ينشر، انما المعيار هو العقل والمنطق والمصلحة العامة.
لقد سمعت مرة القصة التالية من آية الله المجاهد السيد مرتضى القزويني اعزه الله، يقول:
ايام كنت مديرا لمدرسة الامام الصادق في مدينة كربلاء المقدسة، زارنا المفتش العام لوزارة المعارف آنذاك، وعندما دخل احد الصفوف جلب انتباهه لوحة معلقة فوق السبورة كتب عليها {علي مع الحق والحق مع علي} فبادر فورا، وقبل ان يدلي باي حديث للتلاميذ، وطلب مني ان انزل اللوحة، فاستغربت من طلبه، وعندما استفسرت عن السبب اجابني بالقول (انها تثير الفتنة) فرددت عليه فورا، والكلام للقزويني، اذا كانت هذه العبارة تثير الفتنة فان رسول الله هو الذي اثارها، فقال لي وكيف ذلك؟ قلت لان هذه العبارة هي حديث لرسول الله (ص) فاذا كانت تثير الفتنة فان الرسول هو الذي يثيرها لانه هو الذي قالها.
هذا نموذج من ملايين النماذج، انهم يريدون ان نتلفع بالمثل القائل (لا اسمع، لا ارى، لا اتكلم) لان اي اصغاء للمنطق هو بمثابة فتنة من وجهة نظرهم، وكل نظرة للحقائق هي بمثابة فتنة، وكل حديث عن الحقيقة هو الاخر بمثابة فتنة، انهم يريدون للامة ان تكون عمياء لا تبصر الحقائق ليتلاعبوا بالدين على هواهم خدمة للبلاط الذي ياويهم، والسلطة التي تدعمهم، وما فتاواهم المتناقضة بحق الطاغية الذليل صدام حسين ببعيدة عنا.
يجب علينا ان نتحلى بالشجاعة في كل الاحوال لنشير بالاسم والرسم الى من يثير الفتنة اولا، ويكون سببها المباشر، كما فعلت مؤخرا السيدة الكاتبة المصرية القديرة صافيناز كاظم في حوار متلفز عرضته احدى القنوات الفضائية، علينا جميعا ان نتعلم من هذه المراة الحديدية كيف نكون شجعانا فنسمي مثير الفتنة والمبتدئ بها، لا ان نظل خائفين مترددين خانعين نخشى التهمة ونرتجف من التهديد وتبلغ انفاسنا التراقي كلما قذفنا القتلة والمجرمون بتهمة باطلة على قاعدة (اتغدى به قبل ان يتعشى بي) بل يجب علينا ان نتذكر في مثل هذه المواقف قول امير المؤمنين عليه السلام {فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا} وقوله عليه السلام {الا وان هؤلاء القوم سيدالون منكم، لماذا يا ابا الحسن، لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم} فالحذر الحذر من فتنة هؤلاء التي ترمي اليوم الى تمزيق وحدة صفوف اتباع مدرسة اهل البيت بعد ان نجحوا في تمزيق وحدة المذاهب، يوم كانت تتعايش فيما بينها في المسجد الواحد والمدرسة الواحدة، يعترف بعضهم ببعض بلا الغاء او اقصاء حتى اذا تحكم الحزب الوهابي في بلاد الحرمين اذا به يلغي هذه التعددية ويقضي على هذا التعايش ويحرم التنوع ويثير كل هذه الفتن السوداء.
انظروا الى فضائيات الفتن التي يمتلكها الحزب الوهابي او يدعمها، انها اليوم تتوالد كما تتوالد الاميبيا، وهي لازالت تثير الفتن يوم لم يكن لاتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام اية فضائية ولا حتى قناة ارضية، يوم كان الفضاء محرم عليهم، حتى اذا انطلقت واحدة او اثنتان اذا بالدنيا تقوم ولا تقعد، ما لكم كيف تحكمون؟ انها والله قسمة ضيزا، اليس كذلك؟.
من جانب آخر، دعا نـــــزار حيدر الى رفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية للمطالبة:
اولا: باعادة كل المقتنيات التي سرقها الوهابيون من مدينة كربلاء المقدسة ومن الحائر الحسيني تحديدا ابان غزوهم لها نهاية القرن قبل الماضي، والتي نقلوها الى حكومتهم في نجد آنئذ، بزعامة ابن سعود الجد الاكبر للاسرة الحاكمة اليوم في الجزيرة العربية.
ثانيا: ان تقدم حكومة المملكة العربية السعودية الحالية التعويضات الكاملة لاسر الضحايا، سواء بسبب القتل او التدمير والهدم، وستكشف اللجنة الخاصة التي تشكلت لهذا الغرض عن المقبرة الجماعية التي اقامها الوهابيون في احدى مناطق العراق في طريق عودتهم الى نجد بعد غزوهم لمدينة كربلاء، وهي تضم رفات اكثر من خمسة آلاف شهيد من النساء والرجال والاطفال قتلهم الوهابيون غيلة.
ثالثا: تقديم الفكر الوهابي الذي تسبب بهذه المجازر، والزعماء السياسيين والدينيين الذي شجعوا وحرضوا على ذلك، ان بالفتوى او بالمال او بالدعم اللوجستي او بالتحريض الشفهي والتحريري، تقديمهم الى المحاكم الدولية لاستصدار، ولو غيابيا، حكما قضائيا بحقهم، من اجل الكشف عن حقيقة هذا الحزب المنحرف الذي يعتمد القتل والتدمير لتحقيق اجنداته السياسية، ليطلع الراي العام العالمي والاسلامي والعربي تحديدا على حقيقة الامور فيميز بين الاسلام وبين هؤلاء القتلة الذين يتلبسون بالاسلام والاسلام منهم براء براءة الذئب من دم يوسف.
واضاف نـــــزار حيدر الذي كان يتحدث في مهرجان البقيع الذي اقامه مركز كربلاء الاسلامي في ولاية ميشيغن الاميركية في ذكرى اعتداء الحزب الوهابي على مقبرة بقيع الغرقد:
اننا عندما نحصر المشكلة في الحزب الوهابي، انما نسعى من اجل ان نعزله عن الامة، فلا يظل يفرق صفوفها ويمزق اوصالها ويثير الفتن فيما بين ابنائها، مشوها صورة الاسلام وساعيا الى تحطيم كل ما بناه المسلمون في العالم، خاصة في بلاد الغرب، فهناك اليوم الكثير جدا من الخلايا الارهابية النائمة المنتمية الى هذا الحزب، في الولايات المتحدة الاميركية وفي غيرها، اذا ما استيقضت فستدمر الاسلام قبل ان تدمر اميركا، وستحطم امجاد المسلمين قبل ان تحطم اوربا، وستقضي على المسلمين قبل ان تقضي على الغربيين، لان آثار جرائم هؤلاء تعود اولا على المسلمين ثم على غيرهم، ولذلك يجب ان نحذر جميعا من مغبة استيقاض هؤلاء، وان على الحكومات الغربية ان تاخذ خطرهم وتهديداتهم على محمل الجد، كما ان على المسلمين اينما حلوا في بلاد الهجرة ان ياخذوا حذرهم من هؤلاء، ليس دفاعا ولحماية بلاد الغرب التي يعيش فيها ملايين المسلمين، فحسب، وانما دفاعا وحماية للمسلمين انفسهم ولمنجزاتهم في طول البلاد وعرضها.
26 ايلول 2010
