ملاك العادل
...........
عادة مايكون المقياس الحقيقي للرجال هو صدق النوايا والاقوال والافعال .. ويحدث في بعض الاحيان أن ينطق الرجل بكلام يصعب فهمه او يمكن ان يفسََّر خطأً او قد يتفوه بخلاف ظاهره. لذا لايعتدّ كثيرا على القول وحده في الحكم على الرجال، وأنما القول المقرون بالفعل النابع من نية صادقة هو أساس الحكم عليهم. فكم من متقوّلين أفعالهم مشينة وكم من صامتين أفعالهم رصينة... وهذا وارد في كثير من السير الكبيرة لرجال حكموا الدنيا كانوا في اغلب الاحيان اقل الناس كلاما او ظهورا. وعلى هذا الاساس ُيقيّم الانسان حسب الفعل او الصفة.. فمثلا انت تذكر فلان الميت او الحي وبلهجتنا (الله يرحمه او يذكره بالخير كان يسوي هيجي لمن تصير هذه الشغلة او كان هيجي (من ناحية الصفة))... والافعال دائما ماتكون نتيجة ظرف او موقف.. والرجال تعرف بمواقفها وبوعودها التي للاسف لم اجد الا القليلين ممن يوفون بها.. والشاهد ما نشاهده اليوم من المنافقين الذين يتلونون بالف لون ولون يحسبهم البعض على فئة الرجال والرجولة منهم براء....
هذه المقدمة ليس المقصود بها المذكور انفا في العنوان لاني صراحة لم اتعامل معه مطلقا ولذا فقد أظلمه أذا ما حكمت عليه وأنا لم أبدأ مقالي هذا بعد.
طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي، من خلال متابعتنا لمسيرته الحزبية والرسمية، كانت مرحلة التحول المفاجيء له بجعله امينا عاما للحزب الاسلامي العراقي عن طريق الدعم الامريكي السري و العلني، وبعد الاطاحة بمحسن عبد الحميد في موقف يتذكره الجميع ... هذه المرحلة لم تكن بالسهلة جدا حيث مر بها الحزب الاسلامي ودفع مادفع عنها، الكثير من التنازلات والتفريط بماضي الحزب ودماء أعضاءه .. الحزب الذي انسحب من مؤتمر لندن الذي عقد قبل اجتياح العراق والذي انسحب عنه أيضا حزب الدعوة الاسلامية وهذا معروف لفرقاء اليوم وحلفاءه... في عهد رئاسة طارق الهاشمي تحول خطاب هذا الحزب من اسلامي معتدل الى طائفي متشنج وفئوي ضيق .. وبدت الازمات تلوح من الداخل مع باقي الأعضاء. وقد عقد تحالفات مع احزاب اخرى ظنا منه أنها ستدعم مواقفه تجاه المناوئين له لكنها كانت يوما بعد يوم تنم عن ضعف الحزب وفقدان قاعدته الشعبية الكبيرة التي كان يتمتع بها.
بعد الانتهاء من ازمة الدستور وتصويت الشعب عليه، حاول الهاشمي أعادة تقييم وضعه السياسي وألتف على حلفائه ودخل الانتخابات مع شخصيتين أحداهما طائفية بحتة وهي الدكتور عدنان الدليمي والاخرى انتفاعية هدفها أستغلال المنصب باي طريقة وهي الشيخ خلف العليان.. لكن تأثير الرغبات الشخصية كانت الفاصل وهي من فرقت المتحالفين الجدد، فعدنان الدليمي بعد أن كان صراخه يصم الآذان التزم جانب الصمت مقابل الافراج عن رعاعه القتلة وابناءه المتورطين بدم العراقيين وبجرائم التهجير والتنكيل بهم.. والعليان قرر الانسحاب لان حب السلطة للهاشمي كان يفزع أقرب المقربين أليه، وبقت جبهة التوافق بلا توافق ... وانعزل الحزب الاسلامي وحيدا بالساحة.. بعد نقض التحالفات بدءت مشاكل الانشقاق داخل الحزب نفسه وبرزت طروحات ورؤى شخصت السبب بهذا الانحدار السياسي وكان الثمن مزيدا من الدماء، وآخر المغدورين هو الشهيد الدكتور حارث العبيدي.. وجاءت اللحظة الحاسمة بعزل الهاشمي عن الزعامة وهي خطوة شجاعة اتخذتها بعض قبادات الحزب.. وكان سبب هذه الاطاحة معروف لدى المقربين على اعضاء الحزب الاسلامي ..
خرج الهاشمي ليحفظ ماء وجهه ويقول انه تنحى عن زعامة الحزب للتفرغ للعمل الحكومي! والتسجيل موجود وهو حاضر ايضا من على المواقع ... لكن السنة الاخيرة لم تنتهي بعد وها هو الحزب يفشل في اغلب المحافظات التي كان لها تاثير بصعوده في الانتخابات، فلماذا لم يستقل الهاشمي عن زعامة الحزب منذ بداية تسلمه المنصب؟ او في منتصف فترة حكمه التي كانت تتسم بخلق ازمات سياسية وطغت عليها (( انسحب الوزراء ورجع الوزراء )) ؟ ... التفسير هو أن الهاشمي لم يعجبه ان يبقى مجرد عضو بل كان يطمح لما هو أكبر.
بعد كل هذه الأخفاقات، انشأ تحالفا مع قوى متأثرة بفكر البعث المتمثلة بالعلاوي والمطلك..وتغير خطاب الهاشمي من الاسلامي الطائفي الى القومي والعروبي وتحت مسلة نظرية المؤامرات..
وجاء قانون الانتخابات لكي يرفضه الهاشمي من جديد (خالف تُعرف) متجاهلا راي كتلته التي اوصلته للمنصب .. وبقت السجالات والنقاشات حتى ظهر السيد النائب من على الشاشات من جديد ليقول انه حقق انجاز مهم و وطني وكبير؟؟؟؟ هنا السؤال ماهو هذا الانجاز؟؟؟... جل ماحققه الهاشمي هو زيادة عدد المقاعد المخصصة للمحافظات الكردية ونقصان مقاعد الموصل وديالى وتكريت وطبعا مقاعد ناخبي الخارج لم يحصل بها أي تغير!!!!!!. نعم انجاز كان يسعى لتحقيقه الهاشمي!...
وانتهى المطاف بتطبيق قانون هيئة المساءلة والعدالة و الذي يمس حلفاء اليوم... وجاءت زيارته الاخيرة لاقناع الامريكان بضرورة اشراك البعث لان الاوضاع لن تستقر بدونهم (برأي الهاشمي).. ولاحظ الجميع (بما فيهم الأمريكان) تغير خطاب الهاشمي حين كان قبل فترة ليست بعيدة يصدح منددا بالتدخل الامريكي والاحتلال ودعم المقاومة و..و.. وغيرها.. الى الأرتماء بأحضانهم وطلب المساعدة والدعم منهم. ومثل هذا الفعل له دلالات تكشف عن طبيعته الأنتهازية!
لكن المفاجاة كانت من الهاشمي نفسه حين قال انه سيحصل على منصب عالي جدا في الحكومة المقبلة وصرّح بهذا من على الفضائيات !!!!
ومن هنا أرى أنك في الختام خسرت التحالف الذي اشتركت فيه وخسرت الحزب الذي كان يساندك ومن ثم خسرت انتخابات المحافظات!!! فالى اين؟
وهل تظن انك ستربح مع البعثيين و وفق أي قاعدة ستربح هذا المنصب العالي الذي صرحت انك ستاخذه ؟؟؟ و لنا كلام بعد الانتخابات ...
((واذكر ربك اذا نسيت وقل عسى ان يهديني ربي لاقرب من هذا رشدا))..
هناك ٣ تعليقات:
ملاك لك انت شيطان ابن شيطان وزنديق
وحزب البعث راجع راجع للشبكة وبكل قوة وعلى عنادكم وعناد اسيادكم الايرانين
البعثين مثل الصراصير بس يطلعون راسهم دواهم النعل وخلي يفيدك الحجي ابو راجع للشبكة وخلي يتحضر الكوااااد كريم نعلاني والبعثي النكس ابن النكس اللي يودي السنة ايفادات مدير التنسيق احمد محسن جايكم اليوم اللي راح تشوفون بيه اعمالكم
إرسال تعليق