المالكي .... وعودة البعث !!

بقلم : رياض البغدادي

..............................

اصاب العراقيين الذهول والحيرة عندما سمعوا السيد رئيس الوزراء نوري المالكي وهو يدعوا الى مصالحة البعث وتجاوز كل جروح الماضي الاليمة , تلك الصيحة التي اطلقها المالكي في فندق الرشيد يوم 9 / 3 / 2009 والتي قال فيها :

'' نعم لابد ان نتصالح، واقول أكثر من ذلك ولا أخاف أحداً ممن يتصدون بالمياه العكرة ويوظفون كل شيء من أجل المصالح الذاتية والفئوية، لابد ان نتصالح مع الذين أخطأوا، الذي إضطروا، الذين أكرهوا على ان يكونوا في مرحلة التأريخ، مرحلة من مراحل الزمن الصعب في العراق مضطرين ان يكونوا الى جنب النظام المقبور ولكنهم عادوا اليوم ليكونوا أبناء العراق، نتصالح لكن شريطة ان يعودوا إلى العراق وان يطووا تلك الصفحة السوداء من تاريخ العراق، نعم نعذر الذين أكرهوا رغم
ان الأمر جهادياً يحتاج إلى موقف صلب بوجه الطاغية لكن لنقل حصل ما حصل، اليوم ينبغي ان نتصالح مرة أخرى ولكن ان نطوي هذا التأريخ السيئ ولا نسمح لإنفسنا يتذكره وليس العودة اليه ومن يعود إليه يرتكب جريمة مضاعفة، جريمة إرتكبها بالأمس وجريمة العودة اليوم ولكن إذا ما عاد إلى العراق والى شعبه ووطنه فمرحب به، كل الناس خطأ وخير الخاطئين التوابون '' (1)

هذه الكلمات وقعت على اسماع العراقيين كأنها الصاعقة , حيث ان السيد رئيس الوزراء يدعوا الى مصالحة حتى المجرمين منهم , حيث ان الفقرة التالية من كلامه اعلاه ( جريمة ارتكبها بالامس ) لاتسمح لمن يحاول تأويل كلامه او تبريره او حتى التراجع عنه .

لذلك اجتاح الشارع العراقي موجة عارمة من الغضب , التي اجبرت رئيس الوزراء بأن يصدر توضيح لكلامة ويحاول ان يتراجع ويمتص موجة الغضب التي تفجرت , وصار ينتقد البعث في مناسبة ومن غير مناسبة ليثبت بأنه تراجع عن موقفه السابق ( يكاد المريب يقول خذوني ) الا انه وبكل اسف لم يكن تراجعه الا لتهدئة الشارع ليس الا , وقد سار بمشروعه في اعادة البعثيين حتى صار وجودهم في مؤسسات الدولة امرا لايمكن اخفاءه الى الدرجة التي اجبرته ان يصرح هو بنفسه بأن العمليات الارهابية التي حصلت في عام 2009 كلها كانت بتدبير البعثيين المتغلغلين في مؤسسات الدولة الامنية .

بقيت الاصوات ترتفع والمناشدات تتواصل بوجوب تطهير الاجهزه الامنية من هؤلاء المجرمين الا ان السيد رئيس الوزراء لم يصغي لاي من هذه الاصوات والمناشدات وبقي مستمرا بعمله هذا الى الدرجة التي اصدر بها امرا من ديوان رئاسة الوزراء امر فيها الى فتح مكاتب في السفارات العراقية في كل من القاهرة وعمان وصنعاء ودمشق تستقبل اتباع النظام من فدائيي صدام وغيرها من الاجهزة القمعية وتنظم لهم معاملات تقاعدية لمن لايرغب العودة الى العراق والدخول في مؤسسات الدولة (2) .

واليوم ونحن نطلع على البرنامج الانتخابي لقائمة السيد المالكي , لم نرى فيها ولا حتى اشارة الى انه يدعم مشروع تطهير الاجهزة الامنية من البعثيين الذين اعيدوا ايام ولايته التي استمرت اربعة سنوات .

وهذا هو بالضبط الذي استفز مشاعر اهالي الضحايا والسجناء السياسيين ومجاهدي الاهوار النشامى فأجبرهم ان يخرجوا عن صمتهم ويرفضوا بكل جرأة الابطال المشروع الانتخابي للسيد المالكي .

نحن لسنا حياديين امام القوائم الانتخابية , لاننا حركة شعبية ولابد ان نفصح عن ارائنا وبالخصوص في هذا الظرف الذي تتحدد فيه مسيرة الاربعة سنوات القادمة من عمر العراق , نحن لانشتم ولا نتهم احدا بل نعيد ذاكرة الامة ونقدم النصيحة لها بكل وضوح لكي نغلق الابواب امام ابواق الدعايات الفارغة , نقولها وبالحرف الواحد :

" الامة غير مستعدة ان تمنح ثقتها لمن ادار ظهره للضحايا وصالح الجلادين ومجرمي الامس " .

ترى مالذي يريده المالكي بالضبط ؟

هل يريدنا ان ننسى انه هو المسؤول الاول عن تغلغل البعثيين في اجهزة الدولة ؟

هل نحن الى هذه الدرجة من السذاجة بحيث نصدق خطاباته ونغمض العين عن افعاله ؟!

ياترى هل يلدغ العراقي من الجحر مرتين ؟؟

ملاحظة : لسنا اعداء للمالكي ونكن له كل الاحترام , لكننا نختلف معه , وهذا من حقنا كما له الحق في ان يقول مايشاء .

Riyadh98@gmail.com

الهوامش :

1- هذا هو رابط التعميم الذي اصدره رئيس الوزراء بخصوص عودة اتباع النظام السابق

http://www.iraqembassy.ca/arb/doc/Memos/Memo%20for%20Iraqi%20Officers%20Immigrants.pdf

2- خطاب السيد رئيس الوزراء بخصوص المصالحة مع البعثيين نرجوا الدخول على العنوان ادناه الذي يحتوي كل خطابات دولة رئيس الوزراء اختاروا منها خطب يوم 9/3/2009 في لقاءه مع عشائر العبيد وعشائر بني وائل .

http://www.nmc.gov.iq/media.htm

مـواصـفـات نـائـب

نــــــــــــــــــــــــزار حيدر

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

ما الذي نريده من النائب في البرلمان؟ ماذا ننتظر منه ان ينجز لنا تحت قبة البرلمان؟.

هذا السؤال يجب ان يشخص امام انظار كل ناخب عندما يفكر باختيار احد المرشحين لخوض الانتخابات النيابية القادمة، وقبل ان يضع ورقة الاقتراع في الصندوق مدليا برايه في احد المرشحين.

اننا نسال انفسنا عن ماهية الهدف، في كل مرة نريد ان نختار فيها شخصا ما لامر ما، فلماذا لا نسال السؤال ذاته عندما نريد ان نختار مرشحنا للبرلمان؟.

فاذا اراد احدنا ان يذهب الى الطبيب يسال عن اختصاصه، واذا اراد ان يبني بيتا يسال عن امهر المهندسين وافضل البنائين، واذا اراد ان يستاجر خادما يسال عن امتيازاته، واذا اراد ان يصلح مزرعته سال عن الفلاح الماهر، واذا ترافع في المحاكم بحث عن المحامي الشاطر، وهكذا، ولكن الكثير منا لا يسال، نفسه او الخبراء، عن المرشح الذي سيوصت له ويمنحه ثقته، فضلا عن ان بعضنا لا يعرف ماذا يريد منه ليختاره.

لقد تبادر الى ذهني ان اكتب جوابا على هذا السؤال، وانا استمع الى بعض المرشحين وهم يتحدثون على الفضائيات للتعريف ببرامجهم الانتخابية، فلقد شعرت ان بعضهم لا يعرف الى اين هو ذاهب؟ وماذا يريد؟ وماذا سيفعل؟ وما الذي ينبغي عليه ان ينجزه ان فاز بثقة الناخب وجلس تحت قبة البرلمان؟.

استغرب من المرء الذي يرشح نفسه لموقع لا يعرف مسؤولياته فيه، واستغرب اكثر من الناخب اذا منح ثقته لمرشح لا يعرف مسؤولياته ومهامه، فكيف لعاقل ان ينتظر من مثل هذا المرشح ان يقدم شيئا له وللبلد؟.

من لا يعرف لماذا هو في هذا الموقع وليس في غيره، لا يعرف، بالتاكيد، ماذا عليه ان ينجز.

ان معرفة نوع الانجاز يعتمد على معرفة مهام الموقع الذي يتصدى له المرء.

ينبغي على المرشح ان يعرف لاي شئ يرشح نفسه، كما ينبغي على الناخب ان يعرف لاي شئ ينتخب هذا الموشح دون سواه، والا فان كلا العمليتين، الترشيح والانتخاب ستكون عبثية لا معنى لها.

دعونا، اذن، نعرف على وجه التحديد ماذا نريد من النائب في البرلمان.

قبل كل شئ، يجب ان نعرف بان النائب مهمته التشريع وليس التنفيذ ابدا، فمجلس النواب سلطة تشريعية لا دخل له بالتنفيذ، بمعنى آخر فان النائب مهمته تشريع القوانين على اساس الدستور، ما يعني ان مهمته من وجهة اخرى، حماية الدستور وتفعيل نصوصه، فكما نعرف فان النص كائن ميت اذا لم يتحول الى قانون تحت قبة البرلمان يتحول الى مشروع على الارض على يد السلطة التنفيذية.

من هنا، فان اول ما يجب ان نلحظه في المرشح للنيابة، هو ان يكون قادرا على انتاج الافكار القابلة للصياغة على هيئة مشاريع قرارات.

ولذلك ينبغي ان يتصف المرشح بصفاء الذهن وحدة التفكير وسرعة البت في الامور والمقترحات وحاسة انتهاز الفرص وموهبة الجد والمثابرة، والقدرة على الحوار والاقناع واستحضار الادلة المعقولة.

ومن اجل ان يكون قادرا على انتاج الافكار، يفترض بالمرشح ان يكون متخصصا بشئ ما، ليركز جهده في مجال تخصصه ليبدع فيه، لان الحياة اليوم، كما نعرف، واسعة الشؤون ومعقدة، لا يقدر احد على الانتاج فيها اذا لم يكن متخصصا في شان من شؤونها، من دون ان يعني ذلك جهله ببقية مناحي الحياة ابدا، اذ ينبغي عليه ان يكون ملما بالشؤون الاخرى ولو بمقدار ما يعتد به.

لا يكفي ان يتحلى المرشح بكل فضيلة شخصية، كالامانة والورع ولطف المعشر وحسن الذوق، فان مثل هذه الصفات قد تنفعه اذا رشح نفسه اماما لمسجد او امينا لصندوق او مربيا في رياض الاطفال، اما الترشيح للنيابة فيحتاج اكثر من هذه الصفات بكثير، بالرغم من اهمية مثل هذه الصفات.

دعنا نضرب مثلا لتوضيح الفكرة، فلو كنت تبحث عن طبيب مختص بالعيون وقال لك احد الاصدقاء بان زيد رجل طيب وصادق ويحب الخير للناس، فلماذا لا تذهب اليه لعلاج عينك؟ انك ستساله قبل كل شئ، وهل ان زيدا متخصص في طب العيون؟ اذا اجابك بالنفي، فماذا سيكون رد فعلك وجوابك على نصيحته؟ ستقول له ان كل الصفات التي ذكرتها في زيد على العين والراس، ولكنه لا يتمتع باهم صفة ابحث عنها في الطبيب الذي اريد ان ازوره، الا وهي صفة التخصص في طب العيون، اليس كذلك؟.

هكذا هو حال الناخب الذي سيقف في السابع من آذار القادم ليدلي بصوته في صندوق الاقتراع، لصالح احد المرشحين، فان عليه ان يصوت لمن يعلم انه يتميز بصفات تمكنه من انتاج الافكار لمشاريع قوانين، فلا يبحث عن الصائم المصلي فحسب، او عن الدكتور والمهندس فقط، او عن المناضل والمضحي، وكل هذه الصفات مهمة بلا شك، الا انها لوحدها مجردة عن الصفات الاساسية التي ينبغي ان نبحث عنها في النائب، لا تنتج لنا برلمانا فاعلا قادرا على تشريع القوانين، فان يكون المرشح طيبا لا يكفي لانتخابه.

لقد استمعت لبعض المرشحين وهو يعرف نفسه للناخب، فيذكر شهاداته وتاريخه النضالي، ولكنه لم يتطرق ابدا الى خبرته في انتاج الافكار والمشاريع والبرامج، وهي الاهم، الى جانب ما يذكره من صفات وتاريخ.

تعالوا نتعلم من الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام كيف نحدد صفات مرشح ما لموقع ما، يقول عليه السلام:

لا يستغني اهل كل بلد عن ثلاثة يفزع اليهم في امر دنياهم وآخرتهم، فان عدموا ذلك كانوا همجا:

فقيه عالم ورع

وامير خير مطاع

وطبيب بصير ثقة.

انظروا الى دقة الوصف لكل واحد من الثلاثة، فاذا غيرت او استبدلت المواصفات بينهم لاختل الوصف والاختيار، وكان الصفات التي يحددها الامام نابعة من سنخ الموقع ومهامه.

ولو تدبرنا في صفات كل واحد منهم، لوجدنا انها من الدقة بلا زيادة او نقصان، وان صفات كل واحد منهم بحسب المسؤوليات التي انيطت به، والانجازات التي ينتظرها منه الناس، فالفقيه في المجتمع يراد منه ان يفتي الناس في شؤون دينهم ولذلك ينبغي ان يكون عالما ليجتهد في النظر بالامر قبل الافتاء، وورعا يخاف الله حتى لا يفتي كيفما ورد الامر على لسانه، ربما بما يفرق الامة او يسوقها الى الهلاك في الدنيا والنار في الاخرة.

اما الامير، الحاكم، فينبغي ان يكون خير وليس شرا، وان قمة الخير هو العدل، فماذا تنتفع الامة بالحاكم اذا لم يكن عادلا، فيميز بين الناس ويفرق في الاحكام وينتقي عند تطبيق القوانين، ويملا السجون والمعتقلات بالاحرار؟ ويبطش بالمعارضة؟ ويقمع الراي الاخر ويكمم الافواه؟.

اما الطبيب الذي يرتجى لعلاج المرضى، فينبغي ان يكون متميزا بعلم الابدان، وان يكون ثقة تطمئن اليه الناس فيراجعوه عند الحاجة للعلاج، ويسلموه صحتهم التي هي تاج على رؤوس الناس لا يراه الا المرضى، وحياتهم التي هي اغلى شئ عند الانسان، والا، فلو لم يكن الطبيب ثقة، هل سيراجعه احد عند اعتلاله؟.

هكذا اذن ينبغي ان ندقق في صفات اي مرشح لاي موقع او مسؤولية، لان لكل موقع صفات للمرشح تختلف عن الموقع الاخر، وان من ينفع من المرشحين لموقع ما قد لا ينفع لموقع آخر، فلقد ولى زمن (الطماطة) التي تنفع لكل القدور والاطباق.

ولاننا اليوم بصدد البحث عن مرشحين يتسنمون موقع المسؤولية تحت قبة البرلمان، مهمتهم الاولى هي التشريع، ولذلك ينبغي ان نبحث فيهم عن خصال تحتاجها المهمة تحديدا وليس اية خصال وان كانت عظيمة.

المهمة الثانية للنائب تحت قبة البرلمان، هي الرقابة، وتحديدا رقابة السلطة التنفيذية، ليثني عليها اذا نفذت القوانين بشكل سليم ويحاسبها اذا فشلت او قصرت في ذلك، ويعينها اذا احتاجت المساعدة برفدها بالقوانين التكميلية المساعدة.

هذه المهمة تحتاج الى حزمة اخرى من الصفات تؤهل النائب لادائها، تقف على راسها صفة الشجاعة، فلا يجبن امام زعيم القائمة او يضعف امام حزبه او يتردد امام كتلته البرلمانية، بل يجب ان يتميز بالشجاعة التي تؤهله لان يصدع بالحق ويواجه الباطل كلما استدعت المصلحة العليا ذلك.

ومن اجل ان يكون قادرا على ممارسة هذا الدور، فان على النائب ان يكون حاضرا في مواقع التنفيذ يراقب ويتابع، ثم ليستفسر ويسائل ويحاسب كلما شعر بتقصير في موقع من المواقع.

كما ان هذه المهمة تستدعي من النائب ان يكون نظيفا مستقيما ليتمكن من المراقبة والمحاسبة، والا فان المتورط بفساد، مهما كان صغيرا وحقيرا، لا يمكنه ان يمارس مثل هذا الدور ابدا، لان فاقد الشئ لا يعطيه، فالنائب الفاسد بحاجة الى من يراقبه ويحاسبه فكيف يقدر على مراقبة ومحاسبة غيره؟.

اما المهمة الثالثة للنائب، فتتمثل بحسن الاصغاء للناخبين والاطلاع عن كثب على مشاكلهم وآمالهم وتطلعاتهم، ليعرف كيف يتكلم تحت قبة البرلمان ليدافع عنهم او ينقل افكارهم، وليعرف كيف يصف، بتشديد الفاء، الاولويات في مشاريع القوانين، فعندما يعرف، مثلا، ان في دائرته الانتخابية ملايين العاطلين او انها تعاني من سوء التعليم او تفشي الامراض او اي شئ آخر، فسيبادر الى تقديم مقترح مشاريع من شانها ان تساهم في حل مثل هذه المشاكل، فيقدم مثل هذه المقترحات ويؤخر غيرها التي تبدو ثانوية، اما اذا كان جاهلا بمشاكل الناس، فيظن مثلا انهم ينعمون برفاهية ليس لها مثيل، فيتصور بان النواب فقط هم من يعانون من شغف العيش، فيبادر الى تقديم مشاريع قوانين تخص مرتباتهم وامتيازاتهم لهم ولعوائلهم، ويؤخر مشاريع القوانين التي تخص الناس مباشرة، وهكذا.

ومن اجل ان يتمكن النائب من الوقوف على حال الناس مباشرة، ينبغي عليه ان يكون قريبا منهم، يمر عليهم في ايام العطلة ويتفقد احوالهم في اوقات الفراغ، فبدلا من ان يقضي فراغه متنقلا بين عواصم العالم، عليه ان ينظم لنفسه برنامج زيارات ميدانية، يجلس فيها للناس مصغيا ومحاورا ومستمعا ومدونا، ليكون بالفعل، لا بالقول والادعاء الفارغ، صوتهم وضميرهم وممثلهم.

يجب عليه ان يذهب الى الناس، ولا ينتظر ان ياتي اليه الناس.

عليه ان يفتح مكاتبه بين الناس وللناس، في المدينة والقضاء والناحية والقرية والمحلة، في الجبال والسهول والوديان وبين الاحراش وفي الاهوار، فلا يكتفي بمكتبه العاجي في مبنى مجلس النواب، كما ان عليه ان يتواصل مع الناخبين بكل الوسائل كالندوات الشهرية مثلا والبريد الالكتروني والمندوبين وغير ذلك، فلا ينقطع او يغيب عنهم ولا يحتجب عنهم بحجاب شداد غلاظ ابدا.

كذلك عليه ان يستفيد من احدث الطرق العلمية لقراءة اتجاهات الراي العام، كالاستبيانات واستطلاعات الراي.

عليه ان يصغ دائما الى اصحاب الراي والفكر والقلم والرؤية، والى الخبرات واصحاب المهن، كما ان عليه ان يصغ الى الكبير والصغير، والى المراة والرجل، ومن كل الطبقات، فلا يكتفي بالاصغاء الى محازبيه فقط، وليكن شعاره (الحكمة ضالة النائب).

ان المشرع اهم انسان في الدولة، خاصة الدول ذات الانظمة الديمقراطية التي تولي للفكر والرؤية اهمية قصوى، وان خدمة المشرع لا تقاس بالسنين التي يقضيها تحت قبة البرلمان، وانما تقاس بما ينتج من افكار مشاريع تشريعات وقوانين، ولذلك ترى بعض المشرعين، هنا في الولايات المتحدة، يقضي عقودا مديدة وهو يتبوء مقعده في احد مجلسي الكونغرس، النواب والشيوخ، اذ لا زال المشرع قادرا على انتاج الافكار فهو جدير بان يحافظ على مقعده تحت قبة البرلمان، بثقة الناخب.

ولاهمية المشرع، وحساسية مهمته، لذلك علينا ان نتحسس من اختياره بكل دقة وموضوعية، فناخذ بنظر الاعتبار قدرته على التفكير السليم ووضوح الرؤية وبعدها وشمولها.

انه الاهم في بناء الدولة العراقية الحديثة، فاذا صلح المشرع صلحت التشريعات، وبالتالي صلحت البلاد والعباد، والعكس هو الصحيح، فاذا فسد المشرع فسد كل شئ، وان مثله كمثل نبض الانسان، يجب ان يكون ثابتا ومستقرا لا يزيد عن الطبيعي ولا ينقص عنه، وكما نعرف، فان اي اضطراب في نبض الانسان سيصيبه بالاضطراب وعدم الاستقرار، وربما ينتهي به الى الموت، البطئ او السريع، لا فرق.

27 شباط 2010

قصيدة ولد الهدى في ذكرى مولد الرسول الأعظم (ص وآله)

ولد الهدى فالكائنات ضياء **** وفم الزمان تبسم وسناء

الروح والملأ الملائك حوله **** للدين والدنيا به بشراء

والعرش يزهو والحظيرة تزدهي **** والمنتهى والسدرة العصماء

والوحي يقطر سلسلا من سلسل **** واللوح والقلم البديع رواء

يا خير من جاء الوجود تحية **** من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا

بك بشر الله السماء فزينت **** وتوضعت مسكا بك الغبراء

يوم يتيه على الزمان صباحه **** ومساؤه بمحمد وضاء

يوحي إليك الفوز في ظلمائه **** متتابعا تجلى به الظلماء

والآي تترى والخوارق جمة **** جبريل رواح بها غداء

اجتماع في الدوحة وتعهد مصري بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات العراقية

الحركة الشعبية لأجتثاث البعث

..................................

رصدت الحركة الشعبية لاجتثاث البعث زيارات قام بها بعض السياسيين والتجار العراقيين الى دولة قطر عن طريق مطار كل من اسطنبول وبيروت وحضور اجتماع للبعثيين في منزل السفير المصري في الدوحة وذلك في الساعة الثالثة عصرا من يوم الجمعة المصادف 19/02/2010 .

ومما ترشح من ذلك الاجتماع وضع خطة عمل تقوم بموجبها العصابات البعثية في بغداد والمحافظات الجنوبية بخلق ارباك واشعال حرائق مفتعلة واعمال شغب داخل الدوائر الانتخابية يوم 7 آذار القادم الغرض منها غلق المحطة الانتخابية وعدم احتساب اصواتها مما يعرض النتائج النهائية الى خسائر كبيرة لبعض القوائم التي صنفت من قبلهم على انها قوائم ( مرتبطة بأيران ) مستفيدين من عدم وجود احكام قضائية تشدد العقوبات على مرتكبي مثل هذه الاعمال والتي لا تتجاوز الحبس لمدة شهر واحد بحسب القانون العراقي , وقد تعهد السفير المصري نيابة عن حكومته بأنهم سيفعَلون مشروع عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات في الجامعة العربية كخطة بديلة في حالة فشل مشاريعهم وخططهم التي وضعوها في ذلك الاجتماع .

وكشفت مصادرنا ايضا بوجود نشاطات مريبة واجتماعات سرية في بغداد تقوم بها بعض المجاميع والخلايا المرتبطة بعصابات البعث ومن تلك النشاطات اجتماع للبعثيين في احدى مستشفيات الهلال الاحمر العراقية واجتماع آخر في احدى مدارس قضاء المدائن في الاسبوع الماضي .

وامام هذه المعلومات الخطيرة تجد الحركة الشعبية لاجتثاث البعث ان المسؤولية تقع على ابناء الشعب العراقي اولا في اخذ الحيطة والحذر ووجوب مساعدة الاجهزة الامنية والتعاون معها لصد هذه الاخطار وافشال هذه المخططات كما يتوجب على الحكومة العراقية التحرك السريع ووضع الخطط اللازمة لدرء خطر هذه النشاطات الارهابية والعمل على مفاتحة الجهات الدولية والجامعة العربية في ضمان عدم التعاون مع هكذا قوى تسعى الى افشال العملية الديمقراطية في عراقنا الحبيب .

الحركة الشعبية لاجتثاث البعث

22/2/2010 بغداد

عودة احلام العبيدي الى الاخبار !!!!!

علاء الموسوي

..................

خرجت لنا المذيعة المخضرمة احلام العبيدي من جديد في النشرات الخبرية والسبب ؟؟؟؟ ومثلما يقولون في الامثال اذا عرف السبب بطل العجب ونرجع بالتاريخ ونراجع مقالات الكاتب العادل الذي لايحيف على احد صاحب الواسطات الرخيصة احمد الكردي وهي موجودة في مواقع عديدة منها هذا الموقع الذي هو نفسه يشرف عليه سنرى كلمات في حق احلام ولنستذكرها وبتفكير(انها اختي اللتي اتشرف بها في شبكة الاعلام العراق) و (انها اخته الكبرى)و (انها افضل مذيعة) والخ. من ضمن الصفقات التي عقدت بين الكردي وكريم حمادي الذي يصفه بالقواد هو ارجاع المذيعة احلام العبيدي. ومن المفارقات كانت احلام تقول وبكل ثقة للمدير العام وعلاء محسن وكريم حمادي انها ستعود ستعود الى الاخبار.ثقة عجيبة وكيف علمت انها ستعود ستعود؟ نعم انها كانت على شروط الصفقة التي عقدت بين كريم والكردي والتي باركها المستشار الاعلامي للمالكي ياسين مجيد والذي حضر قبل ايام للتاكد من موقف الكردي وكان ياسين يتجول بالشبكة بحثا عن المقصود وبدون حماية او مرافقة أي شخص من الشبكة قبل اجراء اللقاء معه. فالفقير الذي ليس لو ظهر لايرجع او يعود الى وضعه الطبيعي . ونهاية هذا مقالي المتواضع اقول اذا عادت احلام فلماذا لم تعاد زهراء الموسوي او صبا المالكي الى الاخبار مع العلم ان احلام قد ظهرت على شاشة الفيحاء وصبا وزهراء لم يظهرن على أي شاشة اخرى والتزمن بشروط الشبكة. هذه رسالة الى رئيس الوزراء الحالي او لمن ياتي لكي يرى الظلم من قبل خواصه المنتشرين بدوائر الدولة ومنهم الكردي.

لماذا حذف الموقع الرسمي للمجلس الاعلى خبر زيارة الحكيم للمرجع الشيعي فضل الله ؟!!

ملاحظة من الموقع:

المقال التالي يكشف بعض التقاطعات ، ونشره لايعني بالضرورة أتفاقنا مع الكاتب، أو المصادقة على المحتوى، ولكنها فرصة للقارئ للتمعن بمجريات الأحداث.

-------------------------

عبد الله الفقير

....................

"الديالكتيك" او دورة الحياة بين الاسياد والعبيد يقول بان العبيد يثورون على السادة عندما تزيد السلطة من اضطهادهم ويتفرد الملوك بالحكم ,حينها تظهر اصوات الشعب المطالبة بحقوقها او بـ "الجمهورية" ,وبعد ان يثور العبيد ويتسلمون السلطة ويضمنون كرسي الحكم, ينسون معاناة العبيد ومطالب "جمهورية الجمهور" ليتحولوا شيئا فشيئا الى "سادة" جدد ولتصطبغ ملامحهم وملامح ابنائهم بسمات الملوك ,في الوقت الذي تبدا ملامح "العبيد" تعود لتغطي وجوه الشعب, ثم شيئا فشيئا تتضخم ملوكية الحكام الجدد خصوصا مع توارث ابنائهم للتاج وزيادة في تحدب بطونهم, بينما تزاد مساحة العبيد ومعاناتهم خصوصا مع توارثهم للضنك وزيادة في تقعر بطونهم, حتى اذا ما وصلت معانات العبيد الى نقطة الانفجار ثار العبيد على الملوك الجدد ليسقطوهم ويحتلوا مكانهم, ثم لتعود دورة "الاسياد والعبيد" مرة اخرى لكن بوجوه جديدة!!.

مشكلة التوريث ان الوارث لا يحمل بالضرورة نفس صفات المورث,ولهذا فان منظومة "آلة" الحكم لا تعمل بنفس الطريقة التي كانت تعمل عليها بوجود المورث,ولهذا لم يكن محمد "صلى الله عليه وسلم" ملكا, ولم يبعث لكي يورث الخلافة,لانه كان يريد ان تبقى المنظومة صالحة للعمل لا ان تبقى العتلات وتتعطل المنظومة!!!. وهكذا فعل من بعده ابو بكر وعمر وعثمان,ولهذا لم تظهر في ازمانهم انماط من "الديالكتيك" او دورة حياة الاسياد والعبيد, حتى اذا ما جاء علي ومعاوية, ثم ظهرت نزعات التوريث والملوكية, ظهر ذلك "الديالكتيك" , وتسمّرت العتلات وتعطلت المنظومة ,وبدات دورة الحياة بين الأسياد والعبيد, التي غالبا ما كان ضحيتها هم ابناء الشعب الذين يُحصرون بين ظلم الملك وبين دموية الثوار.

مقتدى الصدر ليس محمد الصدر, وان حاول ان يلبس عباءة ابيه لان جثمانه المترهل اضخم من تغطيه عباءة ابوه او عمه او عشيرته كلها !!,وعمار الحكيم ليس عبد العزيز الحكيم,فمن ولد وفي فمه ملعقة الذهب الايراني الخالص لا يمكن ان يشعر بما عاناه طريدي الاهوار,وما كان لهادي العامري وهمام حمودي وجلال الصغير ان يسلموا مقاليد المجلس الاعلى لمن لا يعرف لحد الان كيف "يتغوط" في العراء و"يتمسح" بقصبة !!!!.

عندما انقلب جماعة مقتدى على مقتدى, وعندما سينقلب جماعة الحكيم على عمار قريبا, حينها سوف يعرف شيعة العراق لم كانت نظرية "الامامة" نظرية باطلة لم يقرها الاسلام او أي من الاديان بل ولم تقرها حتى الانظمة البشرية التي تبتغي العدل.

عمار الحكيم دع عنك احلام الحكم!!:

لم ولن يصلح عمار الحكيم لقيادة المجلس الاعلى, ليس لانه لا يملك صفات القيادة, وانما لان من حوله لن يسمحوا له بذلك ,ولهذا كان عليه ان ينسحب من هذا التكليف وان ادعى البعض انه جاء برغبة منهم لا بطلب منه!!.لقد بدات اولى نزعات الانشقاق في المجلس الاعلى عندما بدى ان ايام عبد العزيز الحكيم اصبحت معدودة, وعندما مات الحكيم, سارع جماعته الى مبايعة ابنه عمار ليس لايمانهم بقيادته وانما لالجام بعض الاصوات التي راهنت على انفراط عقدهم بعده(وكنت انا احد هذه الاصوات!),فكانت "غلطتهم" هذه اكبر من العيب الذي حاولوا تغطيته,وسوف يجنون ثمارها قريبا!, لقد ضغطوا على اطراف ذات نفوذ وسطوة من اجل الموافقة على "بيعته" رئيسا "مدى الحياة" على المجلس الاعلى ,فادى ذلك الى احتقان باطني ظل يتضخم ويتضخم بانتظار الدبوس الذي سوف يفجره, وقد كان جلال الصغير احد هذه الاطراف.

هل كان فضل الله هو الدبوس الذي سيفجر انتفاخ الصغير؟!!:

في عام 2008 نشرت احد الصحف العربية التي تصدر في لندن مقال حمل عنوان " فضل الله لوفد عراقي : لا شرعية لحكومة تسعى لشرعنة الاحتلال ",اثار ذلك المقال حفيظة جماعة الحكيم وحنقهم على "فضل الله" ,فنشروا في اليوم التالي في موقع براثا التابع لجلال الصغير مقال للرد عليه حمل عنوان " فضل الله دع العراقيين مع حكومتهم",ووما جاء فيه ((وحقيقة هذا الرجل (أي فضل الله) جعلنا امام امرين احدهما امرّ من الثاني, فالسكوت عنه يغيضنا والرد عليه يؤلمنا)),ثم قال ((اقول للوفد الذي زار فضل الله ان لك الحق في ان تزور من شئت ولكن ليس لك الحق ان تطالب من تشاء زيارته في الدفاع عن من لا يشاء زيارتك ,وان لاتتكلم نيابة عن من لم يوكلك)),ثم انهاه بالقول ((لبنان اشتعلت في نار الحرب الاهلية على مدى اكثر من عشرين سنة فما هي الجهود المبذولة من قبلكم يا سماحة السيد (فضل الله)للحفاظ على ارض لبنان بل انكم لا جهود لكم تذكر))!!.

وقد عقب على ذلك المقال بعض جماعة الحكيم ببعض الردود ,حيث قال احدهم: ((المتتبع للفتاوى التى يطلقها محمد حسين فضل الله منذ بضعة سنوات ولحد الان يعرف نية السيد فى التقرب الى مملكة ال سعود ولو على حساب المذهب الشيعى ومعتقداته, وبالتالى لا يمكن اطلاق صفة المرجع الشيعى عليه.. وحادثة طرده من الاراضى الايرانية خير شاهد على ان فتاويه لا تصب الا فى خدمة المملكة الوهابية.)). أي ان هذا الراد يقرر بان فضل الله طُرد من ايران ,وهي معلومة جديدة!,كما انه يقر بان فتاوي هذا "الشخص" تصب في مصلحة "المملكة الوهابية" ويقصد السعودية!!!(خوش حجي!).

راد اخر كتب باللغة العامية يقول (( يمعودين محمد حسين فضل الله مجتهد للأيجار ! كلمن يريد يعارض حكومة بلده يروح يقلده .)), وهذا "كلش خوش حجي!!", لانه يقر هنا بان كل من يريد معارضة حكومة يذهب اليه!!.

راد اخر كتب يقول ((يعتبر السيد فضل الله من أكبر المتضررين من سقوط الطاغيه صدام هذا الرجل بملاينه الخياليه أستطاع أن يوظف بعض النفوس الظعيفه من أجل محاربة بيت العتره بيت محمد ص وكل الذين تجاوزوا على محمد وأل محمد هم من تلاميذ فضل الله وبالتالي عندما كشف من قبل المؤمنين وأصبح أسمه عنوان الكره لكل الخيرين ذهب لمحاربة الشرفاء من أهل العراق بعنوان مقاومة المحتل وهو أدعاء كاذب يراد به الفتنه وكأنه يحن الى تلك الأيام السود الذي دفع بعض العراقين للوقوف باب الظلاله والأنحراف باب فضل الله اللهم أدفع عنا الشر وأهله)). يعني فانهم هنا يقرون بان فضل الله "صدامي" ومن ايتام النظام السابق !!, بل ويصف بابه بانها باب الضلالة والانحراف !!!.

راد اخر كتب يقول ((السلام عليكم الكارثه في العراق ان أكثر مسؤوليه يحترمون من ليس يستحق الاحترام ويتنازلون عن كثير من حقوق العراق وتلك أذا لم تكن خيانة فهذا جبن نساء لاحظ ذلهم في كسب ود المهلكة الوهابية وقتلهم انفسهم لفتح سفارتها .......الخ)), يعني هم يقررون هنا بان احترام "فضل الله" ان لم يكن خيانة فانه "جبن نساء", وهذا كلش خوش حجي!!!.

الان تعالوا لنطالع هذا الخبر الذي حمل عنوان " نسعى لانجاز شراكة حقيقية بين جميع مكونات الشعب العراقي وتاسيس العمل على مبدا الربح للجميع سماحة السيد عمار الحكيم يلتقي سماحة السيد فضل الله" والذي نشر في تاريخ (21\1\2010): (( في اطار زيارته التي يقوم بها الى لبنان ، زار سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ، الخميس 21/1/2010 سماحة السيد محمد حسين فضل الله في حارة حريك ببيروت .

وتناول الجانبان خلال اللقاء استعراض المشهد السياسي في العراق ، والحراك الدؤوب لمجمل القوى والفعاليات السياسية لممارسة دورها في بناء وترسيخ التجربة العراقية الحديثة والتي تقوم على اسس الديمقراطية والحرية واحترام الاخر .

واكد سماحة السيد عمار الحكيم على السعي الجدي لانجاز شراكة حقيقية بين جميع مكونات الشعب العراقي وتاسيس العمل على مبدا الربح للجميع ، لان ذلك من شانه ان يعزز وحدة ابناء العراق ويوثق عرى التلاحم بين مكوناته الدينية والطائفية والقومية والفكرية ، خاصة وان المرحلة الحالية هي مرحلة الاستعداد للانتخابات القادمة التي ستسهم نتائجها في تحديد ملامح الدولة العراقية الحديثة .

من جانبه فقد اكد سماحة السيد فضل الله على اهمية ان تكون الانتخابات المقبلة في العراق منطلقا لتعزيز وحدة العراقيين، وتثبيت التلاحم بين جميع الفئات والجهات السياسية والدينية والعرقية، بما يفضي الى محاصرة الجهات الساعية الى تدمير وحدة العراقيين بالعنف الدامي، وباستهداف المدنيين ونشر الفوضى الامنية .)).وهذه صورة من ذلك اللقاء: http://www.alfajer.org/lib/images/IMG_5563.JPG

بعد ان طالعنا هذا الخبر, وطالعنا ما كتبه جماعة جلال الصغير في المقال الذي في الاعلى وتعليقاتهم عليه, طبقوا الان تعليقاتهم وردودهم على عمار الحكيم وزيارته الاخيرة لفضل الله لتعرفوا موقفهم الحقيقي من عمار الحكيم !!!!!.

الفضيحة الاكبر!!!:

قد تفسر زيارة عمار الحكيم لمحمد حسين فضل الله بالرغم من معرفته بحقيقة العداء المستفحل بين جلال الصغير وفضل الله على انها تحدي لجلال الصغير وتعزيزا لاصوات من يروجون لوجود شقاق خفي داخل المجلس الاعلى,وقد نرى هذه الايام نوعا من المصالحة ورد الاعتبار بين عمار الحكيم وجلال الصغير كتلك التي اعقبت اختياره خليفة لوالده, لكنها في كل الاحوال ستبقى مصالحة خجولة لان جلال الصغير يعلم بان طرده من الانتخابات في بغداد و"دفره" الى دهوك للترشح من هناك انما هو "طرد " دبلوماسي من المجلس الاعلى!!!.

وقد نتفهم سبب عدم تغطية موقع جلال الصغير الالكتروني ومملكته الاعلامية لتلك الزيارة على انها بسبب ذلك الصراع المحتدم بين جلال الصغير واتباعه وبين فضل الله وافكاره, لكن ما لا يمكن ان نجد له مبررا هو لماذا حذف الموقع الرسمي للمجلس الاعلى خبر زيارة زعيمه عمار الحكيم لفضل الله؟؟!!!.

نعم, فقد قام الموقع الالكتروني الرسمي للمجلس الاعلى بحذف خبر زيارة عمار الحكيم للمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله بعد ان كان قد نشره في الايام الاولى!!!, واليكم الدليل, ففي هذا الرابط كان الموقع الرسمي للمجلس الاعلى ينشر خبر زيارة الحكيم لفضل الله:

http://www.almejlis.org/news_article_2569.html

لكنكم عندما تنقرون هذا الرابط ستجدون الخبر قد حذف من الموقع !!!, لكن عندما تكتبون هذا الخبر في محركات البحث سوف يدلكم على نسخة مخبئة من هذا الخبر كما نشر في الموقع قبل الحذف تجدونها في هذا الرابط:

http://209.85.129.132/search?q=cache:QN4B94jdjhQJ:www.almejlis.org/news_cat_1.html+%22%D8%B2%D8%A7%D8%B1+%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%AD%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%8A%D9%85+%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D9%89+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A+%D8%8C+%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%8A%D8%B3+21/1/2010+%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%AD%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF+%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86+%D9%81%D8%B6%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%22&cd=1&hl=ar&ct=clnk&gl=sa

وفي الخبر الرابع في هذه الصفحة تجدون صورة عمار الحكيم وفضل الله, وجزء من الخبر,لكن عندما تضغطون على رابط الخبر سوف يظهر لكم نفس "الخطا" للدلالة على ان الخبر قد حذف!!.

اما في هذا الرابط فسوف تجدون الصفحة الحالية لنفس الصفحة اعلاه بعد ان تم حذف خبر لقاء عمار الحكيم بفضل الله ومنها نلاحظ انهم ابقوا على خبر لقاءه بشيخ الطائفة الدرزية وبوليد جنبلاط بينما حذفوا خبر لقاءه بفضل الله !!!:

http://www.almejlis.org/news_cat_13.html

ماذا يعني هذا؟؟!:

امام هذه الخطوة "المرتبكة" من قبل الموقع الرسمي للمجلس الاعلى وقيامه بحذف خبر لقاء زعيمه عمار بمرجع شيعي بارز كفضل الله, نحن امام احتمالين:

اما ان الحذف قد تم بموافقة عمار الحكيم, وبالتالي فعلينا ان نفهم اسباب حذف عمار الحكيم لهذا الخبر!!, هل لان عمار الحكيم قد "اخطا" فعلا عندما زار فضل الله وان حذفه لذلك الخبر دليل اعترافه بذلك الخطا؟؟, وهل تم حذف الخبر تفاديا للعواقب الوخيمة التي اعقبت لقاءه باحد اشهر منتقدي المجلس الاعلى الا وهو فضل الله ؟؟؟,ام ان الحذف جاء استجابة لاوامر ايران التي ازعجها زيارة الحكيم لعدوها اللدود محمد حسين فضل الله؟؟؟!, ام ان الحذف جاء لتخفيف حدة الخلاف بين مقتدى الصدر وعمار الحكيم بعد انتقاد الصدر للحكيم لبعض تصريحاته؟؟؟.

اما الاحتمال الثاني فيقول بان حذف الخبر قد تم من الموقع دون علم عمار الحكيم وانه تم من وراء ظهره !!, وهنا نكون امام عدة اسئلة منها: هل فقد عمار الحكيم السيطرة فعلا على المجلس الاعلى بحيث اصبحوا يتحكمون بنشاطاته كيفما يشاؤون ويتصرفون بالاخبار الواردة عنه كما يحلوا لهم دون علمه ؟؟؟, ام ان هذا الحذف جاء كتعبير من المسؤولين عن ذلك الموقع لزيارة الحكيم لعدوهم اللدود فضل الله؟؟؟, ام ان ذلك يعبر عن سطوة جلال الصغير على الهيكل الاعلامي للمجلس الاعلى بحيث امرهم الصغير بحذف خبر مهم من الموقع الرسمي للمجلس دون علم عمار الحكيم فاستجابوا له برحابة صدر؟؟؟؟( علما ان هذا الخبر لم يحذف من الموقع الرسمي للمجل فحسب, وانما تم حذفه من موقع مكتب الثقافة والاعلام وهو موقع رسمي ايضا و تابع للمجلس الاعلى!!!. وهذا رابط الخبر بعد الحذف:

http://www.majlis-mc.com/missing.aspx

).

ما هو رأي المرجع فضل الله بهذا الموقف ؟؟:

الاهم من كل ذلك, وبغض النظر ان كان الحذف قد تم بامر عمار ام من وراءه هو : ما هو رأي المرجع محمد حسين فضل الله واتباعه من قيام المجلس الاعلى بحذف خبر زيارة عمار الحكيم له؟؟؟, هل سيعتبر ذلك اهانة موجهة له من قبل المجلس ومن خلفها ايران ؟؟, ام سيعتبرها تراجعا من قبل عمار الحكيم وجماعته عن وعودهم بفتح صفحة جديدة من العلاقات بين مختلف الاطياف وهي تلك الكلمات التي رددها عمار على فضل الله؟!!!, ام سيعتبرها حركة "زعاطيط" وان هؤلاء لا يمكن الوثوق بهم كما كان يردد من دائما ؟!!.

الزبدة :

من كل ما سبق وبغض النظر عن حذف الخبر من بقاءه, او امتعاض جلال الصغير من عمار او امتعاض الاخير من الاول, هل نفهم من كل هذا اللغط الذي اعقب زيارة عمار الحكيم للبنان ابتداءا بتصريحات مقتدى النارية وليس انتهاءا بحذف خبر زيارته لمكتب فضل الله, هل يشير هذا الى تخبط عمار الحكيم في تصريحاته وزياراته غير المحسوبة العواقب من قبل جماعته ؟؟, ام انه يشير الى ارادة حقيقية لدى عمار الحكيم لتغيير سمعة المجلس الاعلى المتدنية لكن وجود الديناصورات القديمة كجلال الصغير وهادي العامري هي من تضع العراقيل امام هذا التغيير؟؟, ام ان كل هذا انما يشير لوجود انشقاق حقيقي داخل المجلس الاعلى قد يؤدي الى انشطاره الى شطرين, الاول ينحاز الى ايران ليدخل عباءة االولي الفقيه بجانب مقتدى الصدر,وقسم ينحاز الى العباءة العربية بمعونة المرجع الشيعي "الوهابي" محمد حسين فضل الله ؟؟!.

نصيحتي لعمار:

بني عمار, دع عنك السلطنة و"لذة" الحكم, فلست بحاجة اليها وليست بحاجة اليك, لذلك بني ارى انك لن تستطيع ان تغير بعينيك الزرقاويين ووجهك الترف هذه الديناصورات من آكلي لحوم البشر التي تحيط برقبتك,لذلك بني ارى ان من الافضل لك دينا ودنيا ان تصنع ما صنع "حسين الخميني", فتجمع اغراضك وتغادر العراق لتعيش في منتجعات سويسرا قرب احفاد الشاه لا ينغص حياتك جلال الصغير ولا يرعب جنين زوجتك "جهرة" هادي العامري!!,اما ان كنت ممن يتلذذون بالمناطحة فانت وما اخترت, لكن حذار من الركون الى جدار من "فلين"!!.

هذه نصيحة من عبد فقير تعرف انه يكرهكم اكثر من كرهه للشيطان, لكن لعلي افضل ممن حولك في ابداء النصيحة لاني على الاقل لا ابدي عكس ما اخفيه!!!.

fakeerabd@yahoo.com