وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الأربعاء، أيار ١١، ٢٠١١

الاعلام الجديد

مـــهدي زايـــــر جــــاسم

mahdyzaer@yahoo.com

لاشك ان اعلام الالفية الثالثة سيختلف عما سبقة من اشكال الاعلام الاخرى ، الاعتبارات موضوعية ترتبط مباشرا ًبتطور تكنلوجيا المعلومات ، ولاشك ان مفاهيم جديدة للاعلام المباشرالحر السريع قد بدات تاخذ طريقها الى المتلقي بعد ان تركزت بصفة شبة مطلقة لدى الدول المتقدمة والغربية .

أفرزت لنا ثورة (الفيس بوك )في مصر كما يحلو للبعض ان يسميها نوعاً جديداً من الاعلام يختلف عن الاعلام التقليدي الذي يعتمد على كون المواطن متلقي صامت يستقبل المادة الاعلامية ولايستطيع ان يعبر عن راية اومشاعرة او اعجابة اتجاة المادة الاعلامية سواء كانت مرئية او مسموعة او مقروءة ،الامر الذي يحول المتلقي الى صامت طوال الوقت ولايتفاعل مع المادة الاعلامية. قدم اعلام الانترنيت ظواهر وممارسات مستحدثة في المجال الاتصالي والاعلامي تميز جميعها بسمة رئيسية هي سمة التفاعلية فموقع مثل (الفيس بوك) وموقع (توتيتر)فيها فضاءات للنقاش والحوار وتبادل الاراء حول العديد من القضايا في حين لم يكن هذا ممكنا في الاعلام التقلًيدي فالنقاش ان حدث يكون ضمن النخبة فقط.

ونلاحظ الدور الكبير الذي يلعبة الجمهور فيما يسمى ب(الاعلام الجديد) فهو قائم على انتاج الفرد لمضامين الاعلام ولتعليق عليها ونشرها بشتى الوسائل ،وابتكار واجهات عرض جديدة، ومع ظهور الاعلام الجديد تغيرت علاقة الفرد مع الاعلام فوجود الفرد هو شرط اساسي في وجودالعديد من المواقع الاجتماعية التي تمثل الاعلام الجديد فالعلاقة هي علاقة تفاعلية تشاركية، فلم يعد الساسة او الاعلاميين او الصحفيين يحتكرون سلطة الكلام والتعبير عن الذات بل اصبح متاحاً أمام الجميع. وهذا الاعلام الجديد حتى لو كان لايملك مهارات فنية او صحفية او اعلامية لكنة يملك المعلومات التي يجمعها من محيطة ، هذا الفرد الذي كان لايملك حق الكلام والتعبير عن راية او محيطة او ذاتة اصبح لة الحق في نشر مايشاءوقتما يشاء، وقد نجح العديد من المدونين في الوصول الى العالمية والشهرة ومن امثلة ذلك مدوني المواقع الذين يبيعون سلع بأسمائهم ،ويعرضون الاعلانات في صفحاتهم .

نلاحظ مما سبق الفرق الشاسع بين الاعلام التقليدي والاعلام الجديد وتحول الجمهور من جمهور مستقبل الى جمهور مستخدم للوسائل الاعلامية ، فقد انتقل المواطن من مجرد متلقي يقراء ويشاهد ويستمع الى مستخدم للمضامين الاعلاميةمن خلال التعليق والتقييم والتاليف والطباعة ، وانتقل من مضامين محدودة الى مضامين متنوعة هو يذهب اليها ولاتاتي له .

وفي ضوء ماسبق يمكن القول اننا في مجال الاعلام لانزال نعيش مرحلة الوسطية بين الاعلام التقليدي واعلام الانترنيت اذا جاز لنا تسميته ، فمن الموكد ان جمهورةبالملايين يتفاعلون معه في كل لحظة من اجل اثرائة والتمتع بحق الكلام والتعبير عن الذات والمعرفة والترفية والتثقيف .

ليست هناك تعليقات: