وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الجمعة، أيار ٠٦، ٢٠١١

الزهراء(ع) في كلمات الرسول(ص)


وأما رسول الله(ص)، فقد تحدث عن الزهراء(ع) وفضلها كثيراً، ونعتها بما لم ينعت به واحدة من النساء، حتى أنه وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي :

ما تمنى غيرها نسلاً ومن يلد الزهراء يزهد في سواها

ورسول الله عندما يقيّم فهو لا يقيّم على أساس عاطفة أو هوى، حاشاه {وما ينطق عن الهوى}[ النجم:3] وإنما يتكلم بلسان الوحي والتنزيل { إن هو إلاّ وحي يوحى} [النجم:4].

وفي ما يلي نستعرض بعض أحاديثه حول ابنته فاطمة :

من العناوين الكبيرة والمهمة التي امتازت بها الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع)، ما جاء في الحديث المشهور عن النبي الكريم(ص) بشأنها أنها: "سيدة نساء أهل الجنة"[18]، وفي حديث آخر "إنها سيدة نساء العالمين"[19]، وفي رواية ثالثة: "إنها سيدة نساء المؤمنين"[20]، وفي نص رابع: "سيدة نساء هذه الأمة"[21]. وهذه الأحاديث رواها السنة والشيعة.

فقد ورد في ( صحيح البخاري ) عن عائشة قالت: "أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله(ص)، فقال رسول الله(ص): مرحباً بابنتي، فأجلسها عن يمينه وأسرّ إليها حديثاً فبكت، فقلت لها: لِمَ تبكين؟ ثم أسرّ إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن.

فسألتها عن ذلك: فقالت: ما كنت أفشي سر رسول الله(ص) . حتى قبض النبي(ص)، فسألتها عما قال، فقالت : أسرّ إليّ أن جبرئيل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي، وأنك أول أهل بيتي لحاقاً بي، فبكيت، فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين، فضحكت لذلك"[22].

وفي رواية أخرى وردت في ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم أن النبي(ص) قال لها: "يا بنيّة، أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت:يا أبت فأين مريم ابنة عمران؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك، أما والله زوّجتك سيداً في الدنيا والآخرة"[23].

وهذه الرواية وإن ضيّقت ما وسعته الروايات الأخرى، لكن لا تنافي بينها، فهي سيدة نساء عالمها وسيدة نساء المؤمنين والعالمين ونساء أهل الجنة.

التقييم الدقيق للسيادة :

وهنا لا بد أن نتوقف لنتساءل:هل السيادة مجرد لقب تكريم أعطاها إياه رسول الله(ص)؟

حاشاه، فرسول الله(ص) لا يطلق الألقاب جزافاً، لأنه ينطلق عندما يزن الناس، وإن كانوا أقرباءه، من موقع التقييم الدقيق للكفاءة الواقعية في ما يمدح به هذا أو ذاك، ولو لم ينطلق من الموقع العميق الموجود في الشخصية التي يجعلها في مستوى الكلمة التي يطلقها عليها، لكانت الكلمة صادرة منه عن هوى، والله تعالى يقول في حقه:{وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى}[النجم:3_4].

وعليه، فأن تكون فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، معناه أنها استجمعت في عقلها وقلبها وفضائلها كل عقل وقلب وفضائل نساء أهل الجنة، بل وتفوّقت عليهنّ في ذلك.

وأن تكون فاطمة سيدة نساء العالمين والمؤمنين، فهذا يعني أن كل فضائل الإيمان وخصاله وكل مزايا المؤمنات قد تجمّعت وتجسّدت فيها، وإلا فكيف تكون سيدةً لقومٍ وهي لا تفضلهم بشيء ولا تملك الميزة التي بها تكون السيادة؟!

ولهذا فإن رسول الله(ص)، الذي ينطق إسلاماً ويتحرّك ويجسّد الإسلام، وينبض قلبه بالإسلام، وليس لديه حتى العواطف الذاتية التي تفقد فـي عمقهـا معنى الإسـلام، لأنه كان الـنور كله، والإسلام كله، والقرآن الناطق، عندما يعطي فاطمة هذه الأوصاف، فلا بد أن يكون اطّلع على ما تحمله(ع) من علمٍ يتفوّق على علم نساء العالمين كلهم، وما تحمله من طهارة تتفوّق بها على نساء العالمين، ومن روحانية وقيم إنسانية تتفوق بها على سائر النساء.

وفي كلمة أخرى له(ص) تعبّر عن المنزلة الرفيعة لسيدة النساء يقول فيها : ـ كما في صحيح البخاري ـ : "فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني"[24]، وفي صحيح مسلم: "إنما ابنتي فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها"[25]، وفي رواية أخرى لمسلم: "إنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها"[26]، وفي نص رابع أورده في البحار : "فاطمة شجنة مني، يؤذيني ما آذاها ويسرّني ما سرّها"[27].

وهذه الرواية ـ على اختلاف تعبيراتها ـ الصادرة عن الصادق الأمين، الذي ـ وكما أسلفنا ـ يتحدث وحياً وإسلاماً لا عاطفةً، لأن عاطفته كبشر، مجالها أن يحتضن ابنته كما يحضن أي بشر ابنه وابنته، ولكن عندما يعطي القيمة فهو يعطيها من خلال الوحي والرسالة، ولا يمكن أن يتقوّل على الله أبداً: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين}[ الحاقّة:44_46]. هذه الرواية تعبّر عن التمازج الروحي والاندماج العميق بينها وبينه، لأنّ قوله(ص): "بضعة مني" لا يريد به الإشارة إلى الجانب المادي فإنه لا يخفى على أحد، وإنما يريد به الإشارة إلى ما هو أعمق من ذلك، فإن معنى أن يكون إنسانٌ ما قطعة من رسول الله(ص)، أنه يرتبط برسول الله ارتباطاً رسالياً عضوياً، كما لو كان جزءاً حياً من جسده.

ومعنى ذلك أن عقله يختزن بعضاً من عقل رسول الله(ص)، وروحه تختزن بعضاً من روح رسول الله(ص)، وأن حياته تختزن الطهر والنقاء والروحانية والصدق والأمانة كما اختزنها رسول الله(ص).

ثم عندما يضيف(ص): "من أغضبها فقد أغضبني ومن آذاها فقد آذاني"، فإن أصحاب الرسالات لا ينفعلون عاطفياً عندما يؤذي الناس أولادهم، بل أي أب صالح لو أغضب الناس ابنه بالحق لأنه أساء إليهم، فإنه لا يغضب ولا ينفعل لذلك. إذاً فما معنى "من أغضبها فقد أغضبني..."؟

إن معناه أن فاطمة هي المرأة التي لا يمكن أن تسيء إلى أحد في قول أو فعل حتى يكون للناس حق في إيذائها وإغضابها، بل فاطمة لو غضبت فلا يملك أحد أن يغضبها، لأنها الإنسانه التي لا تغضب إلاّ لله، والإنسانة التي لا تسيء إلى أحد ولا تذنب أو تنحرف، فمن أغضبها فإنه يغضب الحق ويغضب الخطّ المستقيم، وهي الإنسانة التي لا تتأذى إلا عندما يُعصى الله أو ينحرف الناس عن طريق الله، ولذلك يتأذى رسول الله بأذاها، وإلاّ كيف يمكن أن يتأذى رسول الله(ص) لأذاها إن لم يكن أذاها مبرراً ومنسجماً مع الحق والرسالة؟

وهكذا قوله(ص) كما جاء في بعض الروايات: "يرضيني ما يرضيها "، فإن معناه أنها لا ترضى إلا ما يرضاه الله ورسوله، ولو لم يكن النبي(ص) مطّلعاً على عمق الزهراء(ع) وعلى كونها صورة عن روحه وفكره وخطه ورسالته، وعلى أن الرسالة قد انطبعت في شخصيتها وذابت شخصيتها في الرسالة، بحيث إنه لا يوجد فاصل بينها وبين الرسول وبينها وبين الرسالة، لما صحّ أن يربط رضاه برضاها وغضبه بغضبها. وهذا يدلل بوضوح على أن الزهراء(ع) معصومة مطهرة وبلغت الغاية في الكمال.

وفي حديث آخر روي عن رسول الله(ص) قال: " إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها"[28].

وهذا النص الشريف أقوى من سابقه في الدلالة على عظمة هذه الإنسانة ومقامها الرفيع عند الله سبحانه، بحيث إنه تعالى ربط رضاه برضاها وغضبه بغضبها، فما معنى ذلك؟ ما معنى أن يغضب الله لغضب إنسان ويرضى لرضاه؟ معنى ذلك أن هذا الإنسان قد عاش مواقع رضا الله كلها وابتعد عن مواقع سخطه، وهذا ما عبّر عنه الإمام الحسين(ع) بقوله: "رضا الله رضانا أهل البيت"[29].

استغراب مدفوع:

ويبدو أن هذا الحديث أثار لغطاً وجدلاً في بعض الأوساط، ما اضطر أهل البيت أن يوجهوه، فقد نقل في مسند فاطمة: عن الصدوق في الأمالي قال: "حدثنا أبو ذر يحيى بن زيد بن العباس بن الوليد البزار بالكوفة قال: حدثني عمي علي بن العباس قال: حدثنا علي بن المنذر قال: حدثنا عبد الله بن سالم عن حسين بن زيد عن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب عن رسول الله(ص) أنه قال: يا فاطمة، إن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك. قال: فجاء صندل فقال لجعفر بن محمد عليهما السلام : يا أبا عبد الله، إن هؤلاء الشبان يجيئون عنك بأحاديث منكرة، فقال:له جعفر(ع): وما ذاك يا صندل؟ قال: جاءنا عنك أنك حدّثتهم أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها، قال: فقال جعفر : ألستم رويتم في ما تروون أن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب المؤمن ويرضى لرضاه؟ قال: بلى، قال فما تنكرون [أن تكون] فاطمة مؤمنة يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، قال فقال: الله أعلم حيث يجعل رسالته"[30].

ومن كلماته الخالدة والقيّمة في حق فاطمة(ع) قوله الشهير: "فاطمة أمّ أبيها"[31].

ولكن حتى نفهم المعنى الدقيق لهذه الكلمة، لا بد أن ندرس حياة رسول الله(ص) وما لاقاه من عنت ومشقة منذ بداية حياته؛ فلقد عانى الكثير، عانى من اضطهاد المشركين له حتى قال: "ما أوذي نبيّ بمثل ما أوذيت"[32]، وحزن لفقد زوجته أم المؤمنين خديجة(ع) والتي كانت ملجأ وكهفاً له يأوي إليه بعد الجهد والتعب الذي يلاقيه من قومه، وتأثر لافتقاد عمه أبي طالب الذي كان يرعاه ويدافع عنه ويقف إلى جانبه، وعانى قبل ذلك اليتم الذي عاش في زوايا إحساسه الإنساني، لأنه عاش يتم الأب وهو جنين، ويتم الأم وهو رضيع، فافتقد رعاية الأب، وحُرم حنان الأمومة.

ونحن نعرف أن حنان الأم يروي قلب الطفل كما يروي الماء الأرض اليابسة، ويغذي روحه بطريقة لا شعورية لا يحس بقيمتها إلا بعد حين، كما أن حنان الأم يجعله في شعور دائم بطفولته ما دام مع أمّه حتى لو صار في سن الخمسين، فإذا ما فارقت أمه الحياة شعر فجأة بالشيخوخة تزحف إلى حياته، ولهذا فالإنسان منا يصعد ويتقدم به العمر ليصبح كهلاً وشيخاً، ومع ذلك يبقى يحس بمشاعر الطفولة تجاه أمه، لأن أمه تحتضنه وتحاكيه وتناغيه، ولأن الأم ـ كما يقال ـ لا تعرف السن التي تتقدّم في ولدها، بل تظل تفكر فيه رضيعاً تحتضنه وطفلاً تلاعبه، والنبي(ص) لم يشذ ّعن هذه القاعدة الإنسانية العامة، وهي الحاجة إلى عطف الأم وحنانها ورعايتها واحتضانها، وهذا لا يشكل نقصاً أو عيباً في النبي(ص)، ولا يعني أنه يشكو من عقدة نقص، لأن النبي(ص) وإن كان في قمة الكمال، لكنه بشرٌ يتمتع بكل خصائص البشر ويشعر بكل حاجاتهم، يجوع كما يجوعون، ويعطش كما يعطشون، ويتألّم كما يتألمون، ويفرح كما يفرحون، ويحزن كما يحزنون[33]، ولهذا فهو بحاجة إلى الحنان كما هو بحاجة إلى الطعام والشراب وكما أن حاجته إلى الطعام والشراب. لا تمثّل نقصاً أو عقدة نفسية، فكذا حاجته إلى الحنان والعطف، وكما الجوع لا يمثل عيباً عند أي إنسان فكذا عند النبي، وليس هناك فرق بين الجوع إلى الطعام والحاجة إلى الحنان، وقد جاع النبي(ص) حتى ربط حجر المجاعة على بطنه. وقد حدثنا الله سبحانه عن حزن النبي(ص) وضيقه وهو يخفف عنه ذلك: {ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون}[النحل:127]، وقال سبحانه: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر}[المائدة:41]. وقال: {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات}[فاطر:8]، إلى غير ذلك من الآيات التي تتحدث عن بشرية النبي(ص) وحاجاته الإنسانيّة..

وإذا كان رسول الله(ص) بشراً في إحساسه ومشاعره، وكان بحاجة إلى الحنان الغامر والفيّاض واللمسة الحلوة والاحتضان الرقيق ـ كما يحتاج لذلك كل إنسان ـ لا سيما وهو يعيش تلك المرحلة الصعبة من عمر الرسالة التي كان يُسبُّ فيها ويشتم ويتهم ويرمى بالحجارة والأوساخ ويتعرض لأقسى أساليب التكذيب والمحاربة، فلهذا كان يشعر بالحاجة إلى الراحة والاطمئنان والسكينة والحنان والرعاية والاحتضان. وأي وقتٍ يحس فيه صاحب الرسالة العظيمة بالحاجة إلى ذلك أكثر من هذا الوقت الذي يجد فيه كل شياطين الأرض والذين لا يعيشون قيمة الإنسان يتكالبون عليه ويهاجمونه بالكلمة والممارسة.

فمن يمدّ الرسول بالعطف والحنان ويخفف عنه الأعباء والآلام والمعاناة؟

لم يكن هناك سوى فاطمة(ع)، فهي التي ملأت بيته بعبق الأمومة وروحها وطهرها وعاطفتها، فكانت أمه بالروح وإن كانت ابنته بالجسد، أمه بعاطفتها وروحانيتها التي غمرته بها، كانت تحتضنه قبل أن يضمّها إليه، وتبتسم له عندما تلمح الكآبة في وجهه، كانت تهدهد روحه، وتملأ عليه بيته، ولئن كانت السيرة لا تحدثنا عن تفاصيل ذلك، إلا أننا نستطيع أن نلتقطها ونستوحيها من خلال كلمة الرسول الخالدة، "فاطمة أم أبيها"، هذه الكلمة التي قالها بعد أن هزّته عاطفتها، فأطلق كلمته هذه مخلّداً حركة الأمومة في ابنته، لأن كلمة " أم أبيها " تختزن كل إحساس النبي بحنان ابنته وقلبها الكبير الذي كان يحنو على رسول الله(ص).

ولنتصوّر كم كانت عاطفة فاطمة وكم كان قلبها كبيراً حتى استطاعت أن تملأ روح هذا الإنسان العظيم وتشعره بالاطمئنان وتحوطه بالرعاية، لقد كانت أمومتها له(ص) واحتضانها له شيئاً فوق العادة، كانت بذلك تحمل مسؤولية كبرى، لأن الأمومة ـ بشكل عام ـ مسؤولية كبرى تملأ فكر الأم وتشغل مشاعرها وأحاسيسها وتتعب جسدها وفكرها، باعتبار أن المرأة عندما تكون أماً فإن الولد سيكون محور حياتها، ولهذا نجد أن بعض الأزواج يغارون من أطفالهم عندما يرون أن زوجاتهم قد شغلن بالأطفال. هذه هي طبيعة الأمومة بشكل عام، فكيف إذا كانت الأمومة لشخصية مثل رسول الله(ص)، فلا بد أن يبذل من يقوم بهذا الدور من الجهد والطاقة الشعورية ومن الروح العميقة الممتدة ومن الأفق الواسع ومن خفقات القلب ونبضات الشعور، الشيء الكثير الكثير ليقوم بهذا الدور.

ولذلك فإننا نعتبر أنّ هذه الكلمة توحي بعظمة الزهراء(ع)، وحتى وإن لم يمدنا التاريخ بكثير من تفاصيل العلاقة بين فاطمة وأبيها ومن حياتها، فإن هذه الكلمة وحدها كافية للتدليل على منزلتها ومقامها عند رسول الله(ص) الذي {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى}[ النجم:3_4] . فهو لا يتكلم عن هوى أو عاطفة غير مسؤولة، وإنما يتكلم بالحق والحقيقة والكلام الجادّ.

إن هذه الكلمة تختصر كل حياة الزهراء(ع) ودورها في تخفيف الآلام التي عاشها رسول الله(ص) والأعباء والأثقال التي واجهها من المشركين والمنافقين.

ليست هناك تعليقات: