وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

السبت، تشرين الأول ٣٠، ٢٠١٠

(بغداديات) ... لقطاء ديفيد كمحي

بتوقيع : بهلول الكظماوي
..............................

كلما حاولت الابتعاد عن الكتابة لأستريح بعض الشيئ من متاعبها , أجد نفسي مضطرّاً للرجوع اليها مشاركاً اخوتي الكتاب العراقيين مستجدات احداثها التي تفرض علينا الادلاء بدلونا فيها.

و بمناسبة ما تناقلته الصحافة مؤخراً سواء الصفراء منها أو البيضاء لتسريبات ما يسمى بـ ( موقع ويكيليكس ),

1- أحب ان اشرح اولاً تسمية الموقع التي تتأتى من كلمتين وهي كلمة ويكي و تعني الباص الصغير المتنقل ( الدوار) و ليكس التي تعني ( تسريبات ) فتكون بمعنى ( تسريبات دورية ) بالعربية.

و من تلك التسمية يتضح أن الاساس في انشاء الموقع قائم على التسريبات و ليس على الوثائق و الأثباتات ( و ما أكثر الأشاعات التي تقوم على اساس التسريبات ).

2- أكبر ناشطي هذا الموقع و المؤسّس له هو الاسترالي المولد (جوليان اسانغ ) 1971 ولد في مدينة مايينيتيك ايلند و قضى جزء من مراهقته في ملبورن, و هو المتنقل الوطن , شديد الترحال منذ طفولته , و لا اعتقد أن تسمية موقعه بعيداً عن ما عاناه الرجل من ترحاله الدائم منذ طفولته حنى ألآن ناهيك عن استغلال ما عاناه من قبل الدوائر المستفيدة من طاقاته التي يمتلكها,حيث تنقل في مدارسه الابتدائية و الثانوية فقط لـ 37 مدرسة , ولا يزال متنقلاً ما بين عدة اقطار افضلها لديه هي ايسلنده و السويد , وهذه الاخيرة ( السويد ) يصعب عليه الدخول اليها اليوم لوجود تهمتين قضائيتين عليه احداهما قضية اغتصابه لقاصر.

3- جوليان اسانغ هذا كان قبل ثلاثة اشهر ضيفاً على عدة دول خليجية اهمها المملكة العربية السعودية .

والسعودية هذه هي التي أبدت رغبتها باستقبال كل اطراف اللاعبين السياسيين العراقيين باستثناء رئيس الوزراء نوري المالكي .

و السعودية سبق أن اعلنت مراراً و تكراراً انها تقف على مسافة واحدة من جميع السياسيين العراقيين الّا نوري المالكي.

و من الملاحظ بشدة :

كان قصب السبق لهذا التهريج الاعلامي المنضم و الممنهج و بهذا التوقيت الدقيق واقصد به ( تسريبات ويكيلكس) ,

كان قصب السبق لهذا التضخيم لقناة الجزيرة القطرية المملوكة بعض اسهمها لوزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اضافة الى المالك لغالبية الاسهم اليهودي الاسرائيلي من اصل عراقي ديفيد كمحي , (واسمه الاصلي بالعراق كان داود قمحي) , وسبق أن عمل ديفيد كمحي هذا او دادود قمحي مديراً عاماً في وزارة الخارجية الاسرائيلية.

عزيزي القارئ الكريم:

*** انا كاتب هذه السطور شخصياً كنت ساتعاطف مع السيد اسانغ و موقعه ( ويكي ليكس ) اذا كانت به ثمّة اشارة عن دعم سيدته اميركا لعميلها صدام و الايعاز الى دول الخليج بدعمه و تثبيته.

*** كنت ساتعاطف معهم اذا كانت ثمة اشارة الى الحرب التي شنها الحرامي الهارب حازم الشعلان وزير دفاع علاوي على الصدريين بالنجف الاشرف و بدعم شديد من قوات الاحتلال الامريكي, حتى طال قصف تلك الحرب مقبرة النجف , ولا تزال عالقة بذهني من الفضائيات صور عظام الموتى متناثرة في الفضاء جراء ذلك القصف الهمجي.

*** كنت ساتعاطف لو لم تخل تسريباته من جريمة تفجير حرم سامراء أو جرائم الارهابيين الذباحين و فيهم عدنان الدليمي و عبد الناصر الجنابي و اسعد الهاشمي و محمد الدايني والزرقاوي و غيرهم الكثير من الارهابيين سواء من كان منهم خارج العملية السياسية أو الذين استقدموا من دول الجوار أو حتى من ضمن البرلمان أو المندسين بدوائر الجيش و الشرطة وبقية دوائر الحكومة العراقية الجديدية لما بعد سقوط نظام صدام حسين.

عزيزي القارئ الكريم:

حتماً من بين اسباب تسريبات ويكيليكس اسباب امريكية داخلية تتعلق بالانتخابات النصفية التي ستبدأ بتاريخ 2/11/2010.

و حتماً ان مثل السيد سانج المطلوب في اكثر من موقع هو ايضاً فريسة للاستغلال و بالتالي فهو ينفذ اجندات من استغله.

و حتماً ان من بين الذين استفادوا ( أو يضنون انهم سيستفادون) من تسريبات ويكيليكس هم دول الجوار الذين كانوا يدعمون الارهاب في العراق.

و حتماً أن هذه التسريبات ما هي الأ من بين ردود الأفعال على ارهاصات حتمية أوان رحيل قوات الاحتلال الامريكي و جلائه عن ارض المقدسات.


و دمتم لأخيكم : بهلول الكظماوي

امستردام في 29-10-2010

الجمعة، تشرين الأول ٢٩، ٢٠١٠

خطة للنهوض بالاعلام الوطني

نـــــــــــزار حيدر
لبرنامج (العراقية والحدث)


عزا نــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، سبب تعرض العراق الجديد الى الحملات الاعلامية المعادية، الى امرين مهمين:

الاول؛ هو حالة الاستعداء المحكم التي تسيطر على الاعلام المعادي ازاء كل ما يخص العراق الجديد، فالحملات الاعلامية، الاخيرة كمثال على ذلك، لا تستهدف شخصا او طائفة او قائمة معينة، وانما تستهدف تقويض العملية السياسية الجديدة برمتها وتدمير التجربة الديمقراطية التي يبذل العراقيون كل ما بوسعهم من اجل المضي بها قدما.

كما انها تستهدف الجهود التي تبذلها شعوبنا للانعتاق من ربقة الديكتاتورية، من خلال رسالة مفادها ان ثمن الديمقراطية عظيم لا ينبغي لمثلها ان تدفعه، فالخضوع للحاكم والخنوع للاسر الحاكمة اقرب للعافية.

والثاني: هو ضعف اداء الاعلام الوطني، ان على الصعيد المهني اوعلى صعيد الرسالة الاعلامية، بالاضافة الى اتخاذه موقف المدافع ابدا وكان العراق متهم على طول الخط، وان التهمة هي الاصل في التعامل معه وما سواها شذوذ.

واضاف نــــــزار حيدر، الذي كان يتحدث ليلة امس على الهواء مباشرة الى الزميل مؤمل مجيد في برنامج (العراقية والحدث) على قناة (العراقية) الفضائية:

ان الاعلام خطط وادوات وفن للتنفيذ، فاذا فقد احد هذه الاركان لم ينجح في التاثير على الراي العام، وقد يتحول تاثيره في بعض الاحيان الى تاثير عكسي يضر بالمصلحة العامة ويكون حجة علينا بيد العدو.

ان ما يؤسف له حقا هو ان العراق الجديد، وبعد مرور اكثر من سبعة اعوام على التغيير والتحول نحو الديمقراطية، لا زال يتعامل مع الاعلام المعادي، وكانه متهم فلا يعرف كيف يهجم ولذلك ظل يدافع عن نفسه بعد ان نجح الاعلام المعادي في وضعه في قفص الاتهام، وهذا خطا كبير ينبغي الانتباه له من اجل ان يتحول اعلامنا الوطني الى اعلام هجومي يغزو الخصم في عقر داره، بدلا من ان يغزونا في عقر دورنا، وصدق امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام حينما قال مخاطبا اصحابه {اغزوهم قبل ان يغزوكم، فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا}.

ان الاعلام معركة، فهل يجوز لجندي او ضابط ان ينزل الى ساحة المعركة يحمل سيفا خشبيا ليواجه به عدوا يحمل بندقية مثلا؟ بالتاكيد لا يجوز له ذلك لان النتيجة الحتمية لمثل هذه المواجهة ستكون الهزيمة المحققة التي ستنزل بالجندي او الضابط.

كذا الاعلام، فاذا ظلت سيوفنا خشبية والخصم يمتلك كل هذه القنابل الاعلامية من الوزن الثقيل، عندئذ لا يمكننا ان نواجهه، واذا واجهناه فستكون النتيجة الحتمية هي الهزيمة، كما حصل اليوم عندما شن الاعلام المعادي حملته الجديدة ضد العراق الجديد تحت ذريعة الكشف عن وثائق مزعومة، سربتها جهات اميركية الغرض الحقيقي منها هو الضغط على الكتلة البرلمانية الاكثر عددا، واقصد بها التحالف الوطني، من اجل تغيير تحالفاته السياسية من جهة، وللضغط عليه لاستعداء واحدة من اهم واكبر جارات العراق واقصد بها الجمهورية الاسلامية في ايران، من اجل تحقيق غايات سياسية معروفة وواضحة، من جهة ثانية.

ومن اجل النهوض بواقع اداء الاعلام الوطني العراقي، فاننا، برايي، بحاجة الى ما يلي:

اولا؛ وضع الخطط الاعلامية اللازمة، فمن خلال متابعتي للاعلام الوطني تبين لي انه اعلام ردود الافعال وليس اعلام الافعال، وكانه ينتظر من يسئ للعراق الجديد ومن يهجم او يطلق حملة اعلامية معادية ضده، ليبدا اعلامنا بالدفاع والرد، فالى متى يظل اعلامنا يتعامل بهذه الطريقة؟.

ان الدفاع اسوأ وسيلة للدفاع، لانك ستنشغل بنفسك وتقضي الوقت للبحث عن المبررات، اما اذا كنت تمتلك الخطط الاعلامية الفاعلة فانها ستنقلك الى الهجوم من خلال الحملات والهجمات الاعلامية الاستباقية، التي تغزو الخصم في عقر داره فتلهيه بنفسه عن الاساءة اليك.

كما ان غياب الخطط الاعلامية طويلة الامد، يوقعك في التناقضات عندما تحاول التعامل مع هجمة اعلامية، او تفكر في الدفاع عن نفسك، ولقد راينا كيف ان اركان (الدولة) العراقية التي اهتزت بسبب وثائق مزعومة، تناقضت بشكل غريب وهي تتعامل مع الهجمة الاعلامية الاخيرة، وكانها فوجئت بها، والسبب واضح في ذلك، الا وهو غياب الخطط الاعلامية، التي تقود الى العمل الاعلامي الاستباقي.

كذلك فان الخطط الاعلامية تمكننا من الاستعداد لمثل هذه الهجمات الاعلامية الكيدية، من دون ان تفاجئنا، لان عنصر المفاجأة عادة ما يعمل بتاثير سلبي على صاحبه، وبتاثير ايجابي لصالح من يوظفه.

ثانيا؛ تحديث الادوات والوسائل، من خلال النهوض بمستوى الاداء الاعلامي سواء للوسيلة الاعلامية بالمجمل او لكل اعلامي كشخص يعمل في هذا المجال.

ومن اجل تحقيق ذلك، فاننا بحاجة:

الف: التمييز بين الدعاية والاعلام، فلقد تحولت جل وسائلنا الاعلامية الى وسائل للدعاية الحزبية واحيانا الشخصية، فغابت بذلك الرسالة الاعلامية، ما ضيع عليها فرصة استقطاب اكبر عدد من المتلقين الذين تحولوا الى فئات معينة تتابع كل وسيلة من هذه الوسائل الاعلامية، فالمتلقين لكل وسيلة هم (المحازبين) لهذا الحزب او تلك الشخصية فقط.

باء: يتصور بعض القائمين على الاعلام بان مهمة الدفاع عن العراق لا تتحقق الا من خلال الدفاع المستميت عن زيد او عمرو، وهذا خطا، ففي احيان كثيرة يعد النقد والمتابعة واحيانا حملات النقد اللاذع من خلال الكشف عن الاخطاء والنواقص وربما الفساد، هو الطريق الامثل ليس للدفاع عن العراق فحسب، وانما للدفاع حتى عن زيد او عمرو، لان المديح والدفاع المباشر عادة ما يكون سبب مباشر ومهم من اسباب الملل الذي يصيب المتلقي، وكذلك فهو سبب مباشر لفقدان الوسيلة الاعلامية لمصداقيتها بين الناس.

ان للدفاع وسائله وطرقه وادواته، لا ينبغي ان يجري بطريقة تعسفية يشعر بها المتلقي وكانه مجبر على تصديق هذا الدفاع.

جيم: تطوير اللغة العلمية في خطابنا الاعلامي، فلقد تابعت مثلا عدد من البرامج الحوارية التي نظمتها عدد من الفضائيات العراقية للرد على الهجمة الاعلامية المعادية الاخيرة، والذي لفت انتباهي هو انه لم تلجا اية واحدة منها الى وثيقة او صورة او تسجيل صوتي مثلا او اي شئ آخر من هذا القبيل، والذي يزيد من قيمة الحوار ومصداقية البرنامج الحواري، فماذا ينفع الكلام المجرد في الرد على وثائق وصور وافلام وثائقية وما اشبه؟.

اننا وبكل تاكيد لا يمكن ان ننجح في التصدي لمثل هذه الهجمات الاعلامية المعادية التي توظف الوثيقة، بكلام مجرد لا يستند على حقيقة، وثيقة مثلا، ولذلك ينبغي ان نطور من لغتنا العلمية في اعلامنا الوطني بشكل يكون فيه قادرا على مواجهة الخصم.

ثالثا؛ ان نطور فن التنفيذ الاعلامي، فلا يكفي ان يمتلك المرء خططا اعلامية وادوات ناجحة اذا لم يكن المرسل، بكسر الراء، المذيع هنا مثلا او معد البرنامج، او حتى المتحدث للوسيلة الاعلامية من المسؤولين تحديدا وسواهم، على مستوى عالي من الاداء الاعلامي.

انني استغرب من بعض معدي البرامج السياسية تحديدا، كيف اجيز له ان يظهر على الشاشة ومعه عدد من الضيوف، وهو لا يمتلك اية ثقافة سياسية، فضلا عن انه يفتقر الى الخلفية السياسية التي تؤهله للتحاور مع ضيوفه؟ كما انني استغرب من بعض المذيعين الذين لا يمتلكون اية لياقات فنية تؤهلهم للظهور امام عدسة الكاميرا، يخاطبون المتلقي بلغة ركيكة وحركات ضعيفة والقاء بوتيرة واحدة لا تشد المشاهد ولا تشجعه على مواصلة المتابعة.

اما بعض المسؤولين، فعلى الاسلام السلام، اتمنى لو انني لم ارهم على الشاشة الصغيرة بالمرة، ولو انهم كانوا يبحثون عن (الثواب) من وراء ظهورهم بالاعلام، فانني اجزم بان اكبر الثواب الذي يمكن ان يحصلوا عليه هو بعدم ظهورهم في الاعلام، لان حديثهم يوهن الصم الصلاب، ويضعف الارادات.

انني اتمنى على كل مؤسسات الدولة العراقية الجديدة ان تخضع، بضم التاء، كل المسؤولين الذين يحبون الظهور في الاعلام الى دورات اعلامية يتعلمون فيها كيف يتحدثون وكيف يحاورون وكيف ينقلون رسالتهم الحقيقية الى المتلقي عبر الاعلام ووسائله المختلفة، والا فسنظل نخسر المعركة الاعلامية لا زال امثال هؤلاء هم الذين ينقلون رسالة العراق الجديد الى الراي العام.

ليس من العيب ان لا يظهر المسؤول في الاعلام، وانما العيب كل العيب في ان يظهر بصورة سيئة.

كما انه ليس من العيب ان يتعلم المسؤول فن الاعلام والحديث الاعلامي، انما العيب كل العيب في ان يرفض التعلم، فيكون حاله، عند الظهور بالاعلام، حال الاحمق، يريد ان ينفعنا فيظرنا.

عود على بدء، بالنسبة الى الحملة الاعلامية الشرسة التي تعرض لها العراق الجديد مؤخرا، فان هناك اكثر من دليل على ان الحملة تستهدف العراق والعملية السياسية وصندوق الاقتراع والتجربة الديمقراطية، والا كيف اصبحت الوثائق الاميركية، بغض النظر عن صحتها من عدمه، مصدر الهام للاعلام العربي؟ هذا الاعلام الذي يسعى دائما للطعن بكل معلومة او خبر مصدره الولايات المتحدة الاميركية، فكيف تحولت المعلومة الى الهام يوظفه هذا الاعلام للطعن بالعراق الجديد؟ الا يعني ذلك ان الهدف ليس كشف الحقائق وانما توظيف كل ما من شانه الطعن بالعراق وان كان تافها وغير صحيحا ولا يستند الى الحقائق؟.

كما ان اكبر دليل على ان الحملة استهدفت العراق الجديد، وليس لكشف الحقيقة كما يدعي الاعلام المغرض، هو انه لو كان الحاكم في بغداد لا زال الطاغية الذليل صدام حسين ونظامه البوليسي الشمولي، هل شن الاعلام العربي تحديدا مثل هذه الهجمة الشرسة؟ الم يظل هذا الاعلام يتستر على جرائم النظام البائد ويبرر له جرائمه الوحشية وحروبه العبثية؟ اولم يتستر هذا الاعلام على جريمة النظام في مدينة حلبجة البطلة التي رشها بالاسلحة الكيمياوية فاستشهد الالاف من الابرياء؟ اولم يزل هذا الاعلام يتحاشى الى الان الحديث عن مثل هذه الجرائم؟ اولم يزل ينكر جريمته في المقابر الجماعية وفي غيرها؟.

اولم يتستر على جرائم جماعات العنف والارهاب التي ارتكبت ابشع الاعمال غير الانسانية ضد العراقيين الابرياء؟ بل انه سعى بكل ما يستطيع توظيفه الى ان يخلق من الارهابي اسطورة وانموذجا يحتذى ليغسل به ادمغة الشباب المغرر بهم، تحت لافتات الجهاد والدفاع المزعوم؟.

ثم، اولم يتستر هذا الاعلام، والى الان، عن فضائح السجون في البلاد العربية؟ اولم تتستر قناة (قطر) الى الان عن الحقائق المتعلقة بقاعدة (العديد) العسكرية الاميركية ، وهي التي تعادل مساحتها ثلثي مساحة (دولة) قطر؟ والتي تعد اضخم قاعدة عسكرية اميركية في العالم وليس في المنطقة فحسب؟.

اولم تتستر هذه القناة على اسرار الانقلاب العائلي الذي قاده الامير الحالي ضد ابوه، عندما طرده من البلاد وتسلم السلطة خلفا له، وبالطريقة المزرية التي لم يفعلها بأب الا ولد عاق؟.

اولم تتستر هذه القناة على اسرار العلاقات القطرية الاسرائيلية، ودور العراب الذي تلعبه هذه (الدولة) لصالح التطبيع مع اسرائيل في العالمين العربي والاسلامي؟.

اولم تتستر على زيارة الرئيس الاسرائيلي الى قطر وزيارته للمدارس ولقائه والتحدث الى الطلاب، وكذلك نزوله الى الاسواق في العاصمة الدوحة والتسوق والتحدث الى الناس؟.

اولم تتستر على زيارة امير قطر الى اسرائيل ولقائه بالمسؤولين هناك، هذه الزيارة التي لم يطلع عليه الراي العام العربي الا بعد ان نشرت تفاصيلها احدى القنوات التلفزيونية في اسرائيل، ثم نشر الفيلم على الانترنيت؟.

اين هذا الاعلام من فضائح الحكام العرب والامراء؟ ليس في بلدانهم فحسب وانما في مختلف دول العالم كما هو الحال مثلا مع الامير الشاذ الذي القي عليه القبض مؤخرا في لندن متلبسا بجريمته الاخلاقية بعد ان اتهم خادمه بالتقصير في اداء واجبه الشذوذي بحقه؟.

اين هذا الاعلام من الفساد المالي والاداري والتمييز العنصري والطائفي الذي تمارسه الانظمة الشمولية التي تحكم البلاد العربية؟ اين هو من حالات السجون المظلمة التي تمارس فيها كلاب السلطة اقسى انواع التعذيب والقتل وتحطيم الشخصية والسحق المنظم لابسط حقوق الانسان ضد المواطنين العزل بسبب اعتراضهم على سياسات النظام الحاكم مثلا او ما اشبه؟.

اين هو من الانتهاك المنظم لاعراض الحرائر في سجون الحكام الظلمة في طول البلاد العربية وعرضها؟ واين هو من الديكتاتورية التي الغت انسانية المواطن، وحولته الى خادم للسلطة وازلامها.

اين هو من الفضائح المالية وفضائح الفساد الاخلاقي والشذوذ الجنسي التي ازكمت انوف حتى الغربيين، واخجلت الامتين (العربية والاسلامية) تلك التي يمارسها الامراء وابناء الامراء؟.

لو كان العراق يحكمه اليوم نظام سياسي شمولي لما تجرا احد على التعرض له، ولكان حاله حال بقية البلدان العربية، حولها النظام البوليسي الى صندوق مغلق لا يخرج منه خبر ولا يرده خبر، كما كان حال العراق ايام الطاغية الذليل، الذي اسكت كل وسائل الاعلام العربي وغيرها لصالح سياساته البوليسية ومنهجيته العدوانية في الحكم والادارة، من خلال شراء الضمائر الميتة والاقلام الماجورة، فلا زالت الاحياء السكنية الخاصة التي بناها الطاغية في العاصمة الاردنية عمان للماجورين من الاعلاميين الاردنيين الذين كانوا يبررون له جرائمه مقابل حفنة من المال الحرام يغدقه عليهم الطاغية، خير دليل وشاهد على ذلك.

انني اعتقد ان على الراي العام العراقي ان ينتبه الى حقيقتين مهمتين بهذا الصدد:

الحقيقة الاولى؛ هو ان يتحصن ضد كل محاولة من قبل الاعلام المعادي لشق صفوفه وتمزيق نسيجه والعودة بالعراق الى المربع الاول من خلال الاثارات الطائفية وغيرها.

الحقيقة الثانية؛ هي ان مثل هذه الهجمات الاعلامية الشرسة الهدف منها هو افشال التجربة الديمقراطية وليس لاسقاط هذا الشخص او تشويه سمعة ذاك الشخص، ولذلك يجب علينا جميعا ان ندافع عن العراق وعن مستقبل اجيالنا، من دون ان يعني ذلك التستر على الاخطاء او على الجرائم التي يرتكبها هذا المسؤول او تلك المؤسسة.

ان الدفاع عن العراق لا يعني باي حال من الاحوال التستر على الخطا او الجريمة، بل على العكس من ذلك فان الدفاع عنه يعني ان نلاحق الخطا بانفسنا قبل ان ينبهنا عليه مثل هذا الاعلام المعادي الذي يسعى لتوظيف مثل ذلك للنيل من العراق وتجربته الديمقراطية الرائدة.

كما ان على الكتل السياسية ان تعجل بتشكيل الحكومة المرتقبة، فان التاخر كل هذه المدة يبقي الابواب مشرعة لهبوب مثل هذه الرياح الصفراء على العراق واهله.

ان على مجلس النواب تحديدا ان يبادر فورا للالتئام لياخذ مكانه الطبيعي في الدولة العراقية فيمارس مهامه الدستورية على اكمل وجه، ان على صعيد التشريع او على صعيد الرقابة والمحاسبة والمساءلة.

كما ان على الحكومة ان تنتبه اكثر الى نفسها والى عملها، من خلال محاسبة المقصرين والضرب بيد من حديد ضد كل من يرتكب جريمة بحق مواطن، خاصة بعض عناصر ايتام النظام البائد من الذين استغلوا قوانين المصالحة الوطنية فعادوا ليتسنموا مواقع المسؤولية في المؤسسات الامنية تحديدا، ممن ارتكب جرائم بحق مواطنين ثم عمد الى تصويرها وتسريبها الى هذه الجهة الاعلامية او تلك.

اتمنى ان يطلع الوزراء والقادة الامنيون على هذه الفقرة من حديثي هنا لفتح تحقيق بهذا الشان والذي اجزم انه سيقود الحكومة الى الكثير من الحقائق التي غفلت عنها، اذ ستكتشف بان الكثير من الوثائق المزعومة مصدرها ايتام النظام البائد ممن تسلل الى المؤسسات الامنية للكيد بالعراق من خلال التواطؤ مع الاعلام التضليلي الطائفي المعادي.

26 تشرين الاول 2010

الأربعاء، تشرين الأول ٢٧، ٢٠١٠

مكتبة بانيبال تُعرض في فرانكفورت

د. سلام النجم


أدناه صورتان مختلفتان لموقع واحد ولمادة واحدة تمثل جناحين لعرض الكتب في معرض فرانكفورت الدولي لدورته الحالية أكتوبر 2010 .

الجناحان لدولتين مختلفتين ، الأولى عمرها

سبعة آلاف عام ، تخللتها عشرون إمبراطورية قادت ثلثي العالم القديم ونشرت فيه علوم الفلسفة والكيمياء والفيزياء والفلك والطب والعلوم الإنسانية واكبر وأعظم ما نشرته ، هو " القلم والكتابة " التي كانت المفصل ألتأريخي لكل التطور العلمي والتقني الذي شهده العالم عبر هذا المسار الطويل من عمر البشرية ، وواحدة من أعظم ما خلفته هذه الحضارات هي مكتبه تعد الأولى في التأريخ تدعى مكتبة بانيبال الشهيرة .

الصورة الأولى تمثل جناح العراق ذا السبعة آلاف عام .


أُنفق على هذا الجناح وإدارته مبلغ مقداره (مئة ألف دولار أمريكي) من غير المبالغ المخصصة لنفقات الوفد الإداري لهذا الجناح التي تقدر بـ (20 ألف دولار أمريكي) .

الجناح العراقي أقيم على مساحة (24 متر مربع) وقد تم فيها عرض (500 عنوان) لا غير .

واما الصورة الثانية فهي تمثل الجناح الاماراتي في معرض فرانكفورت الدولي في دورته الحالية اكتوبر 2010 .

قمت شخصيا بمقابلة السادة في الوفد الإداري في الجناح برفقة احد موظفي السفارة العراقية في ألمانيا واستفسرت منهم عن المساحة التي شغلها جناح دولة الأمارات العربية المتحدة وعدد العناوين التي عرضت وأيضا لم يفوتني الاستفسار عن المبالغ التي خصصت لإدارة هذا الجناح المهيب .

كانت الصدمة كبيرة علينا عندما علمنا بأن مساحة المعرض هي (40 متر) مربع تم تسديد أجارها ومقداره (13 ألف دولار أمريكي) لا غير وأما العناوين فكانت (1901) عنوان لإصدارات في مختلف فروع المعرفة وتم تخصيص (50 ألف دولار) للنقل والمصاريف المتعلقة الأخرى أي بمجموعها يكون المبلغ مساوي أو اقل من 74( ألف دولار أمريكي) فقط لا غير .

هنا لا أريد التحليل وإعطاء الرأي واترك للقارئ اللبيب التعليق والمقارنة لكني فقط سأهمس في أذن المثقف العراقي المسكين وأقول له :

" اعذرني ... لقد بكيت بدمعتين سقطتا من دون إرادتي , لأني تأكدت أن الثقافة في بلدي بأيد غير أمينة "

الاثنين، تشرين الأول ٢٥، ٢٠١٠

الحكومة في بغداد ... لا في بحمدون

نـــــــــــــــزار حيدر

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

ليسمح لي سماحة الامام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء (1876 ــ 1955) ان استعير جزء من عنوان رسالته الجوابية التي بعثها الى نائب رئيس جمعية اصدقاء الشرق الاوسط في الولايات المتحدة الاميركية، كارلند ايفانز هوبكنز، والمعنونة (المثل العليا في الاسلام لا في بحمدون) عندما دعاه لحضور مؤتمر لرجال الدين من المسلمين والمسيحيين يعقد في لبنان، في بلدة بحمدون، لبحث القيم الروحية في الديانتين والاهداف المشتركة بينها.

اراني مضطرا لان اقتبس بعض العنوان، وانا ارى بلدنا العراق قد تقطعت اوصاله وتوزعت على عواصم عدة، يحملها السياسيون وهم يجولون عليها بحثا عن مخرج لازمة تشكيل الحكومة المرتقبة، فالحال ذات الحال وان اختلفت الاشياء والعناوين والمسميات، فاذا كان (المسلمون والمسيحيون) آنئذ قد ضاعوا في التيه وهم يبحثون عن المثل العليا، كضمآن يبحث عن ماء وهو واقف بجنب عين زلال، كذا اليوم العراقيون ضاعوا في التيه بحثا عن حل لمشاكلهم، والحل عندهم وبين ايديهم وفي عاصمتهم.

انهم يبحثون عند الانظمة الديكتاتورية الشمولية حلا لديمقراطيتهم الناشئة، وقد نسوا ان فاقد الشئ لا يعطيه، وان الطيور على اشكالها تقع.

اذا كنتم تعتقدون باهمية دور ما وراء الحدود في تشكيل الحكومة المرتقبة، الى هذه الدرجة، فلماذا لا تستضيفوا زعماء هذه الدول الى بغداد، ليتحلقوا حول دائرة مستديرة خلف الابواب الموصدة ثم تمهلونهم بعض الوقت، اياما مثلا، وتهددونهم بانكم سوف لن تطلقوا سراحهم ليعودوا الى بلدانهم قبل ان يتفقوا على حل يناسبهم ينهي ماراثون تشكيل الحكومة المرتقبة.

فمثل ذلك يختزل الزمن ويقلل من الجهود ويسرع في اتفاق (اولي الشان) على تشكيل حكومتنا العتيدة، كما انه يوفر الاموال التي تصرفونها على جولاتكم المكوكية لصالح الشعب.

ولكن...مهلا مهلا:

فاذا لم تجدوا حلا للمعضلة في الدستور، ولا في صندوق الاقتراع، ولا في الشارع العراقي، ولا عند المرجعية، فهل تتوقعون بانكم ستجدون الحل خارج الحدود؟.

واذا افترضنا انكم ستعثرون على ضالتكم هناك، فاي نوع من الحكومات هذه التي ستشكلونها بهذه الطريقة؟.

قد تخجلون من الافصاح عن ذلك، وتسمية حكومتكم المرتقبة، حسنا، دعوني اقل لكم اي نوع هي هذه الحكومة، انها حكومة تدار من خلف الحدود بجهاز (السيطرة عن بعد).

ان عليكم، بدلا من البحث عن الحقيقة خلف الحدود، ان تتصفوا بالشجاعة والغيرة فيواجه بعضكم بعضا فتجلسوا متقابلين لتتحدثوا وتناقشوا وتتصارحوا وتتلاوموا، الى ان تتفقوا على صيغة معقولة ومقبولة من قبل الاغلبية ان لم تكن من قبل الجميع، وتنهوا المشكلة.

لقد اضاع السياسيون، وهم يدورون في عواصم المنطقة، فرصة تاسيس نظام سياسي ديمقراطي في العراق يمكن ان يكون مثالا يحتذى.

كما انهم عبثوا بصوت الناخب، واهانوا العملية الانتخابية، ولم يحترموا ارادة الشعب، عندما قفزوا على نتائج الانتخابات واطلقوا العنان لخلافاتهم الحزبية والفئوية الضيقة لتسيطر على المشهد السياسي، والانتخابي تحديدا، بشكل مرعب.

انهم سحقوا الدستور باقدامهم، واهانوا دماء العراقيين التي اريقت يوم ان هب الشعب بقضه وقضيضه ليصوت لصالح الدستور.

انهم يبيعون العراق وديمقراطيته الوليدة الى انظمة لقيطة غير شرعية، وراثية بعضها وعسكرية بعضها الاخر، كما انهم فتحوا شهية انظمة لم يدر في خلدها يوما انها ربما تتدخل يوما في الشان العراقي، فلم يبق الا الصومال ان تدلي بدلوها، فتخبرنا ماذا تريد بالتحديد.

ان المضحك المبكي في السيناريو هو ان كل القادة الذين يدورون على عواصم دول الاقليم وغيرها، نسمع منهم عبارة واخرى من المضيف، زعيم تلك الدولة، فاما التي نسمعها من الضيف، السياسي العراقي، فهو قوله بانه يرفض تدخل احد في ازمة تشكيل الحكومة المرتقبة لان ذلك شان عراقي بحت، فلماذا اذن تذهب الى هذه العاصمة او تلك مستجديا موقف ايجابي على حد وصفك؟ واما التي نسمعها من المضيف فقوله، انه يامل في ان تتشكل حكومة شراكة وطنية لا تستثني احدا من القوى السياسية والشرائح الاجتماعية، ويقصد بذلك على طريقة النموذج الممتاز الذي يجري العمل به في بلاده منذ عشرات السنين، ثم يردف بالقول: وان كنا نرى بان موضوعة تشكيل الحكومة هو شان عراقي داخلي لا نريد، ولا نقبل، ان يتدخل به احد غير العراقيين.

وهكذا يتحدث الجميع في حلقة مفرغة، ظنا منهم انهم بذلك يضحكون على ذقون العراقيين، وما يضحكون الا على لحاهم وهم يشعرون.

بعضهم يخرج علينا يوميا ببشرياته التي يزفها الى العراقيين، كون الحكومة ستتشكل خلال الاسبوع القادم، او ازيد من ذلك بقليل، وانا اجرم وبالفم المليان، وانا به زعيم، ان كل من يبشرنا بمثل هذه الطريقة يعرف، قبل غيره، انه يكذب في بشارته هذه، وهي طريقة لامتصاص نقمة الشارع العراقي الذي بدا يتململ من كل هذا التاخير في تشكيل الحكومة المرتقبة، والا بالله عليكم، هل يعقل ان بلدا يمر بكل هذه الازمات والتحديات، يظل بلا حكومة وبلا رئاسة جمهورية وبلا سلطة تشريعية كل هذه المدة من الزمن؟ المدة التي اضاعت لحد الان الكثير من حقوق العراقيين، والتي تقف على راسها ميزانية العام 2011؟.

انني انصح كل السياسيين بان يحذروا من صولة العراقيين، فاذا هم صبروا مدة على كل هذه الازمة التي بدات تؤثر على حياته بشكل مباشر، فانهم سوف لن يسكتوا كل المدة.

في نفس الوقت، انا ادعو منظمات المجتمع المدني تحديدا الى الاستعداد واتخاذ اللازم، للبدء بتنفيذ الخطوات اللازمة من اجل الضغط على السياسيين لوضع حد لهذه الازمة، ان بالعصيان المدني او الاعتصامات السلمية او التظاهرات الشعبية، فلقد خرق السياسيون سفينة الشعب، واذا ما تعرضت للغرق فسوف لن يسلم منها احد، واولهم الشعب العراقي المسكين الذي يبقى هو الضحية الاول بسبب خلافات القادة وفساد السياسيين.

الاعلاميون وكتاب الانترنيت واصحاب الاقلام النزيهة والوطنية الحريصة، عليهم جميعا كذلك الاستعداد لشن حملة اعلامية تفرض اجندات الشعب قبل ان تفرض العواصم اجنداتها على حكومتنا المرتقبة.

ان اية عاصمة ستساهم في قضية تشكيل الحكومة المرتقبة، ستتدخل في شؤونها حتما، اذ ليس هناك من عاصمة تقدم خدماتها ونصائحها الى العراقيين (قربة الى الله تعالى) او لسواد عيونهم، فلكل منها اجنداتها ومصالحها، فما بالك اذا كانت هذه المصالح متناقضة الى حد التقاطع والتخاصم في اغلب الاحيان؟ الا يعني ذلك ان حكومتنا العتيدة المرتقبة ستكون حلبة الصراع المفتوح بين هذه العواصم، او ساحة مفتوحة لتصفية حساباتها؟.

احذركم ان تكرروا النسخة اللبنانية، فكلنا يعرف جيدا بان الحكومة اللبنانية لا تتشكل في بيروت وانما في اية عاصمة يمكن ان يسميها اللبنانيون الا عاصمة بلادهم، ولذلك نراهم متورطون باجندات الخارج التي تفجر الوضع بين الفينة والاخرى كلما اقتضت مصالح هذه العاصمة او تلك ذلك.

لا ادري لماذا يصر الساسة على ان يتحاوروا عبر الفضائيات رافضين في الوقت نفسه الجلوس الى بعض للحوار وجها لوجه للمكاشفة التي تختزل الزمن، وتساهم في التقدم بالمفاوضات الى الامام، اما الحوارات عن طريق ثالث، الاعلام مثلا، او اجهزة مخابرات هذه العاصمة او تلك، فانه لا يزيد الحرب الكلامية الا اشتعالا، كما انه يباعد بين الفرقاء لانه يزيد من نسبة عدم الثقة فيما بينهم، وهو بالتالي يعيد الامور بعد كل جولة الى المربع الاول، لانه في كل جولة يبدا الحديث من نقطة الصفر وليس من النقطة التي انتهى عندها الحديث في المرة السابقة، وهكذا بلا نتيجة حاسمة.

اتمنى ان يتحلى السياسيون، ولو لمرة، بالشجاعة الكافية ليصارحوا شعبهم، او على الاقل ناخبيهم، فيقولوا مثلا بان جولاتهم على عواصم المنطقة الغرض منها تلقي الدعم لاجنداتهم الخاصة وليس كما يدعون لتقوية العلاقات الثنائية.

الغريب، ان تصريحات مختلف المسؤولين في مختلف العواصم نسخة واحدة طبق الاصل، تتكرر بمضمونها وفحواها وان اختلف المتحدث في كل مرة.

واقول مرة اخرى:

ان الحكومة المرتقبة يجب ان تتشكل في بغداد لا في بحمدون، والحل بين ايديكم ايها السياسيون، فلا تستجدوه من وراء الحدود، فان ذلك لعب بالنار، ستحترقون بها اذا عاندتم.

21 تشرين الاول 2010


السبت، تشرين الأول ٢٣، ٢٠١٠

معرض فرانكفورت فشل عراقي آخر

د. سلام النجم

..............

يعتبر معرض الكتاب الدولي في فرانكفورت واحدة من أهم النشاطات الثقافية في العالم ، حيث تقوم اغلب البلدان بالتهيئة للمشاركة والحضور ويحرص الجميع أن تكون مشاركتهم فاعلة ومؤثرة .

ولأجل ذلك تبادر وزارات الثقافة في مختلف البلدان بدعوة دور النشر الخاصة إضافة إلى دور النشر الحكومية لوضع خطة عمل يتحرك الجميع بموجبها كلا حسب ما يمكن أن يتحمله لإظهار الوجه المشرق للحياة الثقافية والعلمية لذلك البلد ، وقد اخبرني مدير الجناح المصري في المعرض بأنهم يستعدون لهذا المعرض قبل ستة اشهر من افتتاحه .

إلا العراق ... فهو لا يزال يتحرك بالطرق المتخلفة التي ترسخ العمل بها كواحدة من الإرث الثقيل لدولة البعث البائدة ، فبزيارة قصيرة إلى جناح العراق في هذا المعرض يظهر لك الفشل العراقي الذريع وبكل تفاصيله الكئيبة التي تجلب القرف لكل وطني وغيور على بلده .

فمن ناحية مساحة الجناح العراقي فقد استأجرت وزارة الثقافة العراقية جناحا مساحته 24 متر وهي مساوية لجناح الجمهورية التونسية في المعرض ، وقد تم اختيار المكان المناسب ( ركن ) بحسب تعبير سعد خيون ( احد أعضاء الوفد العراقي ) وكأنه يصف لنا دار معروضة للبيع .

هذه المساحة التي تكلف جيوب فقراء العراق ما مقداره 10000 دولار أمريكي إضافة إلى 85 ألف دولار مصاريف النقل وتغطية نفقات الوفد المرافق ، هذه المساحة كافيه لعرض مكتبة قوامها لا يقل عن 1000-1500 عنوان إن رصفت بطريقة أكثر حضارية من الديكور المتخلف الذي ابتدعه السيد سعد خيون وكأنه في تسعينات القرن الماضي عندما كان يرصف كتبه على رصيف شارع المتنبي المطل على سوق السراي ، فلم تتسع المساحة إلا لـ 500 عنوان لا غير ، في حين أن دولة تونس عرضت في نفس هذه المساحة 1883 عنوان وبديكورات تجعلك تعيش في عالم السحر والخيال ، حيث اجتذب جناحهم أكثر من ربع العدد الكلي لزوار المعرض الدولي بحسب التقديرات التي نشرتها إدارة المعرض .

أما العناوين فقد اختيرت بنفس الطريقة التي يتم فيها اختيار الكتب التي تطبعها دائرة الشؤون الثقافية أي بطريقة ( الواسطة ) وقد اشر لنا بعض المشاركين بأن الكثير من العناوين تم عرضها في العام الماضي إلا إني لم التفت لهذا حيث لم يتسنى لي زيارة الجناح في العام الماضي والأّمّر من ذلك ... يقوم الإخوة بإبراز العناوين التي يعود تأليفها إلى نوفل أبو رغيف وكأن العراق لم يبقى فيه أقلام ولا كتاب إلا السيد مدير دائرة الشؤون الثقافية .

ومن تراكمات الفشل العراقي في معرض فرانكفورت هو غياب النخبة من الأدباء والكتاب العراقيين الذين ضجت بهم ألمانيا وجامعاتها العريقة ، هؤلاء الذين تسعى أليهم كبريات دور النشر في أوربا لتغطية نتاجاتهم وما جادت به أقلامهم ، نجد إدارة الجناح العراقي تغافلت عن وجودهم في بلاد المهجر فلم توجه لهم الدعوات للحضور والمشاركة في الندوات التي تعقد عادة بالتزامن مع هذه الفعالية الثقافية الكبرى وقد اعتذر السيد خيون بأنه لا يملك عناوينهم وكأنه لا يعرف أن هناك موقع اسمه كوكل ليبحث فيه عنهم أو موقع النور الذي لم يبخل ولم يتعب عن تتبع أقلام العراقيين وما جادت بها قريحتهم أو على الأقل إميل واحد إلى موقع صوت العراق أو أي موقع عراقي آخر ينشرون فيه دعوة الحضور إلى هذا المعرض .

حتى الوفد الذي استقدمته وزارة الثقافة لإدارة الجناح العراقي في المعرض كان مختارا بطريقة تنم عن قصور معرفة وسوء إدارة ، ففي الوقت الذي ترى فيه كبار الكتاب والمؤلفين في أجنحة بلدانهم يجبون استفسارات الزوار والمثقفين ويردون ويحاورون ويصوبون طروحات عباقرة القلم والكتابة الذين سارت بهم بلدانهم وحرصت على إظهارهم للعالم من خلال هذه التظاهرة العلمية الثقافية المهمة , نجد أن الجناح العراقي اقتصر على موظفين فاشلين في دائرة الشؤون الثقافية ليست لهم خبرة في إدارة المعارض أو المشاركة في التظاهرات الثقافية ... حتى إمكانياتهم اللغوية فهي مقتصرة على العربية وباللهجة العراقية ، ولا أجد حضورهم في هذا المعرض لكفاءة أو خبرة يحملونها سوى أنهم من فريق السيد المدير ومقربيه وهم ليس لهم في الفكر عير ولا نفير إلا قرابتهم وصداقتهم التي شفعت لهم لا غير وألا فدائرة الشؤون الثقافية تعج بخبرات وكفاءات تفتقر إليها الكثير من مؤسسات الدولة .

إلى متى نبقى نعيش بثقافة البعث وارثه الثقيل على عراقنا الحبيب ؟ إلى متى نرهن إدارة بلدنا بمجموعة من الفاشلين الذين لا يزيدون حياتنا إلا فشلا وجهلا وضياع ؟

من المفارقات العجيبة أن الكثير من الكتّاب والأدباء العراقيين المتواجدين في المهجر شاركوا في فعاليات المعرض , وأقيمت لهم أمسيات علمية وأدبية من خلال دعوات وجهت لهم من أجنحة البلدان الأخرى كجناح مصر وقطر وإيران ولبنان وجناح أسبانيا وروسيا ورغم ذلك حرص بعض الكتاب العراقيين الحضور إلى الجناح العراقي إلا أنهم لم يجدوا أي نشاط ثقافي سوى معرض الصور الفوتوغرافية الذي أقامه الفنان العراقي المهاجر إحسان الجيزاني مما أضفى على الجناح شيء من الحركة والنشاط .

ندائي إلى وزارة الثقافة العراقية والسيد مدير دائرة الشؤون الثقافية أن يستثمروا هذه التظاهرات الثقافية من اجل إظهار الوجه المشرق لبلدنا والعمل على إشراك النخب العراقية المهاجرة في فعاليات هذا المعرض فحضورهم لا يكلف ميزانية البلد واجزم أنهم لن يبخلوا بخبرتهم واللغات التي يتحدثون بها والثقافات المطلعين عليها وغيرها من الإمكانيات في خدمة بلدهم وموطنهم الحبيب .

الأربعاء، تشرين الأول ٢٠، ٢٠١٠

أحمد الكردي ... واغلاق قنوات الفتنة

حسن المرشدي

.................

بعد تعھد اطلقھ الاعلامي العراقي احمد الكردي خلال استضافتھ في (القاھرة الیوم) مع الشیخ محمد العریفي باغلاق ماسماھا قنوات الفتنة فقد نجح احمد الكردي بالضغط والتاثیر على ادارة القمر الصناعي نایل سات واقناع ادارة القمر باغلاق ھاتین القناتین . وقد دعا في وقت سابق من الاسبوع الماضي في مؤتمر اقامھ الكردي في القاھرة على ضوء افتتاحھ مقر مجلس الصحافة العربي الى ماسماھا `حملة تطھیر الاقمار من أي قناة تبث الفرقة والاختلاف بین المسلمین` ودعا ادارة ھذه القنوات الى تسخیر اموالھم وامكاناتھم الاعلامیة الى دعم القضیة الفلسطینة وتحریر اراضي الجولان من الكیان الصھیوني.

وأشار أسامة صالح بحسب صحیفة الیوم السابع إلى ضرورة التزام جمیع القنوات الفضائیة بآداب وأخلاقیات العمل المھنى وبمیثاق الشرف الإعلامى فى كل ما تبثھ على شاشاتھا، انطلاقاً من أن حریة الرأى والتعبیر تنتھى حدودھا عند التسبب فى إحداث الضرر أو الأذى للمجتمع أو للمتلقى بشكلٍ عام، وأن حریة التعبیر لا تعنى تقدیم مواد علمیة أو إعلامیة تثیر الفتن والكراھیة، أو تنشر ما ھو غیر صحیح علمیاً أو فكریاً أو عقائدیاً بین الناس، وإنما الاستفادة من ارتفاع سقف الحریات لتحقیق ما فیھ نفع الوطن وصالح المواطنین.

وقد تضاربت التفسیرات حول أسباب ھذا التوقف حيث عزت مواقع الكترونیة إخباریة التوقف إلى ضغوط مارستھا « إیران » على إدارة القمر الصناعي المصري « نایل سات » بینما قالت مواقع أخرى إن تشویشاً مورس من قبل الحرس الثوري، أدى إلى توقف البث.

وقامت « الوطن » بالاتصال بأحد المسؤولین بقناة « صفا » الذي أكد أنھ حتى الآن لم یتبین السبب الحقیقي لھذا التوقف.

وأردف قائلا "إذا كان سبب التوقف تشویشاً من جھة ما فإنھ سیتم التعامل معھ تقنیاً والتغلب علیھ، أما إذا كان السبب راجعاً إلى قیام إدارة« نایل سات » بوقف البث فمن المفترض أن یتم إخطارنا رسمیاً وإصدار بیان حول ھذا الأمر"

وكان موقع شبكة الدفاع عن السنًَّة قد نقل عمن أسماه بمصدر خاص أن قناة « وصال » الفضائیة تتعرض لحملة تشویش مفتعل من قبل جھة مجھولة، معتبراً أن ھذا التشویش یدل على العجز عن مقارعة حجج قناة وصال.

یذكر أن إدارة « نایل سات » قامت قبل عدة أیام بإغلاق أربع قنوات فضائیة ھي ،« الناس » و « خلیجیة » و « الحافظ » و « الصحة والجمال » عازیة ذلك إلى ما أسمتھ ، بمخالفة شروط البث.

ومن الجدیر بالذكر ان الاعلامي احمد الكردي تعرض لمحاولة اغتیال في بغداد ادخل على اثرھا المستشفى لاكثر من شھرین ویشغل حالیا منصب سكرتیر تحریر جریدة البیان ومدیر مؤسسات خیریة في لبنان وسوریا والعراق والقاھرة ونائب رئیس مجلس الصحافة العربي.

حسن المرشدي

السبت، تشرين الأول ١٦، ٢٠١٠

في ذكـــرى الشهـــــيد الحــــــي .. دعوة للقصاص

في أيام شهادة السيد محمد محمد صادق الصدر نستذكر أساليب القمع والترهيب والغدر البعثي، هذه الأيادي التي تلطخت بدماء المسلمين والمسلمات تتبجح اليوم وتطالب بالعودة لتسلم مناصب القيادة !؟
وهناك من يفسح المجال ويقول عفا الله عما سلف
أقول لكم إن عفوتم عنهم اليوم فهل سيعفون عنكم غدا ؟
وهم اليوم يسلقوكم بألسنتهم ويتحينون الفرص ليغرزوا خناجرهم في نحوركم
ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب
القصاص العادل هو الأنصاف لكل مظلوم زهقت روحه أو هتك عرضه أو غبن حقه
فليس فقط من تلطخت أياديهم بالدماء هم المعتدين، فهناك من هتكوا الأعراض وسلبوا الحقوق وحّرموا الحلال وأحلوا الحرام
ولن تستقيم الحياة مالم ينال هؤلاء نصيبهم من الحساب