مجلس الأمناء والمفتش العام في شبكة الإعلام العراقي و الصمت المريب

عبد الكريم سلمان المحمداوي

......................................

إن الحديث عن شبكة الإعلام العراقي وماالت إليه من واقع مزري لهو حديث ذو شجون إذ إن الأمور تجري بالمقلوب ولامكان للمهنية والحرفية التي توقع البعض ان تأتي مع مجيء عبدالكريم السوداني فالرجل أبقى الوضع كما هو عليه واستكان بكسل لثلة من المقربين إليه من الوصوليين والمتلونين والنافخين في القرب المخرومة الذين لاتهمهم سوى مصالحهم الخاصة وكيفية المحافظة على كراسيهم ومناصبهم ...

ان الاداء الضعيف للمدير العام وعدم فاعلية الدور الرقابي لمجلس الامناء وعدم انسجام الطرفين بسبب حالة عدم الثقه المتبادله بينهما القت باثارها السلبية الواضحة على اداء الشبكة ومسيرة تقدمها...

ولنأخذ مثلا المدراء في الشبكه.. فمنذ الاحتلال والى اليوم لم يتغير مدير واحد منهم ولم يتم حتى تبادل المواقع بينهم من باب التغيير او حتى من باب ذر الرماد في العيون مما يدفع الى التساؤل هل انهم اشتروا هذه المناصب؟ وهل من الصحيح ان يبقى المدير في منصبه لاكثر من ثمان سنوات ؟ كل المدراء العامين الذين تعاقبوا على الشبكه لم يستطيعوا زحزحة أي واحد منهم وهذا يدفع الى تأكيد ان هؤلاء المدراء يتكئون على من يسندهم داخل الحكومه سواء من الشخصيات السياسيه او الدينيه او الاحزاب والكتل الاخرى وهي كثيره .. والامر من ذلك والأدهى ان هؤلاء المدراء ممن برز نجمهم بعد الاحتلال وجلهم لايمتلكون الخبرة الاعلامية الكافية التي تؤهلهم ان يكونوا مدراء

وإذ استعرض بعض المعلومات الملخصه عن كل واحد منهم فاني لااقول غير الحقيقه المؤكده وهي ليست تشهيرا او انتقاصا منهم بقدر ماابتغي التقويم والاصلاح .. فعزيز الحاج كان موظفا في وزارة التجارة سابقا وسجن بسبب الاختلاس ثم عمل في بيع المواد الاحتياطيه للسيارت في مجمع المشن وهناك تعرف على حبيب الصدر الذي كان يمتلك محلا لبيع الاطارات والبطاريات واثمر هذا التعارف عن اسناد مسؤولية ادارة البرامج السياسية له عندما صار حبيب الصدر مديرا عاما للشبكه...

اما عدنان الطائي مدير المكاتب الخارجيه فقد جاء من الناصريه بحثا عن عمل في بغداد فتقدم للاختبار كمقدم للبرامج ثم تحول الى مدير يتصرف كيف يشاء بالمكاتب الخارجيه ووارداتها بعيدا عن الرقابه.. علما ان للعراقيه مكاتب الان في عمان والقاهره ودبي وميزانيتها اكثر من خمسين الف دولار وهناك تحايل واضح على القانون في ميزانية هذه المكاتب اذا علمنا ان العاملين هناك يستلمون رواتبهم ولاينجزون شيئا ملموسا للعراقيه ..

وعبدالكريم حمادي مدير الاخبار.. هو مذيع لا يحمل مؤهلات المذيع استفاد من فترة الفوضى التي سادت الساحة الاعلامية بعد الاحتلال ومد يده للامريكان فصار مديرا ومازال . وهو يفتقر للخبرة الاعلامية وليست لديه تجربة عملية تؤهله ان يكون مذيعا ناجحا فكيف يكون مديرا للأخبار في شبكة الاعلام العراقي .

وعدنان هادي مدير التلفزيون الحالي هو مخرج برامج منوعات وأغاني وهو قديم في مجال عمله هذا صحيح .. الأ انه لا يمتلك الشخصية القوية القادرة على ادارة التلفزيون اضافة الى دناءته المادية متمثلة في قبوله الرشاوى من اصحاب البرامج والمخرجين .وحيدر بدر مدير الاعلان التجاري هو بالأصل مونتير كرافيك عينه حبيب الصدر بدلا عن حيدر شعبان ومازال لعلاقة القرابة بينهما وقد اصبح ثريا بفضل الصفقات غير المشروعه في مجال الاعلان التجاري.

اما سوسن جزراوي مدير معهد التدريب الاعلامي هي صحفية كانت تعمل في مجلة الف باء خريجة الاعدادية ومشمولة بالاجتثاث اذ كانت عضوا في مجلس الامناء عندما كان عبد الحليم الرهيمي رئيسا للمجلس واقصيت من منصبها لشمولها بالاجتثاث . ما علاقتها بموضوع تطوير الكوادر الاعلامية ومن اين لها الخبرة في هذا المجال التخصصي الذي لا يفقه فصوله غير الاعلامي المتمرس الذي صهرته التجربة في ميدان الاعلام وطرق ابواب كل العناوين الاعلامية وتخصصاتها والدليل على اخفاق هذه المرأة هو الكسل الذي يسري في اوصال المعهد بل السبات الذي اصابه منذ امد طويل دون اقامة أية دورة للتطوير والتأهيل في أي مجال .

وسنكتفي في هذا المقال بما ذكرناه من معلومات ونبذ مختصرة عن المدراء الذين تناولنا سيرتهم على ان نعود لذكر البقية في المقالات اللاحقة.

ولقد سكت المدير العام الحالي عن موضوع التغييرو التبديل او المناقلة بين المدراء كما سكت مجلس الامناء في صمت مريب من قبل الطرفين ازاء حالة خاطئة استمرت طويلا ولا تحتمل السكوت عليها ...

ولعل ابرز اسباب استمرار الخطأ في مثل هذه الحالة ان الشبكة مؤسسة شبه رسمية تابعة للحكومة وما دامت الحكومة وزعت كراسي الحكم على وفق مبدأ المحاصصة فقد شملت مناصب مدراء الشبكة بهذا المبدأ المقيت .. ولو كانت الشبكة مستقلة وتمول نفسها بنفسها ويقودها شخص اعلامي قدير لما حدث هذا الامر ابدا..

اخطاء كثيرة تمارس في هذه الشبكة من غمط للحقوق ومجاملات على حساب العمل والكيل بمكيالين ومبدأ القوي ينتصر على الضعيف والكثير الكثير من الممارسات البعيدة عن الخلق المهني . فأذا اخذنا موضوع الايفادات نرى ان المدير العام جعلها حكرا على اسماء معينة فمن اكثر المستفيدين من هذه الايفادات شخص اسمه محمد موسى عنوانه مخرج لكنه لا يفقه كثيرا في الاخراج وهو قليل الخبرة والكفاءة وليست لديه اعمال معروفة على الشاشة الأ انه من المقربين للمدير العام ومن اقارب المستشار الامني اياد ضاحي .. راجعوا الاوامر الادارية الخاصة بأيفاداته والمدة الزمنية بين ايفاد واخر .. واخر ايفاد هو الى الصين في دورة تدريبية علما انه عاد قبل ايام من عمان اضافة الى مرافقته للمدير العام في الايفادات التي يذهب بها.

اما الامر الاداري الاخير بخصوص الايفادات فكان الى تركيا ومن ضمن الموفدين عماد عبد العزيز معاون المدير العام للشؤون الهندسية ولو لاحظتم جواز السفر الخاص به لوجدتم انه لا مجال فيه للتأشير لكثرة ايفاداته .ناهيك عن كريم حمادي الذي جعل واشنطن كعلاوي الحلة ومفيد العاني مدير الادارة الذي اوفد الى تركيا ايضا بعد عودته من سوريا مباشرة .

ابحثوا عن مواطن الخطأ ايها المفتش العام ويا مجلس الامناء وانقذوا ما يمكن انقاذه قبل ان تصبح شبكة الاعلام العراقي في اخر طابور الفضائيات بفضل سوء الادارة وانعدام العدالة والابتعاد عن خط المهنية وسيادة المحسوبية والمجاملات على حساب العمل والابداع. وبدلا ان تبحث اليوم ايها المفتش العام عن الموظف الذي لم يوقع في سجل التواقيع . ابحث عن الذي يهمك والذي هو من صلب واجبك فماذا تركت لمدير الذاتية ورؤساء الاقسام ان كنت انت الذي تتولى دفاتر التوقيع .. ابحث عن واردات الاعلان التجاري التي لم تدخل سجلات الحسابات والمبالغ التي تسلمها علاء محسن من مصرف الوركاء لرعاية برنامجه والبرامج التي قدمت في شهر رمضان الماضي علما ان احد هذه البرامج بلغ سعر رعايته 350 مليون دينار لم تدخل الى حسابات الدائرة .. ابحث عن المشاريع التي انجزها كريم حمادي لنفسه من خلال استغلال منصبه فأي مدير يستطيع ان يفتتح مشروعا للأنتاج الفني يحتوي على احدث الكامرات والمعدات الفنية ؟ ومن اين جاء المدراء الحاليون بأحدث السيارات التي تتجاوز اسعارها 30 الف دولار. ومن اين جاء حيدر بدر بالمبلغ المالي الذي مكنه ان يفتح مولا تجاريا واسعا في منطقة العطيفيه...

غادروا حالة صمتكم المريب ايها الساده وبادروا بالتغيير .. ولكن ليس التغيير من اجل التغيير بل من اجل اعلاء لواء الحق وارساء قواعد المهنية الصحيحه وتشجيع الكفاءات والمبدعين..وليس التغيير الذي ننشده كما حصل مؤخرا بتعيين محرر في مجلة الشبكه مديرا لاذاعة جمهورية العراق مطبقين المثل الشعبي الذي يقول (جمل الغركان غطه)..