وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

السبت، تموز ٣١، ٢٠١٠

البـــرلــمــــــــــان

ملا عبود الكرخي
.................................

قيّم الرگاع من هاي اللحه
اتشوفه هيبه وعنده لحيه امسرحه
يشتم ابلا خجل وبلا مستحه
من ايحس المقعد اشويه اندحچ
قيّم الرگاع من ديرة عفچ


برلمان اهل المحابس والمدس
عگب ماچانوا يدورون الفلس
هسه هم يرتشي وهم يختلس
ولو نقص من راتبه سنت انعقچ
قيّم الرگاع من ديرة عفچ

اتشوف واحدهم امعگل بالوقار
وبالاصل تاريخه اسود كله عار
ابضرف ثلث اسنين مليونير صار
ايريد عالوادم ايعبرله چلچ
قيّم الرگاع من ديرة عفچ

گمت ما اعرف حماها امن الرجل
ياهو التكضه اهو ايمثل العدل
وگمنه نستورد الشلغم والفجل
لان كلها ضلت اتدور ودچ
قيّم الرگاع من ديرة عفچ

والله ضيعنه الصدگ من الچذب
اتشوفه هيبه وحچيه المصفط عذب
ياخذك وايردك ابشرق وغرب
وبسچاچينه يدچك
حيل دچ
قيم الرگاع من يرة عفچ

حيل دوخني الحچي الماله ربط
وصار عندي سكر وحصبه وضغط
نفترش عاگول ونتغطه ابحسچ
قیم الرگاع من ديرة عفچ

گمت ما اميز الذيب امن الحمل
امنين ما التفت گلبي يشتعل
انه ما شايف شعب يتبع خبل
شاب راسي وتيهت كل السچچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ

يا حكومتنه الرشيده ام الوقار
الفساد المالي عنوان الچ صار
ندري جابوكم ابدبابه وقطار
ليش ضليتوا سمچ ياكل سمچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ

لازم انميز الزين امن الزلم
وننتخب كلمن شهم صاحب علم
ونرفض اللي يجي كل يوم ابفلم
من ايشوف المنصب اشويه
اندرچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ

الخميس، تموز ٢٩، ٢٠١٠

عودة محمد حنون

خاص
.......

أفادت مصادر عليمة بان المستشار الاعلامي السابق في وزارة التجارة بستعد للعودة لممارسة مهام عمله بعد قضاء فترة محكوميته.
يذكر ان محمد حنون حكم عليه بالحبس سنة واحدة بسبب قضايا فساد اضطلع بها اثناء فترة عمله مستشارا اعلاميا لوزير التجارة السابق.
و نشرت بعض وسائل الاعلام افلاما قصيرة يظهر فيها حنون بوضع لا اخلاقي ولايتناسب ومنصبه الحكومي.
وتساءل مواطنون عن الموقف الرسمي والشعبي من عودة المسؤولين لتولي مناصبهم رغم ادانتهم قضاءيا وافتضاح سلوكهم، وهل من الممكن الوثوق بهم مرة اخرى، ام ان هناك دوافع غير معلنة وراء عودتهم.

الثلاثاء، تموز ٢٧، ٢٠١٠

السلام على صاحب الزمان و بقية الله في أرضه

يا صاحب الزمان أدركنا من جور السلطان
دعبل الخزاعي
..............
ألم تر للأيام ما جر جورها على الناس من نقض وطول شتات
ومن دول المستهزئين ومن غدا بهم طالبا للنور في الظلمات
فكيف ومن أنى بطالب زلفة إلى الله بعد الصوم والصلوات
سوى حب أبناء النبي ورهطه وبغض بني الزرقاء والعبلات
وهند وما أدت سمية وابنها أولو الكفر في الاسلام والفجرات
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه ومحكمه بالزور والشبهات
ولم تك إلا محنة كشفتهم بدعوى ضلال من هن وهنات
تراث بلا قربى وملك بلا هدى وحكم بلا شورى بغير هداة
رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة وردت أجاجا طعم كل فرات
وما سهلت تلك المذاهب فيهم على الناس إلا بيعة الفلتات
وما قيل أصحاب السقيفة جهرة بدعوى تراث في الضلال نتات
ولو قلدوا الموصى إليه أمورها لزمت بمأمون على العثرات
اخ خاتم الرسل المصفى من القذى ومفترس الابطال في الغمرات
فان جحدوا كان الغدير شهيده وبدر واحد شامخ الهضبات
وآي من القرآن تتلى بفضله وإيثاره بالقوت في اللزبات
وعز خلال أدركته بسبقها مناقب كانت فيه مؤتنفات
مناقب لم تدرك بخير ولم تنل بشئ سوى حد القنا الذربات
نجي لجبريل الأمين وأنتم عكوف على العزى معا ومنات
بكيت لرسم الدار من عرفات وأذريت دمع العين بالعبرات
وبان عرى صبري وهاجت صبابتي رسوم ديار قد عفت وعرات
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار لعبد الله بالخيف من منى وللسيد الداعي إلى الصلوات
ديار علي والحسين وجعفر وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار لعبد الله والفضل صنوه نجي رسول الله في الخلوات
وسبطي رسول الله وابني وصيه ووارث علم الله والحسنات
منازل وحي الله ينزل بينها على أحمد المذكور في الصلوات
منازل قوم يهتدى بهداهم فيؤمن منهم زلة العثرات
منازل كانت للصلاة وللتقى وللصوم والتطهير والحسنات
منازل لا تيم يحل بربعها ولا ابن صهاك فاتك الحرمات
ديار عفاها جور كل منابذ ولم تعف للأيام والسنوات
قفا نسأل الدار التي خف أهلها متى عهدها بالصوم والصلوات
وأين الأولى شطت بهم غربة النوى أفانين في الأقطار مفترقات
هم أهل ميراث النبي إذا اعتزوا وهم خير سادات وخير حماة
إذا لم نناج الله في صلواتنا بأسمائهم لم يقبل الصلوات
مطاعيم للاعسار في كل مشهد لقد شرفوا بالفضل والبركات
وما الناس إلا غاصب ومكذب ومضطغن ذو إحنة وترات
إذا ذكروا قتلى ببدر وخيبر ويوم حنين أسبلوا العبرات
فكيف يحبون النبي ورهطه وهم تركوا أحشاءهم وغرات
لقد لاينوه في المقال وأضمروا قلوبا على الأحقاد منطويات
فإن لم يكن إلا بقربي محمد فهاشم أولى من هن وهنات
سقى الله قبرا بالمدينة غيثه فقد حل فيه الامن بالبركات
نبي الهدى صلى عليه مليكه وبلغ عنا روحه التحفات
وصلى عليه الله ما ذر شارق ولاحت نجوم الليل مبتدرات
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا وقد مات عطشانا بشط فرات
إذا للطمت الخد فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي نجوم سماوات بأرض فلات
قبور بكوفان وأخرى بطيبة وأخرى بفخ نالها صلواتي
وأخرى بأرض الجوزجان محلها وقبر بباخمرى لدى الغربات
وقبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفات
وقبر بطوس يا لها من مصيبة ألحت على الأحشاء بالزفرات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الغم والكربات
علي بن موسى أرشد الله أمره وصلى عليه أفضل الصلوات
فأما الممضات التي لست بالغا مبالغها منى بكنه صفات
قبور ببطن النهر من جنب كربلا معرسهم منها بشط فرات
توفوا عطاشا بالفرات فليتني توفيت فيهم قبل حين وفاتي
إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم سقتني بكأس الثكل والفظعات
أخاف بأن ازدارهم فتشوقني مصارعهم بالجزع فالنخلات
تغشاهم ريب المنون فما ترى لهم عقرة مغشية الحجرات
خلا أن منهم بالمدينة عصبة مدينين أنضاء من اللزبات
قليلة زوار سوى أن زورا من الضبع والعقبان والرخمات
لهم كل يوم تربة بمضاجع ثوت في نواحي الأرض مفترقات
تنكبت لأواء السنين جوارهم ولا تصطليهم جمرة الجمرات
وقد كان منهم بالحجاز وأرضها مغاوير نجارون في الأزمات
حمى لم تزره المذنبات وأوجه تضئ لدى الأستار والظلمات
إذا وردوا خيلا بسمر من القنا مساعير حرب أقحموا الغمرات
فان فخروا يوما أتوا بمحمد وجبريل والفرقان والسورات
وعدوا عليا ذا المناقب والعلى وفاطمة الزهراء خير بنات
وحمزة والعباس ذا الهدي والتقى وجعفرا الطيار في الحجبات
أولئك لا ملقوح هند وحزبها سمية من نوكى ومن قذرات
ستسأل تيم عنهم وعديها وبيعتهم من أفجر الفجرات
هم منعوا الآباء عن أخذ حقهم وهم تركوا الأبناء رهن شتات
وهم عدلوها عن وصي محمد فبيعتهم جاءت عن الغدرات
وليهم صنو النبي محمد أبو الحسن الفراج للغمرات
ملامك في آل النبي فإنهم أحباي ما داموا وأهل ثقاتي
تخيرتهم رشدا لنفسي إنهم على كل حال خيرة الخيرات
نبذت إليهم بالمودة صادقا وسلمت نفسي طائعا لولاتي
فيا رب زدني في هواي بصيرة وزد حبهم يا رب في حسناتي
سأبكيهم ما حج لله راكب وما ناح قمري على الشجرات
وإني لمولاهم وقال عدوهم وإني لمحزون بطول حياتي
بنفسي أنتم من كهول وفتية لفك عتاة أو لحمل ديات
وللخيل لما قيد الموت خطوها فأطلقتم منهن بالذربات
أحب قصي الرحم من أجل حبكم وأهجر فيكم زوجتي وبناتي
وأكتم حبيكم مخافة كاشح عنيد لأهل الحق غير موات
فيا عين بكيهم وجودي بعبرة فقد آن للتسكاب والهملات
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها وإني لأرجو الامن بعد وفاتي
ألم تر أني مذ ثلاثون حجة أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما وأيديهم من فيئهم صفرات
وكيف أداوي من جوى بي والجوى أمية أهل الكفر واللعنات
وآل زياد في الحرير مصونة وآل رسول الله منهتكات
سأبكيهم ما ذر في الأفق شارق ونادى مناد الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعا وآل زياد تسكن الحجرات
وآل رسول الله تدمى نحورهم وآل زياد ربة الحجلات
وآل رسول الله يسبى حريمهم وآل زياد آمنوا السربات
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم أكفا عن الأوتار منقبضات
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد تقطع نفسي إثرهم حسرات
خروج إمام لا محالة خارج يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل ويجزي على النعماء والنقمات
فيا نفس طيبي ثم يا نفس فأبشري فغير بعيد كل ما هو آت
ولا تجزعي من مدة الجور إنني أرى قوتي قد آذنت بثبات
فيا رب عجل ما أؤمل فيهم لأشفي نفسي من أسى المحنات
فان قرب الرحمان من تلك مدتي وأخر من عمري ووقت وفاتي
شفيت ولم أترك لنفسي غصة ورويت منهم منصلي وقناتي
فاني من الرحمن أرجو بحبهم حياة لدى الفردوس غير تباتي
عسى الله أن يرتاح للخلق إنه إلى كل قوم دائم اللحظات
فان قلت عرفا أنكروه بمنكر وغطوا على التحقيق بالشبهات
تقاصر نفسي دائما عن جدالهم كفاني ما ألقى من العبرات
أحاول نقل الصم عن مستقرها وإسماع أحجار من الصلدات
فحسبي منهم أن أبوء بغصة تردد في صدري وفي لهواتي
فمن عارف لم ينتفع ومعاند تميل به الأهواء للشهوات
كأنك بالأضلاع قد ضاق ذرعها لما حملت من شدة الزفرات



يا صاحب الزمان أدركنا من جور السلطان

السبت، تموز ٢٤، ٢٠١٠

المكاتب الخارجية حالة خاطئة بحاجة إلى تصحيح

عبد الكريم سلمان المحمداوي
...................................

إلى أنظار المفتش العام ومجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي

تمتلك شبكة الاعلام العراقي ثلاثة مكاتب خارجية في مصر والاردن ودبي والمفروض ان تقوم هذه المكاتب بكوادرها العاملة هناك بتغذية تلفزيون العراقية بتقارير منوعة وبرامج تصنع بعناية في مجالات مختلفة الا ان هذا الامر لم يحصل اذ اننا لا نشاهد من على شاشة العراقية ذلك النشاط النوعي الذي يفترض ان تقوم به تلك المكاتب بكوادرها وميزانياتها المالية الضخمة ..

ففي مكتب عمان هناك اثنا عشر منتسبا بين مراسل ومونتير ومصور ومخرج وتبلغ النثرية الشهرية المخصصة للمكتب خمسة الاف دولار عدا الرواتب اذ يستلم كل منتسب مبلغ 1250 دولار شهريا اضافة الى راتبه دون عمل او انتاج يذكر

والادهى من ذلك ان 90% من الموجودين في المكتب مضى على عملهم هناك اكثر من سبع سنوات ولا نعلم ما هي الحكمة من ذلك أليس المفروض ان تكون هناك مناقلة للعاملين في المكاتب الخارجية وان تفتح الفرصة للكفاءات الاخرى للعمل فيها ام انها حكرا على تلك المجاميع التي عشعشت فيها ولم يجرؤ أي مدير عام من الذين تناوبوا على شبكة الاعلام العراقي على زحزحتهم من مكانهم علما ان المصورين وكادر المونتاج وبعض المخرجين يعملون في قنوات اخرى لانتاج الاغاني مثل قناة القيثارة واغانينا...

فأين هي نسبة العمل والانجاز قياسا الى نسبة الموجودين في مكتب عمان واين تذهب الاموال المخصصة لهذا المكتب.. ان الامر بحاجة الى مراجعة وتصحيح فلا يجوز ان نفتتح مكاتب في الخارج من اجل الاسم فقط دون انتاج نوعي ملموس...

والامر كذلك بالنسبة لمكتب القاهرة اذ تبلغ نثرية المكتب خمسة الاف دولار شهريا اضافة الى مبلغ الف دولار شهريا لتنقلات مدير المكتب.. ومن الطريف ان المكتب يخصص مبلغ (500) دولار شهريا (اجور فلاح ) علما ان المكتب في شقة وليس في الشقة حديقة كما هو معروف ..

وهناك مبلغ (300) دولار لصرفيات الشاي والقهوة والضيافة شهريا علما ان كادر مكتب القاهرة يبلغ عددهم ثمانية بضمنهم صحفيتان هما اسراء خليفة ونجاة عبد الله علما ان الاخيرة ارسلت الى هناك كمراسلة لمجلة الشبكة وهذه المجلة متوقفة عن العمل منذ ستة اشهر تقريبا ...

ولقد اوصى رئيس تحرير المجلة بتجديد مدة عملها في القاهرة والمعروف ان معظم العاملين في مكتب القاهرة لهم تعاون عملي مع قناة البغدادية التي يقع مقرها هناك ..

ولا يكتفي المكتب بهذا العدد من الكادر بل عين مراسلة مصرية تقوم بتغطية بعض الانشطة الخاصة من مهرجانات ومؤتمرات براتب شهري قدره (700) دولار وهو راتب ضخم بالنسبة الى الاقتصاد المصري والسوق المصرية الرخيصة الثمن ..وقد ظهر مدير مكتب العراقية في عمان عباس عبود عدة مرات على قناة البغدادية في برامج ينتقد فيها الحكومة وهو موظف في شبكة الاعلام العراقي التابعة للحكومة ويقوم المكتب بارسال رسالته من القاهرة اذا كانت هناك راسالة عن طريق وكالة اسوشييتدبرس مقابل (1200) دولار

وكذلك الحال بالنسبة الى مكتب دبي الاصم الابكم الذي لايحرك ساكنا وهو يقع في بلد يعج بالانشطة الفنية والسياحية والثقافية وهو ملتقى لنجوم الوطن العربي والعالم.. لا شك ان هناك تواطئا واضحا بين مدير المكاتب عدنان الطائي والعاملين في هذه المكاتب وصفقات ومصالح متبادلة اسهمت في استمرارية حالة الجمود والركود والفساد المالي والاداري الذي يستشري في هذه المكاتب اسألوا حسين محاسب المكاتب الخارجية من اين جاء بالمبالغ التي جعلته شريكا لحيدر بدر مدير الاعلان التجاري في مطعم ومول اليسر الواقع قريبا من جامع (براثا)..

تأكد ايها المفتش العام من مديرية الاخبار عن عدد التقارير الشهرية التي ارسلتها هذه المكاتب واسأل الشؤون الهندسية فهي التي تستلم التقرير عن طريق الاس ان جي وتأكد من مدير المالية عن المبالغ التي دفعت لكل تقرير تم استلامه من هذه المكاتب ...

انها حالة للبطالة المقنعة فيها غياب للابداع وفائدة لفئة معينة دون غيرهم بدون وجه حق .. أما ان الاوان ان يغير العاملون في تلك المكاتب ونفسح المجال امام وجوه جديدة وكفاءات جديدة لماذا السكوت على الصرفيات العديمة الجدوى؟ هل سألتم ما الذي حققته المكاتب الخارجية لحد الان ؟ هل غطت صرفياتها ام انها جيرت بأسماء معينة ابد الدهر.. انها حالات خاطئة لايمكن السكوت عليها وكل هذه المكاتب اذا اردنا الحق لا ضرورة لها اذا ما علمنا ان هناك شركات عالمية تعمل في كل الدول العربية مهمتها تغطية كل الاحداث التي تريدها الفضائية مقابل 400-500 دولار وبضمنها اجور التصوير والتقديم والاخراج ..

اننا نتطلع الى تغير جذري وشامل لكل العاملين في هذه المكاتب وتدقيق انجازات كوادرها طيلة فترة وجودهم هناك ..

وكفى سكوتا عن حالات التسيب والخطأ والفساد المالي والاداري ايها المدير العام ويا ايها المفتش العام ويا مجلس الامناء.

الثلاثاء، تموز ٢٠، ٢٠١٠

بغداديات .. الحلقة الثانية من ( اعادة تربية )

بتوقيع : بهلول الكظماوي
........................
احب أن أضيف لما سبق أن كتبته بالحلقة الماضية (ألأولى) تحت عنوان أعادة تربية و الخاصّة بآخر لقاء لي مع سماحة الراحل العظيم السيد محمد حسين فضل الله طيب الله ثراه أن أوصاني ( كما هي الحال في وصاياه لتلامذته و مريديه ), أوصانا حينها بمحاربة الدجل و الخرافة, و وصفها بانها أخطر مرض ينخر بالمجتمع باسم الدين, حيث يشتدّ هذا المرض في الأزمات و المراحل العصيبة التي تمر بها الشعوب و الامم فتتكوّن قابلية اللجوء الى الخرافة و ينشط فيها الدجالون و الخرافيون الذين يعتاشون على مآسي و محن و مصائب الناس.
فما كتبته فيما بعد من بغداديات كان أهمها بعنوان دجل الدعاية الانتخابية و على العهد مع الحسين (ع) يصب في هذا المجال.
ومن يريد الاطلاع عليها يطلبها على محرك البحث (كوكل) تحت اسم : بهلول الكظماوي"دجل الدعاية الانتخابية, أو بهلول الكظماوي"على العهد مع الحسين ( ع )”.
ثم سألت سماحته ( رحمه الله ) فيما اذا كان لا يزال عند فتواه بجواز صرف كامل الحقوق الشرعية الى الفقراء المحتاجين لها من الاقارب و المعارف و الارحام بدون الرجوع الى المرجع فأجاب سماحته بالتأكيد ثم قال وخصوصاً في هذه الاوقات العصيبة حيث لا يجوز تأخيرها , ثم قال : ودافع الحقوق هو الاقرب الى توزيعها الى مستحقيها المتعففين واعلم بهم من المرجع و وكلائه.
عزيزي القارئ الكريم:
لما كانت تجارب الشعوب هي أثراء فكري و ثقافي للبشرية جميعاً,
و الرسول الكريم (ص) يقول في حديثة الشريف: اطلب العلم و لو كان في الصين ,
فحتماً ستكون روما هي اقرب الينا مسافة من الصين لنطلب منها التجربة,
وبناء على ذلك اسمح لنفسي أن استعير اسلوب ذلك الثائر الذي وقف بوجه القس الذي كان يبيع الجنة بالاشبار في روما القديمة وابتكر طريقة في قطع الطريق على ذلك القس المتاجر بالدين على حساب العمال و الفلاحين و الكادحين الفقراء بأن اشترى منه جهنم بالكامل ( كل جهنم ) ثم اعلن ذلك على رؤوس الاشهاد بأن جهنم ملكاً صرفاً له وأنه سوف لن يسمح أن يدخلها أحداً غيره و بذلك لا حاجة للناس بان يشتروا أي شبر من الجنة التي يبيعها ذلك القس اللئيم.
عزيزي القارئ الكريم:
فيما يلي نص الفتوى بتاريخها و الذي كرر صلاحيتها سماحة المرجع فضل الله في لقائي الاخير معه:

بعد ذلك سألته عن جواز صرف الحقوق الشرعية في العراق على التلاميذ و الطلبة الذين يتركون الدراسة لينخرطوا في الاعمال العامة لأعالة عوائلهم التي لا معيل لها فقال رحمه الله :
بل قل يتوجب اعالتهم و عوائلهم المحتاجة سواء من الحقوق الشرعية او من خارج الحقوق الشرعية كالتبرعات و هبات الموسرين . ثم قال : هذا واجبنا و حقهم هم و عوائلهم علينا حتى يكملوا مراحل تعليمهم ثم أشار الى الاخ مساعده المرافق وقال له :
أعط الأخ أبو حيدر كارت و عناوين مؤسسة رعاية الايتام في العراق حتى يكون و الأخوة معه على علم و دراية به و يرشدوا الاخوة الآخرين بهذا الموضوع من أجل تنمية هذا المشروع.
و فعلاً زودني بكارت ( عنوان ) المؤسسة , وكان من ضمن العناوين مقر الكاظمية , واضنه كان المركز الرئيسي في وقتها قبل أن تتوسّع المؤسسة و يكون مقرها في العطيفية مقابل مسجد براثا وهي اليوم تعيل عشرات الآلاف من الارامل و الايتام و في غالبية المحافضات العراقية لتسد بعض النقص الحاصل جرّاء نهب حقوق هؤلاء ألارامل و الايتام من قبل المتاجرين في الدين و الدنيا.
رحمك الله يا استاذنا العظيم و السلام عليك يوم ولدت و يوم استوفاك الله الى جواره و يوم تبعث حياً , سائلاً الله جل و علا وهو الذي لا تنقطع نعمائه و فضائله أن يجود علينا و على كل شعبنا العراقي المظلوم بأمثالك , أنه سميع مجيب.

و دمتم لأخيكم : بهلول الكظماوي.
امستردام في 19-07-2010
E-mail:bhlool2@hotmail.com
bhlool2@gmail.com

الخميس، تموز ١٥، ٢٠١٠

شعبــان و ذكرى ولادة الأئمة الأطهـــــار

المناسبات الدينية الشهرية - شـعبان

3 شعبان ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي (ع)

4 شعبان ولادة أبو الفضل العباس (ع)

5 شعبان ولادة الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع)

15 شعبان ولادة نور الهداية الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن (عج)

. . . . . . . . . . . . .

الأمام الحسين ابن علي ابن أبي طالب عليهما السلام

إلمامة سريعة بحياة الإمام أبي عبدالله الحسين بن أمير المؤمنين عليهما السلام، سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة، وخامس أصحاب الكساء، والمنزه عن الرجس بنص القرآن الكريم: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً }، فهو عليه السلام صورة للخلق المحمدي، والكمال العلوي، ومجمع الفضائل والمكارم، والمثل العليا، وسيد أباة الضيم، ومنه تعلم الناس الإباء، وبموقفه يوم عاشوراء أعطى الأمة الإسلامية درساً عملياً في مجابهة الظالمين، والوقوف في وجه العتاة الكافرين.

إن الإنسانية في تاريخها الطويل لم تشهد موقفاً كموقف سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء، ولم تعرف الكرة الأرضية من يوم دحوها رجلاً قابل ببضعة عشر رجلاً من أهل بيته، ونيف وسبعين من أصحابه الألوف من أعدائه:

بـجـحافـل بـالـطف أولــهـا وأخـيــرهـا بـالـشـام مـتصـل

إن يوماً واحداً من أيام الحسين عليه السلام - يوم عاشوراء- كبّرت له الدنيا، وخشعت له الإنسانية، وأشغل العالم بأسره:

أحسـين فيما أنت قد حملته أشغلت فكر العالمين جميعهـا

هذا وكل أيام الحسين عليه السلام خالدة، وكل أدوار حياته مجيدة، واستشهاده عليه السلام قبس منير، ومشعل وضاء، ينيران لنا الدرب، ويستصرخان ضمير المسلمين للسير في الطريق الذي رسمه أبو الشهداء و الأحرار.

هو ثالث أئمة أهل البيت الطاهر عليهم السلام، وثاني السبطين سيدي شباب أهل الجنة، وريحانتي المصطفى، وأحد الخمسة أصحاب الكساء وسيد الشهداء.

مولده

ولد بالمدينة في الثالث من شعبان في سنة ثلاث أو أربع من الهجرة وكانت مدة حمله ستة أشهر. ولما ولد جي‏ء به إلى رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏وآله فاستبشر به وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً وعق عنه بكبش وأمر فاطمة أن تحلق رأسه وتتصدق بوزن شعره فضة كما فعلت بأخيه الحسن فامتثلت ما أمرها به.

كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبين، كث اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، رحب الكفين والقدمين، رجل الشعر، متماسك البدن، أبيض مشرب بحمرة.

نشأ في ظل جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، فكان هو الذي يتولى تربيته ورعايته.

شهادته

قتل عليه ‏السلام شهيداً في كربلاء من أرض العراق عاشر المحرم سنة 61 من الهجرة بعد الظهر مظلوماً ظمآن صابراً محتسباً. وكان عمره عليه ‏السلام يوم قتل 56 سنة. عاش منها مع جده رسول الله صلى‏الله ‏عليه ‏وآله ست سنين أو سبع سنين وشهوراً، وقال المفيد سبع سنين ومع أبيه أمير المؤمنين 37 سنة. ومع أبيه بعد وفاة جده صلى‏الله ‏عليه ‏وآله30 سنة إلا أشهراً ومع أخيه الحسن 47 سنة، ومع أخيه بعد وفاة أبيه نحو عشر سنين، وبقي بعد وفاة أخيه الحسن عليه السلام إلى وقت مقتله عشر سنين. لازم أباه أمير المؤمنين عليه السلام وحضر مدرسته الكبرى ما يناهز ربع قرن. إشتركفي حروب ثلاث مع أبيه: الجمل، صفين، النهروان.

إمامته

عاش عليه السلام مع جده ست سنين وأشهراً وقد كمل عمره خمس سنين ومدة خلافته خمس سنين وأشهر في آخر ملك معاوية وأول ملك يزيد.

نقش خاتمه

في الفصول المهمة: لكل أجل كتاب، وفي الوافي وغيره عن الصادق عليه ‏السلام: حسبي الله، وعن الرضا عليه ‏السلام: أن الله بالغ أمره، ولعله كان له عدة خواتيم هذه نقوشها. شاعـره: يحيى بن الحكم وجماعة. بوابه: أسعد الهجري.

ألقابه

وأما ألقابه عليه السلام فكثيرة: الرشيد والطيب والوفي والسيد والزكي والمبارك والتابع لمرضاة الله والسبط وسيد شباب أهل الجنة والدليل على ذات الله تعالى والشهيد والمظلوم الشهيد السعيد وأفضل ثقات الله والثاري بنفسه لله والمنتقم من أعداء الله وأجل الأسر والإمام المظلوم والأسير المحروم والقتيل المرجوم والإمام الشهيد والولي الرشيد والوصي السديد والطريد الفريد وذو النسب العلي والإمام الرضي وأبو عبدالله الحسين ومنبع الأمة وشافع الأمة وعبرة كل مؤمن ومؤمنة وأطيب العرق وصاحب المحنة الكبرى والواقعة العظمى وعبرة المؤمنين في دار البلوى ومن كان بالإمامة أحق وأولى والمقتول بكربلاء وابن علي المرتضى وزين المجتهدين وسراج المتوكلين ومفخر أئمة المهتدين وبضعة كبد سيد المرسلين ونورالعترة الفاطمية وسراج الأنساب العلوية وشرف غرس الأحساب الرضوية والمقتول بأيدي شر البرية وطالب الثأر يوم الصراط وأكرم العتر وأزهر البدر ومعظم مكرم موقر منظف مظهر وأجمل الخلق وأطيب العرق ومجتبى الملك الغالب والحسين بن علي بن أبي طالب.

وكنيته : أبوعبدالله ، والخاص: أبوعلي.

كرمه

دخل الحسين عليه ‏السلام على أسامة بن زيد وهو مريضٌ وهو يقول واغمّاه فقال وما غمّك قال دَيْـني وهو ستون ألف درهم فقال هو عليّ قال إني أخشى أن أموت قبل أن يُقضى، قال لن تموت حتىّ أقضيها عنك فقضاها قبل موته.

ولما أخرج مروان الفرزدق من المدينة أتى الفرزدق الحسين عليه ‏السلام فأعطاه الحسين أربعمائة دينار فقيل له إنه شاعرٌ فاسقٌ فقال إنّ خير مالك ما وقيت به عرضك، وقد أثاب رسول الله صلى‏الله ‏عليه ‏وآله كعب بن زهير وقال في العبّاس ابن مرداس اقطعوا لسانه عني.

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق أنّ سائلاً خرج يتخطّى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين فقرع الباب وأنشا يقول: لم يخب اليوم من رجاك ومن حرّك من خلف بابك الحلقة، ‏فأنت ذو الجود أنت معدنه أبوك قد كان قاتل الفسقة وكان الحسين واقفاً يصلي فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة فرجع ونادى بقنبر فأجابه لبّيك يا ابن رسول الله صلى‏الله ‏عليه ‏وآله قال ما تبقى معك من نفقتنا ؟ قال مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك فقال هاتها فقد أتى من هو أحقّ بها منهم فأخذها وخرج يدفعها إلى الأعرابيّ وأنشا يقول: خذها فإني إليك معتذرٌ واعلم بأني عليك ذو شفقة ‏لو كان في سيرنا الغداة عصاً كانت سماناً عليك مندفقة ‏لكن ريب الزّمان ذو نكد والكفّ منا قليلة النفقة.
فأخذها الأعرابيّ وولى وهو يقول: مطهّرون نقيّاتٌ جيوبهم تجري الصّلاة عليهم أينما ذكروا وأنتم أنتم الأعلون عندكم علم الكتاب
وما جاءت به السّوَر من لم يكن علوياً حين تنسبه فما له في جميع الناس مُفتخر.
وفي تحَف العقول: جاءه رجلٌ من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة فإني آت فيها ما هو سارك إن شاء الله فكتب يا أبا عبد الله إن لفلان عليّ خمسمائة دينار وقد ألحّ بي فكلمه أن ينظرني إلى ميسرة فلمّا قرأ الحسين عليه‏ السلام الرّقعة دخل إلى منزله فأخرج صرّة فيها ألف دينار وقال له: أمّا خمسمائة فاقض بها دينك وأمّا خمسمائة فاستعن بها على دهرك، ولا ترفع حاجتك إلا إلى ثلاثة إلى ذي دين أو مروءة أوحسب، فأمّا ذو الدّين فيصون دينه، وأمّا ذو المروءة فإنّه يستحيي لمروءته، وأمّا ذو الحسب فيعلم أنّك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك.

رأفته بالفقراء والمساكين وإحسانه إليهم

وجد على ظهره عليه ‏السلام يوم الطّف أثر فسئل زين العابدين عليه ‏السلام عن ذلك فقال هذا ممّا كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.

تواضعه

مرّ عليه‏ السلام بمساكين وهم يأكلون كسراً على كساء فسلّم عليهم فدعوه إلى طعامهم، فجلس معهم وقال لولا أنه صدقة لأكلت معكم، ثم قال قوموا إلى منزلي فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم.
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق أنه عليه
‏السلام مرّ بمساكين يأكلون في الصفة فقالوا الغداء فنزل وقال إنّ الله لا يحبّ المتكبّرين فتغذى ثم قال لهم قد أجبتكم فأجيبوني قالوا نعم فمضى بهم إلى منزله وقال للرّباب خادمته أخرجي ما كنت تدّخرين.

حلمه

جنى غلام له جناية توجب العقاب فأمر بضربه فقال يا مولاي والكاظمين الغيظ قال خلّوا عنه ، فقال يا مولاي والعافين عن الناس قال قد عفوت عنك، قال يا مولاي والله يحب المحسنين قال أنت حرّ لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك.

فصاحته و بلاغته

ربي الحسين عليه ‏السلام بين رسول الله صلى‏الله ‏عليه ‏وآله، أفصح من نطق بالضّاد، وأمير المؤمنين عليه ‏السلام، الذي كان كلامه بعد كلام النبي صلى‏الله ‏عليه ‏وآله فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق، وفاطمة الزهراء التي تفرغ عن لسان أبيها صلى‏الله ‏عليه ‏وآله، فلا غرو إن كان أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء وهو الذي كان يخطب يوم عاشوراء وقد اشتدّ الخطب وعظم البلاء وضاق الأمر وترادفت الأهوال فلم يزعزعه ذلك ولا اضطرب ولا تغيّر وخطب في جموع أهل الكوفة بجنان قويّ وقلب ثابت ولسان طلق ينحدر منه الكلام كالسّيل فلم يسمع متكلّم قطّ قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه وهو الذي قال فيه عدوّه وخصمه في ذلك اليوم: ويلكم كلموه فإنه إبن أبيه والله لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما انقطع ولما حصر.

شجاعته

أما شجاعته فقد أنست شجاعة الشّجعان وبطولة الأبطال وفروسيّة الفرسان من مضى ومن سيأتي إلى يوم القيامة، فهو الذي دعا النّاس إلى المبارزة فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة، وهو الذي قال فيه بعض الرواة: والله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً ولا أجرأ مقدماً منه والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله وإن كانت الرّجالة لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب، ولقد كان يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر، وهو الذي حين سقط عن فرسه إلى الأرض وقد أثخن بالجراح ، قاتل راجلاً قتال الفارس الشّجاع يتّقي الرّمية ويفترص العورة. ويشدّ على الشّجعان وهو يقول: أعليّ تجتمعون، وهوالذي جبن الشّجعان وأخافهم وهو بين الموت والحياة حين بدر خولي ليحتزّ رأسه فضعف وأرعد. وفي ذلك يقول السيد حيدر الحلي: عفيراً متى عاينته الكماة يختطّف الرّعب ألوانها فما أجلّت الحرب عن مثله قتيلاً يجبن شجعانها وهو الذي صبر على طعن الرّماح وضرب السّيوف ورمي السّهام حتى صارت السّهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ وحتى وجد في ثيابه مائة وعشرون رمية بسهم و في جسده ثلاث وثلاثون طعنة برمح وأربع وثلاثون ضربة بسيف.

- بايع لأخيه الحسن عليه السلام بعد مقتل أبيه أمير المؤمنين عليه السلام سنة 40 هـ، وبلغ به الإحترام لمقام الإمامة والأخوة ما ذكره الطبرسي عن الإمام الصادق عليه السلام: ما مشى الحسين بين يدي الحسن عليه السلام قطّ ولا بدره بمنطق إذا اجتمعا تعظيماً له.

- عاش بعد أخيه الحسن عليه السلام عشر سنين كان فيها الإمام المفترض الطّاعة - على رأي طائفة عظيمة من المسلمين - وسبط الرسول صلى عليه الله عليه وآله، وريحانته وثاني الثقلين اللذين خلّفهما صلى الله عليه وآله في الأمة - الكتاب والعترة - وسيّد شباب أهل الجنة بإجماع المسلمين.

- خرج من المدينة بأهله وصحبه متوجهاً إلى مكة ممتنعاً عن بيعة يزيد وكان خروجه ليلة الأحد ليومين بقيا من شهر رجب سنة 60 هـ، وهو يتلو قوله تعالى:

{ فخرج منها خائفاً يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين }

- دخل مكة ثلاث مضين من شعبان سنة 60 هـ، وهو يتلو قوله تعالى:

{ ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }

- وافته كتب أهل الكوفة ووفودهم بالبيعة والطّاعة حتى اجتمع عنده إثنا عشر ألف كتاب.

- أرسل من مكة إبن عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة سفيراً وممثّلاً.

- بلغه أنّ يزيد بن معاوية أرسل إليه من يغتاله ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة.

- خرج من مكة في اليوم الثّامن من شهر ذي الحجّة - يوم التّروية - سنة 60 هـ، بعد أن خطب فيها معلناً دعوته.

- دخل العراق في طريقه إلى الكوفة ولازمه مبعوث إبن زياد - الحرّ بن يزيد الرّياحيّ - حتى أورده كربلاء.

- وصل كربلاء في اليوم الثّاني من المحرّم سنة 61 هـ.

- وما أن حطّ رحله بكربلاء حتى أخذت جيوش إبن زياد تتلاحق حتى بلغت ثلاثون ألفاً.

- أُستشهد هو وأهل بيته وأصحابه في اليوم العاشر من المحرّم سنة 61 هـ.

- حُمل رأسه الشريف إلى الكوفة في ليلة الحادي عشر من المحرّم.

- حُملت عائلته من كربلاء في اليوم الحادي عشر وجئ بهم إلى الكوفة سباياً، ثم حملوا منها إلى الشّام.

- دفنه إبنه زين العابدين عليه السلام في اليوم الثّالث عشر من المحرم في كربلاء.

- أول من زاره الصحابيّ الكبير جابر بن عبدالله الأنصاريّ في العشرين من شهر صفر سنة 61 هـ، كما زاره في هذا اليوم إبنه زين العابدين عليه السلام مع باقي العائلة وذلك في طريقهم إلى المدينة بعد أن طيف بهم في الكوفة والشّام.


- قبره في كربلاء ينافس السماء علواً وازدهاراً، عليه قبة ذهبية ترى من عشرات الأميال، ويزدحم المسلمون من شرق الأرض وغربها لزيارته، والصّلاة في حرمه، والدّعاء عند رأسه الشريف.

أهـل بيته

أما أهل بيته من أبنائه وأخواته وبني أخيه وبني عمّه فكانوا خيرة أهل الأرض وفاءً وإباء وشجاعة وإقداما وعلو همم وشرف نفوس وكرم طباع، أبوا أن يفارقوه وقد أذن لهم وفدوه بنفوسهم بذلوا دونه مهجهم وقالوا له لما أذن لهم بالانصراف: ولم نفعل ذلك لبقي لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا، ولما قال لبني عقيل: حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم، اذهبوا فقد أذنت لكم، قالوا: سبحان الله!فما يقول الناس لنا، وما نقول لهم إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل، ولكنا نفديك بأنفسنا وأحوالنا أموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك، فقتلوا جميعا بين يديه مقبلين غير مدبرين، وهو الذي كان يقول لهم ، و قد حمي الوطيس واحمر البأس مبتهجا بأعمالهم: صبرا يا بني عمومتي صبراً يا أهل بيتي فوالله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا.فلله درهم من عصبة رفعوا منا الفخر ولبسوا ثياب العز غير مشاركين فيها وتجلببوا جلباب الوفاء، وضمخوا أعوام الدهر بعاطر ثنائهم ونشروا راية المجد والشرف تخفق فوق رءوسهم، وجلوا جيد الزمان بأفعالهم الجميلة، وأمسى ذكرهم حيا مدى الأحقاب والدهور مالئا المشارق والمغارب ونقشوا على صفحات الأيام سطور مدح لا تمحى وإن طال العهد وعاد سنا أنوارهم يمحو دجى الظلمات ويعلو نور الشمس والكواكب.

أصحابه

وأما أصحابه فكانوا خيرأصحاب فارقوا الأهل والأحباب وجاهدوا دونه جهاد الأبطال وتقدموا مسرعين إلى ميدان القتال قائلين له أنفسنا لك الفداء نقيك بأيدينا ووجوهنا يضاحك بعضهم بعضا قلة مبالاة بالموت وسرورا بما يصيرون إليه من النعيم، ولما أذن لهم في الانصراف أبوا وأقسموا بالله لا يخلونه أبدا ولا ينصرفون عنه قائلين أنحن نخلي عنك وقد أحاط بك هذا العدو وبم نعتذر إلى الله في أداء حقك، وبعضهم يقول لا والله لا يراني الله أبدا وأنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك أو أموت معك و بعضهم يقول والله لو علمت إني أقتل فيك ثم أحيا ثم أحرق حيا يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك وبعضهم يقول والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ألف مرة وأن الله يدفع بذلك القتل عنك و عن أهل بيتك وبعضهم يقول أكلتني السباع حيا إن فارقتك ولم يدعو أن يصل إليه أذى وهم في الأحياء ومنهم من جعل نفسه كالترس له ما زال يرمي بالسهام حتى سقط وأبدوا يوم عاشوراء من الشجاعة والبسالة ما لم ير مثله فأخذت خيلهم تحمل وإنما هي اثنان وثلاثون فارسا فلا تحمل على جانب من خيل الأعداء إلا كشفته.

ومن أصحابه عليه السلام عبدالله بن يقطر رضيعه وكان رسوله رمي به من أعلى القصر بالكوفة وأنس بن الحارث الكاهلي وأسعد الشامي وعمرو بن ضبيعة ورميث بن عمرو وزيد بن معقل وعبدالله بن عبدربه الخزرجي وسيف بن مالك وشبيب بن عبدالله النهشلي وضرغامة ين مالك وعقبة بن سمعان وعبدالله بن سليمان والمنهال بن عمرو الأسدي والحجاج بن مالك وبشر بن غالب و عمران بن عبدالله الخزاعي.

زوجاته

وأما زوجاته عليهن رضوان الله تعالى؛ ليلى أو برة بنت أبي عروة بن مسعود الثقفي أم علي الأكبر، وشهربانويه (شاه زنان) بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس أم السجاد وعلي الأوسط، الرباب بنت أمرئ القيس بن عدي أم محمد وعبدالله، وقضاعية أم جعفر وأم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التميمي، أم فاطمة رضوان الله عليهن جميعا لما لهن من مآثر بعد مقتله.

أولاده

وأما أبناؤه عليه السلام علي الأكبر الشهيد وعلي الإمام وهو علي الأوسط وعلي الأصغر ومحمد وعبدالله الشهيد من الرباب وجعفر، وبناته سكينة بنت أم الرباب وفاطمة وزينب ورقية، وأعقب الحسين عليه السلام من إبن واحد وهو زين العابدين وإبنتين عليهم رضوان الله تعالى، وفي (كشف الغمة) قيل: كان له عليه السلام ست بنين وثلاث بنات علي الأكبر الشهيد معه في كربلاء والإمام زين العابدين وعلي الأصغر ومحمد وعبدالله الشهيد معه وجعفر وزينب وسكينة وفاطمة وقال الحافظ عبدالعزيز الجنابذي: ولد للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ستة منهم أربعة ذكور وإبنتان كما مذكور آنفا وقال الزهري: ما رأيت هاشميا أفضل منه.

خاتمة المطاف

جدير بالأمة الإسلامية اليوم أن تجعل من حياة الإمام الحسين عليه السلام وبقية أئمة أهل البيت عليهم السلام علما تسير على هداه، وطريقاً تترسمه في سيرها الجهادي الطويل، ليعود لواء الإسلام خفاقاً من جديد على أرجاء المعمورة، وينادي بكلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في كل قطر من أقطار المعمورة.

{ ويظهره على الدين كله ولو كره المشركون }