إبراهيم زيدان
قبل عامين ربما كنت قد نصحت الزميل رئيس حكومة الصحفيين العراقيين بان ينأى بنفسه عن الغرور والنفاق ، ولكن يبدو أنها سجية لا يستطيع أن يتخلص منها ، فالطبع غلب التطبع كما يقولون ، والغرور عادة ما يكشف وزن الإنسان ووعيه وثقافته ، فبسلوك هذا المخلوق تعرف مستوى تربيته ومقدار ثقافته ووعيه والاهم من كل هذا وقبله مدى إيمانه بالله تعالى ، فالمؤمن من صفاته التواضع ، أما المغرور فواضح ذلك في سلوكه العام ، و مالغرور الا آفة من الشيطان والعياذ بالله ، ومادمنا في زمن الشياطين ، فلا غرابة إذن مما نراه .
ومناسبة حديثي هذا ما صدر عن الزميل مؤيد اللامي الذي كان واحدا من إفرازات مابعد السقوط الذي سقط معه كل شيء ، إذ تبين أن ماحدث لم يكن سقوطا للنظام حسب إنما سقوط للقيم وكشف للواقع المتهرئ الذي نعيشه ولانعيه حتى جاءت صدمة الاحتلال التي أيقظت الجميع على واقع مرير كان من إفرازاته كل مايدمي القلب ويوخز الضمير ، فالزميل مؤيد اللامي يعيش زمن النشوة الدعائية والهالة الإعلامية التي تحيطه بفضل أسلوبه في إدارة النقابة والذي نجح فيه إلى حد بعيد في إحكام قبضته عليها إلى درجة أنها لا تتعامل إلا بالدولار فحسابها لا علاقة له بالدينار العراقي حتى إنني انتقدت هذا الإجراء بحضور مديرة المالية ومدير إدارة النقابة وقلت لهما يبدو أن نقابتنا صارت دولارية ولا قيمة للعملة الوطنية في قاموسها ، فالأخضر هو الذي تجدد فيه اشتراك مطبوعك او وسيلتك الإعلامية وبمبالغ غير واقعية ، مع ان النقابة وحسب معلوماتنا تحظى بدعم دولة رئيس الوزراء ، بدليل الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة لاحتفالية يوم الصحافة العراقية ، وقد أنابني الزميل مصعب المدرس المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء ومدير مكتبها الإعلامي بصفتي معاونا له لحضور الاجتماع الحكومي الذي يترأسه الزميل اللامي ، وقد حضرت بالفعل وكانت أولى علامات الغرور بادية عليه وهو يخاطبني : من أين الأخ ؟ بتجاهل واضح يكشف معدن الإنسان وطبيعته ، وهو الذي يعرفني جيدا ويقرأ مقالاتي التي انتقده فيها بين حين وآخر ويبدو أنها تغيظه بدلا من أن تصحح مساره وتقومه ، ولكن من يشتري النصيحة في زمن المزورين والأدعياء ؟
وأمام هذا الغرور كان لابد من إيقاظه من وهم السلطة ، فهو جاء بالانتخاب وليس بالتعيين كي يتكبر علي وعلى غيري ، ثم ماهو تأريخه الصحفي والثقافي ؟ ويبدو انه توهم كثيرا ظانا نفسه زعيما للصحفيين في العراق ( واعني بهم أصحاب القلم الحر الشريف ) إذ أن جمهوريته فيها الآلاف من الطارئين والدخلاء الذي منحهم صك الغفران ليتوهموا مثله بأنهم صحفيون يشار لهم بالبنان ، واغلبهم لايعرف كتابة جملة مفيدة ، ولا يفرق بين المنصوب والمرفوع ، حتى صار عدد الصحفيين مبالغا فيه في عهده الزاهر وبشكل مثير للاستغراب ، وماعدنا نستغرب حين نجد شخصا سواء كان رجلا أم امرأة يحمل هوية النقابة بصفته عضوا وهو لا يمت للصحافة من قريب أو بعيد وقد حصل عليها في ظل زمان المصالح الشخصية والتزوير ، ولو قمنا بمراجعة ملفات الآلاف منهم لاستطعنا حذفهم من القائمة وإعادة النقابة إلى وضعها الصحيح .
ونعود إلى زميلنا اللامي الذي توجه لي بالسؤال بكل غروره مستفسرا عن شخصيتي ، مما حدا بي إلى لفت نظره بان محاولته هذه بائسة جدا لكونه يعرفني حق المعرفة ، فاسقط في يده أمام جميع الحضور الذين يمثلون مكاتب مهمة في الدولة ، فهذا الزميل من مكتب القائد العام وذاك من المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء وهلم جرا ، ولم يكتف بل دفعته حماقته ليكرر المحاولة لعله يحرجني أمامهم وهو يتساءل إن كنت احمل صلاحية الوزير وأنا احضر في هذا الاجتماع وكأن جميع الحضور بصلاحيات وزرائهم ! والقضية مكشوفة ومفضوحة تكشف عن غباء فريد بل وحماقة لا تليق بشخص نقيب الصحفيين ، ولكن الزميل النقيب توهم فشعر انه صار رئيسا لحكومة الصحفيين في العراق بحضور هذا العدد الكبير من المسؤولين في حضرته وأمامه عدسات الفضائيات ، وسيضطرنا يوما ما إلى (سحب الثقة) منه ، فهو لم يكن ضمن صفقة الرئاسات الثلاث !
فيا زميلي نقيب الصحفيين لا تتوهم كثيرا ، واتق الله ، وتذكر أن الذي تراه في عينيك صغيرا يراك هو الآخر قزما ، ومن تواضع للناس رفعه الله يوم القيامة ، ولكن يبدو أن قول الشاعر ينطبق على مارايته في شخصكم في ذلك الاجتماع (ان الزرازير لما طار طائرها .... توهمت أنها صارت شواهينا ) ، وعذرا أيها الزميل اللامي العزيز فقد أجبرتني لكي أسدي اليك النصيحة مجددا فقد بلغ منك الغرورعتيا ، ومن يتعظ بغيره ينجح .. والسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق