وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الثلاثاء، تموز ٢٦، ٢٠١١

المكتب الإعلامي والمعايير الصحفية

مـــــــهدي زايـــــــر جـــــــــاسم


تؤدي المكاتب الإعلامية في الوزارات دوراً بارزاً في نقل نشاطات وفعاليات الوزارات سواء أكانت خدمية أم أمنية ،فتكون حلقة وصل مابين المسؤولين في الدولة من جهة وما بين الصحافة والشعب من جهة أخرى ،فالمكتب الصحفي يمثل مجالين في الوقت نفسه ،فهو يمثل الحكومة أمام الجمهور ،ويمثل صحافة المواطنين داخل الحكومة ،وسيضعه هذا الدور المزدوج في بعض المواقف الأخلاقية الصعبة في بعض المناسبات .

فما الذي تفعله كصحفي وإعلامي إذا طلب منك رئيسك في العمل حجب معلومات غير سرية عن الصحافة ؟ وأنت ترى ضرورة معرفةالجمهور هذه المعلومات ليكون مطلعاً وواعياً بما يجري ما حوله لأن وظيفة الصحافة والإعلام تنوير الشعب وعرض الحقائق المخفية عنه .

وما الذي ستفعله إذا كذب رئيسك على وسائل الإعلام وكنت تعلم بذلك ؟! ويتعين على الصحفيين الحكوميين والعاملين في المكاتب الإعلامية أن يتعاملوا مع هذه المسائل في كل وزراة ، فكيف يستطيع الصحفي أو الإعلامي الموازنة بينما يطلب منه في العمل وبين احترام معايير العمل المهني والأخلاقي، ولمساعدتهم في ذلك وضعت العديد من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية بالشأن الإعلامي(قواعد السلوك الإعلامي) أو المعايير الأخلاقية للعمل الإعلامي ،ويستطيع الإعلامي أن يعرف وفق هذه المعايير إذا كان تصرفه صائباً أم خاطئاً؟وهل هو نزيه أم غير نزيه؟ وهل هو منصف أم غير منصف؟كما أن هذه المعايير المهنيةالاحترافية تعتبر ضمير المهنة ويمكن لهذالمعايير أن تعطي فكراً واضحاً لمدير العمل لمعرفة السلوكيات التي يتعبها الموظف في عمله اليومي .

وعلى المكاتب الإعلامية أن تتجاوب مع مصلحة الجمهور،وبما أن القيم تكون متضاربة فإن قواعد السلوك هي المعيار الصحيح لعملهم .وتعد المصداقية هي من أهم سمات العمل الإعلامي لهذه المكاتب،فإن أي شيء يقلل من الصدق التام مع وسائل الإعلام سيدمر مصداقية هذه المكاتب .

إن ثقة وسائل الإعلام بالمكتب الإعلامي تكتسب بصعوبة ولاتتحق إلا مع مرور الوقت عن طريق الأداء المهني والأخلاقي الرفيع وان أول هدف للمكاتب الإعلامية في الوزرات التمسك بالمعايير الأخلاقية وهو أن يوصل بصدق حقيقة الحدث أو القضية أو الخطة أو المشروع .

ومع أن الحكومة والصحافة يبدوان كخصمين في قواعدها السلوكية فإنهما يشتركان في الكثير من معايير العمل الأخلاقي،وفيما يخص النقد و الدقة في نقل الخبر كما تنص الجمعية الأمريكية لمحرري الصحف في ميثاقها على ما يأتي :(( ان النية الطيبة اتجاه القارئ هي أساس الصحافة الجيدة ،وأن يبذل كل جهد لضمان دقة محتوى الأخبار ،وخلوها من التحيز ،وان تقدم جميع جوانب النزاهة )) ،ويجب أن ينص ميثاق العمل الإعلامي أو المعايير الأخلاقية على أن يلتزم العاملون في المكاتب الإعلامية بخدمة المصلحة العامة وليس مصالحهم الشخصية ،وأن يتحملوا مسؤولية العمل الذي يقدمونه ،وأن تكون حرية الصحافة ملك الشعب ،وأن يتصف العاملون بمعايير العمل الأخلاقي كالصدق والثقة والنزاهة وأن لاينقلوا معلومات خاطئة للشعب؛ لأنهم محل ثقة الشعب وتقديره وهم المرآة العاكسة لعمل الحكومة والمسؤولين الحكوميين إلى الشعب وفضح المفسدين وعرض الحقائق أمام الشعب .

mahdyzaer@yahoo.com

الجمعة، تموز ٢٢، ٢٠١١

بغداديات ... ( خيارات صينيّة )

بتوقيع: بهلول الكظماوي


الحلقة الثانية :من دعوة الى الهجرة المعاكسة, بعنوان: (خيارات صينية)


بودّي وأنا احلم بصوت مسموع أن يسمع ندائي هذا المسؤولين في العراق الجديد حاثّاً ايّاهم أن يطلبوا العلم من الصين حسب الحديث الشريف .

فالصين اليوم قد غزت كلّ اوربا بمنتجاتها الصناعية و الزراعية.

بل وصل غزوها الاقتصادي هذا حتى الى الولايات المتحدة الامريكية.

و بما اني اكتب عن موضوع طلب علم ليس لافراد محدودين , بل لايجاد توجّه عام ترعاه الدولة, لتشجيع الصناعات الزراعية في قرانا واريافنا العراقية,وهذا ما هو موجود في الصين و يمكن الاستفادة من تجاربهم في هذا المضمار و طلب هذا العلم رسميّاً منهم ( طلب العلم فريضة على كل مؤمن و مؤمنة-حديث شريف ) .

فانا العبد لله تصلني عروض لمكائن و لمعامل متكاملة و بعروض و اسعار مغرية, و هذا ما يحصل معي فكيف اذا كان التعامل مع مؤسسات الدولة العراقية الجديدة.

اذكر في سنيّ السبعينات كان اتحاد الصناعات العراقي بالتعاون مع وزارة الزراعة و الاصلاح الزراعي في نيته (وربّما حصل) اقامة دورات تدريب مهنية زراعية كتربية الدجاج البياض و الدجاج المجمّد و حقول تسمين العجول ومراعي الاغنام و المسامك و المناحل.....الخ, وحصل حينها زملاء لي على دراسات متكاملة لذلك.

امّا انا كاتب هذه السطور وقد كنت صناعياً بالاضافة لمحلي التجاري المجاور لعشرات المحلات التجارية لعائلتي في باب الاغا في بغداد, وكنت مسجلا في اتحاد الصناعات العراقي و مديرية التنمية الصناعية , فآخر ما اشتريته من الاتحاد كان ثلاثة دراسات لمشاريع صناعية متكاملة,

الاولى لمشروع معمل سيراميك ( كاشي فرفوري و مواد صحية ) و كانت نصيحة دراسة اتحاد الصناعي بنصبها بمدينة العمارة نظراً لوجود المادة الاساسية للعجينة التي تتكون منها مادة السيراميك, اما المشروع الثاني فهو لمعمل متكامل لتعليب الفواكة و الخضر , وكانت تنصح الدراسة في اقامته في محافضة ديالى, اما الدراسة الثالثة التي اشتريتها فهي لمعمل انتاج غاز الاوكسجين من الجو وتعبئته في انابيب للاغراض صناعية تستعمل في اللحام و لاغراض صحية تستعمل في المستشفيات.

واتذكر كان من ضمن الدراسات ايضاً دراسة لمعمل مطاط ( كفوف عمال البناء و جزمات مزارعين و بالونات لعب اطفال...الخ و معمل متكامل لصناعة المعادن المسبوكة كالابازيم و القوبجات و الاكرات والقبضات كيدّات الابواب و الشبابيك...الخ).

تتضمّن الدراسات هذه حتى اسماء الشركات الموّردة لمكائن و آلات هذه المصانع كوحدات متكاملة و عناوينها و ارقام تلفوناتها و العنوان البرقي (التلغرام ) و التلكس حيث لم يكن جهاز الفاكس و البريد الالكتروني معمول به يومذاك, و كانت أسماء هذه الشركات لا تقتصر على دولة واحدة , بل مصادرها تتنوع على دول اوربية عديدة بعضها اوربية شرقية و بعضها اروربية غربية حتى كان من بينها الهند و الصين و اليابان على ما اذكر, وحتى تتضمن دورات تدريبية و خدمات ما بعد البيع وكلف انشائها.

لا ازال اذكر سعر الدراسة الواحدة كانت خمسة دنانير لا اكثر و هي تسعيرة تشجيعية حتماً لا تساوي الجهد المبذول في تجميع معلوماتها و تعبّر عن مدى حرص العقل العراقي و اخلاصه في بناء مجتمعه آنذاك قبل أن تأتي و تستأثر عصابة المقبور صدام على الحكم و تشغل البلد في حروب طاحنة ترهق ميزانية الدولة و تقضي على التصنيع و على الزراعة, حتى وصل بنا الحال بعد السقوط و دخلت فيها الى بغداد و طلبت من صاحبي ان يذهب بي الى معمل الزيوت النباتية لاجده عبارة عن خرائب يسكنها من لا سكن له من الفقراء و المعدمين بعد ان كان ينتج لنا ارقي الصابون و الزيوت ,

فمن منا لم يستحم بصابون جمال, ومن منا لم يذق الطبخ بدهن الراعي او لم ينضّف اسنانه بالفرشات مع معجون الاسنان بسمة.

خنقتني عندها العبرة فروّحت عن نفسي بقراءة الفاتحة للمرحوم محمد حديد ( ابو الصناعة العراقية ) مؤسّس هذه الشركة العامة للزيوت النباتية رغم انه لا يمت لي بصلة القرابة ولم انتفع منه شخصياً الا انه كان قد رفع رأسنا ابناء العراق في ايامنا الغابرة, ولربما ترك اثر ودراسات ستبقى بعده ماكثة في الارض لتنفع الناس بعد ان يذهب الزبد جفاء انشاء الله تعالى.

عزيزي القارئ الكريم:

اكملت المسودة لهذا المقال و انا اروم طباعته واذا بي اسمع خبر سفر السيد رئيس الوزراء الى جمهورية الصين الشعبية ارجو من الله أن تكون زيارة موفقة مكلّلة بالفلاح و النجاح والسداد, وكان لي رغبة ملحّة في كشف و تعرية سلبيات تجار زماننا الردي الذي ابتلينا فيه باناس جشعين لا ذمّة و لا ضمير لهم اسائوا الى تجار العراق و الى المستهلك العراقي, بل اسائوا الى الانسانية بجلبهم (زبالة الصين ) البضائع الصينية الرديئة, بل و التالفة و التي لا تصلح للتداول او للاستهلاك.

و هذا لا يعني ان كل ما تنتجه الصين هو بضاعة سيئة ليس الّا, ففي الصين وفرة في الانتاج الجيّد و العالي الكفائة بصورة مهولة, اعزي انا اكبر اسبابها هو عدم استهلاك وقت العائلة الصينية بتربية الكثير من الاطفال, اذ غير مسموح ان يكون للعائلة الواحدة اكثر من طفل واحد مما يوفر وقت و جهد هذه العائلة للانتاج الصناعي و الزراعي يضاف لذلك التشدّد و الصرامة في استثمار الوقت للعمل الدؤوب و عدم هدر اي دقيقة من دقائقه ثم قلّة العطل و الاجازات, وبناءً على ذلك سوف نجد أن العيب ليس بالبضاعة الصينية بقدر ما هو في نفسية الجشع و الطمع الكامنة في تجار آخر زمن في العراق.

اعذرني عزيزي القارئ الكريم:

لربّما يختلف البعض معي في الرأي حول اطلاق حرية التجارة بأي بضاعة كانت, حتى و ان كانت فاسدة أو ضارّة, و لكن لربّما تكويني و بيئتي تتدخل لتدفعني في محاربة الغش و التزوير و التلاعب باقوات الناس, فانا ابن زمن غابر ابحث عنه فلا اجده, كما ابحث عن الصدق و التفاني و الوفاء و الايثار لاجده قليلاً نادراً كندرة البغدادي في بغداد و البصراوي في البصرة والكربلائي في كربلاء و هلم جرا, حيث تبدلت الوجوه و اختلفت العادات و التقاليد التي تربينا عليها بفعل الحروب و الازمات و تدني دخل الفرد و التدخلات الخارجية التي القت بضلالها على اخلاق و تصرفات الناس.

فلا زالت صورة المرحوم والدي و كان تاجراً للاصباغ و المواد الانشائية , لا زالت صورته شاخصة امامي و هو يجري تجاربه على عينات من الاصباغ المعروضة عليه لاول مرة, فاتذكّره يدهن به الحائط الاسمنتي ثم يدهن به الحائط المبيض بالجص و البورك او الطين و كذلك الخشب بنوعيه الخشن و المصقول ثم الحديد و يسجل زمن نشفان ويباس المادة عليه و تغطية الالوان له و هل تحتاج عملية الصباغة لمرة واحدة او مرتين , ثم يعمل مثل ذلك كله في الشتاء كما عمله في الصيف, كان يعمل ذلك في داخل الابنية كما كان يعمله في الخارج في اماكن سطوع الشمس و هطول المطر عليها, كل ذلك لاختبار الصلاحية و حرصاً على سمعته و سمعة و شرف المهنة و الصدق في منفعة الزبون المستهلك للبضاعة, وكذلك كان يفعل مع بقية المواد, علماً أن الاصباغ التي رأيته يختبرها هي لشركات يثق بها فهو وكيلها العام في العراق او في الشرق الاوسط كشركة برجر الالمانية و شركة ري كرفل الانجليزية او شركة فاروسيا الهولندية أو شركة كوثر الباكستانية.

اذكر مرّة دخلوا عليه مجموعة لا اذكر من اين قدموا, لربما من النجف او من كربلاء, اذ كان واحداً منهم يعتمر العمامة السوداء و كان مقدما في الدخول و في الحديث على الثلاثة الباقين و كان اثنان منهم يعتقلون العقال العربي و الثالث افندي حاسر الرأس و اخذوا يشرحون له بان صاحبهم الافندي يتيم و قد انهى خدمته العسكرية و تزوج حديثاً وهم في صدد فتح محلاً له لبيع الاصباغ و المواد الانشائية ويطلبوا مساعدته , وبعد الحاح شديد قدروا ان يستحصلوا منه على تخفيض درهم واحد ( خمسين فلساً ) للغالون الواحد من صبغ علامة النسر كنا نحن وكلائه, فحينها قال لهم: اتعلمون كم سيكلفني هذا الدرهم؟ فقالوا له انه خمسة دنانير ثمن تخفيض مائة غالون, فقال لهم لا والله انه اكثر من خمسمائة دينار اذ الموجود اكثر من عشرة آلاف غالون القسم المتبقي عندي في المخازن و القسم الآخر مرسل لتجار آخرين موزعين على انحاء العراق ( بيع على التصريف ) يجب أن اخفّض السعر لكل واحد بعته درهماً بالغالون ليتساووا معكم, ثم امرني بعد ذلك ان افتح ( دفتر الذمّة ) دفتر الديون و اخصم السعر حتى يكون الجميع متساوون في المعاملة, وللعلم كان سعر الفرق ( الخمسمائة دينار في سنة 1967 يساوي بيتاً في ضواحي بغداد ).

و ليس والدي لوحده في هذا الحرص على سمعته و على المستهلك, بل كان هذا هو العرف السائد في الكثيرين من تجار السوق و كان عكس هذه الاخلاق هو الشاذ المستهجن, فعلى سبيل المثال كان لنا خياط (للقوط) للبدلات رأيته وانا صبي, رأيته يختبر متانة الخيط بأن يشد كل طرف فيه الى قطعة صلبة ثم يجر اطرافة ليقطعه و يرى قوة الخيط, ثم حرق وشيعة منه واخذ يشمها ليرى مادتها ما اذا كانت قطنية ام صوفية, وبعد ان اختبرها قال لعماله وجدتها جيدة لحد الآن و لكن بقي ان اغسله لارى هل قصر طوله بالغسيل أم لا.

(اولئك آبائي فجئني بمثلهم …..اذا جمعتنا يا ( جشوع) المجالس ).

عزيزي القارئ الكريم:

الامثلة التي اوردتها لم تكن الا لتقريب الصورة لما كنا عليه و الى اين آلت أليه الاوضاع كما اريد ان اشرح ما تغرق به الاسواق العراقية من بضائع فاسدة يأتي بها تجار آخر زمن من الصين و من الدول المجاورة طلباً للمرابح الحرام لغياب الرقابة و لغياب قانون حماية المستهلك.

و لي مثل بغدادي اريد ان استذكره معكم يقول:

التجّار ثلاثة اصناف و هم :

تاجر , وتجيجير, و زبالة التجّار.

عزيزي القارئ الكريم:

لك عليّ عهد ان افضح هؤلاء الغشاشين وطرقهم في هذا الربح الحرام.

فالى ذلك اللقاء في الحلقة القادمة التي أسميتها بـ (زبالة الصين ) ودمتم لاخيكم : بهلول الكظماوي.

امستردام في 17-7-2011

e-mail:bhlool2@hotmail.com

bhlool2@gmail.com

بغداديات ... ( من جوّه يعلم الله )

بتوقيع : بهلول الكظماوي


صباحاً مسكت القلم لأكتب الحلقة الثانية من موضوع ( دعوة الى الهجرة المعاكسة) واذا بالفضائية العامة المصرية تعرض كلمة المجلس الاعلى للجيش المصري القاها نائب قائد المجلس اللواء محسن الفنجري.

و من ضمن حشو الكلام المتضمّن بالتهديد و الوعيد تطرق قائد الجيش هذا بكلامه للثوار الشباب قائلاً :

هل تريدونها الفوضى الخلاقة التي هي بالعراق حيث تقوم بها مليشيات الشيعة والصدر …...الخ من هذا الخريط!.

دفعني ما شاهدته و سمعته منه الى التوقف عن الكتابة وارجائها لما بعد كتابة ردي على هذا الخريط.

عدت الى الوراء لأيام كنت صبيّاً لم ابلغ الحلم و تزوج حينها المرحوم والدي بعد وفاة والدتي رحمها الله.

و عندما قدمت العلوية زوجة ابي الجديدة من النجف الاشرف جلبت معها خادمتها الافغانيّة ( الدهاتية ), و الدهات بالفارسية تعني القروي بالعربية ,وغالبية هؤلاء الدهات من الامييّن عديمي التعليم او من ذوي التعليم المنخفض, و لكنهم كعادة اي قروي بالعالم هم طيبون بسطاء و يتصرّفون على سجيتهم.

و كان مجرد ان دخلت انا الى بيت والدي كالعادة و لم اكن قد رأيت هذه الخادمة الدهاتية بعد, فاذا بها فزعت مجرّد ان رأتني لانها ( مفرّعة ) حاسرة الراس, ولما ارادت أن تتحجّب لم تجد ما تستر به رأسها فدفعها ارتباكها أن تمسك طرف ثوبها السفلي من ورائها و ترفعه الى فوق لتقلبه على رأسها لتستر به نفسها, ولكن حصل ما هو اسوء اذ بدأت سيقانها و...؟ مكشوفة من الاسفل.

و عندها انبرت الخادمة الثانية ( خادمتنا القديمة ) و كانت عربية, انبرت تعلّق عليها قائلة: من فوق هلّه هلّه....أو من جووّه يعلم الله!.

و ألآن عزيزي القارئ الكريم:

لا اريد أن اعلّق على القائد العسكري المصري أو أعتب عليه والذي هو لا يعدو أن يكون بمستوى خادمة المرحومة زوجة ابي ( أي من فوك هلّه هلّه او من جوّه يعلم الله ) والذي انا اعرف و الكثيرين يعرفون جيداً بأن هؤلاء (قادة الضباط المصريين ) هم خريجون لدورات مساعدات تدريب امريكية أساتذتها و مرشديها من الضباط اليهود الصهاينة, فرضت هذه الدورات على الحكومة المصرية ضمن معاهدة كامب ديفيد.

و لكن عتبي الكبير على أهلنا بالعراق الجديد الذين استلموا الحكم بعد التغيير, والذي ما اكثر المجلوعين فيهم من الذين ( واحدهم شاف ما شاف )يتناحرون في ما بينهم على محاصصات نفعية فاسحين المجال باعمالهم هذه لامثال هذا الفرعوني اللعين ليشمت بنا و ينتقص من عراقيينا, عراق المقدسات, عراق الحضارات.

ولا يسعني الاّ ان اقول له : ولك ما اعتب عليك, اعتب على ربعي.

واقول للزمن الردي: زمان الشيّخ العكروك عالرك.

و دمتم لاخيكم: بهلول الكظماوي

امستردام في13-7-2011

e-mail: bhlool2@hotmail.com

bhlool2@gmail.com


وقفة وفاء:

تمر يوم غد الذكرى السنوية لثورة 14 تموز التي قادها الزعيم الوطني الخالد الذي اختلف فيه الناس ما بين محب غالي و ما بين خصم اضطر ان يقف اجلالاً لذكرى رجل اصبح فيما بعد انموذج للعفّة و النزاهة تقاس به رجالات الحكم و اعمدة الوطنية لعطاء هذا الرجل بدون ان يقبض شيئاً من حطام الدنيا غير محبة خلق الله.

*ذكرى رجل لا قبر له على وجه الارض, غير انه دفن في صدور شعبه.

*ذكرى رجل لم تدع له مشاغل الوطن و هموم مواطنيه مجالاً لأن يتزوج و بالتالي فانه لا عقب له, ولكن الملايين من الشعب العراقي هم اكثر من اولاده و يحيوا ذكره بالخير و الطيبة.

*ذكرى رجل معروف عنه انه يصلي صلاة المسلمين, ولكنه كان يدخل الى غرفته و يقفل الباب ورائه حتى لا يعرف عنه انه على اي مذهب يؤدي فريضته.

*ذكرى رجل جمع الوحدة الوطنية في نفسه, اذ ابوه من الطائفة السنية العربية, و امه من الطائفة الشيعية الكردية ومسكنه البسيط المتواضع المستأجّر من دائرة الاموال المجمدة لليهود في منطقة السعدون من بغداد مجاوراً به ابناء الطوائف المسيحية و الصابئية العراقيه, فكان يتكون من كلّ هؤلاء و لهذا عندما وزع جهده ووقته و بذل كل طاقته متفانياً لاجل هؤلاء, كل هؤلاء بالتساوي.

لقد عمل الخير لكل الخير للناس, فاصبح من اخيار الناس, اذ يقول نبي الرحمة: خير الناس من نفع الناس.

فليرحمه الله بقدر ما كان رحيماً بالناس.


روابط لها صلة بهذه المناسبة:

http://www.iraqsunnews.com/modules.php?name=News&file=article&sid=2371

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=66811

http://www.iraqi.dk/news/index.php?option=com_content&view=article&id=9196&Itemid=426

http://www.alhadi.se/arabic/

الأحد، تموز ١٧، ٢٠١١

ولادة الإمام المهدي ( عليه السلام )

وُلد الإمام المهدي بن الإمام الحسن العسكري ( عليهما السلام ) في الخامس عشر من شعبان 255 هـ ، بمدينة سامراء في العراق .

قالت السيّدة حكيمة ـ بنت الإمام الجواد ، و أُخت الإمام الهادي ، و عمّة الإمام العسكري ( عليهم السلام ) : ( دخلت يوماً على أبي محمّد ( عليه السلام ) ، فقال : ( يا عمّة بيتي عندنا الليلة ، فإنّ الله سيظهر الخلف فيها ) ، قلت : و ممّن ؟ ) .

قال : ( من نرجس ) ، قلت : ( فلست أرى بنرجس حملاً ؟ ) ، قال : ( يا عمّة إنّ مثلها كمثل أُمّ موسى ، لم يظهر حملها بها إلاّ وقت ولادتها ) ، فبتّ أنا و هي في بيت ، فلمّا انتصف الليل صلّيت أنا و هي صلاة الليل ، فقلت في نفسي : ( قد قرب الفجر ، ولم يظهر ما قال أبو محمّد ) ، فناداني أبو محمّد ( عليه السلام ) من الحجرة : ( لاتعجلي ) .

فرجعت إلى البيت خجلة ، فاستقبلتني نرجس و هي ترتعد ، فضممتها إلى صدري ، و قرأت عليها قل هو الله أحد ، و إنّا أنزلناه ، و آية الكرسي ، فأجابني الخلف من بطنها يقرأ كقراءتي .

إنَّ جميع المسلمين متَّفقون على خروج الإمام المهدي ( عليه السلام ) في آخر الزمان ، و أنّه من ولد علي و فاطمة ( عليهما السلام ) ، و أنَّ اسمه كاسم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، و الأخبار في ذلك متواترة عند الشيعة و السُنّة ،

قالت : ( و أشرق نور في البيت ، فنظرت فإذا الخلف تحتها ساجد لله تعالى إلى القبلة ، فأخذته ) ، فناداني أبو محمّد ( عليه السلام ) من الحجرة : ( هلمّي بابني إليّ يا عمّة ) .

قالت : ( فأتيته به ، فوضع لسانه في فيه ، و أجلسه على فخذه ) ، و قال : ( انطق يا بني بإذن الله ) ، فقال : (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ ، و صلّى الله على محمّد المصطفى ، و علي المرتضى ، و فاطمة الزهراء ، و الحسن ، و الحسين ، و علي بن الحسين ، و محمّد بن علي ، و جعفر بن محمّد ، و موسى بن جعفر ، و علي بن موسى ، و محمّد بن علي ، و علي بن محمّد ، و الحسن بن علي أبي ) .

قالت السيّدة حكيمة : ( و غمرتنا طيور خضر ، فنظر أبو محمّد إلى طائر منها فدعاه ) ، فقال له : ( خذه و احفظه حتّى يأذن الله فيه ، فإنّ الله بالغ أمره ) .

قالت السيّدة حكيمة : ( قلت لأبي محمّد : ما هذا الطائر ، و ما هذه الطيور ؟ ) ، قال : ( هذا جبرائيل ، وهذه ملائكة الرحمة ) ، ثمّ قال : ( يا عمّة ردّيه إلى أُمّه كي تقر عينها و لاتحزن ، و لتعلم أنّ وعد الله حق ، ولكن أكثر الناس لايعلمون ) ، فرددته إلى أُمّه .

قالت السيّدة حكيمة : ( و لمّا ولد كان نظيفاً مفروغاً منه ، و على ذراعه الأيمن مكتوب : (جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ ، إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) .

و اقتضَت الحكمة الإلهية إخفاء ولادة هذا الوليد الجديد عن أعيُن العامّة ، كما اقتضت من قَبل إخفاء حَمل ، و ولادةِ النبي موسى ( عليه السلام ) ، ليسلمَ من أذى و مُطَاردة الحُكَّام الظالمين .

قالت السيّدة حكيمة : ( و لمّا ولد كان نظيفاً مفروغاً منه ، و على ذراعه الأيمن مكتوب : (جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ ، إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) .

كما اقتضَت الحكمة الإلهية تَغيّبه عن الناس - إلاَّ الخواص من شيعتِه - و جعل السفراء الأربعة لِمدَّة سبعين سنة ، لربط الأُمَّة به ، تمهيداً للغيبة الكبرى التي لايُعلَم مقدارها ، حتّى يعود لنا ذلك النور الإلَهي ، ليملأَ الأرضَ قِسطاً و عدلاً ، بعد أنْ مُلئت ظلماً و جوراً ، و تلك هي حِكمة الله البالغة في عباده .

إنَّ جميع المسلمين متَّفقون على خروج الإمام المهدي ( عليه السلام ) في آخر الزمان ، و أنّه من ولد علي و فاطمة ( عليهما السلام ) ، و أنَّ اسمه كاسم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، و الأخبار في ذلك متواترة عند الشيعة و السُنّة ، إلاّ أنّهم اختلفوا في أنّه هَل وُلِدَ أم سيولَد ؟

فالشيعة و جماعة من علماء أهل السنَّة على أنَّه مولود ، و أنَّه محمّد بن الحسن العسكري ( عليهما السلام ) ، و أكثر أهل السنَّة على أنّه لم يولد بعد و سيولد ، و الحقُّ هو القول الأوّل .


الجمعة، تموز ١٥، ٢٠١١

دعوة لـ خروج المُحرر الإمريكي من العراق

قاسم المرشدي
kassem@hotmail.ch

ليس ترفا"بطرا" فكريا الدعوة لخروج المُحرر الإمريكي من أرض العراق . كذلك، ليس سهلا على أمثالي ممن عارضوا نظام صدام وأمنوا بالتغيير قبل وقوعه عام 2003م ودعو له، وتحملوا الكثير من العنت والتقريع، أن أدعو لخروج المُحرر .
فـ ما زالت قناعتي أن الجندي الذي خرّ صريعا في عملية تحرير الإنسان العراقي من أسر نظام صدام حسين الدكتاتوري البدائي لا بـد أن يُكرم من قبل نفس الإنسان في مرحلة قد يطول إنتظارها!؟، يُكرم بطرق مختلفة منها " نصب تمثال من ذهب له أوالاشارة له في المناهج الدراسية وغير ذلك "

أقول هذا بكل ألـم " رحيل القوات الإمريكية نهاية هذا العام " هذا المُحرر " الغربي الذي يُشكر حاليا - 2011م جهارا نهارا ويدعى له بالخير وطول العمر في صلوات الجمعة وفي الساحات، بعد أن شُرعن تدخله دينيا . مع إنه أي الغرب يؤكد: لا نريد الإطاحة بالحاكم..... والزعيم الليبي خير مثال .

نعم، الإنسان العراقي لم يقدر نعمة أو أهمية زول النظام السابق على يد المُحرر الإمريكي . فقد غرق هذا الإنسان بـ الفساد والسرقة، والقتل على الهوية وتدمير ما تبقى من العراق . وقد تحول الوطن إلى مزرعة من البصل الكل فيه رؤوس وقادة وزعماء تسعى للإستحواذ على صلاحيات الدكتاتور صدام وإمتيازاته وكلٌ على طريقته في التمنطق ورفع الشعارات .

لماذا الدعوة لـ خروج إمريكا من العراق
أن القرار السياسي، الإقتصادي والأمني في زمن صدام حسين كان حصرا على صدام وأفراد عائلته " عدي، قصي ، حسين كامل وعبد حمود سكرتير صدام - مثلا - قرار غزو دولة الكويت إتخذه صدام وحسين كامل وعدي "
أما بعد 2003م فقد أصبح القرار في العراق بيد 9 أشخاص " يتندر بعض العراقيين عليهم بوصفهم مبشرين بـ ...."
-زعماء القوائم والكتل السياسية في البرلمان المتكون من 325 نائب هذه الثلة " أي زعماء القوائم والكتل "
أستمرأت المأساة وعدم المحاسبة . أستمرأت مأساة وطن وشعب وتردي الخدمات، فضلا عن الموت الذي يتمتع بـ حصانة ويستطيع أن يضرب في أي وقت ومكان يشاء، لكنه " أي الموت " لا يستطيع أن يصل إلا للفقراء والمساكين الذين لم يحصلوا إلا على بيانات فارغة خشبية من قادة القوائم الذين وجدوا في بقاء الإمريكي مصلحة ملحة للمحافظة على مصالحهم وإمتيازاتهم وتطويرها.
فـ دوامة العنف والإرهاب والفساد وحرق المؤسسات، والنهب المنظم وبرنامج " سوف نعمل " سيستمر إلى ما لا نهاية بوجود شماعة القوات الإمريكية والإرهاب.

" أن الشعب العراقي مصاب بـ خمول الضمير / الإمام محمد باقر الصدر 1979م "
نعم، أن ضمير الإنسان العراقي بحاجة إلى هزة قوية فقد خمل هذا الضمير، وأعتقد أن خروج القوات الإمريكية بشكل كامل نهاية هذا العام من العراق أصبح مهما وحاجة بعد أن عجز العراقيين من إستثماره وشركاته الصناعية ومؤسساته العلمية الرصينة . فقد تحول الوجود الإمريكي والإرهاب إلى شماعة لجميع الفرقاء لتعطيل بناء الدولة الجديدة وإن رحيله كما أعتقد سـ يعيد حالة التلاحم والوعي بين العراقيين
" يصحو الضمير " ويجعلهم يتشبثون بمسؤولية المحافظة على الأرض وهذا الوطن وتقديم مصالحه العليا على المصالح الشخصية والحزبية، وبعيدا عن التنظير وترديد شعار :
أن الجيش العراقي لم يجهز بعد وأنه غير قادر للدفاع عن الوطن .
نعم، هذا صحيح الجيش غير جاهز، ولن يجهز حتى بعد 90 عام ووزارتي الداخلية والدفاع الأكثر فسادا " االدفاع والداخلية تتقدمان الصفوف بنسبة الوظائف الوهمية "
إن الوضع المتردي المُحزن وبعد 9 سنوات من التغيير والتحرير سيستمر إلى ما لا نهاية بـ بقاء شماعة القوات الإمريكية .
الفـدراليـة هـي الـحـل
في الختام -:
أقول فيما لو قرر الـ9 أشخاص بقاء القوات الإمريكية والتجديد لها بشكل مستمر لإرتباط مصالحهم بـ بقاؤها، هؤلاء الـ9 الذين لم يتفقوا على شيء ..
مثلا كيف عالجوا:
" تنفيذ مقترح توزيع نسبة من عائدات النفط للمواطن العراق، ميناء مبارك في الكويت، ملف المعارضة الإيرانية في العراق، الكهرباء، الإنتفاضة في البحرين، مفوضية الإنتخابات، الفدرالية، محاكمة المفسدين وغيرها "
كيف عالجوها؟
الصراخ والتخوين وبوس اللحى هي طريقتهم المفضلة للتفاهم .
نعم، لكنهم سيتفقون على ضرورة بقاء الإمريكي وزيادة الرواتب والمنافع الإجتماعية، والقروض تحديدا لهم.

إذن لابـد للإنسان العراقي " صاحب المصلحة " أن يسعى بجد وإخلاص إلى تفعيل موضوعة الفدرالية التي أقرها الدستور ليسحب البساط من تحت أقدام أصحاب الشعارات والمؤتمرات والندوات والتمنطق التي لم ولن توقف نزيف الدم وسرقة المال العام .

الثلاثاء، تموز ١٢، ٢٠١١

بغداديات ... ( السياسة كالنجاسة )

بتوقيع : بهلول الكظماوي


وانا صبي لم اتجاوز السابعة من عمري في اواخر العهد الملكي, يصطحبني جدي لأمّي الى مقهى ( كهوة الساعجية ) في سوق الساعجية جانب الرصافة من بغداد.

يدخل جدي رافعا يده محيّياً جلاّس المقهى, يجلس على الكرويت في الوسط و ينادي ( الصانع ) العامل بصوته الجهوري : تعال اخذ تتن, فيجيبه الصانع: اجيت لخدمتك جلبي.

يقف العامل قبالته فيخرج جدي كيس قماش اسمر من عبّه و يضع يده داخل هذا الكيس ليخرج للعامل بصم تتن هندي من النوع الذي كان يدخنه رحمه الله.

و بعد كلمات الترحيب من الجالسين: الله بالخير جلبي....الله بالخير جلبي.

فيجيب عليهم جدي: الله بالخير عيوني.....الله بالخير اغاتي.

ينبري أحدهم بسؤآله الخبيث لجدي, يعرف سائله هذا جوابه سلفاً:

ما هو رأيك بالسياسة جلبي؟

فيجيبه جدي: يا ابني السياسة كالنجاسة, اذا طبّت لبيت طيحت حظّه من راسه لأساسة!.

و ألآن عزيزي القارئ الكريم:

أكملت كتابة ما وعدت القراء به من دعوة الى الهجرة المعاكسة من المدن الكبيرة الى القرى و الأرياف في العراق, وأنا اروم بطباعته واذا افاجأ باخبار الفضائية السورية تفيد بوجود السفيرين الاميركي و الفرنسي يشرفون على سير المظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة السورية في مدينة حماه.

ضغطت على زر الكونترول لأحوّل البث من القناة السورية الى غيرها ضنّاً مني أن القناة السورية تختلق الخبر لمصلحة النظام السوري,

جائت حصّة تغيير القناة الى القناة الفضائية العربية المملوكة لآل سعود.

كان المراسل على الطرف الآخر في سوريا يبرّر للمتضاهرين بأن السفيرين الامريكي و الفرنسي قدموا الى حماه بناء على مؤآمرة من قبل النظام السوري لتشويه سمعة المتظاهرين و يسبغ عليهم صفة العملاء لاميركا و فرانسا و بذلك تبيض صفحة النظام السوري.

عزيزي القارئ الكريم:

اذا أخذنا بوجهة نظر مراسل قناة العربية في سوريا بان السفيرين الامريكي و الفرنسي قد قدموا الى حماه لتشويه سمعة المتظاهرين فنكون بذلك قد حكمنا على السفيرين بامّا ان يكونا مسيئين اسائة متعمدة لسمعة دولتيهماو وأما أن يكونا اغبياء و بهذه السذاجة التي ينجرّا فيها الى هذا المأزق الذي أوقعتهم فيه اجهزة المخابرات السورية .

نعم , انه التخبط الذي وقع فيه المعتدون, فآخر ما قرأت هو ان السفيرين الامريكي و الفرنسي سينامان هذه الليلة في ضيافة الثوار في حماه,

حقاً انها عروبتهم التي تختلف عن عروبتنا, هذا اذا كانت ﻷل سعود وآل عبد الوهاب و اتباعهم عروبة و نخوة و شهامة عربية.

فاميركا المجرمة عدوة الشعوب الحرة حينما اتت لتقضي على عميلها صدام اصبحنا نحن العراقيون عملاء , اما اميركا عندما اتت لنصرة آل سعود فهي تنام بحضن الثوار.

و لنا وقفة مع الامام زين العابدين (ع) حين يقول : الحمد لله الذي جعل اعدائنا من الحمقى.

و رحم الله جدي حين قال: السياسة نجاسة, اذا دخلت بيت تطيح حظّه من راسه لأساسه.

و دمتم لاخيكم : بهلول الكظماوي.

امستردام في 8-7-2011

e-mail:bhlool2@hotmail.com

bhlool2@gmail.com

مع ملاحظة.

انا عند وعدي بتكملة ما ارومه من دعوة الى الهجرة المعاكسة من المدن الكبيرة الى القرى و الارياف, فالى ذلك في القريب العاجل انشاء الله تعالى.

الاثنين، تموز ٠٤، ٢٠١١

بغداديات ... ( بلاّعين الموس )

بتوقيع: بهلول الكظماوي


في عراقنا عندما يشاهدوا احداً متورطاً في ورطة ما و يختبئ من الناس لألّا يفتضح أمره يقولون عليه: مثل بلاع الموس.

و في بلاد الشام نفس المثل يقول: مثل بلاع الموس لا يقدر ان يبقيه في الحلق يجرح ولا يقدر أن يخرجه فيفضح.

و الذي حصل مع حكومتنا في عراقنا الجديد اليوم انها بلعت الطعم في قضية الارهابيين القتلة المحكومين بالاعدام من زمان دقيانوس بدون ان تصادق عليهم الرئاسة لحد الآن.

مجلس الرئآسة هذا الذي يرأسه السيد مام جلال الذي بلع الموس بارادته عندما تعهد بعدم توقيعه على احكام الاعدام بحق القتلة والمجرمين,

و الرجل ( مام جلال ) يصرح بذلك علانية و يقول انا تعهدت بعدم توقيعي على قرارات الاعدام.

و لكن مساعديه و هما السيدان طارق الهاشمي و عادل عبد المهدي لم يمتلكا شجاعة السيد الطالباني و يعلناها صراحة بانهما ايضاً قد تعهدا بعدم التصديق على قرارات الاعدام كرئيسهما السيد الطالباني.

واكبر دلالة على تضامن جميع اعضاء مجلس الرئآسة بالرأفة و الرحمة للمجرمين القتلة يكمن في أن هؤلاء القتلة المدانين لا يزالون معتّقين تعتيق الخمرة القديمة في كنائس روما و مكبوسين كبس طرشينا المخلل العراقي في طول بقائهم بالسجون العراقية بكل الرفاهية و الدلال من تقديم افضل الاطعمة و الخدمات و الرعاية الصحية لهم و تمتعهم بالمخصصات و التعيينات المراقبة من قبل حقوق الانسان باشراف و رعاية امريكية اممية ساهرة على راحتهم.

و يبدو أن بقية الاخوة من رئآسات و وزراء و نواب و قادة احزاب و حركات و تنظيمات عاملة بالعراق الجديد غالبيتهم بلاعين الموس بمن حاصصوهم الحكم من الارهابيين و حواضنهم و يخافون ان يصارحوا شعبهم بحقائق الامور.

واكبر دلالة على ذلك بقاء مفجّر حرم العسكريين و قاتل الشهيدة اطوار بهجت المدان يسري فاخر الطريقي التونسي الجنسية, بقاءه على قيد الحياة مكبوساً كبس الطرش في السجون العراقية.

ولي سؤآل عن زملائه الارهابيين السعوديين الاربعة الذين قبض عليهم معه اين هم الآن؟ عسى ان لا يكونوا من ضمن الاثني عشر ارهابياً الذين سلمهم مستشار الامن القومي الى سلطات آل سعود و على نفقته, بل نقلهم على متن طائرته الخاصة آنذاك اكراماً لامراء مهلكتهم الذين بعثوا بذباحيهم الى العراق.

و سؤالي الثاني هو رجائي ان لا يكون الشيخ صباح الساعدي ايضاً من البلاعين, لانني اشاهده كثيراً ما يصول و يجول على شاشات الفضائيات مدافعاً عن حقوق الانسان و ناشطاً لتحقيق النزاهة ولكنني لم اسمع منه يوماً انه ادان او عرّى التلكؤ في تنفيذ الاحكام بحق هؤلاء القلة المدانين, عساه ان لا يكون هو من البلاعين ايضاً.

عزيزي القارئ الكريم:

بالوقت الذي احمد الله على ما ابداه السيد النجيفي من كشف عن نواياه الحقيقية في زيارته الاخيرة للتشاور مع الامريكان عن لسان اخوتنا السنة و الادعاء بان اهلنا ابناء السنة لربّما يطالبون بالانفصال, اؤكد بهذا الوقت بان اهلنا السنة هم من سيردون على الانفصاليين و يسقطوا ادعاءآتهم كما اسقوا من قبل ادعاءآت الزرقاوي ( الامريكاوي ) و بقية الارهابيين الذي قدموا معه فتصدى لهم بن الاعظمية الشهيد البطل عثمان العبيدي في ملحمة جسر الائمة و تصدى لهم الشهداء الابطال عبد الستار ابو ريشة, اسامة الجدعان, فصال الكعود...الخ من الذين قضوا نحبهم في صدق ما عاهدوا الله عليه وبقي اهلهم العراقيون ممن بقي على العهد الموحد لكل العراقيين و لم يبدولوا تبديلاً.

الخزي و العار للذين يصطادون في المناطق الرخوة فيقتلون الابرياء من الشباب البريئ و العجزة و النساء و الاطفال.

الخزي و العار لمن يدمرون البنى التحتية للوطن و الشعب و يضيقون على قوت المواطن و يمتهنون كرامته.

الخزي و العار لمن يتاجرون بجراحات اليتامى و الارامل و المعذبين.

الخزي و العار لمفرقي الصفوف لاجل مطالب و مصالح آنية يتاجر بها.

المجد و الخلود لموحدي الصفوف و لمن ينتفض لظلامة اخيه الانسان من ايّ دين او عرق كان.

المجد و الخلود لثورة العشرين التي تصادف ذكراها في مثل هذا اليوم, سائلاً الله جلّ و على ان يجعلنا من الذين بمستوى ان يكونوا اولاداً و احفاداً يحق لهم الانتماء الى ذلكم العظماء.


و دمتم لاخيكم. بهلول الكظماوي

امستردام ف30-6-2011

e-mail:bhlool2@hotmail.com

bhlool2@gmail.com

ملاحظة اعتقدها هامة:

انا البغدادي المعتّق الذي يمتد تاريخي بغداديتي لثلاثة اجداد يرقدون في الصحن الكاظمي الشريف,

اتجوّل في ارياف اوربا و قراها وارى التقدم العلمي و التكنولوجي في الصناعات الزراعية في اوربا التي لا تمتلك خصوبة ارض كارضنا, و لا تمتلك هواء عذب كهواءنا و تفتقر الى ماء كفراتينا الذي يذهب ما يسلم من ماءهما من مؤآمرات دول الجوار, يذهب هدراً بسبب عدم الترشيد.

اضافة الى عدم امتلاك غالبية الدول الاوربية الى النفط و المعادن و الموارد الطبيعية و الركاز المدفون كما نحن عليه.

اتحسّر على فلاحنا العراقي الذي هجر ارضه ليأتي الى العاصمة او الى المدن الكبرى البصرة و الموصل و كربلاء وغيرهم من المدن بحثاً عن العمل فيتسبب في اكتضاض سكانها وارباك اهلها وهو الكريم الاصل عزيز النفس الذي طالما اكلنا من يديه الكريمتين الرز ( التمن العنبر و النعيمة و الشامية)والدهن الحر يوم لم نكن نعرف الدهن النباتي بعد, نراه اليوم ( فلاحنا ) يأكل مثلنا حتى الفجل و الخيار و الطماطة المستوردة.

اكاد اصاب بالغثيان عندما اسمع عن مشاريع لبناء مساكن تبلغ اكثر من مليون جلّها في بغداد و المدن الكبيرة ولا اسمع عن مساكن مماثلة لها في القرى و الارياف و عن دورات تأهيل مهني للصناعات الزراعية و للثروة الحيوانية واعادة تأهيل واعمار هذه القرى و الارياف,

اكاد اصاب بجلطة ثانية و ثالثة عندما اسمع اخبار تفيد ان غالبية الشباب وجلهم من القرويين ما بين موضف حكومي يعتمد في مورده على الدولة غالبيتهم دفع عشرات الورقات الخضراء رشاوي لاجل تعيينه الذي و الذي ساهمت فيه المحاصصة لفساد الرشوة و المحسوبة هذا.

اتألّم عندما اتذكر باننا كنا نعيب على نظام الطاغية المقبور انه عسكر المجتمع بينما نحن على نفس الحالة السابقة من العسكرة تضاف لها ان الكثير من عساكرنا ممن هم مسجلين و يقبضون رواتب و لكنهم لا يواضبون على الدوام الرسمي في هذه القوى الامنية.

والانكى و الامر من ذلك أن الكثير من قادة العراق الجدد اليوم هم من ابناء تلك القرى وممن كانوا لاجيئن سياسيين قدموا من دول اوربا المؤآوية لهم و شاهدوا الصناعات الزراعية و انماء الثروة الحيوانية فيها بعد أن كانوا لاجئين فيها.

لا ازال اتذكر كيف كان آبائنا و اخوالنا واعمامنا يندبون حضهم عندما بدأوا يأكلون ما يسموه بيض المعمل و دجاج المعمل في اشارة الى بيض المائدة والدجاج المستورد.

خلاصة الموضوع:

لا اعتقد انني الوحيد الذي يشعر بهذا الشعور, فحتماً مثلي الكثير, فانا حجمي لا يتجاوز الواحد من اصل اكثر من ثلاثين مليون عراقي.

لاجل ذلك ساحاول ان اكتب بتواضع ما يمكنني ان اساهم في افكار و تصورات لهجرة معاكسة ( اي هجرة من المدينة الكبيرة الى القرى و الارياف).

فهنا في اوربا الاغنياء و المترفين و من ينشد الراحة و الدعة يذهب الى القرية التي هي اغنى و ارفه بكثير من المدينة.

انني كنت احلم ولا زلت احلم, واحتاج لمن يحلم معي و يساعد في تحقيق هذا الحلم.

لذلك استنهض همم اصحاب المواقع الالكترونية و منضمات المجتمع المدني ان تساهم معي في هذا الشأن والى اللقاء في حلقات قادمة تحمل هذا الهم.

بسم الله الرحمن الرحيم:

و قل اعملوا فسيرى عملكم و رسوله و المؤمنون.

صدق الله العلي العظيم.