وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الاثنين، شباط ٢٨، ٢٠١١

اسامة النجيفي يجتمع بالجلاد ويتنكر للضحية !

الحركة الشعبية لاجتثاث البعث

تتابع الحركة الشعبية لاجتثاث البعث في العراق بقلق بالغ نتائج الزيارة التي قام بها السيد اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي الى الجمهورية العربية السورية وما تمخض عن تلك الزيارة من مشاريع مريبة اعلنها النجيفي بمؤتمره الصحفي الاخير يدعو فيها الى عفو شامل عن البعثيين المجرمين الهاربين واولئك الذين يقضون ماصدر بحقهم من احكام بالسجن بسبب ما اقترفوه من جرائم بحق الابرياء من الشعب العراقي قبل سقوط النظام البائد وما بعد سقوطه عندما انضموا الى عصابات القاعدة ليكملوا سلسلة جرائمهم وتخريبهم الذي عم العراق من اقصاه الى اقصاه .

اننا في الوقت الذي نضم فيه صوتنا الى صوت الشعب العراقي برفض هذه العروض المريبة والمخالفة لروح القانون ونصه والمخالف لمبدأ العدالة الانتقالية التي اتفقت القوى السياسية في العراق على تطبيقها لنصرة المظلومين وتخليص الشارع العراقي من التصفيات التي قد تلجئ اليها بعض العوائل التي تشعر بضياع حقوق ابناءها بالاقتصاص العادل ممن قتلهم اوتسبب بقتلهم .

ومن هنا نوجه نداءنا الى القوى السياسية الخيرة ان تقف بحزم وثبات لنصرة الابرياء والاخذ بحقوقهم العادلة وعدم التعرض لقضايا العدالة الانتقالية التي هي بحد ذاتها لم تُفعل بسبب التقصير والتهميش الذي تتعمده القوى السياسية الحاكمة بحق ابناء الشهداء والسجناء السياسيين وعموم ضحايا النظام البعثي البائد , وكان الاجدر بالسيد رئيس مجلس النواب العراقي ان يتعاطف مع الضحايا بدلا من ان يشد من عزيمة المجرمين والقتله ، وعتبُنا عليه كبيرا انه قبل ان يجتمع بعوائل الشهداء ويستمع اليهم والى ما يعانونه من مشاكل ذهب مهرولا خارج الحدود يجتمع برموز القتل والاجرام من بقايا النظام العفلقي البائد ويُمنّيهم بالعودة والاخذ بحقوقهم التي يدّعونها زورا وبهتانا .

ونختم بياننا هذا برسالة الى القوى الجماهيرية الفاعلة ان تتنبه الى هذه المشاريع ولا تتركها تمر من دون التوقف عندها ، وان يتنبهوا بالقدر نفسه الى من تكرر استغلاله لشعارات الاجتثاث ليحصد بها الاصوات وما ان تنتهي الانتخابات حتى يضرب شعار الاجتثاث والاخذ بحقوق الضحايا عرض الجدار من دون رادع ديني او اخلاقي او انساني .

نحن امة لا تنسى شهداءها ... اجتثاث البعث رسالتنا الى الانسانية

الحركة الشعبية لاجتثاث البعث في العراق

28 / 2 / 2011 بغداد

الأربعاء، شباط ٢٣، ٢٠١١

ورقة عمل ليوم الغضب

نـــــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

لم اشأ ان اكتب ما يجب وما لا يجب على العراقيين فعله وقوله في يوم الغضب، فالمكتوون بنار الفساد المالي والاداري والسياسي اعرف بمصالحهم، واقدر على التخطيط السليم والتنفيذ الصحيح.

الا ان سيل الرسائل الاليكترونية والاتصالات الهاتفية التي تلقيتها من العراقيين في الداخل والخارج، شجعني على ان ادون ما يلي كجدول عمل للشارع الملتهب.

وقبل ذلك، اود ان اثبت الحقائق التالية التي لا ينبغي لنا ان نتغافل عنها ابدا:

اولا: ان يوم الغضب العراقي يختلف جذريا عن يوم الغضب في اي بلد عربي آخر، ففي العراق لا احد يرفع الشعار الشعبي الذي باتت عواصم البلاد العربية تتغنى وتتزين به والذي يقول {الشعب يريد اسقاط النظام} وذلك لسبب بسيط الا هو ان العراق لا يحكمه ديكتاتور.

مشكلتنا في العراق اننا ابتلينا بقادة فاسدون وزعماء لصوص وسياسيين مزدوجوا الولاء.

كما اننا ابتلينا بوكلاء عن الشعب خانوا الامانة ولم يقدروا تضحيات الشعب ولم يعيروا اهمية لثقة الناخب، ولم يحترموا الفرصة التاريخية، ولم يقدروا التضحيات الجسام، واثروا ثراءا فاحشا على حساب قوت الشعب المستضعف، بعد ان سرقوا لقمة العيش واستحوذوا على الفرصة واستاثروا بالفئ.

في يوم الغضب ستكون شعارات الشارع العراقي هي {نعم للديمقراطية الحقيقية} {لا للفساد بكل اشكاله} {لا للارهاب والعنف} {لا للعودة الى الديكتاتورية}.

ثانيا: علينا جميعا ان نحذر من تسلل جماعات العنف والارهاب وايتام النظام الشمولي البائد الى صفوفنا، ويلزمنا ان نحول فيما بينهم وبين الرقص على جراحاتنا ومعاناتنا.

فهم ليسوا الحل، كما انهم ليسوا جزءا منه، بل انهم عين المشكلة، كانوا ومازالوا وسيبقون كذلك، فالحذر الحذر منهم ومن شعاراتهم البراقة وجلودهم التي يبدلونها بحسب حاجة الظرف كما تبدل الحية جلدها.

ثالثا: كما ينبغي ان تكون فعالياتنا حضارية ومدنية وسلمية، لا تشوبها حواسم ولا يتخللها عدوان ولا يختلط معها عنف بكل اشكاله.

يجب ان نحمي الممتلكات العامة والخاصة فلا نتجاوز على حق ولا نتغافل عن حد من حدود الله تعالى.

ويلزمنا، لتحقيق ذلك، ان تتشكل لجانا كثيرة لتنظيم انفسنا وحماية الشارع من اي خطا او تجاوز او تسلل، ففي الوقت الذي يجب ان نعي فيه اهمية تحرك الشارع، علينا كذلك ان نتذكر دائما مدى خطورة مثل هذا التحرك، بسبب ما يحيط العراق من مخاطر جمة، فحوله وفيه ذئاب كثيرة تتحين الفرصة للانقضاض على مكتسبات الشعب العراق التي حققها بالدم والتضحيات الجسام، سواء في عهد الطاغية الذليل صدام حسين او ما بعده على يد الارهابيين والتكفيرين الذين ارادوا تدمير الحلم العراقي في بناء الديمقراطية.

رابعا: ان القضية اليوم لم تعد تحتمل اية قرارات ترقيعية وارتجالية ومتسرعة، كما تفعل الحكومة والبرلمان، فخطواتهما اليوم ردود افعال مجبرون عليها وليست افعالا بقناعة تامة، انهم يحاولون الانحناء امام العاصفة فقط، بل ان القضية اليوم بحاجة الى قرارات جذرية، كما انها لم تعد قضية كهرباء وخدمات وما الى ذلك، فلقد اتسع الخرق على الراقع، ولذلك يلزم ان يبلور الشارع الثائر رؤية شاملة وحقيقية وفي نفس الوقت واقعية، بما يضمن له تحقيق تغيير جذري يقضي على كل ما شاب العملية السياسية من اخطاء واخطار، ويساهم في حماية كل ما حققه الشعب لحد الان من نظام سياسي ديمقراطي ودستور عصري، على الرغم من كل المؤاخذات والاشكالات.

يلزم ان يفضي تحرك الشارع الى تغيير حقيقي يقلع الفساد واسبابه والفاسدين من جذورهم.

اما جدول العمل الذي اقترحه، والذي يسمى في هذه الحالة بمطالب الثوار، فهو كما يلي:

اولا: دعوة مجلس النواب العراقي الى تعديل قانون الانتخابات فورا بما يضمن افساح المجال لكل مواطن عراقي مؤهل دستوريا وقانونيا لترشيح نفسه، بما يساعد على كسر احتكار السلطة من قبل ثلة من المتنفذين والمنتفعين، احزابا كانوا ام افراد.

ثانيا: الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة، تعتمد القانون الجديد، بما يساعد العراقيين على اسقاط العناصر الفاشلة وتلك التي خانت الامانة فسرقت وافسدت وتاليا فشلت.

ثالثا: حل الحكومة الحالية والطلب من شخصية وطنية غير حزبية وغير سياسية مشهود لها بالصدق والنزاهة والكفاءة والخبرة والحزم والحرص على العراق وشعبه وخيراته لتشكيل حكومة انتقالية يختار وزراءها على اساس الكفاءة والخبرة والمهنية والنزاهة، بعيدا عن المحاصصة والحزبية، وان لا يكونوا من السياسيين او من قادة الاحزاب، على ان لا يستوزر فيها اي نائب في البرلمان او وزير شارك في اية وزارة من الوزارات التي تشكلت منذ سقوط الصنم ولحد الان.

ثالثا: تشكيل لجنة من الخبراء والمختصين من منظمات المجتمع المدني ومن الشارع الثائر مهمتها اعادة جرد حسابات الميزانية العامة لكل مؤسسات الدولة، خاصة الرئاسات الثلاث، منذ سقوط الصنم ولحد الان.

رابعا: تشكيل لجنة اخرى وبالطريقة عينها المشار اليها للاطلاع على الحسابات الشخصية لكل من تسنم موقعا في الدولة العراقية منذ سقوط الصنم ولحد الان، على ان تقارن بين ما كان يمتلكه وما يمتلكه الان، وملاحقة اللصوص الذين حمتهم المحاصصة فيما مضى.

خامسا: تشكيل لجنة اخرى للاشراف على تطبيق الدستور، خاصة المواد المغيبة والمرحلة، بتشديد الحاء، كقانون ازدواج الجنسية بالنسبة للمسؤولين وغير ذلك.

وتتحمل هذه اللجنة مسؤولية تحقيق عملية اعادة نظر شاملة بمواد الدستور الملغومة، بعد ان فشلت اللجنة البرلمانية في تحقيق هذا الامر الهام جدا.

سادسا: تشكيل لجنة اخرى للاطلاع على نتائج اللجان التحقيقية الخاصة التي تشكلت لاسباب مختلفة منذ سقوط الصنم ولحد الان، مثل اللجنة الخاصة التي تشكلت للتحقيق في حادثة جسر الائمة، واللجان التي تشكلت في التحقيق بالعمليات الارهابية النوعية وغير ذلك.

قد يطعن بعض المسؤولين في شرعية مثل هذه المطالب ودستوريتها، واقول جوابا على ذلك:

ان انعدام الثقة بالمسؤولين هي التي تدفعنا الى التفكير بهذه الطريقة، فبعد هذا الكم الهائل من الوعود التي لم ينفذوا منها شيئا، لم يعد الشارع يثق بهم، ابدا، هذا من جانب، ومن جانب آخر، فان كل مؤسسات الدولة العراقية تجاوزت الدستور بشكل او بآخر، خاصة البرلمان، ولذلك فليس من حق اي مسؤول ان يورد مثل هذا الاشكال على مطالب الشارع، خاصة واننا جميعا نؤمن، كما ان الدستور نص على ان الشعب هو مصدر السلطات، فكيف يجيز احد لنفسه ان يسال الشعب عن مصدر شرعيته؟ ثم ماذا ابقى المسؤولون والسياسيون من شرعية ودستورية ليحتجوا بها على الشارع الغاضب؟.

اتقدم بمقترحاتي هذه متمنيا على كل من يقراها ان يدرسها بتاني قبل ان يقبلها او يرفضها، بعيدا عن الاحكام المسبقة وبعيدا عن تاثير الاجواء المشحونة وبعيدا ان المحاصصة وكل انواع الفساد، وبعيدا عن العواطف والارتجال والتسرع فالمرحلة تحتاج الى العقل والحكمة والتدبير والمشورة والعقل الجمعي اكثر من حاجتها الى العواطف والمشاعر الجياشة والفردية.

20 شباط 2011

الجمعة، شباط ١٨، ٢٠١١

لانتخابات نيابية مبكرة

نـــــــزار حيــــــــدر

حمل نـــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العرقي في واشنطن، السياسيين كامل المسؤولية ازاء اية تداعيات سلبية قد يشهدها الشارع العراقي الثائر ضد الفساد وضد سياسات هضم الحقوق.

واضاف نـــــزار حيدر، الذي كان يتحدث على الهواء مباشرة الى الزميل الاستاذ فلاح الفضلي في برنامج (الملحق) على قناة (الفيحاء) الفضائية:

لا اعتقد بان القرارات الترقيعية التي بتنا نسمعها من مجلس النواب والحكومة قادرة على ان تغير من الواقع المزري شيئا، فلقد دخل العراق مرحلة جديدة لا تنفع معها القرارات المستعجلة والمرتجلة، فالدولة التي لم تنجح في حل مشكلة البطاقة التموينية مثلا او الكهرباء او الماء الصالح للشرب او الفساد المالي والاداري او البطالة او النظافة او التعليم او ما اشبه طوال مدة السنوات الثمان المنصرمة، لا اعتقد ان بامكانها ان تجد حلا لمثل هذه المشاكل خلال ايام او اسابيع او اشهر، ولذلك فبرايي ان الحل يكمن في الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة يحقق بها العراقيون تغييرا حقيقيا في بينة المسؤولين، وان ذلك لا يتحقق الا بتغيير قانون الانتخابات المعمول به، من اجل ان يفسح مجلس النواب المجال امام العراقيين ليختاروا وكلاءهم بشكل صحيح وحقيقي وليس بطريقة ملتوية كما حصل في المرات السابقة.

ان كل دول العالم الحر تلجا الى الانتخابات المبكرة لاسقاط الحكومات الفاشلة والبرلمانات الفاسدة، كما حصل مؤخرا في بريطانيا، مثلا.

ان المشكلة في العراق الجديد ليست في النظام السياسي، كما هو الحال في بقية البلدان العربية، فهو نظام دستوري برلماني وديمقراطي، الا ان المشكلة تكمن في من حجز مقعده تحت قبة البرلمان، وفي توافق السياسيين على ما يعرف بالمحاصصة في كل شئ، ما انتجت حكومة بلا معارضة برلمانية، وتاليا برلمانا ناقص اهلية الرقابة على الحكومة، وكل هذا هو الذي انتج غول الفساد المالي والاداري والسياسي المرعب الذي يعاني منه اليوم المواطن العراقي.

ادعو مجلس النواب الى ان يركز جهده اليوم على مهمة واحدة فقط تتمثل في الاسراع بتعديل قانون الانتخابات بما يفسح المجال امام كل مواطن ليرشح نفسه ضمن دوائر انتخابية بعدد مقاعد المجلس، لنكسر عملية احتكار السلطة من قبل ثلة من السياسيين الفاسدين الذين اتخموا بالمال العام على حساب معاناة الشعب المسكين، اما ان يلهي نفسه ويضيع الوقت بمواضيع باتت هامشية كالبطاقة التموينية والميزانية العامة، فان ذلك سيدفع بالبلد الى الزلزال، فبماذا سينتفع المواطن العراقي من الميزانية العامة اذا كانت ربعها تذهب الى جيوب المسؤولين؟ وماذا ستنفع البطاقة التموينية المواطن اذا كانت فاسدة وان المشرف عليها لص محترف؟.

العراق اليوم بحاجة الى تغيير جذري في بنية المسؤولين، ليستبدلهم بآخرين امناء وصادقين ونزيهين وحريصين على البلد وشعبه وخيراته وثرواته، والا ماذا ينفعني الوزير الذي يحمل ارقى الشهادات العلمية من ارقى الجامعات العالمية اذا كان لصا يسرق المال العام ويسرق ميزانية الوزارة ليوزعها على عائلته ومحازبيه ومن لف لفهم؟.

ونحن نعيش ذكرى المولد النبوي الشريف، لنتذكر خصلتين من ارقى خصال رسول الانسانية في زمن الجاهلية الا وهما (الصادق الامين) فالصدق والامانة عمادا نجاح المسؤول في مهمته.

عن غياب ثقافة الاستقالة والمبادرة للتغيير الطوعي عند المسؤولين، والجهة المسؤولة عن اشاعة مثل هذه الثقافة، قال نـــــزار حيدر:

ان الشعب هو المسؤول عن اشاعة هذه الثقافة، وهو المسؤول عن تعليم السياسيين ثقافة الاستقالة، فلو سالنا انفسنا، ترى، من الذي اجبر ديكتاتور مصر المخلوع على ترك السلطة وهو الذي يمتلك اكثر من (70) مليار دولار ويحتفظ بتجربة في السلطة دامت اكثر من (30) عاما؟ ويمتلك الجيش والحرس الجمهوري وكل هذه العلاقات الاقليمية والدولية التي ظلت تدعم سلطته المطلقة والشمولية؟ من الذي اجبره على ترك السلطة سوى الشعب المصري البطل؟ فهو الذي علم الفرعون كيف يتخلى عن السلطة، وهو الذي سيعلم المسؤولين الذين سيتعاقبون على السلطة في مصر ثقافة الاصغاء الى الشعب وثقافة الاستقالة من المنصب العام اذا ما فشلوا في تحقيق برامجهم الانتخابية، فعندما قرر الشعب ان يعلم الطاغوت استسلم الجميع بمن فيهم الطاغوت نفسه وزبانيته وازلامه وكل حلفاءه في المجتمع الدولي وغيرهم.

وفي العراق كذلك، فاذا كان المسؤول يرفض ان يتعلم ثقافة الاستقالة والتنحي عن السلطة اذا فشل في تحقيق اهداف الناس، اذا كان يرفض ان يتعلم ذلك بـ (العيني والاغاتي) و (بالمروة) على حد قول المثل الشعبي المعروف، فـ (بالقوة) وما هذه التظاهرات التي بدات تجتاح العراق المحافظة تلو الاخرى، الا نذير شؤم على كل المسؤولين الذين اتمنى ان يتعلموا بسرعة قبل فوات الاوان، والا فالبالوعات، على غرار بالوعة الطاغية الذليل، بانتظارهم وان اكثر من (جدة) بانتظارهم، كل حسب ولائه وانتمائه وجنسيته، فبعد ان يئس العراقيون من امكانية التاثير عليهم بالقلم والبيان، جاء اليوم دور التظاهر كوسيلة حضارية لتغيير الاوضاع كفلها الدستور والقانون.

عن اتهامات المسؤولين للمتظاهرين بارتباطهم باجندات اجنبية، قال نــــزار حيدر:

الا يستحي المسؤول من توجيه مثل هذه الاتهامات للمتظاهرين؟ هل يعقل ان شابا عمره 18 عاما خرج للشارع مطالبا بحقه في لقمة العيش الكريمة تدفعه اجندات خارجية؟ من اين جاء بها؟ وكيف ارتبط بها؟.

ان المواطن العادي ليس له اية اجندات خارجية، بل انه لا يعرف معاني مثل هذه الكلمات، وان الذي يحمل في ذهنه ونهجه اجندات خارجية هو المسؤول الذي نراه ذاهبا وعائدا الى هذه العاصمة وتلك، فهل نسي السياسيون زياراتهم المكوكية لعواصم الشرق والغرب وعلى مدى (10) اشهر يبحثون فيها عن المساعدة من كل من هب ودب لتشكيل الحكومة التي ولدت اخيرا عرجاء ومشوة وسياسية وليست مهنية؟.

ان المسؤول هو صاحب الاجندات الخارجية والاجنبية وليس المواطن ابدا، بل ان الاخير هو صاحب الحس الوطني الحقيقي وصاحب الاجندات الوطنية الشريفة التي لا يستطيع احد، مهما كان، ان يزايد عليه وعلى وطنيته وعلى حبه للوطن.

ان هذا المواطن هو ذاته الذي واجه دبابات النظام الشمولي البائد في اكثر من انتفاضة يوم كان السياسيون يعقدون مؤتمراتهم في عواصم الغرب في فنادق (5) نجوم، وهو نفسه الذي تحدى الارهاب ليصل الى عتبة صندوق الاقتراع لينتخب هؤلاء السياسيين ويحملهم بصوته الى قبة البرلمان، فكيف يجيز المسؤول لنفسه ليتهمه بالارتباط بالاجنبي ويشكك في اجنداته وولاءاته؟.

اما تخويف المواطنين من مغبة استغلال ايتام الطاغية الذليل للتظاهرات المطالبة بحقوقهم، فهو كذلك قول مضحك الى درجة القرف، فاذن ماذا كانت تفعل الحكومة على مدى (8) سنوات في قانون اجتثاث البعث؟ واذا كان القانون غير مجديا وقد عاد البعثيون الى الوسط العام، فانما انتم الذين اعدتموهم الى السلطة وليس الناس، اوليست مؤسسات الدولة اليوم ملغومة بالعديد من ايتام النظام البائد؟ فمن الذي جاء بهم سوى المحاصصة المقيتة؟.

لا تخيفونا بايتام النظام البائد، ولا تخيفونا بالقاعدة وجماعات العنف والارهاب، اصغوا الى مطاليب الناس، واقروا بالواقع الذي انتجه فشلكم انتم دون سواكم، ثم تحملوا المسؤولية الاخلاقية والوطنية كاملة.

17 شباط 2011

الأربعاء، شباط ١٦، ٢٠١١

بغداديات ... (بداية عصر الاستبدال)

بتوقيع: بهلول الكظماوي

ابسمي ايتها الدنيا التي كنت عبوسة
والبسي بأسم قوى التحرير للعيد لبوسه
سقطت عصابة مبارك في مصر فريسة
وزففنا لك حريتك اليوم عروسة

حقّاً انها لفرحة غامرة,
ولكنها فرحة مشوبة بالحذر, خوفاً على الانجاز من أن يوئد,
فالاستعمار لديه خطط للطوارئ.
عسى أن يرتفع عسكريو مصر الذين سيمسكون زمام الحكم في فترة الطوارئ الانتقالية القادمة, يرتفعوا بمستوى المسئولية لخطط الطوارئ التي رسمتها الدول الكبرى و ربيبتها اسرائيل اللقيطة بمن كسبتهم من الجنرالات عن طريق المساعدات التدريبية المشروطة لمثل هذه الحالات فيما اذا قتل عملائهم الحاكمون أو ماتوا بالمرض أو بحادث عرضي.
لقد بدأت الثورة في تونس القطر الصغير ذو الشعب الهادئ الذي لم يكن يدور في خلد أحد انها ستثور, واشتعلت من شرارتها مصرالشقيقة الكبرى التي طال صبرها ( و لطالما انتظر العرب هذه الثورة بفارغ الصبر ).
و حتماً ستشتعل من شرارة ثورة مصر ثورات و ثورات لتسقط عروش الطغاة و المستكبرين تباعاً كاحجار الدومينو.
فحذار …..حذار أن يحترق الأخضر بسعر اليابس.
حذار...حذار أن يتقاعس الوطنيون ( سواءً كانوا حكاماً أو محكومين ), حذار أن يتقاعسوا بأخذ زمام المبادرة لمحاربة الفساد و المفسدين و الاستمرار بمراعات المحاصصات العرقية و الطائفية على حساب النزاهة و الكفائة و الاخلاص للوطن و المواطنين.
حذار أن يتقاعسوا في سد الطريق و اغلاق باب الذرائع في وجه منتهزي الفرص و راكبي الامواج و المتصيدين بالمياه العكرة الذين لا يتورعون عن الاستعانة بالطامع المستكبر الاجنبي.
انها لفرحة كبيرة والحمد لله لكون طيلة ايام الغضب التونسي و المصري لحد اليوم من الطاف الله سبحانه و تعالى لم يركب الموجة ( موجة التغيير ) لم يركبها التكفيريون و العفلقيون, و اخرست فيها ابواق حركة طالبان فلم نسمع منها اي تصريح للارهابيين التكفيريين وهابيي المنشأ أمثال اسامة بن لادن و الظواهري و فلول عصابات العفالقة المتمركزين بالاردن و اليمن و مصر فحذار..حذار أن يركب هؤلاء موجة الحرب على الفساد و المفسدين القادمة على العراق, عراق المقدسات, عراق علي و الحسين و الكيلاني و ابو حنيفة النعمان,
عراق الصدرين العظيمين و العاصي و البدري.

و دمتم لأخيكم: بهلول الكظماوي
امستردام في 11-2-2011
e-mail:bhlool2@hotmail.com
bhlool2@gmail.com

الأحد، شباط ١٣، ٢٠١١

على العهد يا حجة الله


نبارك للنبيّ المختار، وفاطمة الزهراء والأئمة الأبرار، ذكرى تتويجِ وريثِ الوصاية، الإمام الحجّة المهديّ عجّل الله تعالى فرجَه الشريف.. بالإمامة الخاتِمة، والإمامة المنتظَرة لإحقاق الحقّ وإبطال الباطل وملءِ الأرض قسطاً وعدلاً كما تُملأ ظُلماً وجوراً.. بالإمامة التي ترقبها عيونُ جميع المحرومين والمظلومين ومَن ضاقت بهم الأرض وهم يتطلّعون إلى طلعته البهية الغرّاء؛ ليزيحَ الظلم والفساد، وينشر العدلَ والأمان والهدى والرشاد.. بالإمامة التي اشتاقتها على مدى القرون قلوبُ المؤمنين الغيارى على الدين الحنيف، وتنتظرها جميع الملل والأقوام بعنوان ظهور المُصلح العالميّ الذي سينقذ المستضعفين مِن وَطْأة المستكبرين، ويُشبع الجياع ويؤمن الحيارى والضائعين فمزيداً من الأمل المقدّس في زمن الانتظار، ومزيداً من الاستعداد والتمهيد للفرَج والبشرى، ومزيداً من الثقة بالله تعالى بنصره العزيز

دعاء العهد


يُستحب الابتهال إلى الله عزَّ و جلَّ بدعاء العهد المروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أربعين صباحاً ، فقد رُوِيَ عَنْهُ (عليه السَّلام) أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً بِهَذَا الْعَهْدِ كَانَ مِنْ أَنْصَارِ قَائِمِنَا ، فَإِنْ مَاتَ قَبْلَهُ أَخْرَجَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ قَبْرِهِ وَ أَعْطَاهُ بِكُلِّ كَلِمَةٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ ، وَ هُوَ هَذَا :
اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ ، وَ رَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ ، وَ رَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ، وَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ ، وَ رَبَّ الظِّلِّ وَ الْحَرُورِ ، وَ مُنْزِلَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنِيرِ ، وَ مُلْكِكَ الْقَدِيمِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ ، يَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .
اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلَانَا الْإِمَامَ الْهَادِيَ الْمَهْدِيَّ الْقَائِمَ بِأَمْرِكَ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ الطَّاهِرِينَ ، عَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا ، سَهْلِهَا وَ جَبَلِهَا ، بَرِّهَا وَ بَحْرِهَا ، وَ عَنِّي وَ عَنْ وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَوَاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ ، وَ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ ، وَ مَا أَحْصَاهُ عِلْمُهُ وَ أَحَاطَ بِهِ كِتَابُهُ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِي هَذَا ، وَ مَا عِشْتُ مِنْ أَيَّامِي ، عَهْداً وَ عَقْداً وَ بَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي ، لَا أَحُولُ عَنْهَا وَ لَا أَزُولُ أَبَداً .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ وَ أَعْوَانِهِ ، وَ الذَّابِّينَ عَنْهُ ، وَ الْمُسَارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ ، وَ الْمُحَامِينَ عَنْهُ ، وَ السَّابِقِينَ إِلَى إِرَادَتِهِ ، وَ الْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ .
اللَّهُمَّ إِنْ حَالَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ الْمَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلَى عِبَادِكَ حَتْماً ، فَأَخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي ، شَاهِراً سَيْفِي ، مُجَرِّداً قَنَاتِي ، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الْحَاضِرِ وَ الْبَادِي .
اللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ ، وَ الْغُرَّةَ الْحَمِيدَةَ ، وَ اكْحُلْ نَاظِرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ ، وَ عَجِّلْ فَرَجَهُ ، وَ سَهِّلْ مَخْرَجَهُ ، وَ أَوْسِعْ مَنْهَجَهُ ، وَ اسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ ، فَأَنْفِذْ أَمْرَهُ ، وَ اشْدُدْ أَزْرَهُ ، وَ اعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلَادَكَ ، وَ أَحْيِ بِهِ عِبَادَكَ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ : ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ... فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِيَّكَ وَ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ ، الْمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِكَ ، حَتَّى لَا يَظْفَرَ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْبَاطِلِ إِلَّا مَزَّقَهُ ، وَ يُحِقَّ الْحَقَّ وَ يُحَقِّقَهُ ، وَ اجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبَادِكَ ، وَ نَاصِراً لِمَنْ لَا يَجِدُ لَهُ نَاصِراً غَيْرَكَ ، وَ مُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ ، وَ مُشَيِّداً لِمَا وَرَدَ مِنْ أَعْلَامِ دِينِكَ ، وَ سُنَنِ نَبِيِّكَ (صلى الله عليه و آله) ، وَ اجْعَلْهُ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدِينَ .
اللَّهُمَّ وَ سُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً (صلى الله عليه و آله) بِرُؤْيَتِهِ ، وَ مَنْ تَبِعَهُ عَلَى دَعْوَتِهِ ، وَ ارْحَمِ اسْتِكَانَتَنَا بَعْدَهُ .
اللَّهُمَّ اكْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ عَنِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ ، وَ عَجِّلْ لَنَا ظُهُورَهُ ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً ، الْعَجَلَ يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ " .
ثُمَّ تَضْرِبُ عَلَى فَخِذِكَ الْأَيْمَنِ بِيَدِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَ تَقُولُ : الْعَجَلَ يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ ثَلَاثاً .

..

الجمعة، شباط ١١، ٢٠١١

مصـــر تنتـــصر .. والعراق ينتظر

خـــاص:

اليوم أنتصرت مصر على 30 سنة من الحكم العسكري

اليوم أنتصرت أرادة المظلوم على جبروت الظالم

اليوم لاحت في الأفق ثورة بيضاء ضد الفساد

الى حكام العراق المنتخبين:

لايغرنكم أختيار الشعب لكم، فأن أختياركم تكليف لا تشريف

ولا يغرنكم حصاد الأصوات، فصوت المظلوم لا يحجبه شيئ عن السماء

فتسابقوا لخدمة من وضعوكم على كراسي السلطة

وألا فمصيركم كمن سبقوكم

ولن يطول صبر الصابرين

السبت، شباط ٠٥، ٢٠١١

(بغداديات)...( النصر لثوّار مصر )

بتوقيع: بهلول الكظماوي


بداية لا يسعني وأنا بأشد حالات الألم الممزوج بالتفائل.......

الألم لمشاهد الخراب والدمار و تعطيل المصالح العامة واهم من ذلك كلّه سقوط الشهداء و الجرحى الذين يسقطون كل ساعة في سوح الحرية الحمراء في مصر العروبة و الأسلام.

مصر الشافعي, مصر عرابي, مصر زغلول, مصر الكنانة, مصر الشقيقة الكبرى التي حولها جلادوها الذين تعاقبوا على حكمها الى بقرة حلوب تدر عليهم ما يشبع نهمهم فجعلوا منها مدينة ملاهي كبرى لحكام اسرائيل و أمراء الخليج العربي, في حال حوّلوا شعبها الطيب الى أفواج من العمالة المغتربة تجوب اقطاب الدنيا وآفاق الأرض كي يجلبوا أقوات عوائلهم و ارضهم الخصبة ترقد على نهر النيل العظيم.

وأنا في أشد حالات الألم هذه لم يفارقني الأمل في أن يخرج هذا الشعب منتصراً على جلاديه الذين حكموه بالحديد و النار و شرّدوه في الفيافي و القفار.

فقد وقّع هذا الشعب بالدم في 25 يناير 2011 على رفض جلادية مثل ما وقّع من قبله شقيقه الشعب العراقي في انتفاضة آذار/ شعبان1990 على رفض الطاغية صدام.

ولا أنسى في هذا المقام أن أستبق التحية للشعب التونسي الذي لم تكن ثورته الا الصاعق الذي فجّر الثورات المتلاحقة من بعده ثورة (مصر و ما زامنها من ثورات) حتّى لنجد في كل قطر من أقطار العرب ثورة توشك أن تؤدّي بجلاديها الى الاطاحة, فنسمع اليوم جلاد اليمن كي يتفادى منيّته فيصرّح بأنّه لا ينوي أن يجدد ترشيحه للانتخابات القادمة, كما لا ينوي أن يورّث الرئآسة لولده من بعده.

و كذلك يستبق ملك الأردن الأحداث و في محاولة لنزع فتيل الاشتعال فيعلن حلّ الحكومة السابقة و تشكيل حكومة جديدية بغية اصلاح الأوضاع الفاسدة حسب ما يدعي.

الجزائر و السودان كذلك... وحتى السعودية متخوفة من أن تتّقد نار الثورة من فيضانات ماء جدة.....والحبل على الجرّار كما يقولون.

عزيزي القارئ الكريم:

أهم شيئ اريد أن أتوقّف عنده هو مصير و مستقبل الاتفاقيات العربية الأسرائيلية....وادي عربة.....كامب ديفد و ملاحقها و لواحقها...الخ.

مصير و مستقبل السفارات الاسرائيلية في الدول العربية كمصر و الاردن و موريتانيا....الخ.

مصير و مستقبل مكاتب التمثيل الاسرائيلي و المكاتب التجارية الاسرائيلية في قطر و المغرب و السعودية و....و....و....الخ.

كل هذه الثورات و الأنتفاضات في تونس و مصر و ما سيتبعهما ستؤتي اكلها بسلام وسلاسة فيما اذا لم تتعرّض للاتفاقيات العربية الأسرائيلية و لمصير الممثليات و المكاتب الاسرائيلية في الدول العربية و الّا فالويل كلّ الويل لشعوبها الثائرة,

فحمّامات الدم و الهدم و الدمار ستلحق بمن يخلّ بهذه الأتفاقيات و السفارات و المكاتب.

و المعلوم ان عراب اتفاقيات التعاون العربي الاسرائيلي المشترك و كل هذه المعاهدات ( عرابها ) الولايات المتحدة الامريكية, فلولاها (اميركا) لم تتم كل هذه الاتفاقيات التي تصب اولاً و أخيراً في المصالح الاسرائيلية على حساب المصالح الوطنية العربية.

و حتماً لأميركا أصدقائها الذين سوف يقومون مقام حسني مبارك بعد رحيله من الجنرالات المندسّين في المؤسسة العسكرية المصرية و الذين كسبتهم عن طريق الدورات التدريبية العسكرية التي ترعاها اميركا عن طريق مساعداتها المشروطة لمصر, فليس أفضل من يقوم بهذا المقام من هؤلاء جنرالات الجيش المصري الذين يتعاونون مع أمريكا لضمان استمرار المصالح الاسرائيلية.

الخلاصة:

يتداول البعض بأن ما يجري في مصر من اعمال الشغب و حرق للمؤسسات والسرقات و البلطجة التي يقوم بها قطعان حزب حسني مبارك المقنّعين بالملابس المدنية لارباك الانتفاضة الشعبية, كل هذا الذي يجري عبارة عن مشروع الفوضى الخلاقة التي نادى بها بوش الابن لاشاعتها في العراق مع دخول الاحتلال هي نفسها ( خطّة الفوضى الخلاقة ) تطبق ألآن في مصر .

أما أنا و الكثيرين مثلي نرى ان مصائر الثورات ترتهن بارادة الشعوب, وحتماً ارادة الله ستكون مع ارادة الشعوب.

انهم يمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين.

ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم.


و دمتم لأخيكم: بهلول الكظماوي.

امستردام في 3-1-2011

e-mail:bhlool2@hotmail.com

bhlool2@gmail.com

الأربعاء، شباط ٠٢، ٢٠١١

في ذكرى وفاة الرسول الاعظم (ص)

عن أنس بن مالك قال :

لمّا فرغنا من دفن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أتت اليّ فاطمة (عليها السلام) فقالت : كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التّراب على وجه رسول الله ... ثمّ بكت وقالت :

يا اَبَتاهُ اَجابَ رَبّاً دَعاهُ ... يا اَبَتاهُ مِنْ رَبِّهِ ما اَدْناهُ ... يا أبتاه الى جبريل ننعاه

وعلى رواية معتبرة انّها أخذت كفّاً من تراب القبر الطّاهر وقالت :

ماذا عَلَى الْمُشْتَمِّ تُرْبَةَ اَحْمَد اَنْ لا يَشَمَّ الزَّمانِ غَوالِيا

صُبَّتْ عَلىَّ مَصآئِبٌ لَوْ اَنَّها صُبَّتْ عَلَى الاَْيّامِ صِرْنَ لَيالِيا

قُلْ لِلْمُغيَّبِ تَحْتَ اَثْوابِ الثَّرى اِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَرْخَتى وَنِدائيا

صُبَّتْ عَلىَّ مَصآئِبُ لَوْ اَنَّها صُبَّتْ عَلَى الاَْيّامِ صِرْنَ لَيالِيا

قَدْ كُنْتُ ذاتَ حِمىً بِظِلِّ مُحَمَّد لا اَخْشَ مِنْ ضَيْم وَكانَ حِمالِيا

فَالْيَوْمَ اَخْضَعُ لِذَّليلِ وَاَتَّقى ضَيْمى وَاَدْفَعُ ظالِمى بِرِدائيا

فَاِذا بَكَتْ قُمْرِيَّةٌ فى لَيْلِها شَجَناً عَلى غُصْن بَكَيْتُ صَباحِيا

فَلاََجْعَلَنَّ الْحُزْنَ بَعْدَكَ مُونِسى وَلاََجْعَلَنَّ الدَّمْعَ فيكَ وِشاحيا