وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الأحد، كانون الثاني ٣٠، ٢٠١١

جريدة الصباح تنجز وثيقة قواعد سلوكها المهني

عن جريدة الصباح:

من أجل ترصين مهنية العمل الصحفي وأخلاقياته في جريدة (الصباح) كنمط رائد من انماط الإعلام الحر في العراق الجديد، ولتكريس حياديتها واستقلالها كجريدة دولة ممولة من المال العام، ولكي تكون المعبر الصادق عن تطلعات وآمال عموم شرائح ومكونات واطياف الشعب العراقي بلا أية محاباة أو تمييز أو تغليب لمصالح طرف على آخر، انتهى العاملون في الجريدة من وضع (قواعد السلوك المهني) التي تعد أول وثيقة مكتوبة وملزمة ودليل عمل لنشاطاتهم الإعلامية ولجميع من يكتب فيها.

وفي ما يلي نص الوثيقة:

قواعد السلوك المهني لجريدة (الصباح(

التعريف:

قواعد السلوك المهني، مجموعة من المبادئ العامة والقيم الأخلاقية والالتزامات المهنية التي يجب على جميع العاملين في جريدة (الصباح) الالتزام بها في جميع الظروف، ولا يجوز التفريط بها في أي حال من الأحوال، ولا التهاون في تطبيقها مهما كانت الأعذار والمبررات، وتخضع هذه الوثيقة للتعديلات و التغييرات التي قد يفرضها الواقع مستقبلا.

المبادئ العامة

1 - الالتزام بالمصالح العليا للبلاد، وعدم تعريضها للخطر بأي شكل كان، والابتعاد عن كل ما يمس أو يضر بسيادة العراق وأمنه وموارده الاقتصادية وسير العدالة فيه.

2 - الإسهام الفاعل في طي صفحة الدكتاتورية والسعي الجاد لبناء عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي يحترم حقوق الانسان، ويؤمن بالحريات المنصوص عليها في المواثيق الدولية.

3 - احترام جميع مكونات الشعب العراقي وأطيافه وشرائحه الاجتماعية، والوقوف من الجميع على مسافة واحدة.

4 - التأكيد على ضرورة الوحدة الوطنية، والعمل وفق مبادئ الشراكة، وإشاعة روح المواطنة الحقيقية، والسعي بدأب لإنجاح مشاريع التنمية.

5 – التأكيد على الالتزام بالقوانين والتشريعات والأنظمة السارية في البلاد.

القيم الأخلاقية

1 - احترام الآداب العامة والعقائد والقيم والأعراف الاجتماعية والثقافات الخاصة بالمواطنين وعدم الإساءة اليها.

2 - نبذ كل ما يدعو إلى العنف والارهاب والتطرف، وكل ما يثير النعرات الطائفية والعرقية، وما يؤدي إلى الصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

3- تعزيز فرص القضاء على الفساد بكل اشكاله وصوره، لاسيما الفساد المالي والإداري.

4 - تعزيز مساعي الشراكة والتعاون مع المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني دفاعا عن الحريات وعن حرية الصحافة على وجه الخصوص.

5 – الدفاع عن حقوق المواطن وحاجاته الانسانية، والتأكيد على مسؤولياته والواجبات الملقاة على عاتقه.

الالتزامات المهنية

1 - (الصباح) جريدة سياسية عامة مستقلة ممولة من المال العام، وهي لا تمثل جهة أو طرفا، ولا تتبع فكرا سياسيا محددا، وتقدم مجمل خدماتها للجميع من دون أي تمييز، ووفقا لذلك فان مساحة التعبير فيها مفتوحة للجميع ولا يمكن احتكارها لمجموعة أفراد أو طرف معينين.

2 - يلتزم جميع المحررين والكتاب المشاركين بسياسة الجريدة وخطها المستقل من غير محاباة لطرف على حساب طرف آخر، أو تقديم مصلحة جهة أو أفراد على جهة أو أفراد آخرين.

3 - تلتزم (الصباح) بالتنوع فيما تقدمه من مواد صحفية وبما يتناسب مع رغبات الجمهور وطموحاته، وعلى نحو يرفع درجات الوعي والثقافة والتحضر، وتتجدد اهتماماتها تبعا لتجدد الحاجات والمستجدات في المستقبل.

4 - تعد (الصباح) توخي الدقة والمصداقية في المعلومات التي تنشرها العامل الوحيد لزيادة انتشارها وارتفاع أرقام مبيعاتها، ولذلك فهي لا تلجأ في ما تنشره إلى الاثارة أو الاصطياد في الماء العكر.

5 - يسعى جميع العاملين في (الصباح) إلى التميز عن طريق السبل والوسائل الشرعية لتحقيق أكبر قدر من الإبداع والتفرد في العمل الصحفي.

6 - تحترم (الصباح) حق الرد على كل ما ينشر فيها، وتلتزم بنشره في وقت ومكان مناسب انطلاقا من ايمانها بحرية التعبير واحترام الرأي الآخر.

7 - تحترم (الصباح) حق الملكية الفكرية وتلتزم بالاشارة إلى مصادر الأخبار والمعلومات الواردة فيها بشكل واضح وشفاف.

8 - يمنع منعا باتا في (الصباح)، التجاوز على الكرامة الانسانية أو اللجوء إلى التجريح والتسقيط والقذف والتشهير بحق الأشخاص والجماعات.

9 - الآراء الواردة في (الصباح) تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الجريدة وللجميع الحق في الرد عليها ومناقشتها بما يخدم الصالح العام.

10 - الخدمات التي تقدمها (الصباح) مجانية بالكامل باستثناء الخدمات الاعلانية، ولا يحق لأي من العاملين تلقي أية هدايا مقابل خدماته الصحفية، سواء كانت تلك الهدايا مادية أو عينية أو على شكل خدمات وتسهيلات.

11 - لا يسمح بنشر كل ما يمكن ان يلحق ضررا ماديا أو معنويا بالمؤسسات والأفراد والجماعات، ولا ما يعرض الجريدة للتراجع أو المساءلة القانونية.

12 - يلتزم جميع العاملين بالضوابط الوظيفية، وباحترام الأعلى درجة منهم في المسؤولية وبتنفيذ المهام والواجبات الصحفية.

13 - يحافظ جميع العاملين في (الصباح) على سمعة وتألق وممتلكات الجريدة، وليس لهم الحق في استثمار مواردها العامة لمصالحهم الشخصية.

14 - العمل في (الصباح) يستمد قوته من روح التضامن، والمشاركة الفعالة، وتتصاعد وتائر ابداعه كلما انطلقت من روح الجماعة والفريق الواحد، وكل ما يجري داخلها يعد شأنا داخليا لا يجوز نشره أو افشـاؤه خـارج محيطـها الأسري.

الاثنين، كانون الثاني ٢٤، ٢٠١١

(بغداديات) ... الا من ناصر ينصر شعب الحسين (ع )

بتوقيع: بهلول الكظماوي


لا اريد أن اوصّف مناصري الحسين (ع) من الطائفة الشيعية, فهم من الطبيعي أن يكونوا اصحاب السبق في تكريمه في مراسمه وفي مواسمه, وأن كان هذا التكريم في اعمّه لا يعدو اجترار الحزن و المأساة على شكل عادات و تقاليد من دون الاستفادة من المبادئ و القيم التي انطلقت منها الثورة الحسينية, وهي ثورة الحرية ضد الاستبداد و الطغيان منيرة دروب الثائرين في كل العصور و الامصار.

كما لا اريد ان اوصف مناصريه السنة, فهو امامهم تماماً كما هو امام الشيعة بدون فرق او تمييز, فهو ليس حكراً على طائفة دون اخرى, بل هو ليس حكراً على دين معين دون آخر, فمناصروه من الصابئة و المسيحيين , و غيره من الكثرة الذين يصعب حصرها:

عبد الجبار عبد الله

عبد الرزاق عبد الواحد

جرجي زيدان

جورج جرداق

سلامة موسى

ميخائيل نعيمة

جبران خليل جبران

سليمان كتاني

نصري سلهب

انطون بارا

شبلي شميل

ميشال عون

و غيرهم الكثير الكثير , فياما كتب هؤلاء الموالون من خطب و اشعار و كتب و مؤلفات يجدها من يطلبها منضودة على رفوف المكتبات او منشورة في الصحف و المجلات و الشبكات الالكترونية, ولكن قد يقول قائل أن هؤلاء من العرب القريبين قطرياً من مشايعيهم و انصارهم جواراً وتاريخاً.

لاجل ذلك اورد اسماء عظماء اعلام مصلحين و ادباء و مفكرين عالميين وقادة امم و شعوب شركاء لنا بالانسانية:

المفكّر الانجليزي جورج برناردشو :

يقول: "ما من رجل متنور إلا وعليه الوقوف وقفة اجلال واحترام لذلك الزعيم الفذ حفيد الإسلام، الذي وقف تلك الوقفة الشامخة أمام حفنة من الأقزام الذين روعوا واضطهدوا أبناء شعوبهم".
الزعيم الهندي المهاتما غاندي يقول:

لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء، واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين"، وقال كلمته المشهورة: "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر".

اما الاديب الالماني يوهان فولفجانج فون كوته, وما ادراك ما غوتة, يقول غوته:

إن مأساة الحسين هي مأساة للضمير الإنساني كله، وإن الحسين جسد الضمير الإنساني بدفاعه عن القيم والمثل الإنسانية الرفيعة.

اماالزعيم الصيني ماو تسي تونغ:

فقد تعجب الزعيم الصيني ماوتسي تونغ من المسلمين، إذ يقول: "عندكم تجربة ثورية وإنسانية فذة قائدها الحسين، وتأتون إلينا لتأخذوا التجارب؟.

وقبلهم اعتبر الرئيس الأمريكي ( محرر العبيد ) إبراهام لنكولن القرآن ومحمد والحسين ثالوث مقدس، ويضيف: "يجب النظر إليهم نظرة تقديس، لأن فيهم الكثير من المثل العليا واحترام حقوق الإنسان.

من الطبيعي عزيزي القارئ الكريم ان هؤلاء آنفي الذكر من الادباء و الساسة و القادة و المصلحين, من الطبيعي انهم لم يتعاطفوا مع القضية الحسينية مثلنا كما هو حاصل عندنا من اجترار للمأساة و لألآم المناسبة الحزينة.

قطعاً مثل الثورة الحسينية و اهداف احقاق الحقوق الانسانية كانت حاضرة لديهم اكثر منا نحن الذين لم نستطع ان نفعّلها بقدر ما استحضرناها كمأساة انسانية نستذكرها مراسمياً في موسمها كلما حان هذا الموسم.

ان معركة الطف التي لم تكن معركة متكافئة بين معسكر الحسين (ع) و هو معسكر الحق يقابله معسكر يزيد الباطل, و التي انتجت انتصاراً لمعسكر الباطل على معسكر الحق بالحسابات العسكرية الوضعية.

و برغم هذه النتيجة المأساوية انتصر الدم الحسيني على السيف الاموي اليزيدي معنوياً بتصدير مبادئ و مثل الثورة لتصل الى كل اقصاع الارض فيجلّها و يحترمها هؤلاء العظماء آنفي الذكر , في حال فشلنا في تحييد الكثير من اتباع الدعوة السلفية و الوهابيين الذين و التي لو كنا نحن بالمستوى المسؤول لما قدر الاستمرارلهذا الخط السلفي الوهابي الناصب العداء للشعب العراقي و لكل ما هو مغاير لسلفيتهم و وهابيتهم تحت مسمى اتباع المذهب السني ( و قطعاً السنة منهم براء برائة الذئب من دم بن يعقوب).

عزيزي القارئ الكريم:

لكي اقتصر الطريق اختصر على مثال واحد لحقد هؤلاء ارجو الدخول الى الرابط التالي و الحكم بنفسك على مدى حقدهم الدفين:

http://www.youtube.com/watch?v=v0Yoeg7k1s4

عزيزي القاري الكريم:

بعد مشاهدتك اعمى البصر و البصيرة هذا الذي هو مفتي الديار السعودية الذي يرأس عموم هيئة الافتاء ( اي اعلى سلطة دينية سلفية وهابية), ارجوا ان تتطّلع على الرابط التالي لتكتمل صورة الحقد و النذالة:

http://www.youtube.com/watch?v=NUv2fRGJMCc&has_verified=1


والآن كيف نخلد ثورة الحسين عملياً(ع)


كان لي عاملاً مصرياً في العراق قبل ثلاثين سنة اسمه مهران من اهالي منطقة الرويهب التابعة لمحافظة سوهاج, ذكر لي مأثرة من مآثر التكافل الاجتماعي لمدينتهم في مناسبة عاشوراء.

اذ ذكر لي بانه في اول يوم من محرم من كل عام عندهم يجلس العمدة في دواره ليستلم المواد الغذائية للتبرك بالحسين (ع), فيأتي المتبرعون ( وكل حسب امكانياته) فيأتي الموسرون باطنان المواد كالرز و السكر و الشاي و السمنة...الخ بكميات تتناسب مع ثرائهم و امكاناته المادية, اما من كان معوزاً او في ضائقة فعليه ان يتبرع حتى بشيئ زهيد, ( فمثلاً تأتي امرأة فقيرة تشارك بكمشة او كف من الملح لا اكثر ) فيوضع هذا الكف من الملح على اطنان الملح الذي جلبه المتمكن مادياً و يوضع كيلو الطحين على عشرات الاطنان من طحين الموسرين و كذلك الرز القليل على اطنان الرز الذي تبرعه تاجر او تجار كبار...وهكذا الى ان يحصل يوم التاسع من عاشوراء و هو آخر موعد لاغلاق باب التبرع , فيجرد الموجود ( ما اتوا به الفقراء و ما اتوا به الاغنياء ) ثم يوزع على حصة الفرد الواحد ليتساوى الجميع بالعطاء, فاذا كانت عائلة التاجر الذي اتى باطنان الرز و السمنة تتألف من اربعة انفار و تكون حصة الفرد الواحد من الرزكيلو واحد و نصف كيلو سمنة فيكون حصة عائلته من التبرك اربعة كيلوات رز و كيلوين سمنة, وكذلك ان كانت عائلة المرأة الفقيرة التي لم تجلب الا مئة غرام من الرز تتكون من خمسة انفار فتكون الحصة الكلية التي تأخذها من الرز خمسة كيلوا و من السمنة كيلوين و نصف.....وهكذا لبقية المواد الغذائية التي تأتي متباينة كل حسب قدرته و استطاعته,ولكنها تتوزع بالتساوي على الجميع , فيتبرك بها الجميع بدون تمييز وبدون ان يشعر الفقير بخجل او يستعير من فقره , وكذلك يشعر الغني و الموسر بانه لا يفرق او يختلف مع البقية من الناس فهو متساو معهم حسينياً.

كان هذا على عهدة عاملي مهران المصري من اهالي سوهاج الرويهب.


اعزائي القراء الكرام :

هذا المثل الذي ضربته عن عاملي مهران ما هو الّا لأصل معكم الى محاولة لايجاد طريقة ان نكون بها عمليين في تخليدنا للثورة الحسينية , و ان نستثمر هذي الجموع الوافدة الى كربلاء لنحول بها زيارتنا هذه الى مؤتمر عملاق تقوده منظمات المجتمع المدني الغير مؤثر عليها سياسياً نتبادل فيه الخبرات الاقتصادية و ايجاد الطرق الامثل للنهوض بالزراعة و الصناعة و تحسين الواقع المعاشي لانتشال الشباب الحسيني من العطالة و البطالة و الضياع.

فبالله عليكم اي شعب من الشعوب تأتيه هكذا فرصة ( فرصة حضور اكثر من خمسة ملايين حسيني يتحملون مشقة كل هذا الطريق مشياً على الاقدام لتخليد الحسين (ع) ؟,

بربكم اليس بمقدور هذه الطاقات العملاقة الخروج بالعراق من واقعه المزري الى نهضة عملاقة في الصناعة و الزراعة و بقية نواحي الرقي العمراني و الانساني ترفع حتى على الدولة العراقية حمل انتظار الناس للتعيينات و التوظيفات منها التي لو استمرت على هذه الحال لاصبح نصف الشعب العراقي موضفين يتقاضون رواتب بدون ان يقدموا عملاً منتجاً مقابل ما يتقاضون.

ايها الحسينيون:

المتاجرون في الدين و الوطن السياسيون المحاصصون نفعيون لا يفيدوكم بقدر ما يجرّوكم الى متاهات محاصصاتهم النفعية, و بمقدوركم انتم ايها الحسينيون ان ترغموهم على مشاريع رفعتكم و سؤددكم و رفاهيتكم اذا كنتم فعلاً مع الحسين (ع) عملياً و ليس فقط ادعاءً. فالحديث الشريف يقول : كيف ما تكونوا يولّ عليكم.

وانا مع كثيرين من هم امثالي نقول لكم: لا خير في امة تنتضر الفرج يأتيها من الآخرين.

يشهد الله ان نصف ما يصرف على الطبخ ( التمن و القيمة ) بامكاننا اذا اختصرنا نصف هذا على شراء مواقع و جلب مكائن و معدات و وفرنا اساتذة لتعليم المهن في دورات تدريبية مجانية للعاطلين عن العمل لامكننا احداث نهضة صناعية زراعية عملاقة باسم الحسين (ع).

بامكاننا اذا وفرنا لقائآت بين اصحاب الخبرة و الاختصاص و بين من يفتقد هذه الخبرة و الاختصاص لاحدثنا نهضة صناعية زراعية عملاقة باسم ألحسين(ع).

بامكاننا اذا عملنا لقاءآت بين اصحاب رؤوس الاموال و بين الطاقات الفنية التي تمتلك الفكر و التدريب و تمتلك العزيمة و النية الصادقة لاحدثنا نهضة صناعية زراعية باسم الحسين(ع).

اعزائي القراء الكرام:

لكي نتجاوز كل عقبات و عراقيل الدول التي لا يسرّها أن ينهض العراق من جديد ولكي لا نحتاج حتى الى ما يسمى بمشروع مارشال لأعادة بناء العراق من جديد كما هو مشروع مارشال الذي اعاد بناء ما دمرته الحرب في المانيا و اليابان, والذي لو قدر لهكذا مشروع ان يحصل في العراق لتدخّل فيه المحاصصون سياسياً و لابتلعوا هذا المشروع ابتلاعاً محاصصياً, ولاجل ذلك يجب ان نكون شعبيين في عملنا مدنيين في مشاريعنا , فالحسين (ع) كانت مسيرته الجهادية شعبية مدنية.

لنأخذ مثلاً من النموذج الصيني و الماليزي.

الا يقول رسولنا الكريم: اطلب العلم ولو كان في الصين, اطلب العلم و لو كان في اقاصي الارض؟.

فالدول الاستعمارية المستكبرة لم يكن يروق لها أن تتقدم هاتين الدولتين, ولكن بكفاحهما المرير و عملهما الدؤوب و اصرارهما على الخروج من طوق التبعية و تركيزهما على الطاقات الشعبية في الصناعة و الزراعة التي بدأت تقليدية لتتطور مستقبلياً لتصبح ماليزيا في مصاف الدول الصناعية الكبرى و لتصبح الصين من الدول التي يقدر لها أن تبتلع حتى اميركا مستقبلياً.

***الحسين(ع) كان عملياً, واذا اردنا ان نكون حسينيين فلنكن عمليين كالحسين(ع) ليصدق علينا القول باننا من اتباعه.

***الرسول محمد (ص) يقول : الدين المعاملة ( اي عملياً و ليس ادعاءً).

***الامام الصادق (ع) يقول : الدين عمل كله و القول بعضه, و لاجل ذلك لنترجم اقوالنا الى افعال اذا اردنا ان نكون صادقين مع الحسين(ع).

***القرآن الكريم يقول : و قل اعملوا فسيرى الله و رسوله و المؤمنون. صدق الله العلي العظيم.

اعزائي:

امامنا سنة كاملة للتحضير لموسم حسيني عملي قادم ارجو ان تفكروا معي فيه, على ان تترجم هذه الاقوال العمل انشاء الله تعالى.

و دمتم لأخيكم : بهلول الكظماوي.

امستردام في 23-1-2011

e-mail:bhlool2hotmail.co

bhlool2@gmail.com


السبت، كانون الثاني ٢٢، ٢٠١١

تريثوا..فقد يسقط آخرون

نـــــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

ادعو الحكومة العراقية، وبالحاح، الى التريث في توجيه الدعوات الرسمية للزعماء العرب لحضور القمة العربية المزمع انعقادها في بغداد في آذار القادم، فقد تشهد الايام والاسابيع التي تسبق القمة التحاق طغاة آخرون بطاغية تونس الذي طرده شعبه من البلاد في ليلة ظلماء.

لا ادري لماذا يتهالك بعض السياسيين العراقيين على القمة المرتقبة، ولا اعرف سر الحاحهم على التسرع في عودة العراق الى ما يسمونه بالصف العربي، فبعد سقوط ديكتاتور تونس وهروبه من البلاد لم يعد في الافق شئ اسمه (الصف العربي) فاي صف هذا الذي يقف فيه الزعماء في واد وشعوبهم في واد آخر؟ ولقد راينا كيف تعاملت الانظمة العربية المرعوبة اعلاميا مع الحدث العظيم الذي شهدته تونس، اذ حاول الاعلام العربي الرسمي تجاهل الاوضاع بشكل مخجل وكأن تونس وشعبها لا يستحق الاهتمام، او كأن هذا البلد ليس عربيا او انه ينتمي الى القمر او المريخ، فاذا كانت هذه الانظمة تتجاهل مثل هذا الحدث الضخم، فماذا يمكن ان ننتظر منها اذا اجتمع طغاتها في بغداد او في غير بغداد سوى الخطابات الرنانة والتصريحات والشعارات التي ما قتلت ذبابة يوما ما؟.

ثم، ما الذي سيستفيده العراق الجديد اذا تجمعت ديكتاتوريات في قمة ليس لها طعم ولا لون ولا رائحة الا رائحة الديكتاتورية المشيدة بدم الضحايا الابرياء؟.

ما الذي تمتلكه هذه الزعامات من علوم وتكنلوجيا وتجارب وخبرات سيستفيدها العراق وهو يصرف الملايين لتجميعها في قمة تولد، في كل مرة، ميتة؟.

لماذا هذا الحرص؟ ولماذا هذا التهالك؟.

اخشى ان يبدو العراق الجديد وكانه يحتظن ديكتاتوريات هاربة من شعوبها، وهذا امر مخجل لا ينبغي للديمقراطية العراقية ان تتورط فيه، فالشارع العربي يغلي وهو مقبل على تغيرات كبيرة لا اظن ان من مصلحة العراق الجديد تجاهلها كما تفعل الانظمة الديكتاتورية الشمولية الحاكمة في البلاد العربية الاخرى.

لا اريد ان يكون العراق وشعبه الابي في موقف محرج امام الشعوب العربية الاخرى، فالعراقيون الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل الانعتاق من ربقة الديكتاتورية والنظام الشمولي، ومن اجل بناء نظام ديموقراطي جديد يكون مثالا يحتذى بين بقية الشعوب العربية تحديدا، لا يعقل ان يتحولوا في نظر هذه الشعوب الى حماة لطغاة جرعوا بلدانهم الامرين والذل والخضوع بعد ان فرضوا عليهم الفشل على كل الاصعدة.

اولم ندع بقية الشعوب العربية الى الاقتداء بالعراقيين في جهدهم الوطني الرامي الى بناء النظام السياسي الديمقراطي؟ وها هي تونس تحذو حذو العراقيين، فكيف لنا ان نخذلها ولا نقف الى جانبها، وهي التي تحاول ان تبحث عن طريق جديد ليس فيه نظام مستبد وليس فيه ديكتاتور آخر؟.

استغرب كيف يتحجج البعض لتبرير موقف اللامبالاة ازاء مرجل الشعوب العربية بعدم التدخل في شؤون الاخرين، فمتى كان قرار الوقوف الى جانب الشعب المناضل تدخلا في شؤونه الداخلية؟ ثم، اوليس الشعب التونسي شعب عربي؟ اولا يهمنا مصيره واستقراره وامنه؟ فما معنى عبارة عدم التدخل في شؤونه اذا ما وقفنا الى جانبه؟ نعم نحن لا ندعو الى ان نرسل لهم الاسلحة مثلا او العناصر لحمايته ابدا، فهو اقدر على حماية نفسه من وحوش الانظمة الاستبدادية التي تحيط به، ولكن لا بد من موقف معنوي لنصرته، كما انه لابد من موقف معنوي لنصرة بقية الشعوب العربية التي تقف اليوم على حافة ثورة ستطيح بعروش ورؤوس وانظمة بوليسية.

ثم، هل يعقل ان ينتصر الرئيس الاميركي باراك اوباما للشعب التونسي الشقيق ولا ننتصر نحن (العرب) له؟ هل اضحى اوباما عربيا اكثر من العرب انفسهم؟ ام هل اضحى هو عربيا واضحينا قوقازيين؟.

لقد اينعت رؤوس انظمة ديكتاتورية كثيرة في المنطقة العربية وحان قطافها، والا فان الديمقراطية في خطر محدق.

فمصر تغلي، والاردن يغلي، وليبيا تغلي، واليمن يغلي، والجزيرة العربية تغلي وكل البلدان العربية تغلي في مرجل الثورة للانقضاض على زعمائها الديكتاتوريين، واذا كان الاعلام العربي الرسمي يتجاهل هذه الحقيقة فهذا لا يعني انها غير موجودة بالمرة، ابدا، فانكارها للشئ لا ينفيه، اليس كذلك؟.

ان الظروف التي دفعت بالشعب التونسي الشقيق الى طرد ديكتاتوره هي نفسها قائمة في بقية البلدان العربية فلماذا نستبعد تكرار المشهد؟ ولماذا لا نفكر بالوقوف الى جانب الشعوب العربية الاخرى التي تعاني الامرين، خاصة وان العراق وشعبه كان من اكثر البلدان تضررا من الديكتاتورية والنظام السياسي الشمولي، فكيف يسمح لنفسه بان يتجاوز الاحداث الحالية التي تشهدها البلاد العربية؟ ولماذا لا يفكر بالتعامل بحرص مع الاحداث بما يخدم الديمقراطية التي يجب ان تنتشر في المنطقة وفي عموم البلاد العربية لحماية ديمقراطيتنا في العراق وفي غير العراق؟.

ان العراق سيظل في خطر لازال حوله انظمة استبدادية شمولية تتحين الفرص للانقضاض عليه واسقاط التجربة، كما ان ثورة تونس الخضراء الجديدة ستظل في خطر لازال حولها انظمة شمولية استبدادية بوليسية ستظل تتحين الفرص لافراغ الجهد النضالي للشعب التونسي من محتواه الحقيقي والمتمثل بالتوق الى بناء نظام سياسي ديموقراطي يعتمد المشاركة الحقيقية في السلطة والقائمة على اسس الحرية والتعددية السياسية واحترام ارادة المواطن العراقي من خلال احترام صندوق الاقتراع الذي سيكون الفيصل في التداول السلمي للسلطة في البلاد.

ان الانظمة الاستبدادية في البلاد العربية لم تجتمع كلمتها ابدا على شئ كاجتماعها واصرارها على وأد اية تجربة للديمقراطية قد تسعى اليها الشعوب العربية، ولقد راينا ماذا فعلت في العراق منذ سقوط الصنم ولحد الان، لان الديمقراطية داؤها المشترك.

لقد اثبتت احداث تونس العظيمة والسريعة جدا بان الديكتاتور، مهما تفرعن وطغى وتجبر، الا انه يظل نمر من ورق ينهار بين ليلة وضحاها بمجرد ان يقول الشعب الابي كلمته، فيقرر الحياة بحرية وكرامة، وصدق الشاعر التونسي الشاب الذي حكى لسان حال شعب تونس الابي، الفقيد ابو القاسم الشابي عندما قال:

اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر

ولا بد لليل ان ينجلـــــــــي ولا بد للقيد ان ينكســــر

ان على العراق ان يستعد من الان الى تقديم مشروع بلاغ للقمة العربية اذا ما انعقدت في بغداد يتضمن امرين هامين:

الاول: دعم جهود الشعب التونسي البطل الرامية الى بناء نظامه السياسي الديمقراطي الجديد، وكذلك دعم جهود الشعوب العربية الاخرى التي تسير على ذات الخطى.

ثانيا: مطالبة اسرة آل سعود بتسليم طاغية تونس الى شعبه لتقديمه للقضاء العادل لمحاكمته لينال جزاءه الذي يستحقه على ما اقترفت يداه بحق الشعب التونسي النبيل، وليعيد كل فلس سرقه من البلاد.

فلماذا يصر آل سعود على تحويل المملكة الى نادي للمنبوذين يلجا اليه كل لص وقاتل ومطرود من شعبه؟ الا يكفيها انها تحولت الى مفقس للارهابيين الذين تغسل ادمغتهم المدارس الدينية وفتاوى فقهاء البلاط والتكفير لترسلهم فيما بعد الى دول العالم ليقتلوا النفس التي حرم الله ويدمروا ممتلكات الناس ويخربوا ما عمره خليفة الله في ارضه؟.

يجب ان تختلف لهجة البيان السياسي الذي سيصدر عن قمة بغداد اذا ما انعقدت، عن لهجات كل البيانات التي صدرت فيما مضى عن قمم عربية اخرى، فبغداد اليوم غير بغداد الطاغية الذليل صدام حسين ليصدر بيانها نسخة طبق الاصل عن سابقتها التي احتضنتها بغداد زمن الطاغية، وان بغداد الديمقراطية والتعددية والشراكة الحقيقية تختلف عن بغداد النظام الشمولي الديكتاتوري البوليسي، ولذلك يجب ان تختلف لهجة بيان قمتها اليوم عن بيان قمتها في الامس.

ان القمة الناجحة، اية قمة، هي التي تكون بمتسوى الحدث والطموح في آن، ومن الواضح فان الحدث الكيبر الذي يشهده العالم العربي اليوم هو الثورة الشاملة ضد النظام السياسي العربي الفاسد، وان طموح الشعوب العربية اليوم يتلخص في تحقيق هدف واحد فقط لا غير الا وهو التنمية الشاملة التي تبدأ من تغيير النظام السياسي الفاسد الذي يحكمها بالحديد النار، والذي سحق كرامتها عندما سرق المال العام والفرصة وحق الحياة.

ان اجتماع بغداد المرتقب سيكون (قمة) بكسر القاف، اذا كان بمستوى الحدث والطموح والا فهو (قمة) بضم القاف (وتعني القمامة) اذا ما فكر في ان يجامل الزعماء على حساب حق الشعب العربي في تحقيق التنمية باسقاط الانظمة الحاكمة والديكتاتوريات التي ابتلى بها عقودا طويلة من الزمن.

ان القمة، اية قمة، لا تنعقد من اجل ذاتها وانما من اجل هدف اسمى، ولذلك فان على العراقيين ان لا يحرصوا على عقد القمة في بلادهم على اية حال، فما قيمة قمة لا تحقق اهدافها؟ وما قيمة قمة لا تمثل الا نفسها؟ وما قيمة قمة تتعارض وطموحات شعوبها؟.

دعونا هذه المرة نتطلع الى قمة حقيقية، تاريخية وعملية، تختلف جذريا عن سابقاتها، لنعيد للشعب العربي ثقته بقممه، والا فهو في غنى عن (قمة) بضم القاف، باي شكل من الاشكال، (قمة) يلتقى فيها طغاة منبوذون من شعوبهم.

لقد فسر البعض سرعة هروب ديكتاتور تونس من البلاد على انها دليل حكمة، ابدا، فانما عجل الهروب بناءا على نصيحة من زملائه الديكتاتوريين الاخرين الحاكمين في البلاد العربية، مفادها انه اذا اصر على التمسك بالسلطة ولم يغادر البلاد ازاء اصرار الشعب الابي على اسقاطه، واستمراره في الانتفاضة والثورة، فان ذلك سيحرك بقية الشارع العربي ضدهم ما يسبب بانفلات الامور من بين ايديهم، ثم استخلصوا النتيجة التالية: ان تخرج فنطوق الازمة ونقلل من حجم الخسائر افضل من ان تتشبث بالسلطة فتجرنا معك الى الهاوية، فكان القرار ان يسقط طاغوت تونس ويتم تاجيل الاعلان عن سقوط بقية الطغاة الى اشعار آخر اتمنى ان يكون قريبا، فالشعوب، على حد قول المرجع والمفكر والفيلسوف الشهيد السيد محمد باقر الصدر(اعدمه الطاغية الذليل عام 1980 مع شقيقته العلوية بنت الهدى) اقوى من الطغاة مهما تفرعنوا.

اخيرا، ارى ان من الصعوبة بمكان ان تنعقد قمة عربية واحدة يجتمع فيها الزعيم الذي انتخبه شعبه بارادة وطنية حرة عبر صندوق الاقتراع، وآخر نزا على السلطة بدبابة قاد فيها انقلابا عسكريا، سرقة مسلحة، او ورث السلطة من ابيه الذي مات او قتل غيلة في اطار تصفيات عائلية داخلية، ولذلك اقترح بهذا الصدد ان تنقسم القمة الى قمتين الاولى يحضرها الرؤساء الديمقراطيون، فبعد العراق ها هي تونس الخضراء تلتحق بركب الديمقراطية وفي انتظار بلدان عربية اخرى ستلتحق بالركب عاجلا، والثانية يحضرها زعماء ديكتاتوريون يندبون حظهم بانتظار رياح التغيير على قاعدة ان الزعيم في بلداننا اما ان يكون في القصر او في القبر، واحيانا طريدا ذليلا متسكعا.

لا نريد ان يكون العراق ملجا لزعماء ديكتاتوريين منبوذين من شعوبهم، وانما نريده ان يكون قبلة للشعوب الحرة التي تصبو الى ما يصبو اليه العراقيون الشرفاء، بلد حر وشعب كريم، في ظل نظام سياسي ديمقراطي حر ومستقر، فلقد ولى عهد كوبونات النفط، والى الابد.

15 كانون الثاني 2011