صلاح بصيص
...............
جميل ان يمارس العراقي دوره في هذا البلد، ولا بأس ان يتحول الاعلامي الى سياسي، من ناقد الى منتقد(بفتح القاف) فلا ضير ان يكون الشعب فأر تجارب السياسيين ليخطأوا تسعمئة وتسعا وتسعين مرة ليصيبوا في المرة الألف (على زعم احد المتسيسين من الاعلاميين المرموقين)...سالم مشكور، مقدم برنامج (حديث النهرين وساعة حرة) الذي لم اقرأ له للاسف شيئا يوما من الايام، ربما بسبب قلة متابعتي، يحاول ان يكون احد سياسيي التجربة القادمة عن طريق خوضه الانتخابات بقائمة اجزم انها بعيدة عن طموحاته وافكاره، ولكنها الحصان الاوفر حظا، ولا بأس بممارسة ميكافيلية للوصول الى غاية ينشدها وهي التربع على هرم السلطة طالما لن يخسر شيئا...التجربة مستمرة وكل من يجد في نفسه الأهلية ولو بمقدار ضئيل فان ابواب البرلمان مشرعة امامه ومصائر الناس بين يديه، في المحاولات الاولى للظهور على الساحة السياسية كتب مشكور عدة مقالات اثار جميعها انتباهي وبالاخص مقال نشرته جريدة الصباح بعنوان (عزوف يكرس الخطأ) وفيه يدعو الى المشاركة في الانتخابات المقبلة ولكن قبل ان اقطف ثمار ارائه اود ان اذكر الجمهور بكلام قاله مشكور في اماكن مختلفة اخترت منها لقاء ملحق اسرة ومجتمع الذي يصدر عن جريدة الصباح حيث قال: علينا احترام عقل المتلقي وموقفه. فالسياسي يحاول دائما قول المعلومة من وجهة نظره هو وفي السياق الذي يخدم توجهه... وفي حوار له مع الملف برس/ النور قال سالم مشكور ما نصه ان الكثير من المسؤولين يتصرفون وكانهم مازالوا مسؤولين في نظام صدام حسين...اما مقاله(عزوف يكرس الخطأ) فاماط مشكور اللثام عن اراء جديدة وجريئة وقد اثار قولا لا بد ان يرد على السن الناس وهو لن انتخب احدا، وماذا عمل لنا من انتخبناهم؟ ويصور هذه الشريحة بالمحبطة التي تعتقد ان عزوفها عن الانتخابات عقوبة للسياسيين، وهنا بدأ السيد سالم مشكور توجيه النص للعازفين واثار مثالا غاية في الغرابة وهو ما اوردته اعلاه، العالم الذي اخطأ في تجاربه تسعمئة وتسعا وتسعين مرة واصاب بالالف، ولا ادري هل رقم (الالف) من عندياته يريد من خلاله ان يغري الناس ويخطئهم ام هي حقيقة واقعة فعلا ، ولأننا نثق كثيرا بمثقفي الخارج صدقنا هذه القصة رغم غرابتها، وضربنا الأكف لهذه الاراء التي حولت العراق الى مختبر والناس الى فئران...وفي تهجمية واضحة يحمل مشكور الناس سوء اختيارهم فهم من اوصل هؤلاء الى كرسي البرلمان وبالتالي كرسي الحكومة او الوزارة، وعليه لا بد ان يتم الاختيار بوعي وترو بعيدا عن العاطفة، ويضرب مثالا كذلك، انتخاب مجالس المحافظات، وكيف ان الناس استبعدوا بعض القوائم التي لم يجدوا فيها من يحقق مطالبهم، وجميعنا يعلم تداعيات تلك الانتخابات، والشاهد الحي (الحبوبي) الذي حصد اصوات اغلب الكربلائيين ولكن بالتالي رمي خارج اللعبة بسبب الائتلافات والجبهات، ثم تعال لنرى مجالس المحافظات اليوم وما هو حجم الدور الذي تلعبه هل ان تلك المجالس هي غاية ما نطمح له، ام انها خطا يتحمل وزره المواطن الذي اختارهم وانتخبهم... اما النصيحة الاخيرة التي اطل بها علينا السيد مشكور هي ان المقاطعة تنفع مع الانظمة الديكتاتورية ليس مع الانظمة الديمقراطية وهذا السؤال سأتركه مفتوحا ولا اعلق عليه، هل النظام الجديد نظام ديمقراطي؟ وهل ممارساته تمت للديمقراطية بصلة؟ الشواهد كثيرة وكثيرة وكثيرة تثبت اننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن هذا المصطلح(ديمقراطية)...سيدي، انا لا أريد ان (اقطع خبزتك) ولكني كنت اعتقد انك وغيرك من المثقفين والسياسيين املنا في توجيه العملية السياسية وتقويمها عن طريق تشخيص الخطا ونقد المخطأ، اما اذا توجه الجميع الى الدخول في العملية السياسية حتى الاعلاميين فنجد انفسنا مضطرين الى شعب نحكمه ومعارضة تنقدنا، فانت الاروع في البرامج التي كنا نحرص على مشاهدتها وهي حديث النهرين وساعة حرة، وكنت لسان حال الشارع فعلا عندما تصوغ الهم العراقي اسئلة توجهها للضيوف، ولا اعتقد بانك ستكون اكثر حظا من مفيد الجزائري الاعلامي القدير الذي لم يسعفنا للان ولم يشعرنا بان للاعلام شخص يمثله داخله البرلمان ويدافع عن حقوقه...اتمنى ان لا تفهم هذه الكلمات بغير ما قصدته، وهو اني اود مشاهدتك ناقدا، ثائرا على الظلم مصحح للخطأ تدافع عن حقوق الناس ومستقبلهم...
Salah_bsy99@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق