إلى الأخ العزيز نزار حيدر ... مع التحية
بعد قرأتنا لمقالتك الموسومة والتي تحمل عنواناٌ ( التيار الصدري ومقاطعة الولايات المتحدة ) , وجدناك تقَول السيد مقتدى الصدر ( دام عزه ) ما لا يقول , وكذلك تحمل نص كلامه ما لا يحتمل , فتفأجنا وصدمنا من هذه الكبوة لهذا الكاتب والأخ المجاهد الذي نذر نفسه للوطن ابتدأ من بداية السبعينيات منتمياً لصفوف الحركة الإسلامية والى وقتنا هذا . وريناه أيضاً ولكي لا نبخس الناس أشياءها يصف الصدر ممتدحاً كما في مقالته الموسومة (همسة في أذن الصدر ) حيث قال : ( ابتداءا، أود ان أقول لك، بأنني لا اشك في نواياك قيد انملة، كما أنني لا اشك في حرصك على العراق وشعبه الأبي المضحي أبدا، فضلا عن أنني اعرف تمام المعرفة بانك لست طائفيا أو عنصريا أو متمردا أو متطرفا أو غامضا، كما يحاول البعض نعتك بمثل هذه الصفات، فخطاباتك وآراؤك وأحاديثك، مشاعة للجميع، تقول ما تعتقد به، ولا تخفي ما لا تؤمن به، اذا اقتنعت بفكرة أو مشروع أو رأي تتعامل معه بصدق واخلاص، بعيدا عن الرياء والمجاملة، لانك سليل أسرة علمية فاضلة مضحية، يقف على رأسها الصدران الشهيدان الأول والثاني، وكفى بذلك فخرا ( .
وبعد هذه المقدمة وودت ان اعرض أهم النقاط في مقالتك الموسومة والتي تحمل عنواناٌ ( التيار الصدري ومقاطعة الولايات المتحدة ) , وارد عليها بكلام السيد مقتدى الصدر ( دام عزه ) موضحا لا مساجلا , لعلمي بأنك تسمع القول فتتبع أحسنه .
أهم النقاط في مقالتك :
1/ قولك : (ان البيان الذي أصدره زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر والذي اعتبر فيه ان العراق لم يعد محتلا من قبلها، يعد بحد ذاته خطوة ايجابية مهمة تؤكد السيادة الوطنية التي اكتسبها العراق بعد قرابة تسعة أعوام من الاحتلال الأجنبي ) .
2/ قولك : (فبعد بيانه الأخير الذي أكد فيه على انتهاء حالة الاحتلال الأجنبي للعراق، وهو السبب المباشر لقراره مقاطعة التعامل مع الولايات المتحدة، لم يعد هناك ما يبرر استمراره في التمسك والالتزام بمثل هذا القرار، اذ ان من المفترض بالتيار الصدري ان يبحث عن آليات جديدة لتنظيم علاقته وطريقة تعامله مع الولايات المتحدة الأميركية كما يتعامل مع أية دولة أخرى في هذا العالم، فالأخيرة لم تعد دولة محتلة للعراق ) .
3/ قولك : (اذ كيف يعقل ان يتمسك التيار بقرار كان قد اتخذه ابان فترة (الاحتلال) في الوقت الذي يعتقد فيه زعيمه بان تلك الفترة من الزمن قد انتهت ولقد بدا زمن جديد يختلف عما مضى كل الاختلاف؟ ) .
4/ قولك : (لقد كان للقرار ما يبرره عندما كانت الولايات المتحدة تعتبر دولة محتلة للعراق، اما الآن وقد أكملت انسحابها من العراق ولم تعد كما كانت دولة محتلة، فما الداعي من عدم التعامل معها أسوة باي دولة أخرى في هذا العالم الذي يسعى العراق الجديد لبناء علاقات حسنة وطيبة معها، خاصة وان الولايات المتحدة دولة مهمة في العالم وعلى مختلف الأصعدة؟ ) .
وتوضيحا لرأي الصدر الواضح والمعلن من ( مسالة خروج قوات الاحتلال ومستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ) , وردا حول ما أثاره كاتب المقال من لغط في مواقع الانترنيت في المسالة أعلاه , وكذلك تقَوله بلسان الصدر ما لا يقوله الصدر نفسه , أحببتُ ان أضع بين يدي القارئ الكريم وكاتب المقال العزيز هذه الكلمات ورأي الصدر الصريح والمعلن . ولكي نكون أيضا عندما نكتب في أي موضوع كان , علينا كمنصفين ولكي ايضا ان لأنقع في الخطأ ولعنة التاريخ ان نحيط بحيثيات الموضوع كاملا , وذلك من خلال متابعته بصورة تفصيلية ودقيقة . وان كنا نقول كما يقول المثل بتصريف : ( لكل كاتب مقال كبوة ) . ولكي نبين رأي السيد مقتدى الصدر ( دام عزه ) في المسالة أعلاه , سوف نجيب بكلامه حصرا من خلال : ( كلمته إلى أبناء الشعب العراقي بمناسبة انتصار المقاومة والتحرير والتي اسماها كاتب المقال بيان الصدر وكذلك اقرب لقاء له بأيام قبل الخروج الجزئي كما يسميه ( دام عزه ) الذي كان موضوعه (مسالة خروج قوات الاحتلال ومستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ) حيث كان مع قناة العربية الفضائية .
نجيب بمايلي :
أولاَ : كلمة سماحة السيد المجاهد مقتدى الصدر ( دام عزه ) إلى أبناء الشعب العراقي بمناسبة انتصار المقاومة والتحرير والتي اسماها كاتب المقال بيان الصدر , حيث قال ( دام عزه ) ما نصه : ( لكن المقاومة الشريفة لم تقف إزاء هذا الرهان صامتة . فقد قررت بعد انتصارها العسكري الكاسح وانسحاب القوات الظالمة جزئياً وظاهرياً من العراق الحبيب بأنها ستخيب وتدحر أفكار المحتل وادعائه ) . انتهى كلام الصدر . فهو (دام عزه) قال: (انسحاب القوات الظالمة جزئياً وظاهرياً من العراق الحبيب ) ولم يقل تاماً أو كاملاً . ولرؤية وسماع كلمة السيد مقتدى الصدر (دام عزه) كاملة والتي نقلتها كثير من وسائل الإعلام , مراجعة الرابط أدناه نقلا عن قناة المنار الفضائية :
http://www.youtube.com/watch?v=L7AXNcrx1Mo
ثانيا : لقاء السيد مقتدى الصدر ( دام عزه ) مع قناة العربية الفضائية قبل خروج قوات الاحتلال الجزئي كما يسميه ( دام عزه ) بأيام , حيث كان موضوع اللقاء حول (مسالة خروج قوات الاحتلال ومستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ) :
1/ حيث عندما سئل الصدر عن المفاوضات بين الحكومة العراقية وقوات الاحتلال , أجاب (دام عزه ) في الدقيقة 3:44 من اللقاء ما نصه :( نحن لانقبل بأي تواجد أمريكي في العراق سواءاً قوات عسكرية أو غيرها ) .
2/ وعندما سئل الصدر (دام عزه ) في الدقيقة 3:52 من اللقاء : ماذا تعني أي تواجد مثلا سفارات قنصليات يعني حتى فكر الأمريكان في فتح قنصلية في كركوك ؟
فأجاب (دام عزه ) ما نصه : ( لا هذا أحنا نرفضه , وخصوصا مع بقائهم . انا اشترطت سابقا لو صح التعبير في بقاء السفارات خروج القوات الأمريكية كافة وتامة من الأراضي العراقية , يتم بعدها التناقش مع الجهة العراقية لفتح سفارة أمريكية في العراق تعادلها سفارة عراقية في أمريكا تعادلها , هناك تخليلك 15 شخص , أهنا أتخليلك 1500 شخص مدري 15000 الف شخص الله العالم ماعرف . فيجب ان يكون هناك توازن وعلاقة متوازنة مابين الحكومة العراقية ومابين الحكومة الأمريكية في حال الانسحاب , اما في حال بقاءها ولو على نحو العسكري او غير العسكري مثل الشركات الأمنية وما شابه ذلك فهي تعتبر محتلة وسنقاومها مهما كان الثمن ) .
3/ وعندما سئل الصدر (دام عزه ) في الدقيقة 6:06 من اللقاء : هل تشك في مغادرتها في نهاية العام ؟
فأجاب (دام عزه ) ما نصه : ( نعم لا يكون تاما , قد تقلص , ليش نروح بعيد مو أقل من 5000 آلاف شخص في السفارة والشركات الأمنية أيضا بضعة آلاف والأمور الأخرى والمدربين 6000 هاي هم 25000 الف جندي في العراق . هم اشكد 40000 الف يعني ماراح ينقص اقل النصف من الجنود الأمريكان , يعني هو شبه انسحاب وليس تام ) .
4/ وعندما سئل الصدر (دام عزه ) في الدقيقة 6:42 من اللقاء : وماذا ستفعلون , هل ستقاومون هذا الوجود ؟
فأجاب (دام عزه ) ما نصه : ( نعم , مع بقاءها سنقاوم ) .
س : عسكريا ؟
فأجاب (دام عزه ) ما نصه : ( عسكريا ) .
5/ وعندما سئل الصدر (دام عزه ) في الدقيقة 6:47 من اللقاء : ولكن انتم الآن ؟
فأجاب (دام عزه ) ما نصه : ( نحن الآن في هدنه , من طرف واحد , من طرف واحد فقط ) .
6/ وعندما سئل الصدر (دام عزه ) في الدقيقة 6:54 من اللقاء : لتسمحوا لهم بالمغادرة ؟
فأجاب (دام عزه ) ما نصه : ( بالمغادرة , حتى نسد عليهم باب عدم المغادرة لو صح التعبير , خاف يكولون , المقاومة لا زالت والأمور العسكرية والوضع الأمني غير مستتب . لا الوضع الأمني مستتب وهذه المقاومة فتحت لكم الطريق , روحه بلا رده ) .
7/ وعندما سئل الصدر (دام عزه ) في الدقيقة 5:42 من اللقاء : لكن هم يمكن يردون , هذا ليس احتلال , انتهى الاحتلال وغادرنا وغادرت قوتنا , نحن نريد مصالح اقتصادية , تبادل خبرات و سفارات مثل ما في باقي الدول , لماذا انتم حدين في هذا الوقت ؟
فأجاب (دام عزه ) ما نصه : ( حسب تعبيرك أذا غادرت فعلا , لسنا حدين نتعامل معها كي دولة غير محتلة ) .
8/ وعندما سئل الصدر (دام عزه ) في الدقيقة 9:03 من اللقاء :. لكن لأضير بالتعاون مع الجانب الأمريكي في المجال التقني والطبي , تعرف هم دولة عظمى ؟
فأجاب (دام عزه ) ما نصه : ( نعم بعد الانسحاب , اذا انسحبت انسحابا تاما من الأراضي العراقية , فنحن , يعني الحكومة العراقية على أتم الاستعداد ان تكون هناك اتفاقيات ( على كولتك ) تكنولوجيا وحضارية وعلمية وثقافية وهكذا ) .
اللقاء كاملاً على رابط قناة العربية الفضائية :
http://www.alarabiya.net/programs/2011/11/04/175367.html
وفي نهاية المطاف ....
فهل ياترى صرح السيد مقتدى الصدر ( دام عزه ) من خلال لقاءه مع قناة العربية الفضائية بأن قوات الاحتلال خرجت أو سوف تخرج بصورة تامة وكاملة عندما تبقي أكثر من نصف قواتها بالعراق موزعه مابين موظفين في السفارة وشركات أمنية ومدربين وغيرهم ؟ وانه (دام عزه) لا مانع له من التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية !!!! ؟ كما يتمنى ويصبو له كاتب المقال . وهل صرح الصدر في كلمته والتي يسميها كاتب المقال بيان الصدر ان خروج قوات الاحتلال كاملاً وتاماً أم قال ( دام عزه ) عكس ذلك ( جزئياً وظاهرياً ) ؟, وهل يعلم كاتب المقال أيضا ان السفارة الأمريكية في العراق قامت بهتك السيادة العراقية بعد 2012 من خلال تحليق طائراتها بدون طيار التجسسية فوق العاصمة العراقية بغداد ؟ .
وهل يعلم كاتب المقال ان صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية نشرت مقالا عن الوضع في العراق، جاء فيه أن الطائرات الأمريكية بدون طيار قد تغدو سببا لنزاع دولي جديد. وقالت أن بغداد الرسمية أبدت غضبها من تحليق طائرات الاستطلاع بدون طيار التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية فوق الأراضي العراقية دون إذن مسبق من السلطات المحلية. والقائم بأعمال وزير الداخلية العراقي عدنان الأسدي عبر عن ذلك، بقوله: "إنها سماؤنا، وليست سماء أمريكا"؟ . وغيرها كثير ان أراد اللبيب ان يتابع وكذلك ان أراد ان يقول الحق ولو على نفسه .
أخوك حسن جواد