ندعوكم للأنتصار لمظلوميتكم عبر فضح هؤلاء الطائفيين التكفيريين المتاجرين بالدين وهذا المنقرض القرضاوي وهو يترحم وببكي على مشنوق العوجة وعار العرب ويحرض على المظلومين الشيعه في العراق و البحرين
الثلاثاء، آذار ٢٩، ٢٠١١
حقيقة العملاء!!!! القرضاوي الوجه الآخر - فيديو
ندعوكم للأنتصار لمظلوميتكم عبر فضح هؤلاء الطائفيين التكفيريين المتاجرين بالدين وهذا المنقرض القرضاوي وهو يترحم وببكي على مشنوق العوجة وعار العرب ويحرض على المظلومين الشيعه في العراق و البحرين
الجمعة، آذار ٢٥، ٢٠١١
اعقروا بلعما..تسلموا
نـــــــــــــــــــــزار حيدر
عندما تجتمع العناصر الاربعة التالية:
الف: النظام السياسي الفاسد.
باء: المؤسسة الدينية الفاسدة.
جيم: المال الحرام.
دال: الاعلام المضلل.
فعلى البلاد والعباد، والدين والدنيا السلام.
وهو اليوم حال شعوبنا العربية التي تتحكم فيها هذه العناصر الاربعة الفاسدة.
عن العنصر الاول يقول الله تعالى {ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين}.
عن العنصر الثاني يقول تعالى {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين* ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}.
عن العنصر الثالث يقول تعالى {ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوا بالعصبة اولي القوة اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين}.
عن العنصر الرابع يقول عز من قائل {قال موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى}.
وان اشد هذه العناصر خطرا على الناس هي المؤسسة الدينية الفاسدة، لانها تتحدث باسم الله تعالى، بعد ان تعين نفسها ظله في الارض، فتصادر الدين وكل قيم السماء لتوظفها في خدمة العناصر الثلاثة الفاسدة الاخرى، ولذلك فليس غريبا ابدا ان نقرا في السيرة ان رسول الله (ص) قال {اذا فسد العالم، بكسر اللام، فسد العالم، بفتح اللام} ولم يجد رب العزة وصفا ابلغ من (الكلب) في كتابه الكريم ليصف به هذه الشريحة الفاسدة، اولئك الذين حذر منهم رسول الله (ص) بقوله {ويل لامتي من علماء السوء} ولقد قال امير المؤمنين عليه السلام {السلطان الجائر والعالم الفاجر اشد الناس نكاية} وقوله {وقود النار يوم القيامة كل غني بخل بماله على الفقراء، وكل عالم باع الدين بالدنيا} وقوله عليه السلام {زلة العالم كانكسار السفينة تغرق، بفتح التاء، وتغرق، بضم التاء} ولقد قيل للنبي (ص) اي الناس شر؟ قال: العلماء اذا فسدوا}.
لقد استغرب كثيرون من تصريحات احد وعاظ السلاطين وفقهاء البلاط، المسكون بمرض الطائفية، التي ادلى بها مؤخرا بشان ثورة الشعب الابي في دولة البحرين الشقيقة، اما انا فلم استغرب ابدا، فكل من قرا التاريخ، سيتأكد بان هذا العالم المتهتك ليس بدعا من اقرانه، من علماء السوء، سواء المسلمين او غير المسلمين، فلقد ظل امثاله يبررون للظالم ويتسترون على جرائمه ويشرعنون قبح اعماله ضد رعيته ويسوقون الحجج والاعذار الواهية لتبرير القتل وسفك الدماء ومواجهة الاصلاح والمصلحين، والافتاء بغير ما انزل الله تعالى ارضاءا للسلطان الجائر الذي ظل على مر التاريخ يفتقر الى الشرعية التي لم يجدها الا عند علماء السوء من فقهاء البلاط ووعاظ السلاطين، فلقد روي عن الزهري، احد فقهاء البلاط الاموي، انه لما ضاق عبد الملك بن مروان ذرعا بمنع حجاج الشام من الوصول الى مكة اثناء فترة عبد الله بن الزبير وما يؤثر ذلك المنع في مكانته، افتى بالحج الى بيت المقدس بدلا من الحج الى بيت الله الحرام، بل ان امثاله كانوا، ولا يزالون، ينصبون حبال المشانق للاحرار بفتاواهم الدينية التي تصدر بامر السلطان الجائر، والحاكم الظالم، بعد ان اشبع بطونهم باللقمة الحرام وقطع السنتهم واعمى ابصارهم بالمال السحت المسروق من بيت مال الامة.
ان فقهاء البلاط، عادة، احد نوعين، فاما عميان، واما عوران.
بالنسبة الى النوع الاول، والذي يكثر في بلاط آل سعود، لا يرون شيئا من الحياة، فكل شئ في نظرهم اسود قاتم اللون، فحرام، مثلا، على المرء ان يهدي وردة الى ابيه او امه او زوجته او صديقه اذا زاره في المستشفى، ولكن الامر يختلف اذا اهدى احد امراء الاسر الفاسدة الحاكمة في الخليج مليون دولار الى حديقة حيوانات في احدى عواصم بلاد (الكفر) لانقاذها من الافلاس، او ان يهدي احدهم ملايين الدولارات لفريق رياضي في بلاد (الكفر) يفتخر به امام الاخرين.
والمرأة في فتاواهم عورة كلها لا يجوز لها الخروج من المنزل، ولكن الامر يختلف مع اميرات الاسر الفاسدة الحاكمة في الخليج، فليس حرام اذا سافرت احداهن الى عواصم بلاد (الكفر) للهو واللعب والسباحة على الشواطئ، او اذا انغمس الملوك وابناءهم الامراء في الفسق والفجور والفساد في بلاد (الكفر) مع الشقراوات والحسناوات.
والتظاهر والاعتصام ضد اسرة آل سعود الفاسدة للمطالبة بالحقوق حرام عندهم، ولكنه امر حلال بل واجب وجوبا عينيا في بلاد المسلمين الاخرى، ومنها العربية.
اما العوران، والذين يكثر نوعهم في قطر وغيرها، فهؤلاء يرون شيئا ويغضون البصر عن اشياء، فأحدهم مثلا:
يرى مواطنا (شيعيا) من بين ملايين المواطنين المصريين في القاهرة، ولكنه لا يرى رئيس وزراء اسرائيل يتجول في اسواق ومدارس قطر، يتسوق ويتسامر مع صبايا واولاد (الامير بالله).
يرفض الاستقواء المزعوم بالقوى الاجنبية من قبل شعب البحرين ضد الطاغوت الحاكم، ولكنه يسكت عن قاعدة (العديد) التي تحيط من كل جانب بالمسجد الذي يصلي فيه الجمعة، ثم يسال الله النصر على عدوه.
يدعو المصريين الى عدم الحوار مع الفرعون لان الحوار لا ينفع معه، اما في البحرين فان الحل الوحيد هو ان يقبل البحرينيون الحوار مع آل خليفة.
ترتعد فرائصه خوفا وهلعا اذا قيل له ان مواطنا في بلد عربي ما شوهد يقرا كتابا (شيعيا) ولكنه لا يرى كل هذا التطبيع الثقافي والاقتصادي والتجاري والسياسي والدبلوماسي مع (اسرائيل).
يهدر دم طاغوت ليبيا بمجرد انه سمع بمقتل مواطن ليبي، اما بشان البحرين فلا يمتلك المعلومات الدقيقة الكافية ليصدر حكمه بما يجري هناك من قتل وترويع للشعب الامن على يد آل خليفة وآل سعود.
وعلى الرغم من ذلك فانه يصف الثورة بانها طائفية، فيرفض ان يشبهها بما حدث في مصر او تونس او ما يحدث في ليبيا او اليمن، فهي، برايه، تختلف عن كل ما يجري في العالم العربي لان شعب البحرين يختلف معه في المذهب فقط ليس الا.
يدعو العرب والمسلمين الى ان ينصروا اهلهم في اليمن لان امتهم واحدة، اما في الخليج فالامة ليست واحدة ولذلك لا يحق لاحد ان ينصر شعب البحرين، لانهم جزء من امة خليجية فحسب.
ولقد ظل هذا الاعور واشباهه من فقهاء البلاط يحرضون على القتل والذبح والتدمير في العراق بحجة تعرض البلد للعدوان الاجنبي، ولكنه يرفض ان يذهب احد للقتال ضد (الغزاة) في ليبيا لان (العرب) هم من طلبوا من (الكفار) كالولايات المتحدة وبقية دول اوربا التدخل هناك وقصف البلد وتدميره.
وصدق الله تعالى عندما وصفه وامثاله بالكلب، افلا تراه كيف يلهث وهو يكذب على الله ورسوله؟.
هذا الاعور تجاهل كل آيات الجهاد ضد الظالم واحاديث رسول الله (ص) عن نصرة المظلوم، على مدى نيف وثلاثين عاما من حكم الطاغية الذليل صدام حسين، ثم فكر، فقتل كيف فكر، ليفتي لنا بان الطاغية شهيد مستدلا على رايه هذا بحديث يقول ان القاتل الفاجر اذا نطق بالشهادتين عند اعدامه فهو الى الجنة لا محال.
اما عندما فجر المصريون ثورتهم ضد الطاغوت فقد تذكر هذا الاعور كل الايات والروايات التي تتحدث عن الظالم ونصرة المظلومين، في بيان طويل له اول وليس له آخر.
وصدق الله تعالى عندما وصفه وامثاله بالكلب.
ومع اختلاف (العميان) عن (العوران) بطريقة النظر الى الامور، الا ان الجامع المشترك بينهما، هو انهما يجلسان في حضن الطاغوت ويحتميان بالاجنبي عندما يصدران الفتاوى الطائفية المضحكة، وبمعنى آخر فانهما دواب يركبهما الطاغوت ليقضي بفتاواهما وطره، ولقد وصف رسول الله (ص) هذا الصنف بقوله {الفقهاء امناء الرسل مالم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان، فاذا فعلوا ذلك فاحذروهم} اولئك الذين لعنهم رسول الله (ص) بقوله {ملعون ملعون عالم يؤم سلطانا جائرا معينا له على جوره}.
انهم يعلمون حق العلم ماذا يجري في اروقة بلاط الاسر الفاسدة الحاكمة في بلدان المنطقة، كالبحرين والجزيرة العربية وقطر، الا انهم يكتمون ما يعلمون، ناسين او متناسين قول رسول الله (ص) بحق العالم الذي يكتم علمه والذي يقول فيه {ايما رجل اتاه الله علما فكتمه وهو يعلمه لقي الله عز وجل يوم القيامة ملجما بلجام من نار}.
انهم فقهاء متهتكون يصدق عليهم قول رسول الله (ص) {قصم ظهري عالم متهتك} الذين حذرنا منهم الرسول الكريم بقوله {اياكم والجهال من المتعبدين والفجار من العلماء فانهم فتنة} فبشرهم بعذاب النار، فلقد روي عن رسول الله (ص) قوله {اتيت ليلة اسري بي على قوم يقرضون شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت وفت، فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟ قال: خطباء امتك الذين يقولون ما لا يفعلون، ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به}.
ولقد اوحى الله تعالى الى داوود عليه السلام: قل لعبادي: لا يجعلوا بيني وبينهم عالما مفتونا بالدنيا فيصدهم عن ذكري، وعن طريق محبتي ومناجاتي، اولئك قطاع الطريق من عبادي، ان ادنى ما انا صانع بهم ان انزع حلاوة محبتي}.
ولشدة خطورة المؤسسة الدينية عندما تفسد، والفقهاء والوعاظ عندما يفسدون، لذلك ارى ان من واجب الامة ان تفجر ثورة مشابهة لثورتها على النظام السياسي الفاسد، لتزيحهم عن كرسي الفتيا، والا فان الامة الى هلاك لو بقي امثال هؤلاء يتصدرون المشهد الديني في الامة.
ان مثل هؤلاء يقودون الامة الى الهلاك من خلال التحريض على الفتنة الطائفية بكل الطرق، ولذلك يجب عقرهم لتسلم الامة من اذاهم، ولقد امر امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام اصحابه ان يعقروا الناقة في حرب الجمل، لانه راى ان الحرب لن تهدا وان اوارها لن ينطفئ لازالت الناقة قائمة على اقدامها، ولما عقرها المسلمون قرت الحرب واستقرت الامور وانتهى الاقتتال.
ان على الشعوب العربية، خاصة الشباب، ان لا يطيعوا مثل هؤلاء الفقهاء المتهتكين الذين يدعون الى الفتنة ويحرضون عليها، بل ان عليهم ان يقاطعوهم كما يقاطعوا الطاغوت، وعليهم ان لا ياتموا بصلاتهم، فصلاتهم مكاءا وتصدية.
ان على شباب الامة ان يزيحوا هؤلاء عن المؤسسة الدينية ويبحثوا عن ويلتفوا حول العلماء والفقهاء المتنورين الواعين الحريصين على وحدة الامة ومستقبلها، ممن لا يحرضون على الفتنة ولا يتبنون الطائفية كمنهج للهرب من الواقع المر.
عليهم ان يتلمسوا الطريق عند الفقهاء الذين يدافعون عن مصالح الناس عند الحاكم الجائر، اولئك المتسلحون بالعلم والتقوى والشجاعة في مواجهة المخاطر التي تحدق بالامة، ممن لم يجلس في حضن طاغوت ولم يجلس على مائدة ظالم ولم يقبض مرتبه الشهري او التقاعدي من سلطان جائر.
يجب ان تضع الامة حدا لبلعم بن باعوراء النموذج الذي انسلخ عن آيات الله تعالى فاتبعه الشيطان ليصفه القران الكريم في نهاية المطاف بالكلب، لان بلعما هذا اشد خطرا على الامة حتى من النظام السياسي الفاسد، فلولاه لما استمر الاخير في السلطة، ولولاه لما انفق الاخير امواله لقتل الناس وسفك الدماء البرئية وشراء الضمائر الميتة لتصنع له اعلاما مضللا يخدع به الراي العام ويشوه الحقائق.
ان كل ما يفعله الطاغوت يستمد شرعيته من فتاوى فقهاء البلاط الذين اشتروا سخط الخالق بمرضاة المخلوق، فباعوا دينهم بدنيا طغاة مردة يقتلون الناس ويفسدون في الارض.
وعندما يصل الامر الى غيرهم، شيعة اهل البيت تحديدا، فليس في موقفهم حدود فكل شئ مباح وحلال، القتل والتدمير والاستعانة بالاخر وكل شئ، لانهم مهووسون بما يسمى بالشيعة فوبيا.
ان قيم مثل العدالة والحرية والمساواة والكرامة، هي قيم انسانية من حق كل انسان، ايا كان، ان يتمتع بها في ظل نظام سياسي صالح وسليم لا يميز بين المواطنين على اساس الدين او المذهب او العرق او اللون او الجنس، اما فقهاء المؤسسة الدينية الفاسدة فقد مذهبوا الحرية واسلموا الكرامة، وكأن هذه القيم هي من حقهم دون سواهم، فلا يحق لشيعي مثلا ان يعيش بحرية وكرامة، كما لا يحق له ان يتمتع بافكاره ويتعامل اعلاميا مع متبنياته.
انهم مهووسون بالطائفية ومازومون بها، فلقد شحنوا الجو العام بالطائفية البغيضة، لدرجة ان الامة اليوم على حافة انفجار طائفي عظيم اذا ما حدث فلن يبقي لا اخضر ولا يابس، ولذلك فان على شباب الثورة في كل البلاد العربية ان يكنسوا مخلفات المؤسسة الدينية الفاسدة، قبل ان نشهد مثل هذا الانفجار، فاذا صبر الشيعة على فساد العناصر الاربعة المذكورة، خاصة المؤسسة الدينية الطائفية الفاسدة المحمية ببلاط آل خليفة وآل سعود وآل حمد ومن لف لفهم، مدة، فان لصبرهم هذا حدودا لن تستمر الى ما لا نهاية، فكما ان من حق المواطن في مصر الكنانة وتونس الخضراء وليبيا المختار واليمن السعيد ان ينفجر ثورة تكتسح النظام السياسي الفاسد ليتمتع بحريته وكرامته، فان من حق المواطن في البحرين كذلك وفي الجزيرة العربية وفي قطر وغيرها من دول الخليج ان ينفجر بركانا ضد النظام السياسي الفاسد ومؤسسته الدينية الطائفية الفاسدة ليكتسح مخلفات القرون السالفة من اجل حياة افضل يتمتع فيها بالحرية والكرامة وبخيرات بلاده التي سرقتها اسر فاسدة لازالت تحكم في بلاده قرونا طويلة من الزمن.
ليس ذنب شعب البحرين ان تكون الاكثرية المطلقة من الشيعة، الا ان الذنب كل الذنب يقع على عاتق الاقلية الضئيلة جدا التي تمثلها اسرة (آل حمد) والتي استولت على البلاد والعباد منذ اكثر من قرنين من الزمن بعد ان طردتهم اسرة (آل الصباح) من الكويت شر طردة.
على فقهاء البلاط ووعاظ السلاطين ان يقولوا الحقيقة، ويبينوا ويوضحوا الامور كما هي، فان عليهم، مثلا، ان يقولوا بان من الظلم ان تتحكم اقلية ضئية جدا وفاسدة بمصير اغلبية كبيرة جدا، بدلا من ان يذكوا نيران الطائفية.
ان كل مصائب الامة الاسلامية، ومنها العربية، وعلى مر التاريخ، سببها فساد المؤسسة الدينية، فطالما يكون الفقهاء والوعاظ جزءا من النظام السياسي وآلة بيد الحاكم واداة طيعة بيد صاحب الصولجان، فان الدين يفسد والفتوى تفسد والعمامة تفسد وكل شئ يفسد، ولذلك راينا كيف ان فقهاء البلاط ووعاظ السلاطين يبررون القتل والذبح والاستعانة بالاجنبي (الكافر) للدفاع عن عروش اولياء نعمهم من الملوك والحكام.
ان الدين الذي لا ينتصر للمظلوم ليس بدين الله، وان الفتوى التي لا تجيز للمقهور ان يخرج على الظالم ليست بفتوى دينية، وان الثقافة والفكر الذي يبرر للظالم سفك الدم الحرام ليست بثقافة سليمة ولا فكر وقاد، فلقد بعث الله تعالى رسله وانبياءه وانزل عليهم الدين والكتاب ليس من اجل التبرير للظالم ابدا، وانما من اجل ان ينتصر للمظلوم ويدافع عن المقهور، وبحساسية كبيرة، فلقد قال رسول الله (ص) {ليس منا من بات شبعانا وجاره جائع} فما بالك بالحاكم المتخم والى جانبه جيش من الفقراء يئنون من الجوع والعوز؟ فاين (دين) فقهاء البلاط من هذا؟ واين فتوى وعاظ السلاطين من هذا؟ ام ان البترودولار قطع السنتهم؟.
22 آذار 2011
الأربعاء، آذار ١٦، ٢٠١١
ثقافة الاستقالة
mahdyzaer@yahoo.com
يا ترى كم تساوي 450 يورو ؟ليس أكثر من (600) دولار ،وكم يساوي هذا المبلغ بالعملة العراقية ؟! فهل يستقيل الوزيرفي بلدنا إذا تلقى (هبة )بهذا المبلغ الزهيد،أعتقد أن الجواب لايحتاج إلى تفكير ، لكن الأمر يختلف في اليابان ،فمن أجل(450)يورواستقال وزير الخارجية من منصبه بعد أن كاد يصبح رئيساً للوزراء،تقول الرواية وهي حقيقة ان وزير الخارجية الياباني(سيجي ما يهار )قدم استقالته بعدما أقر بأنه تلقى هبة بـ(450) يورو من سيدة كورية جنوبية من مواليد اليابان وتملك مطعماً فيه،ولأن القانون اليابا ني لايسمح بتلقي الهبات من غير اليابانيين لتجنب تأثر السياسة اليابانية بالواهبين،فلقد استقال الوزير بعدما ظهر في ميزانية مكتبه أن هناك مبلغاً بقيمة (450) يورو من متبرعة أجنبية
الاستقالة ثقافة جديدة في الحياة السياسية الجديدة في العراق،لم يألفها الوسط السياسي إلابعد المظاهرات التي عمت العراق من شماله إلى جنوبه دون استثناء لمنطقة دون أخرى ،بسب نقص الخدمات كالكهرباء والماء والمجاري والبطالة ،والفساد الذي استشرى في جمبع مفاصل الدولة دون تمييز بين وزارة وأخرى، استطعنا أن نرى بعض المسؤولين يقدمون استقالاتهم بالجملة ، رغم أن البعض يوكد أنها إقالة وليست استقالة . فالمسؤول يتمسك بالمنصب حتى وان لم يكن ذو كفاءة وقدرة على قيادة الوزارة أو المؤوسسة وإن علت الأصوات المطالبة باستقالته ،وهذا قديكون ناجماً من عدة أسباب منها ؛ لأننا جدد على النظام الديمقراطي ،وكنا نعيش العقود في ظل نظام دكتاتوري مستبد،ولأننا لم نعهد التنازل ونعتبره في خانة الفشل مما يضطره إلى تحمل المسؤولية مهما كان الثمن ، وقد نرى بعض الوزراء لايستقيل إلا إذا طلب منه حزبه الاستقالة عند ئذٍ يقدم استقالته فوراً على عكس الدول الغربية التي نرى فيها صورة مخالفة عما يحدث في العراق، فإذا عذب شخص يستقيل وزير الداخلية مباشرةً، وإذا حدث أي شيء حتى إذا لم يكن هو المذنب نراه يقدم استقالته على وجه السرعة دون تمسك بالمنصب ومغرياته.
وقد تكون المكانة الاجتماعية التي يحظى بها صاحب المنصب إضافة إلى الرواتب والمخصصات الكبيرة،والسيارات المصفحة ،كل هذة الاغراءات لاتدعه يتنازل ويترك منصبه،فهو يعتبر أن هذا المنصب ملكاً للحزب الذي ينتمي إليه ،والمحاصصة هي التي أتت به اإلى هذا المنصب الذي لم يحلم يوماً أن يتسلمه،فهل يترك النعيم ويقدم استقالته .
هذة الثقافة نتمنى أن تسود عند الطبقة السياسية،وعندما يتسلم الوزير منصباً معيناً في الدولة ان يترك استقالة مكتوبة لدى رئيس الوزراء، لكي تتم استقالته ،متى ما ظهر فساد في وزارته،أو تلكؤ في قيادته أو أي حالة سلبية أخرى، تستدعي اتخاذ القرار الشجاع لكي يكسب حب الشعب واحترامه ، وعندما يشعر أنه قدم كل ما عنده من أجل خدمة الشعب ،وأن يفسح المجال للدماء الشابة لكي تبني بلدنا، وأن يبادر ويقديم الاستقالة قبل أن تأتي الإقالة.الأربعاء، آذار ٠٩، ٢٠١١
ثورة الشباب وآفاق المستقبل
نـــــــــــــــــــــــــــــ
لو كنا نقرا سنن الحياة بشكل سليم، ولو كنا نطالع التاريخ بشكل صحيح، للعبرة وليس للهو والتسلية، لما فوجئنا بما يجري في عالمنا العربي من ثورة عارمة تكتسح الديكتاتورية وتكنس ما بقي من النظام السياسي العربي الفاسد، ولما شرقنا وغربنا، بالتشديد، في تفسيرها وتحليلها لدرجة الاتهام احيانا والطعن في حقيقتها.
وبقليل من التفكر والتدبر، سنكتشف ان اهم اسباب هذه الثورة ما يلي:
اولا: سنن الله تعالى في خلقه، والتي يتحدث عنها ربنا تعالى في اكثر من آية في محكم كتابه الكريم، منها على سبيل المثال لا الحصر {سنة من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا} {سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا} او كما في قول امير المؤمنين عليه السلام {يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم}.
هذا يعني ان القانون الاجتماعي واحد يسري على البشرية منذ ان خلق الله تعالى الانسان، ولهذا السبب دعاه القران الكريم الى ان يتدبر في تاريخ الامم السالفة ففيه الكثير من العبر والدروس من اجل ان يتعلم منها فلا يتكرر عنده التاريخ بحذافيره، فقال تعالى في العديد من الايات القرانية الكريمة {قل سيروا في الارض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين} {قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين} {قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان اكثرهم مشركين} {افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} {اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اشد منهم قوة واثاروا الارض وعمروها اكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون} {او لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم اشد منهم قوة واثارا في الارض فاخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق}.
وبهذا المعنى فان مقولة (التاريخ يكرر نفسه) انما تسري على الانسان ـ الفرد والانسان ـ المجتمع الذي لا يقرا التاريخ فيتعلم منه ما يجنبه من تكرار فصوله المظلمة، وهو عادة حال الشعوب الغافلة والطغاة الجبابرة، والا ماذا يعني ان يتكرر مصير الطاغية الذليل صدام حسين مع فرعون مصر حسني مبارك اذا كان الاخير قد اعتبر من مصير سلفه، وقد كانا صديقين حميمين لا يفصل بينهما الا الفراش؟.
ان هذا الثابت الكوني هو الذي دفع بامير المؤمنين عليه السلام الى ان يستوعب تاريخ الامم السابقة وكانه عايش تجاربها ومر بمراحلها، فلقد وصف الامام ذلك بقوله في وصيته للامام الحسن المجتبى السبط عليه السلام {اي بني، اني وان لم اكن عمرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في اعمالهم، وفكرت في اخبارهم، وسرت في آثارهم، حتى عدت كاحدهم، بل كاني بما انتهى الي من امورهم قد عمرت مع اولهم الى آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره، ونفعه من ضرره}.
ومن اجل ان لا يظلم الله عباده فينسيهم ما مضى من تاريخ البشرية، لذلك فانه تعالى فصل احسن قصصهم في كتابه العزيز، قائلا {نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القران وان كنت من قبله لمن الغافلين} طبعا اذا اتخذها الانسان عبرة {لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب} اما اذا قراها للهو والترف فهي بالتاكيد ليس كذلك، والى هذا المعنى اشار امير المؤمنين عليه السلام بقوله {من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف امن، ومن اعتبر ابصر، ومن ابصر فهم، ومن فهم علم} وقوله {قد بصرتم ان ابصرتم، وقد هديتم ان اهتديتم، واسمعتم ان استمعتم}.
اكثر من هذا فان رحمة الله تعالى وحكمته شاءت ان لا تاخذ انسانا قبل الانذار، وان لا تقضي على ظالم في حال الغفلة، ابدا، ليتم الله تعالى حجته على عباده، مع ما له عليه من الحجج البالغة، فقال تعالى في العديد من ايات القرات الكريم {من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} {ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير} {قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير} {ولو انا اهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك من قبل ان نذل ونخزى} {ولولا ان تصيبهم مصيبة بما قدمت ايديهم فيقولوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك ونكون من المؤمنين} {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في امها رسولا يتلو عليهم اياتنا وما كنا مهلكي القرى الا واهلها ظالمون} {ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون} {انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا} {انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا}.
ثانيا: تراكم الظلم والقهر الذي تعرضت له الشعوب العربية على مدى عقود طويلة من الزمن، ما انتج كل هذا الفقر والمرض والتخلف والسحق المنظم لحقوق الانسان والموت في مطامير السجون والقتل على الهوية والحروب العبثية وتضييع خيرات البلاد وسرقتها من قبل حفنة من المعتوهين الذين يسبحون ويمجدون بالزعيم الاوحد والقائد الضرورة، ولقد كشفت لنا الاحداث لحد الان عن جانب مما كان يخبئه الديكتاتور خلف حيطان قصوره او في بنوك العالم والتي تكفي لتحقيق اعظم نهضة حضارية لو صرفت هذه الملايين من اجل الصالح العام وخير الشعوب.
ولقد ظل الله تعالى يستدرج الطغاة الى اليوم الموعود لتتراكم الظلامات ما دفع بالشعوب العربية الى ان تحدد ساعة الصفر لتقلب عاليها سافلها على رؤوس الانظمة الشمولية البوليسية، ولقد حدثنا القران الكريم عن مثل هذه الساعات الحاسمة التي تمر بها الامم والشعوب بقوله عز من قائل {ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين} {والذين كذبوا باياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}.
ولقد شاء الله تعالى ان لا يديم سلطة على ظلم، كما اشار الى ذلك امير المؤمنين عليه السلام بقوله {وليس شئ ادعى الى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من اقامة على ظلم، فان الله سميع دعوة المضطهدين، وهو للظالمين بالمرصاد} ولذلك قيل (الحكم يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم} لان اساس الحكم هو العدل وليس اي شئ آخر، كما في القول الماثور {العدل اساس الحكم}.
اما الدماء التي اريقت من نحور الشعوب على يد الاجهزة القمعية التي بنتها الانظمة الشمولية من اموال الشعب المظلوم فحدث عنها ولا حرج، وكلنا يتذكر ما فعله الطاغية الذليل صدام حسين بالشعب العراقي على مدى نيف وثلاثين عاما عجافا خلف وراءه بعد سقوطه انهار من الدماء ومقابر جماعية ملأ بها ارض العراق الطاهرة من اقصاها الى اقصاها.
ان للدم حرارة الانتقام لا تبرد الا باخذ الله تعالى على يد الظالم، ولذلك ينبغي على من سيخلف هذه الانظمة المتهاوية، ومنهم (قادة) العراق الجديد، ان يتعلموا الدرس فلا يتورطوا بدم الشعوب، ولا يقيموا سلطانهم على جماجم الابرياء بحجج واعذار واهية، فالسلطة التي يسقي غرسها الحاكم بدماء شعبه لهي الى زوال ان عاجلا ام آجلا، وفي ذلك يقول امير المؤمنين عليه السلام في عهده الى مالك الاشتر لما ولاه مصر {اياك والدماء وسفكها بغير حلها، فانه ليس شئ ادنى لنقمة، ولا اعظم لتبعة، ولا احرى بزوال نعمة، وانقطاع مدة، من سفك الدماء بغير حلها، والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد، فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة، فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام، فان ذلك مما يضعفه ويوهنه، بل يزيله وينقله} كما يقول عليه السلام {استعمل العدل، واحذر العسف والحيف، فان العسف يعود بالجلاء، والحيف يدعو الى السيف}.
ثالثا: اقامة الانظمة الحاكمة على الفساد، وعدم السعي للاصلاح تحسبا لمثل هذا اليوم.
فعلى الرغم من كل الاشارات والتحذيرات ونواقيس الخطر التي دقتها الشعوب طوال الفترة المنصرمة، الا ان الديكتاتور لم يفكر يوما في ان يصغ الى صوت الشعب او يحس بآلامه او ينتبه الى مطاليبه، حتى ازفت الآزفة وتحرك الشارع ليبدا مشهد السقوط الحتمي لهذه الديكتاتوريات الواحد تلو الاخر.
ربما سعت بعض هذه الانظمة الى ان تشتري المطاليب الحقيقية لشعوبها بحفنة من الدولارات تمن بها عليها، كما فعل (ابن سعود) مؤخرا عندما عاد الى بلاده وهو يحمل في جعبته حزمة من القرارات التي اسماها بالاصلاحات، وهي في حقيقة امرها لا تتعدى المال يوزعه على شرائح المجتمع في الجزيرة العربية، وكان المال مال ابوه او امه او اسرته، ناسيا او متناسيا انه مال الشعب الذي سرقه من افواه الجياع، وفوق ذلك تراه يمن عليهم بمثل هذه القرارات القرقوشية التي يظن انه سيشتري بها حرية الشعب وكرامته وارادته الفولاذية.
ان من اكبر الاخطاء الفاحشة التي ترتكبها الانظمة المستبدة هو انها تمن على شعوبها بمكرمات رئاسية او ملكية سامية، في الوقت الذي يجب ان يفهم الحاكم انه اجير عند الشعب وليس مالكا له ولمقدرات البلاد.
اكثر من هذا، فعندما يسعى طاغوت منهم الى ان يغير او يبدل او يصلح في محاولة منه للانحناء امام العاصفة، تراه يكذب بوعوده ولا يفي بعهوده، ما قطع كل حبال الوصل بينه وبين شعبه، كما انه حطم كل جسور الثقة مع الشارع، لكثرة ما يكذب ولشدة ما ينكث.
ولقد اوصى امير المؤمنين عليه السلام مالكا الاشتر في عهده اليه عندما ولاه مصر بقوله {واياك والمن على رعيتك باحسانك، او التزيد فيما كان من فعلك، او ان تعدهم فتتبع موعدك بخلفك، فان المن يبطل الاحسان، والتزيد يذهب بنور الحق، والخلف يوجب المقت عند الله والناس، قال تعالى {كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون}.
لقد قال مرة قائل بحضرة امير المؤمنين عليه السلام: استغفر الله، فقال له الامام {ثكلتك امك، اتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: اولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود اليه ابدا، والثالث ان تؤدي الى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله املس ليس عليك تبعة، والرابع ان تعمد الى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها، والخامس ان تعمد الى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان، حتى تلصق الجلد بالعظم، وينشا بينهما لحم جديد، والسادس ان تذيق الجسم الم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: استغفر الله}.
كان ينبغي على النظام السياسي الحاكم ان ياخذ بهذا المفهوم الشامل لمعنى الاستغفار عندما يعد الشعب بالتغيير، اما ان يعد ثم ينكث فلا يفي، فما عليه الا ان ينتظر مثل هذا اليوم الذي يطرده فيه الشعب مهانا ذليلا يستجدي الكرامة بتجنب وصفه بالرئيس المخلوع، ولكن لا كرامة لظالم سحق كرامة شعبه.
واقول لكل المسؤولين في العراق، تحديدا، ان عليهم ان يفوا بما وعدوا به الشعب من اصلاح، والا فان مصيرهم سوف لن يكون بافضل حال من مصير من سبقهم من الانظمة التي وعدت ولم تف.
لقد وعدتم الشعب بالتغيير والاصلاح، وعليكم ان تفوا بذلك، وان اول علامات الوفاء هو ان يرى العراقيون (فاسدا) خلف القضبان، ليطمئنوا بان لا احد منكم يحمي الفاسدين، اما الوعود المعسولة بالتغيير والاصلاح فلا تجدي نفعا ولا تخدع مواطنا ابدا.
رابعا: الوضع الدولي الذي لا يسمح للقوى الكبرى التي ظلت تدعم الانظمة الديكتاتورية بشتى الدعم، ان تقف ضد ارادة الشعوب المقهورة ولصالح الديكتاتوريات الحاكمة، فلقد ولى الزمن الذي كانت فيه القوى العظمى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفيااتي السابق وغيرها) تبعث بقواتها المدججة بمختلف انواع الاسلحة لانقاذ طاغوت من السقوط او نظام من الانهيار او ديكتاتور من ان يتهاوى.
ان المجتمع الدولي لن يسمح لنفسه من الان فصاعدا بان تتناقض سياساته الخارجية مع شعاراته بشان الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، ولذلك رايناه كيف انه انحاز الى جانب الشعوب المنتفضة في مصر وتونس واليمن وليبيا والبحرين، عندما دعا الطاغوت الى ان يتخلى عن السلطة لصالح التغيير الذي تنشده شعوب هذه البلدان، على الرغم من انه ظل مترددا بادئ الامر، الا ان ضغط الوضع الدولي دفعه بالنهاية الى ان يتخذ الموقف الواضح والصريح لصالح ثورات التغيير.
حتى الانظمة الملكية المعروفة بتحالفها الاستراتيجي التاريخي والتقليدي مع القوى العظمى، كنظام اسرة آل سعود في الجزيرة العربية، سينالها هذا الموقف ان عاجلا ام آجلا، اذ لم تعد القوى العظمى ترى مصالحها في دعم مثل هذه الانظمة المهترئة غير القادرة على التطور ومواكبة الركب العالمي، ولذلك فان الف فتوى قرقوشية مضحكة يصدرها فقهاء البلاط ووعاظ السلاطين لا تنقذ رقابهم من حبل المشنقة الذي تدلى بارادة الشعوب الحرة المصممة هذه المرة على االتغيير.
لقد اكتشف المجتمع الدولي ان احد اهم اسباب الارهاب العالمي هو دعمه للانظمة الديكتاتورية التي تقمع شعوبها ولا توقد اي بصيص امل في نهاية النفق، ما خلق عند الشعوب حالة من الكراهية للمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، التي ترى في سياساتها الخارجية تناقضا صارخا مع شعاراتها وخطاباتها السياسية الى حد النفاق، فهي تريد الحرية لشعوبها فيما تدعم الاستبداد والديكتاتورية في بلداننا.
ان المجتمع الدولي اكتشف بان الديمقراطية في العالم العربي اكثر نفعا واقل ثمنا من الديكتاتوريات، كما انها تحمي مصالحه الحيوية اكثر من الديكتاتورية.
في هذا الاطار، اتمنى على المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، ان لا تقايض شعاراتها وخطابها السياسي بشان الديمقراطية وحقوق الانسان ببرميل نفط، كما ان عليها ان لا تنخدع بما تقوله الاسر الحاكمة في الخليج، خاصة آل سعود، الذين يريدون ان يوحوا لهم بان سلطتهم فحسب هي صمام الامان الوحيد لحماية مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة، بل على العكس من ذلك، فان وجود هذه الانظمة على راس السلطة في بلدان الخليج، كان، ولا يزال، السبب المباشر لانتشار التطرف في العالم، والذي بات اليوم يهدد المجتمع الدولي برمته وكذلك يهدد المدنية والسلم والامن الدوليين، بعد ان تحولت مملكة (آل سعود) تحديدا الى مفقس كبير للارهابيين الذين تخرجهم مدارس التكفير والكراهية والقتل.
خامسا: ظاهرة العولمة وانتشار التكنولوجيا، ما سهل على الشعوب تحقيق ارقى عملية تواصل اجتماعي وتنظيم للصفوف، لدرجة انها اضحت البديل الفعال حتى عن التنظيمات السياسية، ولعله لاول مرة في تاريخ البلاد العربية نشهد تحركا جماهيريا مليونيا في الشارع لا تقف وراءه تنظيمات حزبية وسياسية تقليدية، والتي تخلفت هذه المرة عن الركب بمسافة طويلة.
وفي نفس الاطار، فلقد لعب الاعلام بمختلف وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية، وكذلك الاقلام الحرة التي شاركت في التحريض والتنظير، دورا محوريا في تحريك الشارع وديمومة حركته الثورية.
ومن اجل ان نعرف مدى اهمية العاملين الاخيرين، دعونا نتذكر انتفاضة الشعب العراقي البطل في 1991، عندما كان المجتمع الدولي لا يسمح باجراء اي تغيير في الخارطة السياسية للعالم العربي من دون اذن منه، فبالرغم من الجرائم البشعة والوحشية التي ارتكبها آنئذ نظام الطاغية الذليل صدام حسين، وعلى الرغم من ان الشعب حرر (14) محافظة من مجموع (18) الا ان المجتمع الدولي ظل يسند النظام الشمولي، بل انه سمح له باستخدام طائراته السمتية لتدمير المدن والقصبات المحررة من سلطته الظالمة.
كما ان الاعلام وقتها، هو الاخر، كان لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم عما يجري في العراق لان المجتمع الدولي لم يشان ان يسمح له بان ينقل ولو صورة صغيرة جدا لما يحدث هناك، وتاليا ظلت حتى الشعوب العربية تشكك بحقيقة انتفاضة العراقيين ونواياهم لان انظمتها السياسية والاعلام الطائفي والعنصري وجمهرة فقهاء البلاط لم يشاؤوا لها ان تطلع على الحقائق.
اما اليوم فقد تغيرت الاحوال لصالح الشعوب، لدرجة ان مجلس الامن الدولي اصدر لحد الان حزمة كبيرة من القرارات ضد نظام ديكتاتور ليبيا على الرغم من انه لم يرتكب معشار ما ارتكبه طاغية العراق آنذاك، فيما نرى كيف ان محكمة الجنايات الدولية مستعجلة جدا لفتح تحقيق دولي بشان ما تسميه بجرائم ضد الانسانية ارتكبها طاغوت ليبيا وابنائه ومرتزقته.
اكثر من هذا، فان دول العالم، انظمة وشعوبا، رفعت نداءا عاجلا واحدا يدعو مجلس الامن الدولي وحلف الناتو الى التدخل في ليبيا لانقاذ الشعب من بطش النظام المستبد، ما يتناقض كليا مع ذات المشهد الذي حصل في العراق عام 2003، ما يعني ان المجتمع الدولي اصبح اليوم اكثر وعيا لمسؤولياته.
اما على الصعيد الاعلامي، فاذا كانت صور حلبجة وكربلاء، مثلا، غير مسموح لاحد بنشرها في ذلك الوقت، من اجل الصالح العام او خوفا على الامن والسلم الدوليين، فان صور الشارع المصري والتونسي والليبي والبحريني ينقلها الاعلام لحظة بلحظة.
وعندما يشهد العالم العربي كله، وفي وقت واحد، مثل هذه الثورة العارمة فان ذلك دليل على تشابه النظام السياسي الحاكم، من جانب، وعلى ان هذا النظام هو منظومة فاسدة تشتمل على ما يلي:
*السلطة السياسية الحاكمة.
*المؤسسة الدينية من فقهاء بلاط ووعاظ سلاطين.
*جيش المثقفين والاعلاميين.
*المعارضة بكل اتجاهاتها.
ولهذا السبب فجر الشباب هذه الثورات بعد ان تجاوزوا الموروث الفاسد مما ذكرناه اعلاه، طبعا باستثناء القلة القليلة في الفقرات (1،2،3) التي لعبت، ولا تزال، دورا ايجابيا في كل الذي يحصل.
لقد اعتمدت السلطة السياسية الحاكمة في بلداننا على مؤسسة دينية فاسدة، تصدر فتاواها تحت الطلب، تبرر للظالم جرائمه، وتسكت عن الفساد السياسي والمالي والاداري، ولا تقل كلمة الحق عند سلطان جائر، فتحولت الى شيطان اخرس عندما سكتت عن حق المواطن في حياة حرة وكريمة.
وان اخشى من اخشاه ان نشهد من الان فصاعدا ظهور طبقة، في العراق تحديدا، يمكن ان نطلق عليها صفة (مراجع السلاطين) او (مراجع البلاط) ممن ياتمرون باوامر السلطة عند اصدار فتاواهم.
انني احذر من نمو هذه الظاهرة التي راينا ارهاصاتها خلال الاسبوعين الاخيرين، ما يعرض مصداقية المرجعية الدينية التي ظلت على مر التاريخ متلاحمة مع الناس، تتحسس آلام الفقراء وتعيش معاناة المحتاجين، الى الخطر.
اتمنى على مثل هذه المرجعيات ان تعيد النظر في منهجها (السلطوي) فاذا كنا نعيب على المؤسسة الدينية في بلداننا العربية الاخرى انها جزء من منظومة الحكم والسلطة، فان من العيب والخطر في آن ان تتحول بعض مرجعياتنا الى ابواق بيد الحاكم، تخدمه على حساب مصالح الناس، وتتدخل لانقاذه من غضبة الناس في الساعات والاوقات الحرجة.
كما ان السلطة السياسية الحاكمة اعتمدت على جيش من (المثقفين) والاعلاميين الذين لا هم لهم الا التسبيح والتمجيد بالسلطان الظالم، واجهزته القمعية التي كممت الافواه وقمعت الصوت الحر.
لقد كشفت الاحداث عن مدى انحيازية اعلامنا، خاصة السلطوي، كما كشفت عن مدى تشبع المثقفين والاعلاميين بمرض الطائفية والعنصرية الذي دفعهم الى ان يكيلوا بمكيالين وبطريقة نفاقية قل مثيلها.
فضلا عن ذلك، فان الحكم نجح بطريقة او باخرى في تدجين فصائل المعارضة كل سحب متبنياته وتوجهاته الفكرية والسياسية واحيانا الايديولوجية، وحسب نقاط ضعفه، ولذلك راينا كيف ان الشارع العربي تجاوز في ثورته الحالية جل قوى المعارضة الا من خرج منها بدليل، من تلك القوى التي تمكنت من تطوير نفسها لتواكب الحدث وحاجات العصر واهداف الشعوب.
لقد اثبتت الاحداث ان المعارضة في بلداننا اصبحت جزءا من الماضي، ولذلك فشلت في تبني مطالب الشعب، فيما حاولت بعض فصائلها ان تركب الموج وتستغل الفرصة للحوار مع الانظمة المتهاوية، لولا ان عجل الشارع في اسقاط النظام السياسي فاغلق الباب امام هذه المعارضات واسقط احلامها الوردية.
ان ما تنجزه الشعوب العربية اليوم من عملية تغيير تاريخية هي الاولى من نوعها منذ تاسيس الدول العربية بحدودها الحالية ولحد الان، يعد منجزا مهما، الا ان الاهم منه هو منجز عملية البناء الديمقراطي، فكما هو واضح فان عملية الهدم سهلة جدا بالقياس الى عملية البناء، ليس في حياة الامم والشعوب وانما في كل شئ، فانت اذا اردت ان تهدم بيتك فان ذلك لا ياخذ منك اكثر من عدة ايام اما عملية اعادة بنائه فقد تاخذ منك اشهرا وربما اكثر من عام كامل، فما بالك بعملية اعادة بناء النظام السياسي الجديد على انقاض الديكتاتورية والنظام الشمولي البوليسي؟ بالتاكيد انها ستاخذ وقتا طويلا، وهي بحاجة الى جهد ثقافي استثنائي يتناسب وحجم المنجز التاريخي والحضاري الذي تتطلع اليه الشعوب العربية.
هنا يشخص واجب المثقفين والمفكرين والعلماء والفقهاء الحقيقيين ممن لم يدوروا في فلك الطاغوت فيما مضى من الوقت، ليبادروا فورا الى التنظير لعملية البناء الحضاري، مستفيدين من حماسة الشباب وتطلعاتهم الجديدة، اولئك الذين تعلموا من تجارب دول العالم المتحضر الكثير من الرؤى الحضارية السليمة التي تمكنهم من بناء بلدانهم على اسس سليمة وصحيحة.
ان التنظير لعملية بناء النظام السياسي الجديد يجب ان تعتمد على الاسس التالية:
اولا: التداول السلمي للسلطة، فلا توريث ولا انقلابات عسكرية، من اجل القضاء على مرض احتكار السلطة من قبل اي كان، فان الله تعالى لم يخلق الناس قسمين، الاول للسلطة والثاني للسخرة، ابدا، فان كل مواطن قادر على ان يشارك في العملية السياسية، من كل حسب قدرته وخبرته وطاقته وكفاءته.
ثانيا: تكافؤ الفرص، فلا يحق لاحد ان يحتكرها لنفسه وعشيرته وحزبه، فالفرص حق مشاع للجميع.
ثالثا: الحرية، وعلى راسها حرية الاعلام والتعبير، وحق الاختيار، من خلال الاحتكام الى صندوق الاقتراع لانتخاب المسؤول في الدولة، بدءا من رئيس الجمهورية الى ابسط مؤسسة حكومية او مدنية.
رابعا: العدالة الاجتماعية، فلكل مواطن حق في خيرات بلاده، لا يحق لاحد ان يحتكرها ويمنعها عنه.
خامسا: المجتمع المدني، من اجل الغاء عسكرة المجتمع، والقضاء على الارهاب والعنف بكل اشكاله.
سادسا: دولة الدستور والقانون والمؤسسات، للقضاء على عملية شخصنة الدولة، وفردية القرارات.
سابعا: فصل المؤسسة الدينية عن بقية مؤسسات الدولة، وكذلك اقرار مبدا فصل السلطات.
ان هذه الاسس وغيرها يجب ان تاخذها بعين الاعتبار عملية التنظير للنظام السياسي الجديد من اجل ان يقوم البناء على قواعد سليمة فلا تتكرر تجارب الديكتاتورية والتجاوز على الدستور والقانون وقرارات الاحكام العرفية ونزول الجيش الى الشوارع لابسط الاسباب وسحق حقوق الانسان.
ان البناء السليم للدولة الحديثة هو الذي يبني بلدا مستقرا ليس فيه امي ولا مريض ولا جائع ولا ارهابي ولا سلطة غاشمة ولا حاكم ظالم.
ولتكن القاعدة في بناء الدول قول امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام {يستدل على أدبار الدول بأربع: تضييع الأصول والتمسك بالغرور وتقديم الأراذل وتأخير الأفاضل}.
8 شباط 2011
*ملخص الندوة الحوارية المفتوحة التي اقامتها الجالية العربية مساء يوم السبت المنصرم (5 شباط 2011) في العاصمة الاميركية واشنطن.