وقفت سيدة النساء يوماً على قبر ابيها النبي الاقدس صلوات الله عليهما، وقبضت قبضة من تراب قبره المبارك فشمته ثم بكت وأنشأت تقول: ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمدٍ أن لا يشّمَ مدى الزمانِ غواليا ... صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنّها صُبّتْ على الأيامِ صِرنَ لياليا ***** ووقف الامام عليّ يوماً على قبر الزهراء صلوات الله عليهما وانشأ يقول: أرى عللَ الدنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليلُ ... لكل اجتماعٍ من خليلينِ فرقة وكلُ الذي دونَ الفراقِ قليلُ ... وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ دليلٌ على أنْ لا يدومَ خليلُ

الاثنين، نيسان ٢٦، ٢٠١٠

علي الشلاه ينقل 275 مليون دولار الى سويسرا

جريدة تسايتونك السويسرية

ترجمة: احسان عبود

................


ادعى السيد علي الشلاه عضو قائمة ائتلاف دولة القانون بأن الاموال التي كانت بحوزته اثناء وصوله الى سويسرا كانت عائدة الى ائتلاف دولة القانون برئاسة السيد نوري المالكي كان قد كلف بنقلها الى احد المصارف السويسرية وهي ماتبقى من اموال الحملة الانتخابية للقائمة المذكورة .

جاء ذلك اثناء الاستجواب الذي تعرض له من قبل شرطة المطار السويسرية في الاسبوع الماضي عندما وصل الى سويسرا قادما من العراق حيث فوجئ موظفوا الكمارك في المطار بوجود اموال طائلة ضمن الامتعة العائدة للسيد علي الشلاه .

هذا وقد صرح المحامي الخاص للسيد علي الشلاه بأن القضية روتينية وستنتهي حال وصول كتاب من السيد رئيس قائمة ائتلاف دولة القانون يؤيد ماجاء في اقوال موكله بخصوص عائدية الاموال .

وقال المحامي سبستيان مارتن بأنه سيعمل على منع تكرار مثل هذا الامر الذي يتعرض له موكله في كل مره يعود فيها الى مقر اقامته ( سويسرا ) وربما سيطالب له بتعويض عندما تتأكد الشرطة السويسرية بعدم وجود قضية غسيل اموال اتهم بها موكله عضو مجلس النواب واحد امناء شبكة الاعلام العراقي السيد علي الشلاه .


ehsan2006abood@googlemail.com

الجمعة، نيسان ١٦، ٢٠١٠

اناشيد صدامية على الطريقة السودانية

زينة الموسوي
...............
غريب امر قناة العراقية القناة الرسمية فهي من القنوات المتأصل فيها قول " القائد الضرورة " ابو هدلة المحور الى ابو الحفر : (( الوحدة بآمرها )) فما ان حل عبد الكريم السوداني مديرا مفوضا على القناة العراقية حتى قرر اعادة الموروث البعثي للعراقية فالاغاني الحماسية تذكرنا بالاناشيد البعثية وفكرة تصوير الجموع المختلفة الكبيرة في الشارع وهي تحمل العلم الكبير تذكرنا بتلك المسيرات التي كان يجمع لها
الاطفال تحت عنوان مسيرة الطلائع والفتيان والشباب وهم يلبسون المرقط وكأن عسكرة المجتمع عادت وعادة بالصيغة البعثية حتى ليست بالصيغة المالكية التي نسخة مطورة عن النسخة البعثية السوداني اعاد تلك المسيرات برائحتها النتنة البعثية فما هو تعليل السوداني لتصوير الحفلات والانطلاق بالاناشيد في فترة يعيش العراق فيها ذكرى استشهاد السيد الصدر فلم تجعل العراقية اي حيز لمفجر الثورة الاسلامية في العراق سوى برنامج متواضع تحت عنوان ندوة خاصة بين السائل والمجيب واستقدمت شخصيات من حزب الدعوة وكأن الصدر تلك الشخصية الكبيرة والعظيمة حكرا على حركة حزبية بعينه فهل تقزم العراقية الصدر لان الصدر قزم صدام ، السوداني يحقد على الصدر كما حقد البحثيون على تلك الشخصية العظيمة ولو احصينا الاغاني التي قدمها فرحا على شاشة العراقية لعرفنا مايخبئه الرجل من فكر بعثي

الاثنين، نيسان ١٢، ٢٠١٠

ياحسن سلمان ... خاب امل منتسبي قناة العراقية بك

منتسبوا العراقية
...................

فقد منتسبوا العراقية الامل الذي دغدغ مخيلتهم بأن يوم الخلاص من عبدالكريم السوداني آت بمساعدة رئيس هيئة الامناء حسن السلمان.

لكن السلمان تخلى عن ما يدعيه بانه في هذا المنصب لاعادة الامور الى طريقها الصحيح ،وهو يدري ومطلع عن قرب بما يفعله السوداني وقريبه الاخر علاء السوداني.. والسودانيان رفيقان معروفان ويعملان الان على اعادة البعثيين الى مواقع قيادة العراقية التي لاتعني لهم اكثر من بقرة حلوب، والسلمان اكثر شخص يعرف هذه الحقيقة... ان الذين حاربوا البعثيين بالشعارات يصالحونهم بالخفاء!!
ولكن هل وقف البعثيون الى جانب احد؟ هل تخلوا عن بعثيتهم؟ هل قبلوا التصالح؟ نسال السلمان المتصالح مع البعثية!!
ربح السلمان اوتصور انه ربح السوادني والبعثيين ولكنه خسر جميع الناس التي تقف معه وتؤمن بمنهجه ... السلمان يكرم السوداني على حسن الاداء وعلى الفساد!!
بالله عليك ياحسن السلمان الست انت المطلع على امرين مهمين وخطيرين وهما ان السوداني جاء من مدرسة البعث ولن يستبدلها بغيرها والثاني ان السوداني لايهمه من العراقية ومن شبكة الاعلام غير ماتضخه من مال .
ان كان كلامي كذبا وغير حقيقي اتحداك ياسلمان ان تقول انه كذب واعرف انك لن تعترف بصدقه.
واأسفى ياسلمان واسف ابناء العراقية وثقتهم الضائعة .

نتذكر الثمن لنحافظ على الامانة

نـــــــزار حيدر
في ذكرى الشهادة وسقوط الصنم

دعا نـــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، العراقيين الى تذكر الثمن الباهض الذي دفعوه من اجل التحرر من ربقة النظام الشمولي والبوليسي البائد، ليحافظوا على الامانة التي ورثوها ممن ضحى من اجل الحرية والكرامة والاستقلال.

واضاف نـــــزار حيدر الذي كان يتحدث في المهرجان الذي اقامته الجالية العراقية في (دار الثقافة) في العاصمة الاميركية واشنطن، ليلة امس لاحياء الذكرى السنوية الثلاثين لاستشهاد الامام السيد محمد باقر الصدر والذكرى السنوية السابعة لسقوط الصنم في العاصمة الحبيبة بغداد:

ان تزامن يوم سقوط الصنم مع ذكرى الشهيد لم يكن اعتباطا ابدا، فبعد (23) عاما من اعدام الشهيد الصدر، شهد العالم وفي نفس اليوم تحديدا (9 نيسان) انتقام الله تعالى لعبده الصالح من اعتى طاغية متجبر حكم بلاد الرافدين بالحديد والنار، فقتل الفقهاء والمفكرين من امثال الشهيد الصدر واغتال المراجع والعلماء من امثال الشهداء الصدر الثاني والسيد حسن الشيرازي في بيروت والسيد مهدي الحكيم في السودان، بل انه لم يتورع حتى عن قتل العلماء كبار السن كالشهداء السيد قاسم شبر والسيد صادق القزويني اللذان ذرفا على المئة والسيد طاهر الحيدري الذي ذرف على الثمانين.

لقد اقام الطاغية الذليل صدام حسين دعائم سلطته المتجبرة على جماجم الابرياء وانهار الدماء الطاهرة، التي اريقت في سجونه ومعتقلاته المظلمة وفي المقابر الجماعية وفي حلبجة والانفال وفي حروبه العبثية، حتى لقد صدق قول الشاعر على حال العراق وشعبه الابي على مدى اكثر من ثلاثين عاما من حكمه، والذي يقول فيه:

على كل عود صاحب وخليل وفي كل بيت رنة وعويل

ان شهداء العراق بدرجة واحدة عند الله تعالى لا نميز بينهم، فهم احياء في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ولكن عندما يكون الشهيد فقيها ومرجعا وباحثا ومفكرا وكاتبا وزعيما حركيا وقائدا سياسيا واخيرا مقاوما شهيدا، كالشهيد السيد محمد باقر الصدر فانه يكون بمنزلة خاصة، اولم يقل رسول الله (ص) {مداد العلماء افضل من دماء الشهداء}؟ فما بالك لو كان هذا العالم شهيدا في سبيل الله تعالى؟.

واضاف نــــزار حيدر مستطردا:

ان من مميزات الشهيد الصدر انه كان رجل مسؤولية اللحظة، اذا جاز التعبير، بمعنى انه كان يتحمل مسؤولية تحديات المرحلة ولذلك فعندما كتب انما كان يكتب لمواجهة تحدي المرحلة، وعندما كان يتحدث او يخطط انما كان يخطط لمواجهة تحديات المرحلة، فهو لم يكن يعيش خارج الزمن كما يفعل الكثيرون من الكتاب والباحثين ممن ينشغلون ويكتبون ويبحثون خارج الزمن وبالتالي بعيدا عن تحديات المرحلة، لان الانتاج عند الشهيد الصدر لم يكن عبثا او لهوا ليكتب بما يلهو به او بما يقضي به وقته، ابدا، ولذلك فهو عندما كتب (فلسفتنا واقتصادنا) عام (1958) كان يواجه بهما تحدي فكري وثقافي غريب عن فكر الامة وثقافتها ومعتقداتها ومتبنياتها، والذي كان يمثله المد اليساري المنحرف الذي حاول وقتها خداع الشعب بعبارات منمقة وشعارات جميلة اسالت لعاب الكثير من المغفلين، ليكتشفوا فيما بعد انهم ضحايا خداع فكر منحرف لا اساس له من الصحة.

وهكذا هي كتابات وبحوث الشهيد الصدر التي لم يكن اي واحد منها خارج الزمن وبلا رسالة تحدي.

حتى اذا تطلب التحدي الاستعداد للشهادة، كما كان يقول لتلامذته في العام 1979 و 1980 ايام قمة التحدي بينه وبين الطاغية المتجبر، بانه يرى ان الشعب العراقي والامة بحاجة الى دم كدم الحسين عليه السلام لتستفيق وتنهض، وعندما كان يسال، بضم الياء، عمن سيكون صاحب هذا الدم كان يجيب بانه دمه، فهو الذي سيراق دمه ويستشهد من اجل ان يسقي شجرة الاسلام والحرية والكرامة والاستقلال، ليحيى الشعب العراقي حرا كريما.

انه لم يقل بانه مفكر لا ينبغي ان يقتل لان الامة بحاجة اليه، او انه مرجع يحتاجه المقلدون، او انه فقيه يجب ان يحافظ على حياته ليواصل اصدار الفتاوى الدينية، ابدا، كما انه لم يكن ليحرض غيره على الفعل المطلوب للمرحلة، ليجلس هو في داره في مامن من المواجهة وتحديات المرحلة، ينظر في فراغ ويتحدث في لهو، وينشغل بكل ما هو خارج حاجات الزمان والمكان، بل انه كان رجل الموقف في اللحظة الحاسمة التي استشهد فيها فتفجرت الثورة ضد الطغيان، فلولا دمه ودم الشهداء الابرار من العراقيين والعراقيات، لما شهدنا تحقق الانتقام الالهي الذي افضى الى اسقاط الطاغية ونظامه الدموي، ليبدا العراقيون منذ التاسع من نيسان عام 2003 رحلة بناء العراق الجديد القائم على اساس التعددية ومبدا التداول السلمي للسلطة، باعتماد ادوات الديمقراطية والتي تقف على راسها صندوق الاقتراع الذي يحتكم اليه كل الفرقاء، والذي يتحكم باتجاهاته الناخب العراقي حصرا.

ان الذي سقط في التاسع من نيسان عام 2003 هو الديكتاتور الذي سام العباد الذل والهوان، فاذاقه الله تعالى طعم الذل والهوان عندما شاهده العالم اجمع في تلك اللحظة النادرة من عمر البشرية وهو بتلك الصورة المرعبة فاغرا فاه كالبقرة بين يدي الطبيب البيطري، وفي هذا اليوم سقط الصنم الذي دمر البلاد واضاع خيراتها، وفي هذا اليوم اعاد العراقيون حريتهم وتخلصوا من الديكتاتورية ليبداوا ببناء النظام الديمقراطي، اما الذي يتصور بان العراق فقد شرفه في هذا اليوم فهو على وهم كبير، لان الطاغية الذليل لم يكن في يوم من الايام يمثل شرف العراق او حتى مهتم بشرف العراقيين، بل على العكس فانه ضيع شرف العراق واعتدى على شرف العراقيين عندما فرط بسيادة البلاد من خلال توقيعه في خيمة صفوان على كل شروط الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها لوقف اطلاق النار في حرب الخليج الثانية، حرب تحرير الجارة الكويت من احتلاله الارعن الذي جر على البلاد والعباد الدمار بكل ابعاده.

ان سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 كان نتيجة طبيعية لتجبر وطغيان السلطة الظالمة، كما انه كان انتقاما الهيا لكل ضحايا ذلك النظام، ولذلك ينبغي ان يتذكر دوما من استخلفه الله تعالى على راس السلطة في العراق الجديد بانه مدين بوجوده في موقع المسؤولية اليوم الى دماء الشهداء والى الضحايا الذين ارخصوا حياتهم من اجل حرية البلد وكرامة الانسان من امثال الشهيد الصدر وبقية شهداء العراق كافة.

ليتذكروا بانهم ورثة دماء مسالة واجساد مقطعة وارواح ازهقت.

ان عليهم جميعا ان يتذكروا دائما بان مواقعهم اليوم هي امانة بايديهم لا يجوز ولا ينبغي لهم التفريط بها، وان عليهم ان يبذلوا كل ما في وسعهم من اجل ان لا يعود ايتام النظام الى السلطة فيعيدوا العراق الى سابق عهده تحكمه زمرة من اللصوص والقتلة والمجرمين.

ومن اجل ان لا يفرط احد بهذه التجربة عليهم جميعا، خاصة اتباع مدرسة الشهيد الصدر، ان يوحدوا صفوفهم فلا يختلفوا او يتنازعوا فيفشلوا وتذهب ريحهم، فيعود ايتام النظام الى مواقع السلطة مستفيدين من الثغرات التي ستتركها خلافاتهم غير المبررة ابدا، فالمرحلة لا تتحمل اي نوع من الخلاف او الاختلاف الذي يضر بكل التجربة، والتي تتسمر عيون الضحايا وعيون الاحرار صوبها للاطمئنان عليها خوف السرقة او الانقلاب عليها.

ان من يدعي بانه نتاج مدرسة الشهيد الصدر، وانه نتاج حركته الجهادية، عليه ان لا يغفل فيفرط بالتجربة التي ما كان ليجني ثمارها لولا دماء الشهداء الابرار.

ان عليهم جميعا ان يعرفوا جيدا بان مقاعد المسؤولية التي يجلسون عليها اليوم، تجري من تحتها انهار الدماء الطاهرة فهي بنيت على اشلاء الضحايا وجماجم الابرياء، ولذلك عليهم ان يكونوا اوفياء لهذه الدماء الطاهرة، من خلال اظهار اقصى درجات الحرص على التجربة وثمار التضحيات، وان تطلب ذلك الكثير من التنازل لرفاق الدرب واخوة المسيرة، ولكن ليس بمغازلة ايتام النظام البائد ابدا، وليس من خلال التودد اليهم على حساب ضحايا النظام ابدا.

يخطئ من يتصور بان من حقه ان يغازل هذا او يداري ذاك، كونه ولي امر دم الشهيد الصدر وبقية الشهداء، فله وحده حق العقوبة او العفو، فالعراقيون كلهم اولياء دم الشهداء، لان استشهاد الصدر لم يكن خسارة لفئة دون اخرى، او لعائلته فحسب، بل ان الذي خسر باستشهاده هم كل العراقيين الذين راوا فيه الفقيه والمرجع والعالم والمفكر والباحث والقائد والرمز والمقاوم والشهيد.

لشد ما استغرب كيف ان البعض يستشهد بقول الله تعالى {عفا الله عما سلف} لينسى او يتناسى جرائم النظام البائد لمغازلة ايتامه اليوم، وكلنا نعرف جيدا ماذا يعني هؤلاء بالنسبة الى العراق، وعلى مدى قرابة اربعة عقود من الزمن.

فبعودة الى القران الكريم وقراءة الاية جيدا سنلحظ انها تتحدث عن العفو عن (جريمة) تخص الانسان الفرد، وهي لم تتحدث عن الجرائم الاجتماعية التي يرتكبها الانسان، عندما يطغى، ضد الامة، كما انها تتحدث عن (معصية) يرتكبها الانسان في الزمن الماضي الذي يسبق الحكم الشرعي فلا يكرر جريمته بعد نزول الحكم الالهي، اما الذي يكرر الجريمة بعد الحكم فسيواجه، بفتح الجيم، باشد انتقام.

يقول القران الكريم {يا ايها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة او كفارة طعام مساكين او عدل ذلك صياما ليذوق وبال امره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام} فاين هذه الاية من جرائم النظام البائد وايتامه الذين لا زالوا يصرون على ارتكاب ذات الجرائم التي ارتكبها الطاغية الذليل ابان حكمه الاسود للعراق؟.

نحن لا ندعو الى الانتقام من احد ابدا، فبيننا وبين المجرمين الذين تلطخت اياديهم بدماء العراقيين القضاء المستقل والعادل الذي اقتص لحد الان، والحمد لله، من الكثير من المجرمين وعلى راسهم الطاغية الذليل، ولكننا حريصون جدا على ان لا تفشل التجربة فيعود العراق الى حظن قتلته المجرمين، ولذلك حق لنا ان نصرخ بوجه كل من يحاول ان يفرط بالتجربة فيتصرف وكانه وصل الى السلطة بعمله او انه ورثها من ابيه، ناسيا انه حمل، بضم الحاء، اليها بانهار الدم الزاكية التي اريقت من نحور الشهداء والذين يقف على راسهم الشهيد الصدر.

ان اول مصاديق الوفاء لدماء الشهداء، هو تحقيق ما كانوا يصبون اليه بتضحياتهم، الا وهو انصاف المظلومين والعمل على تحسين حياة الممستضعفين والمضطهدين، فماذا يعني ان يبقى ضحايا النظام البائد، هم انفسهم ضحايا التغيير ومن دون ان ينصفهم احد؟ لماذا لا زال ضحايا النظام يعانون من شظف العيش وعلى مختلف الاصعدة؟.

كما ان من مصاديق الوفاء هو التحلي بالاخلاق العالية في موقع المسؤولية، اما التورط بالفساد المالي والاداري، فليس من الوفاء في شئ ابدا، فالوفاء التزام ومسؤولية وليس ادعاء وشعار.

الى ذلك، قال نــــزار حيدر، ان الوسام الذي قلده ملك آل سعود الى الرئيس جلال طالباني اليوم في الرياض خلال زيارة الاخير الى الجزيرة العربية، لا يشرف العراقيين ابدا، كما انه لا يشرف الرئيس العراقي الذي هو ليس بحاجة الى مثل هذه الاوسمة لتزكيته، لانه لا يحتاج الى شهادة احد لاثبات حسن سلوكه، واذا كان نظام آل سعود يفكر بتكريم العراقيين فعليه ان يقلدهم وسام الاعتراف بالعملية السياسية فيوقف فورا كل اشكال التحريض على الارهاب الاعمى الذي لا زال يحصد بارواح العراقيين، فيقلع عن تجنيد الارهابيين وارسالهم الى العراق بعد غسل ادمغتهم وتسليحهم بالفتاوى التكفيرية والمال الحرام.

واضاف نـــــزار حيدر الذي كان يتحدث اليوم الى الزميل فلاح الفضلي في النشرة الاخبارية الرئيسية لقناة (الفيحاء) الفضائية:

اذا قال الشيطان بانه يقف على مسافة واحدة من كل العراقيين فساصدقه، اما ان اسمع مثل هذا الكلام من ملك السعودية فان ذلك يمكن عده كذبة نيسان وان جاءت متاخرة هذه المرة عن بداية الشهر، فالكل يعرف جيدا بان نظام آل سعود يتعامل مع الشعب العراقي بطائفية مقيتة ليس الان وانما منذ زمن بعيد، ولقد ذكر السيد شوارتزكوف قائد القوات الاميركية في حرب الخليج الثانية في مذكراته، كيف ان اتصالا هاتفيا تلقاه الرئيس بوش الاب من الملك فهد آنذاك اوقف عملية الزحف الى بغداد، خشية استبدال نظام صدام بالشيعة، على حد قوله نقلا عن لسان ملك السعودية.

11 نيسان 2010

الجمعة، نيسان ٠٩، ٢٠١٠

باقر الصدر انهم يأبون نسيان الطغاة وجلاديهم ..



بقلم : زهراء الموسوي

يا ابا جعفر ان اخوتنا يكرهوننا .. باقر الصدر ان خيرنا اليهم يصعد وشرهم الينا ينزل .. باقر الصدر انهم يفخخوننا.. باقر الصدر فلا الهواء ولا السماء ولا الدماء العراقية تشفع .. باقر الصدر حسبت انني ساعيش اياما بلا تمييز وبلا لوعة الا انها تعود .. باقر الصدر مااطبقت جفني الا بدمعة وما فتحته الا بها لشدة وطاة التعسف ممن لايريد ان ينسى الماضي التعيس، و ظلم من لايريد ان ينسى صداما ويحيى يوما جديدا وممن يتحيزون للحقبة المظلمة يغذيهم التعنصر، باقر الصدر انهم منا يسخرون واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤن ،باقر الصدر انّا وجوه رات النور في زمن اراد الله به ان يمن على الذين استضعفوا .. باقر الصدر احتكروا الماضي وقتلنا ضرورة لاحتكار الاتي فهم لايحبوننا لاننا منكم ومعكم ولانهم يدركون اننا لانلتفت ولا نقف عند ماضي ايام العراق المظلمة بفوانيس الخوف والجوع والحرب والذل والهوان !

باقر الصدر انهم يخنقوننا لاننا نستنشق التغيير بعافية ولانعاني سعال الولاء المدفون بين طيات شرايينهم للماضي الاسود لذلك قرروا القضاء علينا .. باقر الصدر هتكنا، باقر الصدر خوف يسوّرنا .. باقر الصدر يلاحقنا القوم في الارض وفي السماء .. باقر الصدر يريدون ان ننزح ويريدون ان نفر كما طوردنا من قبل وهاجرنا.. باقر الصدر انهم يتامرون علينا خلسة تحت خيمة الاحقاد حول موقد الغدر العتيق ..

باقر الصدر يذبحني القوم فاحيا صباحا اغسل وجهي بالعناد وازوقه بالامل واغرس في قلبي شتلة الرحمة فتورق حُبا ووردا احمر يجري في عروقي ، فاجدني والورد والرحمة في مساحات الحقد ضائعين !

باقر الصدر لن احزم حقائبي .. ولن ارحل .. وساقف بوجه رصاصات الضغينة .. لاموت حبا في العراق

التاسع من نيسان المعجزة 2010

لـو كـان أصـبـعـي بـعـثـيـا لـقـطـعـتـه

السبت، نيسان ٠٣، ٢٠١٠

حكومة؟ ام دولة قوية؟

نـــــــــــــــــــــزار حيدر

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

. . . . . . . . . . . . . . . . . .

على اعتاب ولادة الحكومة العراقية الجديدة، اثر الانتخابات البرلمانية الاخيرة، يكثر الجدل بين العراقيين عن امانيهم في رؤية حكومة قوية في بغداد، قادرة على قيادة البلاد الى بر الامان من خلال النجاح في مواجهة التحديات الصعبة التي تنتظرها.

فهل ان العراق بحاجة الى حكومة قوية لتجاوز المرحلة الصعبة، ام انه بحاجة الى دولة قوية؟ وما هو الفرق بين الاثنين؟.

برايي فان العراق بحاجة الى دولة قوية، وان الحكومة هي جزء من هذه الدولة، فلو تمكنا، نحن العراقيين، من بناء دولة قوية، فسنتمكن بشكل طبيعي من بناء حكومة قوية، ولكن العكس ليس صحيحا ابدا، فالحكومة القوية لوحدها لا تنتج دولة قوية، بل ربما تنتج دولة ضعيفة، لان طغيان قوة الحكومة يحولها الى غول يبتلع الدولة ومؤسساتها كما هو الحال بالنسبة الى جل الدول العربية التي تحكمها (حكومات) قوية، او اسر قوية، هضمت الدولة واستوعبت مكوناتها بشكل سئ، او كما كان الحال بالنسبة للعراق ابان العهد البائد وربما ما قبله، عندما طغت الحكومة على الدولة فانهارت الدولة وبقيت الحكومة حتى حين.

وهذا ما يفسر سبب انهيار الدولة العراقية بكل مؤسساتها لحظة سقوط الصنم في بغداد في التاسع من نيسان عام 2003 لان الدولة كانت قد تلخصت بالطاغية المتجبر، بعد ان اختزل الاخير الحكومة بشخصه وبعض من اسرته.

ان السبب في ذلك يعود الى ان الحكومة اذا ارادت ان تكون قوية تجدها تتوسل بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من اجل تحقيق قوتها، وهذا الامر ياتي عادة على حساب الدولة ولذلك تتضخم الحكومة وتضمحل الدولة لتنهار شيئا فشيئا، كلما قويت الحكومة.

فلماذا، اذن، نفكر ببناء الحكومة القوية ولا نهتم ببناء الدولة القوية؟.

اعتقد ان اهم اسباب ذلك هو طريقة تفكيرنا، التي تقودنا دائما الى اعتبار ان الحكومة هي كل شئ، او لاننا ورثنا في عقولنا وثقافتنا نظاما سياسيا قائما على احادية التفكير يعتمد السلطة وان كانت ادواتها البطش والقسوة، ولذلك ترانا الى الان نردد منطق ان الحال لا يتحسن الا بحاكم قوي، او ترانا نستذكر تاريخ القسوة والبطش، في مسعى لتمثيلهما على ارض الواقع من خلال السعي لتقمص شخصية الحاكم الجبار والوالي الذي يبطش برعيته.

تاسيسا على هذا كله، اعتقد بان علينا اولا ان نغير من طريقة تفكيرنا وفهمنا للدولة فنؤمن بانها ليست الحكومة فحسب، وان الحكومة القوية لا تاتي ابتداءا وانما هي نتيجة للدولة القوية، كيف؟.

يقول العلماء ان اركان الدولة، اية دولة، ثلاثة، هي البشر والارض والسلطة، ولذلك فان الدولة القوية هي تلك التي تكون فيها اركانها الثلاثة قوية، كيف؟.

بالنسبة الى الركن الاول، فان شعب اية دولة يكون قويا بتماسكه ووحدته، من جانب، وبالعلم والمعرفة والصحة والوعي والجد والمثابرة والانتاج، من جانب آخر.

فالشعب الممزق على اساس اثني مثلا او ديني او مذهبي او حتى سياسي او فكري وثقافي، لا يمكن ان يساهم وضعه في بناء دولة قوية، لانه فاقد الشئ الذي لا يمكنه ان يعطيه.

كما ان الشعب الجاهل والمريض والكسول والمستهلك لا يمكن ان يكون قويا ابدا، فلو قرانا واقع الدول القوية في عالم اليوم، وكذلك عبر التاريخ القديم والحديث، لوجدنا انها تتميز بشعوب قوية بالعلم والمعرفة والصحة، وهي شعوب متماسكة ومتحدة، كما انها شعوب منتجة.

كذلك، فان الشعب الذي لا يجد فرصته في العمل والتعليم والصحة والسكن والحياة الرغيدة، الحرة والكريمة، لا ننتظر منه ان يبني دولة قوية ابدا، ولذلك يجب ان توفر الدولة الفرص لكل المواطنين بلا تمييز، كما هو الحال مثلا في الولايات المتحدة الاميركية التي يطلق عليها مصطلح (بلد الفرص) لان الدستور ضمن مبدا تكافؤ الفرص لكل المواطنين بلا تمييز لا على اساس عرقي ولا على اساس ديني او اثني او حتى حزبي او سياسي او فكري.

اسالكم بربكم، هل رايتم او سمعتم او قراتم في التاريخ عن دولة قوية بشعب ممزق؟ او دولة قوية بشعب جاهل يستهلك ما ينتجه الاخرون؟ ولذلك فان الرسول الكريم (ص) عندما فكر في بناء دولته القوية في المدينة المنورة بادر اولا الى حل كل الخصومات التي كانت بين القبائل التي ستتشكل منها هذه الدولة، كما انه (ص) آخى بين المهاجرين والانصار ليقطع الطريق على اية خصومة محتملة تهدد قوة الدولة الجديدة.

ثم شرع (ص) التعليم وطلب العلم فقال {طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة} و {اطلبوا العلم ولو بالصين} و {اطلبوا العلم من المهد الى اللحد} لان الزعيم الذي يفكر في بناء دولة قوية يباهي بها الامم، لا يمكنه تحقيق ذلك بشعب جاهل احمق لا يعرف القراءة والكتابة، تنخر به النزاعات وتمزقه الحروب الداخلية.

ثم شرع (ص) نظام الصحة العامة فقال {العقل السليم في الجسم السليم} و {تنظفوا فان الاسلام نظيف} و {ان الله جميل ويحب الجمال} مستوحيا ذلك من قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم {كلوا واشربوا ولا تسرفوا}.

فالرسول الكريم لم يشرع في بناء الدولة القوية قبل ان يشرع في بناء الشعب القوي، لانه اذا تمكن من بناء مثل هذا الشعب فانه سينجح بشكل طبيعي في بناء دولته القوية لانها ستكون تحصيل حاصل لمثل هذا الشعب.

بشان الركن الثاني، فالحمد لله تعالى فلقد انعم رب العزة على العراقيين بارض وفيرة بكل الخيرات التي يحتاجها شعب لبناء دولة قوية، كما انها ارض بحدود برية وبحرية قل نظيرها بالاضافة الى النهرين العظيمين اللذين حبا الله تعالى بهما العراق، ولا اريد هنا ان استرسل في الحديث عن هذا الركن لاننا جميعا نعرف ما عندنا وما الذي انعمه الله تعالى علينا، وبكلمة مختصرة اقول بان الركن الثاني متوفر بلا منازع، بالرغم من ان العراقيين خسروا اكثر من (10%) من ارضهم لصالح كل دول الجوار تقريبا بسبب الحروب العبثية التي كان يخوض غمارها النظام البائد بلا نتيجة ايجابية تذكر.

هذا بشان الشعب والارض، اما بشان الدولة كمؤسسة، فهي حاصل جمع اربع سلطات لا تنفك عن بعضها، وهي:

اولا: السلطة التشريعية، مجلس النواب في الحالة العراقية.

ثانيا: السلطة التنفيذية، مجلس الوزراء في هذه الحالة.

ثالثا: السلطة القضائية، مجلس القضاء الاعلى والمحكمة الاتحادية العليا وعدد آخر من المؤسسات التي نص عليها الدستور العراقي.

رابعا: منظمات المجتمع المدني والتي تقف على راسها الاعلام كسلطة رابعة كما يطلق عليها في العالم الحر.

فمن اجل ان تكون عندنا حكومة قوية ينبغي ان تكون كل السلطات الاربع قوية، فاذا كان البرلمان مثلا عاجزا عن اداء دوره التشريعي فمن الذي سيسن القوانين لتنفذها الحكومة؟ واذا كان البرلمان مشلولا لا يقدر على اداء دوره الرقابي فمن الذي سيصحح مسارات السلطة التنفيذية؟ واذا كان القضاء مسيسا فمن الذي سينصف المواطن وياخذ حقه من الحكومة تحديدا؟ كما ان القضاء الضعيف العاجز عن اداء دوره بحيادية ومهنية عالية لا يقدر على حماية الدستور كما انه لا يقدر على فض النزاعات بين مؤسسات الدولة الاخرى، خاصة السلطتين التشريعية والتنفيذية، وسيفشل في تفسير نصوص الدستور المختلف عليها بشكل حيادي ومهني.

الى جانب كل هذه المؤسسات، يشخص دور منظمات المجتمع المدني القادرة على ممارسة دور الرقابة والمساءلة والمحاسبة بشكل اوسع، ليس للحكومة فقط وانما لكل مؤسسات الدولة سواء المركزية، الحكومة في بغداد، او المحلية، مجالس المحافظات والمحافظين وغيرهم.

كما ان منظمات المجتمع المدني، اذا كانت حقيقية وقوية وتتمتع بنفوذ شعبي كبير، قادرة على ان تؤدي الكثير من المهام الاساسية التي تعجز الحكومة عن تحمل مسؤولياتها، ان على صعيد الفكر والثقافة او على صعيد الرياضة والاقتصاد والبيئة وغير ذلك من القضايا المهمة جدا والتي تلعب دورا في اعادة بناء البلد على اسس سليمة.

ويشخص الاعلام من بين كل منظمات المجتمع المدني كسلطة كبيرة وواسعة في العالم الحر لما له من دور مفصلي في تشكل الدولة القوية، ولذلك بات من المسلمات الاكيدة القول باستحالة بناء دولة قوية بلا اعلام حر او بلا حرية تعبير عن الراي، ففي البلد الذي تكمم فيه الحكومة افواه المثقفين والمبدعين والشعراء والادباء والمؤلفين، وتلاحق الصحفي وتقمع الكاتب وتغلق وسائل الاعلام لابسط الذرائع والحجج، ان في مثل هذا البلد لا يمكن ان نتصور قيام دولة قوية، بل ان فيها حكومة متسلطة وليست قوية ابدا، انها تشبه الى حد بعيد حكومة (صدام حسين) القوية، والتي لم تكن في حقيقتها قوية وانما كانت (حكومة) بطش وقمع ومصادرة للحريات وتحديدا لحرية الراي، ولقد اكتشف العالم مدى هشاشة تكوينها الداخلي عندما انهارت امام (الغزو) الاميركي لدرجة ان العراقيين اطلقوا عليها صفة (نمر من ورق) تندرا.

هنا اود القول وبالفم المليان، ان الديمقراطية بلا حرية تعبير اكذوبة كبرى، لان حرية التعبير والديمقراطية امران متلازمان لا يمكن الفصل بينهما ابدا، وان كل الحجج والاعذار التي تسوقها عادة الانظمة الشمولية لمصادرة حرية التعبير في البلد، اي بلد، انما هي محاولات مستميتة من قبل الحاكم الجائر لتبرير ظلمه وعدم شرعية سلطته التي قامت، والحال هذه، اما بالوراثة او بالسرقة المسلحة (الانقلاب العسكري) او بالقمع والقتل والاغتيال.

لقد تسمى الكثير من حكام البلاد العربية، واستصحابا للتاريخ الاسود لمن سبقوهم في السلطة، باسماء وعناوين والقاب مرتبطة بالخالق المتعال ومقدساته، في محاولة منهم لاضفاء هالة القداسة والقدسية على سلطانهم المغتصب من شعوبهم، ما يبررون به قمع حرية التعبير، على اعتبار ان ظل الله في الارض لا يحاسب او يراقب او ينتقد، بضم الياء، فهذا خادم الحرمين الشريفين وولي الامر، وذاك امير المؤمنين والاخر المجاهد الاكبر والرابع العبد المؤمن وهكذا، ما يذكرنا بالقاب الطغاة الامويين والعباسيين، كالمستنصر بالله والمعتمد على الله والواثق بالله والقائم بامر الله ومن لف لفهم.

انها محاولات لتقديس الذات من اجل تركيع الشعوب على اقدام الحاكم، وهم في حقيقة امرهم حكام ظالمون منحرفون غاصبون للسلطة رغما عن انف الشعوب وارادة الامة، يجب اسقاطهم عن عروشهم لانهم لم يصلوا اليها لا بارادة شعبية ولا بتفويض من الناس عبر آليات الديمقراطية والشورى والتي تقف على راسها صندوق الاقتراع ولا هم يحزنون.

في العراق اذن، يجب ان نحافظ على حرية الاعلام وتحديدا حرية التعبير، لتساهم منظمات المجتمع المدني في بناء الدولة العراقية القوية، الى جانب بقية مؤسساتها الاخرى.

اتمنى على مجلس النواب الجديد ان يبادر فور التئام جمعه الى سن قانون حماية الصحفيين كبادرة حسن نية من قبل الكتل السياسية لدعم وتاييد حرية الاعلام، حتى لا يعتدي احد على الصحفيين ولا يهان كاتب ولا تغلق وسيلة اعلامية، ولا يخشى صحفي على مستقبل عائلته وهو يقاتل على خط النار الامامي.

لشد ما استغرب اهتمام السياسيين في العراق بتكشيل حكومة يقولون انها ستكون قوية، فيما لم يبذلوا اي جهد يذكر لتاسيس برلمان قوي، او منظمات مجتمع مدني قوية؟ فهل يعتقدون ان الحكومة القوية تكفي لبناء الدولة القوية؟.

اكثر من هذا، فهم بدلا من ان يبذلوا جهودا متساوية في بناء كل مؤسسات الدولة مجتمعة، اذا بهم يسعون الى تسخير بقية مؤسسات الدولة لصالح اجنداتهم الحزبية والانتخابية واحيانا الشخصية الضيقة، ما يدلل على عدم جديتهم في بناء الدولة العراقية القوية.

بعضهم يسعى لان يكون البرلمان آلة طيعة في خدمة الحكومة، وآخر يسعى من اجل تسخير منظمات المجتمع المدني، الاعلام تحديدا، لخدمته بغض النظر عما يقوله ويفعله وينجزه، وثالث يحاول التاثير على القضاء العراقي ليفسر مواد الدستور كما يحلو له خدمة لما يصبو اليه.

وبعودة سريعة الى تصريحات الكتل السياسية قبل وبعد الانتخابات، فسنلحظ ان هناك تناقضا واضحا ينم عن انعدام الرؤية لدى هذه الكتل، لانها لا تنظر الا الى السلطة وكيف يمكنها ان تقبض عليها؟ اما مشروع الدولة فلازال بعيد كل البعد عن مشروعهم الانتخابي والسياسي.

فمثلا، تحدثت كل الكتل قبل الانتخابات في برنامجها الانتخابي عن سعيها لتشكيل حكومة قوية بلا محاصصة وبلا شراكة على الطريقة القديمة، فسمتها كل الكتل بحكومة الاغلبية، وما ان ظهرت نتائج الانتخابات التي اكدت عدم فوز احد فوزا ساحقا يضمن له الحصول على الاغلبية البرلمانية التي تؤهله لتشكيل الحكومة المقبلة، اذا بهم جميعا يتحدثون عن حكومة شراكة وتوافق وما الى ذلك.

ان لمثل هذه الخطابات معنى واحدا لا غير الا وهو انعدام الرؤية عند هؤلاء ما يدفعهم الى التخبط في الاراء والمواقف والمشاريع والافكار.

طبعا هم لا يقدرون على الحديث عن المحاصصة بشكل واضح وعلني ولذلك تراهم يتلاعبون بالالفاظ فيقدمون ويؤخرون بالمصطلحات وكان الناخب (اهبل) لا يفهم ما يقولون، وان طريقتهم هذه تذكرني بطريقة فتاوى (فقهاء الوهابية التكفيريين) الذين يلفون ويدورون في فتاواهم بشان (الزواج المؤقت) فتراهم يطلقون عليه تسميات عدة، ويبقى الجوهر واحد هو ما يسميه الفقه الشيعي بـزواج المتعة، لانهم لا يريدون ان يستعيروا التسمية خوفا من اتهامهم بالانتماء الى الرافضة.

تصور ان احدهم ادعى قبل الانتخابات بانه سوف يعتذر للشعب العراقي اذا لم تحصل كتلته في البرلمان القادم على عدد المقاعد الذي يؤهله لتشكيل حكومة الاغلبية، اذا به نراه اليوم متهالكا للوصول الى سدة الحكومة من خلال السعي لتجميع الاصوات المطلوبة واحدا فواحد.

تاسيسا على كل ذلك، اعتقد ان العراق الذي يحتاج الى حكومة قوية تعتمد الاستحقاق الانتخابي الاخير، يحتاج في نفس الوقت الى برلمان قوي قادر على ممارسة دوره في الرقابة، وهو امر لا يمكن ان نتصوره اذا اشتركت كل الكتل البرلمانية الجديدة في تشكيل الحكومة القادمة، لاننا سنشهد برلمانا خال من المعارضة او على الاقل بلا رقابة على اداء الحكومة، ولذلك اعتقد ان من اللازم بمكان ان تبقى احدى الكتل البرلمانية الثلاثة الاولى خارج الحكومة لتمارس دور الرقابة، ما يقوي البرلمان والحكومة معا.

هذه المرة لا نريد من البرلمان ان يكون كسابقه يدير اعماله على طريقة (شيخ العشيرة) انما نريده قاس على الحكومة فيقف لها بالمرصاد ليسقطها اذا اخطات او سرقت او تباطأت او فشلت، ويسندها اذا حاولت، ليكون اقرب في ادائه الى الناخب من الحكومة، من اجل ان يكون البرلمان اسما على مسمى، اعضاؤه نوابا عن الشعب وليس عن الحكومة.

بهذا الصدد اريد الحديث ببعض الصراحة، تعليقا على تصريح رئيس كتلة (العراقية) الذي قال فيه ان عدم مشاركة كتلته في تشكيلة الحكومة الجديدة سيعيد البلاد الى الصراعات الطائفية من جديد، معللا ذلك بغياب النواب السنة في كتلتي (الوطني) و (دولة القانون) وهو بلا شك كلام طائفي بامتياز، وذلك بالادلة التالية:

اولا: ان الدستور العراقي لم يتحدث عن او يحدد هوية النواب في الكتلة النيابية الاكثر عددا والتي يحق لها دستوريا تشكيل الحكومة.

هذا يعني، بحسب التصريح المذكور، لو ان كتلة برلمانية (سنية) كانت في يوم من الايام هي الكتلة الاكثر عددا تحت قبة البرلمان فسوف لن يحق لها تشكيل الحكومة لانها تفتقر الى نواب شيعة، وهكذا.

ترى، هل يعقل مثل هذا الكلام؟ وهل انه يستند الى الدستور او القانون او حتى الى العقل؟.

ثانيا: الا ينبغي على الجميع احترام خيارات الناخب العراقي؟ اوليس هو الذي رسم معالم الكتل الفائزة في الانتخابات الاخيرة؟ وهو الذي حدد هوياتها؟ فلماذا نطعن بهذه الخيارات؟ ولماذا نميز بين الكتل على اساس مذهبي او اثني؟ فاذا كان خيار الناخب مذهبيا او اثنيا او دينيا فلماذا ننكر عليه ذلك من خلال الطعن بهذه الخيارات؟.

لقد اختار الناخب العراقي بهذه الطريقة التي افرزت كتلا بهذه الالوان التي يعرفها الجميع، من دون ان يعني ذلك ان علينا ان نسترسل مع العناوين المذهبية وغيرها الى ما لا نهاية، فالدستور، كما اسلفت، لم يتحدث عن لون الكتلة او هويتها، عندما تحدث عن الحق الدستوري في تشكيل الحكومة، وانما نطق فقط بالاغلبية العددية، وهذا ما يجب ان نلتزم به عند السعي لتشكيل الحكومة الجديدة.

اتمنى على الجميع ان لا يتورطوا فيورطوا العراق والناخب بالحديث الطائفي والعنصري وما اشبه، وان على كل الفرقاء ان يتحدثوا بصفتهم كتلا برلمانية فقط بغض النظر عن مكوناتها وهوية نوابها.

على كل الفرقاء ان يتعاملوا في اطار العملية السياسية ككتل برلمانية وليسوا ككتل مذهبية او اثنية او دينية، من اجل ان ينتقلوا بطريقة تفكيرهم من الاطر الضيقة، الدينية والمذهبية والاثنية والحزبية، الى الاطر السياسية تحت قبة البرلمان، لنتجاوز المحاصصات سيئة الصيت، التي جرت على العراق الكثير من الويلات منذ سقوط الصنم ولحد الان، ولقد وعدتنا الكتل قبل الانتخابات بانها ستتجاوز اطر المحاصصة في تشكيل الحكومة وفي كل شئ، فهل سيفي عرقوب بوعده؟.

2 نيسان 2010